إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

النسيكة – العقيقة - وأثرها في حسن التربية واستقامة الولد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النسيكة – العقيقة - وأثرها في حسن التربية واستقامة الولد

    بسم الله الرحمن الرحيم
    النسيكة – العقيقة - وأثرها في حسن التربية واستقامة الولد

    إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
    أما بعد:
    فكل ما شرعه الله ورسله عليه الصلاة والسلام، وهو خير للبشرية في دينها ودنياها.
    مما شرع لنا العقيقة على الذكر شاتين وعلى الأنثى شاه، والعقيقة لها أثر كبير في حسن تربية الأولاد، ومن التوجيهات الشرعية في التربية.
    عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الغلام مرتهن بعقيقته يذبح عنه يوم السابع، ويسمى، ويحلق رأسه».
    أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجه وأحمد وصححه الألباني.
    قال العلامة ابن القيم رحمه الله في ((زاد المعاد في هدي خير العباد)) (2/ 297-298): ((وظاهر الحديث أنه رهينة في نفسه ممنوع محبوس عن خير يراد به، ولا يلزم من ذلك أن يعاقب على ذلك في الآخرة، وإن حبس بترك أبويه العقيقة عما يناله من عق عنه أبواه، وقد يفوت الولد خير بسبب تفريط الأبوين، وإن لم يكن من كسبه كما أنه عند الجماع إذا سمى أبوه لم يضر الشيطان ولده، وإذا ترك التسمية لم يحصل للولد هذا الحفظ.
    وأيضا، فإن هذا إنما يدل على أنها لازمة لا بد منها، فشبه لزومها وعدم انفكاك المولود عنها بالرهن)) انتهى.
    وقال رحمه الله في ((تحفة المودود بأحكام المولود)) (ص: 74): ((فالمرتهن هو المحبوس إما بفعل منه أو فعل من غيره وأما من لم يشفع لغيره فلا يقال له مرتهن على الإطلاق بل المرتهن هو المحبوس عن أمر كان بصدد نيله وحصوله ولا يلزم من ذلك أن يكون بسبب منه بل يحصل ذلك تارة بفعله وتارة بفعل غيره وقد جعل الله سبحانه النسيكة عن الولد سببا لفك رهانه من الشيطان الذي يعلق به من حين خروجه إلى الدنيا وطعن في خاصرته فكانت العقيقة فداء وتخليصا له من حبس الشيطان له وسجنه في أسره ومنعه له من سعيه في مصالح آخرته التي إليها معاده فكأنه محبوس لذبح الشيطان له بالسكين التي أعدها لأتباعه وأوليائه وأقسم لربه أنه ليستأصلن ذرية آدم إلا قليلا منهم فهو بالمرصاد للمولود من حين يخرج إلى الدنيا فحين يخرج يبتدره عدوه ويضمه إليه ويحرص على أن يجعله في قبضته وتحت أسره ومن جملة أوليائه وحزبه)) انتهى.
    وقال العلامة ابن سعدي رحمه الله في ((إرشاد أولى البصائر والألباب)) (ص: 160-161): ((وقيل: مرتهن محبوس عن كماله حتى يعق له وحسبك من ذبيحة هذه ثمرتها.
    فالعبد يسعى في تكميل ولده وتعليمه وتأديبه، ويبذل الأموال الطائلة في ذلك، وهذا من أبلغ الطرق إلى هذا التكميل، والله الموفق)) انتهى.
    وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((مجموع فتاواه ورسائله)) (25/ 207): ((معنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((كل غلام مرتهن بعقيقته)) أن الغلام محبوس عن الشفاعة لوالديه يوم القيامة إذا لم يعق عنه أبوه، هكذا فسره بعض أهل العلم، وقال بعض العلماء: (مرتهن بعقيقته) يعني: أن العقيقة من أسباب انطلاق الطفل في مصالح دينه ودنياه، وانشراح صدره عند ذلك، وأنه إذا لم يعق عنه فإن هذا قد يحدث له حالة نفسية توجب أن يكون كالمرتهن، وهذا القول أقرب، وأن العقيقة من أسباب صلاح الولد، وانشراح صدره، ومضيه في أعماله)) انتهى.
    وقال رحمه الله في ((فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام)): ((أي: محبوس بعقيقته وما معنى الحبس هنا أو الارتهان؟ ذكر عن الإمام أحمد رحمه الله أنه محبوس عن الشفاعة لوالديه؛ لأن الغلمان إذا ماتوا صاروا حجابا من النار لوالديهم فيكون مرتهنا أي: محبوسا عن الشفاعة لوالديه.
    ولكن ابن القيم رحمه الله نظر في هذا القول، وقال: إن المعنى هو أنه محبوس عن مصالحه هو نفسه وأن للعقيقة تأثيرا في انطلاقة الطفل وانشراحه وسعة إدراكه؛ لأن العقيقة شكر لله عز وجل على هذا الولد، والشكر للنعم يزيدها فيزداد هذا الغلام سواء ذكرا أو أنثى يزداد عقلا وفهما، ويسلم من الشرور بسبب العقيقة)) انتهى.
    وقال رحمه الله في ((الشرح الممتع على زاد المستقنع)) (7/ 490-491): ((فإن المعنى أنه محبوس عن الانطلاق والانشراح، وكذلك عن الحماية من الشيطان)) انتهى.
    والعقيقة سنة غفل عنها الكثير، والقيل يعلم أن لها أثر حسن في استقامة الولد، وفي انشراح صدره، ومن أسباب صلاحه.
    لهذا على الآباء الحرص على أن يعقوا على أبنائهم، ففيه خير لهم ولأبنائهم.
    تنبيه:
    قال العلامة الفوزان حفظه الله في ((الملخص الفقهي)) (1/ 152): ((وقال ابن القيم: إنها سبب في حسن سجاياه وأخلاقه إن عق عنه)) انتهى.
    نسب العلامة الفوزان حفظه الله هذا الكلام لابن القيم ولم يذكر المصدر وقد بحث عنه فلم أقف عليه.
    هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
    ???? كتبه
    عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
    طرابلس الغرب: يوم الاثنين 23 شعبان سنة 1445 هـ
    الموافق لـ: 4 مارس سنة 2024 ف
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X