إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تزوير كتب العلماء الربانيين من عمل الشياطين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تزوير كتب العلماء الربانيين من عمل الشياطين

    بسم الله الرحمن الرحيم
    تزوير كتب العلماء الربانيين من عمل الشياطين

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
    أما بعد:
    فالكذب على العلماء له صور وأشكال، ومن صوره نسبة أهل الزيغ والضلال إليهم كتبا بهتانا وزورا، وتختلف مقاصدهم وتتنوع أغراضهم في هذا الباطل، فمنها :

    1) ترويج العقائد الباطلة والمذاهب المنحرفة.
    2) تعليم السحر.
    3) نشر البدع والخرافات.
    4) تشويه بعض رموز الإسلام.
    وغير ذلك من الأغراض الدنيئة.

    ومن نماذج هذا الفعل القبيح:
    1) نسبة كتاب (أحكام تمني الموت) للإمام محمد بن عبد الوهاب.
    قال العلامة صالح الفوزان حفظه الله في ((إبطال نسبة كتاب أحكام تمني الموت)) (ص: 19-20) : ((ويشتمل الكتاب على أشياء تتعارض مع ما نقل عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتلاميذه؛ مثل الكلام في الروح، وتلقين الميت بعد الدفن، والقراءة على القبور، حيث إن الشيخ وتلاميذه يعتبرون هذه الأشياء من البدع المحرمة)) اهـ.
    2) نسبة كتاب (بيان زغل العلم والطلب" أو النصيحة الذهبية أو الرسالة الذهبية) للإمام الذهبي.
    وممن روج هذا الكتاب محمد زاهد الكوثري وهو معروف بعدائه لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله​.
    ولا يخفى على طلاب العلم أن الذهبي ممن تتلمذ على يدي شيخ الإسلام ابن تيمية وأنه محب له ومعظم له ويجله ويعترف له بالفضل.
    فإن للشيخ شمس الدين الذهبي مرثية فِي الشَّيْخ رحمه الله​ كما جاء في ((العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية)):
    يا موت خُذ من أردْت أَو فدع *** محوت رسم الْعُلُوم والورع
    أخذت شيخ الْإِسْلَام وانفصمت *** عرى التقى واشتفى أولو الْبدع
    غيبت بحرا مُفَسرًا جبلا *** حبرًا تقيا مُجَانب الشِّبَع
    فَإِن يحدث فَمُسلم ثِقَة *** وَإِن يناظر فَصَاحب اللمع
    وَإِن يخض نَحْو سييوبه يفه *** بِكُل معنى فِي الْفَنّ مخترع
    وَصَارَ عالي الْإِسْنَاد حافظة *** كشعبة أَو سعيد الضبعِي
    وَالْفِقْه فِيهِ فَكَانَ مُجْتَهدا *** وَذَا جِهَاد عَار من الْجزع
    وجوده الْحَاتِمِي مشتهر *** وزهده القادري فِي الطَّبْع
    أسْكنهُ الله فِي الْجنان وَلَا *** زَالَ علينا فِي أجمل الْخلْع
    مَعَ مَالك وَالْإِمَام أَحْمد والنع *** مان وَالشَّافِعِيّ وَالنَّخَعِيّ
    مضى ابْن تَيْمِية وموعده *** مَعَ خَصمه يَوْم نفخة الْفَزع
    وممن رد هذه الفرية بكر أبو زيد رحمه الله​ في تقريض كتاب ((التوضيح الجلي في الرد على النصيحة الذهبية المنحولة على الإمام الذهبي)) لمحمد الشيباني، قال رحمه الله​: ((والامام الذهبي في دينه وورعه وخلقه يرتفع قدره عن مثل هذه الرسالة التي تنادي عباراتها على بطلانها لا سيما رميه ابن تيمية بقول ( عليم اللسان ) وهي وصف للمنافق)) اهـ.

    كذلك هناك صور أخرى من الكذب المنحول على الأنبياء:
    قال الله تعالى: {​وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ. وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}​ [البقرة: 102].
    أخرج النسائي في ((السنن الكبرى)) واللفظ له وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (1/185) (رقم: 982) عن ابن عباس رضي الله عنهما​، قال: (كان آصف كاتب سليمان بن داود عليه السلام​، وكان يعلم الاسم الأعظم، كان يكتب كل شيء يأمره به سليمان عليه السلام​ ويدفنه تحت كرسيه، فلما مات سليمان أخرجته الشياطين، فكتبوا بين كل سطرين من سحر وكذب وكفر، فقالوا: هذا الذي كان يعمل سليمان بها، فأكفره جهال الناس وسفهاؤهم وسبوه، ووقف علماؤهم، فلم يزل جهالهم يسبونه حتى أنزل الله جل وعز: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا}​).
    قال المحدث أحمد شاكر رحمه الله​ في ((عمدة التفسير)) (1/144) : إسناده صحيح، وهذا موقوف من كلام ابن عباس.
    قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله​ في ((تفسير آيات من القرآن الكريم)) (ص: 63) : ((قوله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ}​ إلى قوله - {وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}​ فيه مسائل:
    ...
    الرابعة: أن المسائل الباطلة قد تنسب إلى الأنبياء كذبا عليهم.
    الخامسة: أن الكتب الباطلة قد تضاف إلى بعض الصديقين.
    السادسة: أن ذلك مما تتلو الشياطين على زمان الأنبياء، كما وقع أشياء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم​.
    السابعة: أن الشياطين مزجت به الحق في زمن سليمان)) اهـ.
    فمن نسب كتبا بالكذب على العلماء الصادقين وقع في مشابهة الشياطين.
    هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
    ✍️ كتبه
    عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
    طرابلس الغرب: يوم الخميس 26 شوال سنة 1441 هـ
    الموافق لـ: 18 يوليو سنة 2020 ف
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X