إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نقد جهالة الصعفوق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نقد جهالة الصعفوق

    بسم الله الرحمن الرحيم

    نقد جهالة الصعفوق

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، ولا عدوان إلا على الظالمين المعتدين، أما بعد:

    فلا يزال الصعفوق الجاهل يدعو إلى تحريف أسماء الله الحسنى، وبعد أن فضح وظهر جهله بلغة العرب، وتخليطه في باب التصغير والنحت؛ أراد أن يقعد قاعدة أخرى لا معنى لها وهي: جواز النحت في أسماء الله لأن التصغير يفيد التعظيم!!
    ولا أدري لماذا يستمر هذا الصعفوق في التخليط بين البابين؟!
    ثم تناقض مع نفسه حيث قال: ولا يجوز تصغير أسماء الله بإجماع.
    أيفهم من هذ عدم جواز تصغير أسماء الله لأن التصغير يفيد التعظيم!!

    جاء في "معجم المناهي اللفظية" لبكر أبو زيد:
    (وقاعدة الباب كما ذكرها أبو حيان -رحمه الله تعالى- : (لا تُصغِّرْ الاسم الواقع على من يجب تعظيمه شرعا، نحو أسماء الباري تعالى، وأسماء الأنبياء -صلوات الله عليهم- وما جرى مجرى ذلك؛ لأن تصغير ذلك غض لا يصدر إلا عن كافر أو جاهل)، إلى أن قال : (وتصغير التعظيم لم يثبت من كلامهم).
    إلى أن جاء الصعفوق المقلد الذي يرد كلام أهل اللغة بهواه، ويثبت فيها ما يشاء بهواه! فاستدرك على أبي حيان لأنه أدرى منه بكلام العرب وبمعاني التصغير العام!!

    فإن قال: أنا اعتمدت في إثبات تصغير التعظيم على صاحبة "المعجم المفصل في النحو" قلنا له:
    كيف ترد حكاية ابن حبان في أن دحيم ليست تصغيرا من الاسم المعبد عبد الرحمن، وإنما هو تصغير دحيمان الذي هو تصغير دحمان،وهو من أهل الاختصاص -وأنتم الذين قعدتم أن صاحب الاختصاص لا يرد قوله في اختصاصه- وترد حكاية أهل اللغة كالمجد والجوهري في كونه مشتق من الدحم وليس من الاسم المعبد -وهم أهل الاختصاص؟! أأنت أعلم من ابن حبان بأسامي الرجال واللغة؟ أم أنت أعلم من المجد والجوهري بالاشتقاق؟
    وهل يرد قول أبي حيان لقول صاحبة "المعجم المفصل" وهي لم تقم أي دليل على ما أدعته؟!

    ونقل الشيخ بكر عن سعيد بن المسيب أنه قال: (قال سعيد: لا تقولوا مصيحف، ولا مسيجد؛ ما كان لله فهو عظيم حسن جميل).
    فتأمل كيف أنه تقرر عند السلف أن التصغير يفيد التحقير والإهانة ولذلك لم يجوزوا تصغير الأسماء المعظمة، إلى أن جاء الصعفوق الجاهل وأفادنا أن الأسماء المعظمة لا تصغر لأن التصغير يفيد التعظيم!

    ثم انظر كيف أن الصعفوق يعتمد على جهد غيره ولا يقدر على تحرير مسألة استعمال التصغير للتعظيم، ثم يأتي ليفتي ويجتهد في باب أسماء الله تعالى! ألا تعلم أن المقلد لا يجوز له الاجتهاد بل لا يجوز له نقل الفتوى أصلا كما قرره شيخك؟!

    ولذلك لما أفتى الشيخ ابن عثيمين بجواز تصغير الأسماء المعبدة نحو عبيد الله وعبيد الرحمن، قال: وهذا من تصغير المسمى وليس تصغيرا لاسم الله.
    فانظر كيف نبّه السائل حتى لا يتوهم أن التصغير متوجه لاسم الله، لأن المتبادر إلى الذهن من التصغير هو التحقير.

    ونظير ذلك لما سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن قول: (مسيجيد، مصيحيف)، قال:
    (الأولى أن يقال المسجد والمصحف بلفظ التكبير لا التصغير، لأنه قد يوهم الاستهانة به).
    هكذا فهم العلماء وورعهم في الفتوى، وهكذا نكوس الصعافقة وتجرؤهم على الفتوى والعلم.

    فتبيّن أنّ المتقرر عند السلف والعلماء أنّ التّصغير يكون للتّحقير والإهانة، وهو المتبادر إلى الذهن، ثم قد يأتي لمعنى آخر غير ما ذكر بحسب القرينة والسياق، ولهذا يقال أيضا للتصغير: التحقير، كما ذكره المرادي في ”شرح التسهيل”، لأنه المعنى الأصلي الذي وضع لأجله التصغير، وكان سيبويه يسمي التصغير في ”الكتاب” بالتحقير، فهذا سبب تحريم التصغير في أسماء الله، لأن الأصل فيه التحقير.
    قال ابن الحاجب في ”الإيضاح”: (وقد تقرر أن التصغير يدل على أن الشيء عندهم مستصغر، وقد جاء قليلا على معنى قرب الشيء من الشيء).
    أتمنى أن تكون المعلومة قد اتضحت الآن في ذهنك!

