إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المختصر الثمين من شرح القواعد المثلى للإمام ابن عثيمين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [متجدد] المختصر الثمين من شرح القواعد المثلى للإمام ابن عثيمين

    المختصر الثمين
    من شرح القواعد المثلى للإمام ابن عثيمين

    <بسملة 2>

    الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين.
    أما بعد، فإن خير ما يعنى به المؤمن من العلوم : العلم بالله، العلم بأسمائه وصفاته التي هي أحد أركان الإيمان بالله تعالى.
    والعلم بها له منزلة عظيمة مهمة؛ فلا يمكن لمؤمن أن يعبد الله تعالى على الوجه الأكمل حتى يكون على علم بأسماء الله وصفاته؛ ليعبده على بصيرة، قال تعالى {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف 180].
    وإن من أبرز أئمة الإسلام الذين اعتنوا بهذا العلم : الإمام محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى (1347_1421)، في كتب مؤلفة وشروحات ومقالات، ومن أهم ما صنفه هذا الإمام رحمه الله تعالى كتاب : القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى، وقد قام بشرحه رحمة الله عليه.
    وإني قد كنت قرأت هذا الكتاب في سنة (1435_2014) واستفدت منه استفادة عظيمة، أحببت الرجوع إليه قراءة واختصارا ومشاركة للخير مع أحبتي في هذا المنتدى الطيب أهله.
    أسأل الله تعالى الإخلاص في القول والعمل، وأن ينفعنا به ويجعله في ميزان الحسنات.
    الفصل الأول
    قواعد في أسماء الله تعالى
    القاعدة الأولى
    "أسماء الله تعالى كلها حسنى"
    مفادها : أي أن أسماء الله تعالى بالغة في الحسن غايته، والحسن فيها يكون في ذات الاسم وموضوعه، ويكون في كونه مفردا أو مجموعا مع غيره.
    أقسام الأسماء أربعة :
    تنقسم الأسماء باعتبار دلالتها على الكمال والنقص إلى أربعة أقسام :
    1 _ ما يدل على كمال محض في ذاته وموضوعه، وهذا يكون من أسماء الله تعالى؛ إذ لا يلحقه نقص لا احتمالا ولا تقديرا.
    مثل : السميع، والبصير، والعظيم.
    2 _ ما يدل على كمال في ذاته لا في موضوعه، وهذا يطلق خبرا على الله تعالى لا اسما.
    مثل : المريد، المتكلم، الفاعل.
    فالمتكلم صفة كمال في ذاته، لكن قد يلحقه نقص من حيث ما يتكلم به، فقد يكون كمالا وقد يكون نقصا.
    3 _ ما يحتمل الكمال والنقص، فهذا لا يخبر به عن الله تعالى مطلقا، وإنما مقيدا، ولا يعتبر من أسماء الله تعالى؛ لأنه يحتمل النقص والكمال في ذاته وموضوعه.
    مثل : الماكر، الكائد، المستهزئ.
    4 _ ما يدل على نقص محض، فلا يوصف الله تعالى ولا يمسى به.
    مثل : الأعمى، الأصم، العاجز.
    الحسن في أسماء الله :
    أسماء الله تعالى كلها حسنى، والحسن فيها يكون من وجهين :
    1 _ من جهة كون الاسم مفردا.
    مثل : العزيز، فإنه يدل على العزة، والحكم، والحكمة في الحكم.
    2 _ من جهة كون الاسم مجموعا.
    مثل : العزيز الحكيم، فعزة الله مقرونة بحكمة، فلا يجور ولا يظلم سبحانه، كما أن حكمته مقرونة بالعزة فلا يذل سبحانه.

