إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هذا ما تعلمناه من الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هذا ما تعلمناه من الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله

    <بسملة1>

    هذا ما تعلمناه من الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله.


    الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين ، أمَّا بعد :
    فمعلومٌ أيُّها الأحبة أنَّ اللّٰه تعالى بيَّن في آياتٍ كثيرة فضل العالم و مكانته فقال : { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }(1) ، قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السَّعدي في تفسيره لهذه الآية : [ وفي هذه الآية دليل على شرف العلم من وجوه كثيرة ، منها: أنَّ اللّٰه خصهم بالشهادة على أعظم مشهود عليه دون الناس .
    و منها : أنَّ اللّٰه قرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته، وكفى بذلك فضلا
    و منها : أنَّه جعلهم أولي العلم ، فأضافهم إلى العلم ، إذ هم القائمون به المتصفون بصفته
    و منها : أنَّه تعالى جعلهم شهداء وحجة على الناس ، وألزم الناس العمل بالأمر المشهود به ، فيكونون هم السبب في ذلك ، فيكون كل من عمل بذلك نالهم من أجره ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
    و منها : أنَّ إشهاده تعالى أهل العلم يتضمن ذلك تزكيتهم وتعديلهم وأنهم أمناء على ما استرعاهم عليه ] (2).
    و هذا الدِّين حمله رجال من عهد النَّبيِّ صلَّى اللّٰه عليه و سلم إلى يومنا هذا ، فبذلوا الغالي و النفيس لإعلاء كلمة التوحيد و نشر الدِّين و حفظ السُّنَّة و محاربة البدع ، قال صلَّى اللّٰه عليه و سلم : « نضَّرَ اللَّهُ امرأً سمعَ منَّا حديثًا فحفظَهُ حتَّى يبلِّغَهُ غيرَه ُ، فربَّ حاملِ فقْهٍ إلى من هوَ أفقَهُ منْهُ وربَّ حاملِ فقْهٍ ليسَ بفقيهٍ » (3).
    و توقير العلماء و إجلالهم من دعائم منهاج النبوة ، و النَّاس في هذا على ثلاثة أقسام :
    1- قسم جفوا و طعنوا فيهم فهؤلاء سفهاء الأحلام.
    2- قسم غلوا فيهم حتَّى رفعوهم فوق منزلتهم و جعلوهم في مرتبة الأنبياء كالروافض و الصوفية و من على شاكلتهم.
    3- قسم توسطوا فيهم فأحبوهم و لم يغلوا فيهم و إتبعوهم بما معهم من الحق و الدَّليل و خالفوهم إذا ضلوا عن الحق فهؤلاء هم أهل السنة و الجماعة.
    و من العلماء الّذين نحبهم و نعتزُ بهم هو سماحة الوالد العلّامة أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله ، و له جهود عظيمة في نشر منهج أهل السنة و الجماعة في بلدنا الجزائر ، ففضح أهل البدع و أساليبهم ، و بيَّن حالهم ، و ردَّ عليهم بالحجة الدامغة ، فتربّى على يديه شباب تعلّموا منه أنَّ [ الإسلامَ الذي يُمثِّله أهلُ السُّنَّة والجماعة ـ أتباعُ السلف الصالح ـ إنَّما هو الإسلام المُصفَّى مِنْ رواسب العقائد الجاهليَّة القديمة، والمُبرَّأُ مِنَ الآراء الخاطئة المُخالِفةِ للكتاب والسُّنَّة، والمُجرَّدُ مِنْ مَوروثاتِ مَناهجِ الفِرَق الضَّالَّة مِنْ أهل القِبلة كالشِّيعة الروافض والمُرجِئةِ والخوارجِ والصُّوفيَّةِ والجهميَّةِ والمُعتزِلةِ والأشاعرة، والخالي مِنَ المناهج الدَّعْوية المُنحرِفة كالتبليغ والإخوان وغيرِهما مِنَ الحركات التنظيميَّة الدَّعْويَّة أو الحركات الثوريَّة الجهاديَّة ـ زعموا ـ كالدواعش والقاعدة، أو مناهجِ الاتِّجاهات العقلانيَّة والفكريَّة الحديثة، المُنتسِبين إلى الإسلام ] (4) ، و أنَّ منهجنا لا يتَّسع لأهل البدع لأنّه [ مُستمَدٌّ مِنْ كتاب الله الذي لا يأتيه الباطلُ مِنْ بين يدَيْه ولا مِنْ خلفه، ومِنْ سُنَّةِ رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم الذي لا ينطق عن الهوى، والذي يَسلك