إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرَّد بالمنقُول والمعقول على مجدي حفالة أبي مصعب الليبي في ضربهِ مثل السوء بأصحاب الرَّسول ﷺ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرَّد بالمنقُول والمعقول على مجدي حفالة أبي مصعب الليبي في ضربهِ مثل السوء بأصحاب الرَّسول ﷺ

    بسم الله الرّحمن الرّحيم

    الرَّد بالمنقُول والمعقول
    على مجدي حفّالة أبي مصعب اللّيبيّ
    في ضربهِ مثل السّوء بأصحاب الرَّسول ﷺ

    ــــــــــــــــ


    إنّ الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لّا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله.
    أمّا بعد:
    فإنّ أبا مصعب مجدي حفّالة اللّيبيّ -هداه الله- ما بين حين وآخر يأتي بالموبقات والبوائق العظام، أخصّص هذه الوقفات فيما يخصّ ضرب مثل السّوء على الصّحابة الكرام رضوان الله عليهم.
    وقد تكرّ من أبي مصعب مجدي حفالة هذا القول القبيح والكلام الشّنيع في حقّ صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكأنّ الرّجل عنده نزعة رافضيّة، وإن كنت أنزهه عن ذلك، وإتيانه بهذه العظائم أقلّ ما يقال فيه أنّه أحمق لا يدرك دلالات ما يخرج من رأسه.
    فحفظ النّصوص وتنزيلها في غير مدلولاتها قبيح، وجهل، وتقول على الله تعالى.
    قال الله تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم إنّ السّمع والبصر والفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسئولا}[الإسراء: 36].
    وهذه مصيبة كلّ من لم يضبط كلامه ويوضّح النّصوص -الكتاب والسّنّة- بفهم السّابقين وتبيين السّالفين من الصّحابة والتّابعين وتابعهم بإحسان إلى يوم الدّين.
    وقبل أن أبين الوقفات التي وقع فيها وضرب لها المثل أبو المصائب مجدي حفالة أحبّ أن أوجه نصيحة للمشايخ وطلّاب العلم الذين حوله وعندهم تواصل معه أن يوقفوه عن حدّه ويلجموا فاه، وينتصرون للصّحابة الكرام ويردوا على ضلالات هذا الأفّاك بالحجّة والبرهان.
    فأنّي أتعجّب من خروج هذه الموبقات من رجل يعدّ رمزًا من رموز السّلفيّة في ليبيا وشيخا من مشايخها عند قومه، ويزداد العجب من صمت أخدانه ومحبّيه والذين يماشونه ويجالسونه.
    فهل سنجد صمت القبور عندما يخطأ خصومهم في خطأ لا يصل إلى عشر معشار ما قام به صاحبهم أبو المصعب؟!!
    أم سنسمع الصّياح والصّراخ على من زلّ من خصومهم فقط؟
    وهذا الصّنيع يكشف لنا أن حناجرهم لا تعمل إلّا مع الخصوم، فقبح الله هذه الحناجر.
    ثمّ بقي نقطة مهمّة أحبّ أن أنوّه عليها، تخصّ الحضور، وخاصّة الغشش الذي تنبّهوا لهذه الطّامة وهي الصّوتيّة التي ضرب بها مثل السّوء للصّحابي الجليل عبد الله بن الزّبير رضي الله عنهما وقد كانت في دورة مدينة الخمس!
    فلماذالم تخرج هذه الفضيحة والطّامّة القبيحة إلّا بعد قرابة شهر، ولم يكشفوا عوار صاحبهم؟!
    أم أنّ الولاء لأبي مصعب -صاحب المصائب- أعزّ وأهم وأفضل من الولاء للصّحابيّ الجليل عبد الله بن الزّبير وابن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهم؟!
    ألا تعلموا أن أعراض الصّحابة عند أهل السّنّة والجماعة من لبّ عقيدتهم التي لا تتغيّر أبدًا؟!
    عن أسماء بنت يزيد، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ذبّ عن لحم أخيه في الغيبة، كان حقّا على الله أن يعتقه من النّار". أخرجه أحمد وصححه الألباني.
    فكيف بمن يذبّ عن أعراض خيرة بني آدم بعد الأنبياء والمرسلين الصّحابة رضوان الله عليهم
    والواجب الإمساك عن الولوغ في أعراض الصّحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم.
    عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا ذكر أصحابي فأمسكوا" أخرجه الطبراني وحسنه الألباني.
    ويا أبا المصائب والمعايب كم مرّة قيل لك أمسك عن أعراض الصّحابة؟