  • #2
    جزاكم الله خيرا أخي يوسف، نفع الله بكم، وأعانكم على إتمامه

    تعليق


    • #3
      آمين بارك الله فيك أخي الحبيب

      تعليق


      • #4
        القاعدة الثانية
        "أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف"
        مفادها : أسماء الله تعالى أعلام باعتبار دلالتها على الذات، وأوصاف باعتبار دلالتها على المعاني.
        مثل : السميع، فهو علم لأنه يدل على الله تعالى، وصفة لأنه متضمن لصفة السمع.
        وأسماء الله تعالى مترادفة باعتبار دلالتها على الواحد الأحد، ومتباينة فكل اسم له معنى غير معنى الاسم الآخر.
        مثل : السميع والبصير، هما مترادفان إذ هما يدلان على الله تعالى، ومتباينان؛ لأن صفة السمع بخلاف صفة البصر.
        مهمات :
        1 _ أسماء النبي صلى الله عليه وسلم أعلام وأوصاف، كذلك أسماء القرآن، أما غيرهما من البشر فأسماؤهم ألعام فقط.
        2 _ لا يلزم من تعدد الصفة تعدد الموصوف، فصافات الله تعالى كثيرة متعددة، والموصوف بها واحد، وهو الله تعالى.
        القاعدة الثالثة
        "أسماء الله تعالى تدل على أوصاف متعدية ولازمة"
        أقسام أسماء الله تعالى باعتبار التعدي واللزوم :
        تنقسم أسماء الله تعالى باعتبار التعدي واللزوم إلى قسمين :
        1 _ الاسم المتعدي : الإيمان بالاسم المتعدي يتضمن :
        أ _ إثبات الاسم لله.
        ب _ الصفة التي تضمنها.
        ج _ الحكم والمقتضى منه.
        مثل : اسم السميع، فهو اسم لله تعالى، والله تعالى متصف بالسمع، وهو يسمع.
        2 _ الاسم اللازم : الإيمان بالاسم اللازم يتضمن :
        أ _ إثبات الاسم لله.
        ب _ الصفة التي تضمنها.
        مثل : اسم الله تعالى الحي، فهو من أسماء الله تعالى، ويتضمن صفة الحياة.

        تعليق


        • #5
          القاعدة الرابعة
          "دلالة أسماء الله على ذاته وصفته تكون بالمطابقة والتضمن واللزوم"
          أنواع دلالات أسماء الله تعالى على ذاته وصفته :
          تنقسم أنواع دلالة الأسماء على ذات الله سبحانه وصفاته إلى ثلاثة أنواع :
          1 _ دلالة المطابقة : وهي أن يدل اللفظ على جميع أجزاء معناه وأفراده.
          2 _ دلالة التضمن : أن يدل اللفظ على جزء من معناه.
          3 _ دلالة الالتزام : أن يدل اللفظ على لازم خارج.
          مثل : اسم الله الخالق، فإنه يدل على ذات الله تعالى وعلى صفة الخلق بالمطابقة، ويدل على الذات وحدها، وعلى صفة الخلق بالتضمن، ويدل على صفتي العلم والقدرة بالالتزام.
          القاعدة الخامسة
          "أسماء الله تعالى توقيفية"
          مفادها : أسماء الله تعالى توقيفية، لا مجال للعقل فيها، فلا يزاد عليها ولا ينقص منها؛ لأن ذلك من القول على الله بغير علم، فالعقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه الله تعالى، وهو من التعدي على حق الله تعالى {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء 36].
          القاعدة السادسة
          "أسماء الله تعالى غير محصورة"
          مفادها : أسماء الله تعالى غير محصورة، لما جاء في الحديث الذي رواه الحاكم وغيره عن عبد الله بن مسعود : "اللهم إني عبدك وابن أمتك، ناصيتي في يدك ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي..." صححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب والترهيب (1822) فعددها مغيب عنا لا نستطيع حصره.
          أما قوله صلى الله عليه وسلم : "إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة" رواه الشيخان عن أبي هريرة، فلا يراد به حصر الأسماء، بل هو نظير قولك : عندي مائة دينار أعددتها للصدقة، فهو لا ينفي وجود غيرها.
          كذلك في هذا الحديث، فهذه الأسماء علق على إحصائها ثواب، وهو دخول الجنة، ولا يعني هذا عدم وجود غيرها.

          تعليق


          • #6
            القاعدة السابعة
            "الميل بأسماء الله عما يجب فيها هوالإلحاد فيها"
            مفادها : الإلحاد في أسماء الله تعالى هو : الميل بها عما يجب فيها، فمن سمى الله تعالى بغير ما تسمى به كان ملحدا، ومن أنكر صفة تضمنها اسم كان ملحدا داخلا في قوله تعالى {وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف 180].
            أنواع الإلحاد في أسماء الله تعالى :
            الإلحاد في أسماء الله تعالى أربعة أنواع :
            1 _ إنكار اسم، أو ما دل عليه من الصفة والحكم.
            2 _ أن يجعل الصفة التي دل عليها تشابه صفات المخلوقين.
            3 _ أن يسمي الله تعالى بما لم يسم نفسه.
            4 _ أن يشتق للأصنام اسما من أسماء الله تعالى.
            وهذه الأنواع كلها محرمة، ومنها ما يكون شركا وكفرا حسبما تقتضيه الأدلة الشرعية.

