إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بين مركز آيا صوفيا ومسجد كتشاوة.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بين مركز آيا صوفيا ومسجد كتشاوة.

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
    شاهدنا ما آل إليه المركز السياحي آيا صوفيا مؤخرا حيث صار يجمع بين جميع أصحاب الأديان المختلفة للصلاة والسياحة وغير ذلك ، وهذا التحول الذي أضيف إليه مؤخرا _الصلاة بالنسبة للمسلمين_ ليس في الحقيقة إلى سياسة وسياحة وسيادة داخلية لأصحابها ، ومن المؤسف أن تطال هذه الممارسات شعائر الدين ، و إن استحسنه طائفة ممن يُعرف منهجهم وحزبياتهم وتوجهاتهم .
    نفس التحول حدث قديما لمسجد كتشاوة التاريخي في الجزائر مباشرة بعد الإستقلال إذ تم تحويله من كاتدرائية إلى مسجد للمسلمين ، لكنه مسجد بكل ما تحمله الكلمة من معنى وديانة ، لا كما يتغني به السياح والساسة في تركيا اليوم .
    وإذ نذكر كتشاوة نذكر لزاما وبكل فخر واعتزاز أول خطبة وصلاة جمعة فيه كان فارس منبرها كما هو معلوم الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله واسكنه جنة الفردوس ، فكان في طيات تلك الخطبة التاريخية كلمات خالدات تبين حقيقة ماهو لله وماهو لغير الله ، وماهو المسجد وماهي مكانته أهدافه، وما على المسلمين من واجب نحو بيوت الله العامرة :
    " " سجانه تعالى جده، تجلى على بعض عباده بالغضب والسخط فأحال مساجد التوحيد بين أيديهم إلى كنائس للتثليث، وتجلى برحمته ورضاه على آخرين فأحال فيهم كنائس التثليث إلى مساجد للتوحيد، وما ظلم الأولين ولا حابى الآخرين، ولكنها سنته في الكون وآياته في الآفاق يتبعها قوم فيفلحون، ويعرض عنها قوم فيخسرون"
    " وهذا المسجد هو حصة الإسلام من مغانم جهادكم، بل هو وديعة التاريخ في ذممكم، أضعتموها بالأمس مقهورين غير معذورين واسترجعتموها اليوم مشكورين غير مكفورين، وهذه بضاعتكم ردت إليكم، أخذها الاستعمار منكم استلابا، وأخذتموها منه غلابا، بل هذا بيت التوحيد عاد إلى التوحيد وعاد التوحيد إليه فالتقيتم جميعا على قدر"
    " إن هذه المواكب الحاشدة بكم من رجال ونساء يغمرها الفرح ويطفح على وجوهها البِشر لتجسيمٌ لذلك المعنى الجليل، وتعبيرٌ فصيح عنه، وهو أنّ المسجد عاد للساجدين الرُكع من أمة محمد، وأن كلمة لا إله إلا الله عادت لمستقرها منه كأن معناها دام مستقرا في نفوس المؤمنين، فالإيمان الذي تترجم عنه كلمة لا إله إلا الله، هو الذي أعاد المسجد إلى أهله، وهو الذي أتى بالعجائب وخوارق العادات في هذه الثورة."
    " يا معشر المؤمنين: إنكم لم تسترجعوا من هذا المسجد سقوفه وأبوابه وحيطانه، ولا فرحتم باسترجاعه فرحة الصبيان ساعة ثم تنقضي، ولكنكم استرجعتم معانيه التي كان يدل عليها المسجد في الإسلام ووظائفه التي كان يؤديها من إقامة شعائر الصلوات والجمع والتلاوة ودروس العلم النافعة على اختلاف أنواعها، من دينية ودنيوية فإنّ المسجد كان يؤدي وظيفة المعهد والمدرسة والجامعة "
    فشتان بين المسجد والمركزالسياحي .
    وشتان بين ثورة استرجعت مساجدنا وبين سياسة وسياحة .
    وشتان بين مسجد يوحّد فيه الله وبين مركز يدعى فيه غيره .
    والحمد لله رب العالمين
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X