    ثمّ أشرع في المقصود:
    الوقفة الأولى: ضرَب أبو مصعب مجدي مثلًا عن حبّ الرّئاسة بعبد الله بن الزّبير رضي الله عنهما.
    فقال -هداه الله-: "فإنّ كثيرًا ممّن خاضوا في الفتن؛ السّبب: حبّ الرّئاسة، والشّواهد كثيرة في تراجم متعدّدة، خذ مثلا عبد الله بن الزّبير رضي الله عنه، حصل له ما حصل من فتنة صمّاء، وألجأه الأمر في خصام مع الحجّاج بن يوسف إلىٰ أن يأوي إلىٰ الكعبة ويحتمي ومن معه ببيت الله الحرام" انتهى كلامه.
    لم يجد من الشّواهد الكثيرة التي عنده من حبّ الرّئاسة إلّا هذا الصّحابي الجليل، فضرب به مثل السّوء.
    والحمد لله أنّه لم يزد على ذلك، وإلّا ربمّا وصل به الحال حتّى ذكر الخلفاء الرّاشدين!
    فهل يا أبا المصائب شققت عن ما في صدر الصّحابيّ الجليل عبد الله بن الزّبير رضي الله عنهما فلاح لك حبّ الرّئاسة في قلبه؟!
    وهل عندك من القرائن والشّواهد من أفعاله أنّه يحبّ الرّئاسة ويتطلّع للزّعامة؟
    ألم تعلم يا هذا أنّ عبد الله بن الزّبير رضي الله عنهما بويع للخلافة؟ وأنّه خليفة على القطر الذي أعطوه فيه البيعة؟
    وهل تعلم أنّ حبّ الرّياسة مرض جاء التّحذير منه وأنّ الواجب علينا أن ننزّه الصّحابة عن هذا الدّاء؟
    وعجبا لك يا أبا المصائب كيف تفهم! وكيف تنزّل الأحكام الخطيرة على الصّحابة رضي الله عنهم؟!
    هل هذا الفهم أخذته من شيخك العلّامة مقبل الوادعيّ رحمه الله أم من أبي الحسن المأربي؟!
    فنصيحتي لك ولأمثالك أن تغربلوا ما عشش في رؤوسكم من ضلالات وزبالات الأفكار والأفهام التي أخذتموهما عن أبي الحسن المأربي ومن على شاكلته.

    الوقفة الثّانية: وضرب مثلا في الغلوّ والتّنطع بثلاثة من أصحاب النبّيّ .
    فقال هداه الله: "فالنّبيّ يقول هلك المتنطّعون، هلك المتنطّعون، هلك المتنطّعون، لا تتكلّف؛ قدم ثلاثة نفر إلىٰ أبيات النّبيّ طيّب؟! قولوا طيّب يسألون عن عبادته فلمّا أخبروا بها كأنّهم تقالّوها -أي قالوا: إنها عبادة قليلة- قال أحدهم: أمّا أنا فأصوم ولا أفطر، قال الثّاني: أمّا أنا فأقوم ولا أنام، قال الثّالث: أمّا أنا فلا أتزوّج النّساء، فبلغ الخبر إلىٰ النّبيّ قال: "أين النّفر؛ ألا إنّي أخشاكم لله وأعلمكم به، أمّا أنا فأصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وأتزوّج النّساء فمن رغب عن سنّتي فليس منيّ" أرأيت الغلوّ والتّنطّع، بعض إخواننا وبعض الفتيات وبعض الشّباب إذا عرف طريق الاستقامة كلّ من حواليه ضالّون" انتهى كلامه.
    يا سبحان الله؛ راوي الحديث أنس بن مالك رضي الله عنه لم يذكر أسماء هؤلاء الثّلاثة، وهذا من حسن الأدب مع أصحاب النّبيّ .
    وقولك: "أرأيت الغلوّ والتنطّع" يعني: هؤلاء الثّلاثة من الصّحابة رضي الله عنهم، أن عندهم غلو وعندهم تنطع، وقد بقيَ أن تذكر أسماءهم!!
    واعلم أنّ القاعدة في زمن التّشريع أنّ أفعال الصّحابة الكرام منه ما أقرّه النّبيّ ومنه ما ردّه، فلا تُضرب أمثال السّوء فيما ردّ من اجتهادهم وأخطأوا فيه من فعالهم، فهم بين الأجر والأجرين.

