إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفاسد اجتماع المعزين في بيت الميّت للشيخ نجيب جلواح -حفظه الله-

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [تفريغ] مفاسد اجتماع المعزين في بيت الميّت للشيخ نجيب جلواح -حفظه الله-

    بسملة
    مفاسد اجتماع المعزين في بيت الميّت

    للشيخ نجيب جلواح -حفظه الله-
    ------


    قال «من مفاسد هذا الاجتماع إلى أهل الميت» يعني لما يجتمعوا الناس عند من وقعت لهم المصيبة أولا المشقة على الناس الحضور من كل جهة، قد يكون الإنسان بعيدا ولما صارت هذه العادة أو بالأحرى هذه البدعة في الناس فالمتخلف فإن أقاربه يغضبون عليه، ويجدون اتجاهه أمورا.
    قال: «فيها المشقة على الناس في الحضور من كل جهة لاسيما في أيام الحر والبرد والأمطار والرياح وذلك إنه عندما صار هذا الشيء عادة عندهم صار المتخلف عنه عرضة للقدح» إذا جاء بعد ذلك عند مجلس آخر فإنهم يقدحون فيه «بالسب في حضوره والغيبة في غيبته» يقدحون فيه إذا كان حاضرا بأن يسبوه وأن يغتابوه إذا كان غائبا «وصار يأتي كالمكره وربما ترك أشغالا تهمه وربما تعرض للخطر في الطرقات الوعرة» أي الطرقات الصعبة وهذه لغة فصيحة وليست دارجة.
    ومن المفاسد أيضا مفاسد هذا الاجتماع: «أنه يحضر إليه الرجال والنساء ويحصل للنساء من البكاء والنحيب والعويل ما ينافي الصبر، وربما وصل إلى النياحة التي جعلها النبي صلى الله عليه وسلم​ من الكفر» أي الكفر العملي فقد جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه​ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم​: «اثنتان في الناس هما به كفر الطعن في النسب، والنياحة على الميت». وليس هذا من الكفر المخرج من الملة ولعن النائحة والمستمعة هذا ذكره فيما أخرجه أحمد في المسند و أبو داود في السنن عن أبي سعيد الخذري رضي الله عنه​ قال: «لعن رسول الله وعلى آله وسلم النائحة والمستمعة» ولكن هذا الحديث الذي استدل به الشيخ ضعيف، وقد أورده الشيخ الألباني رحمه الله​ في ضعيف الجامع الصغير وقال أيضا عليه الصلاة والسلام : «النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب»، وسبحان من يقطع لهؤلاء أثواب من النار في جهنم والحديث أخرجه مسلم عن أبي مالك الأشعري.
    «ومن مفاسد هذا الاجتماع»، أي عند أهل الميت «ما يحصل به من إضاعة المال، حيث ينفق عليه أموال في أمر غير مشروع» حيث أن الناس يجتمعون ويحضرون الطعام والفاكهة والحلوة وغير ذلك، وكأنهم في عرس، «وربما تكون من تركة الميت، وفيها وصية» لعل هذا يكون من مال الميت؛ الذي الأصل أنه يقسم على مستحقيه من الورثة، أو يعطى من يستحق فيه من دين أو وصية أو نحو ذلك، قال فهم عوض أن يوزعوه ويقسموا القسمة الشرعية، قال: «وقد قال الله تعالى -في الوصية- : {فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيم} [سورة البقرة:181] وقال في أموال اليتامى»، لأن هذا الميت ترك مالا وترك صغارا وإذا مات أبوهم قبل بلوغهم فهم يتامى ولايجوز التلاعب بمال اليتيم، واسمع إلى الوعيد قال الله تعالى في سورة الإسراء: {وَلَا تَقۡرَبُواْ مَالَ ٱلۡيَتِيمِ إِلَّا بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ أَشُدَّهُۥۚ وَأَوۡفُواْ بِٱلۡعَهۡدِۖ إِنَّ ٱلۡعَهۡدَ كَانَ مَسۡ‍ُٔولٗا ٣٤} [سورة الإسراء:34]، وقال أيضا في آية أخرى : {إِنَّ ٱلَّذِينَ يَأۡكُلُونَ أَمۡوَٰلَ ٱلۡيَتَٰمَىٰ ظُلۡمًا إِنَّمَا يَأۡكُلُونَ فِي بُطُونِهِمۡ نَارٗاۖ وَسَيَصۡلَوۡنَ سَعِيرٗا ١٠} [سورة النساء:10]، «ومن المعلوم أن انفاقه في هذا الأمر ليس بالتي هي أحسن»، الذي ينفق المال -مال الميت- في هذه البدعة، ويطعم الناس فإنه لا ينفقه في التي هي أحسن.
