إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الصبر التقني (بتعليق الشيخ الفاضل أبي زياد محمد بن علي جابر اليافعي حفظه الله)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصبر التقني (بتعليق الشيخ الفاضل أبي زياد محمد بن علي جابر اليافعي حفظه الله)

    بسم االله الرحمن الرحيم

    الصبر التقني
    (بتعليق الشيخ الفاضل أبي زياد محمد بن علي جابر اليافعي حفظه الله)

    قال الشيخ الفاضل أبو زياد محمد بن علي جابر اليافعي حفظه الله: ((فقد قرأت هذا المقال الماتع للشيخ عزالدين حفظه رب العالمين فألفيته مفيدا في بابه، قد ربط فيه بين كلام أئمة السلف القدامى وبين وسائل التكنلوجيا المعاصرة، وهكذا طالب العلم السلفي يسعى لشحذ الهمم وتشجيع المجتمع لما فيه صلاحهم في دينهم ودنياهم، وموضوع الصبر من الأمور المهمة فقد ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى عن الإمام أحمد أن الصبر ذكر في القرآن أكثر من سبعين مرة وهذه لأهميته، فإذا لم يصبر السلفي على أخيه السلفي ويتعاونوا فيما بينهم على البر والتقوى ويتآلفوا ويتطاوعوا ويتنازل بعضهم لبعض في المسائل التي يسوغ فيها الخلاف فبهذا تجتمع الدعوة السلفية، لنغيظ المدسوسين المتسرعين المارقة خدمة الحزبيين من الإخوان المفلسين والحزبيين المخالفين لمنهج السلف الصالح ممن لا يريد للدعوة السلفية الانتشار وبالله التوفيق والحمد لله رب العالمين.
    وكتب
    أخوكم ومحبكم في الله أبو زياد محمد بن علي جابر

    مدينة المكلا حضرموت اليمن حرسها الله وجميع بلاد المسلمين بالتوحيد والسنه)).
    ***


    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
    أما بعد:
    فالصبر بأنواعه الثلاث: الصبر على الطاعة والصبر عن المعصية والصبر على الأقدار المؤلمة، يحتاج إليها كل من دخل إلى العالم التقني.
    وهذه وقفات تذكيرية لمستخدمي البرامج التقنية بالتحلي بالصبر، وقد مدح الله تعالى الصابرين فقال سبحانه: {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46].
    قال العلامة ابن القيم رحمه الله في ((عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين)) : ((فظفر الصابرون بهذه المعية بخير الدنيا والآخرة، وفازوا بها بنعمة الباطنة والظاهرة، وجعل سبحانه الإمامة في الدين منوطة بالصبر واليقين، فقال تعالى وبقوله اهتدى المهتدون: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ})) اهـ.
    وعن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والصبر ضياء))
    أخرجه مسلم.
    قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((شرح رياض الصالحين)) : ((فبين النبي صلي الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الصبر ضياء؛ يعني أن يضيء للإنسان، عندما تحتلك الظلمات وتشتد الكربات، فإذا صبر؛ فإن هذا الصبر يكون له ضياء يهديه إلي الحق.
    ولهذا ذكر الله- عز وجل- أنه من جملة الأشياء التي يستعان بها، فهو ضياء للإنسان في قلبه، وضياء له في طريقه ومنهاجه وعلمه؛ لأنه كلما سار إلي الله - عز وجل- علي طريق الصبر؛ فإن الله تعالي- يزيده هدي وضياء في قلبه ويبصره)) اهـ.

