بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:فإن من نعم الله علينا في بلدنا هذا أن حبانا بأهل العلم الفضلاء، الذين نسألهم بين الفينة والأخرى، ونستقي من علومهم الوفيرة، وكل قد سدَّ بابا من الأبواب، فهذا بالقلم والكِتَاب، والآخر بالتدريس في المساجد والكُتَّاب، وآخر بالفتوى على وسائل التواصل من تليجرام وواتساب، فحفظ الله بهم هذا الدين القويم، وكانوا منارة لطالب الحق والصراط المستقيم.
ومما انتشر في الآونة الأخيرة وذاع، محادثات الواتساب الخاصة بالمشايخ، والرسائل المتناثرة هنا وهناك، وهي صور لا يمكن لطالب العلم البحث فيها، فلما كثرت وعمَّت، اقترحت على شيخنا أبي عبد الرحمن عبد المجيد جمعة -حفظه الله وشافاه- أن أحاول تفريغ ما استطعت منها ونشره في مقال في «منتديات الإبانة السلفية»، فقبل الشيخ -حفظه الله-، ولعل هذا سيكون عونا لإخواننا ومرجعا لهم للاستفادة من فتاوى الشيخ وتوجيهاته القديمة والحديثة، حتى لا تضيع ويضيع ما فيها من علوم بمرور الزمن وتوالي المشغلات والفتن.
وسأحاول البدء بما ينشر حديثا، وفي كل مرة أضيف له بعض الفتاوى والتوجيهات القديمة.
وقد سميت هذا المقال:
« جمع الرسائل والمحادثات فيما أسداه الشيخ جمعة من أجوبة وتوجيهات».
فنشرع في المقصود، اللهم يسر وأعن يا كريم.1-سئل الشيخ عبد المجيد جمعة -حفظه الله-:
شيخنا الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذا سائل يسأل فيقول:
نضع بين أيديكم هذا الإشكال لنلقي عندكم الإجابة وحسن التوجيه كما هو معهود عن فضيلتكم، الإشكال هو أننا هنا في الجزء الجنوبي الغربي من الجزائر حيث يقطن خلق عظيم من اللاجئين الصحراويين وقد تكَوَّن مع مرور السنين مجتمع كبير وتعددت فيه المشارب والأفكار، فمن دعوات تقوم لتكفير الحكام مرورا بأخرى تدعوا إلى المتاجرة في المخدرات وانتهاء عند أفکار جديدة تدعو النساء الصحراويات إلى خلع حجاب الحياء ورکوب موجة الفساد ، وقد قام بعض الإخوة اجتهادا منهم بنشر مقالات كتبوها ونقلوا فيها كلام الله ورسوله ﷺ وكلام أهل العلم حول هذه الأفكار وخطورتها، ولكن اعترض بعض الإخوة على هذا الصنيع واعتبره من التصدر المذموم وأنه قد يعرض صاحبه للشهرة التي تهوي به ونحو ذلك فهل من توجيه أحسن الله اليكم؟
فأجاب الشيخ -حفظه الله-:
« الله المستعان هذا ليس من التصدر بل هو من نشر العلم والأمر بالمعروف والتعاون على البر والتقوى».
2-سئل الشيخ عبد المجيد جمعة حفظه الله :
كيف يتوضاء للصلاة الممرضون والممرضات الذين يواجهون حالات المرضى أربعة وعشرين ساعة من الدوام في المستشفيات بهذا اللباس المعقم حفاظا على أنفسهم ؟ أفيدونا، جزاكم الله خيرا، ونسأل الله العافية والسلامة للجميع.
فأجاب الشيخ -حفظه الله-:
إذا تعذر عليهم الوضوء والتيمم يصلون صلاة فاقد الطهورين وصلاتهم صحيحة.
