إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تذكير السلفيين بخطر الصعافقة المندسين (الحلقة الأولى)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تذكير السلفيين بخطر الصعافقة المندسين (الحلقة الأولى)

    بسملة

    تذكير السلفيين
    بخطر الصعافقة المندسين

    (الحلقة الأولى)
    ------


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

    كلما مر الوقت على أحداث الجزائر، كلما زادت الفتنة انجلاءً، وزاد الحق وضوحا وبيانا، وزاد الصعافقة ظهورا وافتضاحا، فانكشف الستار على كل صعفوق مخذل، واتضح لكل عاقل أن الصعافقة اللئام هم أحق أن يهمشوا، وأن المشايخ الكبار في الجزائر هم أحق أن يُلتفّ حولهم ويُلزم غرزهم، وصدق العلامة الشيخ فركوس حفظه الله لما قال: "الوقت جزء من العلاج" .
    ولخطر الصعافقة ومكرهم بالسلفيين، أحببت أن أذكّر إخواني بحالهم، وذلك بسبب اندساسهم في أوساط السلفيين، والتزيي بزيهم، وقد يكون هذا الخطر أعظم من خطر وكيد المخالفين الواضحين من الإخوان والصوفية وغيرهم... ؛ لأنّ هؤلاء أمرهم واضح لا إشتباه فيه، على عكس الصعافقة فتراهم متستريين، وقد ينطقون بالكلام المحتمل أو المجمل - وما أكثرهم اليوم -، فتكون الفتنة بهم أشد، و الإلتباس بهم أكبر، كما قَــالَ شَيْخُنَا العَلَّامَةُ المُحَدِّثُ رَبِيع بن هَادِي المَدْخَلِي -حَفِظَهُ اللَّهُ-: "هُنَاكَ مَنْ يَنْدَسُّ فِي صُفُوفِ السَّلَفِيِّينَ فَتَرَى المُنْدَسَّ مِنْهُمْ يَتَلَبَّسُ بِلِبَاسِ السَّلَفِيَّةِ! وَيَتَحَمَّسُ لَهَا كَذِباً وَزُوراً وَإِذَا بِهِ يَفْعَلُ مَا يَعْجِزُ عَنْهُ الأَعْدَاءُ مِنْ تَفْرِيقِ الشَّبَابِ وَتَشْتِيتٍ فَيَنْبَغِي التَّنَبُّهُ لِهَؤُلَاءِ الخُصُومُ وَمَكَايِدِهِمْ ". [ تَوْجِيهَاتٌ لِلْشَّبَابِ: ( صـ٥٧ )]

    وقد لخّصت بعض هذه الأخطار والمكائد في النقاط التالية :
    1/ تعصب الصعافقة للمشايخ الكبار في المدينة بحجة أن الحق مع الأكابر، والصحيح أن البركة مع الأكابر، كما قال النبي صلى الله عليه والسلام "البركة مع أكابركم "، أما الحق فهو غير مرتبط بالأكابر، بل مرتبط بالحجة والبرهان كما قال الشيخ ربيع -حفظه الله- : " اعرف الرجال بالحق لا الحق بالرجال ،وإياك والتردي في هوة الغلو في الأشخاص فيدفعك ذلك إلى رد الحق ومخاصمة أهله " .[المجموع٢٥٢/١ ]، وقال كذلك: " نحن لا نمشي مع العواطف نمشي مع الحجة والبرهان".[ المجموع ١٨١/١٥ ].
    وقال الشيخ العلامة أحمد النجمي رحمه الله : " الشيخ ربيع رجلٌ مُجاهدٌ جزاه الله خيرا ، وأنا أغبطه بجهاده في نشر السنة ، وقمع البدعة وأهلها ، واهتمامه بالسنة ونشرها بكل مايستطيع ، أسأل الله أن يجزيه عن ذلك خير الجزاء، ومن أجل ذلك ، فأنا وجميع أهل السنة نحبه ، ولكن لانتابعه على باطل ، ولانقلده بغير دليل ، وأسأل الله أن يجعلني وإياه من المتعاونين على البر والتقوى ". [رد الشبهات العقدية والمنهجية ص٣٠٣] .

