إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف يُحصِّل طالب العلم الفائدة المنشودة من قراءة الكتب والاطلاع عليها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف يُحصِّل طالب العلم الفائدة المنشودة من قراءة الكتب والاطلاع عليها

    بسم الله الرحمن الرحيم


    كيف يُحصِّل طالب العلم الفائدة المنشودة
    من خلال قراءة الكتب والاطلاع عليها
    ـــــــــــ

    الحمد لله رب العالمين، والصّلاة والسّلام على نبينا محمد وعلى آله وصحيه أجمعين، أمّا بعد.
    ونحن في أوّل شهر من هذا العام الدّراسي، ونفوس طلبة العلم تتطلّع إلى حسن التّحصيل في دراستهم، وسلوكِ أنجع السّبل فيما يزيد في علمهم، وتمكّنهم من تخصّصاتهم.
    ومعلومٌ أنّ المداومة على القراءة والاطّلاع في كتب العلماء بمختلف أنواعها = مما يُؤصّل الطالبَ علميًّا، ويزيدُه معرفة وثقافة، ويُرقيه في مدارج العلم والطّلب، بتوفيق الله تعالى.
    وإن كنّا في عصر قد ابتُليَ كثيرٌ بوسائل التّواصل الحديثة، حتّى صارت هي الأنيسَ والجليس، والشّغلَ والشّاغل، والأعمارُ فيها تمضي، واللّحظات والسّاعات بها تنقضي، فأشغلت العقول وأذهلت القلوب.
    إلّا أنّ العاقل لا يسمحُ لنفسه أن يسترسل معها، فتضيعَ عليه أوقاتُه، ويذهبَ عمُرُه دون حاصل ولا طائل.
    ولستُ هنا بصدد الكلام على مطلق القُرَّاء ومحبّي الكتب، ولكن كما جاء في العنوان قصدتُ بهذه المقالة طلبةَ العلم على وجه الخصوص.

    فإنّ أغلبَهم يُحبّ القراءة والاطّلاع، ويَشغَف بالكتاب، ويتمنّى أن يكون قارئًا مستفيدًا حقَّ الاستفادة، ومحصِّلاً من الكتب عيونَ فوائدها ودُررَ قلائدها.
    ولكنَّ نيلَ المطالب لا يكون بالأُمنيات، ولا بمجرّد المحبّة تتحقّق الرّغَبات.

    فهذه بعض الأمور المهمّة، التي يُرجى بالتّوفُّرِ عليها تحقّقُ الاستفادة من القراءة والاطّلاع، فهي -مع حسن القصد والإخلاص لله في الطّلب- لها كبيرُ الأثر في تحقّق المطلوب وحصول المأمول، إن شاء الله تعالى:

    1- أن يُعِدّ الطّالب نفسه جيّدا للقراءة والاطّلاع:
    فإنّ للاستفادة من قراءة الكتب وسائلَ وآلات، فإنِ استعدَّ بها القارئ، وكان امتلاكُه لها أجود = حصل له الفائدة المرجوّة بإذن الله.

    ومعلوم أنّ مؤلفاتِ أهل العلم كُتبت بلغة فصيحة، وبيانٍ ربمّا يكون في بعضها عاليًا، فيلزم الطّالب أن تكون معرفته بعلوم العربيّة -نحوِها ومفرداتِها وأساليبِها- جيِّدًا.
    فيدرسَ النحوَ وأهمَّ قواعده، ويعرف قدرًا صالحًا من علم التّصريف، ويعتني بمراجعة مفردات اللّغة المشكلة عليه في مظانّها من كتب اللّغة.

    ولا يغفُل عن أن تكون معرفته بأصول الفقه وأهم مسائله ومصطلحاته حسنة، فإنّه السّبيل إلى التّفقّه الصّحيح في الكتاب والسّنّة، وفهم كلام أهل العلم واستنباطاتِهم بعد معرفة العربيّة وإتقانها.

    وكلّ علمٍ من العلوم له مصطلحاته الخاصّة به، فإذا تناول كتابا في علمٍ ما فينبغي أن يكون عارفًا بمعاني أكثر ما يدور على ألسنة أهله من مصطلحات.
    وما خفي عليه منها، فتَّش عنه في مظانّه وكلامِ أهل ذلك العلم.

