إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في توضيحِ إشكالٍ على بعضِ الأسمَاءِ المنهيِّ عنها الشيخ فركوس حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في توضيحِ إشكالٍ على بعضِ الأسمَاءِ المنهيِّ عنها الشيخ فركوس حفظه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    رقم الفتوى: ١٢٥٥

    صنف الفتوى: متنوعة ـ ألفاظ في الميزان
    في توضيحِ إشكالٍ على بعضِ الأسمَاءِ المنهيِّ عنها

    السُّؤالُ:

    شيخَنَا أشكل عليَّ كلامكُم في الكلمةِ الشَّهريَّةِ رقم: ٥١ الموسومةِ ﺑ: «ضوابط الأسماء المنهيِّ عنها» حيث أدرجتم اسمَي: «مَاسِينِيسَا» و«يُوغُرْطَة» في قائمة الأسماء المنهي عنها شرعًا.
    فالرَّجاء منكم أَنْ تشرحوا لي معنَى الاسمَينِ المَذكُورينِ حتَّى أكون على بيِّنةٍ مِن أمري، مع بَيانِ سببِ إدراجهما ضِمنَ قائمةِ أسماءِ الكفَّار، وجزاكم اللهُ خيرًا.

    الجوابُ:

    الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَن أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
    ﻓ «مَاسِينِيسَا» أو «مَاسِينَا» أو «مَاسَنْسَنْ» ـ باختصارٍ ـ هو اسمُ علمٍ مُذكَّرٍ أمازيغيٌّ معناه: سَيِّدُهم أو قائِدُهم.
    ويُطلَقُ هذا الاسمُ على مُؤَسِّسِ دَولةِ نُومِيدْيَا المُوحَّدةِ الَّتِي عاصمتُها «سِيرْتَا» (قَسنطينةُ)، وهو أوَّلُ مُلوكِها، فقد خاضَ «مَاسِينِيسَا» معاركَ ضِدَّ الرُّومانِ، وكان حَليفًا لِقَرْطَاجَة في الحربِ البُونِيقيَّةِ الثَّانيةِ، قبل أن يتحوَّل إلى حليفٍ للرُّومانِ، ومِن أبناءِ «مَاسِينِيسَا»: «مِكِيبْسَا» وأخوه: «مَسْطَانَ - بَعل»، وهو والدُ «يُوغُرْطَةَ» حفيدِ «مَاسينِيسَا».
    هذا، و«يُوغُرْطَةُ» اسمُ عَلمٍ مُذكَّرٍ أمازيغيٌّ، معناه: أكبَرُهم سِنَّا، ويُطلَق ـ أيضًا ـ على كبيرِ القَومِ أو على جليلِ القَدْرِ، وقد نشأَ «يُوغُرْطَةُ بنُ مَسْطَانَ - بَعل» في فترة حُكمِ عَمِّهِ المَلِك «مِكِيبْسَا»(١).
    ولا يخفَى سَبْقُ زَمنِ هؤلاء المُلوكِ على مِيلادِ عيسى عليهِ السَّلام، بَلْهَ البِعثَةَ النَّبويَّةَ بقُرونٍ عديدةٍ، ومعلومٌ ـ أيضًا ـ تحالفُهم مع الرُّومانِ ـ آنذاك ـ وتَآزُرهُم مع دَولتِهم الوَثنيَّة، معَ كونِهم أَنفسِهم وَثَنيِّينَ، لذلك أَدخلتُ هَذَينِ الاسمَينِ ضِمْنَ الأسماءِ المَكروهَةِ لِمَا يتَّسِمُ به غالبُ المُلوكِ الكُفَّار مِنْ صِفَةِ الفَرْعَنَةِ والجَبَرُوتِ والتسَّلُّطِ والطُّغيانِ ـ أوَّلًا ـ، ويدلُّ على ذلك قولُه تعالى ـ حكايةً عن بِلْقِيسَ ـ: ﴿إِنَّ ٱلۡمُلُوكَ إِذَا دَخَلُواْ قَرۡيَةً أَفۡسَدُوهَا وَجَعَلُوٓاْ أَعِزَّةَ أَهۡلِهَآ أَذِلَّةٗۚ وَكَذَٰلِكَ يَفۡعَلُونَ٣٤﴾ [النمل]، فضلًا عن الوَثنيَّةَ التي كانوا عليها ـ ثانيًا ـ، قال ابنُ القيِّم رحمه الله ـ في معرِض ذِكرِ الأسماءِ المَكروهَةِ ـ: «ومنها: أسماءُ الفراعنَةِ والجبابِرَةِ كَفِرعونَ، وقارونَ، وهامانَ...»(٢).
    علمًا أنَّ إحياءَ مِثلِ هذهِ الأسماءِ الأَمازيغِيَّةِ ليس بَريئًا، بل يُرَوِّجُ لها ـ في الغالبِ ـ أهلُ الشُّعوبيَّةِ والتَّغريبِ والانفصالِ بغَرَضِ إلغاءِ الشَّخصيَّةِ المُسلمةِ وقطعِ الصِّلةِ بالدِّينِ والعربِ، ففي ذلك عِبرةٌ لِمَنْ تَدبَّر واعتبَرَ.
    والعلمُ عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.

    الجزائر في: ٢٧ رجب ١٤٤٢ﻫ
    الموافق ﻟ: ١١ مارس ٢٠٢١م


    https://ferkous.com/home/?q=fatwa-1255
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X