    «ومن مفاسد هذا الاجتماع: أنه ربما يحضر قارئ»، ويفعل هذا في بعض البلاد يأتون بقارئ «يقرؤهم القرآن ويرتله بصوت يهيج الأحزان ويثير كوامن النفوس والقرآن إنما نزل ليسكن النفوس ويطمئن القلوب ويهدئ الأحزان وربما أخذ القارئ على قراءته أجرة»، ليس ربما التي تفيد القلة، بل الكثرة، يعني أكثر من يأتي إلى هذه المآتم لا يأتي ليقرأ القرآن -طبعا قراءة القرآن في هذا الموضع أيضا بدعة- وزد على ذلك أنه يأخذ على ذلك أجرة، قال: «فربما أخذ القارئ على قراءته أجرة من تركة الميت أيضا»، مصيبة أخرى هذا المال الذي تركه الميت حرام على أي إنسان أن يمسه؛ إلا كما جاء في نصوص الشرع من تقسميه على الورثة بإعطاء كل ذي حق حقه، وقبل ذلك إخراج الوصية وقضاء الديون من بعد وصية يوصى بها أو دين، قال: «ولعله يكون من تركة الميت أو غيرها، وهو إذا قرأ من أجل أخذ الأجرة لم يكن له ثواب عند الله»، قراءته لا يؤجر عليها، عن النبي صلى الله عليه وسلم​ قال : «اقرؤوا القرآن فإنكم تؤجرون عليه لا أقول بكل حرف عشر حسنات لا أقول ألف لام ميم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف» فهذا لا يؤجر لأنه جاء يقرأ من أجل المال، «بل هو آثم بذلك»، قرأ من أجل أن يأخذ مالا فإنه آثم، «فيكون أهل الميت قد أعانوا هذا الآثم على إثمه» والله تعالى يقول : {وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ } [سورة المائدة:2]، «فاشتركوا في ذلك وغرموا ما غرموا من المال»، هذا الأصل أن الحاكم يغرم هؤلاء ويوجب عليهم أن يعطوا هذا المال الذي استعملوه في غير حقه لأهله من الورثة، «وربما كان هذا القارئ يقرأ والناس من حوله و لاسيما الصغار والذين لا يهتمون باستماع القرآن في ضجيج وكلام وغفلة، ولا تليق مثل هذا الحال في مجلس يتلى فيه كتاب الله عز وجل​ وكلامه».
    وأيضا مما يدل على عدم احترام القرآن الكريم الناس إذا كانوا في مجلس يقرأ فيه القرآن عليهم أن يتأدبوا مع كلام الله سبحانه وتعالى​ والله تعالى قال: {وَإِذَا قُرِئَ ٱلۡقُرۡءَانُ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ ٢٠٤} [سورة الأعراف:204]، الأصل أنك تستمع وليس مجرد أنك تسمع والفرق بينهما ظاهر، وتنصت ولا تتكلم.
    ولهذا من الخطأ الذي يفعله بعض الناس ربما هو في سيارة أو في بيت يشغل القرآن ثم ينشئ حوارا مع غيره، والقرآن يتلى هذا ما ينبغي.
    ومن البدع أيضا التي انتشرت ولعلهم يريدون إرجاعها هذه الأيام هي: تشغيل المسمع في منارات المساجد خاصة يوم الجمعة يقرأ بسورة الكهف حتى يسمع الناس القرآن الكريم هذا ليس مشروعا وفيه تكليف الناس بما لا يطيقون، لأن الأصل إذا قرأ القرآن فعلى الناس أن يصغوا وأن يسكتوا، فكيف تكلف العاملين والمشتغلين في صبيحة الجمعة والنساء في البيوت وغيرهم أن يتركوا جميع أشغالهم ويجلسون للإنصات والاستماع، هذه مصيبة أخرى.
