بسم الله الرحمن الرحيم
تفريغُ مقطعٍ بعنوان:
[السلف والسلفية لغة واصطلاحًا] ..
لفضيلةِ الشيخِ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاريّ
-حفظه الله-
،،
[السلف والسلفية لغة واصطلاحًا] ..
لفضيلةِ الشيخِ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاريّ
-حفظه الله-
،،
"قال الحافظ النووي -رحمه الله- في شرح مسلم، شارحًا قول النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم:
«فَإِنِّهُ نِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ»
قال: السلف: المتقدِّمُ، ومعناهُ: أنا متقدِّمٌ قُدَّامكِ، فتَرِدينَ عليّ. هذا هو المعنى اللغوي -أيها الأحبة-
والنقطة الثانية: من هم السلف اصطلاحًا؟
مضى معنا أن (السلف) هم من تقدَّمَ في اللغة، من تقدَّمكَ وسبقكَ في السنِّ والفضلِ
والله جل وعلا يقول في كتابه:
{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[التوبة: 100]
وفي الصحيحين عن ابن مسعودٍ -رضي الله تعالى عنه- أنه قالَ:
قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم:
«خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ»
وفي صحيح مسلم، عن عائشةَ -رضيَ الله تعالى عنها وأرضاها- قالتْ:
سَأَلَ رَجُلٌ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ فقَالَ عليهِ الصلاةُ والسّلامُ:
«الْقَرْنُ الَّذِي أَنَا فِيهِ، ثُمَّ الثَّانِي، ثُمَّ الثَّالِثُ»
وفي البابِ أحاديثُ عدةٌ، وهذه الآيةُ التي مضتْ من سورة التوبةِ، وما جاء من الأحاديثِ فيما مضى، وغيرها من الأحاديثِ والأدلةِ؛ كلها تدلُّ على خيريّةِ الصحابةِ -رضي اللهُ تعالى عنهم وأرضاهم- وأنهم خيرُ الأمةِ بعدَ رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلمَ
ولاشكَّ ولا ريبَ أنهم السلف المتقدِّم لنا في الفضل والعلم والإيمانِ! -رضيَ الله تعالى عنهم وأرضاهُم-
لكن ههنا سؤالٌ مهمّ، وهو:
هل التّحديد الزمنيّ الوارد في حديث ابن مسعود وعائشة وغيرها من الأحاديث، هل التحديدُ الزمنيّ كافٍ في تحديد معنى (السلف) اصطلاحًا؟
بمعنى آخر:
هل كلُّ من عاشَ في ذلكم العصر المبارك يكفي أن يكونَ من السلف الصالح الذين يُقتدى بهم؟
الجواب: لا!.. وتقْطَعُ بهذا، لمَ؟
لأنَّ السبق الزمني -أيها الأحبة- ليس كافيًا في تعيين السلف؛ إذ لا بد أن يضافَ إلى هذا قيد مهمُّ.. قيد مهمٌ وهو:
موافقته للكتاب والسنة وفهم الصحابة! -رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم-
ولهذا نجد أن أئمة أهل السنة يقيِّدون هذا الاصطلاح فيقولون: السلف الصالح؛ ليخرج بذلك السلف الطالح؛ ممن كان في عصرهم، ولم يكن على فهمهم ومنوالهم ومنهاجهم!
وكما يقال: "الواقعُ خير شاهد":
أمَا خرجت القدَرية؟ والحديث في مسلم، وهو أول حديث فيه، تبرأ منهم عبدُ الله بن عمر -رضيَ الله تعالى عنه-، أليس كذلك؟ وهم بين أظهر الصحابة، أو جمهرةٍ من الصحابة! وكذلك خرجت الخوارجُ على عليٍّ -رضي الله تعالى عنه- وغيره من الصحابة، وهم بين أظهر الصحابة!
ولما ناظرهم عبدُ الله بن عباس -في المناظرة الشهيرةِ المشهورة التي أخرجها الحاكم في المستدرك، وغيره بإسناد صحيح- فكان مما قاله للخوراج -يستدلُّ بذلك على ضلالهم-:
وانظروا ليس فيكم منهم -أي من الصحابة أحد- ليس فيكم: يعني في هذا الجمعِ، وهم نحو من ستة آلاف - كما هي الرواية عند الحاكم والبيهقي- قال: ليس فيكم منهم أحد! فهذا كافٍ على ضلالكم.