    وكثيرٌ ممّا يُشكِل من مصطلحات العلوم يُتعرَّف عليه في حِلَق العلمِ ومن أفواه العلماء والمتخصّصين.
    فكلّما كان تحصيلُ الطّالب على شيوخه أقوى وأقعد، كان فهمه لها أصحّ وأجود.
    ولذلك تسربّت كثيرٌ من الأخطاء والأغلاط إلى من كان جُلُّ تحصيله من الكتب ولم يلازم حلق العلم، وأغفل تلقّيه عن أهله.

    2- تحديد أهدافه من القراءة:
    فإنّ هناك فرقا كبيرًا بين من يقرأ للمتعة وتزجية الوقت، فيقرأ في كتب القصص والأخبار، والرّوايات والأشعار = وبين من يقرأ ليحصّل علمًا، ويشحذَ ذهنًا، ويُقوّيََ معارفَه، ويوسِّعَ مداركَه.

    فينبغي لطالب العلم أن يعرف هدفه، ليُحقّق غرضه من قراءته لذلك الكتاب بحسب نوعه.
    فبعض الكتب لا يلزمه فيها استيعابُ قراءتها؛ بل يكفيها مراجعتها عند الحاجة فقط؛ كبعض المطوّلات في الفقه والحديث واللّغة.
    وإن كان بعض العلماء لجَلَدِهم وعلوّ همّتهم - عُرِف عنهم استقراء عدد من المطوّلات في علوم مختلفة.
    نعم، إذا تمكَّن الطّالب علميَّا فله أن يسلك هذا المسلك في قراءة المطوّلات، لكنّها في الواقع مرحلةُ نائيةُ الشَّوْط بعيدةُ الشأْو، لا تُستحسن للطّالب المبتدئ، فقد تضرّه أكثر ممّا تنفعه، وكان السّلفُ يحبّون أن يبدأوا بصغار العلمِ قبل كباره. =
    أما أهداف الطّالب من قراءته فمتنوّعة منها:

    أ- التّأصيل العلميّ:
    ويلزمه فيه مراعاةُ التّدرّج في الكتب التي يُطالعها، وحُسن الاختيار لها، فيُقدِّم الأقلّ حجمًا، والأوضح عبارةً، والأكثرَ أصالةً في ذلك العلم.
    وإذا مرّت به بعض المشكلات العلميّة قيّدها ولم يُهملها؛ ليراجع حلَّ إشكالها في مطوّلاتها أو مع أساتذته وغيرهم من المتخصّصين.
    وكذلك يفعل مع الكلمات الغريبة لغويًّا أو المصطلحات المشكلة.
    وهذه القراءة ينبغي أن تكون مع التأمّل وحُسن التّفهّم لكلام المؤلّف، وألّا تكون على طريقة المرور السّريع، إلّا إذا كان ينوي قراءة الكتاب مرّةً أخرى.

    وهنا ننبّه على أنّ بعض الكتب ينبغي تَكرار قراءتها؛ لعظيم أهميّتها، وغزارة فوائدها على المتعلّم، حتّى قيل: إنّ قراءة كتابٍ جيدٍ ثلاثَ مراتٍ خيرٌ من قراءةِ ثلاثةِ كتبٍ جيدة.
    وقرأ المزني كتاب الرّسالة للإمام الشافعي خمسمائة مرة.
    وقرأ غالب بن عطيّة صحيح الإمام البخاري سبعمائة مرة.
    ولُقِّب بعض العلماء بأسماء بعض الكتب؛ لكثرة تكرارهم لها كـ"الفصيحي" و"المنهاجي" وغيرهما.

    ب- التذوّق الأدبي والصّناعيّ:
    فقد يكون من أهداف الطّالب من القراءة والاطّلاع اكتسابُ الملكة الأدبيّة في الكتابة، والتّذوّقُ لبيان العلماء والأدباء، وهو مقصد شريف.
    فيختار الطّالب الكتب التي عُرفت بحسن بيانها وجمال لغتها، فيُكثر من مطالعتها، وتكرارِ ما تضمنّته من بديع النّثر ورائق الشّعر.
    فإنّ لذلك أثرًا معروفًا في اكتساب البيان وحسن الأسلوب.

