تغريد
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمدُ لله، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّه ومصطفاهُ، أمَّا بعدُ:
فهذه قصيدةٌ لطيفةُ المعاني، رائقةُ المباني
نظمها الأخُ النَّاصحُ المفيدُ: أيُّوب زعبوب -غفرَ اللهُ لهُ، ولوالديه، ولمشايخه، وللمسلمين-.
قالَ -حفظهُ اللهُ تعالى-:
قصيدة: «وَعظُ الشباب ببعضِ الوصايا والآداب»
نظمُ: أيُّوب زعبوب -غفرَ اللهُ لهُ، وتقبَّل عملهُ-
١) بسمِ الإلهِ الذي في الوَصفِ قَد كمُلا
والحمد لله حمدًا طيبًا جَزِلَا
٢) ثم الصلاةُ وتسليمُ العزيزِ على
مَن أدَّبَ الخَلقَ والوَحيَ العزيزَ تَلا
٣) وآلهِ والصِّحَابِ الغُرِّ قاطبةً
والتابعينَ بإحسانٍ لهم وعلى
٤) أهلِ الديانةِ مَن للعلمِ قد خدموا
ومهَّدوا للجِنانِ الدربَ والسُّبُلَا
٥) وبعدُ خُذ هذه الآدابَ مُجتهِدًا
في حِفظِها ولتكُن من أهلها جَذِلَا
٦) فالأوَّلُ العلمُ لا ترضى به بدلًا
فإنه شِيمةُ الحُذّاقِ والفُضَلا
٧) مَن لم يعِش بين أكنافِ العلومِ فلا
يحزَن إذا ما ابتلاه اللهُ بالجُهَلا
٨) وزيِّنِ العلمَ بالأخلاقِ واحظَ بها
واحذر أُخَيَّ مِن النَّوكَى، وكُن خَجِلا
٩) ولا تجالِسْ سوى مَن تستفيدُ بِهِ
علمًا وفهمًا وتوجيهًا ودونَه لا
١٠) فإنَّ طَبعَ جليسِ السُوءِ منتقِلٌ
إلى جليسِه حيثُ الصاحبُ انتقلا
١١) وعظِّمِ الصِّدقَ والإخلاصَ وارعَهُما
فإنما المرءُ بالإخلاصِ قد نَبُلَا
١٢) عطِّر لسانَكَ بالقرآنِ إنَّ به
أمنَ القلوبِ كما في «الرعدِ» قد نَزَلا (*)
١٣) واحفَظه تَنجُ من الهَولِ السقيمِ وفي
دارِ الجِنان تكُن مِمَّن سما وعلا
١٤) واجعله شُغلًا وشَغِّل هِمَّةً بلِيَتْ
فليس يُشغَلُ مَن بالهمةِ اشتغَلا
١٥) إياكَ والعَجزَ إن رُمتَ العُلا شَرَفًا
فليس يدركُها من آثَرَ الكَسَلَا
١٦) وليس يَخلُصُ مِن شُؤمِ الحياةِ سوى
مَن وطَّنَ النفسَ حول الصبرِ واحتمَلا
١٧) واستودعِ القلبَ خيرًا تلقَ رحمتَهُ
فالعبدُ مَجزِيُّ مِن جِنس الذي عمِلا
١٨) وَجُدْ إلى الناسِ فالإحسانُ منزلةٌ
كبرى، وليسَ يُلقَّاهَا سِوى النُّبَلا
١٩) وأفضلُ الجُودِ تعليمُ الذي جَهِلَا
وأكرمُ الفضلِ إيقاظُ الذي غَفَلا
٢٠) ولا تُضَيِّع نفيسَ الوقتِ في لَغَطٍ
ولا تكُن حِلسَ مَقهًى في الحَضيضِ خَلَا
٢١) أَلزِمْ لسانَك ذكرَ اللهِ مُبتهلا
يا سَعدَ مَن لازمَ الأذكارَ وابتَهَلا
٢٢) لا تختلِط بالنِّسَا فالقلبُ مُفتَتَنٌ
وكُن مِن اللهِ دَومًا خائفًا وَجِلَا
٢٣) لا تكترِث بالذين اللهُ ثبَّطَهُم
عن المعالي، ومَن في الخُلْقِ قد سَفُلا
٢٤) ولا تُقلِّدْ سَفيهًا كافرًا نجسًا
واجعل دليلَكَ دربَ السادةِ الفُضَلا
٢٥) وارفع برأسِك دينَ اللهِ مُحتَفِيًا
وسنةَ المصطفى الْزَم ولتكُن رجُلا
٢٦) لا تخشَ في اللهِ قولَ الحقِّ إنَّ بهِ
عِزَّ النفوسِ، بِذا قرآنُنا نزَلَا
٢٧) فاللهُ نَاصِرُ مَن للحَقِّ ينصرُه
ويخذل اللهُ مَن آياتِهِ خَذَلا
٢٨) فهاكَ شيئًا من التوجيهِ سَطَّرَهُ
اِبنُ الجزائرِ أيُّوبُ الذي ارتَجَلا
٢٩) نُصحًا، عَسَى أن يكونَ النصحُ رافِعَه
يومَ الحِسَابِ وفِي ميزانِه ثَقُلا
٣٠) وأسأل اللهَ ربَّ العالمينَ بأن
يرضاهُ مِني ويرضَى عمَّنِ امْتَثَلا
٣١) وآخِرُ النظمِ أنْ صلَّى الإلهُ على
مُحمَّدٍ ما أهلَّ البَدرُ واكتملَا
(*): أعني قول الله: ﴿ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَتَطۡمَىِٕنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَىِٕنُّ ٱلۡقُلُوبُ ٢٨﴾ [الرَّعد].