إذًا السبقُ الزمني ليس كافيًا في أن يكون الرجلُ ماذا؟ من السلف الصالح!" اهـ
،،
صوتيًا من منتديات البيضاء العلمية السلفية
http://www.albaidha.net/vb/attachmen...1&d=1367441999
«فَإِنِّهُ نِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ»
قال: السلف: المتقدِّمُ، ومعناهُ: أنا متقدِّمٌ قُدَّامكِ، فتَرِدينَ عليّ. هذا هو المعنى اللغوي -أيها الأحبة-
والنقطة الثانية: من هم السلف اصطلاحًا؟
مضى معنا أن (السلف) هم من تقدَّمَ في اللغة، من تقدَّمكَ وسبقكَ في السنِّ والفضلِ
والله جل وعلا يقول في كتابه:
{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[التوبة: 100]
وفي الصحيحين عن ابن مسعودٍ -رضي الله تعالى عنه- أنه قالَ:
قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم:
«خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ»
وفي صحيح مسلم، عن عائشةَ -رضيَ الله تعالى عنها وأرضاها- قالتْ:
سَأَلَ رَجُلٌ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ فقَالَ عليهِ الصلاةُ والسّلامُ:
«الْقَرْنُ الَّذِي أَنَا فِيهِ، ثُمَّ الثَّانِي، ثُمَّ الثَّالِثُ»
وفي البابِ أحاديثُ عدةٌ، وهذه الآيةُ التي مضتْ من سورة التوبةِ، وما جاء من الأحاديثِ فيما مضى، وغيرها من الأحاديثِ والأدلةِ؛ كلها تدلُّ على خيريّةِ الصحابةِ -رضي اللهُ تعالى عنهم وأرضاهم- وأنهم خيرُ الأمةِ بعدَ رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلمَ
ولاشكَّ ولا ريبَ أنهم السلف المتقدِّم لنا في الفضل والعلم والإيمانِ! -رضيَ الله تعالى عنهم وأرضاهُم-
لكن ههنا سؤالٌ مهمّ، وهو:
هل التّحديد الزمنيّ الوارد في حديث ابن مسعود وعائشة وغيرها من الأحاديث، هل التحديدُ الزمنيّ كافٍ في تحديد معنى (السلف) اصطلاحًا؟
بمعنى آخر:
هل كلُّ من عاشَ في ذلكم العصر المبارك يكفي أن يكونَ من السلف الصالح الذين يُقتدى بهم؟
الجواب: لا!.. وتقْطَعُ بهذا، لمَ؟
لأنَّ السبق الزمني -أيها الأحبة- ليس كافيًا في تعيين السلف؛ إذ لا بد أن يضافَ إلى هذا قيد مهمُّ.. قيد مهمٌ وهو:
موافقته للكتاب والسنة وفهم الصحابة! -رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم-
ولهذا نجد أن أئمة أهل السنة يقيِّدون هذا الاصطلاح فيقولون: السلف الصالح؛ ليخرج بذلك السلف الطالح؛ ممن كان في عصرهم، ولم يكن على فهمهم ومنوالهم ومنهاجهم!
وكما يقال: "الواقعُ خير شاهد":
أمَا خرجت القدَرية؟ والحديث في مسلم، وهو أول حديث فيه، تبرأ منهم عبدُ الله بن عمر -رضيَ الله تعالى عنه-، أليس كذلك؟ وهم بين أظهر الصحابة، أو جمهرةٍ من الصحابة! وكذلك خرجت الخوارجُ على عليٍّ -رضي الله تعالى عنه- وغيره من الصحابة، وهم بين أظهر الصحابة!
ولما ناظرهم عبدُ الله بن عباس -في المناظرة الشهيرةِ المشهورة التي أخرجها الحاكم في المستدرك، وغيره بإسناد صحيح- فكان مما قاله للخوراج -يستدلُّ بذلك على ضلالهم-:
وانظروا ليس فيكم منهم -أي من الصحابة أحد- ليس فيكم: يعني في هذا الجمعِ، وهم نحو من ستة آلاف - كما هي الرواية عند الحاكم والبيهقي- قال: ليس فيكم منهم أحد! فهذا كافٍ على ضلالكم.
إذًا السبقُ الزمني ليس كافيًا في أن يكون الرجلُ ماذا؟ من السلف الصالح!" اهـ
،،
صوتيًا من منتديات البيضاء العلمية السلفية
http://www.albaidha.net/vb/attachmen...1&d=1367441999