    2/ إنكارهم لمن يذب على عرض المشايخ الكبار في الجزائر، أو يدافع عن الحق الذي معهم، أو يرد على بعض الصعافقة المتسترين، ولو بالحجج والبراهين، وذلك بحجة أنه لا يملك تزكية من العلماء،أو أنه طالب علم مبتديء، أو أنه يخوض في أمور أكبر منه، وكل هذا من أجل تخذيل الحق، وانتصار الباطل، وشيوع أفكار التمييع عند عامة الناس، وفي هذا الصدد يقول العَلَّامَةُ المُحَدِّثُ أَحْمَد بن يَحْيَى النَّجْمِي -رَحِمَهُ اللَّهُ-: " وَإِنِّي وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أُحِبُّ الرَّجُلَ يَكُونُ مُنَافِحاً عَنِ الدِّينِ مُدَافِعاً عَنْهُ ذَائِداً عَنْ حِيَاضِهِ رَادًّا عَلَى مَنْ أَدْخَلَ فِيهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ، وَلَكِنْ لَا أَدْرِي لِمَ يَحِيدُ بَعْضُ المَشَائِخِ -هَدَاهُمْ اللَّهُ- عَنِ الحَقِّ، وَهُمْ يَعْرِفُونَ فَيُنْكِرُونَ عَلَى مَنْ قَامَ بِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الوَاجِبِ فَيَجْعَلُونَهُ مُتَجَنِّياً وَمُعْتَدِياً وَظَالِماً، مَعَ أَنَّ هَذَا المُنْكِرَ لَوْ مَسَّهُ أَحَدٌ بِكَلِمَةٍ لَأَقَامَ الدُّنْيَا وَأَقْعَدَهَا، وَلَكِنْ إِذَا مُسَّ الدِّينُ وَاعْتُدِيَ عَلَيْهِ وَهُضِمَ حَقُّهُ فَالدُّنْيَا كُلُّهَا سَلَامٌ وَعَافِيَّةٌ، أَفَهَذَا يَكُونُ مِنَّا إِنْصَافٌ لِلْدِّينِ وَقَيَامٌ بِحَقِّه؟"[ رَدُّ الجَوَابِ عَلَى مَنْ طَلَبَ مِنِّي عَدَمَ طَبْعَ الكِتَابِ: ص ٢٢]

    3/ قولهم : "إهتم بطلب العلم واترك الردود" ،أو أن" الردود فرقت الأمة " ،وما أشبه بتلك العبارات التي تهون من شأن الردود ،وتريد إسقاط أصل من أصول أهل السنة والجماعة الذي هو " الجرح والتعديل "، وفي هذا قال فضيلة الشيخ العلامة المحدث أحمد بن يحيى النجمي - رحمه الله تعالى رحمة واسعة -: " ﺑﺎﺳﺘﻘﺮاء ﺃﺣﻮاﻝ اﻟﻨَّﺎﺱِ ﻭُﺟﺪ ﺃﻥَّ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻗﻮاماً ﻳﻨﺘﻤﻮﻥ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﻨﻬﺞ اﻟﺴﻠﻔﻲ ﺣﺴﺐ ﺯﻋﻤﻬﻢ، ﻭﻟﻜﻨَّﻬﻢ ﻳﻜﺮﻫﻮﻥ اﻟﺮﺩﻭﺩ، ﻭﻳﺮﻭﻥ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺒﺐٌ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺮﻕ، ﻭﻧﺸﺮ اﻟﻀﻐﺎﺋﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺑﺚِّ اﻟﻌﺪاﻭاﺕ، ﻭﻏﺮﺱ ﺑﺬﻭﺭ اﻟﻔﺮﻗﺔ؛ ﻭﻫﺬا ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺔ ﺗﻌﻤﻖ ﻫﺆﻻء ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞٍّ ﻣﻦ اﻷﻣﺮﻳﻦ؛ اﻟﺮﺩ ﻭﺗﺮﻛﻪ، ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺣﺴﻨﺔ ﺃﻭ ﺳﻴﺌﺔ، ﺣﻠﻮﺓ ﺃﻭ ﻣﺮﺓ، ﻭاﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ اﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺨﺎﻟﻒ ﻳُﻌﺘﺒﺮ ﺇﻧﻜﺎﺭاً ﻟﻤﻨﻜﺮ ﻓﺸَﺎ، ﻭﺭﺩًّا ﻟﺒﺎﻃﻞٍ ﺭُﻭِّﺝ ".[ الدرر النجمية في رد بعض الشبهات العقدية والمنهجية / الصفحة : (٢٩) ]
    وقال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: " ومعرفة أحوال الناس تارة تكون ‎ بشهادات الناس ،وتارة تكون بالجرح والتعديل ،وتارة تكون بالاختبار والامتحان ".[المجموع 15/330]
    وقال الشيخ ربيع حفظه الله : "إذا قصرنا في هذا الدين وتركناه يعبث به أهل الأهواء وجاريناهم وسكتنا عنهم وسمينا ذلك حكمة فإننا نستوجب سخط الله ". [المجموع ج١٤ /ص ٢٤٩ ].