    وأيضا «من مفاسد هذا الاجتماع أنه يحصل فيه أحيانا إضاعة الصلاة مع الجماعة» هؤلاء الذين يحضرون أولا تراهم تارة يتكلمون في أمور دنيوية وينسون ميتهم، ولعل بعضهم يحكي الطُّرف وينفجر الجمع ضاحكا، وكأنهم ليسوا في مصيبة وبحجة انهم يخففون على أهل الميت، الأصل أن الموت هذا درس وموعظة، ولهذا قالوا: من أراد موعظة فالموت يكفيه، فالذي لا يتعظ عندما يرى الميت وعندما يرى الدفن فمتى يتعظ، هذا متى تنفعه الموعظة هؤلاء يجلسون ويقهقهون ويتكلمون كلاما خارجا عن الموضوع، ويسمعون المؤذن لعلهم يسكنون أمام مسجد والمؤذن بأعلى صوته ينادي حي على الصلاة حي على الفلاح ولكن لا حياة لمن تنادي، أسمعت لو ناديت حيا، لكن هؤلاء ضيعوا حياتهم، موتى هؤلاء، لهذا حق لمن قال لبعض من جاء يشيع ميتا لما وصلوا للمقبرة تنحوا عن الصلاة، وبقوا واقفين جاء الإمام وأمر المصلين بأن يسووا صفوفهم قال قبل أن نصلي على الميت يعني حبذا لو تأتون بهؤلاء الذين ابتعدوا عنا، وكأنهم ليسوا بمسلمين ضعوهم أمامنا نبدأ الصلاة عليهم لأن هؤلاء هم الموتى الحقيقيين، الميت ليس هو من مات واستراح من الدنيا واستراح منه، لكن ميت القلب هؤلاء قلوبهم موتى، هؤلاء يصح أن تضعهم أمامك وتكبر عليهم أربعا لوفاتهم لهذا قال الله تعالى :( أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن هو في الظلمات)، هذا ميت الإنسان الذي لا يتعظ خاصة في الموت ما يتذكر أنه يأتي يوم يخرج من هذه الدنيا ويدخل هذه الحفرة، ويأتيه الملكان يسألانه مع كل هذا ما يعتبر، قلت قال الشيخ: «وفيه إضاعة الصلاة مع الجماعة لاسيما مع كثرة الناس وانشغال بعضهم ببعض ولعل بعضهم ما يسمع الآذان»، نعم الإنسان عندما يكون مشغولا بأمور أخرى لا يسمع شيئا مثلا إنسان في البيت يشاهد فيلم أو يتابع مباراة في كرة القدم و قلبه ووجدانه كله داخل هذه المباراة الأذان يعني ينادي بأعلى صوته ويقول لك والله ماسمعت الأذان، لأنه كان يعيش مع هذا الحدث ونسي ما يدور حوله، لعل ولده يأتيه يقول له يا أبي؛ أمي تحتاج كذا، وكذا، يقول ما سمعت شيئا، هذا حال أيضا بعض الشيوخ الكبار لما يخرج تقاعد يخرج للشارع يأتي بحجر يجلس عليه لساعات لا يتعب، فأحيانا الأم تبحث عن أشياء في البيت لا تجدها، تقول له يا ولدي اذهب إلى أبيك يعطيك كذا، أو يشتري كذا، يروح يتكلم معه الولد وربما دقائق معدودات لما يدخل للبيت تقول له: ما أتيت، يقول لها بماذا أتيت، بعثت لك الولد، ماجاءني ماسمعته، لأنه كان مشغول...، هذا يدل على أن قلوبنا ليست حاضرة مع هذه الأمور قال إذا: «إضاعة الصلاة مع الجماعة لاسيما مع كثرة الناس وانشغال بعضهم ببعض وضعف أصوات المؤذنين» المؤذنين يؤذنون، ولكن هؤلاء عندهم ضعف في سماع الحق، وقال: «لا يخفى وجوب صلاة الجماعة على الرجال» لماذا؟ لأنهم منشغلون ببدعة أي شيء يكون مبني على مخالفة راح يضيع واجب من واجبات الإسلام، يقول: «ولهذا ولغيره أنصح إخواني المسلمين إلى ترك هذه الأعمال، والرجوع إلى ما كان عليه السلف الصالح، فإن الخير في هديهم، الخير كل الخير في اتباع من سلف، قال الله سبحانه وتعالى​: {وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ١٠٠} [سورة التوبة:100].
    ------

    الصوتية المصدر:
    https://elibana.org/vb/node/159560

    فرغت هذه المادة:
    أم أسيد السلفية -غفر الله لها-
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X