إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سؤل العلماء للطعن في الأمراء مسلك الخوارج السفهاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سؤل العلماء للطعن في الأمراء مسلك الخوارج السفهاء

    بسملة

    سؤل العلماء للطعن
    في الأمراء مسلك الخوارج السفهاء
    ------

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
    أما بعد:
    فما من سبيل للطعن في الحكام والتشهير بهم إلا وسلكه الخوارج، ومن الطرق الملتوية التي يسلكونها للنيل من الحكام، سؤال العلماء ليستخرجوا منهم ما يخدم أغراضهم السيئة.
    عن عثمان هو: ابن موهب، قال: جاء رجل من أهل مصر حج البيت، فرأى قوما جلوسا، فقال: من هؤلاء القوم؟ فقالوا هؤلاء قريش، قال: فمن الشيخ فيهم؟ قالوا: عبد الله بن عمر، قال: يا ابن عمر، إني سائلك عن شيء فحدثني، هل تعلم أن عثمان فر يوم أحد؟ قال: نعم، قال: تعلم أنه تغيب عن بدر ولم يشهد؟ قال: نعم، قال: تعلم أنه تغيب عن بيعة الرضوان فلم يشهدها؟ قال: نعم، قال: الله أكبر، قال: ابن عمر: تعال أبين لك، أما فراره يوم أحد، فأشهد أن الله عفا عنه وغفر له، وأما تغيبه عن بدر فإنه كانت تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت مريضة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لك أجر رجل ممن شهد بدرا، وسهمه» وأما تغيبه عن بيعة الرضوان، فلو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان لبعثه مكانه، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى: «هذه يد عثمان». فضرب بها على يده، فقال: «هذه لعثمان» فقال له ابن عمر اذهب بها الآن معك. [أخرجه البخاري].
    قال العلامة ابن عثيمين رحمة الله في ((تفسير القرآن الكريم سورة آل عمران)) (2/311-312): ((فمثل هذه المسائل ينبغي للإنسان أن ينتبه لها ويكون حذرا، فبعض الناس ربما يسأل سؤالا ظاهره الاسترشاد ولكن يكون معناه النقد، فإذا جاء به على هذا الوجه ألقم الناقد حجرا، وصار هذا من سوء فهمه، وعلى كل حال فلكل مقام مقال، وليس معنى هذا أن نسيء الظن في كل واحد. فابن عمر رضي الله عنه فهم من الخارجي أنه يريد الطعن والقدح في عثمان فأجابه)) اهـ.