            تعليق


            • #7
              الفصل الثاني

              قواعد في صفات الله تعالى

              القاعدة الأولى
              "صفات الله تعالى كلها صفات كمال لا نقص فيها"

              مفادها : صفات الله تعالى كلها صفات كمال لا نقص فيها، لأدلة شرعية وعقلية والفطرة السليمة :
              الأدلة الشرعية : قال الله تعالى {لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [النحل 60]، و{الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ} : أي الذي لا شيء فوقه.
              الأدلة العقلية : الموجود حقيقة لابد أن تكون له صفة، والصفات على قسمين :
              أ _ صفات نقص.
              ب _ صفات كمال.
              والله تعالى منزه عن صفات النقص أولا.
              وثانيا بعض المخلوقات لهم من صفات الكمال وهي من عند الله، ومعطي الكمال أحق به.
              الفطرة : النفوس السليمة مجبولة على محبة الله تعالى وتعظيمه وعبادته، ولا تحب وتعظم وتعبد إلا من علمت أنه متصف بصفات الكمال اللائقة بربوبيته وألوهيته.


              القاعدة الثانية

              "كل اسم متضمن لصفة ولا عكس"

              مفادها : باب الصفات أوسع من باب الأسماء؛ لأن كل اسم متضمن لصفة، وليست كل صفة تتضمن اسما.
              مثل : صفة المجيء {وَجَاءَ رَبُّكَ} [الفجر 22] فيوصف الله تعالى بالمجيء، ولا يسمى الجائي.

              تعليق


              • #8
                القاعدة الثالثة
                "صفات الله ثبوتية وسلبية"
                تنقسم صفات الله تعالى إلى ثبوتية وسلبية (منفية) :
                1 _ الصفات الثبوتية : هي ما أثبته الله تعالى لنفسه، أو رسولُه صلى الله عليه وسلم، وكلها صفات كمال في حق الله تعالى.
                وهذا النوع دل عليه الشرع والعقل :
                أ _ أدلة الشرع : كقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء 136].
                ب _ أدلة العقل : الله تعالى أخبر بها عن نفسه، وهو أعلم بها من غيره، وكذلك فيما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه، هو أعلم به، وهو الصادق المصدوق.
                ب _ الصفات السلبية (المنفية) : هي ما نفاه الله تعالى عن نفسه، أو رسولُه صلى الله عليه وسلم، وكلها صفات نقص في حق الله تعالى.
                مثل : {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف 49] فنفي الظلم يتضمن كمال عدله.
                وهذه يجب نفيها مع إثبات ضدها، وذلك لأمور :
                1 _ لأن النفي المجرد عدم ليس بشيء فضلا عن أن يكون كمالا.
                2 _ لأن النفي قد يكون لعدم قابلية المحل له فلا يكون كمالا.
                مثل : الجدار لا يظلم.
                3 _ لأن النفي قد يكون لمجرد العجز عن القيام به.
                القاعدة الرابعة
                مفادها : الصفات الثبوتية صفات مدح وكمال، كثيرة متنوعة دلالاتها، مظهرة لكمال الله تعالى أكثر؛ لهذا كثر ذكرها.
                أما الصفات السلبية (المنفية) فلم تذكر غالبا إلا في الأحوال التالية :
                1 _ بيان عموم كماله.
                مثل : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى 11].
                2 _ نفي ما ادعاه الكاذبون عنه.
                مثل : {أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا (92)} [مريم].
                3 _ دفع توهم نقص كماله في أمر معين.
                مثل : {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ} [ق 38].

