إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الوسائل المعينة على الامن من الفتن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الوسائل المعينة على الامن من الفتن

    ( بسم الله الرحمن الرحيم )

    الوسائل المعينة على الامن من الفتن



    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا
    وأشهد أن لا إله الا الله وان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الغمة وجاهد في الله حق جهاده خ أما بعد :
    إخواني الفضلاء إننا نعيش أخر الزمان الذي حذر النبي خ كثرة فتنه وضلال أهله وغربة دينه وكثرة هرجه وتعدد مصائبه و فتن كقطع الليل المظلم تموج كموج البحر قال الله تعالى: (واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة )[الأنفال:25]، وعن عبد الله بن العاص قال اجتمعنا عند رسول الله خ فخطبنا، فقال: «إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقًّا عليه أن يدل أمته على ما يعلمه خيرًا لهم، وينذرهم ما يعلمه شرًّا لهم، وإن أمتكم هذه، جُعِلَتْ عافيتُها في أولها، وإن آخِرهم يصيبهم بلاء، وأمورٌ تنكرونها، ثم تجيء فتن يُرَقِّقُ بعضُها بعضًا، فيقول المؤمن: هذه مُهلِكَتي، ثم تنكشف، ثم تجيء فتنة، فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف، فمن سَرَّه أن يُزَحْزَحَ عن النار ويُدْخَلَ الجنة، فَلْتُدْرِكهُ موتتُه وهو يؤمن باللهِ واليوم الآخر، وليأتِ إلى الناس الذي يحب أن يأتوا إليه، ومن بايع إمامًا فأعطاه صَفْقَةَ يمينه، وثمرةَ قلبه، فليُطعْه ما استطاع، فإن جاء آخرُ ينازعه، فاضربوا عنق الآخر»[رواه ابن ماجة].
    و عن الزبير بن عديٍّ، قال: أتينا أنس بن مالك، فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج، فقال:«اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه ،حتى تلقوا ربكم» سمعته من نبيكم خ.
    -وللأسف الشديد- كثير منا لم يعد يستشعر عظم مصيبة هذه الفتن، فجدير بالمسلم أن يعرف ويتفقه في الوسائل والضوابط المعينة التي بينها النبي خ حتى يتجنب الفتن ولا يقع فيها، والتمسك بهذه الوسائل سلامة ونجاة منها -بإذن الله- نذكر منها:

    ۱. التمسك بكتاب الله تعالى، قال تعالى: (ان هذا القران يهدي للتي هي اقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات)[الإسراء].
    ولقد وصى النبي خ بكتاب الله : فعن طلحة بن مصرف قال: «سألت عبد الله بن أبي أوفى : هل كان النبي خ أوصى؟ فقال: لا، فقلت كيف كتب على الناس الوصية أو أمروا بالوصية ؟ قال: أوصى بكتاب الله»[۱]
    فهذه النصيحة هي جماع الوصايا وهو التمسك بكتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهي عين الوصية بحقوق الله وحقوق رسوله وحقوق المسلمين بعضهم على بعض جاء في الموطأ عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله خ: «إني قد خلفت فيكم اثنتن لن تضلوا بعدهما ابدا كتاب الله وسناب»[۲]
    فالنبي نفى الضلال عن المتمسك بكتاب الله وسنته، وبيّن لنا المخرج من الفتن؛ وذلك بالتدبر في كتاب الله والتعايش معه والعمل به.
    ومن الوسائل والأسباب المعينة على السلامة من الفتن والضلال:
    ۲. التّمسك بهديه خ، واتباع سنته والعمل بها، و البعد عن مخالفته ومخالفة سنته قال تعالى: (وَمَاۤ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُوا۟ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِیدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [الحشر].
    وقال ¸: (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم )[آل عمران:31].
    قال الشيخ السعدي :: «هذه المرتبة العالية، والرتبة التي ليس فوقها رتبة فلا يكفي فيها مجرد الدعوى، بل لابد من الصدق فيها، وعلامة الصدق اتباع رسوله خ في جميع أحواله، في أقواله وأفعاله، في أصول الدين وفروعه، في الظاهر والباطن، فمن اتبع الرسول دل على صدق دعواه محبة الله تعالى، وأحبه الله وغفر له ذنبه، ورحمه وسدده في جميع حركاته وسكناته، ومن لم يتبع الرسول فليس محبا لله تعالى، لأن محبته لله توجب له اتباع رسوله، فما لم يوجد ذلك دل على عدمها وأنه كاذب إن ادعاها، مع أنها على تقدير وجودها غير نافعة بدون شرطها، وبهذه الآية يوزن جميع الخلق، فعلى حسب حظهم من اتباع الرسول يكون إيمانهم وحبهم لله، وما نقص من ذلك نقص، أما مخالفته تؤدي إلى الوقوع في فتن والعذاب الأليم، قال تعالى : (ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ)[النور]»[7]
    قال الشوكاني :: «المعنى في هذه الآية فليحذر المخالفون عن أمر الله وامر رسوله أو أمرهم جميعا إصابة فتنة لهم والفتنة التي حذر منها هي في الدنيا»[۳]
    فالواجب علينا التمسك بسنته التي هي النجاة من الفتن والفوز بالجنة كما أخبرنا نبينا في الحديث الذي رواه ابو داوود : في (سننه) قال: قال رسول الله خ: «فإنه من بعض منكم فسيرى إختلاف كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة في النار».
    وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله خ: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى»، قالوا: يا رسول الله و من يأبى؟!قال:«من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى»[٤]
    ومن الوسائل المعينة على الابتعاد من الفتن والضلال:
    ۳. الاستقامة على صراط الله المستقيم، كما جاء في قوله تعالى: (وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون) [الأنعام]، فيجب اتباع الصرط المستقيم، واجتناب متابعة غيره من السبل التي تؤدي إلى التفرق والبعد عن سبيله، فهي وصية الله لعباده ودلالة على متابعة صراط الله المستقيم وترك ما سواه تأسيا بالأنبياء، وهذه الطريق يجب لزومها ولو قل سالكوها.
    فقد استشعر السلف غربة الدين وكثرة البدع وتغلب الأعداء، فنقشوا بمداد من ذهب عبارتهم الباعثة على التمسك بدين الله تعالى ولزوم منهج الحق وإن تغرب أهله أو غربوا:
    قال ابن مسعود : «من كان على الحق فهو جماعة ،ولو كان وحده».
    وقال -أيضا- : «تكلموا بالحق تعرفوا ،واعملوا به تكونوا من اهله».
    وقال مالك بن أنس : «اذا ظهر الباطل على الحق ظهر الفساد في الأرض، وقال : إن لزوم الحق نجاة وإن قليل الباطل وكثيره هلكة».
    وقال سعد بن أبي وقاص لسلمان الفارسي : «أوصني، قال أخلص الحق يخلصك» [الأداب الشرعية لابن مفلح ٤۲].
    يقول الفضيل بن عياض :: «اتبع طرق الهدى ولا يضرك قلة السالكين واياك وطرق الضلالة، ولا تغتر بكثرة الهالكين».
    وقال ابن مسعود : «أنتم في زمان خيركم المسارع في الأمور، وسيأتي زمان بعدكم خيرهم فيه المثبت المتوفر لكثرة الشبهات».
    يقول الشيخ الحافظ الحكمي :: «فاثبت ،أيها العبد المريد نجاة نفسه من النار والفوز بالجنة على هذا الصراط المستقيم النير الواضح الجلي ولا تستوحش من قلة السالكين ،واياك أن تنحرف عنه فتهلك مع الهالكين فإن الله عز وجل ينادي يوم القيامة فيقول يا آدم، فيقول لبيك وسعديك فيقول اخرج بعث النار : فيقول :من كم ؟ فيقول من كل الف تسعمائة وتسعين ،فالناجي واحد من الف ،فأغتنم ان تكون من تلك الآحاد واحذر أن تغتر بجموع الضلالة فتكون من حطب جهنم وبئس المهاد»[معارج القبول].
    ولقد أنذرنا اللة ´ من الفتن وأخبرنا انها أنواع وبين ´ أن من سننه الابتلاء بالفتن، فقال تعالى: ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة والنا ترجعون )[الأنبياء].
    ومع هذا الإخبار أرشد ´ إلى المفر منها واللجوء إليه، فقال تعالى: (ففروا الى الله اني لكم منه نذير مبين )[الذاريات].
    والفرار من الوقوع في الفتن لا يكون الا لله ´؛ بالتوبة النصوح والاستغفار والإنابة إليه والتمسك بكتابه وسنة رسوله خ.

    نسأل الله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن
    إنه وحده القادر على ذلك
    وصلى على سيدنا محمد
    وعلى آله
    وصحبه أجمعين.
    كتبه:
    أبو يونس طارق العنابي
    يوم ۰۸ من شعبان ۱٤٤۱ هجري




    ________________________________
    ۱- أخرجه البخاري كتاب الفتن باب لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر
    ۲- رواه البخاري كتاب الوصايا
    ۳- التمهيد لما في الموطأ من أسانيد حديث ۳۲ من بلاغات مالك
    ٤- فتح القدير للشوكاني



    التعديل الأخير تم بواسطة طارق العنابي; الساعة 2020-04-03, 09:41 PM.
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
يعمل...
X