إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فصل الخطاب فيما يريده الله منا لكشف العذاب (فيرس كورونا المستجد)-الحلقة الأولى-.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فصل الخطاب فيما يريده الله منا لكشف العذاب (فيرس كورونا المستجد)-الحلقة الأولى-.

    فصل الخطاب فيما يريده الله منا لكشف العذاب (فيرس كورونا المستجد).
    -الحلقة الأولى-.
    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
    فخوف شديد، وخطر أكيد، وذُعر كبير، وقلب كسير، وفوضى عارمة، واستنفارات صارمة، أغلقت المدراس والجامعات، وعُلقت الرحلات في المطارات، وتوقفت الجمعة والجماعات، وتعطلت الاجتماعات في القاعات، في مشهد لم يخطر بالبال، ومنظر لم يتصور في الخيال، ذهول في الأذهان، وتلعثم في اللسان، يجعلك تأخذ فكرة واقعية، وصورة حقيقية عن بعض مشاهد يوم القيامة.
    قال تعالى: «یَوۡمَ تَرَوۡنَهَا تَذۡهَلُ كُلُّ مُرۡضِعَةٍ عَمَّاۤ أَرۡضَعَتۡ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمۡلٍ حَمۡلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَـٰرَىٰ وَمَا هُم بِسُكَـٰرَىٰ وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِیدࣱ» (الحج:2).
    قال البقاعي –رحمه الله-:
    «يَوْمَ تَرَوْنَها» أيِ الزَّلْزَلَةَ أوْ كُلَّ مُرْضِعَةٍ، أضْمَرَها قَبْلَ الذِّكْرِ، تَهْوِيلًا لِلْأمْرِ وتَرْوِيعًا لِلنَّفْسِ «تَذْهَلُ» أيْ تَنْسى وتَغْفُلُ حائِرَةً مَدْهُوشَةً... «كُلُّ مُرْضِعَةٍ» أيْ بِالفِعْلِ «عَمّا أرْضَعَتْ» مِن ولَدِها وغَيْرِهِ، وهي مَن ماتَتْ مَعَ ابْنِها رَضِيعًا... «وتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها» أيْ تُسْقِطُهُ قَبْلَ التَّمامِ رُعْبًا وفَزَعًا، وهي مَن ماتَتْ حامِلًا - واللَّهُ أعْلَمُ، فَإنَّ كُلَّ أحَدٍ يَقُومُ عَلى ما ماتَ عَلَيْهِ... «وتَرى النّاسَ سُكارى» أيْ لِما هم فِيهِ مِنَ الدَّهَشِ والحَيْرَةِ والبَهْتِ لِما شاهَدُوا مِن حِجابِ العِزِّ وسُلْطانِ الجَبَرُوتِ وسُرادِقِ(1) الكِبْرِياءِ، ثُمَّ دَلَّ عَلى أنَّ ذَلِكَ لَيْسَ عَلى حَقِيقَتِهِ بِقَوْلِهِ، نافِيًا لِما يُظَنُّ إثْباتُهُ بِالجُمْلَةِ الأُولى: «وما هم بِسُكارى» أيْ مِنَ الخَمْرِ.
    ولَمّا نَفى أنْ يَكُونُوا سُكارى مِنَ الخَمْرِ، أثْبَتَ ما أوْجَبَ لَهم تِلْكَ الحالَةَ فَقالَ: «ولَكِنَّ عَذابَ اللَّهِ» ذِي العِزِّ والجَبَرُوتِ «شَدِيدٌ» فَهو الَّذِي وجَبَ أنْ يُظَنَّ بِهِمُ السُّكْرُ، لِأنَّهُ أذْهَبَ خَوْفُهُ حَوْلَهُمْ، وطَيَّرَ هَوْلُهُ عُقُولَهم» (نظم الدرر13/4).

