إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأيَّامُ الزَّاهِرَةُ في مَصْرَعِ تعَصُّبِ وَغُلُوِّ آل التَّحْريشِ ، وَخِيَانَةِ ولُؤْمِ الْخَفَافيشِ - الْحَلقَةُ 11 -

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأيَّامُ الزَّاهِرَةُ في مَصْرَعِ تعَصُّبِ وَغُلُوِّ آل التَّحْريشِ ، وَخِيَانَةِ ولُؤْمِ الْخَفَافيشِ - الْحَلقَةُ 11 -

    الأيَّامُ الزَّاهِرَةُ في مَصْرَعِ تعَصُّبِ وَغُلُوِّ آلِ التَّحْريشِ ، وَخِيَانَةِ ولُؤْمِ الْخَفَافيشِ
    - الْحَلقَةُ 11 -
    ﴿ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا﴾، وَالاِقتِتَالُ بَينَ الْمُؤْمِنِينَ لَهُ أَسْبَابٌ مُتَعَدَّدَةٌ وَالشَّيْطَانُ قَدْ يَئِسَ أَن يُعْبَدَ فِي جَزِيرَةِ العَرَبِ ، وَلَكِنَّهُ رَضِيَ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُم ، يُـحَرِّشُ بَيْنَـهُم حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُم يَقْتُلُ بَعْضًا([1])، فَالذُّهَليُّ لَمْ يَحْسُدِ البُخَارِيَّ ، وَلَكِنَّ سَبَبَ مَا حَصَلَ بَيْنَهُ وَبَينَ البُخَارِيِّ الوِشَايَاتُ ، وَالنَّقلُ الكَاذِبُ([2]).
    وَفي عَصْـرِنَا هذا شَبَكَةُ الْحَدَّادِيَّةِ هِيَ الْمُعَادِيَّةُ لِعُلَمَاءِ السُنَّةِ ، وَالْمُحَرِّشَةُ بَيْنَــهُم([3])، ومِن مَبَادِئِ الصّعَافِقَةِ ، الَّتِي صَارُوا عَليهَا السَّعيُ الْحَثيِثُ إِلَى
    التَّحْرِيشِ بَينَ العُلَمَاءِ وَطلبَة العِلمِ، الَّذِينَ لَيسُوا سِيقَةً لِأَهْوَائِهِمِ([4])، وَرِجَالُ الْمجلَّةِ يَسْعَوْنَ ـ أَصْلَحَهُم الله ـ إِلَى إقْصَاءِ إِخْــــوَانِهِم الصَّادِقِينِ بِشتَّى الطُّرُقِ الْمَاكِرَةِ، وَكَافَّة السُّبُلِ الْخَدَّاعَةِ، يُجنِّدُون غِلمَانَم ـ في الدَّاخِلِ وَالْخَارِج ـ ضِدَّهم بِالتَّحَسُّسِ وَالتَّجَسُّسِ ، وَالإشَاعَةِ ،«وَتَشْوِيهِ صُورَتِهِم عِنْدَ عُلمَاءِ الأُمَّةِ»([5]).

    مِنْ مِثِلِ مَا «نَقَلُوهُ» إلَى العَلَّامَــــةِ رَبيعٍ مُحَرِّشِينَ :"فَرْكُوس:"... اِسْتَـهَانَ بِنَصَائِح الشَّيخِ رَبيعٍ .... أَزهَر : طَعَنَ في العُلَمَاءِ - الشَّيخِ ابنِ بَازٍ وَالشَّيخِ رَبيع وَغَيرهِم - بِأَنَّهُم مُحَاطُونَ بِالأَشْرَارِ ... لَا يَهْتَمُّ بِنَصَائِح الشَّيخِ رَبيع ، وَلَا غَيْرهِ ... تَرْويجُهُ كُتبَ أَهْلِ البِدَعِ وَالْمَجَاهِيلِ ... بِسَبَبِ سُكُوتِ فَركُوسٍ عَنهُ ... "اهـ([6]).
    قَالَ الَغَزَّالِيُّ(ت:505هـ) :"وَاِعْلَمْ أَنَّ اسْـمَ النَّمِيـمَةِ إِنَّمَا يُطْلَقُ فِي الأكثَرِ عَلَى مَنْ يَنِمُّ قَوْلَ الغَيْر إلَى الْمَقُولِ فِيهِ ، كَـمَا تَقُـــــولُ فُلَانٌ كَانَ يَتَكَلَّمُ فِيكَ بِكَذَا وَكَذَا "اهـ([7])، وَقَالَ العَلّامَــــةُ ابنُ عُثَيْمِين (ت:1421هـ):"وَأَشَـــدُّ مِنْ ذَلِكَ مَا يَسْلُكُهُ بَعضُ النَّاسِ - وَالعِيَاذُ بِاللهِ - الظَّلمَــةُ ، الَّذِينَ هُم فِي الْحَقِيـــقَةِ مِن أَعدَاءِ الإسْــــلاَمِ ، أُولَئِكَ الَّذِينَ يَشُــونَ بَينَ العُلمَاءِ بَعضِـــهِم مَعَ بَعْضٍ ، وَيَأتُونَ إِلَى فُلَانٍ يَقُول : أَرأَيت فُلَانًا مَاذَا قَالَ ؟! اهـ([8])، مِنْ مِثْلِ قَوْلِ السَّائلِ- أَصْلَحَهُ اللهُ- :"أَحسَنَ اللهُ إِليْكُم شَيْخَنَا : أَحَدُ طَلَبَةُ العِلم «يَنقُلُ» عَنِ الشَّيْخِ جُمعَةَ وَالشَّيْخِ لَزْهَرَ أَنَّهُم «قَالُوا» ... "اهـ([9]).
    وَالتَّحْرِيشُ بَيْنَ البَـهَائمِ مَكْرُوهٌ ، وَالتَّحْريشُ بَيْنَ الآدَميِّينَ حَـــوْبٌ كَبِيرٌ ، وَأَبْغَضُ الْخَلْقِ إِلَى اللهِ وَأَبعَدُهُم مِنْ رَسُــــولِ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ، الْمَشَّاؤُونَ بِالنَّمِيـمَةِ بَيْنَ الأَحِبَّةِ([10])، وَكُلُّ مَنْ حَرَّشَ بَينَ اثْنَينِ مِنْ بَنِي آدَمَ ، وَنَقَلَ بَيْنَهُمَا مَا يُؤْذِي أَحَدَهمَا فَهوَ نَمَّامٌ مِنْ حَزْبِ الشَّيْطَانِ ، مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ([11])، قَالَ ابنُ عثيْمين(ت:1421هـ):"وَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَشُونَ بَيْنَ أَهْلِ العِلمِ ، وَيُوقِعُونَ بَينَهُم العَدَاوَة وَالبَغضَاءَ وَالأخْذُ وَالرَّدُّ في أُمُورٍ يَسَعُ الْمُسلِمِينَ الْخَلَافُ فِيهَا ؛ لأَنَّهَا أُمُـورٌ اجتِـهَادِيَّةٌ مَبْنِيَّةٌ عَلَى اجتِهَادٍ، هَؤُلَاءِ فِي الْحَقِيقَةِ مِن أَعدَاءِ الْمُسلِمِينَ ... فَإذَا أَضْعَفْنَا حَمَلةَ الشَّرعِ، وَجَعَلنَاهُم خُصَمَاءَ بَينَهُم فَمَعنَى ذَلِكَ أَنَّنَا أَضْعَفْنَا جَانِبَ الشَّـرعِ كُلِّهِ ، وَصَارَ النَّاسُ لَا يَثِقُونَ بِأَحَــــدٍ ، كُلَّمَا أَرَادَ أَحَدٌ أَن يَحتَجَّ بِقَولِ عَالِم مِن عُلمَاءِ الْمُسلِمِينَ قَالَ :( إيه، لَكِن انظُرْ مَاذَا قَالَ فُلَانٌ ، وانظر مَاذَا رَدَّ عَلَيْه فُلَانٌ ، وَانظُر مَاذَا أَحَدَثَ، وَانظُرْ مَاذَا رَدَّ عَنْهُ فُلَان) ... هَذَا مِنْ وَحْيِ الشَّيطَانِ لهؤُلَاءِ الأغرَارِ، الَّذِينَ أَعتَبِرُهُم صِغَارَ العُقُولِ ، وَسُفَهَاءَ الأَحْلَامِ ... وَأَنتُم- أَيُّـهَا الشَّبَابُ- عَلَيكُم إِذَا رَأيتُم مِثلَ هَؤُلَاءِ الْمُفسِدِينَ أَنْ تُحَـذِّرُوا النَّاسَ مِنـهُم ، وَمِنْ طَريقَتُهم ، وَتُبَيِّنُوا أَنَّ هَؤُلَاءِ مِنْ أَشَدِّ النَّاس ضَرَرَا ... عَلى الْمُسْلمِينَ، وَعَلَى الإسْلام([12])، وَكُلَّمَا كَانَ الرَّجُلَانِ أَقرْبَ صِلَةٍ بَعْضهُمَا مِنْ بَعْضٍ فَإنَّ الصُّلحَ بَيْنَهُمَا أَوْكَدُ "اهـ([13]).
    فَلَا تَعْدِلْ إِلى «الوَاشِيـنَ » سَـمْعاً ******* فَإِنَّ كَلامَ أَكْثَرِهِمْ كِــلَامُ([14])
    وَالنَّميـمَةُ ... نَوعٌ مِنَ أَنوَاعِ «السِّحْرِ»، وَ كَبِيرَةٌ مِنَ الكَبَائِرِ... وَوَجُهُ الشَّبَهِ... أَنَّ تَأثِيرَ السِّحْرِ فِي التَّفْرِيقِ بَيْنَ الْمُتَحَابِّين ، أَوْ في جَمعِ الْمُتَفَارِقينَ تَأثيرُهُ عَلَى القُلُوبِ خَفِيٌّ ، وَهَذَا عَمَلُ النَّمَامِ ، فَإِنَّهُ يُفَرِّقُ بَينَ الأَحبَابِ؛ لأَجْلِ كَلَامٍ يَسُوقُهُ لِهَذَا ، وَكَلَامٌ يَسُوقُهُ لِذَاكَ ، فَيُفَرِّقُ بَيْنَ القُلُوِب، وَيَجْعَلُ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ بَينَ قَلبِ هَذَا وَهَذَا ، كَـمَا قَالَ- جَــلَّ وَعَلَا- عن السَّحْر: ﴿فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ([15]).
    وَمَنْ يُطِعِ «الوَاشِينَ» لَا يَتركُوا لَهُ ******* صَدِيقًا وَإنْ كَانَ الْحَبِيبَ الْمُقَرَّبَا([16]).
    وَالوُشَاةُ وَالْمُحَرِّشَةُ - من حَيْثُ التَّأْثِيرِ - دَرَجاتٌ ، وَمِنْ أَشَـــــدِّهَا : «البِطَانَةُ السَّيِّئةُ» ، بَل قَالَ النَّبِيِّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:" مَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ نَبِيٍّ ، وَلَا اسْتَخْلَفَ مِنْ خَلِيــــفَةٍ إِلَّا كَانَتْ لَهُ بِطَانَتَانِ ، بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْمَعْرُوفِ ، وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ ، وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ ، وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ ، فَالْمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَ اللَّهُ تَعَالَى "اهـ([17])، وقَالَ محمّد أَمَانٌ الْجامِي(ت:1416هـ):"الإنْسَانُ - مَهْمَا يكُونُ عَالِمًا وعَاقِلاً وَلَبِيبًا - البِطَانَةُ تُؤثِّر فِيهِ "اهـ([18]).
    وهَلْ كَانَتْ لِلرَّسُولِ - صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ - بِطَانَةٌ تَأمُرُهُ بِالسُّوءِ ؟! قَالَ ابنُ بَازٍ(ت: 1420هـ) مُجيبًا :"ظَاهِرُ الْحَدِيثِ العُمُومُ، وَأَنَّهُ يُبْتَلَى الأَنْبِيَاءُ وَغَيْرُهُم ، لَكِنَّ اللهَ يَعْصِمُهُم ، وَيَكْفِيهم ﴿وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾ ..."اهـ([19])، وَهَلْ كَانَتْ تَأمُرُهُ صَرَاحَةً؟ قَال ابنُ بَازٍ مُجيبًا :"قد يَكُــــونُ صَرَاحَةً ، وَقَدْ يَكُونُ إِشَارَةً ، عَلَى حَسَبِ مَــــا يَعِنُّ لَهُم ، قَدْ يَكُونُ بِالصَّرَاحَـةِ إِذَا كَانَ فِي الأَمْرِ خَفَاءٌ ، وَقَدْ يَكُونُ بِالطُّرُقِ الأُخْرَى الْمُعْوَجَةِ "اهـ([20])
    وَقَال العَلَّامــــةُ رَبيعٌ :"فِي هَذَا الْحَدِيثِ بَيَانُ أَنَّ مِنْ «سُنَنِ اللهِ الكَوْنِيَّةِ» فِيـمَنْ يَتَحَمَّلُ مَسْئُولِيَّةَ قِيَادَةِ الأُمَّةِ أَنْ يَبْتَلِيَهُ بِبِطَانَتَيْنِ ، إِحْــــدَاهُمَا :... البِطَانَةُ الشَّرِيرَةُ الَّتِي تَأمُرُهُ ، وَتُشِيرُ عَلَيْهِ بِالشَّرِّ ... فَعَلَى وُلَاةِ الأُمُـــــورِ مِنَ الْحُكَّامِ ... وَأَهْلِ الفَتْوى ، وَأَعيَانِ النَّاسِ ، مِمّن لَهُم رَعَايَا وَأَتْبَاعٌ ... أَنْ يَحْـــذَرُوا([21])، إنَّ أَهْلَ الفِتَنِ يَجْعَلُونَ « بِطَانَةً لِكُلِّ شَخْصِيَّةٍ مُهِمَّة» ؛ فَجَعَلُوا لِلشَّيْخِ الأَلْبَانِي بِطَانَةً وَلِلشَّيْخِ ابن بَازٍ بِطَانَةً ... «وَكُلُّ عَالِمٍ جَــــعَلُوا لَهُ بِطَانَةً» ؛ لِيَتَوَصَّلُوا إِلَى أَهْدَافِهِم مِنْ خِـلَالِ هَذِهِ البِطَانَاتِ ، فَلَا نَأَمَنُ الدَّسَّ "اهـ([22])، وَقَـالَ العَلَّامةُ مُحَمّد بن هَادِي :"وَكَانَ بَعضُ مَشَايِخِنَا مَنْ يَقُولُ إِنَّ الشَّيْـخَ ابنَ بَازٍ عِنْدَهُ بِطَانَةٌ سَيِّئَةٌ ، وَالشَّيْخَ الأَلبَانِيَّ عِنْدَهُ بِطَانَةٌ سَيِّئَةٌ ، وَ الشَّيْخَ ابن عُثَيْمِينَ عِنْدَهُ بِطَانَةٌ سَيِّئَةٌ ، فَوَاللهِ مَا قُلْنَا لَهُم يَومًا مِن الأَيَّامِ إِنَّكَ تَطعَنُ فِي الشَّيْخِ ابنُ بَازٍ ، وَلَا تَطْعَنُ فِي الشَّيْخِ ابنِ عُثَيْمِين ، بَلْ كُنَّا نَرَى هَذَا مِنْهُ مِنَ النَّصِيحَةِ ...، فَمَا بَالُ هَؤُلَاءِ الصَّعَافِقَةِ اليَّوم يَقْلِبُونَ ظَهْرَ الْمِجَنِّ ، وَيُنْكُرُونَ هَذَا ؟!"اهـ([23])، وَقَالَ العَلّامــــةُ الْجَابِريُّ قَال :" كَثِيرٌ مِن أَهْلِ الأَهْوَاءِ يَخَفَى أَمْرُهُم عَلَى جَـمْهَرَةِ أَهلِ العِلْمِ ... لأَسبَابٍ مِنْهَا : البِطَانَةُ السَّيِّئَةُ ... ، حَتَّى إِنَّهَا لَتَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ إِخْوَانِهِ ... فَلاَ يَستَطِيعُ أَن يَقرَأُ كُلَّ شَيءٍ "اهـ([24]).
    وَيَشْهَدُ عَلَى هَذَا قَولُ الْمُحدِّثِ العَبَّادِ :"أمَّا الشَّيْخُ أَحْمَدُ النَّجْمِيّ الْمُتَوَفَّى فِي العَامِ الْمَاضِي- رَحِمَهُ الله-، فَقَدْ كَتَبَ لِي نَصِيحَةً عَلَى إِثرِ صُدُورِ رِسَالَتِي (رِفْقًا أَهْلَ السنَّةِ ...) فِي عَامِ 1424هـ وَلَم تَصْلِ إليَّ هَذِهِ النَّصِيحَةُ مِنْ قَبْلُ، وَمَا عَلِمتُ بِهَا إِلّا بَعدَ نَشْرِهَا مِنْ بَعْضِ النَّاسِ إِثرَ نَشْرِ كَلَمَتِي (وَمَرَّةً أُخرَى : رِفْقًا أَهْلَ السُّنَّةِ ...) في 16/01/1432 "اهـ ([25])، أَي: بَعْدَ ثَمَانِ سَنَوَاتٍ .
    لَكِنَّ اللهَ قَالَ﴿ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ﴾، أَيْ : مِنْ هَؤُلاء الْمُنَافِقِينَ جَمَاعَةٌ يُؤذُونَ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، وَيعِيبَونَهُ ، وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ سَامِعَةٌ ، يَسْمَعُ مِنْ كُلِّ أَحَدٍ مَا يَقُولُ ، فَيَقبَلُهُ وَيُصَدِّقُه ([26])، وقَد حَذَّرَ الشَّيخُ الدّكتُور محمَّدٌ بَازَمُولٌ مِنْ الكَلمَــــة الْمُوهِمَةِ «الشَّيْخُ يُؤَثِّرُ عَلَيْهِ الشَّبَابُ الَّذِيـــــنَ حَوْلَهُ »؛ فَقَالَ :"اِحْذَرُوا يَا إِخوَانِي هَذِهِ الكَلِمَةَ ، فَإنَّهَا مِنْ كَلَامِ أَهْلِ البِدَعِ وَالْجَهْل، وَكُنتُ قَدْ سَمِعتُهَا تُقَالُ فِي حَقِّ الشَّيْخِ ابنِ بَازٍ وَسَـمِعتُهَا تُقَالُ في حقّ الألباني- رحمَهُمَا الله-، وَسَـمِعتُهَا تُقَالُ فِي حَقِّ مَشَايِخَ آخَرَينَ، وَهِيَ كَلِمَةٌ بَاطِلَةٌ مِنْ وُجُوهٍ ، مِنْهَا ... أَنَّ هَذِهِ الكَلِـــمَةَ «طَعْنٌ فِي الشَّيخِ» أَنَّهُ غَيرُ ضَابِط يَقْبَلُ التَّلقِينَ مِن تَلَامِذَتِهِ ، وَالأَصْـــلُ أَنَّهُ ثِقَةٌ ضَابِطٌ ...."اهـ([27]).
    وَقَالَ العلَّامَــــةُ محمَّد بن هادي :"وَمَعَ هَذَا كُلِّهِ يَأتِي الْمُتَشَدِّقُونَ اليَومَ ، وَيُصَوِّرُونَ مَشَايخَنَا بِأَنَّهم مُغَفَّـلُونَ ، وَأَنَّهُم يُؤَثِّرُ فِيـهِمِ حَاشِيَتُـهم ، وَأَنَّ الشَّيْخَ الفُلَانِي ابتُلِيَ بِطُلَّابِهِ وَجُلَسَـائِهِ ، هَذَا لَيْسَ بِغَرِيبٍ مَعْشَرَ الإِخْــــــوَةِ ، هَذَا قَدْ قِيلَ فِي أَحْمَـدَ - رَحِمَهُ اللهُ -، لَكِنَّ قَالَ ابنُ البَنَّا : لَم يَجْــرؤُوا عَلَى تَنَاوُلِ أَحمَدَ، فَذَهَبُوا إِلَى طَلَبَتِهِ، وَإنَّمَا أَرَادُوا بِذَلِكَ أَحْمَدَ ، فَهَؤُلَاءِ مَا جَرُؤُوا عَلَى أَنْ يَتَناولوا مَشَايِخَنَا بِصَرِيـحِ العِبَارَةِ ، فَقَالُوا : طُلّابُهم ، «وَالطَّالِبُ مَنسُوبٌ إِلَى شَيْخِهِ» ، فَهَـذَا حَالُ هَؤُلَاءِ الأَشْيَاخِ، ذَكَاءٌ وَقَّادٌ ، وَفِطْنَةٌ ، وَفِقْهٌ ، وَحَـزْمٌ([28])، فَأَحْمَدُ لَيسَ فِي أَصْحَابِهِ ضَعِيفٌ ، وَإِنَّمَا أَرَادُوا الطَّعنَ في أَحْمَدَ بِتَلَامِيذِهِ، وَهَذَا الَّذِي نَسْمَعُ اليَوم :الشَّيْخُ فُلَانٌ يَأتِيهِ البَلَاءُ مِنَ الَّذِي حَوله هَذَا تَسْفِيهٌ لِهَذَا العَالِمِ، يَعْنِي وَصَلَ إِلَى دَرَجَةٍ مِنَ الْجَهْلِ وَالغَبَاءِ أَن يَنْطَلِي عَلَيْهِ الكَلَام؟ كَيْفَ صَارَ الآن مَصْدَرًا لِلجَرْحِ وَالتَّعْدِيل ، وَهُو يَضْحَكُ عَلَيْهِ طُلَّابُه؟! "اهـ([29]).
    لَكنَّ الصَّعَافقَةَ حَمَلُوا كَلَامَ الشَّيخِ ابن هادي هذَا عَلى كَلَامِــــه السَّابقِ هُنَاكَ ؛ فَصَيَّرُوه مُتَنَاقِضًا فِي مَسْألَةِ تَأثيرَ البِـطَانَةِ ، وَهَذَا مِنَ «التَّعصُّبِ البيِّنِ عَوَرُهُ »؛ لأنَّ الشَّيْخَ ابن هادي لَم يَنْفرِدُ بِهِ عن سَلَفِهِ الأكابِرِ ، وَإنَّمَا الْمَقُصُودُ مِنْ مجْمُوعِ كَلامِهِم أنَّ تَأثيرَ البِطَانَةِ «مُحْتَمَلٌ» ؛ فَافْتَقَرَ الطَّعْنُ فِيهَا إِلَى دَلِيلٍ صَحيحٍ ، وَهذَا مَا أشَارَ الشَّيخِ محمد بن هادي قَائلًا :"نَعَم مَنْ خَدَعْنَا بِاللهِ انخَدَعْنَا لَهُ ، «يُمكِنُ أَنْ يُخْـــدَعَ» الإنْسَانُ أَوِ الشَّيْخُ فِي بَعْضِ طُلَّابِه ، لَكــنّ أَنتَ اُنْظُرْ إِلَى عُمُومِ طَلبَتِهِ الْمَشَاهِيرِ أَصَحَابِه ... أَمَّا الرُّوَادُ فَهَؤُلَاءِ مُجَرَّدُ رُوَّادٍ ، هَؤُلَاءِ قَصَدُوا ذَلِكَ ، فَرَدَّ عَلَيـْهِمُ الْحَنَابِلَةُ - رَحِمَهُم الله -، وَعَرَفُوا أَنَّ مَقْصِدَ هَؤُلاَءِ هُوَ الطَّعنُ فِي أَحمَدَ "اهـ([30])، وَ العَلّامَةُ صَالِحٌ الفَوْزَانُ هُوَ الَّذِي قَال :"العُلَمَاءُ الْمُعْتَبَرونَ لَا يُؤَثِّرُ فِيهِم التَّشْكِيكُ وَالتَّضْلِيلُ، وَلَا يَتَأَثَّرُونَ بِطُلَّابِهِم، وَمَنْ يجتَمِعُ إِلَيهِم ... "اهـ([31])، وَهُوَ الَّذِي قَالَ أَيضًا :"الْحُسَينُ - رَضِي الله عَنهُ - غُرِّرَ بِهِ ، «خَدَعَتُهُ» الشِّيعَةُ ، وَطَلَبُوه ؛ لِيُوقِعُوهُ، فَلَمَّا وَقَعَ فِي الفَخِّ تَخَلَّوْ عَنْهُ ، فَقُتلَ - رَضِي الله عَنهُ - فَهو «انخدَعَ بهم» "اهـ([32]).
    وَ﴿دَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ﴾، أَيِ: اسْتَنْزَلَهُمَا إِلَى الْأَكْلِ مِنَ الشَّجَرَةِ بِغُرُورِهِ ، أَيْ : بِخِدَاعِهِ إِيَّاهُمَا ، وَإِظْهَارِ النُّصْحِ ، وَإِبِطَانِ الْغِشِّ ، وَإِطْمَاعِهِمَا أَنْ يَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ خَالِدَيْنِ ، وَبِإِقْسَامِهِ أَنَّهُ نَاصِحٌ([33])، وَفي الْحَدِيثِ -:"الْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ ، وَالْفَاجِرُ خِبٌّ لَئِيم"اهـ([34])، قَال الْمُنَاوِيّ(ت:1031هـ):(الْمُؤْمِنُ غِرٌّ)، أي: يَغُرُّهُ كُلُّ أَحَدٍ ، وَيَغُرُّهُ كُلُّ شَيْءٍ ، وَلَا يَعْرِفُ الشَّرَّ ، وَلَيسَ بِذِي مَكْرٍ ، وَلَا فِطْنَةٍ لِلشَّرِّ ، فَهُو يَنخَدِعُ لِسَلَامَةِ صَدْرِهِ ، وَحُسْنِ ظَنِّهِ ، وَيَنْخَدِعُ لانقِيَادِهِ وَلِينِهِ ... فَالْمُؤْمِنُ الْمَحْمُودُ مَنْ كَانَ طَبعُهُ الغَرَارَةَ، وَقِلَّةَ الفِطنَةِ للشَرِّ، وَتَرْكَ البَحْثِ عَنْهُ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ مِنهُ جَهْلًا ، وَالفَاجِرُ مِنْ عَادَتِه الْخُبثُ وَالدَّهَاءُ، وَالتَّوَغُّلُ فِي مَعْرِفَةِ الشَّرِّ، وَلَيسَ ذَا مِنْهُ عَقْلًا ، وَالْخَبُّ - بِفَتْحِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ - الْخِـــدَاعُ ، وَالسَّاعِي بَينَ النَّاسِ بِالفَسَـــادِ وَالشَـرِّ ... قَالَ بَعضُ العَارِفِينَ : كُـــنْ عُمرِيَّ الفِعلِ، فَإنَّ الفَارُوقَ يَقُولُ (مَنْ خَدَعَنَا فِي اللهِ انخَدَعْنَا لَهُ)، فَإذَا رَأَيتَ مَنْ يَخْدَعُكَ ، وَعَلِمتَ أَنَّهُ مُخَادِعٌ ، فَمِنْ مَكَارِمِ الأَخــــلَاقِ أَنْ تَنْخَـدِعَ لَهُ ، وَلَا تُفْهِمْهُ أَنَّكَ عَرَفَتَ خِدَاعَهُ ، فَإنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ وَفَّيتَ الأَمْرَ حَقَّه ؛ لأَنَّكَ إِنَّمَا عَامَلتَ الصِّفَةَ الَّتِي ظَهَرَ لَكَ فِيــهَا ، وَالإنسَانُ إِنَّمَا يُعَامِلُ النَّاسَ لِصِفَاتِهِم، لَا لأَعيَانِهِم، أَلَا تَرَاهُ لَوْ كَانَ صَادِقًا مُخَادِعًا ؟ فَعَامِلْهُ بِمَا ظَهَرَ مِنهُ ، وَهُوَ يَسْعَدُ بِصـدِقِهِ ، وَيَشْقَى بِخدَاعِهِ، فَلَا تَفْضَحْهُ بِخِدَاعِهِ وَتَجَاهَلْ ، وَتَصَنَّعْ لَهُ بِاللَّونِ الَّذِي أَرَاهُ مِنكَ، وَادْعُ لَهُ ، وَارْحَمْهُ ، عَسَى الله أَن يَرْحَمَهُ بِكَ ، فَإِذَا فَعَلتَ ذَلِكَ كُنتَ مُؤْمِنًا حَقًّا ، فَالْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيم لأَنَّ خُلُقَ الإيـمَانَ يُعْطِي الْمُعَامَــــلَةَ بِالظَّاهِرِ ، وَالْمُنَافِقُ خِبٌّ لَئِيـمٌ ، أَيْ : عَلَى نَفسِهِ ؛ حَيْثُ لَم يَسْلُكْ بِهَا طَرِيقَ نَجَاتِهَا وَسَعَادَتِهَا "اهـ([35]).
    وَعَنِ ابنِ عُمَرَ أنَّهُ كَانَ إِذَا رَأَى مِنْ عَبِيدِهِ طَاعةً وَحُسْنَ صَلَاةٍ أَعْتَقَهُ، فَكَانَ عَبِيدُهُ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ طَلَبًا لِلْعتْقِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُم يخدَعُونَكَ، فَقَال :"من خَدَعَنَا باللَّهِ انخَدَعْنَا لَهُ "اهـ([36])، وَقَالَ العَلَّامَةُ رَبيعٌ:"أَنَا - واللهِ - زَكَّيْتُ أُنَاسًا فِي هَذَا العَامِ، وَاللهِ لَازَمُونيِ ، وَمَا شَاءَ الله تَنَسَّك ، وَكَذَا... ثُمَّ ظَهَرَ لِي جَرْحُهُم([37])، اِبْحَثُوا عَنِ الْحَدَّادِ ، وَاسْأَلُوهُ : هَلْ قَرَأَ عَلَيَّ؟... مَا هُو تِلْمِيذِي ، وَلَا زَمِيلِي تَعَرَّفَ عَلَيَّ ، وَلَبَّسَ عَلَيَّ ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ سَلَفِيٌّ([38])... جَاءَ إِلَى الرِّيَّاضِ، وَأَقَامَ هُنَاكَ سَبْعَ سَنَوَاتٍ لَم يُقَابِلْ ... أَحَدًا مِن عُلَمَاءِ السنَّةِ ...ثمَّ جَاءَ إِلَى الْمَدِينَةِ ؛ لِقَصْـدٍ مُعَيَّنٍ، وَهُوَ إِثَارَةُ الفِتنَةِ ، فَجَاءَ مُتَمَسْكِنًا، مُتَلَطِّفًا، مَتَخَفِيًّا ؛ حَتَّى أَخَذَ «التَّزكِيَّةَ» ...، ثمَّ شَرَعَ يُجَمِّعُ الأَوغَادَ وَالْهَمَجَ ...([39])، ولَقَد عَنِي أَبُو الْحَسَنِ الْمأربيُّ - إِمْعَانًا فِي الكَيْدِ ، وَتَمهيـدًا لِلفِتنَةِ -بِدِرَاسَةِ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ ؛ ليُكْسِبَ مَكْرَهُ، وَكَيْدَهُ صِبْغَةً عِلْمِيَّةً سَلَفِيَّةً، يَتَمَكَّن بِـهَا مِنَ الْخِدَاعِ وَالتَّضْلِيلِ، وَيَتَمَكَّنُ مِنْ ضَرْبِ الدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّةِ بِاسْمِ التَّأْصِيلِ ... وَفِعْلًا انْخَدَعَ بِهِ السَّلَفِيُّونَ ، وَبِمَا يَتَظَاهَرُ بِهِ مِنَ السَّلَفِيَّةِ؛ لأَنَّ عُلمَاءَهُم لَا يَسْمَعُونَ هَذَا الدَّمَارَ فِي أَشْرِطَتِهِ ، وَلأَنَّهُــــم يُعَامِلُونَهُ وَغَيْرَهُ بِنَاءً عَلَى الظَّاهِرِ ، وَمِنْ بَابِ "مَنْ خَدَعْنَا بِاللهِ انخَدَعْنَا لَهُ([40])، وَاللهِ لَوْ زَكَّـاه مِثلُ أَحْمَدَ بنِ حَنبَلَ ، وَلَيْسَ مَعَهُ حُجَّةٌ فإنَّ تَزْكِيتَهُ لَا يَجُوزُ قَبُولُهَا ... رَأَينَا القُطْبِيِّينَ ، وَعَدْنَانَ عَرْعُور وَالْمَغْرَاوَي يَلْجَؤُونَ إِلَى هَذِهِ الوَسَائِلِ "اهـ ([41]).
