إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إذا نشز الزوج فلزوجته الحق أن تقتص منه وألا تعطيه حقه كاملاً !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إذا نشز الزوج فلزوجته الحق أن تقتص منه وألا تعطيه حقه كاملاً !

    بسم الله الرحمن الرحيم
    أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت عليه ؛ لعنتها الملائكة حتى تصبح )) .
    ولعن الملائكة يعني أنها تدعو على هذه المرأة باللعنة ، واللعنة هي الطرد والإبعاد عن رحمة الله ، فإذا دعاها إلى فراشه ليستمتع بها بما أذن الله له فيه فأبت أن تجيء ، فإنها تلعنها الملائكة والعياذ بالله ، أي تدعو عليها باللعنة إلى أن تصبح .
    اللفظ الثاني : أنها إذا هجرت فراش زوجها ، فإن الله تعالى يغضب عليها حتى يرضى عنها الزوج ، وهذا أشد من الأول ؛ لأن الله سبحانه وتعالى إذا سخط ؛ فإن سخطه أعظم من لعنة الإنسان ، نسأل الله العافية .
    ودليل ذلك أن الله تعالى ذكر في آية اللعان أنه إذا لاعن الرجل يقول : ( أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ)[النور: 7]، وهي إذا لاعنت تقول الرجل تقول: ( أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) [النور: 9]،
    وهذا يدل على أن الغضب أشد ، وهو كذلك .
    وأيضاً قال في الحديث : (( إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها )) أي الزوج ، وهناك قال: (( حتى تصبح )) ، أما هنا فعلّقه برضى الزوج ، وهذا قد يكون أقل ، وقد يكون أكثر يعني : ربما يرضى الزوج عنها قبل طلوع الفجر ، وربما لا يرضى إلا بعد يوم أو يومين ، المهم ما دام الزوج ساخطاً عليها فالله عز وجل ساخط عليها .
    وفي هذا دليل على عظم حق الزوج على زوجته ، ولكن هذا في حق الزوج القائم بحق الزوجة ، أما إذا نشز ولم يقم بحقها ؛ فلها الحق أن تقتص منه وألا تعطيه حقه كاملاً ؛ لقول الله تعالى :
    ( فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ) [البقرة: 194] ولقوله تعالى : (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ) [ النحل : 126 ] .
    لكن إذا كان الزوج مستقيماً قائماً بحقها فنشزت هي ومنعته حقه ؛ فهذا جزاؤها إذا دعاها إلى فراشه فأبت أن تأتي .
    والحاصل أن هذه الألفاظ التي وردت في هذا الحديث هي مطلقة ، لكنها مقيدة بكونه قائماً بحقها ، أما إذا لم يقم بحقها فلها أن تقتص منه وأن تمنعه من حقه مثل ما منعها من حقها ؛ لقوله تعالى : ( فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ) وقوله : ( وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ) .
    شرح رياض الصالحين المجلد الثالث
    الشيخ ابن العثيمين رحمه الله
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X