    كل هذا وذاك سببه كائن من أصغر المخلوقات، وفيروس من أخفى الفيروسات -تحتاج لرؤيته على حقيقته إلى تكبيره بحوالي ربع مليون مرة-، لكنه جندي من جنود الجبار يرسله على من كفر بعدله وقوته، وعلى من آمن بلطفه ورحمته.
    وإزاء هذا الوباء العالمي المتمثل في فيروس كورونا المستجد اضطربت أقوال الناس في سببه ومصدره، ومُخترعه ومُنشئه، فمن قائل إن مُنشئه يريد الحصول على مبالغ خيالية جراء بيعه اللقاح المضاد له بعد استفحال الوباء جيدا، ومن قائل إن المتسبب فيه يهدف لإنعاش اقتصاد بلاده بعد انخفاض قيمة أسهم المستثمرين بسبب الوباء، وآخر يصور القضية أنها حرب بيولوجية نتيجة التطور المُذهل في الهندسة الوراثية، وأياً كانت الحقيقة ومهما كان السبب، وبعيدا عن التحليلات السياسية والتأويلات الاقتصادية؛ الجواب في كتاب الله، وذلك من جهتين:
    أولاهما: أن علم الله مُحيط بكل شيء، وإذنه لازم لكل شيء، فمهما أخفوا الحقائق، وغيَّبوا الأسباب، فهي تحت تصرف الله وملكه، قال تعالى: «وَعِندَهُۥ مَفَاتِحُ ٱلۡغَیۡبِ لَا یَعۡلَمُهَاۤ إِلَّا هُوَۚ وَیَعۡلَمُ مَا فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۚ وَمَا تَسۡقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا یَعۡلَمُهَا وَلَا حَبَّةࣲ فِی ظُلُمَـٰتِ ٱلۡأَرۡضِ وَلَا رَطۡبࣲ وَلَا یَابِسٍ إِلَّا فِی كِتَـٰبࣲ مُّبِینࣲ» (الأنعام: 59).
    ثانيهما: حتى وإن باشروا هم هذه الأسباب الحسية، فالسبب الحقيقي المعنوي غالب،
    قال تعالى: «ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَیۡدِی ٱلنَّاسِ لِیُذِیقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِی عَمِلُوا۟ لَعَلَّهُمۡ یَرۡجِعُونَ» (الروم:41).
    فظهور الفساد وانتشار الأوبئة سببه الرئيس ما كسبته أيدي البشر، وجنته حصائد الخلق، ويتضح ذلك أكثر إذا علمنا أن من بين أهم الأسباب المباشرة لظهور الأسقام، وتفشي الطواعين؛ شيوع الرذيلة، واستفحال الفاحشة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لم تَظْهرِ الفاحِشةُ في قومٍ قطُّ حتى يُعلِنُوا بِها إلا فَشا فِيهمُ الطاعونُ والأَوجاعُ التِي لم تكنْ في أسلافِهم» (أخرجه ابن ماجه برقم 4019، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم 746).
    «ولعل حكمته أن الزنا لما كان في السر(2)، سلط الله عليهم عدوا في السر، يقتلهم من حيث لا يرونه» (قاله ابن نُجيم –رحمه الله-نقلا من مقال بعنوان: «الأحكام الشرعية المتعلقة بالوباء والطاعون»).
    ومما يؤكد هذه الحكمة أن الله –عز وجل-أمرنا بإعلان الحرب على أعدائنا من الجن والإنس ومعاداتهم، فمن التزم أمر مولاه فقد سعى في طاعة ربه ورضاه، ومن ركن إليهم وسعى لمسالمتهم، فقد عصى الرب وأساء الأدب، ومن «أساء الأدب فلا يأمن العقوبة»، والعقوبة تكون من جنس المعصية، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم:
    «الطّاعونُ شَهادةٌ لأمَّتي، وخزُ أعدائِكُم منَ الجنِّ» (السلسلة الصحيحة للألباني 1928).
    قال ابن القيم –رحمه الله-: «في كون الطاعون وخز أعدائنا الجن حكمة بالغة، فإن أعداءنا منهم شياطينهم، وأما أهل الطاعة منهم فهم إخواننا، والله أمرنا بمعاداة أعدائنا من الجن والإنس، وأن نحاربهم طلبا لمرضاته، فأبى أكثر الناس إلا مسالمتهم، فسلطهم عليهم عقوبة لهم، حيث استجابوا لهم حين أغووهم وأمروهم بالمعاصي والفجور والفساد في الأرض فأطاعوهم، فاقتضت الحكمة أن يسلطهم عليهم بالطعن فيهم، كما سلط عليهم أعداءهم من الإنس، حيث أفسدوا في الأرض ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم. فهذه ملحمة من الإنس، والطاعون ملحمة من الجن، وكل منهما بتسليط العزيز الحكيم، عقوبة لمن يستحق العقوبة، وشهادة ورحمة لمن هو أهل لها.
    وهذه سنة الله في العقوبات؛ تقع عامة فتكون طهرة للمؤمنين وانتقام من الفاجرين» (نقله ابن حجر –رحمه الله-في بذل الماعون في فضل الطاعون، ص153).
    ولك أن تنظر إلى الخلق إذا فسدت طبيعتهم، وانحرفت فطرتهم، وشذَّت غريزتهم، ابتلاهم الله بأمراضٍ لم يعهدوها، وأسقامٍ لم يألفوها، وما خبر «فيرس الإيدز» عنا ببعيد،
    فــ«هَذَا الفَيرَس القَتَّال بِأَمرِ الكَبِيرِ المُتعَالِ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَدخَلٌ إِلَى الإنسَانِ، كَانَ فِي القُرُودِ!!
    وَاحِدٌ مِن الأمرِيكَانِ -مِنَ الغَربِ-مِنَ الشُّذَّاذِ نَزَل فِي إِفرِيقِيَّةَ –فِي أَوسَاطِهَا-؛ فَطَلَبَ مُضَاجِعًا فَلَمْ يَجِدْ فَمَكَّنَ مِن نَفسِهِ قِرْدًا فَانكَسَرَت الحَلْقَة وَدَخَلَ الفَيرَس إِلَى الجِنسِ الإِنسَانِيِّ عَن هَذَا السَّبيِل!!» (مفرغ من مادة صوتية للشيخ محمد سعيد رسلان-حفظه الله-).
    قَالَ النَّبيُّ –صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعلَى آلِهِ وَسَلَّم-: «إِذَا ظَهَرَ الزِّنَا وَالرِّبَا فِي قَريَةٍ فَقَدْ أَحَلُّوا بأنفُسِهِم عَذابَ اللهِ» (صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم2401).
    ولعل قائلا يستكثر فيقول: أكل هذه الآثار المدمرة والأرقام المرعبة نتيجة الفاحشة؟