    وأمّا التّذوّق الصّناعيّ فالمراد به: معرفة كيف يؤلّف العلماء كتبهم، ويحسنون سبكها وترتيبها، وكيف يقيمون حججهم العلميّة، وينقضون أدلّة خصومهم، والأساليب العلميّة والبحثيّة التي يسلكونها في ذلك.
    فإنّه مع تأمّل الطّالب لهذه المطالب، وكثرة ما يقرأه من المصنّفات والمؤلّفات = يكتسب معرفةً يستطيع بها أن يقتديَ بأولئك العلماء ويسلك منهجهم في التّصنيف والتّأليف.

    ج- جمع مادّة علميّة لأبحاثه ومؤلّفاته:
    ومثل هذه القراءة ينبغي أن تعمّ كلّ ما يخدم موضوع بحثه أو مؤلَّفه.
    ولا يقتصر فيها على جمع مادّة البحث عن طريق برامج الحاسب؛ بل يلزمه تتبّعها واستقراؤها بنفسه من خلال المطالعة في مظانّها، وكما قيل:
    الجمع واجبٌ متى ما أمكنا.

    من أهداف طالب العلم في قراءته واطّلاعه:
    د- القراءة لترقيق القلب، وتهذيب الأخلاق، والتّحلّي بالآداب الشّرعيّة:
    ولا شكّ أنّ أصل ذلك وأعلاه: القراءةُ في كتاب الله جلّ وعز، وفي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا أمر معلوم معروف عند طلبة العلم.
    إلّا أنّ حديثَنا هاهنا يتعلّق بالقراءة في الكتب التي صنّفها أهل العلم، في خدمة الكتاب والسّنّة، ووسائل التّفقّه فيهما.
    فالقراءة في كتب الزّهد والرّقائق، وسيرِ الرّبانيّين من العلماء والزّهّاد والعبّاد = ممّا يفيد الطّالب في الاقتداء بهم في إخلاصهم، وحُسن تعبّدهم، وعنايتهم بأعمال القلوب، ومسارعتهم في الطّاعات، وبعدهم عن المعاصي والسّيّئات.
    فإنَّ العلم غرسٌ يَحتاج إلى تربة صالحة نقيّة من الشّوائب، حتىّ ينمو ويؤتي أُكَله.
    فلذلك صنّف أئمّة أهل العلم في هذا الباب كالإمام عبد الله بن المبارك، والإمام أحمد، وأبي داود وغيرهم، وضمّنه بعض أهل العلم كتبهم؛ ككتاب الرِّقاق من صحيح الإمام البخاري.
    واعتنى بعض العلماء المتأخّرين بهذا الباب عناية متميّزة، كالإمام ابن القيّم، والحافظ ابن رجب في تصانيف عديدة لهما.
    كما أنَّ كتب التّراجم زاخرةٌ بتلك الرّقائق والصّور المشرقة لأولئك العلماء الذين تعلّموا، وعملوا بعلمهم، وعلّموه غيرَهم، مع تحلّيهم بنبيل الأوصاف، ورفيع الأخلاق.
    رُوي عن الإمام أبي حنيفة أنّه قال: الحكايات عن العلماء ومحاسنهم أحبُّ إليَّ من كثير من الفقه لأنهّا آداب القوم.

    هـ - القراءة للاعتبار والاتّعاظ:
    فطالب العلم لا غنى له عن الاطّلاع على كتب التّواريخ وأخبار الماضين، فإنّها كما قيل: تجارِب المتقدّمين مرايا المتأخّرين؛ كما يُبصَر فيها ما كان، يُتَبصَّرُ بها فيما سيكون.

    و- القراءة لمعرفة آداب طالب العلم، وأخلاق العلماء، وبدايات العلوم وتاريخها، وأهمّ تصانيفها:
    والمؤلّفات في ذلك كثيرة، ومن كتب المحدّثين المشهورة التي صُنّفت في هذا الباب: "الجامع لأخلاق الرّاوي وآداب السّامع" للخطيب البغدادي، و"جامع بيان العلم وفضله" للحافظ ابن عبد البرّ.
    وفيما يختصّ بذكر المؤلّفات والمصنّفات وابتداء التّصنيف فيها، فإنّ كتب الفهارس والبرامج والأثبات قد حوت مادّة وافرة منها.
    وفي مقدّمات بعض الكتب الكبار تطرقٌ لذلك؛ كما في مقدّمة النّووي للمجموع، ومقدّمة ابن خَلدون لتاريخه، ومقدّمة حاجي خليفة لكتابه "كشف الظّنون".