    فَمِنْ أَقْوَى وَسَائِلِ التَّغْرِيرِ وِالْخِدِاعِ :«التَّزكِيَّةُ» ؛ « فَلَيْسَ كُلُّ مَنْ تَتَلَمَذَ عَلَى شَيْخٍ ، ثُمَّ أَحْدَثَ حَدَثًا يَكُونُ شَيْخُهُ مَسْــؤُولًا عَنْ ذَلِكَ([42])، وَلَيسَتِ التَّزكِيَّةُ بِأَنَّ شَيْخَهُ فُلَانٌ ، وَإنَّمَا التَّزكِيَّةُ بِأَنَّهُ ثَبَتَ عَلَى قَوْلِ أَشْيَاخٍ مِن أَهْلِ السُّنَّةِ »([43])، وَالبِطَانَةُ السَّيِّئَةُ تُؤَثِّرُ - تَدْلِيسًا وَتَلبيسًا- مِن حَيثُ كَونِـهَا «ثِقَةً»؛ قَال الشَّيْخُ عَكُّــورٌ (80 سنةً):"لَمَّا انْضَــــمَّ صَوْتُ الشَّيْخَيْنِ فِي الْجَــرْحِ وَالتَّعْدِيلِ تَصَدَّعَتْ قَوَاعِـــدُ خُصُوم السّلَفِيَّةِ ، وَاصْطَنَعُوا خُطَّةً يَتَخَلَّصُونَ بِـهَا مِنْ إِمَامَيِّ الْجَرْحِ الْمَدْخَلِيَيْنِ لِضَـرْبِ الْخَصْمِ بِالْخَصْمِ ، فَسَعَتْ طَائِفَةٌ جَاهدَةً ؛ لِلفَصْــــلِ بَيْنَ وَالِدٍ وَوَلَدِهِ ، وَشَيْخٍ وَتِلْمِيذِهِ بـ «التَّلْبِيسِ، وَحَجْبِ الْحَقَائِــقِ» "اهـ([44])، وقَالَ الشَّيْخُ محمَّد بن رَبِيعٍ :" لَقَدْ نَجَّى اللهُ الشَّيْخَ محمَّد أَمَان مِنْ حَبَائِلِ الْحَدَّادِيِّ عَبدِ اللَّطِيفِ بَاشـميل ، الَّذِي كَانَ مَوْضَعَ« ثِقَةِ» الشَّيْخِ قُبَيلِ مَرَضِهِ وَمَوْتِهِ -رحمه الله-، وَبَدَأَ يُوَسْوِسُ لِلشَّيْخِ؛ لِيُفَرِّقَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَشَايِخِ السَّلَفِيِّينَ، سِيَّمَا العَلَّامَةِ رَبيعٍ وَلَكِنَّهُ سُرْعَانَ مَا اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْمَرَضُ ، حَتَّى مَاتَ - رَحِمَهُ الله - "اهـ([45])، وقالَ العَلَّامَــــــة عبيدٌ الْجَابريِّ:"سَيّدٌ قُطُب ... لا يَصِفُه الآن أَنَّهُ مُجْتَهِد إِلاَّ ثَلاَثَةٌ ... الثَّانِي: عَالِمٌ رَبَّانِي مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ ... أَحَاطَت بِهِ بِطَانَةُ سُوء ، فَـ«لَبَّست عَلَيْهِ» ... إِمَّا لِضُعْفِ شَخْصِيَّتِهِ ، مَا اسْتطَاعَ أَنْ يَتَخَلَّصَ مِنْ هَذِهِ البِطَانَة، أَوْ كَانَتْ هَذِهِ البِطَانَةِ «مَوْثُـــوقَةً عِنْدَهُ»، وَلاَ يَعْرِفُ فُلان وَفُلاَن مِنَ الرَّادِّينَ فَقَبِلَ قَوْلَهُم "اهـ([46])، وَغَرَّدَ الدّكتُورُ عَبْدُ العَزِيزِ الْمُبَارَكِيُّ شَاهِدًا:"يَوْمُ الفِتْنَةِ كُنتُ أُرْسِلُ مَقَالَاتِي عَلَى أَنَّهَا تَعْرِضُ عَلَى الشَّيْخِ رَبِيعٍ، وَفِيهَا مِنَ التَّجَاوُزَاتِ الشَّرْعِيَّةِ مَا فِيهَا، وَيَأْتِينِي الْجَوَابُ :"انشُرْ فَقَدِ اطَّلَعَ عَلَيْهَا الشَّيْخُ وَأَيَّدَهَا "، وَاللهِ إِنَّ الشَّيْخَ بَرِيءٌ مِنْ أَنْ يُقِرَّ مِثْلَ ذَلِكَ ، وَعِنْدِي الكَثِيرُ مِنَ الْمَوَاقِفِ ، وَمَنْ جَرَّبَ مِثْلَ تَجْرِبَتِي عَرَفَ مِثْلَ مَعْرِفَتِي "اهـ .
    وَكذَا خَاطَبَ الشَّيخُ أَبُو عَبْدِ الأَعلَى الْمِصْرِيُّ العَلَّامَةَ ربيعًا قَائِلا :"قَدْ قُمتَ -فَضِيلَتُكَ -بِتَوجِيهِ تَحْذِيـرٍ إِلَى شَيخِنَا الوَالِدِ حَسَن عَبدِ الوَهَّابِ البَنَّا - حَفِظهُ اللهُ- مِنِّي؛ حَيْثُ قُلتم لَهُ :( بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا عَبْدِ الأَعـــلَى يُلبِّسُ عَلَيْكَ)، وَقُلتم :( وبَلَغَنِي أَنَّكَ طَعَنتَ فِي عَبْدِ الوَاحِــــد ، وَوَصَفتَهُ بِأَنَّهُ مِنَ الْخَــوَارِجِ ) ، قُلتُ : ( ... وَهَل هَذا الْمُبَلِّغُ كَانَ مَوجُودًا في الْمَجَالِسِ ، الَّتي جَمَعتنِي مَعَ الشَّيخِ حَسَن؟!... هذا الْمُبَلِّغُ لَــم يَسْمَع مِنَ الشَّيخِ حَسَن ، إنَّمَا اطّلَعَ عَلَى بَيَانِ الشَّيخِ حَسَنٍ فِي تَبْرِئَةِ فَضِيلَتِكم مِنَ الْمَجَالسِ السِّرِّيَّةِ، وَقَد وَقَعَ في«الْخِيَانَةِ فِي النَّقلِ»؛ حَيثُ إنَّ الشَّيخَ حَسنَ بنَ عَبدِ الوَهَّاب لَم يَصِفْ عَبدَ الوَاحِدِ بِأَنَّهُ مِن الْخَـــوَارج ... وَأَبوُ عَبدِ الأَعلَى لَمْ يُلبِّسْ شَيئًا عَلَى الشَّيخِ حَسن ، إنَّمَا استَمعَ الشَّيخُ حَسَنٌ بِنَفسِهِ إِلَى صَوتِيَّة عَبدِ الوَاحِدِ ، وَتَحَدَّثَ بِنَفسِهِ مَعَ الأَخِ فَرج خَمِيرَةَ ، وَسَـمعَ مَا دَارَ بَينَهُ وَبَينَ عَبْدِ الوَاحِدِ ، وَكَانَ مِنْ تَعْليِقاَتِهِ ... حَالَ استِمَاعِهِ - حَفِظَه الله- لِلصَّوْتِيَّةِ : «إنَّ عَبْدَ الوَاحِدِ يَلْعَبُ مِنْ خَلفِ الشَّيخِ رِبِيعٍ »"اهـ([47]).
    فَقبَّحَ اللهُ مَنْ يَنقُلُ البُهتَانَ ، وَمَنْ يَمْشِي بِالنَّمِيـمَةِ([48])، قَالَ السَّلمَانُ(ت: 1422هـ):"وَالنَّميـــــمةُ حَرَامٌ بجَمِيع أَنْوَاعهَا ، سَوَاءٌ كَانَت بين الأَصْدِقَاءِ وَالأَصْحَابِ ، أَو عِنْدَ «أَرْبَابِ الْجَاهِ وَالسُّلْطَانِ» وَهِي «شَرُّ أَنوَاعِ النَّميـمَة ، وَأَشَدُّ خَطَرًا »، فَإنَّ هَذِهِ هِيَ «السِّعايةُ» ... فَكَم جَــرَّتْ مِنْ وَيْلَاتٍ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ الأَبرِيَاءِ ، الْمُؤْمِنِيـن الغَافِلينِ ، طَاهِريِ القُلُوبِ ، سَلِيـمي الصُّدُورِ؟! فَقَضَتْ عَلَى أَروَاحِهِم ، وَأَمْوَالِهم ، وَكَمْ نَكَلَتْ بِكَثِيرٍ مِنَ الْعُلَمَاء ؟!"اهـ([49])، قَالَ الَغَزَّالِيُّ(ت:505هـ):"بَلْ حَــدُّ [النَّمِيـمةُ]-:« كَشْفُ مَا يُكْرَهُ كَشْفُهُ» ، سَوَاءٌ كَرِهَهُ الْمَنْقُولُ عَنْهُ ، أَوِ الْمَنْقُولُ إِلَيْهِ ، أَوْ كَرِهَهُ ثَالِثٌ ، وَسَوَاءٌ كَانَ الكَشْفُ بِالقَولِ ، أَو بِالْكِتَابَةِ ، أَوْ بِـ «الرَّمْزِ، أَوْ بِالْإِيـمَاءِ» "اهـ([50]).
    وَالْمُبْتَدِعُ لَيْسَ لَهُ قَصْدٌ إِلَّا تَحْرِيـفَ الْآيَاتِ ، وَتَسْوِيَتَهَا عَلَى مَذْهَبِهِ الْفَاسِدِ ؛ بِحَيْثُ إِنَّهُ «مَتَى لَاحَ لَهُ شَـارِدَةٌ مِنْ بَعِيـــدٍ اقْتَنَصَهَا ، أَوْ وَجَدَ مَوْضِعًا لَهُ فِيهِ أَدْنَى مَجَالٍ سَارَعَ إِلَيْهِ »([51])، فَالإمَـامُ محمَّد بن عَبْدِ الوَهَّابِ(ت:1206هـ) نَسَبَ العُبَيْدِيِّين إِلَى جَــــدِّهِم عُبَيدٍ القَــــدَّاحِ اليَّهودي ، فَلَمْ يُعْجِبِ الْمَالِكِيَّ هَذَا ، فَوَصَـــفَهم بِالفَاطِمِيِّينَ ؛ «رَمْزًا» مِنْهُ إِلَى إيِمَانِهِ بِصِحَّةِ نَسَبِـهِم إِلَى فَاطِمَةَ "([52])، وَفِي بَعْضِ نُقُولِ فَالِح الْحربيِّ مَا«يَرمُزُ» بِهِ إِلَى تَكْفِيرِ العَلَّامَة ربيع([53]).
    وَإنَّ« الْخَبَرَ لَيسَ كَالْمُعاينَةِ»، فَمَنْ عَاينَ مَجَالِسَ الشّيْخِ العَلَّامةِ محمَّدٍ فَرْكُوسٍ لَيُدْرْكُ أَنَّهَا سَهْلَةُ الاِخْتِلَاسِ وَالتَّسْرِيبِ ، لَكِنَّ الشّيْخَ ذُو فِطْنَةٍ ، فَهُوَ «لاَ يَسْتَبعِدُ الدَّسَّ أَبَدًا» ([54])، وَإنَّمَا لِسَانُ حَالِهِ كَـمَا قَالَ الْحَسَنُ (ت:110هـ):"إِنَّمَا تُجَالِسُونَنَا بِالأَمَانَةِ ، كَأنَّكُم تَظُنُّونَ أَنَّ الْخِيَانَةَ لَيسَتْ إِلاَّ فِي الدِّينَارِ وَالدِّرْهمِ ، إِنَّ «الْخِيَانَةَ أَشَـــدُّ الْخِيَانَةِ أَنْ يُجَالِسَنَا الرَّجُلُ ، فَنَطْمَئِنُّ إِلَى جَانِبِهِ ، ثُمَّ يَنْطَلِقُ ، فَيسْعَى بِنَا "اهـ([55]).
    وَقَدْ سُرِّبَتْ مجَالِسُ للعَلَّامَةِ فَرْكُوسٍ، ثُمَّ رَمَزَ لَهَا الْمُسَرِّبُ بـِ«الفَواجِعِ»؛ لأنَّ "زلَّةَ العَالِمِ مَضْرُوبٌ لَــــهَا الطَّبْلُ"؛ أي : لَهَا صَوْتٌ وَرَنِينٌ ، فَإذَا جَــاءَ فِي مَسْأَلَةٍ غَرِبيَةٍ عَلَى النَّاسِ ، وَاشْتَـهَرتْ عَنْهُ صَارَتْ كَأَنَّهَا صَوْتُ الطَّبْلِ([56])؛ لِتَرِنَّ في أُذِنِ كُلِّ إنْسَانِ ، وَلاَسِيَّمَا السُّلْطَانِ ، وكَأَنَّ الْمُسَرِّبِينَ يَرْمُزُونَ إلَى خُطُورِة علَّامة البَلَدِ بِمَا يُطَبّلُونَ تَطْبِيلاً، وَيُومِئُونَ إَلى رَدْعِهِ رَدْعًا وَبِيلاً ، وَالكَشْفُ بالرَّمْزِ ذُو شَأَنٍ مُهِمٍّ عِنْدَ الرَّمْزِيّينَ؛ حَيْثُ "يُعَبِّرُونَ عن الأَفْكَارِ، وَالعَوَاطِفِ وَالرُّؤَى بالرَّمْزِ؛ لأَنّهُ أَقْدَرُ عَلَى الكَشْفِ عَنِ الاِنْطِبَاعَاتِ ، فَالرَّمْزُ يُوحِي بِالْحَالَةِ ، وَلَا يُصَرِّحُ بِهَا، وَيُثِيرُ الصُّورَةَ ، ثمّ يَتركُـهَا «تَكْتَمِلُ» مِنْ تِلقَاءِ ذَاتِهَا "([57])، وَنحو هَذَا رَمَزَ شَيْخُ ذَلِكَ العابطِ قَائِلًا:"يَجِبُ ضَـمُّ الأَدِلَّةِ وَالقَرَائِنِ إِلَى بَعْضِهَا؛ حَتَّى«تَكْتَمِلَ» الصُّورَةُ ، وَأَنَّهَا لَا تَخْرُجُ عَنِ «الفِكرِ التَّكْفِيرِيِّ»، الَّذِي ابتُلِي بِهِ الرّجُلُ مِنْ زَمَنٍ لَيْسَ بِقَرِيبٍ "اهـ([58]). ومُنْذُ ذَلِكَ اليَومِ وَصَعَافِقَةُ الأَمْسِ يَجْمَعُونَ الأَدِلَّةَ وَالقَرَائنَ ، فَخَرَبَشَ - مَثَلًا- أَبُو الْحُمْرَةِ «رَمْـزيَّةَ العَلَم »، ثُمَّ «نَقْدَ فَتوَى الإنْكَارِ العَلَنِيِّ»، وَخَرْبَشَ مُغَفَّلٌ أَحْمَقُ - زَعَمًا -«أَوْجُهَ الشَّبَهِ بَيْنَ الدكتُورِ فَركُوسٍ ، وَفِرقَةِ الْخَوَارِجِ»([59])، أَمَّا ذَلِكَ الصُّحُفِيُّ العَابِطُ فَحَدِّثْ وَلَا حَرَجَ ، وَحَسبُنَا زَغْـرَدَاتُهِ النَّتِنَةُ الغَادَرةِ ، مِنْ مِثْلِ قَوْلِهِ :"رُؤُوسُ الفِتْنَةِ وَأَبْوَاقُهَا يُصِرُّونَ عَلَى اتِّهَامِي بِالتَّسْرِيبِ ... تَأَكَدُوا بأَنَّ البِلَادَ لَيْسَتْ غَابَةً ، فَفِيـهَا سُلْطَانٌ كَفِيلٌ بِرَدْعِكِـم ، لَاسِيَّمَا إِذَا وَقَفَ عَلَى صَوْتِيَّاتٍ أُخْرَى هِيَ أَخْطَرُ مِمَّا نُشِرَ بَكَثِيرٍ([60])«النَّفَسُ التَّكفِيرِيُّ الثَّورِيُّ» بَاتَ ظَاهِرًا فِي تَغْرِيدَاتِ أَتبَاعِ الدّكتُورِ ... هِيَ شُبَهُ الْخَوَارِجُ ... هَلْ تُرِيدُونَ إِفْـــرَاغَ الْمُعَسْكَرَاتِ... ؟!([61]) وَرَّطَكُم الدّكتُورُ ... مَا الَّذِي يَتَرَتَّبُ عَلَى تَفْرِيقِكُم بيْنَ النِّظَامِ السُّعُودِيّ وَالْجَزَائِرِيّ ؟! جَوَازُ الْخُرُوجِ؟! أَمْ كُفْرِ الْحَاكِـمِ ؟! أَم مَاذَا ؟!([62])، نَقُولُهَا - اليَومَ - لِفَركُوسٍ ، كَـمَا قُلْنَاهَا لِلخَوَارِجِ وَالتَّكفِيرِيِّينَ : السَّلَفِيُّونَ يَدِينُونَ اللهَ بِطَاعَةِ وَلِيِّ الأَمرِ... وعَلَاقَتُـهُم بِجيْشِهِم عَلَاقَةٌ مَتِينَةٌ ، مُنْضَبِطَةٌ بِالشَّرْعِ ، وَلَا عَزَاءِ لِمُبْغِضِيهِ([63])... إِلَى غَيرِ ذَلِكَ مِن الرُّمُوزِ والإيـمَاءَاتِ ، الَّتي ترجَمَ بِهَا الهَابِطُ - زَعَمًا - عَن وَفَائِه للشَّيخِ العَلَّامَـةِ فَركُوسٍ ؛ حَيثُ خَاطبه :"اِعْلَم - أَيُّهَا العَزِيزُ- أَنَّ «الطَّاعِنِينَ مَهْمَا طَعَنُوا ، وَمَهْمَا كَذَبُوا»، فَأَنَا ابنُكَ «الوَفِيُّ » لَكَ ، «الصَّادِقُ» فِي أُخُوَّتِكَ ، لَا أُحُبُّ أَن يُسَاءَ إِلَيْكَ بِكَلِمَةٍ مُشِينَةٍ "اهـ([64]).
    قُلْتُ : تَأَمَّلْ - يَا مُنْصِفُ - قَولَهُ :«الوَفِيُّ لَكَ، الصَّادِقُ»، ثُمَّ انظُرْ حَقيقَةَ وَفَائِهِ وصِدْقِهِ في مَا مَرَّ مِن مَنْطِــــقِهِ ، قَالَ الرَّاغِبُ(ت:502هـ) :"الوَفَاءُ أَخُــو الصِّدقِ وَالعَدْلِ ، وَ«الغَدرُ» أَخُو الكَذِبِ وَالْجَــــوْرِ ، وَذَلِكَ أَنَّ الوَفَاءَ صِدْقُ اللِّسَان وَالفِعلِ مَعًا ، وَ«الغَدرُ» كَذِبٌ بِـهِمَا ، لأَنَّ فِيهِ - مَعَ الكَذِبِ - نَقْضُ العَهْدِ "اهـ([65])، وَ"اللهُ يَأبَى إِلَّا أَنْ يَفْضَــــــحَ الْمُفتَرِيَ الْكَذَّابَ ، وَيُنْطِقَهُ بِمَا يُبَيِّنُ بَاطِــلَهُ([66])، مِنْ مِثْلِ قَولهِ :"رَأَيتُ تَعْلِيقًا لِبعَضِــهِم يَقُولُ فِيـهِ : أَنْتـم تُرِيدُونَ بِـهَــــذِهِ الرُّدُودِ تَورِيطَ الشَّيْخِ مَعَ الْجِهَاتِ الأَمْنِيَّةِ ، وَاتَّهَمَ فِي تَعْلِيقِهِ هَذَا «الشُّرَفَاءَ» بِتُهْمَةِ الوِشَايَة "اهـ([67]).
    وَمِنْ شُرَفَاءِ الصَّعافقة - زعَمًا- «قَناةُ الْمَاهِرِ» ، قَال العَابِطُ :"إِدَارَةُ قَنَاةِ الْمَاهِرِ ، وَالإِشْرَافُ عَلَيـها شَرَفٌ ، وَأَيُّ شَرَفٍ "اهـ([68])، وقَد قَال شُرَفَاءُ القَنَاةِ:"نَتَوَّجَهُ - مِن خِلَالِ هَذِهِ القَنَاةِ - إِلَى [...] بِالدَّعْـوَةِ إِلَى تَشْدِيدِ الْمُرَاقَبَةِ عَلَى تَحَرّكَاتِ بَعْضِ أَفْرَادِ جَمَاعَةِ الدّكتُورِ جُـمُعَةَ ...، نَرجُو مِن [...] أَخْذَ الأَمرِ بجِدِّ وَحزْمٍ، فَقَد بَدَأَت تَتَكَرَّرُ صُوَرُ اعتِدَاءَاتِ هَذِهِ الطَّائِفَةُ الْمُتَطَرِّفَةُ، الَّتي تُؤَسِّسُ لِزَرْعِ الْحِقْدِ فِي نُفُوسِ أَتْبَاعِهَا ... "اهـ ، وفي ندَاءٍ آخرَ :" نَتَوَّجَهُ - مِن خِــــلَالِ هَذِهِ القَنَاةِ - إِلَى [...] بِالدَّعْوَةِ إِلَى تَشْدِيـــدِ الْمُرَاقَبَةِ عَلَى تَحَرُّكَاتِ هَذِهِ الْجَمَاعَةِ ... مَعَ الأَخذِ بِعَيْنِ الاِعتِبَارِ أَنَّهُم مِن أَتبَاعِ وَأَنصَارِ : محمَّدِ بن هَادِي الْمَدْخَلّي ... تَقَبَّلُوا تحيَّاتِنَا فِي قَنَاةِ الْمَاهِرِ "اهـ([69]).
    قالَ مُبَارَكٌ الْمِيلِيُّ الْجَزَائِريُّ(ت:1364هـ):"ومِنَ النَّاسِ مَنْ يَرَى مَعِيشَتَهُ فِي «السِّعَايَةِ بِالعُلَـمَاءِ الْمُرْشِدِينَ» "اهـ([70])، وَقَالَ العَلَّامَةُ أَمَانٌ الْجَامِيُّ (ت:1415هـ):" كَانَ يَعِيشُ الإِمَامُ ابن تَيْمِيَّةَ فِي ذَلِكَ العَصْـرِ الْمَائِجِ بِتِلِك الآرَاءِ مُجَاهِدًا ، نَاصِحًا ، وَمُدَافِعًا مَعَ التَّجَــــلُّدِ وَالصَّبْرِ ، وَلَقَدْ رَمَتهُ تِلكَ الطَّوَائِفِ مِن قَوسٍ وَاحِـدٍ ... وَحَبَكُوا حِبَالَ «السِّعَايَةِ لَدَى السَّلَاطِينِ » "اهـ([71])، وَقَالَ الطَّيِّبُ العُقْبِيُّ الْجَــزَائِريُّ (ت:1381هـ):" كَبُرَ أَمْرُ هَؤلَاءِ الْمُصلِحِينَ عِنْدَ أُولَئِكَ الْمُبْطِلِينَ مِنَ الطُّرُّقِيِّينَ ... وَكَمَا حَاوَلُوا تَضْلِيلَ الأُمَّةِ ، وَتَغْلِيطَهَا ، فَلم يُفْلِحُوا ، هُم مُحَاوِلُونَ أَيضًا تَغْلِيطَ رِجَالِ الْحُكُومَـةِ لَعَلَّهُم يَنْتَقِمُونَ لَهُم مِن هَؤُلَاءِ الْمُصْلِحِيـنَ ، فَيَفْتِكُونَ بِـهِم ، وَيُريحُـونهم مِنهُم "اهـ([72])
    وَكَذَلِكَ كَبُرُ أَمــْرُ عُلَمَائِنَا - الشَّيخِ فَركُوسٍ وإخوانِه الْمَشَايِخ : أَزهرَ، وَجُـمُعَةَ ، وَجَلْوَاح وغيرهم - عِنْدَ أُولَئِكَ الْمُبْطِلِينَ مِنَ الطُّرُقِيِّنِ والْحزبِيِّنَ وحُلَفائهم ، والصَّعافَقَةِ والاِحتْوَائيِّينَ ، وَكَـمَا حَاوَلُوا تَضْلِيلَ الأُمَّـــةِ وَتَغْلِيطَهَا ، فَلم يُفْلِحُوا ، هُم مُحَاوِلُونَ أَيضًا تَغْلِيطَ رِجَالِ الْحُكُومَةِ ، لَعَلَّهُم يَنْتَقِمُونَ لَهُم مِن شُيُوخِنَا الْمُصْلِحِينَ ؛ حَيثُ يَسْعونَ إِلَى إلبَاسِهِم ثَوبَ الْخَوَارِجِ وَالتَّكفِيرِ، وَلَا سَيَّمَا العَلَّامةِ محمد فَركُوسٍ- بَارَكَ اللهُ في أَنْفَاسِهِ -.
    أَمَّا هَذَا الْجَزْأريُّ قَسُّومٌ وَحِزْبُهُ فَإلَى حَيْثُ أَلقَتْ أُمُّ قَشْعَمِ رَحْــــلَهَا ، أَمَّا نُخبَةُ صَعَافِقَةِ الأَمْسِ فقَدْ وَقَّعَوا قَائِلينَ فِي مَطْلَعِ أَحْدَاثِ الأَمْسِ :"الْمَشَايِخُ وَطَلَبَةُ العِلْمِ لَم يَطْعَنُوا فِي الشَّيْخِ الدُّكتُورِ محَمَّدٍ عَليٍّ فَركُوسٍ - وَفَّقَه الله -، فَهُم يَعرِفُونَ مُنذُ القَدِيم مَنْزِلَتَهُ وَمَكَانَتَهُ "اهـ([73])، فَأَيْنَ الوَفَاءُ وَالصِّدْقُ في قَولِهم :«يَعرِفُونَ مُنذُ القَدِيم مَنْزِلَتَهُ»؟! وكأنَّ رِجَالَ الْمَجَلَّةِ افْتَقَرُوا - آنذاك- إلى الأَدِلَّةِ والقَرائِنِ عَلَى صِدْقِ التُّهمِ ، وَهذَا مَا صَرَّحَ بِه الْحَـــقُودُ عَبدُ الْمَجِيــــــدِ تَالِي ، حيثُ قَال:"سَأُرِيحُكُم ، هَذَا الرَّجُلُ لَم يَكُنْ عَلَى اتِّفَاقٍ مَعَ أَنْصَارِ السُّنَّةِ؛ حَتَّى قَبْلَ هَذِهِ الفِتنَةِ ، فَأنتُم «لَم تَعْرِفُوا» الرَّجُلَ حَقَّ الْمَعْرِفَةِ "اهـ([74])، بَلْ قَالَ العَابِطُ:" مَنْ قَالَ لَكُم بِأَنَّ التَّعَاوُنَ مَعَ وَليِّ الأَمْرِ ، وَتَبْلِيغَهُ شَرَّ الأَشْرَارِ عَيْبٌ وَحَرَامٌ ؟! يَا مَسَاكِينُ اتَّهِمُوا شُيُوخَكُم ... "اهـ([75]).
    قُلتُ: وَقَّعَ الْفَضْــــلُ بْنُ سَهْلٍ عَلَى قِصَّةِ سَاعٍ سَعَى إلَيْهِ : نَحْنُ نَرَى قَبُولَ السِّعَايَةِ شَرًّا مِنْهَا ؛ لِأَنَّ السِّعَايَةَ دَلَالَةٌ ، وَالْقَبُولَ إجَازَةٌ ، فَاتَّقُوا السَّاعِيَ ، فَإِنَّهُ إنْ كَانَ فِي سِعَايَتِهِ صَادِقًا كَانَ فِي صِدْقِهِ آثِمًا ، إذْ لَمْ يَحْفَظِ الْحُرْمَةَ ، وَيَسْتُرِ الْعَوْرَةَ "اهـ([76])، وَقَالَ ابنُ الوَرِديُّ(ت:450هـ):"مِنَ الصّدْقِ مَا يَقُومُ مَقَامَ الْكَذِبِ فِي الْقُبْحِ وَالْمَعَرَّةِ ، وَيَزِيدُ عَلَيْهِ فِي الْأَذَى وَالْمَضَرَّةِ ، وَهِيَ الْغِيبَةُ ، وَالنَّمِيـمَةُ و«السِّعَايَةُ» ... شَـرُّ الثَّلَاثَةِ ... قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : الصِّدْقُ يُزَيِّنُ كُلَّ أَحَدٍ ، إلَّا السُّعَاةَ ، فَإِنَّ السَّاعِيَ أَذَمُّ ، وَآثَمُ مَا يَكونُ إذَا صَدَقَ "اهـ([77]).
    وَلَعَلَّ «السِّرِّيَّةَ» مِنْ أَظْهَرِ التُّهَمِ، الَّتي يُحَاوِلُونَ إِلْصَاقَها بِالعَلَّامَةِ الكَبِيرِ فَرْكُوسٍ وَإخْوَانِه ، مَشَايِخِ الدَّعْوَةِ السَّلَفِيَةِ فِي الْجَزَائِرِ([78])، فَلِذا أَذَاعُوا صَوْتِيَّةً مُسَرَّبَةً ، وَسَـمُوهَا بـ«مُخَطَّـطِ الدَّمَارِ»، لَكنّ شَهِدَ شَاهِدٌ منهم، فقال الدُّكتُورُ بُوفَلجَةَ:" مِنْ خُزَعْبَلَاتِ هَذَا الرَّجُلِ- حَمُّودَةَ - مَا غَرَّدَ بِهِ تَـهْويلًا وَكَذِبًا - بِمُخَطَّطِ الدَّمَارِ... مَضْمُونُهَا الْمُحَاوَرَةُ وَالْمُشَاوَرُةُ بَيْنَ شَيْخَيْنِ فَاضِلَيْنِ فِي بِدَايَةِ الأحْدَاثِ ... مُقِرًّا لِصَاحِبِهَا « الْخَائِنِ»، عَلَى مُنْكَرِهِ ... أَيُّ عِلمٍ تَعَلَّمتَهُ أَيُّهَا الْجَاهِلُ؟!... هَذَا مَعَ أَنَّ لَيْسَ في الصَّوْتِيَّةِ الْمَسْرُوقَة مَا يَدُلُّ عَلَى مَقْصُودِكَ الفَاسِدِ أَلبَتَةَ، بَلْ- وَاللهِ- فِيهَا أَبلَغُ الْحُجَّةِ عَلَيكَ، وَعَلَى غَيْرِكَ إِنْ كُنتَ مِمَّنْ يَعْقِلُ وَيَفْهَمُ "اهـ([79])، لَكنَّ بُوفَلجَةَ تَابَ ؟! « حَلِّلْ وَدَلِّلْ» .
    وَلَقَدْ نَقّبَ الغِلمَانُ العُميَانُ عَن مِشْجَبٍ يُعَلِّقُونَ علَيْه السِّريَّةَ بِمَجَالِسِ العَلّامَةِ فَرْكوسٍ ، وَيُبرِّرُونَ « الْخِيَانةَ»، ، فَذَكَرُوا - مَثَلًا- أنَّ الْخَوَارِجَ :"قَدْ شَابَهَهَم الدّكتُورُ فِي عَدَمِ السَّمَاحِ بِنَقْلِ بَعْضِ فَتَاوِيـهِ الغَرِيبَةِ وَالْخَطِيرَة، مُتَسَتِّرا بِشِعَارِهِ الغَرِيبِ وَالْخَطِير...« كلُّ مَنشُورٍ لَم يَرِدْ ذِكرُهُ فِي الْمَوقِعِ الرَّسْـمِيِّ لَا يُعتَمَدُ ... »، وَلقّنَ أَتبَاعَهُ قَاعِدَةً بَاطِلةً ، وَهِيَ أَنَّ «مَنْ يَنْقُل كَلَامَهُ فِي الْمَجْلِسِ فَهُوَ خَصْمُهُ ...»([80])، لِمَاذَا يَسْتَخْفِي فَركُوسٌ بِهَذِهِ الأَحْكَامِ ؟!... لأَنَّها أَحْــــكَامٌ بَاطِلَةٌ ... إِذِ «البَاطِلُ هُو الَّذِي يَسْتَخْفِي بِه أَهْلُه» ... وَلَا يَزَالُ أَهْلُ السنَّةِ ظَاهِرِيـنَ ... وَقَدْ قَرَّرُوا أَنَّ الْمَذْهَبَ الّذِي يَسْتَخْفِي بِهِ أَصْحَابُه دُونَ العَامَّةِ ضَلَالةٌ وَبِدْعَةٌ "اهـ([81]). وَنَوَاقِضُ ذَلِكَ مِنْ وُجُوهٍ كَثِيرة ، مِنْـهَا :
    الَوَجْهُ الأَوَّلُ: قَالت جَرِيدَةُ الشُّرُوقِ :"... وَفِي حَدِيثِنَا مَعَ طَلَبَةِ الشَّيخِ فَركُوسٍ ، أكَّدُوا أَنَّهُ يحتَرِمُ قَرَارَ السُّلُطَاتِ بِمَنْعِهِ مِنَ النَّشَاطِ الْمَسْجِدِيِّ ، وَيَتَجَنَّبُ أَيَّ تَجمَعٍ حَوْلَهُ في الْمَسْجِدِ "اهـ([82]).
    الَوَجْهُ الثَّانِي : لقَدِ احْتضَنَ مَجَالِسَ الشَّيخِ مَحَلٌّ تِجَاريٍّ ذُو أَمتَارٍ، مُتَّصِلٌّ بِالشَّارِعِ العَامِ ، فَصَارَ يَجْلسُ بُكْرَةً وَأَصيلاً ، وَزَحْمَةُ السَّائِلينَ تَمتَدُّ مِنْ مَقْعَدِ الشَّيْخِ إلَى خَارِج الْمحَلِّ ، بَلْ إلَى مُفَتَرِقِ طُرُقٍ ، وقد تَختَرقُهُ سيَّارَاتٌ وَراجِلُونَ ، وَلا سيَّمَا بُعيْدَ صَلَاةِ الْجُمَعَةِ ، بَلْ إنَّ الشَّيخَ لَيَدْعَمُ صَوْتَهُ بِمُكَبِّرُ الصَّوْتِ ، وَكُلُّ هَذَا بـ «ِإقْرَارِ» وَلِيِّ الأَمْرِ، وَمُنْذُ سَنَوَاتِ ، فَأَيْنَ السِّرُّ ؟!
    الَوَجْهُ الثَّالثُ : عِنْدَمَا أُغْلِقَ الدّكَانُ آلَتْ مَجَالِسُ شَيْخِنَا إلَى الشَّارِعِ العَام ، قَالَ العلاَّمَـةُ ابن بَازٍ (ت:1420هـ):"عَلَى أَهْلِ العِلمِ بِاللهِ وَبِدِينِهِ أَن يَنصَحُوا لله وَلِعِبَادِهِ ، وَأَن يَقُومُوا بِوَاجِبِ الدَّعْوَةِ فِي بُيُوتِهِم ، وَمَع أَهْليهم ، وَفِي مَسَاجِدِهِم ، وَفِي طُرُقَاتِهِم ... فَالدَّعْوَةُ مَطْلَوبَةٌ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَيْنَمَا كُنتَ "اهـ([83])، وَقَال الوَادِعيّ(ت:1422هـ):"أَهْلُ السُّنَّة مَنْصُورُونَ ... وَإِن «جَلَسُوا يُدَرَسِّونُ فِي الشَّوَارِعِ وَالأَزِقَّةِ»"اهـ([84]).
    الَوَجْهُ الرَّابعُ : إنَّ في حَظْر التَّسجِيلِ فَوائِدَ ، مِنْها : إِحيَاءُ سُنَّةِ العَمَلِ بِخَبَرِ الثِّقَةِ ؛ فَبَعْضُ النَّاسِ لَا يَثِق إلَّا في وَثِيقَةٍ صَوْتِيَّةٍ، أو مَكْتُوبَةٍ ، ومِنْ فَوَائِدِ حَظْرِ التَّسْجِيلِ : حَثُّ الطَّالِبِ عَلَى الرِّحْلَةِ إلى العُلَمَاءِ ، وَتَرْغِيبُهُ في سنة تدْوينِ العِلمِ بالقَلَمِ، وَتَرْبيتِهُ عَلَى التَّوَاضُعِ والتَّأنِّي ، والبُعْدِ عَنْ حبُّ الظُّهورِ ، وفِتنةِ الأَضْوَاء ، وَكَسْرِ الشَّهَّوَةِ الْخَفِيَّةِ ، وَالْحِرْصِ عَلَى رِعَايَةِ مَبْدَأ السَّلَامَةِ .