                تعليق


                • #9
                  القاعدة الخامسة
                  "الصفات الثبوتية ذاتية وفعلية"
                  صفات الله تعالى الثبوتية تنقسم إلى قسمين :
                  1 _ ذاتية : هي التي لم يزل ولا يزال متصفا بها.
                  وهي نوعان :
                  أ _ خبرية : ما كان مسماه أبعاضا لنا.
                  مثل : اليد.
                  ب _ معنوية : ما كان دالا على معنى.
                  مثل : السمع.
                  2 _ فعلية : هي التي تتعلق بالمشيئة.
                  و هي نوعان :
                  1 _ صفاتٌ لها سببٌ معلومٌ.
                  مثلُ : الرضَى، فاللهُ عز و جل إذا وجدَ سببَ الرضَى رضيَ، كما قالَ {وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} [الزمر 7].
                  2 _ صفاتٌ ليسَ لها سببٌ معلومٌ.
                  مثلُ : النزولِ إلى السماءِ الدنيا حينَ يبقى ثلثُ الليلِ الآخرِ.
                  مهم : قد تكون الصفة مشتركة بين النوعين فعلية ذاتية، فتكون ذاتية باعتبار أصلها، وفعلية باعتبار آحادها.
                  مثل : الكلام فهو صفة ذاتية ملازمة لله تعالى، ومتعلق بالمشيئة باعتبار آحاده.
                  القاعدة السادسة
                  "الحذر من التمثيل والتكيف"
                  إذا أثبتنا صفة لله تعالى فالواجب الحذر من محذورين عظيمين :
                  1 _ التمثيلُ : اعتقاد أن صفات الله تعالى مماثلة لصفات المخلوقين.
                  و هذَا لأدلةٍ سمعيةٍ و عقلية و فطرية :
                  1 _ السمعيةُ : و هي قسمانِ :
                  أ _ خبريةٌ : كقولِ الله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى 11]، و قال {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم 65].
                  ب _ طلبيةٌ : كقوله تعالى {فَلَا تَجْعَلُوا للهِ أَنْدَادًا} [البقرة 22]، و قال {فَلَا تَضْرِبُوا للهِ الأَمْثَالَ} [النحل 74].
                  2 _ العقليةُ :
                  أ _ لا يمكنُ التماثلُ بينَ الخالقِ و المخلوق، و لو لم يكنْ بينهما منَ التباين إلا أصلُ الوجودِ لكانَ كافيًا، فوجودُ الله أزليٌّ أبدي، و وجودِ المخلوق سُبقَ بعدمٍ و يلحقه فناء.
                  ب _ التباينُ العظيمُ بين صفاتِ الخالقِ و المخلوقِ، فمثلا اللهُ تعالى يسمعُ كل صوتٍ مهما خفي، و المخلوقُ لا يقدرُ على هذا.
                  ج _ الله تعالى مباينٌ للخلقِ بذاتِه، فصفاتُه تابعةٌ لذاتِه، فيكونُ مباينا للخلقِ بصفاته أيضا.
                  د _ تتفقُ بعضُ المخلوقاتِ في الأسماءِ و تختلفُ في المسمياتِ،و هذا يكونُ في المخلوقاتِ من الجنسِ الواحدِ فيكونُ سمعُ واحد منهم أقوى من سمعِ الآخر، و يكونُ هذا في المخلوقاتِ المختلفة الأجناسِ من بابِ أولى فيَدُ الجمل ليست كيدِ الإنسان، فإذا جازَ هذا التفاوتُ في حق المخلوقاتِ فمن بابِ أولى في حق الخالقِ عز و جل.
                  3 _ الفطرةُ : فالإنسانُ بفطرتِه يعرفُ الفرقَ بين الخالقِ و المخلوق، و لولا هذه الفطرةُ ما ذهبَ يدعوا الخالق.
                  2 _ التكييفُ : أنْ تذكرَ صفةَ الكيفيةِ منْ غيرِ تقييدِهَا بمماثِلٍ، و يُسألُ عنه بكيفَ.
                  وهذا باطل بأدلة السمع والعقل :
                  1 _ الأدلة السمعية : مثل قوله تعالى {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَ مَا بَطَنَ وَ الإِثْمَ وَ البَغْيَ بِغَيْرِ الحَقِّ وَ أَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لمَ ْيُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَ أَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف 33]، وقال {وَ لَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [طه 110].
                  2 _ الأدلةُ العقليةُ : كيفيةُ الشيءِ لا تدركُ إلا بإحدى أمورٍ ثلاثة :
                  أ _ مشاهدتُه.
                  ب _ مشاهدةُ نظيرِه.
                  ج _ خبرُ الصادقِ عنهُ.
                  الفرقُ بينَ التكييفِ و التمثيلِ
                  الفرقُ بينَ الكييفِ و التمثيلِ :
                  1 ـ التمثيلُ هو ذكرُ الصفةِ مقيدةً بمماثلٍ، و التكييفُ هو ذكر الصفةِ غيرَ مقيدةٍ بماثل، فالتكييفُ أعم، إذ كلُّ ممثلٍ مكيفٌ و لا عكسَ.
                  2 ـ التكييفُ لا يكونُ إلا في الصفةِ و الهيئةِ، و التمثيلُ يكون فيهما و يكونُ في العددِ كقوله تعالى {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ}[الطلاق 12]، فالتمثيلُ هنا أعمُّ.
                  فيتضحُ لنا أنَّ بينهما عمومٌ و خصوصٌ وجهي.