الحمدُ لله، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّه ومصطفاهُ، أمَّا بعدُ:
فهذه قصيدةٌ لطيفةُ المعاني، رائقةُ المباني
نظمها الأخُ النَّاصحُ المفيدُ: أيُّوب زعبوب -غفرَ اللهُ لهُ، ولوالديه، ولمشايخه، وللمسلمين-.
قالَ -حفظهُ اللهُ تعالى-:
قصيدة: «وَعظُ الشباب ببعضِ الوصايا والآداب»
نظمُ: أيُّوب زعبوب -غفرَ اللهُ لهُ، وتقبَّل عملهُ-
١) بسمِ الإلهِ الذي في الوَصفِ قَد كمُلا
والحمد لله حمدًا طيبًا جَزِلَا
٢) ثم الصلاةُ وتسليمُ العزيزِ على
مَن أدَّبَ الخَلقَ والوَحيَ العزيزَ تَلا
٣) وآلهِ والصِّحَابِ الغُرِّ قاطبةً
والتابعينَ بإحسانٍ لهم وعلى
٤) أهلِ الديانةِ مَن للعلمِ قد خدموا
ومهَّدوا للجِنانِ الدربَ والسُّبُلَا
٥) وبعدُ خُذ هذه الآدابَ مُجتهِدًا
في حِفظِها ولتكُن من أهلها جَذِلَا
٦) فالأوَّلُ العلمُ لا ترضى به بدلًا
فإنه شِيمةُ الحُذّاقِ والفُضَلا
٧) مَن لم يعِش بين أكنافِ العلومِ فلا
يحزَن إذا ما ابتلاه اللهُ بالجُهَلا
٨) وزيِّنِ العلمَ بالأخلاقِ واحظَ بها
واحذر أُخَيَّ مِن النَّوكَى، وكُن خَجِلا
٩) ولا تجالِسْ سوى مَن تستفيدُ بِهِ
علمًا وفهمًا وتوجيهًا ودونَه لا
١٠) فإنَّ طَبعَ جليسِ السُوءِ منتقِلٌ
إلى جليسِه حيثُ الصاحبُ انتقلا
١١) وعظِّمِ الصِّدقَ والإخلاصَ وارعَهُما
فإنما المرءُ بالإخلاصِ قد نَبُلَا
١٢) عطِّر لسانَكَ بالقرآنِ إنَّ به
أمنَ القلوبِ كما في «الرعدِ» قد نَزَلا (*)
١٣) واحفَظه تَنجُ من الهَولِ السقيمِ وفي
دارِ الجِنان تكُن مِمَّن سما وعلا
١٤) واجعله شُغلًا وشَغِّل هِمَّةً بلِيَتْ
فليس يُشغَلُ مَن بالهمةِ اشتغَلا
١٥) إياكَ والعَجزَ إن رُمتَ العُلا شَرَفًا
فليس يدركُها من آثَرَ الكَسَلَا
١٦) وليس يَخلُصُ مِن شُؤمِ الحياةِ سوى
مَن وطَّنَ النفسَ حول الصبرِ واحتمَلا
١٧) واستودعِ القلبَ خيرًا تلقَ رحمتَهُ
فالعبدُ مَجزِيُّ مِن جِنس الذي عمِلا
١٨) وَجُدْ إلى الناسِ فالإحسانُ منزلةٌ
كبرى، وليسَ يُلقَّاهَا سِوى النُّبَلا
١٩) وأفضلُ الجُودِ تعليمُ الذي جَهِلَا
وأكرمُ الفضلِ إيقاظُ الذي غَفَلا
٢٠) ولا تُضَيِّع نفيسَ الوقتِ في لَغَطٍ
ولا تكُن حِلسَ مَقهًى في الحَضيضِ خَلَا
٢١) أَلزِمْ لسانَك ذكرَ اللهِ مُبتهلا
يا سَعدَ مَن لازمَ الأذكارَ وابتَهَلا
٢٢) لا تختلِط بالنِّسَا فالقلبُ مُفتَتَنٌ
وكُن مِن اللهِ دَومًا خائفًا وَجِلَا
٢٣) لا تكترِث بالذين اللهُ ثبَّطَهُم
عن المعالي، ومَن في الخُلْقِ قد سَفُلا
٢٤) ولا تُقلِّدْ سَفيهًا كافرًا نجسًا
واجعل دليلَكَ دربَ السادةِ الفُضَلا
٢٥) وارفع برأسِك دينَ اللهِ مُحتَفِيًا
وسنةَ المصطفى الْزَم ولتكُن رجُلا
٢٦) لا تخشَ في اللهِ قولَ الحقِّ إنَّ بهِ
عِزَّ النفوسِ، بِذا قرآنُنا نزَلَا
٢٧) فاللهُ نَاصِرُ مَن للحَقِّ ينصرُه
ويخذل اللهُ مَن آياتِهِ خَذَلا
٢٨) فهاكَ شيئًا من التوجيهِ سَطَّرَهُ
اِبنُ الجزائرِ أيُّوبُ الذي ارتَجَلا
٢٩) نُصحًا، عَسَى أن يكونَ النصحُ رافِعَه
يومَ الحِسَابِ وفِي ميزانِه ثَقُلا
٣٠) وأسأل اللهَ ربَّ العالمينَ بأن
يرضاهُ مِني ويرضَى عمَّنِ امْتَثَلا
٣١) وآخِرُ النظمِ أنْ صلَّى الإلهُ على
مُحمَّدٍ ما أهلَّ البَدرُ واكتملَا
(*): أعني قول الله: ﴿ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَتَطۡمَىِٕنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَىِٕنُّ ٱلۡقُلُوبُ ٢٨﴾ [الرَّعد].