    فنقول: إن الله يحب الإعذار، واعتراف العبد بذنبه مع الإقرار، فإذا بلغه الإنذار، ولم يرفع بذلك رأسا فـ«إن الله يغار، وغيرته أن تنتهك في الأرض محارمه»(البخاري5223).
    ولما اشتمل عليه الزنا من ضرر وخيم، وخطر جسيم، بانتكاس الفطر، واختلاط المياه، وتضييع الأنساب، استحق مرتكبه أقسى العقوبات، وأقصى التعزيرات؛ ولذلك جاءت النصوص الشرعية في التحذير وإعلان النكير على من انغمس في مثل هذه القاذورات.
    فها هو القرآن يصف الزنا بألفاظ شنيعة، وعبارات منفرة، فيقول –تبارك وتعالى-: «ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا» (الإسراء:32)، بل توعد الله من أحب-فقط ولم يفعل-إشاعة الفاحشة بالعذاب الأليم، فقال: «إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة» (النور:19).
    وكان نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم-أخوف ما يخاف من الزنا، فكان يخوِّف العرب وينذرهم بهلاكهم، فيقول: «يا نعايا العرب! يا نعايا العرب! إن أخوف ما أخاف عليكم الزنا والشهوة الخفية» (صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم2390).
    وإن من أعظم المآسي على أصحاب هاته المعاصي، المنع والحرمان من الفيوض الرحمانية، والهبات الربانية، فعن عثمان بن أبي العاصي –رضي الله عنهما-عن -رسول الله صلى الله عليه وسلم-قال: «تُفتَحُ أبوابُ السَّماءِ نِصفَ اللَّيلِ فيُنادي مُنادٍ هل مِن داعٍ فيُستجابَ له هل مِن سائلٍ فيُعطَى هل مِن مكروبٍ فيُفرَّجَ عنه فلا يَبقى مُسلِمٌ يدعو بدعوةٍ إلَّا استجاب اللهُ عزَّ وجلَّ له إلَّا زانيةً تَسعى بفَرْجِها أو عشَّارًا» (صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم2391).
    ويتعدى استقباح هذه المعصية وشؤم مرتكبها الجنس البشري إلى الجنس الحيواني، ففي صحيح البخاري عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: «رَأَيْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ قَدْ زَنَتْ فَرَجَمُوهَا، فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ» (صحيح البخاري3849).
    قال ابن حجر –رحمه الله- في فتح الباري (7/160): «وقد ساق الإسماعيلي هذه القصة من وجه آخر مطولة من طريق عيسى بن حطان عن عمرو بن ميمون قال:
    « كنت في اليمن في غنم لأهلي وأنا على شرف، فجاء قرد من قردة فتوسد يدها، فجاء قرد أصغر منه فغمزها، فسلت يدها من تحت رأس القرد الأول سلا رفيقا وتبعته، فوقع عليها وأنا أنظر، ثم رجعت فجعلت تدخل يدها تحت خد الأول برفق، فاستيقظ فزعا، فشمها فصاح، فاجتمعت القرود، فجعل يصيح ويومئ إليها بيده، فذهب القرود يمنة ويسرة، فجاءوا بذلك القرد أعرفه، فحفروا لهما حفرة فرجموهما، فلقد رأيت الرجم في غير بني آدم»...
    وقد ذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى في «كتاب الخيل» له من طريق الأوزاعي أن مهرا أنزي(3) على أمه فامتنع، فأدخلت في بيت وجللت بكساء وأنزي عليها فنزا، فلما شم ريح أمه عمد إلى ذكره فقطعه بأسنانه من أصله...».
    أما عند أهل الصلاح وأرباب العبادة فمن أكبر العقوبات النازلة بهم رؤية وجوه أصحاب المنكر، فهذا جريج لما امتنع عن إجابة أمه حين نادته حيث كان منشغلا عنها بصلاته وخشوعه، لم تجد ما تسوؤه به إلا أن دعت عليه ألا يموت حتى ينظر في وجوه المومسات-الزانيات-، فكان ما كان والله المستعان، فإذا كانت هذه العقوبة حاصلة بسبب النظر في وجوه الغواني فكيف بالهمس واللمس والمباشرة والمواقعة وغير ذلك.
    وفي قصة صاحب الرغيف التي ذكرها أبو موسى الأشعري –رضي الله عنه-عند احتضاره وُزنت سبعون سنة عبادة بسبع ليال خطيئة، فلم يزل ثقل الخطيئة راجحا على عبادة سبعين عاما، حتى وزن بها الرغيف فرجح.
    فإذا تبين شؤم هذه المعصية، وسوء عاقبتها، وضرر خاتمتها، زالت الغرابة، وانكشفت الدهشة، كما أنه مما ينبغي أن يُعلم أن أول من أُرسل عليهم الطاعون طائفة من بني إسرائيل (4) بسبب ارتكابهم فاحشة الزنا، ففي صحيح مسلم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الطَّاعُونُ رِجْزٌ، أَوْ عَذَابٌ، أُرْسِلَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَوْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ» (صحيح مسلم برقم 2218).
    قال ابن حجر –رحمه الله-في فتح الباري (11/265): «والتنصيص على بني إسرائيل أخص، فإن كان ذلك المراد فكأنه أشار بذلك إلى ما جاء في قصة بلعام، فأخرج الطبري من طريق سليمان التيمي أحد صغار التابعين عن سيار: أن رجلا كان يقال له بلعام كان مجاب الدعوة، وأن موسى أقبل في بني إسرائيل يريد الأرض التي فيها بلعام، فأتاه قومه فقالوا: ادع الله عليهم، فقال: حتى أؤامر ربي. فمنع، فأتوه بهدية فقبلها، وسألوه ثانيا، فقال: حتى أؤامر ربي، فلم يرجع إليه بشيء، فقالوا: لو كره لنهاك، فدعا عليهم فصار يجري على لسانه ما يدعو به على بني إسرائيل فينقلب على قومه، فلاموه على ذلك فقال: سأدلكم على ما فيه هلاكهم، أرسلوا النساء في عسكرهم ومروهن أن لا يمتنعن من أحد، فعسى أن يزنوا فيهلكوا، فكان فيمن خرج بنت الملك، فأرادها رأس بعض الأسباط وأخبرها بمكانه فمكنته من نفسها، فوقع في بني إسرائيل الطاعون، فمات منهم سبعون ألفا في يوم، وجاء رجل من بني هارون ومعه الرمح فطعنهما، وأيده الله فانتظمهما جميعا. وهذا مرسل جيد، وسيار: شامي موثق».
