إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وقفات علىٰ حملة (قٙبِلتُ التّٙحدِّي) وما فِيها مِن مُخالفٙات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وقفات علىٰ حملة (قٙبِلتُ التّٙحدِّي) وما فِيها مِن مُخالفٙات

    بسملة


    وقفات

    مع حملة (قبلتُ التّحدِّي)
    وما فِيها من مخالفات
    ------

    الحمدُ للهِ، وصلّىٰ اللهُ وسلّم علىٰ رسُول الله.
    أمّا​ بعدُ:
    فإنّهُ كُلّما نزلت بِنا المصائب وحلّت بنا المدلهمات ازداد قومٌ مِنّا ابتعادًا عن ربِّ البريات والمعلوم أنّ هذه المصائب الّتي تنزل بنا إنما هي في الحقيقة تأتي للتذكير والتنبيه ولردع أهل الكفر والضلال والتِّيه ولهذا فقد قال تعالىٰ:﴿
    وما نرسلُ بالآيات إلّا تخويفًا ﴾.
    قال الطّبرِي: وما نُرسِل بالعبر والذكر إلا تخويفًا للعباد.
    والمراد من هذا التخويفُ الإلهِي هُو الرُّجُوع للهِ عزّوجل والإنابة إليه والتضرعِ لهُ فقد قال تعالىٰ:﴿
    فلولا إذْ جاءهُم بأسنا تضرعُوا﴾.
    فعن ابن مسعودٍ أنّهُ قال لما رجفت الكُوفة علىٰ عهده : يا أيُّها الناس إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه.
    ولكن كلما​​​​​ نزلت بنا المصائب ونحن فِي هذه الأزمنة كلما ازددنا بعدًا عن الله -عز وجل- بدلا من الاقتراب إليهِ ونزداد بعدًا أكثر وأكثر باختلاق هذه الحملات المزيِّفة التي يزينها الشيطان لبعضنا ويظهرها لهُم في قالب ابتعاث الأمل لِقلوبِ النّٙاس وذلك فِي الحقيقة صدًّا لهُم عن سبيل الله الذي باتباعهِ ترفع عنا المصائب وتنزل علينا الخيرات وتحل فينا البركات قال تعالىٰ: ﴿
    فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكِن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانُوا يعملون﴾.
    ومِن​​​ آخر ما اختلق فِي هذه الآونة بعدما خصصوا لهذا الوباء أدعية وصيام وصلوات ما أنزل الله بها من سلطان جاءت حملة (قبلت التّحدِّي) وهي حملة ماكرة أطلقها من أطلقها من الكفار أو جهلة المسلمين وبرر لها من برر من عوامِ الطّيشة والمغفلين وهذه الحملة في المنظور الشرعي تحوي مخالفات تزيد البلاء بلاءًا وتضاعف علينا المصائب.
    ومن تلك المخالفات قولهم (أقبل التحدي) فإنّ أكثر من نشر هذه الحملة من المسلمين قطعًا لا يقصد بها تحدي الله -عز وجل- ولكن قد يقصد بها تحدي هذا الفايروس الذي هو قدر قدره الله للأمة جمعاء ولا اعتراض علىٰ أقدار الله فكيف بتحديها قال تعالىٰ:﴿
    ما أصاب من مصيبة إلّا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهدِ قلبهُ﴾.
    ومِن المخالفات أيضًا نشرُهم لصور ذوات الأرواح والمعلوم من المسألة التحريم ومن قال بجواز ذلك من أهل العلم إنما قيده بالمصلحة ولو تهاون آحادنا بتصوير نفسه أو غيره إلّا أنّهُ لا يجاهر بذلك وبهذه الصورة الشنيعة.
    والاستدال بأحاديث التفاءل الحسن علىٰ جواز هذه الحملة يدل علىٰ جهل المستدل بذلك فإنّما التفاءل يكُون بالتذكير بتفريج كرب الله للأولين وأنّهُ مُنجِي المؤمنين وأنّهُ قادرٌ علىٰ رفعِ البلاء عن المسلمين فِي أيِّ وقتٍ شاء وفِي أي حِين.
    (فسبحان من أخرج يونس من بطنِ الحوت، وسبحان من فرّج كرب أيوب، وسبحان من رفع الطاعون علىٰ المسلمين بعدما تفشىٰ فيهم لشهورٍ وسنُون).

    والواجبُ علينا جميعًا التّذكِير بالرجُوعِ إلىٰ الله ودعائهِ ورجاءه والتضرعِ إليهِ، قال تعالىٰ:﴿
    وإذا سألك عبادي عنِّي فإنِّي قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان
    وقال:﴿
    أدعوا ربكم تضرعًا وخفية
    وفِي الحديث:(
    لا يردُّ القدر إلّا الدُّعاء).
    واللهُ أعلم وهو أجلُّ وأكرم
    والحمدُ للهِ ربِّ العالمِين

    كتبهُ:
    أبُو مُحمّد الطّرٙابُلُسِيُّ
    عصر: ١٢/ شعبان/ ١٤٤١ ه‍ـ
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2020-04-13, 06:23 PM.
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
يعمل...
X