3-سئل الشيخ عبد المجيد جمعة حفظه الله:
شيخنا حفظك الله ، سائل يسأل: قمت بكراء سيارة من وكالة كراء السيارات لمدة يومين وسددت مبلغ الكراء، وفي نفس اليوم تعرضت لحادث خطير والحمد لله لم أصب لا أنا ولا العائلة بسوء ولكن السيارة متضررة كثيرا والآن صاحب الوكالة يطالبني بتصليح السيارة أو دفع مبلغ عشرون مليون سنتيم، وإلا يقوم بتقديم شكوى ضدي إلى الشرطة، مع العلم أنه مأمن لسيارته من كل الأخطار في وكالة التأمين، وأنا غير قادر على تسديد المبلغ فما حكم ذلك؟ وبما تنصحني؟ وبارك الله فيك يا شيخنا.
فأجاب -حفظه الله-:
إذا لم تكن مُفَرِّطا فلا ضمان عليك، لا سيما كما تقول هو مؤمن.
4-سئل الشيخ عبد المجيد جمعة -حفظه الله-:
شيخنا أحسن الله إليكم
بعض الإخوة عندنا يكتبون في بعض المنتديات ووسائل التواصل: الفيسبوك والتيليغرام وهم صغار في السن ولم يعرفوا بطلب العلم ولا الجلوس للعلماء، وتخفى عليهم كثير من أمور الشريعة، وقد خرج علينا كثير من هؤلاء بالكتابات دون مصدر في مواضيع مختلفة يقرأها مئات الأشخاص بحجة نصرة الحق، ولم يكتفوا بأقوال العلماء ونشرها حتى أصبحوا يكتبون ويُقرَأ لهم.
ولقد تعلمنا منكم ومن علمائنا أن من أسباب الفتن هو تطاول الصغار الذين يضعون أنفسهم مكان الأكابر حتى دخل عليهم العجب والغرور فصاروا إلى ما صاروا إليه.
وخوفا عليهم من مزالق هذا الأمر نريد منكم نصيحة لنا ولهم لعل الله يفتح بها ويجعل فيها خيرا كثيرا.
فأجاب -حفظه الله-:
أرى أنه لا يكتب إلا من تأهل خشية أن يقول ما لا يعلم، ومن كان حاله كما ذكرت أنصحه بالاشتغال بالعلم والاجتهاد في طلبه وأخذه من أهله علما ومنهجا وأَلَّا يضيِّع أوقاته على النت فإنَّ الوقت ثمین فإذا ذهب لا يرجع.
5-سئل الشيخ عبد المجيد جمعة -حفظه الله-:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حياك الله شيخنا.
تهجم كثير من الإخوة على أخينا: «عبد الله محمد» وزعموا بأنه يتهم العلامة الألباني بالشذوذ والقول بما لم يسبق إليه فهل من توجيه شيخنا؟
فأجاب -حفظه الله-:
أنصح إخواننا السلفيين ألا يتعجلوا بإنكار رأي وردِّه والرَّد عليه قبل أن يحيطوا به علما ويقفوا على مدارکه ومآخذه، وإلا فقد ينكرون الحق ويرُدُّونه من حيث لا يشعرون، وأعتقد أنَّ ما ذكره أخونا الفاضل «عبد الله محمد» صحيح، ولا يخفى على من له دراية بفقه الشيخ الألباني واجتهاداته؛ ومن نظر في تعلقيه لا يلتمس منه هذه التهمة، وهي أنه رمى الشيخ الألباني بالشذوذ كل ما في الأمر أنه ذكر أنَّ الشَّيخ الألباني خالف الأئمة الأربعة في مسائل فقهية، ولا يعتبر هذا شذوذا وله الأمر في ذلك، لأنَّه مجتهد متبع للنصوص، وإن خالفها من خالفها وليس هو بِدعًا من العلماء فقد سبقه في مخالفة الأئمة الأربعة شیخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، بل اختارا آراء مخالفة لإجماع مدعی کمسألة وقوع الطلاق الثلاث طلقة واحدة.
فأخونا الفاضل «عبد الله محمد» يظهر أنه مطلع على المسائل ذو رأي سديد وقلم علمي رصين، لذا أنصح إخواننا السَّلفيين أَلَّا يجاروا هؤلاء الصَّعافقة الجهلَة الذين اجتمع فيهم: الجهل، وسوء الفهم، وسوء القصد، والغل، والحقد؛ فتولد فيهم هذا الشر العريض.
....يتبع -بإذن الله تعالى-
تعليق