فيه أهلُه سبيلَ الاتِّباع والاقتداء والاهتداء بهما ، وبما عليه سلفُ الأمَّة فهمًا وعلمًا وإدراكًا وعملًا ] (5) ، و أنّ منهجهم مستمد [مِنْ عقول البشر وتأويلِهم وتحريفهم وتخليطهم، مع عقدِهم ألويةَ البِدَع، وإطلاقِهم عُقُلَ الفِتَن؛ يقولون على الله، وفي الله، وفي كتاب الله بغير علمٍ، وهُم مُجْمِعون على مفارقة الكتاب ] (6) ، و أنَّ التوحيد و السّنة هما أساس كل دعوة ف [ إنّ كل دعوة للتضامن بين أفراد الأمة ، إذا لم ترتكز على التوحيد و السّنة إخلاصا و متابعة و لم يسر أصحابها على المنهج السوي فهي دعوة مصيرها الفشل و التلاشي ، و هي آيلة إلى الإنهيار و السقوط لا محالة ] (7) ، و أنَّ الإمامة في الدين تنال [ بالصبر و القين ] (8) ، و منهج أهل السّنة و الجماعة السّلفيين [ جَمَعَ قلوب الناس على ولاتهم ، و الأمر بالصبر على ما يصدر عنهم من ظلم للعباد أو استتثار بالمال ، و الدعاء لهم بالصلاح و العافية ، ففي ذلك لزوم جماعة المسلمين و إمامهم و عدم الشدود عنهم ] (9) ، و أنّ [ من وراء نصب إمام المسلمين العدل القادر على تحمّل الأمانة العظمى فوائد عامّة و منافع كبرى على جميع مناحي الحياة و كافّة الأصعدة ] (10) ، و أنّ مناصحة ولي الأمر يكون ب [ بالخطاب وعظًا و تخويفًا من مقام الله تعالى و بالسرِّ و بالرِّفق ] (11) ، وبيّن حفظه الله أنّ على الرعيّة واجبات تجاه الإمام منها [ طاعته في المعروف ، و بذل النصح له ، و إكرامه و بذل الدعاء له ، و استئذانه ، و الصبر على جوره ، و عدم الخروج عليه ، و نحو ذلك من حقوق الإمام الأعظم على رعيته ] (12) ، و أنّ من لوازم طاعة ولاة الأمر [عدمُ إهانتِهم، وتركُ سَبِّهم أو لعنِهم والامتناعُ عنِ التّشهيرِ بعيوبِهم ، سواء في الكتبِ والمصنَّفاتِ والمجلاّتِ ، أو في الدّروسِ والخطبِ أو بين العامّةِ ، كما ينبغي تجنُّبُ كلِّ ما يُسيءُ إليهم من قريبٍ أو من بعيدٍ ، ذلك أنّ علّةَ المنع ِ: تفادي الفوضى ، وتركِ السّمعِ والطّاعةِ في المعروفِ ، والخوضِ فيما يضرّ نتيجةَ سبِّهم وإهانتِهم ، الأمرُ الذي يفتح بابَ التّأليبِ عليهم ، ويجرّ من الفسادِ ولا يعود على النّاسِ إلاّ بالشّرِّ المستطيرِ ] (13) .
    و أنَّ دعوة العلمانية [ تمثِّل خطرًا عظيمًا على دِين الإسلام والمسلمين ، وحملتُها ضخمةٌ على الألوهية والأخلاق والبعث ، فهي تسعى إلى هدم الدين في المجتمع أو إخراجه إخراجًا كاملًا من مضامينه وقِيَمِه ِ، وتعمل على تحطيم السدود الأخلاقية التي تحول دون استشراء الإباحة والإلحاد ، فكان هدف العلمانية الأول هو احتواء التربية والتعليم من أجل بعث أجيال لا تعرف الدين ولا الأخلاق ] (14) ، و أنّ أهم عقبة في طريق المنهج السلفي [ هيمنة العلمانيةِ المُنْتشِرة في العالَمِ الإسلاميِّ بمَظاهِرِ الحضارة المادِّيَّةِ ذاتِ المفاهيمِ المُناهِضةِ لعقيدة المسلمين ، والمناهِجِ المُناوِئةِ لأحكام الدِّين ، تلك العلمانيةُ المفروضةُ على أبناءِ أمَّةِ الإسلامِ قائمةٌ على الإلحاد بوجهه الصريحِ وإبعادِ الدِّينِ عن الدولة والحياة ] (15).
    و تعلّموا منه أيضا أنّ [ مِنَ العَقَبات العائقةِ عن النهوض بالدعوة إلى الله على وجه التمام : تصلُّبُ بعضِ الدُّعاةِ المُنْتَسِبين للسلفية على مَواقِفَ وآراءٍ مُجانِبةٍ للصواب يقضي الشرعُ ببطلانها ، ومع ذلك لا يرجعون إلى الحقِّ ولو أَمْدَدْتَهم بألفِ دليلٍ ، بل يَتعصَّبون لآرائهم ويَسْتميتون عليها ، ويُحرِّكون أنصارَهم المُوالِينَ لهم للدفاع عنها بما أَنْكَرَهُ السلفُ مِنَ الجدل المذموم والخوضِ في المِراءِ والخصومات المُشْتمِلةِ على تأسيساتٍ كاذبةٍ وإيحاءاتٍ وظنونٍ وهميةٍ وقراءاتٍ ما بين السطور ـ زَعَموا ـ وأخرى بلا سطورٍ ، وغالبًا ما تكون مُخالِفةً للحقِّ والواقع ، واللهُ المستعانُ ] (16) .