    فهذه ستّة أهداف قد يعتني بتحقيقها طالب العلم في أثناء قراءته، أو بتحقيق بعضها، فينبغي أن يراعيَ كلًّا بحسبه، من حيث كيفيّةُ القراءة، ومصادرُها، وتقديمُ المهمّ فالمهمّ.
    وأمّا الأمر الثّالث من الأمور التي ينبغي مراعاتها لتكون القراءة نافعة ومفيدة فهو:

    3- تقييد الفوائد والشّوارد:
    فقد كان من عادة العلماء المتعارف عليها بينهم، ويراها المتصفّحون لمقتنياتهم من الكتب = أن يدوّنوا عناوين ما يقفون عليه من الفوائد النّفيسة، والمسائل العلميّة المحرّرة، خصوصًا ما كان منها في غير مظّانّه، وتمسُّ الحاجة إلى معرفته.
    فإنّهم يُقيّدونها إمّا في أوّل ورقة بياض من الكتاب، أو في بطانة غلافه.
    وذلك ليقفوا على موضعها بيُسر عند الحاجة إليها.
    وتختلف أساليبهم في التّقييد، فإضافة إلى ما سبق فإنَّ بعضهم قد يُقيّد تلك الفوائد في ورقة مفردة خارج الكتاب، أو في دفتر كُنَاش خاصّ.
    وكلّ ذلك حسنٌ، فالمهمّ: ألّا يدعَ التّقييد، فيقعَ في بليّة الإهمال، خصوصًا الفوائد العزيزة، التي وقف عليها في غير مظانّها -كما تقدّم-، أو ما وجده منها مخبّأً في ضمن سفر كبير أو أسفار عديدة، يَعسر عليه استخراجه منها إذا احتاج إليه.

    وأنبِّه هنا على أمر قد يغفُل عنه المبتدئون، وهو:
    أنّ حُسن الانتقاء يكون بحسب جودة التّحصيل والتّأصيل للطّالب.
    فإذا كان الطّالب متمكّنا في تحصيله، متميِّزا في تأصيله، فإنّه ينتقي أحسن ما في تلك الكتب وأنفعه، وإذا كان ضعيف التّحصيل والتّأصيل ظنّ الزُّجاج لؤلؤا، والنّحاس ذهبًا.
    فلذلك لا ينبغي أن يَغترّ الطّالب بسوابق منتقياته، فالغالب أنهّا ضعيفةٌ بقدر ما كان عليه من الضّعف في بداياته، لكنّها لا تخلو من فائدة، ولو لم يكن إلّا أنّها دلّته على أنّه ترقّى في العلم وقوي، حتّى صار ينظر إلى معرفته السّابقة بعين الازدرا، بعد أن كان ينظر إليها بعين الرضا، لو لم يكن إلّا ذلك لكفى.

    4- تكرار القراءة، والرّجوع إلى التّقييدات السّابقة:
    تقدّمت الإشارة إلى أنّ بعض الكتب يحتاج إلى قراءة لأكثر من مرّة، وأن تعدّد قراءته يزيد الطّالب علما ورسوخًا.
    ولذلك نجدُ بعضَ العلماء يكرّر تدريس كتبًا ومتونًا معيّنة مرّات عديدة، ولا يسأمُ من ذلك، لما خَبره من جودة تلك الكتب وحسنِ تأليفها وعِظَمِ فائدتها ومنفعتِها.

    إلّا أنّ هذا التّكرار لا يكون لكلّ كتاب، نعمْ الكتب التي بالوصف المذكور يستحسن تكرارها وإعادتها ربّما مرّات ومرّات.
    وأيضًا لا شكّ أنّ قراءة كتاب جديد أخفُّ على النّفس وأروح لها، فهي تتشوّف للجديد، وترغب في الطّريف، وتسأم من التّكرار، وتكسل معه.

