المختصر الثمين
من شرح القواعد المثلى للإمام ابن عثيمين
<بسملة 2>
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن خير ما يعنى به المؤمن من العلوم : العلم بالله، العلم بأسمائه وصفاته التي هي أحد أركان الإيمان بالله تعالى.
والعلم بها له منزلة عظيمة مهمة؛ فلا يمكن لمؤمن أن يعبد الله تعالى على الوجه الأكمل حتى يكون على علم بأسماء الله وصفاته؛ ليعبده على بصيرة، قال تعالى {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف 180].
وإن من أبرز أئمة الإسلام الذين اعتنوا بهذا العلم : الإمام محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى (1347_1421)، في كتب مؤلفة وشروحات ومقالات، ومن أهم ما صنفه هذا الإمام رحمه الله تعالى كتاب : القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى، وقد قام بشرحه رحمة الله عليه.
وإني قد كنت قرأت هذا الكتاب في سنة (1435_2014) واستفدت منه استفادة عظيمة، أحببت الرجوع إليه قراءة واختصارا ومشاركة للخير مع أحبتي في هذا المنتدى الطيب أهله.
أسأل الله تعالى الإخلاص في القول والعمل، وأن ينفعنا به ويجعله في ميزان الحسنات.
الفصل الأول
قواعد في أسماء الله تعالى
القاعدة الأولى
"أسماء الله تعالى كلها حسنى"
أقسام الأسماء أربعة :
تنقسم الأسماء باعتبار دلالتها على الكمال والنقص إلى أربعة أقسام :
1 _ ما يدل على كمال محض في ذاته وموضوعه، وهذا يكون من أسماء الله تعالى؛ إذ لا يلحقه نقص لا احتمالا ولا تقديرا.
مثل : السميع، والبصير، والعظيم.
2 _ ما يدل على كمال في ذاته لا في موضوعه، وهذا يطلق خبرا على الله تعالى لا اسما.
مثل : المريد، المتكلم، الفاعل.
فالمتكلم صفة كمال في ذاته، لكن قد يلحقه نقص من حيث ما يتكلم به، فقد يكون كمالا وقد يكون نقصا.
3 _ ما يحتمل الكمال والنقص، فهذا لا يخبر به عن الله تعالى مطلقا، وإنما مقيدا، ولا يعتبر من أسماء الله تعالى؛ لأنه يحتمل النقص والكمال في ذاته وموضوعه.
مثل : الماكر، الكائد، المستهزئ.
4 _ ما يدل على نقص محض، فلا يوصف الله تعالى ولا يمسى به.
مثل : الأعمى، الأصم، العاجز.
الحسن في أسماء الله :
أسماء الله تعالى كلها حسنى، والحسن فيها يكون من وجهين :
1 _ من جهة كون الاسم مفردا.
مثل : العزيز، فإنه يدل على العزة، والحكم، والحكمة في الحكم.
2 _ من جهة كون الاسم مجموعا.
مثل : العزيز الحكيم، فعزة الله مقرونة بحكمة، فلا يجور ولا يظلم سبحانه، كما أن حكمته مقرونة بالعزة فلا يذل سبحانه.
تعليق