    الَوَجْـــهُ الْخَامسُ : إنَّ مَوْقعَ العَلَّامَةِ فَرْكُوس ثَرِيٌّ بصَوْتِيَاتهِ، فهُوَ لاَ يَحْبِسُ صَوتَه مُطْلقًا ، وَإنَّمَا لِسَانُ حَالِهِ ، كَـمَا قَال ابنُ عثَيْمين(ت:1421هـ):"مَتَى دَارَ الأَمرُ بَيْنَ السَّلَامَةِ وَالْخَطَرِ فَالأَولَى السَّلَامَةُ ، وَذُكِرَ عَنِ الإمَامِ أَحْمَدَ ـ اللهُ ـ أنه كَانَ «لَا يَعْدِلُ بِالسّلَامَةِ شَيئًا» "اهـ([85])، ولَا يزَالُ العلَمَاءُ يُرَاجِعُونَ مَا فَرَّغَـهُ الطُّلَّابُ مِنْ تَسْجيلٍ مَأذُونٍ([86]).
    الَوَجْــهُ الْسَّادِسُ : قَالَ ابنُ عَثَيْمِينَ (ت:1421هـ):"لَا يَنْبَغِي لِلعَالِم أَنْ يَمْنَعَ مِنْ تَسْجِيلِ عِلمِهِ ... فَإذا قَالَ لَا تُسَجَلِّوا عَنِّي، فَلَيْسَ لَنَا الْحَقُّ أَن نُسَجِّلَ "اهـ([87])، وقَالَ ابن تَيْمِيَّة(ت:728هـ):"إِذَا كَانَ جِنْسُ «الْوَفَاءِ» وَرِعَايَةُ الْعَهْدِ مَأْمُورًا بِهِ عُلِمَ أَنَّ الْأَصْلَ صِحَّةُ الْعُقُودِ وَالشُّرُوطِ "اهـ([88]).
    الَوَجْهُ الْسَّابعُ: قَالَ الْمُحدِّثُ عَبدُ الْمُحسن البَدرُ :"من الْمُعَاصِرين الشَّيْخُ العَلَّامَةُ الْمُحَدِّث محمَّدٌ نَاصِرُ الدِّين الأَلْبَانِي ... لَم يَسْلَمْ مِنَ الوُقُـوعِ فِي أُمُورٍ يَعتَبِرُهَا الكَثِيرُونَ أَخْطَاءً مِنهُ ، مِثلُ اهتِمَامِهِ بِمَسْأَلةِ الْحِجَـابِ ، وَتَقْرِيرُ أَنَّ سِتْرَ وَجْهِ الْمَــرأةِ لَيسَ بِوَاجِبٍ ، بَلْ مُسْتَحَبٌّ ، وَلَوْ كَانَ مَا قَالَهُ حَقًّا «فَإنَّه يُعْتَبَرُ مِنَ الْحَقِّ الّذِي يَنبَغِي إِخْفَاؤُهُ»"اهـ([89])، وقَالَ العَلَّامَــــةُ صَالِحٌ آلُ الشَّيخ ( 64 عاما):"أَبُو هُرَيرَةَ كَتَمَ بَعْضَ الأَحَادِيث... وَالإِمَامُ أَحْمَدُ- رِحِمَهُ الله- كَرِهَ أَيْضًا التَّحَدُّثَ بِالأَحَادِيثِ الَّتِي فِيهَا الْخُرُوجُ عَلَى السُّلطَانِ ، وَأَمَرَ أَنْ تُشْطَبَ مِنْ مُسْنَدِهِ([90])، وَعَبْدُ اللهِ بنُ الإمَــام أحْمَدَ فِي وَقتِهِ كَانَتِ الفِتنَةُ فِي خَلْقِ القُرْآنِ كَبِيَرَةٌ، وَكَانُوا يَسْتَدِلُّون فِيهَا بِأَشيَاءٍ تُنْسَبْ لأبي حَنِيفَةَ ... أَشيَاءٌ يَنقُلُهَا الْمُعْتَزِلَةُ مِنْ تَأْوِيلِ الصِّفَاتِ إِلَى آخِـرِهِ ، مِمَّا هُوَ مِنْهَا بَرَاءٌ ، وَبَعضُهَا انتَشَرَ فِي النَّاسِ ونُقِلِ لِبَعْضِ العُلَمَاءِ، فَحَكَمُوا بِظَاهِرِ القَولِ ... فَكَانَتِ الْحَاجَةُ - في ذَلِكَ الوَقْتِ بِاجْتِهَادِ عَبْدِ اللهِ بن الإمَامِ أَحمَدَ - قَائِمَةً فِي أَنْ يَنْقُلَ أَقْوَالَ العُلَمَاء فِيـمَا نَقَلَ ، وَلَكِــــنّ بَعْدَ ذَلِكَ الزَّمَان ... أَجْـمَعَ أَهْلُ العِلمِ عَلَى أَن لَا يَنْقُلُوا ذَلِكَ، وَعَلَى أَنْ لَا يَذْكُرُوا الإمَامَ أَبَا حَنِفَةَ إِلَّا بِالْخَيْرِ ... حَتَّى أَتَيْنَا إِلَى أَوَّلِ عَهْدِ الْمَلِكِ عَبْد العَزِيز- رَحِمَهُ الله - لَمَّا دَخَلَ مَكَّةَ، وَأَرَادَ العُلَمَاءُ طِبَاعَةَ كِتَابَ السُّنَّةِ لِعَبْدِ اللهِ بنِ الإمَامِ أَحمَدَ ، وَكَانَ الْمُشْـرِفُ عَلَى ذَلِكَ وَالْمُرَاجِعُ لَهُ الشَّيْخُ العَلَّامَةُ الْجَلِيلُ عَبدُ اللهِ بنِ حَسَن آل الشَّيخِ ... فَنَزَعَ هَذَا الفَصْــــــلَ بِكَامِلِهِ مِنَ الطِّبَاعَةِ ، فَلَمْ يُطْبَعْ ؛ لِأَنَّهُ مِنْ جِـهَةِ الْحِكْمَةِ الشَّرْعِيَّةِ كَانَ لَهُ وَقْتُهُ ، وَانتَهَى ، ثُمَّ هُوَ اجْتِهَادٌ ، وَالسِّيَّاسَةُ الشَّرْعِيَّةُ وَرِعَايَةُ مَصَالِحِ النَّاسِ أَنْ يُنْزَعَ ، وَأن لَا يُبْقَى، وَلَيْسَ هَذَا فِيهِ خِيَانَةٌ ... بَلِ الأَمَانَةُ أَن لَا نجْعَلَ النَّاسَ يَصُدُّونَ عَنْ مَا ذكَرَهُ عَبْدُ اللهِ بنُ الإمَامِ فِي كِتَابِهِ مِنَ السُّنَّةِ وَالعَقِيــــدَةِ الصَّحِيحَةِ لأَجْلِ نُقُولٍ نُقِلَتْ فِي ذَلِكَ ، وطُبِعَ الكِتَابُ بِدُونِ هَذَا الفَصْــــلِ ، وَانْتَشَرَ في النَّاسِ ، وَفِي العُلَمَاءِ عَلَى أَنَّ هَذَا كِتَابُ السُّنَّةِ لِعَبْدِ اللهِ بنِ الإمَامِ أَحمَد؛ حَتَّى طُبِعَتْ مُؤَخَّرَاً فِي رِسَالَةٍ عِلْمِيَّةٍ أَوْ فِي بَحْثٍ عِلْمِيٍّ، وَأُدْخِلَ هَذَا الفَصْلُ ... وَقَالُوا إنَّ الأَمَــــــانَةَ تَقْتَضِي إثْبَاتَهُ ... وَلَمَّا طُبِعَ كُنَّا في دَعْــوَةٍ ... فطَرَحْتْ عَلَى [الشَّيْخِ عَبْدِ العَزِيزِ- رَحِمَهُ اللهُ -] ... قَالَ لِي : الَّذِي صَنَعَهُ الْمَشَايِخُ هُوَ الْمُتَعَيِّنُ ، وَمِنَ السِّيَاسَةِ الشَّرْعِيَّةِ أَن يُحْذَفَ ، وَإيرَادُهُ لَيْسَ مُنَاسِبًا ، وَهَذَا هُوَ الَّذِي عَلَيْهِ مَنْهَجُ العُلَمَاءِ "اهـ([91]).
    فَالْحَاصِلُ والْمَقْصُودُ :"أنّ العُلَمَاءَ يُقَيِّدُونَ تَصُرُّفَاتِهِم بـ« الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، وَبِالْمَصلَحَــــةِ الشَّـرْعِيَّةِ الْمُعْتَبَرةِ »([92])، أمَّا «التَّسْريبُ فَوَسِيلَةُ تَأْلِيبٍ» ؛ قَالَ الَغَزَّالِيُّ(ت:505هـ):"بَلْ حَقِيــــقَةُ النَّمِيــــمَةِ إِفْشَاءُ السِّرِّ، وَهَتْكُ السِّتْرِ عَمَّا يُكْرَهُ كَشْفُهُ، بَلْ كُلُّ مَا رَآهُ الإنسَانُ مِنْ أَحـوَالِ النَّاسِ مِمَّا يُكْرَهُ فَيَنْبَغِي أَنْ «‌يُسْكُتَ ‌عَنْهُ»، إِلَّا مَا فِي حِكَايَتِهِ «فَائِدَةٌ لِمُسْلِمٍ ، أَوْ دَفْعٌ لِمَعْصِيَةٍ » "اهـ([93])، وَقَال ابنُ عثَيْمين(ت:1421هـ):"«مَنْ كَانَ يُؤمِنُ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيرا، أَو لِيَصْمُتْ»، يَعْني إِذَا لَم يَتَبَيَّنْ لَكَ الْخَير فيـمَا تَقُولُ ، فَوظِيفَتُكَ «السّكُوتُ»، وَجَرِّبْ تَجِدْ ، كَـمْ مِن إنسَانٍ أَخْرَجَ كَلِمَةً، فَقَالَ : لَيْتَنِي لَم أُخرجْهَا ، لَكِنَّ لَوْ كَانَ مَالِكًا لَهَا فِي قَلبِهِ يَكُونُ لَهُ التَّحَكُّمُ ، وَيَصْبِرُ ؛ حَتَّى إِذَا وَجَدَ أَنَّهُ لَابُدّ مِنَ الكَلَامِ تَكَلَّمَ، وَكَذِلِكَ التَّصَرُّفَاتُ إِذَا دَارَ الأَمْرُ بَيْنَ أَن تَفْعَلَ أَو لَا َتفْعَل، وَ لَم يَتَرَجَّحْ عِنْدَك أنَّ الإقْــــدَامَ خَيْرٌ ، فَإِنَّ الأَولَى الِانْتِظَارُ وَالتَّأَنِّي ؛ حَتَّى يَتَبَيَّنَ ، وَمَا أَحْسَنَ حَالَ الإنسَانِ إِذَا استَعْمَلَ ذَلِكَ ، فَإِنَّهُ يَجِدُ الرَّاحَةَ العَظِيـمَةَ "اهـ([94])، وقَالَ الشَّيْخُ العَالِمُ الدُّكتُورُ محمَّد بَازمُولٌ :"أَحَـــدُ الإِخْوَةِ قَالَ لي : (أَنَا أَعْرِفُ فُلَانًا، وَرَأيتُ مِنهُ أُمُورًا سَيِّئَةً) ، فَمَاذَا تَنْصَحُنِي ؟ قُلتُ لَهُ : أَنْصَحُكَ «اسكُتْ» ... إِذَا سَقَطت البَقَرَةُ «لَا تُكِثِرْ السَّكَانِينَ عَليْـها» ، اترك شَيئًا نَحن نُسَمِّيهِ دَاع ِلقَبُولِ الْحَق ... لَكِن لَمَّا أَنتَ تَرَاهُ هَكَذَا ... وَأَنَا أَقُولُ عَنهُ كَذَا... والثَّاني ، وَالثَّالِثُ كَيفَ تَصِيرُ الأُمُورُ؟ تَتَفَجَّرُ ، وَتَتَأَزَّمُ زِيَادةً ، وَنَحْنُ لَا يَنْقُصُنَا "اهـ([95]).
    وَلِهذَا العُلمَاءُ يَتَنَاصَحُون سِرًّا ، لَكنّ قَدْ «تُسَرَّبُ» نَصَائِحُهم ، ثمَّ تُنْشَرُ دُونَ إذِنِهِم ، قَالَ العَلَّامَــــةُ رَبيعٌ :"بَعْدَ مُنَاصَـحَاتٍ مِنِّي وَمِنْ غَيْرِي لِلشَّيْخِ فَالِحٍ ... وَبَعْدَ نَصِيحَتَيْنِ مِنِّي ... «نُشِرَتَا بِغَيْر إِذْنِ مِنِّي» ..."اهـ([96])، وَقال العَلّامَـةُ الْجَابِريُّ :" لَعَلَّكُم تَذكُرُونَ أَنَّ "شَبَكَةَ الأَثَرِيَّ" نَشَرَتْ رِسَالتَنَا الْمُتضَمِّنَةَ مُنَاصَحَةَ الشَّيخِ ربيع - حَفِظَه اللهُ -، «وَلَا ندْري كَيفَ وَصَلَتْ إلِيْهم» ، لَكِنَّنَا جَازِمُونَ أَنّ هَذَا ضِـمَنَ حَمَاقَاتِهم، وَطَيْشِهِم ، وهَوَجـِهم، وَسَخافاتِـهِم ؛ وَإلَّا كَيْفَ يَنْشُرون مَا لَا يَسُوغُ لَهُم نَشْرُه ، وَقَدْ كَانَتِ النّصيحَتَانِ سِرّيَّتَيْنِ "اهـ([97])، وَكَتَبَ شَيْخُنَا العَلَّامَةُ فَركُوسٌ «نَصيحةً» «إِلَى إخْوَانِهِ مَشَايِخ الدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّة في الْجَزَائر».
    أَمَّا الصَّغِيرُ فقد تَدَخَّلَ مُتَقَدِّمًا بَينَ يَدي الكَبِيرِ الْمَشْهُورِ ؛ فَسَرَّبَ النُّصحَ الْمَسْتُورَ ، لَكنّ الأَيَّامَ جُزءٌ مِنَ عِلَاجِ مَا يُخالِجُ الصُّدُورَ ، فَتَلْفِظُ - بإذن الله - ذَلِك «الْدَّخِيلَ» الْمَسْعُورَ ، وَتعِظُ هـذَا «الْمُتَدَخَّلَ» الْمَغْرُورَ ، فَيُنْفَوا كَمَا يُنْفَى خَبَثُ الْحَدِيدِ ، وَيَظْهَرُ خُبْثُ الصَّعْفُوقُ الْجَــــدِيدُ ؛ الَّذِي صَارَ يُنَقِّبُ في أَرشْيفِ الصَّعْفُوقُ التَّلِيدِ ، لأَنَّ «الْمَاضِي أَشْبَهُ بِالآتِي مِنَ الْمَاءِ بِالْمَاءِ» ([98]).
    لَمَّا كَانَ الْمَرْجِعُ لِلمَشَايِخِ وَالكِبَارِ كَانَتِ الكَلِمَةُ متّحِــــدَةً ، فَلَمّا دَخَلَ الصّعَافِقَةُ الصِّغَارُ الأَحدَاثَ جَاءَ الشَّرُّ وَالبَلَاءُ ، وَحَصَلَتِ الفِتَنُ وَالْمِحَنُ ، وَتَزَلْزَلَ طُلَّابُ العِلمِ([99])؛ لأنَّ حَداثةَ السِّنِّ مَظِنَّةُ سُوءِ الفَهْمِ([100])، قَالَ العَلَّامَــــةُ ربيعٌ:" كُلُّهُم عَلَى مَنْهَجٍ وَاحِدٍ ، وَلَكِنّ يَخْتَلِفُونَ ، وَيُحَذِّرُ بَعضُهُم مِنْ بَعْضٍ، مَا أَصْلُ هَذَا التَّحْذِيرِ ؟! مِنْ أَسْبَابِ هَذَا التَّحْذِيرِ «الْخَوْضِ في الكَلَامِ» وَإذا خَاضُوا في الكَلَامِ أَدَى إِلَى فُرْقَةٍ ، وَإذَا جَاءَت الفُرْقَــةُ نَشَأَتِ الآرَاءُ الفَاسِدَةُ الَّتِي قَدْ تُسَبِّبُ التَّحْذِيرَ، فَأَرَى أَنَّ مِنْ أَسْبَابِ هَذِهِ الفُرْقَـــــةِ وَالاِختِلَافَاتِ وَالتَّنَابُزِ بِالأَلْقَابِ وَ .. و.. إلَخ ، مِنْ أَسْبَابِهَا أَنَّ كُلَّ النَّاسِ يَخُوضُونَ فِي هَذِهِ الْمَعَامِيع الَّتي لَيْسُوا أَهْلًا لَهَا ، وَلَو رَدُّوا الأَمْرَ إِلَى أَهْلِهِ لَمَّا وُجِدَتْ مِثلُ هَذِهِ الْخِلَافَاتِ ، وَ هَذِهِ التَّحْذِيرَاتُ، وَهَذِهِ الفُرْقَةُ "اهـ([101])، وَقَالَ الشُّوكانيّ (ت:1250هـ):"مِن مَحَاسِــنِ كَلَامِ عَلِي بنِ قَاسِـمٍ حَنَش الّذِي سَـمِعْتُهُ مِنهُ : النَّاسُ عَلَى طَبَقَاتٍ ثَلَاَثٍ ... «الطَّبَقَةُ الْمُتَوَسِّطَةُ هِي مَنْشَأُ الشَّرِّ، وَأَصْلُ الْفِتَنِ النَّاشِئَةِ فِي الدَّينِ»، وَهُم الَّذِينَ لَم يُمعِنُوا فِي الْعِلمِ، حَتَّى يَرتَقُوا إِلَى رُتْبَةِ الطَّبَقَةِ الأُولَى ، وَلاَ تَرَكُوهُ ؛ حَتَّى يَكُونُوا مِن أَهْلِ الطَّبَقَةِ السَّافِلَةِ ، فَإِنَّهُم إِذَا رَأَوْا أَحَدًا مِن أَهلِ الطَّبَقَةِ الْعُليَا يَقُولُ مَا لاَ يَعرِفُونَهُ مِمَّا يُخَالفُ عَقَائِدَهِم الَّتِي أَوقَعَهُم فِيهَا الْقُصُورُ فَوَّقُوا إِلَيهِ سِهَامُ التَّرْقِيعِ، وَنَسَبُوهُ إِلَى كُلِّ قَولٍ شَنِيعٍ، وَغَيَّرُوا فِطَرَ أَهلِ الطَّبَقَةِ السّفْلى عَنْ قبُولِ الْحَقِّ بِتَمْويهَاتٍ بَاطِلَةٍ ، فَعِنْدَ ذَلِك تَقُومُ الْفِتَنُ الدِّينِيَّةُ عَلَى سَاقِ ، هَذَا مَعنَى كَلَامِه الَّذِي سَمعنَاهُ مِنْهُ وَقد صَدَقَ ، فَإنَّ مَنْ تَأَمَّلَ ذَلِكَ وَجَــــــــدَهُ كَذَلِك "اهـ([102])، قَال الشَّيخُ أبَو عَبْدِ الأَعْلَى خَالِدٌ الْمِصْريُّ :"وَمِنْ هَذِهِ الطَّبَقةِ يَخرُجُ أَهلُ التَّعَصُّبِ وَالهَوَى "اهـ([103]).
    ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ﴾، أَيْ : لِكُلِّ مَنْ يَرْجِع إِلَى اللَّهِ ، وَيَتْرُك التَّعَصُّبَ([104])، لِأنَّه أَصْلُ البَلاَءِ كُلِّهِ([105])، وَإِذَا لَم يَكُنْ عَنْ جَهْلٍ فَإِنَّهُ يَكُونُ عَن هَوًى ، كَمَا هُو صَنِيعُ أَهْلِ الأَهْوَاءِ مِنَ الصُّوفِيَّةِ ، وَالرَّافِضةِ([106])، وَالْحدَّادِيَّةِ، الَّتِي أُنشِئَتْ فِي الظَّلاَمِ ؛ لِحَرْبِ أَهْلِ السُّنَّةِ ... إِنَّمَا تَقُومُ [حَرْبُهُم] عَلَى «الكَذِبِ وَالْجَهْلِ وَالْخِيَانَاتِ» ([107])، وَعِنْدَهُم مِنَ العِنَادِ وَالْمُكَابَرَةِ ، وَالتَّعَصُّبِ لأَبَاطِيلِهِم ، وَحِقِدِهِم القَاتِلِ عَلَى أَهلِ السنَّةِ ، وَعَدَمِ الرُّجُوع إِلَى الْحَقِّ مَا يَفُوقُونَ فِيــهِ كَثِيرًا مِنْ أَهْلِ الأَهوَاءِ([108])، ويُسَمُّونَ أَنفُسَهَم «أَهْلَ السُنَّةِ الْمَحْـــــضَةِ» ؛ كَذِبًا وَزُوراً([109])، وَالْحَدَّادِيُّونَ وَرَاءَ فَالِحٍ الْحربيِّ أَيْنَمَا سَارَ وَاتَّجهَ ، عَلَى طَرِيقَةِ صَاحِبِ غُزيَّةَ :
    وَمَا أَنَا إِلاَّ مِنْ غُزَيَّةَ إِنْ غَوْتْ ******** غَوَيْتُ ، وَإِنْ تَرشُدْ غُزَيَّةُ أَرشُدِ([110]).
    لَكِنَّ الْجُمهُورَ يُخَاطَبُونَ بِـ «العَاطِفَةِ»، وَالعُقَلَاءَ بِـ«العِلْمِ»([111])، وَالعَاطِفَةُ عَاصِفَةٌ ؛ إنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا مِنَ الْوَحْي كَاشِفَةٌ، قَال العَالِمُ عَبْدُ السَّلَامِ البُرْجُسُ(ت:1425ه):"إنّ العُلَمَاءَ يُقَيِّدُونَ تَصُرُّفَاتِهِم بـ« الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، وَبِالْمَصلَحَةِ الشَّـرْعِيَّةِ الْمُعْتَبَرةِ » ، بَيْنَمَا تِلكَ الْجَمَاعَاتُ الْحِزْبِيَّةُ تَنْطَلقُ فِي الْجُمْلَةِ مِنَ «العَاطِفَةِ الإسْلاَمِيَّةِ ، وَالعَقْلِ الْمَحْضِ»، وَقَدْ تَتَلَّمَسُ شُبَـهًا مِنَ الشَّرْعِ للتَّدْلِيلِ عَلَى مَنْهَجِهَا ، فَالأَصلُ «الْمَنْهَجُ العَاطِفِيُّ»، أَو مَا يُسَمَّى أَيْضًا بـ«الشُّعَورِ الإسْلاَمِيِّ»، ثمَّ تُلْوَى أَعْنَاقُ النُّصُوصِ لَهُ، أَو تُورَدُ مَعْزُولَةً عَنْ فَهْمِ سَلَفِنَا "اهـ([112]).
    وَمَا أكْثَرَ- في هَذِهِ السَّاعةِ - نَصِيرَ «الْمَنْهَجِ العَاطِفِيِّ» مِنَ الْمُتعَصِّبَةِ الصِّبيَانِ ! الَّذِينَ أَنزَلُوا أَنفُسَهم مَنْزِلَةَ القُضَاةِ بَيْنَ الشُّيُوخِ الأَعْيَانِ ، وَصَارُوا يَسْعَونَ إلَى«تَقزيمِ» مَشَايِخِ الدَّعوةِ في الْجَزائِر بِسُوء الظَنِّ والأَدَبِ والفَهْمِ وَالْبُهَتَانِ ، وَترْجَـمُوا عَن «تَعَصُّبٍ أَعمَى» يُثيرُ الغَثَيَانَ ؛ لِأَنَّ التَّعَصُّبَ «نَابِعٌ - في كَثِيرٍ مِن الأَحْيَانِ - مِنْ «عَاطِفَةٍ مَشُوبَةٍ بِالْهَوَى»، يَحمِلُهَا الْمُتَّبِعُونَ تُجَاهَ مَتبُوعهِم»([113])، قَالَ العَلاَّمَةُ حَسنُ عَبدِ الوَهَّابِ البَنَّا(ت:1442هـ):"فَإنَّهُ أَثنَاءَ تَحْصِيلِ الطُّلاَبِ العِلْمَ عَلى يَدِ الشَّيْخِ يُخْلِصُ لَـــهمُ الشّيخُ ، ويُـخْلِصُونَ لَهُ ، فَيَحْدُثُ بَينَهُم «تَآلُفٌ قَلْبِيٌّ» ، وَرُبَّمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ البَعْضُ إِلَى دَرَجَةٍ يَتَجَاوَزُونَ القَوَاعِدَ الشَّرْعِيَّةِ بَيْنَ الشَّيْخِ وَطُلاَّبِ العِلْمِ، فَتَتَحَوَّلُ هَذِهِ العَلاَقَةُ إِلَى «مَذهَبِيَّةٍ حِزبِيَّةٍ» "اهـ([114]).
    وَتِلكَ العَاطِفَةُ هِيَ «محَبَّةُ» الْمَتبُوعِ «محَبَّةَ» تَقديسٍ وإجلالٍ([115])، وَالْبَاعِثُ عَلَى النَّمِيـمَةِ - كَمَا قَال الَغَزَّالِيُّ(ت:505هـ)- :"إرَادَةُ السُّـــوءِ بِالْمَحْكِيِّ عَنْهُ ، أَوْ إظْهَارُ «الْحُبِّ لِلْمَحْكِيِّ لَهُ» ، أَوْ التَّفَرُّجُ بِالْحَدِيثِ ، وَالْخَوْضُ فِي الْفُضُولِ ، والبَاطِل([116])، وَالنَّمِيـــمَةُ رأسٌ مِنْ رَأْسَيِّ «الْغَدْرِ»، وَأَسَاس الشَّرِّ([117])، وَ«الغَدْرُ» مِن الكَبَائِر([118])، وَخِصَالِ اللُّؤمَاءِ ، قَالَ الشَّاعِرُ:
    وَقَدْ عَرَفْتُ اللِّئامَ لَيسَ لَهُمْ ***** عَهْدٌ وَلا خُلَّةٌ وَلا حَسَبُ
    احِذَرْ عَلَيكَ اللِّئامَ إنَّهُمُ ********* لَيسَ يُبالونَ مِنْكَ ما رَكِبُوا
    فَنِصْفُ خُلُقِ اللِّئامِ مُذْ خُلِقوا *** ذُلٌّ ذَليلٌ وَنِصْفُهُ شَغْبُ ([119])
    وَقَالَ الشَّيخُ أَبُو عَبْدِ الأَعْلَى :"لَمَّا تَأَمَّلْتُ حَالَ الصَّعَافِقَةِ وَأَذْنَابَـهُم فِي كَافــــةِ البُلْدَانِ وَجدتُ أَنَّهُم «عِصَابةٌ مِنَ الْمُتَعَالِمِينَ، الْمُقَلِّدِينَ، الْمُتَعَصِّبِينَ»، وَأَكثَرُهم خَوَنَةٌ لِلْمَنْهَجِ السَّلفِيِّ وَعُلَمَائِه ، وَبَعْضُهُم خَوَنَةٌ لأَوْطَانهم "اهـ([120])، وِمَنْ يَتَأَمِّلْ سِمَاتِ الْمُتَعَصِّبِينَ ، الَّتِي جَمعَتُهَا في كِتابي "التَّعَصُّبُ للشُّيُوخِ عَواطِفُ مَشُوبَةٌ بِالأَهْوَاءِ"(12 سِمةَ الْمُجَلَّدِ الأَوّل ص203 إلَى 455) يَجِدُ أَنَّهَا تِنْطَبِقُ عَليهِم تَمَام الاِنْطِبَاقِ، وَإنَّ مَثَلَ هَؤِلاَءِ كَمَثَلِ فَحْلِ السُّوءِ ، فَلاَ هُم لِأهِلِ البِدْعَةِ كَسَـرُوا ، وَلاَ للسَّلَفيِّينَ حَقّا نَصَــــــرُوا ، بَلْ سَلَّطُوا أَلْسِنَتِهم عَلَى السَّلَفيِّينَ ، وَأَمِنَ مِنـهم أَهْلُ البِدَعِ([121])، وَطائَفَةُ الْمُتَعصِّبينَ وَطائَفَةُ الْحَدَّاديَّةِ كِلاَهُمَا يُكَمِّلُ بَعْضُهُ بَعْضًا فِي«السَّعيِ الْحَثِيثِ لِتَمزِيقِ أَبْنَاء السَّلفيَّةِ» "اهـ([122]).
    ومنْ فِرَاخِ التَعَالُمِ وَالتَّعَصُّبِ وَالغَدْرِ: ذَلِكَ الْمُكَنَّى بِـ«أَبِي الصَّقْرِ»، الَّذِي هَبَطتْ بِهِ العَوَاطفُ إلَى مَا دُون الصِّفْرِ ، حَتَّى أَنبَأَنَا عَمَا فِي الْمُستَقْبَلِ وَالصَّدْرِ ، فَقَالَ :" وَاحْفَظوا تَغْرِيدَاتِي هَذِهِ، فَإِنِّي أَقُولُ : فَوْرَ خُمُودِ هَذِهِ الأَحْدَاثِ - وَلَو بَعْدَ سَنَوَاتٍ - لَيَبِيعَنَّ الشَّيخُ عَبد الْمَجيدُ جُمُعَة رَأسَك - يَا شيخُ أَزهَرُ - بِحَبَاتِ بَصَلٍ ، وَالتَّارِيخُ بَيْنَنَا، وَسَتَذْكُرُونَ مَا أُقَولُ لَكُم "اهـ([123])، فَذَكَّرَني هَذَا الدَّجَلُ بِقَوْلَ العَابِط قَبْلَ أزيد مِن سنةٍ :"عِنْدَمَا يُشَاهِدُ الْمُتَعَصِّبُ جُمُعَةَ ، وَهُوَ يُجَالِسُ الْمُخَالِفُ سَيُقْتَدَى بِهِ ... وَهُنَا : سَيَقُالُ : مَتَى جَاَلسَ مُخَالِفًا ؟ وَجَـــــوَابُهُ : اِنتَظِرْ حَتَّى يَذْهَبَ غُبَارَ هَذِهِ الْمَعَارِكِ ، وَبَعْدَهَا سَتَتَأَكَّدُ بِنَفْسِكَ ، فَشَيْخُكَ يَحْتَاطُ الآن ، وَسَيَرْجِعُ إِلَى عَوَائِدِهِ بَعْدَ انتِهَاءِ هَذِهِ الفِتنَةِ "اهـ([124])
    قُلتُ: قَال ابنُ تَيْمِيَّةَ(ت:728هـ):"ومَنِ ادَّعَى أَنَّهُ يَعْرِفُ مَآلَ الْخَلْقِ وَمُنْقَلَبَهُمْ، وَعَلَى مَاذَا يَمُوتُونَ عَلَيْهِ ، وَيُـخْتَمُ لَهُمْ - بِغَيْرِ الْوَحْيِ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ وَقَوْلِ رَسُولِهِ - فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبِ مِنْ اللَّهِ ، وَالْفِرَاسَةُ حَقٌّ عَلَى أُصُولِ مَا ذَكَرْنَاهُ "اهـ([125])، لَكِنّ لِمَاذَا لَم يقُلْ العَابِطُ أو أبو الصَّقر «إِنْ شَاءَ اللَّهُ» ؟! هَل هُوَ تقَاطعٌ في الفِكْرِ ، أَمْ نَفْسُ الوَكْرِ ؟! أَمَّا ابْنَ تَيْمِيَّةَ فَكَانَ يَحْلِفُ لِلْأُمرَاءِ وَالنَّاس: إِنَّكُمْ فِي هَذِهِ الْكَرَّةِ مَنْصُـــــورُونَ عَلَى التَّتَارِ ؛ فَيَقُولُ لَهُ الْأُمَرَاءُ : قُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، فَيَقُولُ : إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَحْقِيقًا، لَا تَعْلِيـــقًا ، وَكَانَ يَتَأَوَّلُ فِي ذَلِكَ أَشْيَاءَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَّلَ([126]).