    فمن رام الهداية في سيره في البرامج التقنية عليه التحلي بالصبر، وهذه جملة من صور الصبر مما يحتاجه الواحد منا في العالم التقني.
    أولا: الصبر على الطاعة.
    فمن العبادة والطاعات التي يزاولها الكثير ممن يرتاد البرامج التقنية، نشر العلم من المقاطع الصوتية للعلماء الثقات والكتب الدينية النافعة والمنشورات التذكيرية، وعمل إذاعات ومنتديات علمية وعظية، والتواصل مع الأقارب والأصدقاء، والأمر بالمعروف ونهي عن منكر، والتعليم عن بعد، وادخال السرور وتشجيع الدعاة والمحسنين والدعاء لهم والتعاون معهم ودعمهم الدعم التقني (الوقوف معهم عن الحظر ونشر قنواتهم والتعريف بحساباتهم – منه المشاركة والإعجاب وإعادة التغريدة (رتويت) والتعليق - والاشتراك في قنوات نافعة للوصول للعدد المطلوب للنشر المباشر) والذب عن أعراض العلماء والمشايخ وطلاب العلم، وقمع السفهاء وابطال شبههم والرد على انحرافاتهم، كذلك من الطاعات عبر هذه الشبكة مواساة المصابين في الأتراح ومشاركتهم الأفراح وتهنأتهم بالزواج والنجاح، والنصيحة – الدينية والدنيوية -، ونصرة المظلوم ورد الظالم، والدعاء للحكام وولاة الأمر والدعاء للبلاد الإسلامية وجميع المسلمين، وبذل الجهد والوقت وغير ذلك من الطاعات.
    فكل هذه الطاعات وغيرها يحتاج المؤمن مع الإخلاص التحلي بالصبر، يحصل الفتور ويقع الكسر وعوائق أخرى، والصبر سلاح قوي لمن يرتاد الشبكة العنكبوتية وأراد الخير والنفع.

    ثانيا: الصبر عن المعصية.
    ومن الجرائم التي تمارس عبر الشبكة نشر الشركيات والبدع وكبائر الذنوب وسائر المعاصي وأمر بالمنكر ونهي عن المعروف ونشر الشائعات والكذب والسرقة والشحاذة والنصب والاحتيال والتحريض على الحكام والسلاطين والطعن في العلماء وإشعال نار الفتنة والدخول على المواقع الإباحية ومراسلة النساء وإقامة العلاقات ونشر صور ذوات الأرواح وخاصة النساء المتبرجات ومولاة الكفار – نشر صور لاعبيهم وفنانينهم والتعبير على الإعجاب بهم ومحبتهم والفرح لفرحهم - وغير ذلك من القبائح والآثام.
    فالصبر عن هذه المعاصي واجب شرعي ويتعين والواحد في خلوته مغلق عليه بابه ليس له رقيب إلا الله تعالى، فمن تلطخ بشيء منها جعل الله عز وجل أهون الناظرين إليه، وقد قيل: (لا تجعل الله أهون الناظرين إليك).
    فالضعف حاصل والشياطين التقنيين في إضلالهم على قدم وساق، والصبر عن المعصية ووسوستهم سد منيع من الغرق في وحل الرذيلة وبحر الشهوة.

    ثالثا: الصبر على الأقدار المؤلمة.
    وأصحاب الخير وأهل الفضل وهم سائرون على طريق السلف الصالح ينشرون الخير ويعلمون الناس ويوجههم لما فيه خير لهم لا بد أن ينالهم الأدي.
    قال الله تعالى: {ألم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت: 1-3].
    قال العلامة ابن كثير رحمه الله في ((تفسيره)) : ((استفهام إنكار، ومعناه: أن الله سبحانه وتعالى لا بد أن يبتلي عباده المؤمنين بحسب ما عندهم من الإيمان)) اهـ.
    عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: قلت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أشد الناس أشد بلاء؟
    قال: فقال: ((الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلى على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة)).
    أخرجه أحمد في ((المسند)) والترمذي في ((الجامع)) وابن ماجه في ((السنن)) وغيرهم وأودعه الألباني في ((الصحيحة)) (رقم: 143).
    ومن البلاء التقني في برامج التواصل طعن السفهاء من سباب وشتام وخذلان الإخوان والإسلام لأهل الأهواء، والتعرض للفتن – أفلام خليعة وصور ماجنة ومراسلات محرمة – وإغراءات حزبية للتعاون على نصر الباطل وتكثير سود أهله ودحض الحق وكسر شوكة أصحابه، وغير ذلك من أصناف البلاء.
    وكل صور البلاء يجب أن يكون الصبر الدرع المنيع أمام سهام أهل الباطل.

    فالصبر بأنواعه الثلاثة أساس متين وسراج منير يضيء درب المؤمن في سيره لله والدار الآخرة عبر البرامج التقنية وما يحصل فيها من ظلم الظالمين وخذلان المخذلين وما يعرض من فتن وبلاء.
    هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
    كتبه
    عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
    قصر الأخيار ليبيا: ليلة الأثنين 9 ربيع الأول سنة 1442 هـ
    الموافق لـ: 26 أكتوبر سنة 2020 ف
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2020-11-09, 09:39 AM.
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X