    وهذا حال الخوارج في القديم والحديث:
    وليس ببعيد ما أثير حينما نشر شريط مزور مكذوب فيه تبرير الإمام ابن باز رحمه الله للبس الصليب لأحد الأمراء عنا ببعيد.
    وقد جاء تكذيب هذا العمل الإجرامي من الشيخ ابن باز رحمه الله كما في ((مجموع فتاواه)) : ((تكذيب بصدور فتوى لسماحته عن جواز لبس الصليب.
    الأخ الفاضل الدكتور محمد بن سعد الشويعر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
    فالحمد لله عز وجل الذي سخر لهذه الأمة من يرعى أبناءها ويمد يد العون لهم كلما أرادوه، ويعلم الله كم أنا مسرور عندما أجد من يهتم برسائلي في وقت قل فيه أهل الخير إلا من رحم الله.
    لقد بعثت لك يا دكتور محمد مجموعة من الرسائل على فترات، وطلبت في هذه الرسائل مجلة البحوث الإسلامية وبعض الكتب، وكانت عندي بعض الأسئلة كذلك فقمتم مشكورين بالإجابة عليها خير إجابة، ولاقى هذا العمل صدى جميلا في نفسي ونفس أصدقائي الذين أخبرتهم بذلك.
    واليوم يا دكتور عندي استفسار عن أمر دار حوله جدل طويل وانقسام عظيم، وتناحر بين الأصدقاء والإخوة، وذلك عندما وصلنا شريط فيه مجموعة أسئلة طرحت على سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - حفظه الله - ومن ضمن هذه الأسئلة سؤال من أخ مصري سأله فيه عن حكم لبس الصليب؟ فأجابه الشيخ بجواز ذلك مما أثار موجة عارمة بين الجميع، وشخصيا ما كدت أصدق ذلك من هول ما سمعت، وقد نصبت نفسي محامي دفاع عن الشيخ ولكن موقفي كان ضعيفا فالصوت صوت الشيخ - حفظه الله - والقاضي عياض نقل الإجماع في كتاب الشفا على كفر لابس الصليب.
    فأرجو يا دكتور أن توضح لنا الأمر فهنالك الكثير من الشباب المسلم ينتظر هذه الإجابة منك كونك من المقربين للشيخ - حفظه الله - أرجو أن تشفي صدورنا ويا حبذا لو أن سماحته شخصيا - يجيبنا على هذا الاستفسار.
    ولا أخفيك القول أن صورة الشيخ قد اهتزت عند كثير من الشباب بعد سماع ذلك الشريط، وأن كثيرا من أصحاب النفوس المريضة انتهزوها فرصة للنيل من مكانة الشيخ وتجريحه.
    فلا تبخل علينا يا دكتور بما سيكون لك في ميزان عملك إن شاء الله، بما سيقطع الطريق على مرضى النفوس، وفقكم ورعاكم الله لما فيه خير هذه الأمة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    المرسل ج. ع. ع. الأردن – إربد ولقد عرضت هذه الرسالة على سماحته - رحمه الله - فاسترجع وحوقل، وقال: حسبنا الله ونعم الوكيل، ثم أملى علي هذا الجواب الذي بعث للمرسل.
    من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم ج. ع. ع. وفقه الله لما فيه رضاه وثبته على دينه آمين.
    سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
    فقد اطلعت على رسالتكم المؤرخة 14 ربيع الأول عام 1417 هـ الموجهة لفضيلة الدكتور محمد بن سعد الشويعر، حول الشريط المنسوب إلي وفيه فتوى عن جواز لبس الصليب، وأنني أجبت بجواز ذلك.
    فأحيطكم علما أن هذا لم يصدر مني وأنه كذب علي ولا أصل لذلك، جازى الله من عمله بما يستحق، وليست هذه أول كذبة يفتريها بعض المغرضين علي وعلى غيري من أصحاب الفضيلة المشايخ وغيرهم فقد سبقها كثير، ومن ذلك ما نشر عندكم في الأردن قبل شهر في صحيفة الرأي وغيرها من أني أقول بأن المرأة إذا ذهبت للعمل فهي زانية، فقد ابتسروا من كلمة لي صدرت منذ عشرين عاما ما يوافق أهواءهم، وعنوانها: (حكم مشاركة المرأة للرجل في العمل) وقد نشرت في مركز الدعوة الإسلامية بلاهور الباكستان - الطبعة الأولى في ربيع الثاني عام 1399 هـ الموافق مارس 1979 م، وضمن كتابنا مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الأول من ص (422- 432) وقد طبع هذا الجزء عام 1408 هـ الموافق 1987 م وكان إعادة نشر المقالة هو الرد على أولئك، ونرفق لكم نسخة منها.
    ولذا نرجو من فضيلتكم تزويدنا بنسخة من الشريط الذي نوهتم عنه للاطلاع وإجراء ما يلزم، جعلنا الله وإياكم من المتعاونين على الحق الناصرين لدين الله المعينين على قمع البدع والأهواء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    مفتي عام المملكة العربية السعودية
    )) اهـ.
    هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

    كتبه
    عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
    طرابلس الغرب: ليلة الثلاثاء 27 شعبان سنة 1441 هـ
    الموافق لـ: 21 أبريل سنة 2020 ف
    التعديل الأخير تم بواسطة إدارة الإبانة السلفية; الساعة 2020-04-20, 09:40 PM.

