إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تنبيه على خطأ وقع في كتاب ((الشرح الممتع على زاد المستقنع))

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تنبيه على خطأ وقع في كتاب ((الشرح الممتع على زاد المستقنع))

    بسم الله الرحمن الرحيم
    تنبيه على خطأ وقع في كتاب ((الشرح الممتع على زاد المستقنع))
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
    أما بعد:
    فمن المتقرر لمعرفة فقه الحديث ومعرفة ما في رواياته من الخطأ والشذوذ والنكارة مما في متنه وسنده وأنه لا يتأتى إلا بجمع طرقه..
    قال عبد الله بن المبارك رحمه الله: (إذا أردت أن يصح لك الحديث فاضرب بعضه ببعض).
    وقال علي بن المديني رحمه الله: (الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه).
    وقال أحمد بن حنبل رحمه الله: (الحديث إذا لم تجمع طرقه لم تفهمه والحديث يفسر بعضه بعضاً).
    وقال يحيى بن معين رحمه الله: (لو لم نكتب الحديث من ثلاثين وجهاً؛ ما عقلناه).
    قال أبو بكر الخطيب رحمه الله: (السبيل إلى معرفة علة الحديث أن يجمع بين طرقه. وينظر في اختلاف رواته ويعتبر بمكانهم من الحفظ ومنزلتهم من الإتقان والضبط).
    فالحديث إذا لم تجمع طرقه يقع الزلل في الفهم والخطأ في لاستنباط، ويتحقق الفهم السليم، فالحديث يفسر بعضه بعضا.
    قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((الشرح الممتع على زاد المستقنع)) (8/ 228) : ((حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: ((إن فلانا قدم له بز من الشام، فلو بعثت إليه أن يبيعك ثوبين إلى ميسرة، فأرسل إليه فامتنع))، ولعله امتنع؛ لأنه أراد أن يصفي البضاعة، ويأتي بأخرى)) اهـ.
    تعليل بعيد، وهذه الرواية التي ذكرها العلامة ابن عثيمين رحمه الله أخرجها الحاكم في ((المستدرك)) بينتها الرواية التي أخرجها أحمد في ((المسند)) وأبو داود الطيالسي في ((المسند)) ومن طريقه البيهقي في ((الكبرى)) عن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبان عمانيان، - أو قطريان - فقالت له عائشة: إن هذين ثوبان غليظان ترشح فيهما، فيثقلان عليك، وإن فلانا قد جاءه بز، فابعث إليه يبيعك ثوبين إلى الميسرة. فبعث إليه يبيعه ثوبين إلى الميسرة.
    قال: قد عرفت ما يريد محمد، إنما يريد أن يذهب بثوبي - أو لا يعطيني دراهمي - فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
    قال شعبة: أراه قال: ((قد كذب، لقد عرفوا أني أتقاهم لله عز وجل أو قال: أصدقهم حديثا، وآداهم للأمانة)).
    قال محققوا المسند: إسناده صحيح على شرط البخاري.
    وهذه الرواية بينت العلة في امتناع الرجل من البيع بالآجل لسوء ظن بالنبي صلى الله عليه وسلم، ومنطق هذا الرجل يكشف عن فساد طويته وعداوته.
    ويؤكد هذا أن التاجر المبهم رجل من اليهود، ولا يخفى سوء ظنهم بالمؤمنين، فقد جاء ما يوضحه في الرواية التي أخرجها الترمذي في ((الجامع)) والنسائي في ((السنن)) وصححها الألباني عن عائشة رضي الله عنها قالت كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم بردين قطريين وكان إذا جلس فعرق فيهما ثقلا عليه وقدم لفلان اليهودي بز من الشأم فقلت لو أرسلت إليه فاشتريت منه ثوبين إلى الميسرة ... الحديث.
    فإذا عرف السبب بطل العجب، والحديث إذا جمعة طرقه بان أمره.
    هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
    كتبه
    عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
    طرابلس الغرب: يوم الخميس 15 شعبان سنة 1441 هـ
    الموافق لـ: 9 أبريل سنة 2020 ف
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
يعمل...
X