    ثم ذكر قصة أخرى قال بعدها: «وهذه الطريق تعضد الأولى».
    ثم توالت الأزمنة، واختلفت الأمكنة، وفي كل مرة يُرسل الله –جل وعلا-عذابه على الكافرين انتقاما، حتى خرج فيرس كورونا المستجد من أوبأ الأراضي، واستفحل في كثير من بقاع العالم، والمتأمل في هذه البقاع يجد أنه تمركز في بؤرتين كبيرتين لحكمة ربانية عظيمة، وعظة إلهية جسيمة.
    فأول تلكم البقاع دولة إيطاليا التي تجاوز فيها عدد الوفيات عشرة آلاف وفاة، حيث كان من بين أكبر الأسباب لهذا الانتشار المروع –الذي أظهر عجز النظام الطبي لهذا البلد رغم أنه يحتل المراكز الأولى عالميا-انتشار الرذيلة، وذيوع الفاحشة إذ سجلت الاحصائيات أن أكثر من ثلث مواليد هذه الدولة نتيجة علاقات غير شرعية، وهذه الظاهرة متجذرة في هذا المجتمع منذ القدم حيث يتجلى ذلك عيانا في أسلافهم في مدينة البغاء «بومبي» قبل قرابة عشرين قرنا؛ إذ انتشر الفجور بشكل فظيع، فكانت عاقبتهم أن أرسل الله عليهم بركانا أحرق رمادُه أجسادهم، وحجَّر أبدانهم، ويصدق فيهم قوله تعالى:«وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ»(يس:67)
    وثانيها بلد الرفض دولة إيران التي تدين بـ «نكاح المتعة» إشباعا لنزواتهم الخسيسة، وغرائزهم الدنيئة تحت غلاف الشرع، وعوض أن ينكسوا رؤوسهم في التراب خرج معممهم «أمير القريشي» ليصرح بكل وقاحة وتفاهة -متلاعبا بعقول أتباعه-أن فيرس كورونا لم يخرج من الصين، بل خرج من دين أبي بكر وعمر وبالذات من عائشة وعمر
    -رضي الله عنهم أجمعون، وسلمهم مما يقوله فيهم الأفاكون-، -نسأل الله أن يقطع لسانه ويشل أركانه-، فحلَّت بهم الكارثة، ونزلت عليهم المصيبة، حتى أصبحت جثث موتاهم منبوذة في الطرقات، ومرمية في الشوارع.
    وكلامنا هذا ليس من باب توزيع الأقدار، أو السخرية بما حل بأهل هذه الديار، لكنه للتذكر والاعتبار، والتدبر وعدم الاغترار، وإلا فالزنا موجود في أقطارنا، والعُهر حاصل في ديارنا-حتى صارت تتنامى لأسماعنا أخبار عن زواج المثليين كما يسميه الكفار تزيينا وتحسينا وهو عين اللواط والله المستعان-، مما يجعلنا معنيين بهذا الخطاب، جاهدين في رفع أسباب العذاب، فـ «السعيد من وُعظ، والشقي من اتعظ به غيره».
    وعلى المرء ألا يأمن مكر الله، وألا يجعل نفسه بمنأى من عذاب الله، فالله خوفنا بالنار لنتقيه، وحذرنا نفسه لنسعى في مراضيه، وعلى الإنسان إذا نزل البلاء، وعم الداء، أن يكون واعيا لرسالة ربه، فاهما لما يريده منه مولاه، وإذا لم يستعمل سمعه وبصره وعقله وفكره في ذلك كان بمنزلة من عُدِمَها، ويظهر هذا المعنى في قوله تعالى: «وَلَقَدۡ أَخَذۡنَـٰهُم بِٱلۡعَذَابِ فَمَا ٱسۡتَكَانُوا۟ لِرَبِّهِمۡ وَمَا یَتَضَرَّعُونَ حَتَّىٰۤ إِذَا فَتَحۡنَا عَلَیۡهِم بَابࣰا ذَا عَذَابࣲ شَدِیدٍ إِذَا هُمۡ فِیهِ مُبۡلِسُونَ وَهُوَ ٱلَّذِیۤ أَنشَأَ لَكُمُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَـٰرَ وَٱلۡأَفۡـِٔدَةَۚ قَلِیلࣰا مَّا تَشۡكُرُونَ» (المؤمنون:76).
    قال بعض المفسرين: «فَأيُّ مُناسَبَةٍ بَيْنَ قَوْلِهِ: «وهُوَ الَّذِي أنْشَأ لَكُمُ السَّمْعَ والأبْصارَ» وبَيْنَ ما قَبْلَهُ؟
    الجَوابُ: كَأنَّهُ سُبْحانَهُ لَمّا بَيَّنَ مُبالَغَةَ أُولَئِكَ الكُفّارِ في الإعْراضِ عَنْ سَماعِ الأدِلَّةِ ورُؤْيَةِ العِبَرِ والتَّأمُّلِ في الحَقائِقِ قالَ لِلْمُؤْمِنِينَ: وهو الَّذِي أعْطاكم هَذِهِ الأشْياءَ ووَقَفَكم عَلَيْها، تَنْبِيهًا عَلى أنَّ مَن لَمْ يَسْتَعْمِلْ هَذِهِ الأعْضاءَ فِيما خُلِقَتْ لَهُ، فَهو بِمَنزِلَةِ عادِمِها، كَما قالَ تَعالى: «فَما أغْنى عَنْهم سَمْعُهم ولا أبْصارُهم ولا أفْئِدَتُهم مِن شَيْءٍ إذْ كانُوا يَجْحَدُونَ بِآياتِ اللَّهِ» (الأحقاف:26)، تَنْبِيهًا عَلى أنَّ حِرْمانَ أُولَئِكَ الكُفّارِ ووِجْدانَ هَؤُلاءِ المُؤْمِنِينَ لَيْسَ إلّا مِنَ اللَّهِ».
    وليحذر المؤمن أن يكونَ حال البلاء كالبهيمة، فعَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: «دَخَلْتُ مَعَ سَلْمَانَ -رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ- عَلَى صديقٍ لَهُ مِنْ كِنْدَةَ يَعُودُهُ، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَبْتَلِي عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ بِالْبَلَاءِ ثُمَّ يُعَافِيهِ فَيَكُونُ كَفَّارَةً لِمَا مَضَى فَيُسْتَعْتَبَ فِيمَا بَقِيَ، وَإِنَّ اللهَ -عَزَّ اسْمُهُ- يَبْتَلِي عَبْدَهُ الْفَاجِرَ بِالْبَلَاءِ ثُمَّ يُعَافِيهِ فَيَكُونُ كَالْبَعِيرِ عَقَلُوهُ أَهْلُهُ ثُمَّ أَطْلَقُوهُ، فَلَا يَدْرِي فِيمَ عَقَلُوهُ حِينَ عَقَلُوهُ، وَلَا فِيمَ أَطْلَقُوهُ حِينَ أَطْلَقُوهُ». اهـ (حلية الأولياء 1/206).
    إذا تقرر هذا، فتدبر ما سأكتبه لك، وعض عليه بالنواجذ، ولذلك أقول:
    إن المتأمل في القصص القرآني للأمم الغابرة يجد أن الله –جل وعلا-أمهلهم، وأرسل لهم الرسل ليعذرهم، وشدد عليهم في الخطاب، وأراد منهم أمورا عند نزول العذاب، فخالفوا مراد خالقهم، واستمروا في غيِّهم وباطلهم، ومن تلكم الأمور:

