إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أمثلةٌ عن التبرك الممنوع بالقرآن.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [تفريغ] أمثلةٌ عن التبرك الممنوع بالقرآن.

    بسم الله الرحمن الرحيم
    أمثلة عن التبرك الممنوع بالقرآن ممَّا يقع فِيه النَّاسُ اليوم.
    الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيِّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
    أما بعدُ:
    قال الشيخ صالح بن عبد الله بن حمد العُصَيْمِيُ العتيبي-وفقه الله-:
    "فإذا أردت أن تتبرك بالقرآن وَفْقَ مورد من هذه الموارد السَّبعة فأقبِل عليه كما عُلِمْنَا من نبيِّنا صلى الله عليه وسلم​- وإيَّاك والوقوع في شيء من الإحداث الذي يُراد به التَبَرُكُ ولا يوجد فِيه.
    وأنا أذكر لك من كلِّ واحدٍ من هذه المواقع مِثالا يفعله النَّاس على إِرادة البركة ولا بَرَكَة فيه فمِمَّا يفعله بعض النَّاس:
    1. التماسَ بركة قراءته أنهم يقصدون إلى وضعه بصوت مسجَّل في البيت للدفع الشياطين فتجد أحدهم يَخْرُج من بيته ثُمَّ يدع القرآن يُقرأ بصوت محبوس مسجَّل رجاء هذه البركة. وهذا فعل لا يجوز التبرك به؛ لأن من شرط القراءة النِّيَّة، والنِّيَّة معدومة في هذا التسجيل وقد يكون القارئ الذي يقرأ غير حَي بل توفاه الله منذ مدَّة طويلة.
    2. ومنه ممَّا يقع من النَّاس في التبرك باستماع القرآن أن منهم من يجعل رنين هاتفه آياتٍ من القرآن الكَرِيم فإذا اتصل به متصلٌ خرجت هؤلاء الآيات لينتبه إلى للاتصال، والله سبحانه وتعالى​ ما أنزل القرآن ليكون منبها للخلق بنداء بعضهمُ البعض! وإنَّمَا أنزله لمقاصد مشروعة من التذكر والاتعاظ والاعتبار والهداية والانتفاع إلى غير ذلك..
    3. وممَّا يقع فيه النَّاس طلبا للبركة بعلم القرآن إرسال الخواطر بالفكر فيه بلا هدًى مما يسميه اليوم كثير من النَّاس تدبُرَ وحقيقته أنَّه تفسيرٌ إشاري ولنا معه مقامٌ آخر. لكن تجد من النَّاس من يزعم أن هذا من علم القرآن وهو كاذب على القرآن كقول أحدهم زاعما التدبر في ذكر ما ذكره الله في صدر سورة طه لما قال موسى {إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلَّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ} [طه؛ 10] فذكر أن هذه الآية فيها أن الإنسان إذا كان مع أهله لا يتركهم إلا بالاستئذان منهم وهذا المعنى وإن كان حقا في مقام دون مقام فهو حق ثابت بأدلة أخرى أما هذه الآية فليست مفيدةً هذا. أو قول أحدهم إن قوله تعالى: {وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ} [العنكبوت؛ 69] أنه ما من امرئ ذي إحسان إلا وعلى وجهه ضياء وبهاء يكون لمعة ولمعانا فهذا كذب على الله في كون هذه الآية تدل على ذلك. والقائل بهذا وهذا كلاهما يزعمان التبرك بالقرآن علما.
    4. وممَّا يقع من النَّاس في التبرك بالقرآن عملا اسْتِفْتَاح طلب الرزق به فإن كثيرا ممن يتَّجِرُونَ إذا فتحوا حَوَانِيتَهُم (أيْ: دكاكينهم) لِلاتجار صباحا وجدت صوت القرآن يَمْلَأُ الأرجاء وهم يريدون بذلكَ بركة الاسْتِفْتَاح بالقرآن وأن هذا من طلب الرزق وهذا وجه من التبرك بالقرآن عملا ممَّا لم تأتي به النصوص مِمَّا لم تأتي به الأدلة فهو غير مشروع.
    5. ومِن التبرك في القرآن اسْتِشْفَاءً وهو غَلَطٌ ما يفعله بعض النَّاس من جعل المصحف موضوعا في بيوتهم لدفع الأوبئة أو في سياراتهم لدفع الحوادث فإن التبرك بالقرآن هكذا لم يقع فلا يُستشفى بالقرآن في دفع هذه الأوبئة والحوادث بما يفعله هؤلاء.
    6. وممَّا يقع غلطا من التبرُك في الحكم به أنَّ من النَّاس إذا اشتبه عليه أمر فزع إلى فتح المصحف ثُمَّ أخذ الحكم من الآية التي وقعت عليها عينه! زاعما أنه يتبرك بحكم القرآن كفعل أحد خطب امرأةً فلما أراد أن يُبْرِمَ الأمر أراد أن يَحتَكِم إلى القرآن ففتح المصحف فوقعت عينه على قوله تعالى: {خُذْهَا وَلاَ تَخَفْ} [طه؛ 21] فَوَجَدَ في نفسه أن هذا حُكما من الله تبركا بالقرآن في أنَّه يتزوج ونَسي المسكين أن هذه الآية في الثُعْبَان الذي خافه موسى مع كونه كان العصى التي خُيل أنَّها كذلك وليس كذلك.
    فهذا الأمور التي ذكرناها وأشباهُها ممَّا يَطلب فيه النَّاس التبرك بالقرآن من المواقع السبعة الفائِت ذِكرُها هو تبركٌ غير مشروع لأنَّ من شرط التبرك بالقرآن أن يكُون وَفْقَ الهدي الذي جاء عن النَّبي صلى الله عليه وسلم​
    فإذا أردت أن تتبرك بالقرآن قراءةً أو اسْتِمَاعًا أو عِلمًا أو عَملًا أو تَذكُرًا أو اسْتِشْفَاءً أو حُكمًا فلا بُدَّ من معرفة الهدي النبويِّ وما كَان عليه سَالِف الأمَّة فإذا سلكت ذلكَ انتفعت".
    ------

    قامت بِتَفْرِيغِهِ: أم أويس شيماء -غفر الله ولوالدَيها ولمشايخها وللمسلمين-.
    يوم: 26 شعبان 1441 هـ الموافق ل: 19 أبريل 2020
    في الجزائر -حفظها الله وأهلها-.

    رابط الصوتية: https://youtu.be/yY60fTuBiyI
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X