    أمَّا أَبُو الصَّقْرِ فَكَانَ يتَأَوَّلُ «الصِّفْرَ» وَمَا يُؤُولُ إلَيْهِ مِنْ هُبوطٍ كَقَــوْلِهِ :"شَيْخَنَا الأَزهَر ، لَعِبُكَ دَوْرَ الضَحِيَّة لَنْ يَنفَعَ ، فَأَنتَ تُخَاطِبُ بَشَرًا لَهُم عُقُولٌ ، مَيَّزَهُم اللهُ بِهَا عَنِ الْحَيَوَانَاتِ ، فَكَفَاكـُم استِغبَاءً وَاسْتِحْمَارًا لِلإخْــوَةِ الْمَسَاكِينِ ، فَقَدْ سَئِمْنَا...([127])،... عَرَفْنَاكَ - يَا شَيْخُ أَزْهَرُ- رجّاعًا لِلْحَقّ في الْجُملَةِ ... أَوَلَمَّا وَصَلَ الأَمْرُ إِلَى شَيْخِك فَرْكُوسٍ صِرْتَ تُبرِّرُ ، وَتُلَجْلجُ ؟!...([128])،... أَتَكتُبُ التَّغْريدَاتِ في تَعْظيـمِه ، ثُمَّ تَنْشُطُ في الْخَاصِ في تَقْزِيـمِهِ؟!([129])، فَالشَّيخُ مُجتَهِدٌ ، وَأَنتُم مُقَلِّدَةٌ ... الْمُقَلِّدُ لَا يَجُوزُ لَهُ الإنكَارُ عَلَى غَيْرهِ ... فَضْلًا عَلَى الطَّعْنِ ، وَالتَنَقُّصِ مِنْهُ ، بَلْ وَتَجْيِيشُ النَّاسِ ضِدَّهُ([130])، بَدَأَتْ حَمْلَةُ تَجْنِيدِ الشَّبَابِ ضِدَّ العَلَّامَةُ فَركُوسٍ -رَغم أَنَّهَا كَانَت تَنشُطُ سِرّا قَبْلَ مُدَّة ، وَكَالعَادَةِ دَائِمًا تَبْدَأُ بِزَعَمِ ذَمِّ التَّقلِيدِ ... حَتَّى يَسْتَتِبَّ الأَمـرُ فِي قُلُوبِ الشَّبَابِ شَيئًا فَشَيئًا، ثُم تَبْدَأُ حَملَةُ الطَّعْنَ الْمُبَاشِر بِلَا هَوَادَة ، غَفَرَ الله لَكُم شَيْخَنَا أَزْهَرُ([131])... بَدَأَتِ الْحَربُ العَلَنِيَّةُ عَلى "يَطُّو"بَعَدَ أَن جَاوَزَتِ مَرْحَلَتَهَا السِّريَّةَ ، كَمَا بَدَأَتْ صَعْفَقَةُ كُلّ مَنْ يَعْتَرِفُ بِمُخَالَفَاتِ الْمَشَايِخِ([132])، الشَّيْخُ حَسَنٌ آيت علجَت رَأسُ الصَّعَافِقَةِ الْجُدُدِ وَالْمُحَرِّشِينَ ، وَمُخَطَـــطُه لِقَطْعِ رَأسِ وَأَجْنْحِة الدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّةِ فِي الْجَزَائِر([133])، بَقِيتُ مُدَّةً أَتَدَبَّرُ خَلْقَ اللهِ ، الَّذِينَ كَانُوا البَارِحَةَ يَطْعنُونَ فِي الشَّيْخَين جُمُعَةَ وَالأَزْهَرِ وَيُحِيلُونَ الشّبَابَ ... إِلَى الشَّيخِ فَرْكُوس وَفَقَط ، كَمَا صَرَّحَ بِذَلِكَ الشَّيخُ آيت عِلجْت ، ثُمَّ تَذَكَّرتُ الْجِهَازَ التّنْظيـمِي الهَرَمِي القَوِيِّ الَّذِي صَنَعَهُ الشَّيخُ عَبْدُ الْمَجِيـــدِ([134])، ... يَا إِبْرَاهِيمُ [بْويرَان] ... مَنْ يَعْرِفُكَ-وَيَعْرِفُكُم - جَيِّدًا يَعْلمُ أَنّكَ أكْثرُ أَصْحَابِك مَكْرًا وَأَشَدَّهُم كَيْدًا وَدَهْاءً وَحِيلةً ! بَلْ يَصِحُّ تَلْقيبُك بِعَرَّابِ وَمُهَنَدِسِ الكَثِيرِ مِمَّا حَصَلَ وَيَحصْلُ ، بَلْ صَاحِبُ الْجَرَائِمِ الْمِثَالِيَّةِ ، الَّتِي لَا يُترك فِيهَا أَيُّ أثرٍ([135])، وَلَا تَحْسِب النَّاسَ نَسَتْ طَعْنَ الشَّيخَ أَزهَرَ الشَّدِيدِ فِيكَ ،... وَشَكْوَاكَ ... أَنَّ الشّيْخَ أَزْهَرَ يَرْفضُ السُّكُوتَ عَنِ الطَّعْنِ فِيكَ رَغْم أَنَّكَ تُدَافِعُ عَلَيْه([136])، الشَّيخُ أَزْهرُ ... يُشِيعُ الأَغَالِيطَ بَيْنَ الإِخوَةْ حَوْلَ العَلَّامَــــــةِ ، وَأَنَّهُ مُغْلقٌ عَلَيْهِ بِبِطَانِتِه ، بَلْ يَسْعَى جَاهِدًا لِتَصْوِيرِهِ بِصُورَةِ الشَّيخِ رَبِيع ...([137])... أَنْصَـــحُ مَنْ هُم حَولَ الشَّيخِ أَزهَرَ أَنْ يُمْسِكُوه عَنِ الكِتَابَةِ ، كَمَا كَانَ يُحَاوِلُ أَن يَفْعَلَ بِهِ - في الْخَاص- الشَّيخُ جُمعَةُ ([138])، قد فَعَلَهَا شَيْخُنَا جُـمعَةُ قَبْلُ مَعَ الشَّيخَيْنِ رَبيع وَعُبَيْدٍ ، حَيْثُ كَانَ يَتَظَاهَرُ فِي العَام بِعَـــــدَمِ الطَّعْنِ فِيــهِم ... وَفِي الْخَاصِّ كَانَ يُلْبِسُـــــهُم أَلْوَانَ الطَّعْنِ وَالِانْتِقَاصِ([139])، أكثرُ الْمُدَرِّسينَ كَانَ يَرْغَبُ بِالاسْتِمَرَارِ فِي ( الْمَعَالِم) لِرَاتِبِـهَا الأَعْلَى مِنْ رَاتِبِ الإبانة ، لكنْ ... جاءَ التَّخْيِيرُ مِنْ قِبَلَ الشَّيخِ جُمعةَ([140])، حَــاوَلَ جَمْعٌ مِنْ أَهْلِ الفَضْلِ نُصْحَه مرارًا وتكـــرارًا ، لَكنَّهُ عَامَلُهُم أَسْوَءَ مُعَامَلةٍ رَافِضًا النَّصِيحَةَ مُستَمِرًا فِي مُخَالفَاتِه([141])... إلَى غَيْرِهَا مِنَ تحْريشَات الْمُشَاة ، وَأَكاذِيبِ حَمْقَى الوُشَاةِ .
    قُلْتُ : قَالَ الَغَزَّالِيُّ(ت:505هـ):" رُوِيَ عَن عُمرَ بنَ عَبْدِ العَزِيزِ- رَضِيَ الله عَنْهُ - أَنَّه دَخَل عَلَيْهِ رَجُلٌ؛ فَذَكَرَ لَهُ عَنْ رَجُلٍ شَيئًا، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ إنْ شِئتَ نَظَرْنا فِي أَمْرِكَ ، فَإنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَأنتَ مِنْ أَهْل هَذِهِ الآيةِ﴿ إنْ جَاءَكُم فَاسِقٌ بِنَبَأْ فَتَبَيَّنُوا ﴾، وَإنْ كُنتَ صَادِقًا فَأَنتَ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الآيَةِ ﴿هَمَّازٍ مَشَّاءِ بِنَمِيـمٍ ﴾، وَإنْ شِئْتَ عَفَوْنَا عَنْكَ "اهـ([142]).
    وَالعَفْوُ أَقْربُ ؛ لأَنَّ أَبَا الصَّــــقرِ - على مَا يَظْهَرُ مِنْ ثَرْثَرَتِهِ - مَريضٌ ؛ لَكنَّهُ لغُزٌ وَنُكْتَةٌ ، اسْتَدْعِي لَفْتَةً وَسَكْتَةً ؛ لأَنَّ مَنْ تَابَعَ ثَرْثَرتَهُ لَيَشْـعْرُ أَنَّهُ يَسْعَى سَعْيًا في التَّحْريشِ بَيْنَ شُيُوخِنَا ؛ وَيُحاوِلُ أَنْ يَسْتِعْطِفَ الشَّيْخَ لَزْهرَ ، وَيَتَمَسَّحَ بالعَلَّامَــةِ فَرْكُوسٍ إِذَا افْتَقَرَ إلَى تَحْريضِ العَوَاطِفِ ؛ طَمَعًا في الاِنْتِقَامِ مِنْ ثَلَاثَةِ شُيُوخٍ «جُمُعَةَ ، ثمَّ عِلْجَت ، ثمَّ ابْويرانَ»، فَتَذَكَّرتُ صَاحبِنَا العَابِطَ ، فَهَل هُوَ
    تقَاطعٌ في الفِكْرِ ، أَمِ الْخُفَّاشُ يُغِيرُ مِن نَفْسِ الوَكْرِ ؟!
    تأمّلتُ قَوْلَ أَبِي الصَّقْرِ «هَذِهِ أَسَالِيبُ شَيْخِنَا عَبْدِ الْمَجِيدِ- غَفَرَ اللهُ لَهُ - فِي إِجَابَاتِهِ الوَاتْسَابِيَّةِ الَّتِي عَوَّدَنَاها» ([143])، فَتَذَكَّرتُ «الشِّهَابَ عَلَى مَهِازِل جُمعَةَ في الوَاتسَاب» لِلعَابِطِ ، ثمَّ نَظَرتُ في خربشةِ أَبِي الصَّقْرِ الَّتِي وَسَمَها بـ «الشَّيْخُ حَسَنٌ آيت علجَت رَأسُ الصَّعَافِقَةِ الْجُدُدِ وَالْمُحَرِّشِينَ وَمُخَطَطُه ...» ([144])، فَتَذَكَّرتُ «القِطْعَةَ النَّادِرَةَ مِن أَيّامِ آيت علجت الغَابِرَةِ» لِلعَابِطِ ، ثمَّ نَظَرتُ في قَوْلِ أَبِي الصَّقْرِ«ظَنَنتُكُم شَيخَنَا جُـمعَةَ مُشتَغِلُونَ بِبُحُـوثِكم ... لَكِن خَرَجتُم ؛ لِتُثْبِتُوا لِلنَّاسِ مَا كَتبَتهُ سَابِقًا مِن أَنَّ جَميعَ شُغلِكم وَمُنذُ خُرُوجِكم مِنَ الْجَامِعَة هُو الاِشتِغَالِ بِهَاتِهِ القَضَايَا وَالوُقُوفُ خَلْفَ كُلّ مَا يَجْرِي فِي صَبْرٍ وَجَلْدٍ تُحْسَدُونَ عَلَيْه صَرَاحَةً »اهـ ([145])، فتَذَّكْرتُ قَولَ الْعَابِطِ عَن الشَّيخِ جُـمعةَ :« هَذَا الرَّجُـلُ البَّطَّالُ الَّذِي لاَ شُغْلَ لَهُ الآنَ إلاَّ مَشَايِخَ الإصْــــلاَحَ ، وِأتحَدَّاهُ أَنْ يَجِدَ شُغْلاً آخَرَ ، فَهُوَ لاَ يجْلِسُ ، وَلاَ يَقُومُ ، وَلاَ يَنَامُ ، وَلاَ يَسْتَيْقِظُ إِلَّا وَهُوَ يُفَكِّرُ فِي مَشَايِــخِ الإصْلاَحِ ... »اهـ([146])، ثُمَّ وقَفتُ عَلى قَوْلِ أَبِي الصَّقْرِ :« يا إبراهيمُ ... لَا تَحْسِبِ النَّاسَ نَسَتْ طَعْنَ الشَّيخَ أَزهَرَ الشَّدِيدِ فِيكَ »اهـ ([147])، فَتَذَكَّـــرتُ قَولَ الْهابطِ :«كَانَ إبراهِيمُ بويرانُ في شَرِّ أَيَّامِه قَبْلَ الفِتنَةِ ، بَعْدمَا ضَيَّقَ عَلَيهِ الشَّيخُ أَزْهَرُ الْخِنَاقَ بِتَحْذِيرِهِ مِنهُ ... »اهـ ([148])، ثُمَّ تأمَّلتُ استهزَاءَ أَبِي الصَّقر بالشَّيْخِ لَزهرَ؛ فَتَذَكَّرتُ طَريقَةَ الهَابِطِ فِي التَّهَكم ، وَكَأنَّ خُطَّةَ الاِنتقَامَ تُوجِبُ تَقْلِيلَ الْجَبَهَاتِ ، وَتَرتيبَ الأهدَاف ؛ وَحينئذٍ تَذَكَّرتُ قَولَ الهَابِـــطِ :"وَاللهِ مَا تَعَوَّدتُ عَلَى هَذِهِ الطَّريـقَةِ في الكتَابَةِ .. لَكِنَّهَا جَمْرةٌ فِي الفُؤَادِ أَرَدتُ إِطفَاءَهَا »اهـ ([149]).
    وَمَنْ تَابَعَ مَا يَسُوقُه أَبُو الصَّقْرِ مِنْ تَفَاصِيلَ لَيُدرِكَ أنَّهُ كَان قَريبًا جِدًّا مِنَ الشَّيْخِ جُمَعةَ ، فَحينئِذٍ تَذَكَّرتُ قَولَ العابطِ في مَطلعَ أَحْدَاثِ الأَمسِ :"
    كَانَت عَلَاقَتِي بِفَضِيلَةِ الشَّيخِ جُمُعَةَ - وَفَّقَهُ اللهُ- عَلَاقَةً طَيِّبَةً اِمْتَدَّتْ إِلَى عَشْرِ سَنَوَاتٍ عَلَى أَقَلِّ تَقْدِيرٍ ... لَم أكُن أَتَصَّـــورَ - وَرَبِّ السَّمَاءِ - أَن تَتَسَارَعَ الأَحْــــــدَاثُ ، وَيَتَخِّذَ الشَّيخُ مِنِّي مَوْقِفًا بَعْدَ صَرَاحَتِي مَعَهُ ... كُلُّ مَنْ وَقَفَ عَلَى كَلَامِ الشَّيْخِ ... صُدِمُوا ... لِعْلِمِهِم الْمُسبَقِ بِالعَلَاقَةِ الوَطِيدَةِ ... صَبَرْتْ طَوِيلًا ؛ لأَنَّني لَمْ أَنْشَأْ عَلَى مُقَارَعَةِ الْمَشَايِخِ ... مَا أَشَدَّ أَلَمَ الظُّلمِ عَلَى الفُؤَادِ شَيْخَنَا جُمُعَةَ اهـ ([150]).

    لَكِنّ أَبَا الصَّقْرِ يُخَاطبُ الشَّيْخَ جُـمعة بِـ «شَيْخَنا» كَثيرًا ، فَتَذَكَّــرَتُ رَدَّ الهَابِطِ عَلى الشَّيخِ ابن هَادِي مُخَاطبًا :«فِي نَفْسِ الوَقْتِ تُصَرُّ عَلَى ذِكْــــرِهِ بِوَصْفِ ( شَيْخِنَا )... وهي خُدْعَةٌ انكَشَفَتْ لِذَوي الأَلْبَابِ وَظَهَرَ القَصْدُ منها»اهـ ([151])، ثُمَّ قَرَأتُ قَوْلَ أَبِي الصَّقْرِ:"هَذَا مَا انتْظَرنَاهُ ، وَانتَظَرَهُ ...«بَعْضُ الْمَشَايِخُ» أَيضًا ، لَيْسَ بَعْدَ صُدُورِ البَيَانِ، بَلْ مُنْذُ «مُدَةٍ طَـــوِيلَةٍ» "اهـ([152])، فَحِينَئَذٍ تَذَكَّرتُ قولَ الهَابِطِ :"أبُو الصَّقرِ مِنْ أَحْقَرِ الْمُفَرِّقَةِ، وأَشَدِّهم طَعْنًا فِي كِبَارِ الأُمَّةِ ، فَأَقَلُّ مَا يَجبُ في حَقِّهِ الْحَظرُ، أَو تَجاهُلُ حِسابِهِ ، فَالْحَمــــدُ للهِ أَغْنَانَا اللهُ بِمَا شَهِدْنَا عَلَيْهِ مِنَ الْحَقَائِق ، أَقُولُ هَذَا بَعْدَمَا رَأَيتُ بَعْضَ إِخْوَانِنَا قَدِ اِسْتَسْهَلَ مُتَابَعَةَ حِسَابِهِ وَحِسَابَاتٍ أُخرَى ، فَلَا تُكَثِّرُوا سَوَادَ الأَخَسِّ مِنَ الْحَدَّادِيَّة "اهـ ([153]).
    قُلْتُ : يَا عَابِطُ : أَيْنَ طَعَنَ أَبُو الصَّقْرِ في كِبَارِ الأُمَّـةِ ؟! فَدَلَّ هَذَا على أنَّك تُرِيدُ تَبْرِئَةَ سَاحَتِكَ مِنْ هذَا الْحِسَابِ ، وَصَرْفَ أَتْبَاعِكِ عَنْهُ ، وَكَأَنَّ الْحِسَابَ خُصِّصَ لأَتْبَاعِ خُصُــــموكَ ، فَحِينَئِذٍ تَذكَّرتُ قَوْلَ أَبِي الصَّقْرِ :"أنا لا أَقْرأُ لِلصَّعَافِقَةِ الْمُجْرِمينَ "اهـ([154])، فَتَعَجبْتُ قَائلا:" كَيفُ يُجَرِّمُ الصَّعَافِقَةَ وهو لَم يَقْرأْ لَـهُم ؟! ثمَّ نَرَاهُ في الْمُقَابِلِ يُدَنْدِنُ حَوْل قَاعِدَةِ «القِرَاءَةِ للطَّرفَيْنِ»، وَكَأَنّ أَبَا الصَّقْرِ يُريدُ أَنْ يكْسِرَ «التَّهْميشَ»، وَيُعَبِّدَ الطَّريقَ لتَبْرِئَةِ الصَّعَافيقِ ، فَحِينئذٍ فَهِــــمتُ الغَرَضَ منِ قَولِ أَبي الصَّقْرِ :"لَا أَحْتَاجُ لأَنْ أُثبِتَ شَيْئًا مِنْ ذَاكَ ؛ لأَنِّي تَعمَّدتُ ذِكْرَ مَا يَعْرِفُهُ الْجَمِيــــعُ عَنْكم فَقَطْ "اهـ([155])، فَانْتظرتُ ثَقَةً مِنَ «الْجَمِيــــعِ» ، لِكنّ هَيهَاتَ ، وَإنَّمَا بَعدَ أيَّامٍ فَقَطْ قَال :" كَمْ وَكمْ تَرَيّثْنَا، وَصَبَرْنَا ؛ حَتَّى لَا نَفْضَحَ الْمَسْتُورَ ، وَنَهْدِمَ بَيْتَ السَّلَفِيَّةِ الْمَعْمُورِ ، لَكِنّ - للأَسْفِ - أَنتُم الآنَ مَنْ تَسْعَونَ فِي هَدْمِ هَذَا البَيْتِ ، فَكَانَ لِزَامًا عَلَيْنَا التَّحَرّكُ "اهـ([156])، فَحِينَئَذٍ تَذَكَّرتُ قَولَ الهَابِطِ في مَطْــــــلَعِ صَعَافِقَةِ الأمس :"الدّعْوَةُ السَّلَفِيَّةُ تَتَعَرَّضُ لِأَشْنَعِ الْهَجَمَاتِ وَأَفْتَكِهَا ، حَاوَلْتُ وَاجْتَهْدتُ ، صَبَرْتُ وَاصْطَبَرتُ ، لَكِنَّ مَا الْحَيلَةُ؟ "اهـ([157]). والظَّاهِرُ أَنَّ أَهْدَافَ أَبِي الصَّقْرِ لَم تَتَحَقَّقْ عَلى نَحْوِ مَا خَطَّطَ ، وَلَوْ شَرعَ في إثْبَاتِ مَا سَاقَهُ مِن تَفْصيلٍ لاضْطَرَ إلى خَفْضِ البُرْقِع ، فَلذَا - وَاللهُ أعلمُ - قَالَ بَعْدَ أَيَّامٍ فقَط :"يَبْدُو لي أَنَّ الشَّيـْخَ جُمُعَةَ وَمَنْ مَعَهُ سَئِمُوا مِنْ سِتْرِ اللهِ الْمُسْبَلِ عَلَيهِم ، فَيُرِيدُونَ رَفْعَ الْحِجَاب ، لَن نَسْتَعْجِلَ، وَلَنْ نُعِينَ الشَّيْطَانَ عَلَيكُم ، فَمَا زَالَ الْحَـــالُ مُبَكِّرًا "اهـ([158]). وَلَا يَزَالُ الْخُفَّاشُ مُتَنَكِّرًا، لكِنّ لَا ضَيْرَ ؛ سَواءٌ كَان أبُو الصَّقْرِ هُوَ العَابِطُ أَو غَيْرَهُ ، وإنَّمَا الَّذِي نَعْتَقِدُهُ هُو أنَّ العَابِطَ وَزُمرتهُ ذَابُوا، لَكِنّْ وَرَّثُوا خِصَالِهم ، وَمِنْ أَظْهَرِهَا :«الطَّيشُ»، «وَيَنْشَعِبُ مِنهُ الغَبَاءُ»([159])، فَلَا عَجَبَ أنْ يتعَاطَفَ «الصّعَافِقَةُ الْجُدُدُ» مَعَ أَبي الصَّقْر ؛ حيثُ تَقَدَّمَهُم بُرُعمٌ مُغَفَّلٌ يقولُ :"مِنَ القَوَاعِدِ الْجَدِيـــدِةِ لَمَّا يُرسِلُ أَبُو الصَّقْر وَأَبُو غُرابٍ «قَذَائِفَ الْحَقِّ» ؛ فَيُزَلْزِلُ بِـهَا أَرْضِيَةَ القَوْمِ يَتَحَجَّجُونَ أَنَّ هَذِهِ حِسَابَاتٌ مُستَعَارَةٌ ..."اهـ([160]).
    قُلْتُ : وَهلْ ذَلِكَ الدَّجَلُ مِن«قَذَائِفَ الْحَقِّ» ؟! لَقد ذَكَّرنِي هَؤلَاءِ الأُغَيْلِمَةُ بغَبَاوَةِ أَسْلَافِهم مِنَ الغُلَاةِ في شَيْخِهِم العَابِطِ ، وَمِنْ ذَلِكَ : قَولُهُ في رَدِّهِ عَلى أَحدِ إخوانِنَا : "عِنْدِي إِحسَاسٌ كَبِيرٌ بِأَنَّكَ سَتُفْضَحُ، وَيَكتَشِفُ النَّاسُ كَذبُك "اهـ([161])، ثمَّ بَعْدَ أيَّامٍ ظَهَرَ في مَنتَديَاتِ التَّصفيَّةِ مَقَالٌ يُصَدِّقُ إحْسَاسَ العَابطِ ، فَقَالَ أَحَدُ الْمُغَفَّلينَ :"صَدَقَتْ فِراسَةُ الشَّيخِ أَبِي مُعَاذٍ "اهـ([162]).
    قُلْتُ : صَدَقَ الأَلْبَانِيُّ(ت:1420هـ):"مُشْكِلَةُ الشَّبَابِ اليَوم كَــمَا يُقَالُ « عَصَا تَجْمَعُهُم ، وَعَصَا تُفَرِّقُـــهُم»، لَا يَعرِفُونَ أَهلَ العِلمِ ، فَكُلّ مَن تَكَلَّم وَتَفَاصَحَ فَهُو يُصْغِى إِلَيهِ ... ومِنْ هُنَا تَأتِي البَلْبَلةُ وَالقَلْقَلَةُ "اهـ([163])، وَقَالَ العلَّامةُ ربيع بن هادي :"الآن السَّلَفِيون يَحْقِدُ بَعْضُهُم عَلَى بَعْضٍ ، بِفِعْلِ مَنْ؟ بِفِعْلِ أَعْدَاءِ هَذَا الْمَنْهَجِ ، وَبَعْضِ «العُقُولِ الضَّعِيفَةِ »، تَتَأَثَّرُ بِهَذِهِ الْمَكَائِدِ ، وَتُذْعِنُ لَهَا ، وَ تَتفَاعَلُ مَعَها "اهـ ([164])، وَقَالَ العَلَّامَةُ الفَوزانُ :"العُقَلَاءُ لَا يَثِقُونَ إِلّا بِالعلمَاءِ ، وَأمَّا الرِّعَاعُ مِنهُم فَيَثِقُونَ بِكُلِّ نَاعِقٍ وَمُهرِّجٍ"اهـ ([165]).
    قُلْتُ : إنَّ الإمــــــامَ ابنَ بَازٍ(ت:1420هـ) قَيَّدَ الكَتابَةَ بالاِسـمِ الْمُسْتَعَار بـ«الْمَصْلَحَةِ ، وَالصِّدْقِ فيها»([166])، بَلْ إنَّ العَلَّامَة الفَوزانَ جَوَّزَ ذَلِكَ مُطَلقًا([167])، وَمنَعَ الْجَابريُّ مُطلقا([168])، فَليْسَ محَلَّ النَّزَاعِ في الاِسْم الْمُسْتَعَار([169])، وَإنَّمَا محَلُّ النِّزَاعِ في «الثَّناء عَلى الْمَجهولِ عَيْنًا وَحَالًا»، مِنْ مِثلِ قَول العَابِطِ :"إِدَارَةُ قَنَاةِ الْمَاهِرِ ، وَالإِشْرَافُ عَلَيها شَرَفٌ ، وَأَيُّ شَرَفٍ ، لَكِنّ ... لَا أَعْرِفُ مَنْ يَقُومُ عَلَيْهَا "اهـ([170])، وِمثلهُ أَيْضَا مَنْ يَسْتَشْـهِدُ بِمَا قَاءَهُ صَاحِبُ حِسَاب « مَنْهَجُ السَّلَفِ أَحكم أعلَم » الْخَبيثِ ، لأنَّهُ وَافَقَ هَوَاهُ ، قَالَ العَلَّامَــةُ رَبيعٌ :"لَمْ نَرَ مِنْ فَالِحٍ إِلَّا التَّجَنِّيَ باِلبَاطِلِ ... وَالاِستِنْجَادَ بِالأَنْصَارِ مِنَ الْمَجْهُولِيـــنَ ، الْمُختِفِينَ مِنْ وَرَاءِ الأَسْتَارِ "اهـ([171])، وَمَنْ شَابهُ مُحبَّهُ فَمَا ظَلَمَ .
    والتَّعَصُّبُ يَفْعَلُ بِأَهلِهِ العَجَائِبَ([172])، فإذَا كَانَتْ عَوَاطِفُ «الصَّعْفُوقِ الْجَديدِ» تَجِيشُ ؛ اِنتِصَارًا لِدَجَّالٍ خَائِنٍ جَاهِلٍ مجْهولٍ، فَكَيفَ بِهَا إِذَا صَادَفَتْ فِرَاسَةَ ثِقَةٍ وَرِعٍ بَازِلٍ بلغَ السَّبْعِينَ - كالشَّيْخِ محمَّد بن رَبيع الْمَدخليّ- يَقُولُ نَاصِحًا مُشْفِقًا :"تَلُوحُ فِي الأُفُقِ بَوَادِرُ فِتْنَةٍ لِلسَّلِفِيِّينَ جَدِيدَةٌ ، تَتَمَثَّلُ فِي شَخْصِ الشَّيخِ أَبي الْمُعِزِّ، بَيْنَ طَاعِنٍ فِي شَخْصِهِ ، وَبَيْنَ غَالٍ فِي حُبٍّه جِدًا... أَمَّا مَنْ يَطْعَنُ فِي الشَّيخِ لِمُجَرَّدِ التَّعَصُّبِ وَالهَوَى فَإِلى حَيْثُ أَلْقَتْ رَحْلَهَا أُمُّ قَشْعَمِ "اهـ([173]).

    ومِنْ أَسبَابِ عِبَادَةَ الأَصنَامِ الغُلُوُّ فِي الْمَخلُوقِ ، وَإعطَاؤُهُ فَوقَ مَنْزِلَتِهِ ، حَتَّى جَعَلُوا فِيهِ حَـظَّ الإلَهِيَّةِ([174])، بِحَيثُ لاَ يُسْأَلُـونَ عَـمَّا يَفعَلُونَ ، وَفِي هَؤُلاَءِ شَبَهٌ مِن بَنِي إِسرْائِيـلَ ، وَشَبَهٌ مِنَ الرَّافِضَةِ ([175])، الَّذِينَ يَعتَقِدُونَ فِيهِم أَنَّهُم يَعْلَمُونَ الغَيبَ([176])، وَالغُلوَّ فِي العُلَمَاءِ وَالكِبَارِ هُو دَيْدَنُ أَهلِ البِدعِ ، وَخَاصَّةً الرَّافِضَةُ ، وَأمَّا أَهلُ السُنَّةِ، فَإن وُجِدَ مِن فَردٍ أَو أَفْرَادٍ مُبَالَغَةٌ فِي أَحَدٍ مِن عُلمَائِهِم ؛ فَلاَ يُسَوِّغُ ذَلِكَ نِسبَةَ الغُلوِّ إِلَى أَهلِ السُنَّةِ عُمُومًا([177])؛ لأَنَّ لَهُم صِبْغَةٌ خَاصَّةٌ ﴿صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً﴾ .
    فَكَيفَ بِتِلكَ العَاطِفِة إِذَا صَادَفَتْ عَالِمًا سَلَفيًّا بَازِلًا؟! ألَا يَنْطَــحُ التَّعصُّبُ بِقَرْنَيِّ«الغُلُوِّ وَالتَّقْليدِ» الْمُخَالِفِينَ لَهُ نَطْحًا ، وَيسْتَفِّزُ مِنْهم مِنِ اسْتَطَاعَ مِنْ أَهْلِ الاتِّباعِ ‌بِصَــــــوْتِه ، وَيَجْلِبُ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِهِ وَرَجْلِهِ؟! فَتَأمَّلِ «الغُلُوَّ الشَّنِيعِ ، فِي الشَّيْخِ رَبِيعٍ» للشَّيْخِ أَبي عَبْدِ الأَعْلَى عُثْمَانَ الْمِصْريِّ ، بَلْ تَأمَّلِ «الغُلُوَّ الْجَائِحَ ، في الفَايْسبُوكِيّ الثَّرثارِ الْصَّائِحِ » ؛ حَيْثُ خَرْبشَ «حِـــوَارًا هَازئًا بِالشَّيخِ الدّكتُورِ محمَّدٍ عَلي فَركُوسٍ»([178]) في بِضْعِ حَلَقَاتٍ .
    فَوُصِفَتْ هذهِ الْحَلَقَاتُ بِـ[
    إنَّهَا أَنْوَارٌ كَاشِفَةٌ ] ([179])، كُتِبتْ [ بِلُغَةٍ رَاقِيَّةٍ ، وَأَدَبٍ رَاقٍ]([180])، بَلْ وُصِفَتْ بِأنَّـها [ كُتِبتْ بِأَحْسَنَ العِبَارَاتِ ، وَأَفصَحِهَا ، وَأَوضَحِهَا ]([181])، وَلَا أفَصَحَ مِنْ كَلَامِ الله تَعَالَى ، بَلْ وُصِفَ ذَلِكَ الْحِـوارُ الْهازِئُ البَذِيءُ بأنَّهُ [ فِي غَايَةِ الأَدَبِ ، جَـمَعَ بَيْنَ حُسْنِ الْخُـلُقِ وَتَوْجِيهِ الْخَلْق] ([182])، بَلْ [فَاضَ أَدَبًا وَحُجَّةً([183])، فِيهِ الرِّفقُ، وَالرَّحْمَةُ ، وَحُسْنُ الكَلاَمِ ، وَحُلْوُ البَيَانِ ]([184])، وَكذَلِكَ وَصَـــفَ الوَلِيدُ بن الْمُغِيرَةِ بلاغَةَ القرآنَ قَائِلًا :" إِنَّ لِقَـــوْلِهِ الَّذِي يَقُولُ حَلاوَةً ... وَإِنَّهُ لَيَحْطِمُ مَا تَحْتَهُ "اهـ([185])، قَالَ تَعَالَى:﴿ لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ ﴾، وَكَذَلِكَ وُصِفَ هَذا الْحِوارُ بِأنَّهُ [يَنفُذُ فِي جَلْمُودِ الصَّخْرِ ، فَكَيفَ بِقُلُوبِ وَعُقُولِ العُقَلاَءِ مِنْ بَني آدَمَ؟!]([186])؟!
    فَهل صَارَ الوَحْـيُ - وَالعياذُ باللهِ -يَرْكُضُ عَلى لِسَانِ الفَايْس بُوكيِّ العَابِطِ؟! قَالَ الْمُغَفَّلُ بُوعُون:"
    لَو قَرَأَ الدكُتُورُ خَاتِمَةَ [حَلَقاتِ الْحِوَار] بِتَجَرُّدٍ وَقَلْبٍ حَاضِرٍ لَكَانَ ذَلِكَ كَافِيًا فِي رُجُوعِهِ "اهـ([187])، وفي موضِعٍ قال الْمُغَفَّلُ حَيْدُوش :"أَيُّهَا الْمُرَابِطُ ... تَكَلَّمْتَ بِعِلمٍ وَحِكْمَةٍ ، وَعَدْلٍ، وَلَيْسَ يَفْهَمُ عَنْكَ إِلَّا العُقَلَاءُ ، مَا أَحْلَى كَلَامَكَ، أَرُجُو أنْ يَبْلُغَ ابْنَ هَادِي لَعَلَّهُ يَتُوبُ([188])، للهِ دَرُّ الْمُـــرَابِط ، نَصَحَ مَشَايِخَ التَّفْرِيقِ فِي صِغَرِهِ ، فَأَطَاعُــــوهُ ، فَسَلِمُوا ، وَغَنِمُوا وَعَصَوْهُ بَعْدَمَا كَبِرَ ، وَاشْتَدَّ عُودُهُ ، فَانَتَكَسُوا وَخَسِرُوا "اهـ([189]) ، وَكَذَلِكَ مُدِحَ فَالِحٌ الْحَربِيُّ بِأنَّهُ [ أَحَدُ رُعَاةِ الأَغْنَامِ ، وَهَذَا بِدَايَةُ عُمْرِهِ، وَهَذَا هِيَ بِدَايَةُ مِيرَاثُ النُّبُوَّةِ ... وَإذَا تَكَلًّمَ أَنْصَتَ لَهُ الطَّيْرُ، وَ كُلُّ الشَّبَابِ حَوْلَهُ يَتَهَيَّبٌ ، هَنَيئًا لَهُ مِنْ عَالِمٍ أَجَادَ الفُنُونَ ، وَأَطَابَ السِّنُونَ ، وَأَشَارَ إِلَى أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِسَـــــــــــوَاءِ البِسَاطِ ؛ فَارْتَضَوْهُ هَادِياً مَهْدِيًا عَلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ "اهـ([190])، قَالَ العَابِطُ :"أَوّلُ مَا انتُقِدَ عَلَى فَالِحٍ هُوَ غُلوُّ أَتبَاعِهِ فِيه ... فَاضْطَّر فَالِحٌ الْحَرْبِيُّ إِلَى كِتَابَةِ بَرَاءَةٍ مِنْ ذَلِكَ الغُلُوِّ "اهـ([191])، فَهَلْ سَيَكتبُ العَابِطُ بَراءةً ؟!