    تلكم أهم ما تعلّمناه من شيخنا و والدنا سماحة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله تعالى ، قيّدتها في هذه الكتابة قصد الإعتراف بفضله و دفع الأكاذيب عنه فإِنْ وُفِّقْتُ فذلك بفضل الله وكَرَمِه ، وإِنْ كانَتِ الأخرى فمن الشيطان و من نفسي الأمَّارة بالسوء.
    واللّٰهُ مِنْ وراء القصد، وهو يهدي السبيلَ، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ للّٰه ربِّ العالَمِين ، وصلَّى اللّٰه على إمام الأنبياء والمُرْسَلين ، وعلى آله وصحبِه وإخوانه، وسلَّم تسليمًا.

    ---------------------------------------------------------------------------
    (1) سورة آل عمران الآية 18.
    (2) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنّان صفحة 108
    (3) صححه الألباني في صحيح الترمذي تحت رقم 2656 من حديث زيد بن ثابث رضي الله عنه.
    (4) الكلمة الشهرية 125 " تسليط الأضواء على أنَّ مذهبَ أهلِ السُّنَّة لا يَنتسِبُ إليه أهلُ الأهواء ".
    (5) نفس المرجع السابق.
    (6) نفس المرجع السابق.
    (7) الكلمة الشهرية 126 " تبيين الحقائق للسالك لِتَوقِّي طُرُق الغواية وأسبابِ المهالك ".
    (8) الكلمة الشهرية 118 " وصيَّةٌ أخويةٌ جامعة ونصيحةٌ حبِّيَّةٌ نافعة ".
    (9) الكلمة الشهرية 82 " في التفريق بين الجهاد ودفع الصائل ".
    (10) الكلمة الشهرية 81 " في حكم التشهير بالحكام والتشنيع عليهم ".
    (11) نفس المرجع السابق.
    (12) الكلمة الشهرية 01 " التوحيد والاتِّباع سبيل الوحدة والاجتماع " .
    (13) الكلمة الشهرية 03 " المنهج القويم في معاملة الحكام ".
    (14) الكلمة الشهرية 104 " الدعوة السلفية السنِّيَّة وعقباتٌ في طريق النهوض بها ".
    (15) نفس المرجع السابق.
    (16) نفس المرجع السابق.
    التعديل الأخير تم بواسطة أبوعبدالرحمن عبدالله بادي; الساعة 2019-11-29, 09:31 AM.

  • #2
    يرفع

    تعليق

    الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
    يعمل...
    X