‏
للتاريخ:
نشر الأخ عبدالعزيز في الإبانة -على تسميته القديمة- مقالاً طيبًا يتعقب فيه أحد المستكتبين في المجلة في مسألة عقدية، رأينا حينها أنه كان مصيبًا،وقد راسل الكاتب قبل نشرها،إلا أنه لم يجبه،فكلمني رئيس التحرير،ونصحني بحذف المقال بحجة أن صاحبها لم يتأدب معهم،فأجبته بمايلي:
- أن يرسل لي دليل سوء أدبه.
-وأني سأراجع فيه الشيخ،كما هي عادتي في مثل هذه الحالات.
فلم يجبني الرئيس على الأمر الأول،ولما راجعت الشيخ-حفظه ربي-أجابني بأنه قرأ المقال،وقال أنه لا مؤاخذة فيه،ولا يرى وجهًا لحذفه.
فثبّبته.
والشاهد أننا ولله الحمد لا نتراجع عما نعتقد إلا بالحجة ‏جاء من حديث عبدالله بن عمرو،فيما رواه مسلم:"إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث شاء ثم قال:اللهم مصرف القلو ب صرف قلوبنا على طاعتك".
وكان يكثر في دعائه أن يقول:اللهم مقلبَ القلوب،ثبت قلبي على دينك
فتعرف على الحق ولا تعلقه بالخلق،وإلا أكثرت التنفل ‏من أهم أسباب الثبات على الحق الرجوعُ إلى أهله من العلماء فهم ورثة الأنبياء ومفاتيح الخير ومغاليق الشر فافزع إليهم عند ظهور الشبهات قبل أن تتسرب أظفارها إلى قلبك فترديك.
إبن القيم:"وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت بنا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه – أي شيخ الإسلام- رحمه الله، فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك عنا وينقلب انشراحاً وقوة ويقيناً وطمأنينة".
فالموفق من هدي للزوم غرز الربانيين منهم،والمخذول من تركهم لغيرهم،فكيف إذا كان هذا الغير ممن يلبس الحق بالباطل ويكتم الحق،دفاعًا عن نفسه وحفاظا على مجده وغنمه،"تعس عبد الدينار...".