  • #2
    جزاك الله خيرا أخي عزالدين

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم

      جزاك الله خيرا أخي عز الدين،،

      من القواعد الشرعية الكبرى: الأمور بمقاصدها؛ فيختلف الحكم بحسب قصد السائل، فإن كان قصده التشكيك والاعتراض خاصة في مسائل العقيدة كان حكمه غير حكم السائل المسترشد، وقد تظهر علامات كل صنف، ويعامل كل شخص بحسب سيرته فإن كانت حسنة فيحمل كلامه على الوجه الحسن وإن كانت سيرته سيئة فيحمل كلامه على الوجه السيء كما ذكر ذلك شيوخنا.
      وقلتُ خاصة في العقيدة، لأن المسائل الفقهية الخلافية يحسن بالشخص أن يورد اعتراضه على شكل سؤال مؤدب، ولا يتهجم على الشيخ بالاعتراض، والأصوليون يسمون الاعتراضات أسئلة. وأحيانا يورد السائل المسترشد سؤاله فيُظنّ به أنه معترض فلا بد من المجيب أن يمسك أعصابه ولا ينفعل، ومن الأدعية النبوية: (اللهم إني أسألك كلمة الحق في الرضا والغضب).
      وبما أنّ موضوعنا في الذين يبتغون بسؤالهم الفتنة والتشكيك فقد نقل أبو عبد الله القرطبي -رحمه الله- في تفسير قوله تعالى: ((فأمَّا الذين في قلوبهم زَيغ فـيـتَّـبِعون ما تشَابه منه ابتِغاء الفتنة وابتِغاء تأويله)) عن أبي بكر الأنباري -رحمه الله- قولَه: وقد كان الأئمة من السلف يعاقبون من يسأل عن تفسير الحروف المشكلة في القرآن، لأنَّ السائلَ إن كان يَـبـغي بسؤاله تخليدَ البدعة وإثارةَ الفتنة فهو حَقيقٌ بالنكير وأعظم التَّعزير، وإن لم يكن ذلك مقصده فقد استحق العَـتَب بما اجترَم من الذنب، إذ أوجدَ للمنافقين الملحدين في ذلك الوقت سبيلا إلى أن يقصدوا ضَعَفة المسلمين بالتشكيك والتضليل في تحريف القرآن عن مناهج التنزيل وحقائق التأويل. فمِن ذلك ما حدثنا إسماعيلُ بن إسحاق القاضي أنبأنا سليمان بن حَرب عن حماد بن زيد عن يزيد بن حازم عن سليمانَ بن يسار أن صَبيغ بن عِسْل قدم المدينة فجعل يسألُ عن متشابه القرآن وعن أشياءَ، فبلغ ذلك عمرَ رضي الله عنه فبعثَ إليه عمر فأحضَره وقد أعدَّ له عَراجينَ مِن عراجين النخل. فلما حضر قال له عمر: مَن أنت؟ قال: أنا عبدُ الله صَبيغ. فقال عمر رضي الله عنه: وأنا عبدُ الله عمرُ، ثم قام إليه فضرب رأسَه بعرجون فشَجَّه، ثم تابع ضَربه حتى سالَ دمُه على وجهه، فقال: حسبُك يا أمير المؤمنين فقد والله ذهبَ ما كنتُ أجد في رأسي! (...) ثم إن الله تعالى ألهمَه التوبة وقذفها في قلبه فتاب وحسنت توبته. ومعنى" ابتغاء الفتنة" طلبَ الشبهات واللَّبس على المؤمنين حتى يُفسدوا ذاتَ بينهم، ويردُّوا الناس إلى زيغهم. [الجامع لأحكام القرآن (5/ 23-24)]
      فهذا الأسلوب العُمَريّ أحد الأساليب في معالجة هذا الداء، وقد تكون المعالجة بالإعراض عن هؤلاء السفهاء وعدم إعطائهم الفرصة ليبُـثُّوا شُبَهَهُم خاصة لمن ليس لديه آلة الزجر، كما ذكر الدارمي في مُسنده أنَّ رجلا من أهل الأهواء، قال: لأيوب، يا أبا بكر، أسألك عن كلمة؟ قال: «فَـوَلَّـى، وهو يُشير بأصبعه ولا نصفَ كلمة!»، وفعل ذلك أيضا سعيد بن جبير -رحمة الله عليهم جميعا-. [يُنظر: مسند الدارمي (1/ 390)]
      ومن المعلوم أنَّ السؤال أحد مداخل الشيطان على ابن آدم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يأتي الشيطانُ أحدَكم فيقول: مَن خلق كذا، مَن خلق كذا، حتى يقول: مَن خلق ربك؟ فإذا بلَـغَـه فليستعِذ بالله وليَـنـتَـه). [متفق عليه]
      ومن الأساليب الناجعة في معالجة الداء ما فعله ابن عمر رضي الله عنهما حيث أجاب عن شبهات المشككين، ولم يدَع للسائل مقالا.
      والحمد لله رب العالمين،،

      تعليق


      • #4
        تَـتِـمَّة:
        قال الإمام البغوي رحمه الله في شرح السنة (1/ 171):
        سألَ رجلٌ مالكَ بنَ أنس عن قوله سبحانه وتعالى: {الرحمن على العرش استوى} [طه: 5] كيف استوى؟ فقال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا ضالا، وأمر به أن يُخرَج مِنَ المجلس.
        وقال الوليد بن مسلم: سألتُ الأوزاعيَّ، وسفيانَ بن عيينة، ومالكَ بنَ أنس عن هذه الأحاديث في الصفات والرؤية، فقال: أمِرُّوها كما جاءت بلا كيف.

        تعليق


        • #5
          وأنتما جزاكما الله خيرا وبارك فيكما.

          تعليق

          الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
          يعمل...
          X