    وينبغي للطّالب من وقت ووقت = الرّجوعُ إلى منتقياته من الكتب التي قرأها، فيُعيد النّظر فيها، فإنّ ذلك يجعله أكثر استحضارًا لها، وأحسن معرفة بالكتب التي وردت فيها.

    5- الاستمرار مدّة طويلة في القراءة ومصاحبة الكتاب:
    فإنّ مواصلةَ الطّلب، وعدم الانقطاع عن القراءة والاطّلاع، والنَّهمَ المستمرّ فيهما .. كلُّ ذلك كفيلٌ -بتوفيق الله- أن يغزر معه علم الطّالب، وتكثر معلوماتُه، وتتنوّع معارفُه.
    وهذا لا يحصل في الزّمان القليل، بل يحتاج إلى مرور سنين طويلة، حتىّ يرى الطّالبُ الثّمرةَ الحقيقية لمطالعاتِه، والفائدة المرجوّة من قراءاتِه.

    ولا شكّ أنَّ الطّالب النَّهِمَ المتيَّمَ بالكتب وقراءتها، سيُعرف تميّزه بين أقرانه في مدّة قصيرة؛ لأنّه صرف غالب وقته في هذا الشّأن، فنضجت ثمرته فيه في وقت أقصر.
    والعلم كما يقال في العبارة المعاصرة: (تراكمي) فكلّما بُذل في تحصيله الوقت والجهد المعتبرين = تحصَّل منه ما يليق بذلك الوقت والجهد المبذولينِ فيه.
    ولكن لا يعزب عن الطّالب اليقظ أنّ مقتبل العمر ينبغي أن يَصرِفَ منه حظًّا لا بأس به في حفظ المتون وتعاهدها، ولا يَقصُر وقتَه على القراءة والاطّلاع فقط، فليُتفطَّن لذلك، والله الموفق.

    الخلاصة:
    تقدّم أنّ ممّا تتحقّق به الفائدة المنشودة من قراءة الكتب والاطّلاع لطالب العلم أمورًا خمسة:

    1 ـ أن يُعدَّ الطالب نفسه جيّدا للقراءة والاطّلاع.
    2 - أن يُحدِّد أهدافه من القراءة.
    3 ـ أن يُقيِّد الفوائد والشّوارد.
    4 - أن يُكرِّر القراءة، وأن يعاود الرجوع إلى التقييدات السابقة لانتقاءاته.
    5 -أن يستمرّ مدّة طويلة في القراءة ومصاحبة الكتاب. ولخّصنا أهداف الطّالب بقراءته في ستّة أهداف هي:
    1ـ التّأصيل العلميّ.
    2 ـ التّذوّق الأدبيّ والصّناعيّ:
    3 ـ جمع مادَّة علميّة لأبحاثه ومؤلّفاته -إذا تأهَّل لذلك-.
    4ـ القراءة لترقيق القلب وتهذيب الأخلاق والتّحلّي بالآداب الشّرعيّة.
    5 ـ القراءة للاعتبار والاتّعاظ.
    6ـ القراءة لمعرفة آداب طالب العلم وأخلاق العلماء، وبدايات العلوم وتاريخها، وأهمّ تصانيفها. فهذه بعض الأمور المهمّة التي يُرجى بتحقّقها -إن شاء الله- أن يُحصِّل الطّالب ما يُؤمِّل من منافع عديدة، ومقاصد سديدة، مِنْ قراءته في مختلف الكتب والمصنّفات.
    وربمّا فات بعض المهمّ من ذلك فذُهِل عنه ولم يُذكر، وعُذرنا أنَّ ما لا يدرك كلّه لا يترك كلّه، وما عسر استحضاره اكتُفِي منه بما تيسَّر، والله تعالى الموفّق، وصلّى الله وسلم على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    انتهى من كلام
    فضيلة الشّيخ عبد الباري بن حمّاد الأنصاري
    المصدر: قناة دروس وفوائد الشّيخ وفّقه الله على التلغرام
    https://t.me/fd_abdalbari
    ـــــــ
    نقله الأخ أبو أنس محمّد بن عمّار الشّلفي
    غفر الله له ولوالديه
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2023-08-26, 09:38 AM.
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X