    أولا: الاستكانة والتضرع.
    قال -جل وعلا-:«وَلَقَدۡ أَخَذۡنَـٰهُم بِٱلۡعَذَابِ فَمَا ٱسۡتَكَانُوا۟ لِرَبِّهِمۡ وَمَا یَتَضَرَّعُونَ» (المؤمنون:76).
    قال الطاهر بن عاشور –رحمه الله- في التحرير والتنوير (18/101): «والِاسْتِكانَةُ: مَصْدَرٌ بِمَعْنى الخُضُوعِ مُشْتَقَّةٌ مِنَ السُّكُونِ؛ لِأنَّ الَّذِي يَخْضَعُ يَقْطَعُ الحَرَكَةَ أمامَ مَن خَضَعَ لَهُ، فَهو افْتِعالٌ مِنَ السُّكُونِ لِلدَّلالَةِ عَلى تَمَكُّنِ السُّكُونِ وقُوَّتِهِ»اهـ.
    وقال تعالى:«وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَاۤ إِلَىٰۤ أُمَمࣲ مِّن قَبۡلِكَ فَأَخَذۡنَـٰهُم بِٱلۡبَأۡسَاۤءِ وَٱلضَّرَّاۤءِ لَعَلَّهُمۡ یَتَضَرَّعُونَ» (الأنعام:42).
    قال بعض المفسرين: «ثُمَّ قالَ: «لَعَلَّهم يَتَضَرَّعُونَ» والمَعْنى: إنَّما أرْسَلْنا الرُّسُلَ إلَيْهِمْ وإنَّما سَلَّطْنا البَأْساءَ والضَّرّاءَ عَلَيْهِمْ لِأجْلِ أنْ يَتَضَرَّعُوا.
    ومَعْنى التَّضَرُّعِ التَّخَشُّعُ وهو عِبارَةٌ عَنِ الِانْقِيادِ وتَرَكِ التَّمَرُّدِ، وأصْلُهُ مِنَ الضَّراعَةِ وهي الذِّلَّةُ، يُقالُ ضَرَعَ الرَّجُلُ يَضْرَعُ ضَراعَةً فَهو ضارِعٌ أيْ ذَلِيلٌ ضَعِيفٌ...» اهـ.
    وقال تعالى:«وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَا فِی قَرۡیَةࣲ مِّن نَّبِیٍّ إِلَّاۤ أَخَذۡنَاۤ أَهۡلَهَا بِٱلۡبَأۡسَاۤءِ وَٱلضَّرَّاۤءِ لَعَلَّهُمۡ یَضَّرَّعُونَ ثُمَّ بَدَّلۡنَا مَكَانَ ٱلسَّیِّئَةِ ٱلۡحَسَنَةَ حَتَّىٰ عَفَوا۟ وَّقَالُوا۟ قَدۡ مَسَّ ءَابَاۤءَنَا ٱلضَّرَّاۤءُ وَٱلسَّرَّاۤءُ فَأَخَذۡنَـٰهُم بَغۡتَةࣰ وَهُمۡ لَا یَشۡعُرُونَ » (الأعراف:94-95).
    قال ابن كثير –رحمه الله- في تفسيره (2/213): «يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَمَّا اخْتَبَرَ بِهِ الْأُمَمَ الْمَاضِيَةَ، الَّذِينَ أَرْسَلَ إِلَيْهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ، يَعْنِي «بالْبَأْسَاءِ» مَا يُصِيبُهُمْ فِي أَبْدَانِهِمْ مِنْ أَمْرَاضٍ وَأَسْقَام،«وَالضَّرَّاءِ» مَا يُصِيبُهُمْ مِنْ فَقْرٍ وَحَاجَةٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ، «لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُون» أَيْ: يَدْعُونَ وَيَخْشَعُونَ وَيَبْتَهِلُونَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي كَشْفِ مَا نَزَلَ بِهِمْ.
    وَتَقْدِيرُ الْكَلَامِ: أَنَّهُ ابْتَلَاهُمْ بِالشِّدَّةِ لِيَتَضَرَّعُوا، فَمَا فَعَلُوا شَيْئًا مِنَ الَّذِي أَرَادَ اللَّهُ مِنْهُمْ، فَقَلَبَ الْحَالَ إِلَى الرَّخَاءِ لِيَخْتَبِرَهُمْ فِيهِ؛ وَلِهَذَا قَالَ:«ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَة» أَيْ: حولَّنا الحال من شدة إِلَى رَخَاءٍ، وَمِنْ مَرَضٍ وَسَقَمٍ إِلَى صِحَّةٍ وَعَافِيَةٍ، وَمِنْ فَقْرٍ إِلَى غِنًى، لِيَشْكُرُوا عَلَى ذَلِكَ، فَمَا فَعَلُوا»اهـ.