                  تعليق


                  • #10
                    القاعدة السابعة
                    "صفات الله توقيفية"
                    مفادها : صفات الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها، فلا يوصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم.
                    أوجه دلالة النصوص الشرعية على ثبوت الصفة :
                    لنصوص الكتاب والسنة أوجه ثلاثة للدلالة على ثبوت الصفة :
                    1 _ التصريح بالصفة.
                    2 _ التضمين.
                    3 _ التصريح بفعل أو وصف دال عليها.

                    تعليق


                    • #11
                      الفصل الثالث
                      قواعد في أدلة الأسماء والصفات
                      القاعدة الأولى
                      "القرآن والسنة هما أدلة إثبات الأسماء والصفات لا غير"




                      مفادها : الأدلة التي تثبت بها أسماء الله تعالى وصفاته هي الكتاب والسنة فقط، ولا تثبت بغيرهما.
                      وهذه القاعدة دل عليها السمع والعقل :
                      1 _ الأدلة السمعية :
                      قال الله تعالى {وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأنعام 155].
                      وقال تعالى {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} [الحشر 7].
                      2 _ أدلة العقل :
                      الكلام فيما يتعلق بحق الله تعالى من أمور الغيب، ولا مجال للعقل فيها، فوجب الرجوع إلى الكتاب والسنة.
                      القاعدة الثانية
                      "النصوص الشرعية تجرى على ظاهرها من غير تحريف"
                      مفادها : الواجب في النصوص الشرعية –لا سيما المتعلقة بإثبات الصفات- إجراؤها على ظاهرها، من غير تحريف؛ إذ لا مجال للرأي فيها.
                      ويدل على هذا السمع والعقل :
                      1 _ الأدلة السمعية :
                      أ _ يجب فهم نصوص الوحي على ما يقتضيه اللسان العربي، قال الله تعالى {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ (195)} [الشعراء].
                      وقال جل وعلا {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف 2].
                      ب _ أن الله تعلى ذم اليهود بسبب تحريفهم، قال الله تعالى {مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} [النساء 46].
                      2 _ الأدلة العقلية : إن المتكلم بهذه النصوص أعلم بمراده من غيره، وقد خاطبنا باللسان العربي المبين، فيجب الأخذ به على ظاهره وإلا اختلفت الفهوم وتفرقت الأمة.
                      القاعدة الثالثة
                      "ظواهر نصوص الصفات معلومة المعنى مجهولة الكيفية"




                      مفادها : ظواهر نصوص الصفات معلومة عندنا باعتبار المعنى، ومجهولة عنا باعتبار الكيفية، وعلى هذا ذل السمع والعقل :
                      1 _ الأدلة السمعية :
                      قال الله تعالى {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص 29] والمقصود بالتدبر هو الوصول إلى المعنى.
                      وقال تعالى {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الزخرف 3] أي : تعقلون معناه.
                      2 _ الأدلة العقلية :
                      محال أن ينزل الله تعالى كتابا ويوحي إلى رسوله صلى الله عليه وسلم وحيا لهداية الخلق، ويُبقي أعظم الأمور مجهولة المعنى، فهذا تأباه حكمة الله تعالى.
                      مهم : التفويض عند أهل السنة يكون في الكيفية لا في المعنى، بل هم يثبتون الصفات على المعنى اللائق بالله تعالى، ويفوضون الكيفية فهي مجهولة عنا، ولا ينسب للسلف أنهم مفوضة.
                      القاعدة الرابعة
                      "المعاني المتبادرة من ظواهر النصوص تختلف باختلاف السياق والإضافات"




                      مفادها : ظاهر النصوص ما يتبادر منها إلى الذهن من المعاني، وهو يختلف باختلاف السياق، وما يضاف إليه الكلام.
                      مثال اختلاف السياق : لفظة "القرية" فإنه يراد بها تارة :
                      أ _ القوم كقوله تعالى {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا} [الإسراء 85].
                      ب _ مساكن القوم كقوله تعالى {إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ} [العنكبوت 31].
                      مثال اختلاف الإضافة : "اليدان" تقول : صنعت هذه بيدي، والله تعالى يقول {خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص 75] فاليد المضافة إلى المخلوق ليست كاليد المضافة إلى الله
                      تعالى.
                      التعديل الأخير تم بواسطة يوسف صفصاف; الساعة 2020-04-02, 11:13 PM.

