تابع
قال تعالى : ﴿والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم﴾ [آل عمران ٦٩-٧٤]
يقول ابن عثيمين رحمه الله :.
من فوائد هذه الآية الكريمة: أن الله عز وجل قد يرحم بعض العباد رحمة خاصة لقوله: ﴿يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ﴾ وقد بيّن الله في آيات أخرى: أن الله تعالى يرحم من يستحق أن يُرحم وهو الذي تعرّض لأسباب الرحمة مثل قوله تعالى: ﴿يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ﴾ [المائدة ١٦]، وأن من كان على العكس لم يأتِ بما يقتضي الرحمة فإنه ليس أهلًا لها، قال الله تعالى: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا﴾ [الأعراف ١٥٦] لمن؟ ﴿لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ﴾، وقال عز وجل: ﴿فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ [الصف ٥].
ومن فوائد الآية الكريمة: جواز وصف غير الله بالعظم ، لقوله: (( ذو الفضل العظيم )) لأن الفضل هنا يحتمل أن پراد بها فضل الله الذي هو فضل الله أي عطانه، أو أن المراد بها المتفضل به وهو أيش؟ المعطى، فعلى الثاني لا إشكال في استنباط الفائدة التي ذكرناها، أن العظم يوصف به غیر الله، وعلى الأول إذا قلنا: إن الغضل هو نفس فعل الله فوصفه بالعظم لا إشكال فيه، لماذا؟ لأنه من صفة الله وصفات الله كذاته عظيمة . فإن قال قائل: مادام الاحتمالان قائمين فلا دلالة على أنه يوصف بالعظم من سوى الله ، ما دمنا نقول يحتمل أن يكون الفضل هنا صفة الله وصفة الله عظيمة كذات الله . فالجواب عن هذا أن يقال: إذا لم تقتنع بهذا فاقرأ قول الله تعالى: (( ولها عرش عظيم )) فوصف العرش بالعظم مع أن العرش مخلوق، فيصح أن نقول والله هذا الفعل عظيم يصح أن نقول هذا، هذا رجل عظيم، هذه سيارة عظيمة، هذا بيت عظيم، وما أشبه ذلك ولا يضر، كما أنه يصح أن نقول فلان عزیز، فلان قوي يصلح؟ نعم فلان قوي ولا حرج في ذلك، ولكن يجب أن نعلم أن ما نصفه به المخلوق من صفات الله لا يماثل بصفات الله ولا يدانيها أيضا، لأنها صفة كل موصوف تناسبه .
تعليق