«حُسْنُ الإِعَانَة عَلَى تَثْمِينِ جُهُودِ شَيْخِنَا أَزْهَر بِاْفتِتَاحِهِ مُنْتَدَيَات الإِبَانَة»
للشيخ محمد عبد الهادي –حفظه الله-.
للشيخ محمد عبد الهادي –حفظه الله-.
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
مما لا شك فيه أن الدعوة إلى الله تعالى شأنها عظيم، وقدرها كبير، فهي من أجل الطاعات، وأهم الواجبات، فهي وظيفة الأنبياء والمرسلين، ومن دعا بدعوتهم إلى يوم الدين، وقد وعد الله القائمين بها أجرا عظيما، وثوابا جزيلا، في الدنيا والآخرة، قال تعالى:« ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة وجادلهم بالتي هي أحسن»(النحل:125) ، وقال عز من قائل:« ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون» (آل عمران: 104).
قال الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى-: «والداعون إلى الخير هم الداعون إلى كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لا الداعون إلى فلان وفلان» (إعلام الموقعين1/152).
وقال تعالى: «قل هذه قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين» (يوسف:108).
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى-: «يقول الله –تعالى- لعبد وَرَسُولِهِ إِلَى الثَّقَلَيْنِ: الْإِنْسِ وَالْجِنِّ، آمِرًا لَهُ أَنْ يُخْبِرَ النَّاسَ: أَنَّ هَذِهِ سَبِيلُهُ، أَيْ طَرِيقُهُ وَمَسْلَكُهُ وَسُنَّتُهُ، وَهِيَ الدَّعْوَةُ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، يَدْعُو إِلَى اللَّهِ بِهَا عَلَى بَصِيرة مِنْ ذَلِكَ، وَيَقِينٍ وَبُرْهَانٍ، هُوَ وَكُلُّ مَنِ اتَّبَعَهُ، يَدْعُو إِلَى مَا دَعَا إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ على بَصِيرَةٍ وَيَقِينٍ وَبُرْهَانٍ شَرْعِيٍّ وَعَقْلِيٍّ» (تفسير ابن كثير 8/109).
وقال تعالى: «ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين» (فصلت:33).
قال الحسن البصري -رحمه الله تعالى-: «هذه الآية عامة في كل من دعا إلى الله».
وقال ابن جرير الطبري –رحمه الله- في تفسير الآية: «حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، قال: تلا الحسن: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ قال: هذا حبيب الله، هذا وليّ الله، هذا صفوة الله، هذا خيرة الله، هذا أحبّ الخلق إلى الله، أجاب الله في دعوته، ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته، وعمل صالحا في إجابته، وقال: إنني من المسلمين، فهذا خليفة الله» (جامع البيان في تأويل آي القرآن للطبري رحمه الله).
وقال العلامة ابن باز -رحمه الله تعالى-: «هذه الآية الكريمة فيها التنويه بالدعاة والثناءِ عليهم، وأنه لا أحد أحسن قولا منهم، وعلى رأسهم الرسل عليهم الصلاة والسلام، ثم أتباعهم على حسب مراتبهم في الدعوة والعلم والفضل، فأنت يا عبد الله يكفيك شرفا أن تكون من أتباع الرسل، ومن المنتظمين في هذه الآية الكريمة «وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ» (فصلت:33)، المعنى: لا أحد أحسن قولاً منه لكونه دعا إلى الله وأرشد إليه وعمل بما يدعو إليه، يعني: دعا إلى الحق وعمل به، وأنكر الباطل وحذر منه، وتركه، ومع ذلك صرح بما هو عليه، لم يخجل بل قال: إنني من المسلمين، مغتبطاً وفرحاً بما من الله به عليه، وليس كمن يستنكف عن ذلك ويكره أن ينطق بأنه مسلم، أو بأنه يدعو إلى الإسلام، لمراعاة فلان أو مجاملة فلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله، بل المؤمن الداعي إلى الله القوي الإيمان، البصير بأمر الله يصرح بحق الله، وينشط في الدعوة إلى الله ويعمل بما يدعو إليه، ويحذر ما ينهى عنه، فيكون من أسرع الناس إلى ما يدعو إليه، ومن أبعد الناس عن كل ما ينهى عنه، ومع ذلك يصرح بأنه مسلم وبأنه يدعو إلى الإسلام، ويغتبط بذلك ويفرح به كما قال عز وجل: «قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ»» (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز (1/334) اهـ.
وفى الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه-قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:«من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لاينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا» (رواه مسلم وأبو داود والترمذي).
وصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-أنه قال لعلي -رضي الله عنه-: «والله لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم» (رواه أحمد).
فالواجب على العلماء والدعاة إلى الله القيام بما شرفهم الله به بهذا الدين الحق بكل ما يستطيعون من الوسائل الكتابية في الصحف، والمجلات والرسائل والكتب، ومن خلال الإذاعات، ومن خلال مواقع الإنترنات، والحمد لله هناك مواقع سلفية تبين دين الله الحق وتذب عن منهج السلف الصالح وهي في طريق المزيد.
ومما يسرني ويسر كل سلفي افتتاح موقع جديد اسمه «الابانة السلفي» لشيخنا أزهر سنيقرة -حفظه الله- وسدد على درب الحق خطاه، ودعوة شيخنا إلى الكتاب والسنة ليست وليدة اليوم فمنذ أكثر من ربع قرن من الزمن وشيخنا في ميدان الدعوة إلى الله بخطبه ومحاضراته ودروسه وكتبه التي استفاد منها الكبير والصغير، والقريب والبعيد أيُّما استفادة، فجهوده -حفظه الله- تذكر فتشكر، ولا أدل على صدق ما أقول هذا الموقع الجديد الذي هو امتداد لموقع منتديات التصفية والتربية، والهدف من هذا الموقع نشر الدعوة السلفية، وتبصير المسلمين بدينهم الحق الذي انحرف عنه الكثير من المسلمين سواء في عقيدتهم أو عبادتهم أو منهجهم أو سلوكهم والله المستعان، ففي العالم الإسلامي اليوم قبور تحج وتقصد ويذبح لها ويسجد ويعفر عندها الوجه والخد ويطلب منها العون والمدد، وسبب كل هذا الجهلُ بحقيقة الإسلام، وكم في الجهل من ضرر عظيم.
أسال الله أن يبارك في شيخنا، وفي جهوده وأن يرزقه الصحة والعافية، وأن يبقيه ذخرا للإسلام والمسلمين، وأن يجعله شوكة في حلوق أهل الأهواء المبتدعين، كما أسال الله تعالى أن يهيأ لهذه الدعوة رجالا يرفعون راية السنة ويدعون إليها ويذبون عنها إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتبه محبكم في الله أخوكم: محمد عبد الهادي.
يوم الإثنين 5 شعبان 1441 هـ.
لتحميل المقال بصيغة بي دي آف:
الإِعَانَة عَلَى تَثْمِينِ جُهُودِ شَيْخِنَا أَزْهَر بِاْفتِتَاحِهِ مُنْتَدَيَات الإِبَانَة.pdf
تعليق