    قال السعدي –رحمه الله-في تيسير الكريم الرحمن، ص336 :««ثُمَّ ْ» إذا لم يفد فيهم، واستمر استكبارهم، وازداد طغيانهم.
    «بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ» فَأدَرَّ عليهم الأرزاق، وعافى أبدانهم، ورفع عنهم البلاء «حَتَّى عَفَوْا» أي: كثروا، وكثرت أرزاقهم وانبسطوا في نعمة اللّه وفضله، ونسوا ما مر عليهم من البلاء.
    «وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ ْ» أي: هذه عادة جارية لم تزل موجودة في الأولين واللاحقين، تارة يكونون في سراء وتارة في ضراء، وتارة في فرح، ومرة في ترح، على حسب تقلبات الزمان وتداول الأيام، وحسبوا أنها ليست للموعظة والتذكير، ولا للاستدراج والنكير حتى إذا اغتبطوا، وفرحوا بما أوتوا، وكانت الدنيا، أسر ما كانت إليهم، أخذناهم بالعذاب «بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ» أي: لا يخطر لهم الهلاك على بال، وظنوا أنهم قادرون على ما آتاهم اللّه، وأنهم غير زائلين ولا منتقلين عنه» اهـ.

    فهذه عادة الله في خلقه أنه يعظهم ويُذكرهم، فإذا نسوا ما ذُكروا به فتح عليهم من بهرج الدنيا وزخارفها ما يحصل لهم به تمام الغفلة، وكمال الإعراض المؤدي إلى التجبر والتكبر والفرح والتفكه، فإذا اطمأنوا بما هم فيه، وظنوا أنهم قادرون عليه، أخذهم الله بما يُفزعهم ويُزعجهم، ويُدمرهم ويُهلكهم.
    قال ابن عثيمين-رحمه الله-في قوله تعالى: «حَتَّىٰۤ إِذَا فَتَحۡنَا عَلَیۡهِم بَابࣰا ذَا عَذَابࣲ شَدِیدٍ إِذَا هُمۡ فِیهِ مُبۡلِسُونَ» (المؤمنون:77):«أن هذا الأخذ الذي توعد الله به عز وجل أخذ مدمر؛ لقوله: «فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ» أي: آيسون من كل خير» اهـ.
    وقال الطاهر بن عاشور-رحمه الله- التحرير والتنوير (18/102): وفَتْحُ البابِ تَمْثِيلٌ لِمُفاجَأتِهِمْ بِالعَذابِ بَعْدَ أنْ كانَ مَحْجُوزًا عَنْهُ... شُبِّهَتْ هَيْئَةُ إصابَتِهِمْ بِالعَذابِ بَعْدَ أنْ كانُوا في سَلامَةٍ وعافِيَةٍ بِهَيْئَةِ ناسٍ في بَيْتٍ مُغْلَقٍ عَلَيْهِمْ فَفُتِحَ عَلَيْهِمْ بابُ البَيْتِ مِن عَدُوٍّ مَكْرُوهٍ» اهـ.

