إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فـوائد منـتـقاة من محاضرة بعنوان: "كيف تقرأ في كتب الفقه"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فـوائد منـتـقاة من محاضرة بعنوان: "كيف تقرأ في كتب الفقه"

    فـوائد منـتـقاة من محاضرة بعنوان:
    "كيف تقرأ في كتب الفقه"

    لفضيلة الشيخ الدكتور:
    عبد السلام الشويعر(حفظه الله)

    انتقاها:
    أبو حاتم المالكي (عفا الله عنه)
















    "مـقـدمـة"
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين إمامنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
    فإن معرفة الطريقة الصحيحة لتلقي العلم الشرعي من أعظم أسباب تحصيله، وذلك أن الكثير من طلاب العلم لا يعرفون الطريقة الصحيحة لدراسة الفقه وقراءة كتبه، فتنقضي الأوقات الطويلة دون تحصيل هذا العلم العظيم.
    لذا ارتأيتُ أن أنشر لإخواني هذه الفوائد النفيسة التي كنت قد قيدتها لنفسي، والتي موضوعها: كيفية القراءة في كتب الفقه، وأصل هذه الفوائد عبارة عن محاضرة ألقاها فضيلة الشيخ الدكتور عبد السلام الشويعر حفظه الله، تضمنت فوائد نفيسة، ودُررا مليحة، حريّ بطالب العلم أن يدونها وأن يستحضرها في طريق تحصيله للعلم.






    ( ملخص الفوائد )

    1. الكتب وسيلة من الوسائل المهمة في تحصيل العلم، ولذلك ما زال أهل العلم في الحديث وغيره يعتدون ويعتبرون بالوجادة للكتب طريقا من طريق التحمل وطريقا من طريق النقل والاعتماد عليه، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم الأصل فيه أنه نقل بعض حديثه في حياته عن طريق الكتب والوجادة كما كتب عليه الصلاة والسلام لهرقل وغيره من ملوك الآفاق.
    2. من وسائل تحصيل العلم:
    الكتب، الأخذ عن الأشياخ، الرواية، المذاكرة، الحفظ، وغير ذلك مما يكون مندرجا أو قسيما لهذه الأمور التي سبق ذكرها.
    3. من أسباب الانصراف عن طلب العلم:
    • كثرة الكتب وكثرة العلم، فيستصعب العلم ويستثقل قراءة هذه الكتب كلها ، وكما قال علي رضي الله عنه : (العلم نقطة كثره الجاهلون بخوضهم).
    • أن كثرة الكتب أحيانا تكون سببا للتكاثر، وقد جاء من بعض من له لطائف في حديثه أن قال: "جمع الكتب إن كان من غير قصد الإفادة والقراءة فيها يكون من التكاثر".
    4. قال بعض الفضلاء: إذا أردت أن تعرف الرجل هل ما زال مع طول عمره وتقدمه، هل مازال ممن يجدد علمه أم لا ؟ فانظر هل يقتني الكتب أم لا؟ فإن كان يقتني الكتب، فمعناه أن الرجل ما زال يُحدِّث معلوماته.
    5. قيل إن إسحاق بن إبراهيم بن راهويه أراد أن يتحصل على كتب الشافعي في الفقه، فبحث فلم يجدها، فقيل له: إن رجلا كان ممن كتبها عن الشافعي كتب عنه كتبه، وأن الرحل قد مات وورّثَ كُتبه زوجتَه، فتقدم إسحاق لهذه المرأة وتزوجها لا رغبة فيها، وإنما رغبة في كتب الشافعي التي عندها.
    6. كتب الفقه متنوعة ومتعددة وليست على سنن واحد، ولا على مسلك واحد، بل من المهم إذا أردت أن تقرأ كتابا من كتب الفقه أن تعلم لِـمَ أُلف هذا الكتاب وما غرض مؤلفه من وضعه، ومن مناهج هذه الكتب ما يلي:
     كتب للتـعليم: حتى إن بعضهم سماها: "مسائل التعليم"، والكتب التي ألفت لأجل التعليم أغلبها من المختصرات، فالمختصر يجعل ليتعلم منه المبتدئ، ويحفظه المتوسط، ويستذكر به المنتهي.
    تنبيه: هناك كتب تسمى: "كتب التصحيح"، والتصحيح يكون في الغالب للمختصرات، وهذه الكتب كثيرة منها المطبوع ومنها غير المطبوع، ومن أمثلة ذلك:
    كتاب: تصحيح التنبيه، للنووي.
    كتاب: تصحيح المنهاج، للبلقيني.
    كتاب: تصحيح القدوري على مذهب الحنفية، لابن قاسم قطلوغبا.
    كتاب: تصحيح الفروع للقاضي، لعلاء الدين المرداوي .
     كتب التدليل على المسائل: والتدليل أنواع منه التدليل النصي: أي الأحاديث التي تدل على المذهب، ومثاله:
    في مذهب الشافعية: "سنن الدارقطني" أُلف للتدليل لمذهب الشافعي، ومثله كتاب: "معرفة السنن والآثار، للبيهقي.
    وفي مذهب أحمد : "سنن الأثرم".
    وفي مذهب الأحناف: مشكل الآثار للطحاوي، وشرح معاني الآثار.
    وفي مذهب مالك: الموطأ.
     كتب أُلفت لأجل الخلاف: وقد يكون الخلاف عاليا: "ويسميه البعض: "رؤوس المسائل"، أو نازلا: "يسمى الخلاف المذهبي"، وكتب الخلاف النازل على قسمين:
     كتب تذكر كل الخلاف المذهبي "كالإنصاف" للمرداوي، و"العزيز" للرافعي.
     كتب تذكر الخلاف القوي في المذهب، ومثاله كتاب: "الروايتين والوجهين"، للقاضي أبي يعلى، ثم جاء ابن الفراء وأكمله في: "التمام"، وقبلهما ابن الخلال في كتابه: "زاد المسافر" وفي "التنبيه" وفي "الشافي"، وأهم كتاب على هذه الطريقة من المتأخرين كتاب: "الكافي" للموفق ابن قدامة، وعند الشافعية كتاب: "السلسلة في القولين".
     كتب التفريع: وهي الكتب التي تذكر المسألة الكلية وماذا يتفرع عليها، ومن أهم كتب هذه الطريقة كتاب "الإنصاف" المتقدم ذكره، ومثله كتاب "المغني" لابن قدامة.
     كتب فقهية للتوضيح: وغالب هذا النوع كتب الشروح ويكون للمختصرات، ومثل التوضيح: الحواشي، والفرق بينهما: أن الشرح توضيحي، والحاشية للاستدراك وهذا في الغالب وليس على سبيل الاستطراد.
     كتب في الألغاز الفقهية: ومنهم من يؤلف في المسائل المحيرة ككتاب ابن مازة الحنفي التي ألف كتابا طبع في مجلد باسم: "المسائل المحيرة"، وهو خاص بالمسائل التي لم يجد لها العلماء جوابا.
     كتب في غريب ألفاظ الفقهاء: والقصد منها بيان ألفاظ الغريب، مثل كتاب ابن جني في غريب المدونة، ومثل كتاب المُطلع ومثل تهذيب الأسماء واللغات لابن أبي الوفا القرشي، أو طرق الهداية أو تهذيب الأسماء واللغات في المهذب للنووي أو المغري لابن باطش...الخ.

