إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رسالة نصح وإشفاق إلى الإعلاميين ومالكي القنوات من المسلمين حاكمين ومحكومين / للشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [نصيحة] رسالة نصح وإشفاق إلى الإعلاميين ومالكي القنوات من المسلمين حاكمين ومحكومين / للشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله .

    بسم الله الرحمن الرحيم


    رسالة نصح وإشفاق إلى الإعلاميين ومالكي القنوات
    من المسلمين حاكمين ومحكومين.

    للشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله .


    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    أما بعد، فهذه رسالة نصح وإشفاق إلى كل مسلم من الإعلاميين ومالكي القنوات والقائمين على وسائل الإعلام المختلفة مقروءة أو مسموعة أو مرئية، أسأل الله عز وجل أن يشرح صدر كل مسلم في أي موقع فيها إلى الأخذ بما فيه الخير له وللمسلمين في الدنيا والآخرة، والسلامة مما فيه الشر له وللمسلمين في الحال والمآل، إنه سميع مجيب.

    1ـ أيها الإخوة ! إن خير ما يُذكَّر به كلام الله عز وجل​ الذي هو خير الكلام وأبلغه وأنفعه، وقد قال الله عنه: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}، وقال: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ}، وقال: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}، وقال: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ ليَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ}، وقال: {قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (16)}، وقال: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا}، وقال: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ}، وقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَوْعِظَةٌ مِّن ربِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}، وقال في صفات عباد الرحمن: {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا}، نقل ابن كثير في تفسيره عن قتادة قال: ((لم يصموا عن الحق ولم يعموا فيه، فهم ـ والله! ـ قوم عقلوا عن الله فانتفعوا بما سمعوا من كتابه)).

    2ـ الواجب على المسلم الاستسلام والانقياد لما جاء عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله عز وجل: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِينًا}، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}، وقال: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52)}، وقال: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}، وقال: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا}، وقال: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}، وقال: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}، وقال: {وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ}، وقال: {اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُم مِّن ملْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِن نَّكِيرٍ}، وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)}، وقال: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (18) إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئًا وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19) هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ (20)}، وقال: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.

    3ـ من حسن حظ المسلم سعيه في دنياه لعمارة آخرته وتذكر الموت والمعاد والعرض والحساب والجزاء على الأعمال والاستعداد لذلك بالأعمال الصالحة،قال الله عز وجل: {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ}، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19)}، وقال: {وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ}، وقال: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ}، وقال: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ}، وقال: {يُنَبَّؤا الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ}، وقال: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}، وقال: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ(7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ(8)}، وقال: {وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ}، وقال: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}، وقال: {فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}، وقال: {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا (13) اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)}، وقال: {وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}، وقال: {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (28) هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (29)}، وقال: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ}، وقال: {مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ}، وقال: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}، وقال: {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}، وقال: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93)}، وقال: {فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ}، وقال: {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ}، وقال: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}، وقال: {يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24)}، وقال: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءلُونَ}، وقال: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37)}.

    4ـ ومن أعطاه الله المال ووسع عليه في الرزق ينبغي ألا يغيب عن باله أن المال لصاحبه نعمة أو نقمة، فمن أخذه من حله وصرفه في حله فهو له نعمة، ومن أخذه من حرام أو صرفه في حرام فهو عليه نقمة، والعاقل هو الذي يعمل على أن يكون ماله له نعمة، ويحذر أن يكون المال عليه نقمة، فيستعمله فيما أحل الله ويبذله فيما شرع الله، قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}، وقال: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيه} ، وقال: {وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ}، وقال: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}، وقال: {وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}، وقال: {قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ}، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن مال المرء هو ما قدَّمه وأن مال وارثه هو ما أخَّره، رواه البخاري (6442)، ومن استعمل ماله في حرام وصرفه في حرام فإن ماله وبال عليه، ومن ذلك صرفه في وسائل الإعلام التي يعود ضررها عليه ويصل ضررها إلى المسلمين في كل مكان، وقد أخبر الله أن الغنى سبب للطغيان، قال الله عز وجل: {كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى (6) أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى (7)}، وأخبر أن المال لا يفيد صاحبه إلا إذا كان في طاعة الله، قال الله عز وجل: {أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ (206) مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ}، وقال: {يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ (88) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)} ، وقال: {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ}، وقال: {وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى}، وقال عمن يأخذ كتابه بشماله: {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ (29)} ، وقال: {أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}، وقال: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} ، وقال: {كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ (21)}، وقال: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17)}، وقال: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ}، وقال صلى الله عليه وسلم: ((الدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر)) رواه مسلم (7417)، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة)) رواه البخاري (3118).