    ثانيا: التوبة والندم.
    قال تعالى: « فَلَوۡلَا كَانَتۡ قَرۡیَةٌ ءَامَنَتۡ فَنَفَعَهَاۤ إِیمَـٰنُهَاۤ إِلَّا قَوۡمَ یُونُسَ لَمَّاۤ ءَامَنُوا۟ كَشَفۡنَا عَنۡهُمۡ عَذَابَ ٱلۡخِزۡیِ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَمَتَّعۡنَـٰهُمۡ إِلَىٰ حِینࣲ» (يونس:98).
    قال ابن كثير-رحمه الله-في تفسيره (2/391): «والْغَرَضُ أَنَّهُ لَمْ تُوجَدْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ بِكَمَالِهَا بِنَبِيِّهِمْ مِمَّنْ سَلَفَ مِنَ الْقُرَى، إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ، وَهُمْ أَهْلُ نِينَوى، وَمَا كَانَ إِيمَانُهُمْ إِلَّا خَوْفًا مِنْ وُصُولِ الْعَذَابِ الَّذِي أَنْذَرَهُمْ بِهِ رَسُولُهُمْ، بَعْدَ مَا عَايَنُوا أَسْبَابَهُ، وَخَرَجَ رَسُولُهُمْ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِهِمْ، فَعِنْدَهَا جَأَرُوا إِلَى اللَّهِ وَاسْتَغَاثُوا بِهِ، وَتَضَرَّعُوا لَدَيْهِ، وَاسْتَكَانُوا وَأَحْضَرُوا أَطْفَالَهُمْ وَدَوَابَّهُمْ وَمَوَاشِيَهُمْ، وَسَأَلُوا اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَرْفَعَ عَنْهُمُ الْعَذَابَ الَّذِي أَنْذَرَهُمْ بِهِ نَبِيُّهُم، فَعِنْدَهَا رَحِمَهُمُ اللَّهُ، وَكَشَفَ عَنْهُمُ الْعَذَابَ وَأُخِّرُوا، كَمَا قَالَ تَعَالَى: «إِلا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ»» اهـ.

