إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرد المستعجل على شبهة المفتون المخذل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرد المستعجل على شبهة المفتون المخذل

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الرّدّ المستعجل على شبهة المفتون المخذّل

    الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الرسول المصطفى وعلى آله وصحبه ومن لآثاره اتَّبع واقتفى؛
    أمَّا بعد:
    فمن شبهات المخذّلة التي انطلت على بعض إخواننا أنَّ فلانا من العلماء أين مؤلفاته، وأين دروسه لماذا فقط يتكلّم في فلان وعلان !!!

    وهذه الشّبهة لطالما ردّدها أتباع الحلبيّ في حقِّ الشّيخ ربيع المدخلي -حفظه الله- ثمّ أعاد إحياءها أتباع عبد الله البخاري في حقِّ الشيخ محمّد بن هادي المدخلي -حفظه الله-، والآن يتلقّفها ويردّدها بعض من ابتلي بالتّخذيل وانطلت على بعض إخواننا الذين لم يتفطّنوا لها في حقِّ الشّيخ عبد المجيد جمعة -حفظه الله-

    أولا:
    - نقول مؤلّفات الشيخ عبد المجيد ودروسه موجودة محفوظة ولله الحمد فليس مقطوع النسب في العلم لا تلقيّا ولا تدريسا؛ بل كانت مجالسه عامرة إلى أن تمّ إيقافه من مسجده ثمّ كان نشاطه بجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة وإقامة زواغي سليمان بنفس المدينة معروفا مشهورا تناول فيه عدّة متون بالشّرح والتّعليق وكذلك مجلسه في التّعليق على (رياضة المتعلمين) لابن السني بإقامة القبة القديمة بالعاصمة إلى أن توقّف عن التّدريس من الجامعة.
    ثمّ اشتغل حفظه الله بمشروع تقريب موروث السّلف وربطه بالخلف من خلال تحقيق كتب المنهج والمعتقد والاعتناء بها فأخرج سلسلة طيّبة من ذلك إلى أن جاءت فتنة جماعة الإصلاح التي شغلته؛ فما لبثت أن انخمدت نارها وقارب دخانها على الاندثار حتّى خرج علينا (م ع ف) وأتباعه بفتنتهم التي أتت على الأخضر واليابس فشغلت الشّيخ وألزمته على ترك أعماله والتّوجّه إلى ردِّ شبهات القوم والانكباب عليها بالنّقض والإبطال.

    فتبيّن أنَّ قولهم: ليس للشّيخ دروس ومؤلفات؛ شبهة كاسدة لا حقيقة لها ترتكز عليها في أرض الواقع؛ بل لو قال قائل أين شروحات ودروس (م ع ف) لكان أصدق في قوله من هؤلاء.

    ثانيا:
    العالم قد تعترضه عوائق وحواجز تقف بينه وبين بثِّ علمه ونشره بين النَّاس سواء ما تعلّق بظروفه الدّنيويّة المتعلّقة به وهذا لا يطّلع عليه إلّا خاصّة ذلك العالم وهذا نعرض عنه صفحا أو ما تعلّق بالتّضييقات الموجودة على ذلك العالم وهذا يعرفه القاصي والدّاني في حقِّ شيخنا عبد المجيد حفظه الله؛ بل هم أنفسهم يعرفون ذلك.

    وكذلك قد تتعلّق هذه الحواجز بالظّروف المنهجيّة التي تحيط ببعض الأزمنة، ومن ذلك ما تمّ ذكره من فتنة الصّعافقة الأوائل وأضرابهم الذين فاقوهم في سوء الأخلاق وفساد المنهج من أتباع (م ع ف) أصلحه الله، وهذا الذي اضطّر شيخنا إلى إيقاف سلسلة تحقيقاته ودروسه والتّفرغ للرّدِّ على شبهات القوم فقد كان -حفظه- الله حامل لواء الردِّ على جماعة الإصلاح بداية بردِّه على خالد حمودة إلى آخر ردٍّ منه على توفيق عمروني، وما تخلّل ذلك من ردود كتابيّة وصوتيّة وخلال مجالسه المعقودة في باب الوادي التي كان يستقبل فيها الإخوة للإجابة على إشكالتهم ودفع الشبهات عنهم في حين اكتفى مُعَظَّمُهُم بالإحالة عليه ونصح الإخوة بالذّهاب إليه ليدفع عنهم تلك الشّبهة؛ لأنّه كان يعلم من نفسه أنَّ فاقد الشّيء لا يعطيه وأنَّ بإحالته تلك للشّيخ عبد المجيد قد أحال إلى مليء، وهذه الحيثيات لا يعرفها إلّا من كان قلبه وسمعه وبصره مفتوحا في تلك الفترة وليس حاله كحال من أعمى بصره وأغلق أذنه وقال: أنا لا أخوض في الفتن فإذا بأمواجها تجرفه وتتلاعب به يمنة وشملة.