    7. من المهم قبل قراءة أي كتاب فقهي لا بد أن تعرف المنهج الفقهي للمؤلف، وذلك بفتح مقدمة الكتاب، لتعرف لم أُلف الكتاب، وما غرضه...الخ.

    8. كيف تقرأ كتاب الفقه؟
    جواب ذلك يُعرف بأمور:
    الأول: اعرف نوع الكتاب الذي ستقرؤه.
    الثاني: إياك أن تقرأ كتاب فقه دون دربتك ومعرفتك بمصطلح أهل الفن، فمن لم يعرف مصطلح أهل الفن أتى بغرائب الأمور وعجائب الفهوم.
    الثالث: اعلم أن قراءة كتب الفقه تحتاج إلى تأمل فلا تقرأ بسرعة، تحتاج إلى تأمل، وأن تقف مع اللفظ.
    9. لابد من قراءة كتب الفقه وإعادتها وتكرارها وعدم الاكتفاء بالمرة الواحدة، فالعلم يُنسى فلابد من استذكاره ومراجعته، ولأهل العلم في ذلك مسالك وهي على سبيل التمثيل لا الحصر:
     أن يجعل كتابا واحدا من كتب الفقه يرجع إليه دائما، وكل كتاب فقه يقرؤه يجد فيه زيادة يثبت هذه الزيادة في هامش الكتاب، فيكون هذا الكتاب عنده مرجعا، ولذا تجد من يقول: نسخة فلان من كتاب كذا مليئة بالحواشي.
     من الطرق في ذلك، تكتب كل مسألة تجدها، ثم تجمع المتناظرات وحدها ثم تؤلف بينها، فيكون ذلك من باب جمع النظائر.
    10. من الأمور المهمة في قراءة كتب الفقه القراءة على الأشياخ، واحرص على أن تقرأ على شيخ يحسن الفن، ولا تقطع الدرس إلا أن يفرق بينكما عجر أو سفر أو موت.

    والحمد لله رب العالمين.
    وكتبه: أبو حاتم محمد المالكي _غفر الله_

الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X