    ...يتبع مع الحلقة الثانية، لتكلمة أسباب كشف العذاب الثمانية، وما يليها من مواساة وتنبيهات، وعبر وعظات...

    -------------------------------------
    (1) «السرادق: الذي يُمد فوق صحن البيت، ...بيت مسردق أعلاه وأسفله: مشدود كله» (القاموس المحيط للفيروزآبادي –رحمه الله-، ص893)، كالخيمة ونحوها.
    (2) لعل الزنا كان سرا في وقت ابن نجيم-رحمه الله-، أما في وقتنا فصارت الفاحشة جهارا نهارا، في بيوت مخصصة ومرخصة، بإعلانات مُنظمة ومُعممة، مصداقا لحديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في بني إسرائيل: «حتى لو كان فيهم من يأتي أمه علانية لكان في أمتي من يفعل ذلك» (حسنه الألباني في صحيح الترمذي برقم 2641)
    (3) «نزا نزواً ونُزاءً: وثب» (القاموس المحيط للفيروزآبادي –رحمه الله-، 1338).
    (4) قاله ابن عبد البر في التمهيد 259/12.
    التعديل الأخير تم بواسطة أبوعبدالرحمن عبدالله بادي; الساعة 2020-03-31, 06:55 PM.

  • #2
    جزاك الله خيراً أخي أبا عبد الرحمن

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك وأحسن إليك وجزاك خير الجزاء على هذا المقال النافع، واصل وفقك الله.

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا اخي عبد الله، مقال ماتع نحن في انتظار ما تبقى من حلقات، وفقك الله لتمامها ورزقك الاخلاص.

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيك وأحسن إليك أخي أبا عبد الرحمن

          تعليق


          • #6
            بارك الله فيك على هذا المقال الرائع وزيادة على ما ذكرت من انتشار الفاحشة في هذه الدول التي عصف بها الوباء فكذلك لو تأملنا أيضا سنجد أن كل تلك البلدان التي عصف بها هي من بؤر الشر في العالم:
            فالصين الشيوعية بؤرة الإلحاد والزندقة والكفر مع ما فيها من الفواحش ومخالفة الفطرة في المأكل والمشرب وفي كل شؤونهم .
            إيطاليا بؤرة الشرك والتنصير والزندقة وهي عاصمة النصارى الضالين المشركين مع ما ذكرته من انتشار الفاحشة فيها عياذا بالله وانتشار الشر والإجرام بطريقة غير معقولة.
            إيران المجوسية بؤرة الرفض والتشيع والزندقة والشرك والفواحش وبؤرة نشر الفتن والحروب على أهل السنة كما لا يخفى على أي مسلم سني .
            أمريكا بؤرة الزندقة والكفر والإلحاد ودولة الماسون الأولى وشعالة الحروب والفتن كسابقتها إيران المجوسية.
            ​​​​

            تعليق


            • #7
              جزاك الله خيراً أخي أبا عبد الرحمن

              تعليق


              • #8
                أحسن الله إليك

                تعليق


                • #9
                  جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
                  غفر الله له

                  تعليق


                  • #10
                    جزاك الله خيرا اخي عبد الله بادي، مقال ماتع نافع .

                    تعليق


                    • #11
                      مقال طيب أخي الحبيب جزاك الله خيرا وأسأل الله أن يكشف عنا هذا البلاء وأن يهدينا إلى الصراط المستقيم، ويتوب علينا إنه هو التواب الرحيم
                      اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
                      وسيم بن أحمد قاسيمي -غفر الله له-

                      تعليق


                      • #12
                        جزاك الله خيرا أخي عبد الله

                        تعليق


                        • #13
                          بارك الله فيك، نسأل الله أن يرفع عنا هذا البلاء و يجعله بعد هذا الوباء خيرا كثيرا، من رجوع الناس الى الله، و سعيهم لما هو خير لهم في دينهم و دنياهم.

                          تعليق


                          • #14
                            بارك الله فيكم جميعا، وأحسن الله إليكم على المرور والدعاء.
                            التعديل الأخير تم بواسطة أبوعبدالرحمن عبدالله بادي; الساعة 2020-04-02, 02:21 PM.

                            تعليق

                            الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
                            يعمل...
                            X