                      تعليق


                      • #12
                        أقسام الناس في التعامل مع ظاهر نصوص الصفات :
                        ظاهر نصوص الصفات هو ما يتبادر إلى الذهن من المعاني، وانقسم الناس في هذا إلى ثلاثة أقسام :
                        القسم الأول : أهل السنة والجماعة، جعلوا الظاهر المتبادر منها معنى حقا يليق بالله تعالى وأبقوا دلالتها على ذلك.
                        وهذا هو المذهب الصحيح؛ لوجهين :
                        1 _ أنه تطبيق لما أوجبه الكتاب والسنة من الأخذ بما جاء فيهما من أسماء الله وصفاته.
                        2 _ أن الحق واحد لا يتجزأ، فإما أن يكون عند السلف، أو يكون عند غيرهم، وجزما لن يكون إلا عند السلف.
                        القسم الثاني : وهم المشبهة، الذين جعلوا الظاهر المتبادر من نصوص الصفات معنى باطلا لا يليق بالله وهو التشبيه.
                        ومذهبهم باطل من وجوه :
                        1 _ أنه تعطيل للنصوص والمراد منها، كقوله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى 11].
                        2 _ أن العقل دل على مباينة الخالق للمخلوق في الذات والصفات.
                        3 _ أن التشبيه مخالف لما فهمه السلف.
                        القسم الثالث : المعطلة، الذين جعلوا الظاهر المتبادر من نصوص الصفات معنى باطلا لا يليق بالله وهو التشبيه، ثم لأجل إبطال التشبيه أنكروا ما دلت عليه من المعنى اللائق بالله تعالى.
                        ومذهبهم باطل من وجوه :
                        1 _ أنه جناية على النصوص حيث جعلوها دالة على معنى باطل.
                        2 _ أنه صرف لنصوص الوحيين عن ظاهرها.
                        3 _ أن صرف نصوص الوحيين عن ظاهرها من القول على الله بلا علم.
                        4 _ أن صرف نصوص الصفات عن ظاهرها مخالف لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة رضي الله عنهم.
                        5 _ أن الله تعالى أعلم بنفسه من غيره، ورسوله صلى الله عليه وسلم أعلم به من البشر، وكلامهما صدق وحق، فهل الله تعالى أراد أن يعمي الحق على عباده حتى يستخرجوه بعقولهم؟ وهل النبي صلى الله عليه وسلم كتم الحق عن ربه؟
                        6 _ أنه يلزم من التعطيل لوازم باطلة :
                        أ _ أن المعطل بدأ بالتشبيه ثم لجأ إلى التعطيل، وتشبيه الله بخلقه كفر.
                        ب _ أن الله تعالى ما بين ما يجب على عباده اعتقاده في أسمائه وصفاته، ووكل ذلك إلى عقولهم.
                        ج _ أن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والسلف كانوا قاصرين أو مقصرين في معرفة وبيان ما يحب على لله من الصفات.
                        د _ أن كلام النبي صلى الله عليه وسلم ليس مرجعا في الاعتقاد.
                        هـ _ أنه يلزم منه نفي ما أثبته الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
                        التعديل الأخير تم بواسطة يوسف صفصاف; الساعة 2020-04-02, 11:13 PM.

                        تعليق


                        • #13
                          الفصل الرابع
                          شبهات والجواب عنها
                          الشبهة : أن أهل السنة استعملوا التأويل.
                          الجواب عن الشبهة : الجواب عنها يكون من وجهين : مجمل ومفصل.
                          أولا : المجمل.
                          1 _ لا يُسلم أن تفسير السلف صرف للنصوص عن ظاهرها؛ فإن ظاهر الكلام يختلف بحسب السياق وما يضاف إليه من كلام.
                          2 _ إذا سلمنا أنهم صرفوا النصوص عن ظاهرها، فإن هذا عن دليل متصل أو منفصل، وليس لمجرد شبهات.
                          ثانيا : المفصل.
                          وهذا يكون فيه الجواب عن كل نص ادُعي فيه أن السلف صرفوه عن ظاهره.
                          المثال الأول : "الحجر الأسود يمسن الله في الأرض"
                          1 _ إن هذا لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
                          2 _ ابن تيمية قال أن المشهور أنه موقوف على ابن عباس، وتتمته : "فمن صافحه فكأنما صافح الله وقبل يمينه"، وهذا لا إشكال فيه من وجهين :
                          أ _ أنه ورد مقيدا لا مطلقا، وحكم المطلق يخالف حكم المقيد.
                          ب _ أنه صريح في أن المصافح لم يصافح يمين الله أصلا.
                          فتبين أن الحجر ليس من صفات الله تعالى كما هو معلوم.

