إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[صوتيّـة وتفريـغها] : " الإجتِهـاد فِي العَشـر الأواخِر لفضيـلة الشَّيـخ أبـي عبـدِ الله أزهـر سنيـڨرة -حفظه الله تعالىٰ-"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [صوتيّـة وتفريـغها] : " الإجتِهـاد فِي العَشـر الأواخِر لفضيـلة الشَّيـخ أبـي عبـدِ الله أزهـر سنيـڨرة -حفظه الله تعالىٰ-"

    بسمِ الله الرحمٰـن الرحيـم

    [خطبـة الحاجـة..]

    اللهم كما بلغتنا هذا الشهر المبارك، اللهم وفقنا لِلَيلة القدر، وأعظم لنا فيها المثوبة والأجر، وتقبل منا فيما أسلفنا من هذا الشهر، ووفقنا لما نستقبل من هذه الأيام الباقيات التي هي خيرُ هذا الشهر، وهذا من فضل الله -تبارك وتعالى- ومَنِه وكرمه علينا.
    كنا بالأمس نُحدث أنفسنا، ونُحدث بعضنا عن استقبالنا لهذا الشهر المبارك، وقلوبنا فرحة مبتهجة لأننا نعرف خيره وبركته.
    هذا الخير الذي لا يُدانيه فيه شهر من الشهور كلها، واليوم بعد أن مضى جُل هذا الشهر، ولن يبقى منه إلا القليل، والله -تبارك وتعالى- جعل الفضل العظيم في هذا القليل، من هذه الليالي الأخيرة، من شهرنا هذا الذي هو خير الشهور على الإطلاق.
    نبينا -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، كان له في هذه الليالي والأيام شأن، كما تروي هذا أمنا عائشة -رضي الله تعالى عنها وأرضاها- كما جاء في الصحيح: (( كَانَ رَسُولُ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ-)) تقول : (( يَجْتَهِدُ فِي اَلْعَشْرِ اَلْأَوَاخِرْ - أي من رمضان - مَالَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ))، مالا يجتهد في غيره من الليالي والأيام.
    وتقول كذلك كما في الصحيحين: (( كَانَ إِذَا دَخَلَ اَلْعَشْرْ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ))،
    : (( كَانَ إِذَا دَخَلَ اَلْعَشْرْ )) :أي العشر الأواخر من رمضان.
    (( شَدَّ مِئْزَرَهُ )): كناية عن اعتزاله النساء، وعدم جِماعهن، وتفرغه للعبادة، وقد كان يتفرغ تفرغا كُليا لها. وكان يدخل مُعتكفه، والاعتكاف وظيفة من وظائف هذه العشر الأواخر من رمضان.
    كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُواظب عليه يُحي ليله، يُحي ليله في بيت الله -تبارك وتعالى-، وهذا معنى الاعتكاف أنه يمكث في المسجد للذكر، والصلاة، وتلاوة القرآن، والدعاء لا يخرج منه إلا لحاجته وكذلك كان يفعل نبينا -صلى الله عليه وعلى آله سلم-
    كان من اجتهاده أنه يعتكف العشر الأواخر من رمضان.
    قالت عائشة: ((وَأَحْيَا لَيْلَهُ)) ، أحيا ليله بالقيام أحيا ليله بالدعاء، أحيا ليله بذكر الله -تبارك وتعالى-، وتلاوة القرآن.
    أحيا ليله على هديه وسنته كان في جميع أحواله، وفي سائر أوقاته لا يُصلى من الليل أكثر من إحدى عشرة ركعة.
    تقول أمنا عائشة : تقول السيدة الطاهرة المطهرة أعرف الناس بحال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بخاصة عبادته ولكن كما تقول -رضي الله تعالى عنها- : ' فلا تسأل عن حُسنهن وطُولهن'، أي هذه الركعات التي كان نبينا -عليه الصلاة والسلام- يُحي بها ليله لأنها ليالي قليلة، لأنها أوقات يسيرة سرعان ما تنتهي، وفقنا إليها إن وفقنا الله -تبارك وتعالى- وأدركناها، وأتممناها هذا العام قد لا، قد لا ندركها أعواما قادمة، ولنا عبرة، ولنا عبرة في من ودعنا من إخواننا وقرابتنا ممن صام معنا العام الفارط، واليوم أو هذا العام نترحم عليهم، وندعو لهم.