    الوقفة الثالثة: وضرب مثلا في الصّلاة خلف من يُعرف فجوره؛ مثل الوليد بن عقبة بن أبي معيط رضي الله عنه.
    فقال هداه الله: "والصّلاة خلف مستور الحال جائزة باتّفاق علماء المسلمين، ما تأتي تصلّي تبحث عن عقيدة النّاس في الصّلاة تصلّي خلف مستور الحال حتّىٰ يتبيّن لك أنّه على بدعة مكفّرة أو مضلّلة، الصّلاة خلف مستور الحال جائزة باتّفاق علماء المسلمين، الصّحابة رضوان الله عليهم كانوا يصلّون خلف من يعرفون فجوره، صلّى عبد الله بن مسعود وغيره من الصّحابة خلف من؟ الوليد بن عقبة بن أبي معيط، ماذا كان يفعل يشرب الخمر وصلّىٰ بهم ذات مرّة الصّبح أربعا قال هل أزيدكم قالوا لازلنا معك في زيادة" انتهى كلامه.
    أليس ذكر لهذا هذا المثل من الفجور وهو خلاف منهج السّلف الذي تنتسب إليه؟
    يا أبا المعائب والمصائب أقصر؟
    ألا تعلم فضائل صحابة النّبيّ ، وأنّهم لا يُذكرون إلّا بالجميل ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السّبيل؟
    من علّمك مثل هذا الفجور؟ أم هو من وحي الشّيطان؟
    تعلّم من هدي النّبي ﷺ كيف يرفع منزلة صحابته.
    فعن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، أنّ رجلا على عهد النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله، وكان يلقّب حمارا، وكان يُضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان النّبيّ صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشّراب، فأُتي به يوما فأمر به فجُلد، فقال رجل من القوم: اللّهمّ العنه، ما أكثر ما يؤتى به؟ فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: "لا تلعنوه، فوالله ما علمت إنه يحب الله ورسوله". أخرجه البخاري.
    وأنا أقول مثل ما قال الرّسول صلى الله عليه وسلم، الوليد بن عقبة بن أبي معيط رضي الله عنه (يحبّ الله ورسوله) على فرض صحّة ما ذكرت، وكما يقال: (أثبت العرش ثمّ أنقش).
    فهذا هدي نبيّنا محمّد صلى الله عليه وسلم وسنّته مع صحابته الكرام رضوان الله عليهم، فلماذا تحيد عنها باتّباع بُنيّات الطّريق والسّير على خطى ضلالات المأربي.
    ووالله ثمّ والله ثمّ والله؛ لقد تركت الحضور عند أبي مصعب قبل أن تظهر مثل هذه الضّلالات الخطيرة جدّا، والسّبب سوء خلقه وفجوره في الخصومة، وذلك عندما أخرج فليعذرني الودّ وما تبعه ذلك الوقت.
    وقد جعل ما هو شرف -وهو إزالة التّراب عن مكتبة الشّيخ العلامة مقبل رحمه الله- جعل هذا الشّرف لمن تقلّده، أنّه من المحقّرات وتحقير فاعله؛ كعادته في التهكّم والاستهزاء والتّنقّص.
    وممّا يجدر بيانه أنّه حتىّ لو تاب من ضلالاته العلميّة ما جالسته حتّى يتواضع لمن حوله ويتعلّم الأدب
    فجزى الله خيرا كلّ من بين عور هذا السّفيه في ضربه لمثل السّوء ببعض الصّحابة

    هذا والله أعلم، وبالله التّوفيق
    وصلّى الله على سيدنا ونبيّنا محمّد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
    كتبه
    عزالدّين بن سالم بن الصّادق أبوزخار
    طرابلس الغرب: يوم الأربعاء 18 ربيع الآخر سنة 1445 هـ
    الموافق لـ: 2 نوفمبر سنّة 2023 ف
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2023-11-04, 05:11 PM.
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X