                          تعليق


                          • #14
                            المثال الثاني : "قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن"
                            أثبت السلف بظاهر الحديث أصابع حقيقية لله تعالى، وليس الحديث موهما للحلول حتى يصرف النص عن ظاهره، إذ لا يلزم من البينية المماسة، فالسحاب مسخر بين والأرض، وهو لا يمس سماء ولا أرضا.
                            المثال الثالث : "إني أجد نَفَس الرحمن من قبل اليمن"
                            النَّفَس : اسم مصدر نفس ينفس تنفيسا، أي : فَرَّج يفرج تفريجا، والمعنى : أن تنفيس الله تعالى عن المؤمنين يكون من أهل اليمن، فالحديث على ظاهره.
                            المثال الرابع : {ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ} [البقرة 29]
                            لأهل السنة في معنى الآية وجهان :
                            1 _ ارتفع إلى السماء، أي : علا عليهن وارتفع فدبرهن وخلقهن سبع سماوات.
                            2 _ القصد التام، فالاستواء هنا عدي بـ "إلى" فضمن معنى القصد والإقبال.

                            تعليق


                            • #15
                              المثال الخامس والسادس : {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} [الحديد 3] { إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} [المجادلة 7].
                              أثبت أهل السنة بظاهر الآيتين معية الله تعالى لخلقه حقيقة، محيطا بهم علما وقدرة وسمعا وبصرا وتدبيرا وغير ذلك من معاني الربوبية، لا معية اختلاط وحلول.
                              فالقول بأن المعية تقتضي الحلول والاختلاط باطل من وجوه :
                              1 _ أنه مخالف لما أجمع عليه السلف.
                              2 _ أنه مناف لعلو الله تعالى.
                              3 _ أنه يستلزم لوازم باطلة.
                              أقسام المعية
                              تنقسم معية الله لخلقه إلى قسمين :
                              1 _ معيةٌ عامة مطلقة : هي التي تشملُ كل أحد مؤمنًا كان أو كافرا، برا أو فاجرا، و دليها قولُه تعالى {وَهُوَ مَعَكُمْ أََيْنَمَا كُنْتُمْ} [الحديد 4].
                              و هي تستلزمُ الإحاطةَ بالخلقِ، علمًا و قدرة و سمعا و بصرا و سلطانا، و غيرَ ذلك من معني ربوبيةِ الله تعالى.
                              و تكونُ في سياقِ التخويفِ و المحاسبة، و الحثِ على المراقبة.
                              2 _ معيةٌ خاصة : و هي تستلزمُ النصرَ و التأييد، و الحفظ، و التوفيق، و الحماية مع ما تستلزمُه المعيةُ العامة.
                              و هي على نوعين :
                              1 _ مقيدةٌ بوصفٍ : كقوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَ و الَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} [النحل 128]، و قال {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة 153] و كذلك في [الأنفال 46].
                              2 _ مقيدةٌ بشخصٍ [و هذه أخص] : كقولِه تعالى عن نبيه صلى الله عليه و سلم {إِذْ يَقُولُ لِصًاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة 40]، و قالَ اللهُ عن موسى عليه السلام {كَلَّا إِنًّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِنِ} [الشعراء 62] و قال لنبيَّيْه موسى و هارون {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَ أَرَى} [طه 46].
                              تفسير المعية بظاهرها لا يناقض علو الله تعالى
                              تفسير المعية بظاهرها على الحقيقة اللائقة بالله تعالى لا تناقض علوه على عرشه، وذلك من ثلاثة وجوه :
                              1 _ أن اللهَ تعالى وصفَ نفسه بهما؛ بأنه عالٍ و أنه معنا، و لا يمكن أن يجمعَ الله لنفسه شيئين متناقضين أبدا؛ فالجمعُ بينهما يدل على إمكان اجتماعهما.
                              2 _ أن العلوَّ لا ينافي المعيةَ؛ فمن أساليبِ العرب قولهم : لا زلنا نسيرُ و القمر معنا، و لا يعدون مقالتهم من التناقضِ، فإذا كان هذا جائزًا في حق المخلوقِ، ففي حق الخالقِ من باب أولى.
                              3 _ و على فرضِ أنه لا يجوزُ في حق المخلوق فإنه جائزٌ في حق الخالق؛ لأنه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْئٌ} [الشورى 11]، و النبي صلى الله عليه و سلم يقول : "اللهم أنت الرفيقُ في السفرِ و الخليفةُ في الأهلِ" رواه مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما.