    4/ وصف الصعافقة للمشايخ الكبار في الجزائر بالمفرقة كذبا وزورا ، فقد سميت معركة في الإسلام، ومن أعظم المعارك بيوم الفرقان يوم التقى الجمعان وهي: غزوة بدر ، لأنها فرّقت بين أهل الصدق والإيمان، وبين أهل الكفر والطغيان.
    وقال الله سبحانه وتعالى: {وَلَقْدْ أَرْسَلْنَآ إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنْ اُعْبُدُواْ الله فَإذَا هُمْ فَرِيقَانَ يَخْتَصِمُونَ}[النمل ٤٥].
    وما من نبيّ إلا ويفترق عليه النَّاس، وما يتبعه الناس كلُّهم، فعلى سياسة هؤلاء يكون نوح وإبراهيم وغيرهم من الأنبياء أخطأوا! كيف؟ لأنهم فرَّقوا الأُمَّة! كان ينبغي أن يحافظوا على وحدة الأُمَة الوحدة الوطنية والوحدة القومية.
    أليس كذا على منطق هؤلاء؟! حتى أصبح من يقول هذا الكلام يتآخون مع النصارى واليهود والرَّوافض والباطنية؛ حفاظًا على الوحدة الإنسانية، فلا يتصادمون مع اليهود والنَّصارى ولا مع الرَّوافض، وهذا واقع هؤلاء ،و دعوة هؤلاء الذين يقولون هذا الكلام.
    والله سمَّى القرآن فرقانًا؛ لأنه يفرَّق بين الحق والباطل، ومن اتقى الله جعل له فرقانا ونورا يقذفه في قلبه يفرّق ويميّز به بين أهل السنة والائتلاف، وبين أهل البدع والاختلاف، وبين الحدادية الهالكة المهلكة، وبين السلفية الوسطية المعتدلة، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً}(سورة الأنفال، آية 29).
    وسمّي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالفاروق، لأن الله فرّق به بين الحقّ والباطل.
    وجاء في الصحيح من حديث جابر - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: "ومحمّد فرّق بين النّاس" أي: يفرق بين الحق والباطل.
    قال شيخنا عبيد الجابري حفظه الله: " فالمعنى على كلتي الرواتين- فرْقٌ و فرّقَ - أن محمد صلى الله عليه وسلم جعله الله فارقا بين أهل الكفر وأهل الإيمان وكذلك في المسلمين سُنّته فارقة بين أهل السنة وهم خاصة أولياء الله من المسلمين وبين أهل البدع ".
    قال الشيخ الألباني - رحمه الله- معلّقا على حديث "ومحمد فرق بين الناس" بقوله-: ففي الحديث دليل صريح أن التفريق ليس مذموما لذاته، فتنفير بعض الناس من الدعوة إلى الكتاب والسنة، والتحذير مما يخالفهما من محدثات الأمور، أو الزعم بأنه ما جاء وقتها بعد! بدعوى أنها تنفر الناس و تفرقهم - جهل عظيم بدعوة الحق و ما يقترن بها من الخلاف و التعادي حولها كما هو مشاهد في كل زمان و مكان ، سنة الله في خلقه ، و لن تجد لسنة الله تبديلا و لا تحويلا ، { ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم }[هود:118-119]".[الصحيحة (6/ 779)].
    وجاء في [صحيح مسلم (2865)] في الحديث القدسي من حديث عياض بن حمار المجاشعي - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته:
    "إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك".
    يتبع ...
    كتبه:
    أبو عبد المؤمن الجيجلي
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2020-04-19, 02:25 PM.

  • #2
    جزاك الله خيراً أخي ياسين على هذا المقال .

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيرا اخي وبارك الله فيك

      تعليق


    • #4
      بارك الله فيك اخي ابوعبد المؤمن على هذا المقال الطيب المبارك

      تعليق


    • #5
      جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي أبا عبد المؤمن

      تعليق

      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
      يعمل...
      X