    ثالثا:
    هب أنَّ الشيخ عبد المجيد ليس له همٌّ إلّا فلان لا تأخذوا عنه فيه كذا وكذا وفلان خذوا عنه وادرسوا عليه، فأين الخلل في هذا وما صاحب هذه الشّبه إلّا كمن قال: {أَخرِجُوهُم مِّن قَرۡيتِكُمۡۖ إِنَّهُمۡ أُنَاسࣱ يتَطَهَّرُونَ} قال قتادة رحمه الله: «عابُوهم بِغَيْرِ عَيْبٍ، وذَمُّوهم بِغَيْرِ ذَمٍّ».
    أليس هذا هو علم الجرح والتّعديل الذي تكون به صيانة الشّريعة والذي يعتبر أصحابه حماة الشّريعة أبمثل هذا يعاب الرّجل ؟!

    وانظر إلى قول العلامة ربيع -حفظه الله-: «ولقد أعدّ الله لحفظ هذه السّنّة المطهّرة وصيانتها رجالا صنعهم على عينه وأمدّهم بشتّى المواهب النّفسيّة والعقليّة والذّكاء المتوقّد والحفظ المستوعب ممّا يبهر العقل، ويستنفد العجب، ويجعل في المطلع على أخبارهم وأحوالهم ما يملأ قلبه يقينا بأنّ هؤلاء العباقرة ما أعدّوا هذا الإعداد العجيب إلّا لغاية سامية هي إنفاذ وعد الله الكريم؛ {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ[مقدمة تذكير النابهين بسير أسلافهم أصحاب الحديث السابقين واللاحقين]

    وتأمل في قول الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله: «ولا فرق بين الطّعن في رواة حفَّاظ الحديث ولا التّمييز بين من تقبل روايته منهم ومن لا تقبل، وبين تبيين خطأ من أخطأ في فهم معاني الكتاب والسنة وتأوَّلَ شيئاً منها على غير تأويله وتمسك بما لا يتمسك به ليُحذِّر من الاقتداء به فيما أخطأ فيه، وقد أجمع العلماء على جواز ذلك أيضًا» [الفرق بين النصيحه والتعيير].
    فلا فرق بين قول الإمام والعالم فلان ثقة وفلان ضعيف حفظا لألفاظ السنة من أن يتخللها الدخيل والضعيف وبين قوله فلان سلفي وفلان سروري حفظا لمعاني الشريعة وأحكامها من أن يتصدر فيها المخالف والمبتدع.

    رابعا:
    على كلام صاحب هذه الشّبهة نقول له وننتظر جوابه وأنّى له بذلك:
    أين مؤلّفات علي ابن المديني وأين مؤلّفات أبي حاتم وأبي زرعة الرازيين وأين مؤلفات يحي بن معين وأين مؤلفات شعبة وأين مؤلفات بحي بن سعيد؟!
    هؤلاء الأئمة الأعلام الذين يذكرون مع مالك والشافعي وأحمد بل منهم من هو أعلى مرتبة منهم وليس لهم من آثارهم سوى فلان ثقة وفلان ضعيف ولكن لولا الله عز وجل أقامهم لحفظ السنة لما وصلتك أيها المفتون صافية نقية.
    وهذا آخر ما أردت خطَّه في هـذه العجالة؛ ردا على صـاحب هذه الشّـبهة الملـعونة
    وبيانا لما تلقّفه بعض الأحبّة منها فانطلت عليه حبالها لعلّه يتحرّر من قيودها
    والله هو الموفق والهادي إلى سواء السبيل

    أبو الأشبال أيّوب الشّلفي
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2023-05-06, 04:02 PM.
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X