                              أدلة علو الله تعلى تعالى
                              1 _ الكتابُ : تنوعت أدلةُ العلوِّ في كتابِ اللهِ منها :
                              1 _ التصريحُ بالعلو : قالَ تعالى {وَ هُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ} [البقرة 255]، و قال {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى 1].
                              2 _ التصريح بالفوقيةِ :قالَ {يخَافُونَ رَبَّهُم مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل 50]، وقال {وَ هُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام 18].
                              3 _ صعودُ الأشياءِ و رفعها إليه : قالَ تعالى {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّلِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر 10]، وقال {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَ الرُّوحُ إِلَيْهِ} [المعارج 4]، وقال {بَل رَّفَعَهُ إِلَيْهِ} [النساء 158] و قال {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَ رَافِعُكَ إِلَيَّ} [آل عمران 55].
                              4 _ نزولُها منْه : قالَ تعالى {تَنْزِيلٌ مِنْ رَّبِّ العَالَمِينَ} [الواقعة 80]، وقال {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر 9].
                              5 _ بكونِه في السماءِ : {أَأَمِنْتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَّخْسِفَ بِكُمُ الْأرْضَ} [الملك 16].
                              2 _ السُّنةُ : تنوعتْ دلالتُها، و اتفقت السنةُ بأصنافِها الثلاثةِ على علوِّه :
                              أ _ القوليةُ :
                              _ روى الشيخان عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : "ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء".
                              _ و كقوله صلى الله عليه و سلمَ :"و العرشُ فوقَ ذلكَ، و اللهُ فوقَ العرشِ" الذي روى ابن خزيمة في كتابِ التوحيد و اللالكائيُّ في أصول اعتقاد أهل السنة و غيرهما عن عبد الله بن مسعود و صححه الألباني رحمه الله في مختصر العلو (48).
                              ب _ الفعليةُ : كرفعِه صلى الله عليهِ و سلمَ يديْه إلى السماءِ في الدعاءِ، كذلكَ في حجةِ الوداعِ فإنه كانَ يشيرُ إلى السماءِ و يقول :" اللهمَّ اشهدْ ..." رواه مسلم عن جابر بن عبد الله.
                              جـ _ التقريريةُ : كإقرارِه الجاريةَ لما سألها : "أينَ اللهُ؟" قالتْ : " في السماءِ"، فأقرَّها على ذلك، رواه مسلم عن معاويةَ بنِ الحكم السلمي.
                              3 _ الإجماعُ : فقدْ أجمعَ المسلمونَ قبلَ ظهورِ هذه الطوائفِ المبتدعةِ على أنَّ اللهَ تعالى مستوٍ على عرشِه و فوقَ خلقِه.
                              4 _ العقلُ : فصفةُ العلوِّ صفةُ كمالِ، و إذا كانتْ صفةَ كمالِ، فإنَّه يجبُ إثباتُها للهِ عزَّ و جل، لأنَّ اللهَ متصفٌ بصفاتِ الكمالِ.
                              5 _ الفطرةُ : ما منْ إنسانٍ يقولُ : يا ربِّ، إلا وجدَ في قلبِه ضرورةً بطلبِ العلوِّ.
                              حتى إنه قيل : إن الحيوانات تعرف أن ربها في السماء، روى ابن أبي شيبة في مصنفه عن أبي الصديق الناجي : "أن سليمان بن داود، خرج بالناس يستسقي، فمر على نملة مستلقية على قفاها، رافعة قوائمها إلى السماء، وهي تقول : اللهم إنا خلق من خلقك ليس لنا غنى عن رزقك، فإما أن تسقينا وإما أن تهلكنا، فقال سليمان للناس : ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم".
                              6 _ أنه عقيدةُ الأنبياءِ من قبلُ : قال الله تعالى {يَا هَامَانُ ابْنِي لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَ إِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا (37)} [غافر]. فلما أخبرَ موسى عليه السلام فرعونَ أن ربه في السماءِ موه فرعونُ على قومه هذا التمويهَ ليرقى ثم يقولَ : لم أجد أحدًا، و إلا فإنه يعلمُ أن موسى صادقٌ.
                              التعديل الأخير تم بواسطة يوسف صفصاف; الساعة 2020-04-04, 10:02 PM.

                              تعليق

                              الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
                              يعمل...
                              X