    إنَّ ذَلكَ الاِرتِبَاطَ الوُجْدَانِيَّ وَضَعَ بُذُورَهُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ الصُّوفِيَّةِ([192])، فَلا عَجبَ أن يُسَمَّى هَؤُلَاءِ الغُلَاةُ «صُوفِيَّةَ الصَّعافِقَةِ»([193])، لأنَّ الْمُرَابِطَ نَسِيَ، وَلَمْ يُظِهِرْ لِهَذَا عَزْمًا([194])، بَلِ اسْتَمْرَأَ، وَظَنَّ نَفْسَهُ شَيْخًا يَنْتَفِــخُ عِلْمًا ، فَلاَ عجبَ أَن يَتَشَبَّعَ بِمَا لَمْ يُعْــطَ حَتْمًا ، قَالَ العَلاَمَّــــةُ رَبِيع :"وَانظُـرْ إِلَى[ فَالِحٍ] كَيْفَ يَسْمُو بِنَفْسِهِ ، فَيُوهِمُ الْجُهَّالَ بِأَنَّهُ بَلَغَ مَنْزِلَةً مِنَ العِلْمِ لَمْ يَبْلُغهَا العُلَـمَاءُ ... وَمِنْ هُنَا شَـرَعُوا فِي الغُلُوِّ فِيـهِ ، وَفِي إِسقَاطِ العُلَمَاءِ بِطُرُقٍ مَاكِرَةٍ([195])، وَوَجَدَ الْجُهَلاَءُ ، وَالْمُتَرَبِّصُونَ بِالْمَنْـهَجِ السًّلَفِيِّ طِلْبَتَهم فِي فَالِــحٍ ، فَالْتَفُّوا حَوْلَهُ يَؤُزُّونَه أَزًا بِالْمَدَائِحِ شِعْرًا وَنَثْرًا ... حَتَّى بَلَغَ بِـهِم الأَمْرُ إِلَى إطْلاَقِ الأَلْفَـاظِ ، الًّتِي لاَ تُقَالُ إِلاًّ فِي الأَنْبِيَاءِ([196])، وَاضْبِطُوا صِـفَاتِ الْحَدَّادِيَّةِ ، فَمَنْ وَجَدَتَ فِيهِ فَهُوَ مِنَ الْحَــــدَّادِيَّةِ ، أَو شَبِيهٌ بِـهِم ، أَو أَسْوَأَ ... وَ« الغُلُوُّ فِي الأَشْخَاصِ مِنْ أَخْبَثِ الصِّفَاتِ»... الآنَ يَعْني يُطْرَى فِي الأَقزَامِ وَالعِيَاذ بِاللهِ ، وَيَنفُخُونَ فِي الشَّخْصِ الهَزِيلِ، فَيَجْعَلُونَ مِنهُ عَمَالِيقَ وَجِبَالَ ... هَذَا مِنَ الكَذِبِ عَلَى اللهِ ...هَكَذَا الْحَدَّادِيَّةُ غَلَوْا فِي الْحَدَّادِ وَرَفَعُوهُ، وَهُوَ رَجُلٌ جَاهِلٌ مُتَخَبِّطٌ ظَالِمٌ "اهـ([197]).
    وَبِدَرَجَـــــةٍ أَقَلَّ في الغُلُوِّ تَصِلُ إِلَى اعْتِقَادِ عِصْمَةِ هَذَا الْمَتْبُوعِ ، وَعَدَمِ قَبُولِ الْخطَأِ مِنْهُ([198])، قَالَ سُلَيْمَانُ بن مُفْلِحٍ الشَّافِعِيِّ(ت:789هـ):" كُنْتُ إِذَا سَـمِعتُ شًخصًا يَقُولُ أَخْطَأ النَّوَوِيُّ أَعتَقِدُ أَنَّهُ كَفَرَ"اهـ([199])، وَفِي دَرَجَةٍ مُقَارِبَةٍ لِسَابِقَتِهَا يَصِيرُ الشَّيْخُ الْمُتبُوعُ مُعَظَّمًا ، مُقَدّسًا ، وَإِنْ لَم يَعْتَقِدُوا عِصْمَتَهُ ، لَكِنْ لَا يَقْبَلُونَ أَنْ يُنْتَقَدَ بِأَيِّ حَالٍ، حَتَّى وَإنْ وَافَقَكَ البَعْضُ مِنْهُم عَلَى تَخْطِئَتِهِ ، فَإِنَّهُم يَعْتَذِرُونَ لَهُ بِشَتَّى الأَعْـــــــذَارِ غَيْرِ الْمَقْبُولَةِ ، وَلَا يَقْبَلُونَ أَنْ يُحَــــذَّر مِنْ خَطَئِهِ ؛ صِيَانَةً لِمَكَانَتِه وَخَوْفًا مِنْ غَضَبَهِ ، وَإبِقاءً لِمَوَدَّتِه ، وَهذا مِنْ رَوَاسِبِ الأَحْبَارِ وَالرُّهبَانِ([200]).
    قَالَ العَلَّامَةُ رَبيعٌ :"مَا كُنتُ أَرْجِعُ لِكِتَابَاتِ الأَلْبَاني شَيْخِي ... ، أَلَّفْتُ الْمَاجِستير وَالدّكتُورَاه مَا رَجَعَتُ لَهُ فِي شَيْءٍ ، وَلَم أَنْقُلْ عَنْهُ حَرْفًا وَاحِدًا، «وَاللهِ لَا بُغْضًا... لَا كِبْرًا» ... لَكِنّ عَلَى طَرِيقَةِ أَهْلِ الْحَدِيثِ ، وَجَدتُ أَنَّهُم يَعْتِبُونَ عَلَى وَاحِــــــدٍ مَثَلًا يَنْقُل عَن أَبي عُمرَ الدَّانِي ، وَقَبْلَهُ الإِمَامُ الفُــــلَانِيّ ، كَيفَ تَنقُلُ عَنِ الأَدْنَى ، وَتَتْرُكُ الأَعْلَى ، فَبِهَذَا الْمَنهجِ سِـرْتُ عَلَى كِتَابَاتِي ... أَقْرَأُ لَهُ فِي الضَّعِيفَةِ، فَإذَا بِي كَأَنَّي أَقْرَأ لابنِ أَبي حَاتِمٍ، وَلِلدَّارَقْطِنيِّ ... عَالِمٌ مُتَمِّكِّنٌ فِي مَعْرِفَةِ العِلَّلِ وَلَفْظُ الأَحَادِيثِ عَجِيبٌ مِنَ العَجَائِب، فَانْدَهَشتُ ، وَاللهِ كَيْفَ هَذَا الرَّجُلُ إِلَى هَذِهِ الدَّرَجَةِ يَصِلُ فِي هَذَا العَصْرِ ـ بَارَكَ اللهُ فِيكُم- ، فَكُنتُ أَقُولُ اِسْتَفِيدُوا مِنَ الشَّيْخِ الأَلْبَانِيِّ ...وَأَنَا فِي مُنَاسِبَةٍ مِنَ الْمُنَاسَبَاتِ يَرْمُــــــــونَنِي بِالتَّعَصُّبِ لِلأَلْبَانِيّ ، وَاللهِ ما نَتَعَصَّبُ لَهُ ، وَاللهِ وَنَحْنُ طُلَّابٌ فِي بِدَايَةِ السَّنَةِ الأُولَى مِنَ الْجَامِعَةِ، وَمِنْ أَوَّلِ يَومٍ دَخَلَ الأَلْبَانِيُّ فِي الْجَامِعَةِ، وَنَحنُ نُنَاقِشُهُ ، وَلَا نُسَلِّمُ لَهُ شَيْئًا أَبَدًا "اهـ([201])، بَلْ قَالَ الرَّبيعُ في حَضْرة الأَلبَانيِّ (ت:1420هـ):"«وَقَدْ أَصِّرُّ عَلَى مُخَالَفَتِهِ» مِنْ ذَلك الوَقْتِ إِلَى الآنَ ، وَأَنَا أَقْرَأُ كُتُبَهُ كَـمَا يَقْرَأ غَيْرِي ، وَآخُذُ مِنْهَا مَا أَرَى أنَّهُ حَقٌّ ، وَأَرُدُّ مِنهَا مَا لَا يُظَنُّ فِيهِ أنَّهُ حَقٌّ ، وَأَتَعَامَلُ مَعَهُ كَبَشَرٍ، وَكَعَالِم مِنَ العُلَمَاءِ ، الاِحْتِرَامُ نَحْتَرمُهُ ؛ لأَنَّهُ أُستَاذٌ ، وَكَإنْسَانٍ خَدَمَ السُنَّةَ خِدمَةً لَا نَظِيرَ لَهَا ، لَا شَكَّ "اهـ([202]).
    وَلاَ مَانِعَ أَنْ يُحِبَّ الرَّجُلُ قَومَهُ وَعَشِيرَتَهُ دُونَ أَن يَتَعصَّبَ لَهُم تَعصُّبًا عِرْقِيًّا، أَو طائِفيًّا ، وَكذَلِكَ لاَ مَـانِعَ أَنْ يُـحِبَّ شَيْخَــــهُ وأُسْتَاذَهُ ، الَّذِي علَّمَهُ ، وأَفَادَهُ مَادَام عَلى الْمَذْهَبِ الْحَقِّ([203])، قَالَ الاِبرَاهِيـمِيُّ(ت:1385هـ):"تَعَصَّبْ- أَيُّهَا الْمُسْلِمُ- لِدِينِكِ التَّعَصُّبَ الطَّبِيعِيَّ الْمَعقُولَ... قَد أَوهَمُوكَ أَنَّ التَّعَصُّبَ مَذْمُـومٌ ، وَاستَعَانُوا عَلَيْكَ بجهْلِكَ ، فَفَرَّطْتَ فِي مَحْمُودِه وَمَذْمُومِهِ ، وَ تَجرّدتَ مِن أَنْفَذِ سِلاَحٍ تَحفَظُ بِهِ دِينَكَ، وَمَا زِلْتَ تُفَرِّطُ فِي حَقِّهِ؛ خَوْفًا مِنْ أَنْ يَنْبِزُوكَ بِبَاطِلِه حَتَّى أَمسَيْتَ تَعِيشُ بِلاَ عَصَبِيَّةٍ لِدِينِكَ ، وَلاَ عَصَبِيَّةٍ لِدُنيَاكَ ، وَإنَّ هَذَا لَسِــرُّ مَا نَالَهُ الاِستِعْمَارُ مِنْكَ ؛ لأَنَّكَ بِسَبَبِهِ أَضَعْتَ الدِّينَ ، وَبِسَبَبِهِ أَضَعَتَ الدُّنيَا ، وَخَسِـرْتَ الصَّفْقَتَيْن "اهـ([204]).
    فَالْمَقصُودُ : أَنَّ صِنَاعَةَ التَّعَليـقِ بِالأَشْـخَاصِ لَدَى الشُّيُوخِ وَالدُّعَاةِ لَم تَقِفْ عِنْدَ الصُّـوفيَّةِ الطّرُقيَّةِ بِكَافَةِ أَشْكَالِهَا وَأَطْيَافِهَا ، بَل امْتَدَّ إِلَى جِـهَاتٍ أُخرَى([205])، كَمَدرسَةِ «الصَّعَافِيقِ» ، الَّتي يَسُوسُهَا في العَالَمِ أَشْبَاهُ "عَرَفاتَ وَعَبدِ الواحِدٍ وَابنِ الصَّلفِيقِ"، أَمَّا فِي بَلَدِنَا الْجَزَائِرِ فَإنَّ العَابِطَ والعيَّابَ وَمَنْ كَانَ عَلى شَاكِلَتـهَمَا يُمَثُّلُونَ الوَكَيلَ الْمُعْتَمَدَ وَالرَّفيقَ ، وهذه الْمَدْرَسَـةُ « تَسْعَى إِلَى تَعْلِيــقِ الشَّبَابِ بِشخْصِهَا ؛ مِن أَجْلِ السَّيْرِ بِــهِم إِلَى دُرُوبٍ مُظْلِمَةٍ مِنَ الأَوْهَامِ ، وَالأَبَاطِيل ، وَالأَمانِيٍّ الفَارِغَةِ ؛ لإشبَاعِ أَهْوَائهــــــِم ، وَقَدِ اسْتَغلُوا هَؤُلاَءِ الأَحْدَاثَ لاندِفَاعِهِم ، وَحَمَاستِهِم ، فَأَورَدُوهُم الرَّدَى ، وَقَتَلُوهُم بِآفَةِ «التَّعَصُّبِ»([206]).
    وَمِنْ أظْهَرِ مَفَاسِدِ التَّعَصُّبِ :«التَّقليدُ الأعمَى»، وَمَنْ تَعَصَّبِ لِوَاحِـدٍ مِنَ الأَئِمَّةِ بِعَيْنِهِ كَانَ بِمَنْزِلَةِ الرَّافِضَةِ ، الَّذِينَ يَتَعَصَّبُونَ لِوَاحِدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ دُونَ غَيْرِهِ ، وَكَالْخَوَارِجِ([207]) ، قَالَ الْمُحدِّثُ أحمد النَّجْميُّ(ت:1429هـ):"لَيَسَتِ السَّلَفِيَّةُ عِنْدَنَا تَقْليدَ رَجُلٍ مِنَ الرِّجَالِ الْمُعَاصرينَ فِي كُلِّ مَا يَقُولُ وَيُفتِي بِهِ، فَمِثْلُ هَذَا النَّوعِ منَ التَّقْلِيدِ نَعْتَبِرُهُ لَوْنًا مِنْ أَلوَانِ الْحِزبِيَّةِ الضَّيِّقَةِ ، وَشَكْلًا مِنْ أَشْكَالِ التَّعَصُّبِ الْمَذْهَبِيّ الْمَذْمُومِ ، وَالعَالِمُ - مَهَمَا عَلَا شَأنُهُ وَعَمَّ فَضْلُهُ وَعِلمِهُ - لَابُدُّ أَن نَأخُــــذَ مِنْ قَوْلِهِ وَنَرُدُّ "اهـ([208])، وَقالَ الشَّيخُ أَبُو عبدِ الأَعْلَى خَالد الْمِصْـــريّ([209]): "مِنْ أَسوَأِ آثَارِ فِتنَةِ الصَّعَافِقَةِ «تَرْسِيخُ التَّقْلِيدِ ، وَالتَّبَعِيَّةُ العَميَاءُ» ... مَع سُلُوكِــهم «مَسْلَكَ الْحَــــــــدَّادِيَّةِ فِي إِسْقَاطِ كُلِّ مَنْ يُخَالِفُهُمْ»، وَلَوْ كَانَ مَنْ أَفْضَـــــلِ العُلَمَاءِ ؛ فَهُمْ يُرِيدُونَ مِنْ أَفَاضِلِ العُلَمَاءِ وَطَلَبَةِ العِلْمِ أَن يَكُونُوا جَمِيعًا إِمَّعَةً اهـ([210]).

    وَمِن تأصِيلَاتِهِم الفَاسِدَةِ :«العَالِمُ لاَ يَخْفَى عَليْه فَهْمُ الدَّليلِ»، قَالَ الدّكتُورُ البُخَارِيُّ- عَفا اللهُ عَنْهُ- مُعَلِّقًا :"صَــــارُوا يَتَكَلَّمُونَ فِي هَذَا البَابِ بِغَيرِ خِطَامٍ ، وَلاَ زِمَامٍ ؛ حَتّى فِي مَعْنى الدَّلِيلِ ... «بَلَغَ العَالِمَ الدَّلِيلُ ، وَلَم يَفهَمِ الدَّلِيلَ»؟! وَخُذ مِنَ أَمثَالِ هَذَا أَلوَانًا مِنَ العَجَائِبِ وَالْجهَالاَتِ "اهـ([211]).
    لَكنَّ الْمَاوَردِيَّ(ت:450هـ)قال :"لَقَدْ رَأَيْت مِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ رَجُلًا يُنَاظِرُ فِي مَجْلِسِ حَفْلٍ، وَقَدْ اسْتَدَلَّ عَلَيْهِ الْخَصْمُ بِدَلَالَةٍ صَـحِيحَةٍ ، فَكَانَ جَوَابُهُ عَنْهَا أَنْ قَالَ : إنَّ هَذِهِ دَلَالَةٌ فَاسِــــدَةٌ ، وَجْهُ فَسَادِهَا أَنَّ شَيْخِي لَمْ يَذْكُـــرْهَا ، وَمَا لَمْ يَذْكُرْهُ الشَّيْخُ لَا خَيْرَ فِيــــــهِ ، فَأَمْسَكَ عَنْهُ الْمُسْتَدِلُّ تَعَجُّبًا "اهـ([212])، وَقَال شَيخَ الإسْلَامِ(ت:728):"قَدْ يَكُونُ الرَّجُلُ مِنْ أَذكِيَاءِ النَّاسِ ، وَأَحَدِّهِم نَظَرًا، وَيُعمِيهِ عَن أَظْهَرِ الأَشيَاءِ، وَقَد يَكُونُ مِن أَبْلَدِ النَّاسِ، وَأَضْعَفِهِم نَظَرًا، وَيَهْدِيهِ لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ "اهـ([213])، وَقال الْحَافِظُ ابنُ حَجَر(ت:852هـ): "العَالِمُ الكَبِيرُ قَدْ يَخْفَى عَلَيْهِ بَعْضُ مَا يُدْرِكُهُ مَنْ هُوَ دُونَهُ ؛ لأَنَّ العِلمَ مَوَاهِبُ "اهـ([214])، وَقَالَ عَبدُ الرَّحمَن بن محمد بن قَاسِـمٍ (ت: 1392هـ):"قَولُ الْجَاهِل : لَوْ كَانَ هَذَا حَقًّا مَا خَفِيَ عَلَى فُلاَنٍ وَفُلاَنٍ ، هَذِهِ دَعْوَى الكُفَّارِ فِي قَولِهم ﴿لَو كَانَ خَيرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيهِ،﴿ أَهؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا﴾"اهـ([215])، وَقالَ ابن بازٍ(ت:1420هـ):"الشَّافِعِيُّ ، وَمَالِكٌ ... أَئِمَةُ هُدَى ... هُنَاكَ مَسَائِلُ بَينَهُم ، اخْتَلَفُوا فِيهَا ‌لِخَفاءِ الدَّلِيلِ عَلَى بَعْضِهِمِ "اهـ([216])، وقَال ابن عُثَيْمْين(ت:1421هـ) :"قَدْ يَرجِعُ [الصَّحَابِيًّ] إِلَى الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، وَيَكُونُ لَدَيهِ خَطَأٌ فِي الفَــــهْمِ ، أَو خَطَأٌ فِي الدَّلِيلِ ، لِخَــــــفَاءِ الدَّلِيلِ عَلَيهِ ، أَو لِخَفَاءِ الدَّلاَلَةِ "اهـ([217])، وَقَال العلَّامــــةُ رَبيعٌ :"قَدْ يَكُونُ إمَامًا فِي فَنٍّ مِنَ الفُنُونِ، فَتُوجَدُ لَهُ كَبوَاتٌ فِي فَنِّهِ ، فَهَذَا سِيبَويهُ إِمَامٌ فِي اللُّغَةِ قَدِ استَدرَكَ عَلَيهِ ابنُ تَيْمِيَّةَ ثَمَانِينَ خَطَأً "اهـ([218]).
    وَمِنْ مَظَاهرِ تأصيل التَّقْليــــدِ : التَّزهِيــــدُ فِي العَالِمِ مَا دَامَ غَيرَ مَعرُوفٍ عِندَهُم ، أَو لَيسَت لَهُم بِه عِنَايَةٌ، أَوْ لَيس لَهُ شُهْرَة([219])، وَمِنْ ذَلِكَ مَا اسْتَدَرَك بِهِ الصَّعفُوقُ الْجَديدُ قَائلًا :"اِعْتِبَارُ الشَّيْخِ لَزْهَرَ وَجُمُعَةَ مِنَ العُلمَاء وَأَهْلِ العِلمِ ... مِنَ النَّفْخِ وَالغُلُوُّ - وَالعِيَاذُ بِالله -؛ لأَنَّهُمَا «طَالِبَا عِلم لَيْسَ إلَّا» ([220])، وَأَنَا عَلَى يَقِينٍ أَنْ مَنْ رَاجَعَ هَذِهِ الْمُصَنّفَاتِ ... عَلِمَ أَنَّ إِطْلَاقَ هَذَا الوَصْــفِ عَلَيْــــهِمَا مِنْ الغُلُوِّ "اهـ([221]).
    قُلتُ : قَالَ ابنُ عُثَيْمَينَ(ت:1421ه):"«سُوءُ الإرادَةِ الَّتي تَسْتَلزِمُ سُوءَ الفَهْمِ»؛ لأنَّ الإنْسَانَ إِذَا كَانَ يُرِيدُ شَيئًا؛ لَزِمَ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَنتَقِلَ فَهْمُهُ إِلَى مَا يُريدُ"اهـ([222])، أَمَّا سُوءُ إرادَة الغُلامِ : فَتظْهَرُ فِي قَولِهِ :«طَالِبَا عِلم لَيْسَ إلَّا»؛ قَالَ حَـمَّادٌ الأَنْصَــــارِيُّ(ت:1418هـ):"تَصدَّر للتَّأْلِيفِ وَالنَّقْدِ فِي عَصْرِنَا هَذَا كثيرٌ مِنَ الشَّبَابِ وَأَغْلبُهم - بَلْ كُلُّهم - ليس أهلاً للتَّألِيفِ وَالنَّقْدِ ؛ لِعَدَمِ مُخالطَتِهم لأَهْلِ العِلمِ؛ وَ«اسْتِشَارَتِـهِم لَهُم»، وَالدَّافعُ لَهُم أَمْرَان : التَّكَسُّبُ ، وَحُبُّ الظُّهُورِ "اهـ([223])، وَقَالَ العَلَّامَةُ ابنُ هَادِي :"فِي هَذَا العَصْرِ مَنْ حَكَّ رَأْسَهُ أَصْبَحَ نِدًّا لِكِبَارِ الْمَشَايِخ ، وَيُصَوِّرُهُم لِلنَّاسِ كَأَنَّهُم أَقْرَانُهُ ، أَوْ أَنَّهُم نُظَرَاءُهُ فِي السِّنِّ وَالعِلمِ ، وَلِلْأَسَفَ ، وَغَشَّوها بِهَذَا اللِّبَاسِ، لِبَاس إِيش؟ البَيَانُ لِلحَقِّ ، وَعَدَمُ التَّعَصُّبِ "اهـ([224])، قَالَ الشَّيخُ صَالِحٌ العُصيْميُّ :"فَإنّكَ تَجِدُ شَابًا لَا تَمِييزَ لَهُ فيِ مَعْرِفَةِ مَرَاتِبِ أَهلِ العِلمِ ، يَغْلِبُ عَلَى قَلبِهِ مَحَبَةُ أَحَــدِهِم مِنْ أَهْلِ العِلم ؛ فَيَصِفُهُ بِأَنَّهُ مِنْ كِبَار العُلمَاءِ، وَرُبَّمَا انقَبَضَ عَنْهُ، فَلَنْ يَصِفَهُ بِأَنَّهُ مِنْ كِبَارِ العُلَمَاءِ، وَإنْ كَانَ كَذَلِكَ ، فَـ« حَالُ النَّاقِصِ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُعرِفَ مِنْهَا حَالِ الكَامِلِ "اهـ([225]).
    بَلْ إِنَّ حَداثةَ السِّنِّ مَظِنَّةُ سُوءِ الفَهْمِ([226])، وَيُترجُمهُ قَولُ هَذَا الصَّعفوقُ الْجديد :( مَنْ رَاجَعَ هَذِهِ الْمُصَنّفَاتِ) ، قَالَ العَلّامَةُ صَالِحٌ آل الشَّيخِ :" هُنَاَك أَشيَاءٌ لاَ تُدْرِكُــهَا بِقَرَاءِتِكَ لِلكُتُبِ ، وَلِـهَذَا عَابَ بَعْضُ أَهْلِ العِلمِ بعضَ الفُحُولِ فِي مَسَائِلَ ؛ لِأَنَّهم اقتَصَـرُوا عَلى مَا قَرَؤُوا ، أَخْطَأَ ابنُ حَزْمٍ فِي مَسَائل فِي الـحَجِّ ، لِأَنَّهُ قَرَأَهَا وَمَا حَجَّ ، وَرَأَى الـمَشَاعَرَ ، وَشَيخُ الإسلاَمِ ابنُ تَيْمِيَّةَ كَتَبَ مَنْسَكًا مِن الْمَنَاسِكِ عَلَى مَا هُوَ مَوجُودٌ عِندَهُ فِي الكُتُبِ ، ثُـمَّ لَـمَّا حَــــــــجَّ غَيّرَ رَأيَهُ في مَسَائِلَ كَثيرَةٍ "اهـ([227]).
    وَكَذَلِكَ تَوسَّعَ هَذَا الصَّعْفُوقُ الْجَدِيـــــدُ فِيـمَا لَيَس لَهُ ، قَالَ ابْنُ الْمُعْتَزِّ(ت: 296 ):"الْعَالِمُ يَعْرِفُ الْجَاهِلَ ؛ لِأَنَّهُ قَدْ كَانَ جَاهِلاً ، وَالْجَاهِلُ لَا يَعْرِفُ الْعَالِمَ ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ عَالِمًا "اهـ([228])، وَشَدَّدَ الشَّاطِبيُّ(ت:790 هـ) قَائلاً :"وَالْعَالِمُ إِذَا لَمْ يَشهَدْ لَهُ الْعُلَـمَاءُ فَهُوَ فِي الْحُكْمِ بَاقٍ عَلَى الْأَصْلِ مِنْ عَدَمِ الْعِلْمِ ؛ حَتَّى يَشْهَدَ فِيـهِ غَيْرُهُ ، وَيَعْلَمَ هُوَ مِنْ نَفْسِهِ مَا شَــهِدَ لَهُ بِهِ ، وَإِلَّا فَهُوَ عَلَى يَقِينٍ مِنْ عَـدَمِ الْعِلْمِ، أَوْ عَلَى شَكٍّ "اهـ([229])، وقَالَ ابنُ الوَزِيرِ(ت:840 هـ):"لا يَعْرِفُ العُلمَاءَ إلاَّ مَنْ هُو مِنْهُم"اهـ ([230])، وَقَال ابنُ بَادِيسٍ(ت:135هـ)قَائلاً:"لاَ يَعْرِفُ العَالِمَ إِلاَّ مَنْ هُوَ عَالِمٌ "اهـ([231]).

    ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾، وَالرُّجُوعُ إِلَى أَهْلِ العِلم فِيهِ خَيْرٌ وَسلاَمَةٌ([232])، وَقَدْ شَهَدَ العَلَّامَةُ رَبيعٌ - في 1425هـ- قائلاً :"الأَزْهَرُ كمَا أَعْرِفُهُ مِنْ حَمَلَةِ العِلمُ "اه([233])، وَقَال العَلَّامَةُ الْجابريُّ - في 1433هـ -:"أَعْرِفُ عُلَمَاءَ فُضَــــلَاءَ فِي الْجَزَائِرِ ، أَذْكُرُ مِنــهُم : الشَّيْخُ محمّد بن عَليّ فَركُوسٌ، وَالشَّيخُ عَبْدُ الغَنِيِّ عويسَات ، وَالشَّيخُ عِزّ الدِّين رَمَضَانِي ، وَالشَّيْخُ عَبْدُ الْمَجيدِ بن جُمعَةَ ، وَالشَّيْخ الأَزْهَرُ سنيقرةُ "اهـ([234])، وَقَالَ العلَّامةُ اللُّغوِيُّ بَكرٌ أَبُوزَيدٍ(ت:1429هـ) :"هذا نَفَسٌ مِنَ الغَرْبِ الإسْلَامِيِّ ، يَتَضَوَّع مِسْكًا وَعِلْمًا جَمًّا ... لاَ أَحْسِبُهُ إِلاَّ قَبَضَ قَبْضَةً مِنْ آثَارِ هَذَا الإِمَامِ [ابن القيّم] ... فَجَزَى اللهُ أَخَانَا الشَّيخَ عَبْدَ الْمَجِيدِ جُمُعَةَ "اهـ([235])، ووَصَـفَهُ العَلَّامَةُ محمَّدٌ فَرْكوسٌ بالشَّيخِ الفَقيهِ([236])، الأُصُولِيِّ([237])، وَسُئِلَ العلَّامَــــةُ محمد بن هَادِي عَنْ ظُهُورِ زُمرَةٍ مِنَ الإخــــوَةِ ، يُهَوِّنُونَ مِنْ مَنْزِلَةِ الشَّيْخَيْن عَبْدِ الْمَجِيــــدِ جُـمُعَةَ وَأَزْهَر سْنِيقرَةَ ، وَيَقُولُونَ أَنَّهُمَا لَيْسَا بِعَالِمَيْنِ ، وَلَا عَالِـــمَ فِي الْجَزَائِر، غَيْرَ الشَّيْخِ فَرْكُوسٍ ؛ فَأجَابَ قَائلًا: "هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ الْمَذْكُورُونَ هُم رُؤُوسُ الدَّعْوةِ السَّلَفِيَّةِ فِي الْجَزَائِرِ، بَلْ مِنْ أَعْلَامِ الدَّعْوَةِ في العَالِم الإسْلَامِيِّ "اهـ([238])، وَقال العَالِمُ الدّكتُورُ سُلَيْمَانُ الرُّحَيْلِيُّ :"أَخُونَا الشَّيخُ الدُّكتُورُ عَبْدُ الْمَجِيدِ جُـمُعَةُ نَعْرِفُهُ مِنْ قَدِيمٍ بِعِلمِهِ وَأَعمَالِهِ العِلْمِيَّةِ النَّافِعَةِ ، وَهُوَ مِنْ عُلَمَاءِ الْجَزَائِرِ "اهـ([239])، وَقَالَ العَلَّامَــــةُ الْمُحدِّثُ أَحْمَدُ بن عُمَرَ بَازْمُولٌ ([240]):"الشَّيخُ الدّكتُورُ عَبْدُ الْمَجِيدِ جُمعَةُ ... عَالِمٌ سَلَفِيٌّ مِن عُلمَاءِ الْجَزَائِرِ "اهـ([241]).
    فَهَلْ أَثْنِيَةُ هَؤُلَاءِ نَفْخٌ وَغُلُوٌّ ، أمْ أنَّهم لَمْ يُراجِعُوا تِلكَ الْمُصَنّفَاتِ ، أَمْ لَمْ يَفْهَـــمُوهَا ، أَمْ تُرِيدُ أَنْ تَسْتَدرِكَ عَلَيْـهِم، أَمْ يُـهَمَّشُوا ؟! فاعْترضَ بالأمسِ الصَّعفوقَ القَدِيـمِ قَائلًا:"القَضِيَّةُ فِي «العَالِمِيَّةِ» لَيسَتْ في كَـمِّ مَا تحْمِلُه، أَوْ تَحْفَظُه وَتُحسِنُه من مَسَائِلِ العِلم ، وَإنَّمَا هيَ : في أَثَرِ ذَلِكَ العِلم عَلَيْكَ "اهـ([242])، وَاليَومُ تَدَخَّلَ الصَّعْفُوقُ الْجَدِيــــدُ مُسْتَدْرِكًا :"الشَّيخُ فَركُوسٌ لَا يُصَنَّفُ مَعَ غَيْرِهِ مَنَ الْمَشَايِخِ في الْجَزَائِر"اهـ([243]).
    قُلتُ: قَالَ العَلَّامَةُ ربيعٌ :"وَفَالِحٌ لَمَّا ذَكَرَ النَّجْمِيَّ وَزَيْدًا وَمحمَّد هَادِي وَغَيْرَهُم طَعَنَ فِيهِم، وَأَخْرَجَهُم مِنْ زُمْرَةِ العُلمَاءِ؛ لأَنَّهُم لَيسُوا فِي هَيْئَةِ كِبَارِ العُلمَاءِ... إِنَّها لَمَوَازِينُ حَدَّادِيَّةٌ فَاسِدَةٌ([244])، الكَوثَرِيُّ قَد شَهِدَ لَهُ الْمُعَلِّمِيُّ وَالأَلْبَانِيُّ بِالعِلمِ ، وَشَهِدَا عَلَيهِ بِالتَّحْرِيفِ "اهـ([245])، لَكنَّ مَا أصَدَق قَولَ ابنِ بادِيسٍ (ت:1359هـ):"وَمَتَى سَلِمَ أَهْلُ العِلمِ وَالدِّين مِنَ الْجَاهِلِينَ ؟!"اهـ([246]).
    وَمِنْ آثَارِ التَّعَصُّبِ : «سُوءُ الظَنِّ وَالْجَفَاءُ»، حيثُ «أتَى التَّقليدُ بُنْيَانَ الاِستِدْلاَلِ مِنَ القَوَاعِدِ فَجَفَّ العِلمُ ، وَعَقمَتْ العُقُولُ([247])، وَنَابتِ العَوَاطِفُ عنها ؛ لِتَحمِلَ الْمُتَعَصِّبينَ لِشَيخِهم عَلى أنْ «يَتَّهِمُــوا مَنْ يُبَيِّنُ خَطَأَهُ أَنَّهُ صَاحِبُ نِيَّةٍ فَاسِدَةٍ ، وَأَنَّهُ يُريدُ هَدْمَهُ ، أَوْ يُريدُ التَّسَلُّقَ عَلَى أكتَافِهِ وَالشُّهرَةَ عَلَى حِسَابِ عِرْضِهِ، وَلَا سِيَّمَا لَوْ وَقَعَ عَلَى هَذَا الشَّيخِ ظُلمٌ ، أَوِ اضْطِهَادٌ تَزِيدُ عَاطِفُةُ مُتّبِعيهِ لَهُ، وَيَرْفَعُونَهُ إلى مَرْتَبَةٍ عَاليَّةٍ، قَد تُضُاهِي مَرتبَةَ الأَنْبِيَاءِ، أَوِ الأَولِيَاءِ وَيَتَغَافَلُونَ عَنْ أَخطَائِهِ ...، وَ«يَغْمِطُونَ النَّاصِـحِينَ» لَهُم أَيّمَا غَمْطٍ ([248]).
    وَقَدْ آلَ الأَمْرُ بِأَرْبَابِ الْمَذَاهِبِ ذَوِي التَّعَصُّبِ الْمَذْهَبِيِّ إِلَى تَنْقِيصِ الأَئِمَّةِ ، وَخَرَجُـــوا مِنْ دَائِرَةِ التَّرْجِيحِ ، إِلَى الْهَمْزِ وَاللَّمْز([249])، وَ«الغُلُوُّ وَالْجَفَاءُ» مَرَضَانِ خَطِيرَانِ ، قَدِ استَوَلَيَا عَلَى أَكثَرِ بَنِي آدَمَ ، وَلِهَذَا حَذَّرَ السَّلَفُ مِنْهُمَا أَشَدَّ التَّحذِيرِ ، وَخَوَّفُوا مَنْ بُلِيَ بِأَحَدِهِمَا بالْهَلَاكِ ، وَقَد يَجْتَمِعَانِ فِي الشَّخْص الْوَاحِــــد ، كَـمَا هُوَ حَالُ أَكثرِ الْخَلقِ([250])، وَلِهَذِهِ العَصَبِيَّاتِ صَارَتِ الأُمَّةُ الوَاحِدَةُ أُمَمًا ، وَصَارَتِ السَّبِيلُ الوَاحِــــدَةُ سُبُلاً ، إِذْ نَشَأَتْ عَنْ العَصَبِيَّاتِ آثَارُهَا اللاَّزِمةُ لَهَا ، فَسَاءَتْ الْحَالُ ، وَتَرَاخَتْ حِبَالُ الأُخُوَّةِ الإسْلاَمِيَّةِ ، وَضَعُفَ أَثَرُ الوَازِعِ الدِّينِيِّ فِي النُّفُوسُ([251]).