    والدعوة إلى الخير في وسائل الإعلام المختلفة وبذل المال فيها صلاح وإصلاح وإحسان، قال الله عز وجل: {إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ}، وقال: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ}، وقال: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً}، وقال: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}.

    والدعوة إلى الشر في وسائل الإعلام المختلفة فساد وإفساد، قال الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ}، وقال: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا}، وقال: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}، والدعوة إلى الخير في وسائل الإعلام المختلفة لا حد لنفعها، والدعوة إلى الشر فيها لا حد لضررها، قال صلى الله عليه وسلم: ((من دعا إلى هدى كان له مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً)) رواه مسلم (6804)، وإن إلحاق الضرر بفرد من المسلمين أمر خطير، فكيف بتوزيع الشر في وسائل الإعلام المختلفة على المسلمين في بيوتهم في أنحاء الأرض؟! وقد قال الله عز وجل في المطففين في المكاييل والموازين: {أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}، وإن من أوصل الشر إلى المسلمين في أنحاء العالم في وسائل الإعلام المختلفة أولى وأولى وأولى أن يقال له ذلك.

    والحد الفاصل بين الدنيا والآخرة الموت، فمن مات قامت قيامته وانتقل من دار العمل إلى دار الجزاء، والقبر أول منازل الآخرة، ينعَّم المرء في قبره إذا كان موفقاً فيفتح له باب إلى الجنّة ويأتيه من روحها وطيبها، وإن كان غير ذلك يفتح له باب إلى النار ويأتيه من حرّها وسمومها، رواه الإمام أحمد (18534) بإسناد صحيح، وعذاب القبر يكون للكفار كما قال الله عز وجل: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}، ويكون لعصاة المؤمنين كما في حديث مرور النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين أحدهما يعذب في النميمة، والثاني يعذب لكونه لا يستتر من البول، رواه البخاري (216) ومسلم (677) وفي لفظ لمسلم (678): ((لا يستنزه عن البول))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يُسمعكم من عذاب القبر)) رواه مسلم (7214) عن أنس رضي الله عنه، وفي رواية له (7213) من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه: ((فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يُسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه)).

    وفي تاريخ الخلفاء للسيوطي (ص:232) قال: ((ورُوي أن ابن السماك دخل على الرشيد يوماً فاستسقى فأُتي بكوز، فلما أخذه قال: على رسلك يا أمير المؤمنين! لو مُنعتَ هذه الشربة بكم كنت تشتريها؟ قال: بنصف ملكي! قال: اشرب هنأك الله تعالى، فلما شربها قال: أسألك لو مُنعتَ خروجها من بدنك بماذا كنت تشتري خروجها؟ قال: بجميع ملكي! قال: إن ملكاً قيمته شربة ماء وبولة لجدير أن لا ينافس فيه، فبكى هارون بكاء شديداً)).