    نسأل الله -جل وعلا- أن يرحم موتانا وسائر موتى المسلمين.
    إنها العشر الأواخر من رمضان التي كان لنبينا -عليه الصلاة والسلام- هذا الشأن، ((شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ))، لأنه يُحب الخير لنفسه، ولغيره وخاصة أقرب الناس، وأحب الناس إليه.
    كان إذا قام تقول عائشة -رضي الله تعالى عنها- : ((اَلصَّلَاةُ، اَلصَّلَاةْ))، ليست الفريضة بل هذه النافلة، هي أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة قيام الله في هذا الوقت المبارك العظيم، شرف الزمان وشرف هذه العبادة، والطاعة لله -جل وعلا-.
    لحرصه على الخير لقرابته وأهله، كان إذا قام ليُحي ليله أيقظ أهله
    يقول : ((اَلصَّلَاةُ، اَلصَّلَاةْ))، ثم يقرأ قول الله -جل وعلا-: ﴿وَأمُر أَهلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصطَبِر عَلَيها لا نَسأَلُكَ رِزقًا نَحنُ نَرزُقُكَ وَالعاقِبَةُ لِلتَّقوى﴾ ( ).
    هذه العشر الأواخر التي إنما بلغت هذا الفضل وهذه المنزلة لأجل تلك الليلة المباركة التي هي أشرف الليالي وأفضلها، وخيرها على الإطلاق، هذه الليلة المباركة التي خصها الله -عز وجل- بأعظم حدث في هذه الأمة ألا وهو نزول القرآن على قلب النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- ﴿إِنّا أَنزَلناهُ في لَيلَةِ القَدرِ(١) وَما أَدراكَ ما لَيلَةُ القَدرِ﴾ ( ) أي في شرفها، وعلو قدرها عند الله -تبارك وتعالى-
    سُميت هذه الليلة بليلة القدر، قال أهل العلم لمعيين إثنين :
    - الأول : من القدَر، أي أن الله -تبارك وتعالى- قّدر فيها مقادير الخلق، مقادير السنة كلها، لقول الله -تبارك وتعالى-﴿إِنّا أَنزَلناهُ في لَيلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنّا كُنّا مُنذِرينَ(٣)فيها يُفرَقُ كُلُّ أَمرٍ حَكيمٍ﴾ ( ).
    فيها يَفصل الله -تعالى- في كل أمر من أمور خلقه، فيها تقدير، فيها تقدير مقادير الخلائق كلها طيلة هذا العا.م
    وسميت ليلة القدر كذلك من القدْر -بإسكان الدال- وهو الشرف وعلو المنزلة، لأنها ليلة شريفة عظيمة، وصفها الله -تبارك وتعالى- بأنها مباركة، وقال في عظيم قدرها وكبير فضلها ﴿لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن أَلفِشَهرٍ﴾ ( ).
    ومن شرفها كذلك ﴿تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرّوحُ فيها بِإِذنِ رَبِّهِم مِن كُلِّ أَمرٍ(٤)سَلامٌ هِيَ حَتّى مَطلَعِ الفَجرِ﴾ ( ).
    هذه الليلة المباركة، تمتلئ الدنيا بملائكة الرحمان بعدد لا يعلمه إلا الله -تبارك وتعالى-، بعدد لا تنزل الملائكة في غيرها من الليالي، ومعهم جبريل -عليه السلام- لمَّا أُنزل على قلب نبينا -عليه الصلاة والسلام- القرآن.
    من عظيم قدرها كذلك، أن الله -تبارك وتعالى- جعلها ليلة سلام، منذ بدايتها إلى نهايتها
    كما قال الحسن البصري عليه -رحمه الله-: 'هي سلام وأمن على المؤمنين من بعد صلاة المغرب إلى صلاة الفجر'
    هذه الليلة لشرفها أمرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن نتحراها، وأن نجتمع، وأن نجتهد فيه هذه الليالي، التي هي مضنتها، ومن آكدها أوتار هذه الليالي من العشر الأواخر.



    [الخطبـة الأولـىٰ]

    فرغـه: مجمـوعَة تفريِغات الشيـخ أزهر سنيقرة -حفظه الله-

    المصـدر:
    https://youtu.be/Qt-3xA0xyDk
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X