    وَلَيْسَ مَعْنَى السَّــلَفِيَّةِ أَنْ لَا يَقَعَ السَّــــلَفِيُّ فِي أَمْرَاضِ القُلُوبِ مِنْ الشَّهَوَاتِ الْخَفِيَّةِ ، كَـ «التّعَنُّتِ مَعِ إِخْوَانِهِ» ([252])، قَال ابن عثَيْمينَ(ت:1421هـ):" تَجِدُ بَعْضَ الإخــوَانِ - مَعَ الأَسَــفِ- يَرُدُّ عَلَى إِخْوَانِهِ أكثَرَ ممَّا يَرُدُّ عَلى الْمُلْحِدِينَ الَّذِينَ كُفرُهُم صَريحٌ ، يُعَادِيهم أكثَرَ مِمَّا يُعَادِي هَؤُلَاءِ، وَيُشَهِّرُ بِهِم فِي كَلَامِ لَا أَصْلَ لَهُ ، وَلَا حَقِيقَةَ لَهُ "اهـ([253])، والنَّاظرُ في «وَسَائِلِ التَّوَاصِل» يَرَى التَّنَقُّصَ والْجدَالَ ، وَالشَّتْمَ ، وَنَوْعَ تَحْرِيشٍ مِنَ الْمُصْطَدِمِينَ([254]).
    وَلَقَدِ اخْتَصَـرَ هذَا الشَّيْخُ محمَّد بن ربيع قَائِلًا:"
    ﴿ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ﴾ شِعَارُ بَعْضِ السَّلَفِيِّينَ ضِدَّ أَخِيهِ السَّلَفِيِّ ، الَّذِي لَا يُوَافِقُهُ الرَّأيَ "اهـ([255])، وَقَال العَلَّامَـةُ رَبيعٌ :"الإنسَانُ يُريدُ أَنْ يَتَأَدَّبَ فِي لَفْظِهِ لَيْسَ لَازمًا أَنْ تَقُولَ عَنْهُ مُبْتدِع، أَنا أَقْرَأُ لَكُم تَرَاجِم من البُخَارِي ؛ يَمُرُّ عَلَى جَابِرٍ الْجُعْفِيّ ، وَيَمُرُّ عَلَى غَيْرِهِ لَا يَقُولُ (مُبتَدعٌ)، وَهُوَ يَعْرِفُ أَنَّهُ رِافِضِيٌّ ، وَلَا يَقُولُ أَنَّهُ مُبتِدِعٌ ؛ لأَنَّ هَذَا لَيْسَ لَازِمًا بَيِّنَ ضَلَالَهُ ؛ نُصْحًا للنَّاسِ "اهـ([256]).

    لَكنَّ اللَّئِيـمَ حَمُولٌ لِلفُحْشِ([257])، وَسِلَاحُه قَبِيحُ الْكَلَامِ([258])، وَالتّنَقُّصُ مِنْ أَهْلِ الْحَقِّ الْمُخَالِفِينَ لِلشَّيـخِ الْمُتَعَصَّبِ لَهُ ، وَبَخْسُ فَضلِهِم ، وَالتَّلَفُـــــظُ بِعِبَارَاتٍ سَيِّئَةٍ ؛ طَعنًا فِيـهم بِغَير حَقٍّ ، مِمَّا يأنَفُ مِنْهُ اللَّبِيبُ ، الرَّشِيدُ([259])، قَالَ العلاَّمَـــــةُ عَبد الرَّزَّاقُ البَدرُ(61 عَامًا ):"لاَ حِيلَةَ لِلعَاطِلِ الْمُفلِسِ، إِلاَّ التَّهَكُّمَ وَالسُّخْرِيَّةَ وَالاِسْتهزَاءَ، وَمِن عَلاَمَاتِ أَهْلِ الأَهْوَاءِ : الوَقِيعَةُ فِي أَهْلِ الْحَدِيثِ وَالأَثَرِ ، وَهَذَا مِن أَعظَـــــمِ العُقُوقِ ، وَأَشَدِّ «اللُّؤمِ»، إِذْ أَهْلُ الْحَدِيثِ لَم يَأتِ مِنْـهُم إِلاَّ الأَيَادِي البَيضَاءُ وَالْجَمِيلُ وَالإحسَانُ "اهـ([260])، قَالَ العَلَّامَةُ محمد بن هَادِي:"إِنَّ الإخْوَةَ أَصْحَابَ الفَضِيلَةِ الْمَشَايخَ :الشَّيخَ الدُّكتُور محمَّد عَلي فَرْكُوس ، الشَّيخَ الدّكتُورُ عَبْدَ الْمَجِيد جُمعَةَ، الشَّيخَ الأَزْهَرَ سنيقرَةَ - وَفَّقَهُمُ اللهُ - هُم رُؤُوسُ وَمشَايخُ الدَّعوَةِ السَّلَفِيَّةِ فِي بِلَادِكم ، نَعْرِفُهُم جَيِّدًا ، وَمَا سَـمِعْنَا عَنهُم مُنذُ القِدَمِ إِلّا الْخَيْرَ ، وَالنَّشَاطَ فِي نَشْـــــــرِ الدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّة ، وَتَعْليـمُهَا للنَّاسِ - جَزَاهُم الله خَيرًا - ، فَـ «اعْرِفُوا لَهُم قَدْرَهُم ، وَوَقَارَهُم ، فَإِنَّ هَذَا حَقَّهُم عَلَيْكُم »"اهـ([261])،
    لَكنَّ اللَّئِيمَ الْمُخَادِعَ مُجَازٍ بِالْحِقِد، مُتَوَسِّعٌ فِيمَا لَيْسَ لَهُ([262])، وَالْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ ، وَالْفَاجِرُ خِبٌّ لَئِيم([263])، وَمِنْ بَوَاعِثِ النَّمِيـمَةِ إرَادَةُ السُّوءِ بِالْمَحْكِيِّ عَنْهُ، أَوْ إظْهَارُ الْحُبِّ لِلْمَحْكِيِّ لَهُ([264])، مِنْ مِثْلِ مَا خَربشَهُ الصَّعفوقُ الْجدِيدُ في« صَدِّ عُدوَانِ الشَّيخِ لَزْهَرَ عَلَى الإمَامِ فَرْكُوسٍ»، وَ«دَحْضَ الشُّبُهَاتِ وَالْمُغَالَطَاتِ ، الَّتي أَثَارَهَا الشَّيخُ لَزْهَرُ في مُكَالَمَةِ الصُّبْحَةِ »، طَمعًا في تَحْريكَ الْمُتأنِّي وَالْوَاقِفِ ، لَكنَّها جَعْجَعَةُ عَوَاطِفَ ، وَاصْطِيَادٌ في الْمَاءِ العَكِرِ كَأَخَبَثِ الطَّوَائِفِ ، فَأعُوذُ بِاللهِ مِنَ هَذَا التَّمَسُّحِ الزَّائِفِ .
    وَمِنْ أَخْبَثِ تَدَخُّلِ الوُشَاةِ :«التَّدَخُّلُ فِي النِّيَّاتِ »، قَالَ العَلَّامَةُ صَالِحٌ الْفَوْزَانُ :"بَعضُ الإِخوَانِ - سَامَحَــــهُم اللهُ - يَصِيرُ عِنْدَهُم هَوَى عَلَى أَحَدٍ مِن طَلَبَةِ العِلمِ ، أَو مِنَ العُلمَاءِ ...، تُجيبُ عَلَى سُــــــؤَالٍ فَقَط ، هُم يُركِّبُونَهُ ، وَيَقُولُونَ قَصْـــــدُهُ فُلَانًا ، قَصْدُهُ الطّائِفَةَ الفُلَانِيَّةَ ، وَيُدَبْلِجُونَ فِي الأَشرِطَةِ، وَيُؤَلِّفونَ كتبًا بِأَنَّ فُلاَنًا قَالَ فِي فُلَانٍ ، وَأَجَابَ عَن كَذَا، وَقَصدُهم بِهَذَا «الإفسَادَ بَينَ النَّاسِ ، وَالتَّحْريشِ بَينَ طَلَبَةِ العِلمِ»، و إيقَاعُ العَدَاوَةِ بَينَ طَلبَةِ العِلم "اهـ([265]).
    وَمنْ أَمثِلَةِ ذَلِكَ: مَا ذَكَرَهُ غلمَانُ رِجَالِ الْمَجلَّةِ لِلشَّيْخِ رَبيع عن الشَّيخِ لَزهَرَ أَنَّهُ « يَتَعَمَّدُ عِنْدَ ذِكْرِ الشَّيخِ رَبِيعٍ - دَائِمًا - أَنْ يَذْكُرَ مَسْأَلَةَ :" العَالِمُ يُصِيبُ وَيُخْطِئُ"، وَذَلِك تَعْقِيبًا مِنْهُ عَلَى نَصَائِحِ الشَّيخِ كُلَّمَا تَكَلَّمَ ، مِن أَجْلِ أَنْ يُضْعِفَ كَلِمَةَ الشَّيْخِ فِي النُّفُوسِ »([266]).
    وَمنْ أَمثِلَةِ ذَلِكَ: قَولُ العَلَّامَةِ محمَّد بن هَادِي:"يَقُولُونَ إنِّنَا لَم نَتَرَبَّ عَلَى كُتُبِ شَيخِ الإسْلَامِ ... قَطَعَ اللهُ أَلْسِنَةَ هَؤُلاَءِ الكَذَّابينَ ... "اهـ ، فَتَعَقَّبَهُ العَابِطُ قَائِلًا :" فَمَنْ صَاحِبُ الْمَقُولَةِ؟! أَلَيْسَ هُوَ الإمام رَبيعٌ ؟! إنَّكَ تَسْعَى جَاهِدًا ؛ لِهَزِّ مَكَانَةِ الشَّيخِ فِي قُلُوبِ السَّلَفِيِّينَ ..."اهـ([267]).
    وَمنْ أَمثِلَةِ ذَلِكَ : مَا ذَكَرَهُ العَلَّامةُ الْجابريُّ تَحذِيرًا مِن العلَّامةِ أحمدَ بَازمولٍ ، حَيثُ قَالَ : "أحمد بن عمر بن سَالِم بَازْمُول وَأُسَامَةُ بن عَطَايَا ، كِلَاهمَا فَتَّانٌ ... مِن شُيُوخِ الفَجْأَةِ الَّذِين مَضَتْ عِدَّةَ سِنِينَ وَلَم يُعْرَفُوا .... لَا تَغْتَرُّوا بِمَن زَكَاهُمَا ... اهـ([268]).
    قُلتُ : قَالَ الْمُحَدِّثُ النَّجْميُّ (ت:1429هـ) في مَوضِعَيْنِ([269]):"العَلَّامَــةُ السَّلَفِيُّ أَحْمَدُ بن عُمَرَ بن سَالِم بَازمُول ، إنِّي أَعْرِفُ فَضِيلَةَ الشَّيْخِ الدّكتُورَ أَحمَدَ عُمرَ بَازمُـول "اهـ ، وفي موضِــــع:" أَعْرِفُ فَضِيلَةَ الشَّيْخِ الدّكتُورِ أَحـمدَ عُمرَ بَازْمُول ، فَهُوَ عَالِم جَلِيلٌ "اهـ([270])، وَفي مَوْضــــــعٍ :" الشَيخُ الْمُحدِّثُ "([271])، وَوَصَفَهُ العَلَّامَةُ رَبيعٌ بأنَّه «عَالِمٌ بِحقٍّ بِأُصُـــــــولٍ السَّلفِ ، ومَا يُناقِضَها ، وَعالِمٌ بِالْحَدِيثِ وَأُصُولِه »([272]).
    فلِذَا قِيلَ : إنَّ الْجَابِـريَّ قَصَدَ الشَّيخَ رَبيعًا ، لَكنَّ الْجَابريَّ قَال مُجيبًا :" لَيْسَ هَذَا القَولَ بِغَريبٍ عَلَى مَنْ يَصْطَادُونَ فِي الْمَاءِ العَكرِ... مَا تَكَلَّم مُخَالِفٌ لَهُم إِلَّا حَرَّفُـــــوا كَلَامَهُ ... ثَانِيًا : لَمْ أُسَـمِّ أَحَدًا فِي تَحْذِيرِي مِنْ أَحمَدَ بَازْمُول ... فَكَيْفَ يُقَالُ إنَّ مُرَادِي هُوَ الشَّيخُ رَبيعٌ ؟! ... الثالث :... لَا يَزَالُ الأَئِمَةُ الَّذِينَ هُم سَلَفٌ لَنَا ، وَنَحنُ تَبَعٌ لَهُم عَلَى هَذَا الْمَنْهَج ، وَلَم يَقُل أَحَدٌ مِنَ الْمُبتَدَعِةِ العُقَلَاءِ إِنَّمَا أَرَادَ فُلَانًا أَو فُلَانًا بِهَذَا الكَلَامِ الرَّدَّ عَلَى فُلَانٍ ..."اهـ ([273])
    قَالَ العَلَّامَةُ ربيع :"«تَصْنِيفُ النَّاسِ بَيْنَ الظَنِّ وَاليَقِينِ »... قُلت لَهُ : شَيخُ بَكرُ ، الكِتَابُ يُوَزَّعُ ضِدَّنَا ، قال: وَاللهِ مَا كَتَبْتُهُ ضِدَّكُم ، وَأَنتَ - والله - عَلَى رَأسِي، وَاللهِ مَا قَصَدتُكَ ، قُلتُ : هَلْ قَصدتَ الْحَدَّادِيَّة ، قَالَ : لِي نَعَم ... قُلتُ : ... أكتبْ - بارك الله فيــــك - لِلنَّاسِ سَطْرَين ، قل لَهُم :(وَاللهِ مَا قَصدتُ إِخْوَاني في الْمدينة)... انتظَرْتُ وَانْتَظَرتُ ، وَانتَظَرتُ مُدَّةً ، مَا جَاءَني مِنهُ شَيْءٌ ، النَّاسُ يَتَّصِلُونَ عَلَيّ ...أقُولُ : لَا ، نَصْبِرُ، أَخُونَا وَنصْبِرُ عَلَيهِ ، وَوَعَدَ بِالتَّرَاجُعِ "اهـ([274]).
    لَكنَّ الشَّيخَ الأَزهَرَ كَتبَ أو قَالَ مُوضِّحًا :"أَقُولُ كُلٌّ يُؤخَذُ مِنْ قَوْلِه وَيُرَدُّ، هَذَا أَصْلٌ مِنْ أُصُولِ السَّلَف ، يأتِي وَاحِد يَقُول : إنَّكَ قَاصِدٌ بِه فُلَانًا وَفُلَانًا ! ... "اهـ
    فَاعتَرَضَ الصَّعْفُوقُ الْجديد كَعَادتِهِ قائلا :"لَكِنَّ هَذَا لَا يَمْنَعُ أَنْ نَتَعَرَّفَ عَلَيـهَا مِنْ خِــلَالِ القَرَائِنِ الَّتي تُحِيطُ بِالفَاعِل وَالْمُتَكَلِّمِ، وَالَّتي مِنْ جُمْلَتِهَا: سِياقُ الكَلَامِ، وَوَقْتُ وُرُودِهِ([275])، الْمُتَتَبِّعُ لِلأَحْدَاثِ الْجَارِيَّةِ فِي السَّاحَةِ ، الَّتِي تُعْتَبَرُ سِيَاقًا وَسِبَاقًا ... فِي فَهْمِ الْمَقصُودِ "اهـ([276]).
    قُلتُ :﴿لَّوۡلَآ إِذۡ سَمِعۡتُمُوهُ ظَنَّ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بِأَنفُسِهِمۡ خَيۡرٗا﴾، قَالَ شَيخُ الإسْلَامِ ابنُ القَيِّم (ت:751هـ):"الكَلِمَةُ الوَاحِدَةُ يَقُولُهَا اثنَانِ يُريدُ بِهَا أَحَدُهُمَا أَعْظَمَ البَاطِلِ ، وَيُرِيدُ بِهَا الآخَرُ محْضَ الْحَقِّ ، وِالاِعتبَارُ بِطَريقَةِ القَائِلِ وَسِيرَتِهِ وَمَذْهَبِهِ، وَمَا يَدْعُو إِلَيهِ ، وَيُنَاظِرُ عَلَيْهِ "اهـ([277])، وَقال العَلَّامةُ محمَّدٌ فَرْكُوسٌ :"إن تَأكَّدَ [النَّاصِـحُ] مِنْ نِسْبَةِ القَوْلِ ، أَوِ الفِعْلِ الْمَنقُولِ إِلى قَائِلــــِه ، أَو فَاعِلِهِ ، وَعَرَفَ مُرَادَهُ بِهِ نَظَــرَ «إِلَى سِيرَتِهِ ، وفِي دَعْــــوَتِهِ» ، فَإِنْ كَانَتْ حَسَنَةً أَحْسَنَ الظَنَّ بِهِ ، وَالْتَمَسَ لَهُ العُذْرَ إِن كَانَ خَطأً ، وَحَـمَلَ كَلَامَهُ أَوْ فِعْلَهُ عَلَى الوَجْهِ الْحَسَنِ ؛ لقَوْلِهِ تَعَالى ﴿ وَالبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتَهُ بِإذنِ رَبِّهِ ، وَإنْ كَانَتْ سِيرَتُهُ غَيْرَ مَرْضِيَّةٍ حَمَلَ كَلَامَهُ ، أَوْ فِعْلَهُ الْخَطَأَ عَلَى الوَجْــــهِ السَّيِّءِ ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى :﴿وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكدًا ﴾"اهـ([278]).
    فَإنْ كَانتِ هذَه الأَحْدَاثٌ الْجَارِيَّةُ قَرينَةً وَسياقًا في فَهْمِ الْمَقْصُـودِ ، فَإنَّهَا فِقْرةٌ مِن «سِيَاقِ السِّيرَةِ وَالْمَعْهُودِ»، قَالَ الشَّيخُ الدّكتورُ محَمَّدٌ بَازمُولٌ :"أَنْتَ تَتَكَلَّم عَنْ نَاسٍ نَحْنُ نَعْرِفُهم بجِهَادِهِم وَفَضْلِهِم وَدَعْوَتِهم ... تَأْتِنِي أُمُورٌ عَنْ فُلَانٍ وَعَنْ فُلَانٍ مِن الْمَشَايِخ ، أَستَنْكِـــرُهَا ، لَكِـنّ أَقُولُ لَا يَسَعنِي إِلَّا أَنْ أَحْمِلَهَا عَلَى محمَلِ الْخَيْر ... مَا يَسَعُنِي إِلَّا حُسنُ الظَنِّ، مَا يَسعُنِي إِلَّا حُسنُ الظَنِّ، أَحْسِنِ الظَنَّ ، أَحسِنِ الظَنَّ([279])، قَدْ يَتَكَلَّمُ عَالَمٌ سَلَفِيٌّ في آخَرَ سَلَفِيّ ، وَيَسْتَطِيلُ عَلَيْهِ بِسَبَبِ قُصُورٍ مَا، وَلَا يَعْنِي ذَلِكَ إِسْقَاطَهُ، وَالْمَوْقِفُ مِنْ ذَلِكَ هُو إِحْسَانُ الظَنّ ، فَنَعْتَقِدُ أَنَّ كَلَامَ ذَلِكَ العَالِم نَتِيجَةُ اجْتِهَادٍ رَآهُ "اهـ([280]).
    وَقَال العَلَّامَـــةُ الكَبِيرُ الزَّاهِدُ حَسَنٌ عَبدُ الوَهَّابِ البَنَّا(ت:1442هـ): "وَقَدِ انْتَشَرَتْ صَوْتِيَّةٌ لِلأَخِ الشَّيخِ خَالِد بن عَبْدِ الرَّحْـمَنِ - وَفَّقَهُ اللهُ - أَنْكَرَ فِيـــــهَا هَذِه الْمَجَالِسَ السِّرِّيَّةَ البِدْعِيَّةَ ... وَنَحْنُ نُوَافِقُهُ عَلَى إِنكَارِهَا ، لَكِنَّ الإشكَالَ أَنَّهُ نَسَبَ هَذِهِ الْمَجَالِسَ البِدْعِيَّةَ إِلَى العَلَّامَــــةِ رَبِيعٍ ... حَيْثُ ظَنّ عِلمَ الشَّيخِ رَبِيــــع بِحَقيقَةِ صِفَةِ هَذِه الْمَجَالِسِ السِّـرِّيَّةِ عَلى الصِّـــفة الَّتي جَاءَت فِي كَلامِ عَبْد الوَاحِدِ ... وَإِنَّمَا تَكَلَّم الشَّيخ رَبيعُ بنُ هَادِي عَنْ مَسْأَلَةِ جُلُوسُ العُلمَاءِ لِلمُشَـــاوَرَةَ ، وَالْمُبَاحَثَةِ فِي الْمَسَائِلِ العِلمِيَّةِ عَامَّةً ... ولذلك قَولُ الشَّيخِ خَالِدِ بنِ عَبْد الرَّحْـمَن عَن كَلَامِ العَلَّامَــــةِ رَبيع بنِ هَادي الْمَدْخَــــليّ - حَفِظَهُ اللهُ-: "هَذَا التَّقْرِيرُ تَقْرِيرُ الْخَوَارِجِ"، وَأَنَّهُ "انْحَرَفَ عَنِ السُّنَّةِ فِي هَذِهِ الْمَسْألةِ" لَيسَ بِصَــــــــوَابٍ ، بَلْ هُو خَطَأٌ مِنهُ فِي حَقِّ العَلَّامَةِ رَبيع بن هَادِي ، وَيَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَعْتَذِرَ مِنْهُ ، وَهُو أَهْلٌ لِذَلِكَ - إِنْ شَاءَ اللهُ - ، فَعَهِدْنَا بِأَخِينَا الشَّيخِ خَالدٍ عَبْدِ الرَّحْمَن أَنَّهُ يَحْتَرِمُ العُلَمَاءَ ، وَيُبَجِّلُهُم "اهـ([281]).
    ﴿ أَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذۡهَبُ ‌جُفَآء ﴾، مِنْ مِثْلِ سَيْلِ الرُّدُودِ - بَلِ السِّبَاب - عَلَى ردِّ الشَّيْخِ خَالدٍ عَبْدِ الرَّحْمَن([282])، الَّذِي قَاءَهُ شُيُوخُ الصَّعَافِقَةِ ؛ تَعَصُّبًا وَعُدْوَانًا؛ حَيْثُ قَالَ العَلَّامَةُ حَسَنٌ البَنَّا- رَحِمهُ الله-:"بَل تَقْرِيرُ مَذهَبِ الْخَوَارِجِ ، وِالاِنحرَافُ عَنِ السُّنَّةِ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ إِنَّمَا يَكُــــونُ لِمَنْ عَقَدَ مَجَالِسَ سِرِّيَةً مِنْ وَرَاءِ العُلمَاءِ "اهـ([283])، وَقَال العَلَّامَــةُ رَبيعٌ :"القَوْلُ بِأَنَّ عِنْدَنَا مَجَالسَ شُورَى سِرِّيّةً مِنْ أكْذَبِ الكَذِبِ "اهـ([284])، لَكنَّ الصَّعَافِقَةَ دافعوا عن خَدَنِهِم الكَذَّابِ عَبْدِ الْواحدِ ؛ لأنَّ « التَّعَصُبَ الْمَذمُومُ هُوَ : الاِسْتِمــرَارُ عَلَى البَاطِلِ - مَعَ العِلْمِ بِبُطلاَنِهِ -؛ تَكَبُّراً وَعِنَادًا ؛ وَنُصْـــرَةً لِلشَّخْصِ ، أَوْ لِلْقَبِيــــلَةِ عَلَى حَقٍّ ، أَوْ بَاطِلٍ» ([285])، وَقَد شَهِدِ شَاهِدٌ مِن الصَّعافقة ، حيث قال الدكتور عَبدُ العَزيز الْمُبَارَكي :"عَبْدُ الوَاحِدِ الْمَدْخَلِيُّ أَخْطَأ ، وَأَسَاءَ بِتَصْرِيحِهِ الْمُسَجَّل ... وَنَسَب إَلَى العَلَّامَــــــــةِ الرَّبِيعِ مَا هُوَ بَريءٌ مِنهُ ... الوَاجِبُ عَلَى الإِخْوَةِ أَنْ يَرُدُّوا الْخَطَأَ ، لَا أَنْ يُدَافِعُوا عَنْهُ "اهـ([286])، فَرَّدَ العَابِطُ مُغَرِّدًا :"... إِنِ اعْتَبَرنَا الشَّيْخَ عَبْدَ الوَاحِدِ مُخْطِئًا، فَلَا شَكَّ أَنَّهُ عُوتِبَ أكثَرَ مِن اللَّازِمِ ، وَلاَ يَنبَغِي أَنْ نُشْمِتَ بِهِ الْمُفَرِّقَةَ "اهـ .
    وَمنَ الكَذِبِ عَلى العُلَمَاءِ : قَولُ العَابِطِ :"فَالِحٌ الْحَـرْبِيُّ كَانَ عَالِمًا بِاتِّفَاقِ العُلمَاءِ "اهـ([287])، بَلْ حَسبُكَ - يَا عَاقِلُ- قَولُهُ :"أَتَحَدَّاكُم أَنْ تَأتُونِي بِمَوقْفٍ ، أَوْ قَوْلٍ نَشَرْتُهُ ، وَتَبَنَّيْتُهُ ، لَم أَسْتَشِرُ فِيهِ عَالِمًا أَوْ شَيْخًا ، وَلَم أُطْلِعْهُم عَلَيهِ قَبْلَ نَشْرِهِ "اهـ([288]).
    قَالَ العَلَّامَـةُ إحسَانٌ ظَهِيرٌ(ت:1407هـ):"بَلَغُوا- أي الرّافِضَةِ- فِي اللُّؤْمِ؛ حَيْثُ كَذَبُوا عَلَى محَمَّدٍ البَاقِرِ([289])، مَا وَجَدْنَا قَوْمًا يُكْثِرُونَ «الكَذِبَ عَلَى أَئِمَّتهم وَمَشَايِخِهم» مِثلَ الصُّوفِيَّة وَالشِّيعَةِ، فَمَا أَكثَرَ مَا نَسَبُوهُ إِلَيــهِم ، وَهُوَ مِنْهُ بَرَاءٌ "اهـ([290])، وَقَالَ العَلَّامَــــةُ رَبيعٌ :"التَّعَصُّبُ ... يُؤَدِّي ... إِلَى الكَذِبِ ، وَالْمُغَالَطَاتِ فِي نَشْرِ الْمَبَادئِ الهَدَّامَـــــةِ "اهـ([291])، مِنْ مِثْلِ تَحريشِ الصَّعْفُوقِ الْجَدِيدِ - أصلَحه الله - :" [ حَسَنٌ آيت ] عِلْجَت ..صَـرَحَ هَذَا الأُسبُوعُ لأَحَدِ مُرِيدِيهِ بِقَولِه :لَا تَذْهَبُوا عِنْدَ الشَّيْخِ فَركُــوسٍ ؛ لأَنَّ مَا يَحْدُثُ مَعَهُ نَفْس مَا حَـدَثَ لِلشَّيخِ رَبِيعٍ فِي فِتنَةِ الصَّعَافِــــقَة ، قَدْ أَخْـطَأَ الشَّيخُ فَركُوسٌ فِي حَــــقِّ الْمَشَايِخ بِسَبَبِ مَا يُنقَلُ لَهُ ؛ لأَنَّهُ صَارَ كَبِيرًا في السِّنِّ ، مُغْلَقٌ ومُلَبَّسٌ عَلَيْه([292])، نَقُولُهَا صَريحةً فَصِيحةً ، أَئِمَّةُ الْمَسَاجِدِ السَّلفِيين فِي هَذِه الفِتْنَةِ الأَخِيَرةِ جُــــلُّهُم ضِدَّ مَوقِفِ العَلَّامَـــــة فركُوس([293])، جُـمُعَةُ وَلَزْهَرُ مَعَ الوَاقِف ، سَابِقًا لَمَّا كَانَ العِيدِ شِريفي هُو الْمَرجِــــعُ كَانَ جـُمعُةُ وَلَزهَرُ كَثيرًا مَا يَتَرَدُّدُونَ عَلَيْهِ ، وَإذَا كَانُوا مَعَ شَيْخهم العِيــــدِ ، وَمَرُّوا عَلى الشَّيخِ فَركُوس لَايُلقُونَ عَلَيْهِ السَّلَام([294])، مسْجُدُ عُقْبَةَ بن نَافِع ، الَّذي يَنْشُطُ فِيه محمَّد مزيَان ... أَفْضَلُ مَسْجِدٍ يُحَـارِبُ سُنَّةَ التَّرَاصِ([295])، العَوَامُ عِنْدَنَا فَهِمُوا القَضِيّةَ ، وَالأَوْصِيَاءُ عَلَى الدَّعْوَةِ لَمْ يَقْرَؤُوا بَيَانَ عَالِـــم البَلَدِ ، وهَمَّشُوا مَجَالِسَهُ([296])، لَا يَحْسُـــــــنُ بِـهِم أَنْ يَثِيرُوا قَضِيَّة الطَّعْنِ فِي العُلَمَاءِ، لأَنَّكُم تَطْعَنُونَ فِيهم ، أَنْتَ وَعِصَابَتُكُ الْمُجَنَّدَةُ فِي هَذْهِ الْحَرْبِ القَذِرَةِ ، والأَشَيَاخُ الَّذِينَ جَنَّدُوكُم الشَّيخُ جُـمُعَةُ وَأَزْهَر .... وَكَذَلِكَ الطُّعُونَاتُ الصَّادِرَةُ مِنْهُمَا في حَقِّ الشَّيْخِ رَبيعٍ مِـنْ قَبْلُ ... وَهَذَا الَّذي ذَكَرتُهُ عَنكُم مِنْ طُعُونَاتِ دَلِيــــــــــلٌ عَلَى أَنَّكُم تُتَاجِرُونَ بِالقَضِيَّةِ ، لِتَحْقِيقِ مَآرِبِكم الدَّنِيئةِ([297])، كِتَابَةٌ وَاتْسَابِيَّةٌ لأَحَدِ أَبْوَاقِ هَذِهِ الفِتنَةِ الْمُجَنَّدِيــنَ مِنْ قَبلِ بَعْض الأَشْيَاخَ ( الشَّيخُ جُمُعَةُ - أَصْلَحَهُ الله-)، وَمِنهُم شَيخُهُ بن حجَر، الَّذي لَم تَعُدْ حَرْبُهُ لِمَوَاقِفِ وَكَلَامِ شَيْخِنَا العَلَّامَةِ الإمَامِ محمَّد عَليِّ فَرْكُوسٍ في الأَحْدَاثِ الأَخِيرَةِ بِخَافِيَّةٍ([298])... الَخ .
    قُلْتُ : و« كَفَى بالْمرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُـلِّ مَا سـَمعَ»([299])، قَالَ العَلَّامَــةُ رَبيعٌ :"وَكَفَى بِالكَذِبِ «بِدْعَةً»، وَلَا سِيَّمَا عَلَى أَهْلِ السُّنَّةِ وَمَنْـهَجِهِم ، وَكُتُبِهم "اهـ([300])، من مِثْلِ مَا وَقَّـعَهُ الصَّعُوقُ الأَوَّلُ العَابِطُ في مَوَاطِنَ مِنْ مُغالَـــطاتِهِ ، مِثَالهُ : قَوْل مُقبِلٌ الوَادِعيّ(ت:1422هـ):"أَهْلُ السُّنَّة مَنْصُورُونَ ... وَإِن «جَلَسُوا يُدَرَسِّونُ فِي الشَّوَارِعِ وَالأَزِقَّةِ»"اهـ([301]).
    قُلْتُ : كَلَامَ الوَادِعيّ ظَاهِرٌ جدًّا ،أي : «يَسْتَحِيلُ دُخُولُ التَّأْويلِ فِيهِ ، وَتَحْمِيلُهُ التَّأويـلَ كَذبٌ ‌ظَاهِرٌ ‌عَلَى ‌الْمُتَكَلِّمِ»([302])، لَكنَّ سُوءُ الإرادَةِ تَسْتَلزِمُ سُوءَ الفَهْمِ([303])، فَلذَا حَرَّفَ ذَلِكَ العَابِطُ كَلامَ الوَادِعيّ تحريفًا بَيِّنًا عَوَرُهُ ، وكَذِبَ عليه كَذِبً ظَاهِرًا حَيثُ قَالَ :"الشَّيْخُ لَا يَقْصِدُ أَبَدًا بِأَنَّ السَّلَفِيَّ الَّذِي يُمنَعُ مِنَ التَّدْرِيسِ دَاخِلَ الْمَسْجِدِ أَنْ يَذْهَبَ ، وَيُقِيمَ الدَّروسَ ، ويَعْقِدَ مَجَالِسه على الرَّصِيفِ عَلَى طَرِيقَةِ جَمَاعَةِ التَّبْلِيغِ"اهـ([304]).
    قُلْتُ : قَالَ ابنُ بَاز(1420هـ):"جَمَاعَةُ التَّبلِيغِ لَيْس عِندَهُم بَصِيرَةٌ فِي مَسَائِلِ العَقِيدَةِ ، فَلَا يجُوزُ الْخُرُوجُ مَعَهم، إِلَّا لِمَنْ لَدَيهْ عِلمٌ وَبَصِيرَةٌ بِالعَقِيدَةِ "اهـ([305])، فَالعَقيــدةُ هي لُبُّ انحرافهم ، وليسَ الشَّارِعَ، لَكنَّ العَابِطَ قَال:"إنَّمَا قَصَدَ - رَحِمهُ اللهُ - بِأَنَّ السَّلَفِيَّ إِذَا مُنِعَ مِنَ الْمَسْجْدِ هَذَا لَا يَعْنِي بِأَنَّ دَعْوَتَهُ انتَهَتْ ، فَعَلَيْهِ أَن يُثَابِرَ ، وَ أَن يجتَهِدَ فِي إِتْمَامِ دَعْوَتِهِ ، وَهَذَا بِنُصْـحِ النَّاسِ ، وَتَغْيِيرِ الْمُنْكَـرِ فِي الأَهْلِ وَالأَقَارِبِ وَالْجِيرَانِ ، وَهَذَا وَاضِـحٌ مِنْ كَلَامِ الشَّيخِ مُقْبِلِ "اهـ([306]).