    وعلى هذا القياس يقال لمن أعطاهم الله الأموال العظيمة لاسيما من يبذلونها في وسائل الإعلام المختلفة مما فيه ضرر على المسلمين، يقال لهم: لو أن أحدكم حصل له ألم شديد في أي موضع من جسده ولم يجد شفاء له منه إلا ببذل ما يملك لَفَعَل ليسلم من الألم والعذاب الدنيوي، وعذاب الدنيا ليس بشيء مع عذاب الآخرة؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيُصبغ في النار صبغة، ثم يقال: يا ابن آدم! هل رأيت خيراً قط؟ فيقول: لا والله يا رب! ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنّة، فيُصبغ صبغة في الجنّة، فيقال له: يا ابن آدم! هل رأيت بؤساً قط؟ فيقول: لا والله يا رب! ما مرَّ بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط)) رواه مسلم (7088)، وقال صلى الله عليه وسلم: ((ناركم هذه ـ التي يوقد ابن آدم ـ جزء من سبعين جزءاً من حرّ جهنم، قالوا: والله! إن كانت لكافية يا رسول الله! قال: فإنها فُضلت عليها بتسعة وستين جزءاً كلها مثل حرّها)) رواه البخاري (3265) ومسلم (7165).

    وإنما أوردت الآيات الكثيرة المشتملة على الترغيب والترهيب؛ لأن كلام الله عز وجل أعظم واعظ وأكبر زاجر، ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من يحيا عن بينة والمأمول ممن يطَّلع على هذه الرسالة ممن تعنيهم أن يكونوا ممن يحيا عن بينة.

    5ـ أما أنتم أيها الإخوة المسلمون المتابعون وسائل الإعلام المختلفة مقروءة أو مسموعة أو مرئية، فإن اللائق بكم والمتعين عليكم أن يكون تعاملكم معها بالاستفادة منها فيما يعود عليكم بالخير في الدنيا والآخرة والابتعاد عن كل ما يعود عليكم ضرره في حالكم ومآلكم، فاتقوا الله في صحتكم وعافيتكم، واتقوا الله في أسماعكم وأبصاركم، واتقوا الله في أوقاتكم؛ فإنكم مسؤولون عن كل هذه النعم، فهنيئاً لمن يستعملها فيما فيه سعادة الدنيا والآخرة، وبؤساً لمن ضيعها واستعملها فيما فيه خسارة الدنيا والآخرة، قال الله عز وجل: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}، وقال: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، وقال صلى الله عليه وسلم: ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)) رواه البخاري (6412).

    والمسلم الناصح لنفسه يحرص على استعمال صحته وشغل وقته فيما يعود عليه بالخير ليكون من الرابحين، ويحذر أن يستعمل صحته أو يشغل وقته فيما يعود عليه بالضرر فيكون من المغبونين الخاسرين.

    فاحفظوا أسماعكم وأبصاركم من الاستماع والنظر إلى السحرة والدجالين والمشعوذين، والاستماع والنظر إلى المغنيات والمغنين، وغضوا أبصاركم عن النظر إلى النساء، ومثل ذلك النساء مع الرجال؛ امتثالا لقول ربكم: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُن}، واتركوا المسلسلات القاتلة للأوقات والملهية عن ذكر الله وعن الصلاة، وأعرضوا عن الصحف والمجلات الخليعة، واحذروا من مشاهدة المواقع السيئة في شبكة المعلومات، وهذا على سبيل التمثيل، أما وسائل الإعلام الكافرة فينبغي أن يكون حظها منكم الترك والإعراض والإهمال.

    وأقول في ختام هذه الرسالة لكلٍّ من الإعلاميين ومالكي القنوات والمتابعين لوسائل الإعلام ولسائر المسلمين:

    إن نعم الله وحقوقه وحقوق عباده أمانة عند كل مسلم ومسلمة، فالطهارة أمانة، والصلاة أمانة، وكل ما أمر الله به أمانة، وكل ما نهى عنه أمانة، والمال أمانة، والولد أمانة، والنفس أمانة، واللسان أمانة، والفرج أمانة، والسمع والبصر أمانة، وسائر نعم الله على العبد أمانة، وقد قال الله عز وجل: {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً}، وقال: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (27) وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (28)} ، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}.

    وأسأل الله عز وجل أن يوفق المسلمين حاكمين ومحكومين للفقه في الدين والثبات على الحق ولما فيه عزهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة إنه سميع مجيب، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    عبد المحسن بن حمد العباد البدر.
    4/2/1430هـ.

    المصدر :
    الموقع الرسمي للشيخ :عبد المحسن بن حمد العباد البدر.

الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X