    قُلْتُ : ألَا إِنُّهُ الكَذِبُ الَّذِي يُرَافِــقُهُ الغَبَاءُ الشَّدِيدُ([307])، فَهَلِ الأَهْلُ وَالْجِيرَانُ لَا يُوجَدُونَ إلَّا في الشَّوَارِعِ وَالأَزِقَّــــةِ ؟! فَإن أصَرَّ العَابِطُ على غَبَاوتهِ فَليَتَذكَّرْ قَولَهُ :" كَثِيرٌ لَا يَخُوضُون ، يَقُولُ لَكَ أَنَا عَلَى قَول فَركُوس وَانتَهَى، هَذَا لَابُد أَنْ تَمشِي لَهُ إِلَى بَيتِهِ، لَابُدّ أَن تُنَادِيهِ إِذَا رَأيتَهُ في الشَّارِع ... إِيَّاكَ أَن تَترُكَه ... حَتَّى إِذَا لَم يُجبْكَ، أَو قَالَ لَكَ سَيِّئَةً ...«العَمَلُ الْمَيدَانِيُّ يَنتَظِرُنَا»"اهـ([308]).
    وَكذَلِكَ كَان الْعيَّابُ حمَّودَةُ يَسْتَجْلِبُ قَرَائِنَ غَرِيبَةً؛ طَمَعًا في تحريف الْمَنْطُوقِ مِنْ مِثْلِ مَا حَاكَهُ العَيَّاب حمَّودَةُ مُغالَطَةً وَكَذِبًا عَلَى العُلَمَاءِ وَالعَلّامَةِ فَركُوسٍ في قَضِيَّة «الإِنْكَارِ العَلَنِيِّ»، وَقَد يَسَّرَ اللهُ - وَلَهُ الْحَـــمْدُ - الكَشفُ عَنْ كَذِبِه وَمُغَالَطَاتِهِ في الْحَلقَةِ التَّاسِعَةِ، من سِلْسِلَةِ «الأيَّامِ الزَّاهيَّةِ الزَّاهِرَةِ ، فِي مَطْلَعِ العَلَمِ فَرْكُوسٍ وَالأَعْلاَمِ السَّلَفِيَّة الظَّاهِرَة ، وَمَصْرَعِ الأَقْزَامِ الفَالِحِيَّةِ الْمُجَاهِرَةِ » الَّتِي نُشَرَتْ في هَذا الصَّرْحِ مُنَتَدَيَات «الإبَانَةِ السلَّفيَّة» - بَارَكَ الله في جُــهُودِ الْمُشْرِفِينَ -، وَفي الْشَّيْخِ الفَاضِلِ أَبِي عَبْدِ اللهِ لَزهرَ سِنيقْرَةَ ، أَمَّا عنْ جُهودِ إخْوَانِنَا - وَعَلى رَأَسِهِم الفَاضِلُ إبراهِيمُ ابْوِيرَانُ الأخْضريُّ - في الذَّبِّ عَنِ العَلّامَةِ فَركُوسٍ وإخْوَانِهِ وَأنْصَارِهم فَحَدِّثْ ، وَلَا حَرجَ .
    فَأيْنَ نَظرُ الغُلامِ مِنْ هَذِهِ السِّيرةِ وَالْمَعْهودِ؟! بل مَا مَحَلُّ إعرَابِه مِن ذَلك الْمَجْهُودِ؟ قَال العَلّامةُ رَبيع :"سَاقَ القَومُ - قَاصِدِينَ تَشْوِيهِي- عَدَدًا مِنَ الأَمْثِلَةِ ... قَالُوا :"يَقُولُ ... جَازِمًا-:(إِنِّي - والله- لَعَلَى مَنْهَجِ أَهْلِ السنَّةِ فِي الدَّقِيقِ وَالْجَلِيلِ - مَا اسْتَطَعْتُ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلًا-)، أَقُول: هَذَا الكَلَامُ قُلتُـــهُ ؛ رَدًّا عَلَى مَنِ افْتَرَى عَلَيَّ ... فَـ «اخْتطَافُكُم لِهَذَا الكَلَامِ مَفْصُــولاً عَنْ أَسْبَابِه وَعَنْ سِبَاقِهِ وَلِحَاقِهِ خِيَانَةٌ مُخْزِيَّةٌ ، وَمِنْ جَعْلِ الْحَقِّ بَاطِـــلاً»([309])، طَالِبُ العِلمِ والعَالِمُ إِذَا احتَاجَ أَنْ يَذكُـرَ أَسْبَقِيَّتَهِ فِي العَمَلِ في مُوَاجَـهَةِ وَتَحْطِيــــمِ الكَذَّابِينَ لَهُ ذَلِك ، وَأَمْرٌ مَشْرٌوعٌ ، عَثْمَانُ - رَضِي الله عَنْه- لَمَّا قَدَحُوا فِيهِ، وَأَسْقَطُوا خِلَافَتَهُ وَطَعَنُوا فِيهِ قَالَ أَلَمْ أَفْعَلْ كَذَا يَوْم كَذَا ؟!"اهـ([310])
    ثمَّ إنَّ الكَثيرَ مِنَ الْمَقَالَاتِ والاِعترَاضَاتِ لَمْ تَلقَ رَدًّا وَنقْضَا مِنَ العَابِطِ وَشِلَّتِهِ وَشُيُوخِـهم ، فَهَلْ يَجوزُ أَن نُحْرِجـهِم بَقَواعدِ فهمهم ؟! كَقَوْلِ العَابِط :"إِعْرَاضُكُم عَن الْجَوَابِ يَصُبُّ فِي صَالِــحِ مَن جَعَلتَهُم اليَومَ مِن خُصومِك ؛ لأنَّكَ قَدْ تَظهَرُ فِي صُورَةِ العَاجِزِ([311])، سُكُوتُ الْمُفَرِّقَةِ ...عَن هَذِهِ التَّحَدِّيَّاتِ هُوَ دَلِيلُ عَـجْز وَإقْرَارٍ ، عُلِمَ هَذَا بِالتَّجْرِبَةِ([312])، ...الِخ .
    وَهَا هُوَ الصَّعْفُوقُ الْجَدِيدُ يُحَدِّقُ في خَرِبشَةِ الْمَجْهول، ثُمَّ يَقُولُ :"لَا أعْرِفُ هذَا أبُو غُرابٍ، لَكنّ أقولُ: إنَّ هذَا الرَّجُلَ قَد ذَكَرَ جملةً مِنَ الأمورِ الْمُتَاجرةِ بالدَّعوةِ ... مَنْسُوبةً للشَّيخِ جُمُعَةَ ... وَقَدْ خَرجَ صَاحبُ مَدرَسَةُ الْمَعَالِم ... وَصَدَّقَ صَاحبُ هَذَا الْحِسَابَ، وَالشَّيخُ جُمَعةُ سَاكِتٌ ، الأمرُ الَّذِي يُؤَكِّدُ تَلَبُّسَهُ بِقَضِيَّةِ التِّجَــارَةِ بِالدَّعْوَةِ إِلَى اللهِ ... وَإلَّا فالسّكوتُ في وقْتِ الْحَاجَــــةِ للبيانِ لا يجوزُ ... "اهـ([313])
    قُلتُ : قَال ابنُ مَنْظُورٍ(ت:711هـ):"وَيَنْشَعِبُ مِنَ الطَّيْشِ سُوءُ الصَّنِيعِ ... وَالغَبَاءُ ... وَيَنْشَعِبُ مِنَ العَجَلَةِ ... قِلَّةُ الفَهْمِ "اهـ([314])، وَيَتَجلَّى هَذَا فِي جَوَابِ هَذَا الصَّعْفُوقِ الْجَدِيدِ مِنْ أربعَةِ :
    الَوجْهُ الأوَّلُ : قَال فَالِحٌ الْحربيِّ(ت:1442):"الشَّيخُ [ربيع] هَرَبَ لَمَّا رَأَى الرُّدُودَ، وَأَدرَك خَطأَهُ انسَحَبَ الاِنسَحَابَ "اهـ، فَرَدَّ العَلّامَــــــــــةُ رَبِيعٌ مُفَنِّدًا :"لِمَاذَا لَم تَرُدّ أَنتَ عَلَى النَّصيحَتَيْنِ الَّتِي تَوَعَّدْتَ بِالرَّدِّ عَلَيهِمَا ... مَاذَا تُسَمِّي هَذَا؟! ... أَمَّا الرُّدُودُ الأُخرَى القَائِمَةُ عَلَى الْجَهْلِ وَالسَّفْسَطةِ وَالصَّادِرَةِ عَن أُنَاسٍ مجْهُولِينَ سُفَهَاءَ فَلَنْ أَرُدَّ عَلَيهَا؛ لأَنَّ مُجَارَاةَ السُّفَهَاءِ غَيْرِ لاَئِقَةٍ بِالعُقَلاَءِ ؛ وَلأَنَّ العُقَلاَءَ يَطلُبُونَ مِنِّي أَن لاَ أَرُدَّ عَلَيكَ ، فَكَيفَ يَقبَلُونَ الرَّدَّ عَلَى جَهَلَةٍ مَجهُولِينَ سُفَهَاءَ "اهـ([315]).

    الَوجْهُ الثَّانِي : «لَا يُنْسَبُ إِلَى سَاكِتٍ قَوْلٌ»؛ إِلَّا بِدَلِيلٍ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ سُكُوتَهُ كَالْقَوْلِ حُكْمًا ، أَوْ حَقِيقَةً ؛ لِأَنَّ السُّكُوتَ عَدَمٌ مَحْضٌ ، وَالْأَحْكَامُ لَا تَتَرَتَّبُ عَلَى الْعَــــدَمِ ، وَلَا يُسْتَفَادُ مِنْهُ الْأَقْوَالُ فَلِهَذَا لَوْ أَتْلَفَ إِنْسَانٌ مَالَ غَيْرِهِ ، وَهُوَ سَاكِتٌ لَمْ يَمْنَعْهُ ، وَلَمْ يُنْكِــــرْ عَلَيْهِ ضَـمِنَ الْمُتْلِفُ ، وَلَا يُجْعَلْ سُكُوتُ الْمَالِكِ إِذْنًا فِيــــهِ ، وَلَوِ ادُّعِيَ عَلَى شَخْصٍ دَعْوَى ، فَلَمْ يُجِبْ بِنَفْيٍ ، وَلَا إِثْبَاتٍ لَمْ يُجْعَــلْ مُقِرًّا بِالْحَقِّ بِسُكُوتِهِ([316])، وَكَذَلِكَ لَا يُستَفَادُ مِنْ التَهْمِيشِ إقْـرَارٌ، وَلاَ عَجزٌ ، قالَ العَلَّامةُ صَالِحٌ آل الشَّيخِ :" لاَ يُحْرِجُ السَّائِلُ العَالـمَ ؛ لِأَنَّهُ قَد يَترُكُ جَوابَ بَعضِ الْمَسَائِلِ لِغَرضٍ شَرعِيٍّ صَحِيحٍ يَرعَاهُ ، وَقَد يَرعَى مِنَ الـمَصَالِـحِ الشَّرعِيَّةِ مَا لاَ يَستَبِينُهُ السَّائِلُ ، فَإذَا أَحْرَجَهُ السَّائِلُ فِي مِثلِ هَذَا التَّحْرِيجِ كَانَ هَذَا فِي غَايَةِ مَا يَكُونِ مِن الإسَاءَةِ "اهـ ([317]).
    الَوجْهُ الثَّالثُ : قَالَ العَلَّامَةُ محمدٌ فَركُوسٌ :"يَنْبَغِي - حَال الاِختِلَافِ بَيْنَ الأَقْرَانِ، أَوْ بَيْنَ الشَّيخِ وَتِلمِيذِهِ- عَدَمُ الْمُبَادَرَةِ إِلَى الاِعتِرَاضِ قَبْلَ التَّوثُّقِ، أَوِ التَّقْلِيلِ مِنْ أَهَمِّيَةِ أَحَدِهِمَا لِآخَرَ، أَوِ اتّهَامِهم قَبْلَ اتّهَامِ رَأَيْهِ، أَو التَّشْنِيعِ قَبلَ التَّثَبُّتِ وَالنُّصْحِ ؛ فَإنَّ سُلُوكَ مِثْلَ هَذَا الْمِنْهَاجِ في التَّعَامُلِ يُؤَدِّي بِطِرِيقٍ ، أَو بِآخَرَ إِلَى التَّدَابُرِ وَالْمُصَادَمَةِ وَالهُجْرَانِ ، وَيُوقِعُ العَدَاوَةَ وَالبُغْضَ ، وَلَا شَكَّ أَنّ هَذِهِ النَّتِيجَةَ مَذْمُـومَةٌ شَرْعًا ، وَالوَسِيلَةُ إِليـهَا تَأخُذُ حُكمَهَا ؛ لأَنَّ الوَسَائِلَ لَهَا حُكمُ الْمَقَاصِدِ ، وَ كُلُّ مَا أَدَّى إِلَى حَـرَامٍ فَهُوَ حَرَامٌ ، بَلْ يَنبَغِي أَن تَكُــونَ الْمُعَامَلَةُ مَبْنِيَّةً عَلَى التّآخِي ، وَالتَّعَاوُنِ فِي الْخَيرِ مَع صَفَاءِ القُلوب ، وَنَبْذِ الفُرْقَةِ ، وَتَحْقِيقُ الأُلفَةِ "اهـ([318])
    الَوجْهُ الرَّابعُ :«الهَوَى والتَّعَصُّبُ يَفعَلُ بِأَهلِهِ العَجَائِبَ»([319])، فقَدِ استَشْهدَ هذَا الصَّعْفُوقُ الْجَدِيدُ بِصَاحِبِ مَدْرَسَةِ الْمَعَالِم سَابِقًا، فَلِمَاذَا لَمْ يَسْتِهدِ بِقَوْلِه :"رَفَعَتُ القَضِيَّةَ إلَى عَلَّامَةِ البَلد ... لَكن الشّيخَ فَركُوسَ - حَفِظه الله- رَفَضَ يَومَهَا التَّدَخُّلَ فِي القَضِيَّةِ "اهـ([320])؟! فلِمَاذَا يَتَدَخَّلُ الغُلَامُ الشَّلفيُّ وَزُمْرَتُهُ ؟!
    ( مَلْئَ السَّنَابِلِ يَنْحَنِينَ تَوَاضُعا **** وَالفَارِغَاتُ رُؤُوسُهُنَّ شَوَامِخُ ) ([321])
    لَكِنْ الصِّغَارَ هَؤُلَاءِ يَتَدَخَّلُونَ ، وَيَكتُبُونَ بِزَعَمِ أَنَّهُم يُصْلِحُونَ ، أَوْ أَنَّهُم يَنْصُرُونَ الْحَقَّ ، أو أَنَّهم كَذَا، هَؤُلَاءِ لَا يَزِيدُونَ الفِتنَةَ إِلَّا نَارًا([322])، قَالَ العَلَّامَةُ ربيعٌ:"تَعَلَّمُوا يَا إخْوَةُ، وَالسَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ ، وَلَا يُلْدَغُ مُؤْمِنٌ مِن جُحْـــــرٍ مَرَّتَينِ ، فَلَا تُلْدَغُــوا مِرَارًا ، وَإذَا حَــــدَثَ أَمْرٌ فَلَا تَتَسَرَّعُوا بِالْخَوْضِ فِيهِ ، فَإنَّ ذَلِكَ يَجُرُّ إِلَى الفُرْقَةِ ، وَيَجُرُّ إِلَى التَّحَزُّبِ ، وَيَجُرُّ إِلَى فِتَنٍ ، وَمَشَاكِلَ لَا أَوَّلَ لَهَا، وَلَا آخِرَ... "دَعُوا القَوْسَ لِبَارِيهَا "([323])، أَرْجُــــوا مِن السَّلَفِيِّينَ عُمُومًا أَنْ يَجتَنبُوا الْخُصُومَاتِ وَأَسْبَابَ الْخِلَافَاتِ ، وَإنْ حَصَـــلَ شَيءٌ مِن ذَلِكَ بَيْنَ بَعْضِ الإخْــوَةِ أَلَّا يُكثِرُوا الْجِــــدَالَ ، وَأَنْ لَا يَنْقُلُوا مِنْهُ شَيْئًا فِي مَوَاقِعِ الإنتَرنَت السَّلَفِيَّةِ أَو غَيْرِهَا ، بَلْ يُحِيلُوا ذَلِكَ إِلَى أَهْلِ العِلمِ ؛ لِيَقُـــولُوا فِيهَا كَلمَةَ الْحَقِّ الَّتِي تَقْضِي- إنْ شَاءَ اللهُ- عَلَى الْخِلَافِ([324])، لَوْ رَأَيْتَ أَنَّكَ عَلَى حَقَّ فِي قَضِيَّةٍ مِنَ القَضَايَا ، وَتَرَى لَهَا آثَارًا سِلْبِيَّةً ، وَآثَارًا سَيِّئَةً تُؤَدِّي إِلَى التَّفْريقِ ، اتْرُكْ ، اسْكُتْ ، الرَّسُولُ كَانَ يَسْكُت أَحْيَانًا عَنْ شَيء حَقٍّ ؛ دَفْعًا لِلْفِتْنَةِ([325])، وَنَطلُبُ مِن مَوَاقِعِ الإنتَرنَت الَّتي تَنْتَمِي إِلَى الْمَنهَجِ السَّلَفِيِّ أَنْ تَعْرِفَ للعُلَمَاءِ حَقَّهُم وَمَنْزِلَتَهُم ، وَأَنْ تَبْتَعِدَ عَنِ النَّيْلِ مِنهُم([326])، أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ سُوءِ الأَدَبِ مَعَ العُلَمَاءِ "اهـ([327]).
    قَالَ العَلَّامَةُ فَركُوسٌ في مَعْرَضِ الدِّفاعِ عَنْ مَقالِهِ (تَسْليِط الأَضْوَاءِ) :"أَهْلُ العِلْمِ وَالْحِكْمَةِ أَحْرَى بِمَعْرَفَةِ «الوَقْتِ الْمُنَاسِبِ » لِهَذَا البَيَانِ "اهـ([328])، وَخَاطَبَ الشَّيْخُ أَزهَرُ الّدكتُورَ مَاضِي ؛ فقَال لَهُ :"وَلأَنَّ جَوْهَرَ الْخِلَافِ بَيْنَنَا هُوَ «مَسَائِلُ مَنْهَجِيَّةٌ مَعْلُومَةٌ»، كَانَ بِإمْكَانِنَا أَن نُعَالِجَهَا فِي حِينِهَا قَبْلَ أَن تَتَقَادَمَ ، وَقَبْلَ«أَنْ يَدْخُلَ بَيْنَنَا أُولئِكَ الغِلمَانُ» ، الَّذِيــــنَ«اسْتَنْسَـــرُوا» عَلَيْنا ، وَرَفَعُوا عَقِيرَتَـهُم عَلَى كِبَارِنَا ، وَزَعَمُوا أَنَّـهم يُرِيدُونَ خَيْرًا "اهـ([329])، وَكَم مَنْ مُريدٍ لِلْخَيْرِ لَا يُدْرِكُهُ ؟!
    لَكنَّ اللَّئِيمَ ذُو وَقَاحةٍ وإقْدَامٍ([330])، فَلَا عَجبَ أنْ يُصَنِّفَ الصَّعْفُوقُ الْجَدِيــدُ قَولَ النَّاصِـح :«اتْرُكُوا الأَمْرَ بَيْنَ الْمَشَايِخ » شُبْهَةً مِنَ الشُّبَـهَاتِ([331])، قَال أَمانٌ الْجَاميّ (ت:1416هـ):"لَيسَ كُلُّ هَذَا أُسلُوبَ الدَّعْوةِ، وَلَا أُسلُوبَ الإصْلَاحِ ، إِثَارَةٌ وَبَلْبَلَةٌ ، وَتَهْيِيجٌ لِلشَّبَابِ، هَذا مَا قُلتُ ، وَمَاقُلتُهُ قَبلُ هُوَ الَّذِي أقوله الآنَ ، وَبعدَ الآن ، الَّذِي يَرُدُّ وَيُنَاقِشُ هُوَ الشَّيخُ ، الشَّيخُ لَا يَزالُ - بحمد الله - حَيًّا ، فَنَنْصَــحُ طُلَّابَنَا بِعَدَمِ التَّدَخُلِ فِيـمَا بَيْنَ طَلَبَةِ العِلمِ وَبَيْنَ الْمَشَايِخ ، إِنْ خَطَّأَ شَيْخٌ شَيخًا فَلْيَكُنِ الرَّدُّ مِنَ الشَّيْخِ ، وَأَنتَ لِمَـــــاذَا تُتْعِبُ نَفَسَكَ ؟! مَاذَا تَسْتَفِيدُ مِنَ التَدَخُّــــلِ بَينَ الْمَشَايِخ ؟! إِنَّمَا تَقَع فِي الغِيبَةِ وَالطَّعْنِ فِي العُلمَاءِ ، وَفِي طُلَّابِ العِلمِ ، مَا اسْتَفدتَ شَيْئًا ، بَلْ خَسِرْتَ ... "اهـ([332])، وَقالَ العَلَّامةُ محمّد بن هادِي :" وَكَـمْ مِنْ أُولَئِكَ الَّذِينَ نَصَحْنَاهم مُشْفِقِينَ عَلَيْهِم بِـ« تَرْكِ الْخَوْضِ فِي كُلِّ شَيْءٍ»؟! فَانْقَلَبُوا ، وَأَصْبَحُوا مِنَ الطَّاعِنِينَ الشّانِئِينَ "اهـ([333]).
    لَكنّ كمَا قَالَ الشَّيْخُ محمَّد بَازمُولٌ :" لَا أَحَدَ يُريدُ أَنْ يَسْمَعَ ... بَعضُــهُم يَقُولُ إِمَّا أَنَّكَ تَعْرِفُ الْحَقَّ وَالبَاطِلَ ، فَتَعْرِفُ تَمْشِي مَعَنَا، وَإلَّا أَنتَ مِنْ أَهْلِ البَاطِلِ، مَا َهذَا؟! ... هَكَذَا بَعْضُ العَقْلِيَّاتِ لَا تَرْضَى إِلَّا بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ ... يَا جَـمَاعَةُ ، أَيُّ مُشْكِلَةٍ تَحصُلُ بَينَ طُلَّابِ العِلمِ ، الَّذِيــنَ نَحسِبُهم مِنْ أَتْبَاعِ السَّلَفَ ، وَعَلَى مَنْهَجِ السَّلَفِ دُخُولُ الصِّغَارِ فِيـهَا ، أَو دُخُولُ طُلَّابِ العِلم - حَتَّى لَو قَالَ أَنَا أَعْرِفُ الْحَقَّ ... - هَذَا خَطَأٌ "اهـ([334])، وَقَالَ الشَّيْخُ الدّكتُورُ سليْمَان الرُّحَيْلِيُّ :" وكَونُنَا نَصِفُهم بِالصِّغَارِ... هَذَا لَيْسَ عَيبًا، هَذَا قَدْرُهمُ، وَهَذَا سِنُّهُم، كُلُّنَا كُنَّا صِغَارًا ، وَلَا زِلْنَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى كِبَارِنَا صِغَارًا "اهـ([335])؛ لَكنَّ حَالَ الصِّغار كَمَا قَال ابن القَيَّم(ت:751هـ) :
    قُفْلٌ مِنَ «الْجَهْلِ الْمُرَكَّبِ» فَوقَهُ ******* قُفلُ «التَّعَصُّبِ» كَيْفَ يَنْفَتِحَانِ ؟!([336]).
    قَالَ ابنُ قُتَيبَةَ(ت:276هـ):" كُنَّا زَمَاناً نَعتَذِرُ مِنَ الْجَهْلِ، فَقَدْ صِرْنَا الآنَ نَحتَاجُ إِلَى الاِعتِذَارِ مِنَ العِلْم ، وَكُنَّا نُؤمِّلُ شُكْرَ النَّاسِ بِالتَّنبِيهِ وَالدَّلاَلَةِ ؛ فَصِرْنَا نَرضَى بِالسَّلاَمَة ، وَلَيسَ هَذَا بِعَجِيبٍ مَع انْقِلاَبِ الأَحوال ، ولا يُنْكَرُ مع تَغَيُّرِ الزَّمَانِ ، وَفِي الله خَلَفٌ ، وَهُوَ الْمُسْتَعَانُ "اهـ([337]).

    ( يتبعُ إن شاء الله )



    ([1]) (تفسير الحجرات – الحديد 1/34 ) محمد بن صالح العثيمين (المتوفى: 1421هـ)
    ([2])(شرح علل الترمذي لابن رجب ( شريط رقم ٢١) ) بواسطة مقال (فوائد حديثية ) منتديات الآجري
    ([3]) كشف أكاذيب وتحريفات وخيانات فوزي البحريني
    ([4]) ( من هو الكذاب المتلون ص1 ) للشيخ لأبي عبد الأعلى عثمان الـمصري
    ([5]) (المآخذ على البيان الأخير لرجال مجلة الإصلاح ـ أصلحهم الله ـ) العلامة د/ محمد فركوس .
    ([6]) ( نصيحة جادةٌ لفركوس وجمعة ولزهر) كتبه الشيخ ربيع ، منتديات التصفية والتربية .
    ([7]) (إحياء علوم الدين 3/156 ) أبو حامد الغزالي (ت: 505هـ)
    ([8]) مقطع يوتيوب (حقيقة من يقومون بالوشاية بين العلماء في الأمور الإجتهادية وموقفنا منهم ) .
    ([9])السؤال العاشر من ([: تآزر الطلبة في نقل بعض أسئلة مجلس القبة 14 ربيع الأول 1443هـ ] حساب أبو جويرية السلفي .
    ([10]) ( الكافي في فقه أهل المدينة 2/1143 ) أبو عمر يوسف بن عبد البر (المتوفى: 463هـ)
    ([11])( الكبائر ص 211 ) الإمام الذهبي .
    ([12]) مقطع يوتيوب (حقيقة من يقومون بالوشاية بين العلماء في الأمور الإجتهادية وموقفنا منهم ) .
    ([13])(شرح رياض الصالحين 3/32) محمد بن صالح العثيمين(ت:1421هـ) الشريط 33 الوجه الثاني .
    ([14])ديوان ابن الخياط ض179
    ([15])(التَّمهيد شرح كتاب التوحيد - باب بيان شيء من أنواع السحر ص313 ) الشيخ صالِح آل الشيخ .
    ([16])من شعر لأعشى
    ([17])(صحيح البخاري رقم 6773 )
    ([18])(مقدمة شرحه قرة عيون الموحدين الشريط الأول بعد الدقيقة 2 والثانية 30:)
    ([19])صوتية عنوان (هل كانت للرسول بطانةٌ تأمره بالسُّوء ) موقع ابن باز
    ([20])صوتية عنوان (ما معنى "بطانة تأمره بالشرِّ.." في الحديث؟ ) موقع الإمام ابن باز
    ([21])(ذكرى للمسلمين عموماً ولعلمائهم وحكامهم خصوصاً ص9 ) العلامة ربيع بن هادي
    ([22])(نصيحة الشيخ حفظه الله لأهل اليمن)
    ([23])(كلمة توجيهية عبر الهاتف موجهه لطلاب العلم بطرابلس ومصراته وتاجوراء بليبيا الدقيقة 36 و32 ثانية )
    ([24]):( فقه التعامل مع أهل السنة وأهل الباطل ) لقاء الشيخ عبيد الجابري مع بعض طلبة العلم من المغرب
    ([25])( كلمة توضيح حول نصيحة الشيخ النَّجمي وبيان الشيخ النُّجيـمي )
    ([26])(جامع البيان عن تأويل آي القرآن 14/324 ) أبو جعفر، محمد بن جرير الطبري (٢٢٤ - ٣١٠هـ) ، انظر ( عبارات موهمة الحلقة 04 ) (ص 2- 3) الشيخ محمد بن بازمول .
    ([27])( عبارات موهمة الحلقة 04 ) (ص 2- 3) .
    ([28]).صوتية مفرغة بواسطة
    ([29])مقطع صوتي متداول .
    ([30])مقطع صوتي متداول .
    ([31])من (الكلمة الختامية لدورة مالك السلفية بدولة السنغال )
    ([32])مقطع صوتي (حكم الاِستدلال بخروج بعض الصحابة على بعض الولاة ) الشيخ صالح الفوزان
    ([33]) (البحر المحيط في التفسير 5/26 ) أبو حيان الأندلسي (المتوفى: 745هـ)
    ([34]) (صحيح الأدب المفرد للإمام البخاري رقم 174 )
    ([35]) ( فيض القدير شرح الجامع الصغير6/254 ) زين الدين المناوي القاهري (المتوفى: 1031هـ)
    ([36]) (اللباب في علوم الكتاب 9/61 ) سراج الدين الحنبلي (المتوفى: 775هـ)
    ([37])شريط بعنوان:أسئلة في المنهج] موقع العلامة ربيع بن هادي
    ([38]) (شريط وقفات في المنهج ) موقع العلامة ربيع بن هادي .
    ([39])(فتاوى في العقيدة والمنهج (الحلقة الأولى) ص27 )
    ([40])مقطع صوتي (التنكيل بما في لجاج أبي الحسن من الأباطيل ص 2)
    ([41]) (شريط "التحذير الحسن من فتنة أبي الحسن" الوجه الأول ) العلامة ربيع بن هادي .
    ([42]) ( الفتاوي الجلية 2/297 )
    ([43]) ( شرح كشف الشبهات صالح آل الشيخ مفرغ ) .
    ([44])( الأدلة و البراهين الواضحات على ضلال عرفت ص126 ) تقريظ الشيخ محمد بن هادي .
    ([45])(من حساب الشيخ محمد بن ربيع ) الفيس بوك .
    ([46]) (الموقف الحق من المخالف)
    ([47])(رسالة مودة وتوضيح حقائق إلى شيخنا الوالد العلامة المحدِّث ربيع بن هادي ص 9-10 )
    ([48])(سير أعلام النبلاء 14/ 380 ) الذهبي (المتوفى : 748هـ)
    ([49])(موارد الظمآن لدروس الزمان 5/8 ) عبد العزيز السَّلمَان(ت: 1422هـ)
    ([50]) (إحياء علوم الدين 3/156 ) أبو حامد الغزالي (ت: 505هـ)
    ([51]) (الإتقان في علوم القرآن 4/248 ) عبد الرحمن السيوطي (المتوفى: 911هـ)
    ([52]) (دحر افتراءات أهل الزيغ والارتياب ص 2 ) العلامة ربيع بن هادي .
    ([53]) (النهج الثابت الرشيد في إبطال دَعَاوَى فالح - الحلقة 01 / ص 48 ) .
    ([54])نُقِلَ عن الشيخِ أنّه قال:"الرجاء من الإخوة الْمُنْدَسِّين الَّذين يُسَجِّلُونَ ، وَيريدون بِذَلِكَ نقل الكلام إلى مشايخ الحجاز لا أسمح لهم ، وأنَا لا يضرني على كل حال ، لكن مع ذلك لا أسمح "اهـ متداول في بعض الْحسابات ، مثل ( حساب تويتر : الصواعق المرسلة على الاحتوائيين والصعافقة )
    ([55])(إحياء علوم الدين 3/329) أبو حامد الغزالي (ت 505هـ)
    ([56]) ( شرح حلية طالب العلم ص 19 ) محمد بن صالح بن محمد العثيْمين (ت:1421هـ)
    ([57]) (خصائص الرمزية ) شبكة الألوكـة .
    ([58])( تعليق المشايخ الفضلاء على فاجعة فركوس 09) روضة الـمحبين
    ([59])كلها نشرت في منتديات التصفية والتربية
    ([60]) غردها مرابط في 16 /04/2020
    ([61]) غردها مرابط في 27/10/2020
    ([62]) غردها مرابط في 29/10/2020
    ([63]) غردها مرابط في 19/10/2020
    ([64])(حوار هادئ مع الشيخ الدكتور محمد علي فركوس –وفقه الله- الحلقة 02 )
    ([65])(الذريعة إلى مكارم الشريعة ص209 ) بالراغب الأصفهانى (ت: 502هـ)
    ([66]) (مفتاح دار السعادة 2/185) ابن قيم الجوزية (ت: 751هـ)
    ([67]) (عقيدة فركوس في العلم هي عقيدة غلاة التكفير ) محمد مرابط .
    ([68])تغريدة في 05/09/2019 .
    ([69])الأول في: 01ديسيـمبر 2018 ، والثاني في : 14 ديسيـمبر 2018 ، الظاهر أن القناة توقفت .
    ([70]) (رسالة الشرك ومظاهره 1/181 ) مبارك بن محمد الميلي الجزائري (المتوفى: 1364هـ)
    ([71]) (الصفات الإلهية 1/117 ) أبو أحمد محمد أمان جامي (المتوفى: 1415هـ)
    ([72]) (نحن والطرقيون ص 6/3 ) جريدة «الشريعة» النبوية المحمدية تصدرها «جمعية العلماء المسلمين الجزائريين» تحت إشراف رئيسها الأستاذ عبد الحميد بن باديس. يرأس تحريرها: الأستاذان العقبي والزهري.
    ([73]) بيان ( إحقاق الحق ) .
    ([74])(بَين الحَقِيقَةِ والوَهْمِ ) عبد المجيد تالي منتديات ( التصفية والتربية ) .
    ([75]) تغريدة في (14/02/2020 )
    ([76]) (أدب الدنيا والدين ص 430 ) أبو الحسن الماوردي (ت: 450هـ)
    ([77]) (أدب الدنيا والدين 1/266 - 267 - 268) أبو الحسن الماوردي (ت: 450هـ)
    ([78])قَالَ العَابِط:"تَأكدتُ- بَعْد جَالَ فِي خَاطِرِي مُنذُ بِدَايَةِ هَذِهِ الفِتنَةِ - بِأَنَّ الدّكتُورَ وَمَنْ مَعَهُ يُصِـُّونَ عَلَى طَرِيقَةِ التَّكَتُّمِ ، الَّتِي عُرِفِ بِهَا أَصْحَابُ الْحِزْبِيَّات وَجَـمَاعَاتُ التَّكْفِيرِ وَالْخَوَارِجِ ، وَكُـلُّ مَنَ أَسَّسَ دَعْوتَهُ السِّـرِّيَّةَ "اهـ - صوتية (الراية) - .
    ([79])(واتساب)
    ([80])(أَوْجُهَ الشَّبَهِ بَيْنَ الدكتُورِ فَركُوسٍ ، وَفِرقَةِ الْخَوَارِجِ ) منتديات التصفية والتربية .
    ([81])( رمزيَّة العَلَم مناقشاتٌ في مسألة في تحريم العَلَم وما بُني عليها من أحكام ) منتديات التصفية والتربية .
    ([82]) العدد في 16/01/2013 (لهذه الأسباب مُنع الشيخ محمد فركوس من التدريس في المساجد )
    ([83])(مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله 6/411 )
    ([84])( الباعث في شرح الحوادث ص 19 ) مقبل الوداعي
    ([85])( الشرح الممتع 12/59 ) العلامة محمد بن صالح العثيمين(ت:1421هـ)
    ([86])قَالَ ابن عُثيْمين(ت:1421هـ) :"مَا نُقلَ تَسْجِيلًا مِنَ الشَّرْح عَلَى الطُّلَّابِ لَا يُسَاوِي مَا كُتِبَ تَحْرِيـرًا ، بَلْ سَيَكُونُ فيه نَقصٌ أَو زِيَادَةٌ ، أَو تَقْدِيمٌ ، أَوْ تَأْخِيرٌ ، أَو تِكْرَارٌ ، أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ مِنَ الْخَلَلِ "اهـ ( القول المفيد 1/7 )
    ([87])( شرح حلية طالب العلم ص 257 ) محمد صالح العثيمن(ت:1421هـ)
    ([88])(القواعد النورانية الفقهية ص272 ) ابن تيمية (ت:728هـ)
    ([89])( رفقا أهل السنة ) العلامة عبد المحسن البدر
    ([90]) (الضوابط الشرعية لموقف المسلم في الفتن ص 37 ) صالِـح آل الشيخ
    ([91])(اتحاف السائل بما في الطحاوية من مسائل مفرغ ص 676 ) صالـح بن عبد العزيز آل الشيخ
    ([92])شريط مفرغ : ( من هم العلماء ) الشيخ عبد السلام البرجس (ت:1425هـ )
    ([93]) (إحياء علوم الدين 3/156 ) أبو حامد الغزالي (ت: 505هـ)
    ([94])( الشرح الممتع 12/59 ) العلامة محمد بن صالح العثيمين(ت:1421هـ)
    ([95]) (#جديد كلام حول الفتنة الموجودهة في الساحة الان لفضيلة الشيخ محمد بازمول حفظه الله) تنبيه : بعض الكلام ورد بالعامية ، فاجتهدت في كتابته باللغة ، وكذلك تركت ما ورد خطأ ومكررا .
    ([96])(أسئلة علمية موجهة إلى فالح ص1 ) العلامة د/ ربيع بن هادي .
    ([97])(نصيحة إلى فالح الحربي و كتاب شبكة الأثري - في 13رجب1426 - ) منتديات الآجري .
    ([98])( ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب ص14 ... ) عبد الرحمن بن خلدون (ت: 808هـ)
    ([99]) من كلام العلامة محمد بن هادي .
    ([100]) (‏بأي عقل ودين يكون التفجير والتدمير جهادا؟!! ص15 ) عبد المحسن العباد البدر.
    ([101])(شريط بعنوان: إزالة الإلباس عما اشتبه في أذهان الناس) موقع الشيخ ربيع بن هادي
    ([102])(البَدَرُ الطالع 1/473 ) الشوكاني اليَمني ( ت: 1250هـ )
    ([103])(التَّعَصّب للشّيوخِ ص 23 ) تَقديم العلامة حسن البنا ، وتأليف أبي عبد الأعلى المصري .
    ([104])(مفاتيح الغيب = التفسير الكبير25/ 195)
    ([105])(آثَارُ الإِمَام مُحَمَّد البَشِير الإِبْرَاهِيمِي " 1/110) .
    ([106]) من مقدمة العلامة حسن البنا لكتاب ( التعصب للشيوخ ) ص 6 .
    ([107])(كشف أكاذيب وتحريفات وخيانات فوزي البحريني ص 3 ) العلامة د/ ربيع بن هادي
    ([108]) (البيان لِمَا اشتَمَل عليه البركان - الحلقة الثانية ص 15 ) العلامة د. / ربيع بن هادي
    ([109])(كلمة في التوحيد... وتعليق على بعض أعمال الحدادية الجديدة ص 13 ) أشرطة مفرغة للشيخ ربيع المدخلي
    ([110]) (هل يجوز التنازل عن الواجبات ... ص 4 ) أشرطة مفرغة للشيخ ربيع المدخلي
    ([111]) ذكرها الشيخ صالح آل في إحدى دروسه ، لكن أذكر مكانها .
    ([112])شريط مفرغ : ( من هم العلماء ) الشيخ عبد السلام البرجس (ت:1425هـ )
    ([113])( التعصب للشيوخ ص 19 ) للشيخ أبي عبد الأعلى المصري راجعه وقدمه الشيخ حسنن البنا
    ([114]) من مقدمة العلامة حسن البنا ( التعصب للشيوخ ) ص 5
    ([115])( التعصب للشيوخ ص 20 ) للشيخ أبي عبد الأعلى المصري راجعه وقدمه الشيخ حسنن البنا
    ([116])(إحياء علوم الدين 3/156 ) أبو أحامد الغزالي (ت:505ه)
    ([117]) (أدب الدنيا والدين 1/266 - 267 - 268) أبو الحسن الماوردي (المتوفى: 450هـ)
    ([118])(الزواجر 2/48) ابن حجر الهيتمي(ت:974هـ)، ( الكبائرص168) الذهبي (ت: 748هـ)
    ([119])(مجموعة القصائد الزهديات 2/388 ) الجاحظ (ت: 255 هـ )
    ([120])( من كلام الشيخ الفاضل أبي عبد الأعلى المصري وفقه الله ( توترة ) .
    ([121])( من كلام الشيخ الفاضل أبي عبد الأعلى المصري وفقه الله ( توترة ) .
    ([122])( التعصب للشيوخ ص 28 ) للشيخ أبي عبد الأعلى الْمصري - قرأه وقدم له العلامَة حسن البنا ( ت:1442هـ)
    ([123])في: 16/11/2021 ( التويتر)
    ([124])( السيوف الماحقة لبدع المفرقة 1 ) محمد مرابط
    ([125])( مجموع الفتاوى 5/82 ) .
    ([126])(البداية والنهاية 18/23 ) ابن كثير (المتوفى: 774هـ)
    ([127])في: 16/10/2021 ( التويتر)
    ([128])في: 29/09/2021 . ( التويتر)
    ([129])في: 03/10/2021 ( التويتر)
    ([130])في: 28/09/2021 ( التويتر)
    ([131])في: 27/09/2021 ( التويتر)
    ([132])في: 27/11/2021 ( التويتر)
    ([133])في: 30/10/2021 ( التويتر)
    ([134])في: 24/11/2021 ( التويتر)
    ([135])في: 30/10/2021 ( التويتر)
    ([136])في: 19/10/2021 ( التويتر)
    ([137])في: 30/10/2021 ( التويتر)
    ([138])في: 03/10/2021 ( التويتر)
    ([139])في: 31/11/2021 ( التويتر)
    ([140])في: 04/11/2021 ( التويتر)
    ([141])في: 06/11/2021 ( التويتر)
    ([142]) (إحياء علوم الدين 3/156 ) أبو حامد الغزالي (ت: 505هـ)
    ([143])في: 28/10/2021 ( التويتر)
    ([144])في: 30/10/2021 ( التويتر)
    ([145])في: 23/10/2021 ( التويتر)
    ([146])(حُسْنِ الدَلَالَةِ عَلَى كَذِبِ الهَابِطِ فِي رَمْيِهِ شَيخَنَا جُمُعَة بِالبَطَالَة ) أَبُو عَبْدِ الرَّحمَنِ عَبْدالله بَادِي أرشيف الإبانة ،
    ([147])في: 19/10/2021 ( التويتر)
    ([148])( الْمدهش من خبر بويران ص5) محمد مرابط ، منتديات (التصفية و التربية )
    ([149])(صَدُّ عُدوَانِ الهَابِط وَ نَسفُ مُدهِشِهِ السَّاقِط ) ابراهيم بويران ، منتديات الإبانة .
    ([150]) (التوضيحات لما انتقده الشيخ جمعة من المنشورات ) محمد مرابط تويتر
    ([151])( ما أحلى صماتك يا ابن هادي ص 10) محمد مرابط ، منتديات (التصفية و التربية )
    ([152])في: 30/09/2021 ( التويتر)
    ([153]) في 05/10/2021 التويتر
    ([154])في: 28/09/2021 ( التويتر)
    ([155])في: 22/11/2021 ( التويتر)
    ([156])في: 31/11/2021 ( التويتر)
    ([157]) (رسالة إلى خالد حمودة ، ومن كان على شاكلته ) للشيخ الدكتور عبد المجيد .
    ([158])في: 09/12/2021 ( التويتر)
    ([159]) (مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر 26 /397 ) ابن منظور (المتوفى: 711هـ)
    ([160])في [ 19/11/2021 الفيس بوك ]حساب أحمد أبو عبد الحق
    ([161])(حُسنُ المُحاضَرَة ، في نقدِ المُناظرة) محمد مرابط منتديات التصفية والتربية
    ([162])(التوضيح بذكر تفاصيل مناقشتي لقرازة .... ) منتديات التصفية والتربية
    ([163])( سلسلة الهدوء والنور رقم 678 )
    ([164])(( الشريط الثالث من شرح كتاب الإيمان من صحيح الإمام البخاري رحمه الله ) مفرغ بواسطة
    ([165])((لأجوبة الْمُفِيدَةُ ص(133)) العلامة د صالح الغوزان .
    ([166])(فتاوى إسلامية جمع الشيخ محمد المسند 4/370 )
    ([167])مقطع صوتي (هل يجوز الاكتفاء بالإنكار بتأليف الكتب واستعمال اسم مستعار؟ للشيخ صالح الفوزان )
    ([168])(نصيحة لمن يكتب بالأسماء المستعارة من الشيخ العلامة عبيد الجابري حفظه الله ) منشور في الأنترنت .
    ([169])انظر مقال (هل انحرفت التصفية والتربية السلفية حقا؟ كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ) لأخينا الفاضل أبي عبد الرحمن عبد الله بادي أرشيف منتديات الإبانة .
    ([170])في 05/09/2019 .
    ([171])( مناقشة فالح في قضية التقليد ص 4 )، العلامة ربيع بن هادي .
    ([172]) (الشيخ محمد بن عبد الوهاب المجدد الـمفترى عليه ص 56 ) أحمد بن حجر بو طامي (ت : 1423هـ).
    ([173])الفيس بوك في 29 يونيو 2021 ( حساب محمد العمير)
    ([174])(إغاثة اللهفان 2/226 ) ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ)
    ([175])( قواعد التعامل مع العلماء ) ص 64 عبد الرحمن اللويحق - قدم له وأوصى به الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله
    ([176])(دحر افتراءات حسن المالكي ) للعلامة د. / ربيع بن هادي المدخلي – حفظه الله - .
    ([177]) ( الإنتصارُ لأهل السنة والحديث في رد أباطيل حسن المالكي ) الشّيخُ الكَبِيرُ عبد المحسن العبَّاد - حفظه الله -
    ([178])من منشورات منتديات التصفية والتربية
    ([179])التعليق على مقال (حوار هادئ مع الشيخ الدكتور محمد علي فركوس - حلقة 07)
    ([180])التعليق على مقال ( حوار هادئ مع الشيخ الدكتور محمد علي فركوس - حلقة 02)
    ([181])(التعليق على مقال حوار هادئ مع الشيخ الدكتور محمد علي فركوس - حلقة 08)
    ([182])التعليق على مقال (حوار هادئ مع الشيخ الدكتور محمد علي فركوس - حلقة 02)
    ([183])التعليق على مقال ( حوار هادئ مع الشيخ الدكتور محمد علي فركوس – الحلقة 02)
    ([184])التعليق على مقال (حوار هادئ مع الشيخ الدكتور محمد علي فركوس - حلقة 08)
    ([185])صححه الألباني في صحيح السيرة ص158
    ([186])التعليق على مقال (حوار هادئ مع الشيخ الدكتور محمد علي فركوس - حلقة 08)
    ([187])التعليق على مقال (حوار هادئ مع الشيخ الدكتور محمد علي فركوس - حلقة 08)
    ([188])التعليق على مقال (ما أحلى صماتك يا ابن هادي )
    ([189]) تعليق حيدوش(زجرُ الوسواس وتأديبُ الخمّاس) الحلقة 01 محمد مرابط منتديات ( التصفية و التربية )
    ([190]) (مناقشة فالح في قضية التقليد ص 1 ) العلامة د / ربيع بن هادي
    ([191]) (نقضُ الدّواهي من مقالةِ «التّشنيع» لنَبِيل بَاهِي - منتديات التصفية و التربية ) محمد مرابط في رجب 1440هـ
    ([192])التعصب للشيوخ ص 20 للشيخ أبي عبد الأعلى المصري راجعه وقدمه الشيخ حسنن البنا .
    ([193])( إبطال الغلو الشنيع في الشيخ ربيع ص 15 ) للشيخ ابي عبد الأعلى
    ([194]) كانَ الْمُرَابِطُ يُنكِرُ قائلا: "أُشْهِدُ اللهَ.. أَنِّي لَسْتُ بِشَيْخ ... وَاللهِ ... لَنْ أُسَامِحَ مَنْ يُطِلِقُ عَنِيّ وَصفَ الشَّيْخ ، وَلَيْسَ هُوَ مِنِّي فِي حِلٍّ أَبَدًا ... وَمَا أَحْسَنَ مَقُولَةً ذَهَبِيَةً حَفِظتُـها مُنذُ زَمَنٍ بَعِيدٍ مِنْ شَيْخِي العَزِيزِ أَزَهْرُ- حَفِظَهُ اللهُ-، فَكَانَ يُقَرِّرُ كَثِيرًا أَنَّ الإِخْلاَلَ بِقَاعِدَةِ أَنْزِلُوا النَّاسَ مَنَازِلَهُم مِنْ أكبَرِ أَسبَابِ الفِتَنِ "اهـ([194]) (رسالة عاجلة لمن يريد الخير لنفسه ولأخيه !!) في 2014م .
    ([195]) (مناقشة فالح في قضية التقليد ص 9 ) العلامة د / ربيع بن هادي
    ([196]) (مناقشة فالح في قضية التقليد ص 1 ) العلامة د / ربيع بن هادي
    ([197]) (فتاوى في العقيدة والمنهج (الحلقة الأولى) ص 28 إلى 30) أشرطة العلامة د . ربيع بن هادي المدخلي .
    ([198])( التعصب للشيوخ ص 20 ) للشيخ أبي عبد الأعلى المصري راجعه وقدمه الشيخ حسنن البنا
    ([199])( الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ) ابن حجر العسقلاني (ت : 852هـ )
    ([200])( التعصب للشيوخ ص 20 ) للشيخ أبي عبد الأعلى المصري راجعه وقدمه الشيخ حسنن البنا
    ([201])(( الشريط الثالث من شرح كتاب الإيمان من صحيح الإمام البخاري رحمه الله ) مفرغ بواسطة
    ([202])مقطع صوتي بعنوان (كلام الشيخ ربيع المدخلي حول تقليد الشيخ الألباني وغيره من أئمة السنة بحضور الشيخ الألباني ) بوابة صوتيات الإمام الألباني .
    ([203])من مقدمة العلامة حسن البنا لكتاب ( التعصب للشيوخ ص 6 ) للشيخ أبي عبد الأعلى المصري
    ([204])( الآثار 3/179 ) مُحَمَّد البَشِير الإِبْرَاهِيـمِي ( ت: 1385هـ )
    ([205]) من مقدمة الشيخ هشام العارف الفلسطيني - رئيس لجنة الدعوة السلفية بالمركز العلمي القدس لكتاب ( التعصب) ص 14
    ([206]) من مقدمة الشيخ هشام العارف الفلسطيني - رئيس لجنة الدعوة السلفية بالمركز العلمي القدس لكتاب ( التعصب) ص 14
    ([207])( الإقناع بما جاء عن أئمة الدعوة من الأقوال والاتباع ) ص 44 للعلامة د. / محمد بن هادي المدخلي ، نصح به” للعلامة د. / ربيع بن هادي المدخلي – حفظهما الله -
    ([208])(المورد العذب ص 289 ) أحمد يحي النّجمي(ت:1429هـ) .
    ([209])سُئِلَ العَلاَّمَةُ حَسَنٌ السُّؤَالُ الآتِي : إِلَى مَنْ نَرْجِعُ فِي فِتنَةِ "الصَّعَافِقَةِ "، وَمَنْ أَعْلَم النَّاسِ بِهَذِهِ الفِتنَةِ وَأَشخَاصِهَا ، وَالَّذِي حَرَّرَ الْمَسَائِلَ فِيـهَا تَـحرِيـرًا عِلْميًّا ، وَأَظْهَرَ الْحَقَّ بِأَدِلَّتِه ، مِنَ الكِتَابِ وَالسنَّةِ ؟ فأَجــــــــابَ :"عَلَى حَدِّ عِلمِي أَنَّ الَّذِي يَعلَمُ هَذِهِ الفِتنَةَ بِتَفَاصِيلِهَا مِن أَهلِ مِصرَ، وَأَكثَرِهِم عِلمًا بِهَذَا الأَمرِ هُوَ الأَخُ خَالِدٌ مُحمَّد عُثَمَانُ - وَفَقَّهُ اللهُ وَسَدَّدَ خُطَاهُ -، فَهُو الَّذِي يَعرِفُ أُصُولَ هَؤُلاَءِ النَّاسِ ، وَقَدْ حَـرَّرَ كِتَابًا تَفْسيرَ هَذِهِ الأُمُورِ ، وَأَرسَلُهُ إِلَى الشَّيخِ رَبِيعٍ مِنْ أَيَّامِ قَلِيلَةٍ ، وَ الَّذِي أَرْجُوهُ أَن يَطَّلِعَ الشّيْخُ ربيع عَلَى هَذَا البَيَان، وَفِيهِ بَيَانَاتٌ صَـحِيحَةٌ بِالأَدِلَّةِ مَكتُوبٌ، وَقَرَأَهُ عَلَيَّ، أَنَا أَرَى أَنَّ الشَّيخَ رَبيع مُنتِظرٌ أَنْ يَرْفَعَ عَنْهُ هَذَا التَّحذِيرَ، لِأَنَّه الْحَـقُّ مَعَهُ عَلَى ذَلِكَ عَلَى قَدرِ عِلمِهِ ، وَلَيسَ هَذَا تَعَدِّ عَلى الشَّيخِ رَبِيعٍ ، فَكُلُّ يُؤخَذُ مِنهُ وَيُردُّ ، إِلاَّ رَسُولَ اللهِ ... لَم أُجَرِّبْ عَلَيهِ كَذِبًا قَطُّ "( صوتية يوتيوب ( الشيخ حسن البنا يصرح أن أعلم من رد على الصعافقة هو الشيخ أبو عبد الأعلى خالد ))
    ([210])( إبطال القول الشنيع ص 32 في الشيخ ربيع ) للشيخ أبي عبد الاعلى الـمصري.
    ([211]) مقطع صوتي بعنوان ( طعن عبد الله البخاري الصّريح في الشيخ الوقور سليمان الرّحيلي )
    ([212])(أدب الدنيا والدين ص 70 ) الْمَاوَردِيّ(ت:450هـ) .
    ([213])(درء تعارض العقل والنقل 9/34 ) ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي (ت 728هـ)
    ([214])(فتح الباري شرح صحيح البخاري 1/147) الْحَافِظُ ابنُ حَجَر العسقلاني (ت:852هـ):
    ([215])( الدرر السنية في الأجوبة النجدية 12/140 ، و10/400 ) عَبدُ الرَّحمَن بن قَاسِمٍ(ت: 1392هـ):"
    ([216])مجموع فتاوى ابن باز 27 / 89.
    ([217]) ( شرح ابن عثيمين رحمه الله على العقيدة السَّفَارِينِيَّة 1/94 )
    ([218])بيان فساد المعيار ص: 24 الشيخ ربيع .
    ([219])عِبارات مُوهِمةٌ للشَّيخِ الفاضل محمَّد بازمول - صيغة وورد - .
    ([220]) ( التنكيل بتشغيبات أيوب لواحشي ص6 ) عيس الشلفي
    ([221]) ( التنكيل بتشغيبات أيوب لواحشي ص7) عيس الشلفي
    ([222]) (‏فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة، وتبرئة دعوة وأتباع محمد بن عبدالوهاب من تهمة التطرف والإرهاب ص211)
    ([223]) (المجموع في ترجمة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري رحمه الله ص 563) .
    ([224])[الدورة العلمية التاسعة بمدينة الدمام] بواسطة .
    ([225])صوتية (هيئة كبار العلماء: تعريف بها، والرد على التهم الموجهة إليها ) الشيخ صالح العصيمي - عضو هيئة كبار العلماء حاليا -
    ([226]) (‏بأي عقل ودين يكون التفجير والتدمير جهادا؟!! ص15 ) عبد المحسن العباد البدر.
    ([227])صوتية مفرغة (أدب السؤال ) صالح آل الشيخ
    ([228]) ( الفقيه و المتفقه 2/150 ) الخطيب البغدادي ( ت : 463 هـ ) .
    ([229])(الاعتصام 2/738 ) الشاطبي (ت: 790هـ).
    ([230])( العواصم والقواصـم 2/130 ) ابن الوزير ( ت : 840هـ)
    ([231]) ( مجالس التذكير 1/104 ) عبد الحميد بن باديس (ت : 1359هـ)
    ([232]) (‏بأي عقل ودين يكون التفجير والتدمير جهادا؟!! ص15 ) عبد المحسن العباد البدر.
    ([233]) (نصيحة أخوية إلى الأخ الشيخ فالح الحربي 01 و02 )
    ([234]) (قمع الحدادي(يوسف) المكابر بثناء العلماء على مشايخ الجزائر) جمع محمد مرابط منتديات التصفية والتربية
    ([235]) من تقريظ كتاب ( القواعد الفقهية المستخرجة من إعلام الموقعين ).
    ([236])تقريظ رسالة (في حكم إعفاء اللّحَى )
    ([237])تقريظ رسالة (المسألة الخلافية في الصلاة خلف المالكية )
    ([238])في :13/01/1443هـ ، وهذا ما شاع وذاع في وسائل التواصل ،ولم يظهر له إنكار له ، فدل هذا على ثبوته .
    ([239])تويتر سليمان الرحيلي في 18/01/2021 .
    ([240]) وَقَد وصَفهِ النجمي بالعلامةِ وَالمحدِّث والعالم كما سيأتي بعد سطور فقط .
    ([241])مقطع صوتي (ثناء الشيخ أحمد بن عمر بازمول على الشيخ فركوس والشيخ عبد المجيد جمعة حفظهما الله ).
    ([242])(محاولةُ إِلْصَاقِ سُبَّةٍ وإِثْبَاتِ سَوْأَةٍ ) عبد المجيد تالي منتديات التصفية والتربية .
    ([243])ذكره المسمى أبو عبد المعز التهرتي اعتراضا على بعض إخواننا .
    ([244])( كلمة في التوحيد: ( وكذلك جعلناكم أمة وسطاً ) ... ص17 ) العلامة د/ ربيع بن هادي .
    ([245]) (براءة الأمناء مما يبهتهم به أهل المهانة والخيانة الجهلاء ص 27 )
    ([246])(مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير 1/194 ) عبد الحميد محمد بن باديس الصنهاجي (المتوفى: 1359هـ)
    ([247]) (آثَارُ العلامة الشيخ الابراهيمي" 1/110) .
    ([248])( التعصب للشيوخ ص 20 ) للشيخ أبي عبد الأعلى المصري راجعه وقدمه الشيخ حسنن البنا
    ([249]) ( الفكر السامي 2/504 ) محمد الحجوي ( ت : 1376هـ )
    ([250])( الروح ص 2/716 ) ابن قيم الجوزية (ت: 751هـ)
    ([251]) (آثَارُ " 1/110) .
    ([252])( شبهة والرد عليها من الشيخ محمد بن عمر بازمول -حفظه الله- ) جواب مفرغ .
    ([253])(كتاب العلم ص106) محمد بن صالح العثيمين(ت:1421هـ)
    ([254])من كلام بعض إخواننا يكتب باسم (الصواعق المرسلة ) في التويتر
    ([255])في 21/10/2021 من حساب الشيخ الفيس بوك
    ([256]) (فتاوى في العقيدة والمنهج ( الحلقة 01 )) العلامة ربيع بن هادي
    ([257])(الأدب الصغير والأدب الكبير ص41 ) ابن المقفع (ت:142هـ)
    ([258]) (الحلم ص74 ) ابن أبي الدنيا (ت: 281هـ)
    ([259]) من مقدمة العلامة حسن البنا لكتاب ( التعصب للشيوخ ) ص 10 .
    ([260])( التحفة السنية شرح منظومة ابن أبي داود الحائية ) عبد الرزاق البدر ص 113
    ([261]) كتبه بيده الشيخ محمد بن هادي المدخلي في الاثنين 21 ربيع الآخر 1439ه ، وهي مصورة منتشرةة في النات .
    ([262])(الأدب الصغير والأدب الكبير ص41 ) ابن المقفع (ت:142هـ)
    ([263]) (صحيح الأدب المفرد للإمام البخاري رقم 174 )
    ([264])(إحياء علوم الدين 3/156 )
    ([265]) مقطع يوتيوب (العلامة الفوزان يحذر من الذين يوقعون العداوة والتحريش بين العلماء بسبب أسئلتهم )
    ([266])( نصيحة جادة ص 6 ) للشيخ العلاّمة د ربيع بن هادي .
    ([267]) (ما أحلَى صُماتَكَ يا ابنَ هادي! ص 10) محمد مرابط ، منتديات التصفية و التربية
    ([268]) مقطع يوتيوب متداول .
    ([269]) ذكر هذا في موضعين تقريظا للكتابين ( الدرر السنية في ثناء العلماء على المملكةالعربية السعودية ) ، ( السنة فيما يتعلق بولي بولي الأمة )
    ([270]) ذكر هذا في موضعين تقريظا للكتابين ( الدرر السنية في ثناء العلماء على المملكةالعربية السعودية ) ، ( السنة فيما يتعلق بولي بولي الأمة ) ، ومنشورة في الأنترنت بخط يده
    ([271]) ( اللاليء الدرية في جمع الأسانيد النجمية ص145) .
    ([272]) ( عمدة الأبيّ في ردِّ تأصيلات وضلالت علي الْحلبيّ ص 621 ) العلامة ربيع بن هاي .
    ([273]) صوتية (جواب العلامة عبيد الجابري حول من يصطادون في الماء العكر من الحدادية)
    ([274])(( الشريط الثالث من شرح كتاب الإيمان من صحيح الإمام البخاري رحمه الله ) مفرغ بواسطة
    ([275])(دحض الشبهات ، وكشف المغالطات التي أثارها الشيخ لزهر في مكالمة الصبحة ص7) عيسى الشلفي
    ([276]) ( صدوان عدوان الشيخ لزهر على الإمام فركوس ص3 ) ابنُ القَيِّم (ت:751هـ).
    ([277]) (مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين 3/521) .
    ([278]) ( توضيح من الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس ) بيان نشر في غير موقعه
    ([279]) (جديد كلام حول الفتنة الموجودهة في الساحة الان لفضيلة الشيخ محمد بازمول حفظه الله) تنبيه : بعض الكلام ورد بالعامية ، فاجتهدت في كتابته باللغة ، وكذلك تركت ما ورد خطأ ومكررا .
    ([280])شبهة والرد عليها من الشيخ محمد بن عمر بازمول -حفظه الله- .
    ([281]) مقطع صوتي (بيان الشيخ حسن البنا على مجالس الصعافقة السري) قرأه ابن الشيخ حسن بحضور والده رحمه الله .
    ([282]) (ردّا على خالد عبد الرحمن المصري: مجموع أقوال المشايخ والعلماء في الدفاع عن العلامة ربيع حامل اللواء) جمع أبي أنس يعقوب الْجزَائري ، منتديات (التصفية والتربية )
    ([283]) مقطع صوتي (بيان الشيخ حسن البنا على مجالس الصعافقة السري) قرأه ابن الشيخ حسن بحضور والده رحمه الله .
    ([284])بيان ( دفع أكذوبة المجالس السرية ) موقع العلامة ربيع بن هادي .
    ([285]) شرح (مسائل الجاهلية لمحمد بن عبد الوهاب) ص 249 صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان .
    ([286])في 18/04/2019 م التويتر
    ([287]) تغريدة في (06 فبراير 2018 م )
    ([288]) في 23/01/2021 م ( التويتر )
    ([289])( الرد على الدكتور عبد الواحد وافي .. ص 200) إحسان إلهي ظهير (ت: 1407هـ )
    ([290]) ( دراسات في التصوف ص 18 ) إحسان إلهي ظهير ( ت: 1407هـ ) .
    ([291]) (التعصب الذميم ص5 ) العلامة ربيع بن هادي
    ([292]) في 13/ 12/2021 من أحد الْحسابات المجهولة ( عبد الغفار يماني ).
    ([293]) في 12/ 12/2021 من أحد الْحسابات المجهولة ( عبد الغفار يماني ).
    ([294]) في 11/ 12/2021 من أحد الْحسابات المجهولة ( عبد الغفار يماني ).
    ([295]) في 08/12/2021 من أحد الْحسابات المجهولة ( عبد الغفار يماني ).
    ([296]) حساب الفايس بوك ( أحمد الأمين الأنصاري ) .
    ([297]) ( التنكيل بتشغيبات أيوب لواحشي ص2 )
    ([298]) ( التنكيل بتشغيبات أيوب لواحشي ص1 ) عيس الشلفي
    ([299]) رواه مسلم عن أبي هريرة (بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْحَدِيثِ بِكُلِّ مَا سَمِعَ)
    ([300]) (براءة الأمناء مما يبهتهم به أهل المهانة والخيانة الجهلاء ص 27 ) العلامة د/ ربيع بن هادي.
    ([301])( الباعث في شرح الحوادث ص 19 ) مقبل الوداعي
    ([302]) (مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة 62 ) ابن القيم(ت:751هـ)
    ([303]) (‏فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة، وتبرئة دعوة وأتباع محمد بن عبدالوهاب من تهمة التطرف والإرهاب ص211)
    ([304])(بيان تلبيس المفرقة 03 تعليق على تصوير مجالس الدكتور وبيان حقيقة عبد الهادي الدقيقة 7 والثانية 23 ) محمد مرابط
    ([305])(مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله 6/411 )
    ([306])(بيان تلبيس المفرقة 03 تعليق على تصوير مجالس الدكتور وبيان حقيقة عبد الهادي الدقيقة 7 والثانية 23 ) محمد مرابط
    ([307])(الانْتِصار لِكتَابِ العَزيز الْجبَّار ص184) العلامة د/ ربيع بن هادي.
    ([308])مادة صوتية (نصيحة جادة و قيمة للفاضل أبو معاذ مرابط لناس حاسي بحبح ...)
    ([309]) (من هم أسباب الفتن وأسسها ورؤوسها ومثيروها الحلقة 02 ) العلامة د ربيع بن هادي
    ([310])(( الشريط الثالث من شرح كتاب الإيمان من صحيح الإمام البخاري رحمه الله ) مفرغ بواسطة
    ([311]) (حوار هادئ مع الشيخ الدكتور محمد علي فركوس –وفقه الله- 02- ) .
    ([312]) (زجر الوسواس ، وتأديب الـخمَّاس - الحلقة 01 -) محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية ).
    ([313]) ((دحض الشبهات وكشف المغالطات التي أثارها الشيه لزهر في مكالمة الصبحة ص6 ) عيس الشلفي
    ([314]) (مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر 26 /397 ) ابن منظور (ت: 711هـ)
    ([315]) ( أسئلة وأجوبة على مشكلات فالح ص 1 ) العلامة د/ ربيع بن هادي .
    ([316]) (شرح مختصر الروضة 3/85 ) الطوفي (ت: 716هـ) .
    ([317])صوتية مفرغة (أدب السؤال ) صالح آل الشيخ
    ([318])(آداب المستفتي وجوانب تعامله بالفتوى ، في جمادى الثانية 1430ﻫ ) العلامة د/ محمد فركوس .
    ([319]) (الشيخ محمد بن عبد الوهاب المجدد الـمفترى عليه ص 56 ) أحمد بن حجر بو طامي (ت : 1423هـ).
    ([320])( الرواية الحقيقة لأحداث المعالم ص 14 )
    ([321])لـم أقف على مصدره الصحيح .
    ([322])من مقطع صوتي(جديد الصوتيات???? هل يتدخل الطلاب الصغار للصلح بين المشايخ ؟ | لفضيلة الشيخ أ.د سليمان الرحيلي ).
    ([323])(شريط بعنوان: إزالة الإلباس عما اشتبه في أذهان الناس) موقع الشيخ ربيع بن هادي
    ([324])(نصيحة لله وللمسلمين ) العلامة / د ربيع بن هادي . في 25/ ذي القعدة 1424من الهجرة النبوية
    ([325])(( الشريط الثالث من شرح كتاب الإيمان من صحيح الإمام البخاري رحمه الله ) مفرغ بواسطة
    ([326])(نصيحة ورجاء إلى الأخوة السلفيين ص1 ) العلامة / د ربيع بن هادي . في 12/ 9/ 1423هـ
    ([327])(الحد الفاصل بين الحق والباطل ص2 ) العلامة / د ربيع بن هادي .
    ([328])( تبيين الحقائق للسالك ) موقع العلامة محمد فركوس .
    ([329])((تسلط الصغار على الكبار في القديم والـحديث... - منتديات الإبانة السلفية) أبوعبد الرحمن عبدالله بادي.
    ([330])(نهاية الأرب في فنون الأدب3/351) النويري (ت: 733هـ)
    ([331])( حساب الْمسى "أبو جويرية السلفي" الفايس بوك 20/11/2021)
    ([332])مقطع صوتي( ماذا تستفيد من التدخل بين المشايخ - الشيخ محمد أمان الجامي - رحمه الله).
    ([333])من فوائد الشيخ لزهر في التويتر في 12/11/2021 م .
    ([334]) (#جديد كلام حول الفتنة الموجودهة في الساحة الان لفضيلة الشيخ محمد بازمول حفظه الله) تنبيه : بعض الكلام ورد بالعامية ، فاجتهدت في كتابته باللغة ، وكذلك تركت ما ورد خطأ ومكررا .
    ([335])مقطع صوتي(جديد الصوتيات???? هل يتدخل الطلاب الصغار للصلح بين المشايخ ؟ | لفضيلة الشيخ أ.د سليمان الرحيلي ).
    ([336]) ( نونية ابن القيم ص104 )
    ([337]) « إصلاح الغلط » ( ص 46-47 ). إصلاح غلط أبي عبيد في غريب الحديث


الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X