    وأما النحت -وأكرر حتى تستوعب الفرق جيدا- فدليله في القرآن:
    قال الله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون}.
    قال ابن جرير: (وأصل الإلحاد في كلام العرب: العدول عن القصد، والجور عنه، والإعراض، ثم ستعمل في كل معوج غير مستقيم).
    وزاد ابن كثير: (والميل والانحراف).
    و"عدود" عدول عن الودود وإعراض وانحراف وميل عنه.
    ثم قال: (فإنه يعني المشركين، وكان إلحادهم في أسماء الله أنهم عدلوا بها عما هي عليه، فسموا بها آلهتهم وأوثانهم، وزادوا فيها ونقصوا منها، فسموا بعضها اللات، اشتقاقا منهم لها من اسم الله الذي هو الله، وسموا بعضها العزى، اشتقاقا لها من اسم الله الذي هو العزيز).
    ونقل عن مجاهد قال: (اشتقوا العزى من العزيز، واشتقوا اللات من الله).

    وقال السعدي: (وحقيقة الإلحاد: الميل بها عما جعلت له، إما بأن يسمي بها من لا يستحقها كتسمية المشركين بها لآلهتهم، وإما بنفي معانيها وتحريفها، وأن يجعل لها معنى ما أراده الله ولا رسوله، وإما أن يشبه بها غيرها).
    فانظر كيف أن "عدود" صار غير معنى عبد الودود، وأكثر الناس لم يتفطنوا أصلا إلى أن "عدود" منحوت من عبد الودود، وفيه تشبيه اسم الله بغيره في تجويز النحت فيه.

    وقال أبو بكر بن العربي: (والإلحاد يكون بوجهين: بالزيادة فيها، والنقصان منها).

    ولتقف على نفسية الصعافقة العجيبة؛ فإنني ذكرت أن أسماء الله لا تصغر لما في ذلك من معنى التحقير، والصعفوق فهم من كلامي حصر التصغير في التحقير!

    وأما تصغير التعظيم الذي ذكره الصعفوق فلم يثبته إلا الكوفيون، وعلى فرض وجوده فهو نادر لا يقاس عليه، وثانيا قد يخرج على التحقير، وثالثا قد يكون من باب الفأل كقولهم مفازة وبصير للأعمى ونحو ذلك، ورابعا قد أنكره البصريون وكثير من أئمة النحو واللغة، قال أبو حيان: (وتصغير التعظيم لم يثبت من كلامهم).

    وذكر المرادي في ”شرح التسهيل” أن فوائد التصغير خمسة ومثل لها ثم قال: (وزاد الكوفيون معنى سادسا وهو التعظيم).

    قال أبو سعيد في "شرح الكتاب": (وقال بعض النحويين: قد يكون التصغير لتعظيم الأمر، وأنشدوا:
    كل الناس سوف تدخل بينهم *** دويهية تصفر منها الأنامل.
    فقالوا: دويهية يريدون بها تعظيم الداهية.
    وأنشدوا أيضا:
    فويق جبيل سامق الرأس *** لم تكن لتبلغه حتى تكل وتعملا
    فقالوا: قد صغر "جبيلا" ثم قال "سامق الرأس"، وهو العالي، فدل على أنه للتعظيم.
    وقالوا: قد يقول الرجل للرجل: "أيا أخي"، إذا أرادوا المبالغة، و"يا صديقي" كذلك.
    وليس الأمر كما ظنوا، أما "دويهية"؛ فأن الشاعر أراد بها التصغير، وأن حنف الإنسان قد يكون بصغير الأمر الذي لا يأبه له ولا سترقب.
    وأما "فوق جبيل سامق الرأس"؛ فإنما أراد دقيق الرأس وإن كان طويلا، فصغره لدقته، وأنه إذا كان كذلك فهو أشد لصعوبته.
    وأما "أخي" و"صديقي"؛ فإنما يراد به لطف المنزلة، واللطيف من المنازل في الصداقة والأخوة إنما يمدح فيه أنه يصل بلطافة ما بينهما إلى ما لا يصل إليه العظيم، فهو من باب التصغير والتلطف لا من باب التعظيم
    ).

    وقال ابن عصفور في ”شرح جمل الزجاجي”: (التصغير يرد عند العرب على ثلاثة معان: أحدها أن يراد به تصغير شأن الشيء وتحقيره، نحو قولك: ”رجيل سوء”.
    والآخر أن يراد به تقليل كمية الشيء، نحو قولك: ”دريهمات”.
    والآخر أن يراد به تقريب الشيء، نحو: ”أخيي”، و“صديقي”، إنما يراد بذلك تقريب منزلة الأخ من أخيه والصديق من صديقه.
    وزعم أهل الكوفة أنه قد يكون لتعظيم الشيء، واستدلوا على ذلك بقوله:
    فويق جبيل شامخ لن تناله *** بقنته حتى تكل وتعملا
    قالوا: فقوله ”حتى تكل وتعملا” دليل على عظمه.
    وكذلك قول الآخر:
    أحار ترى بريقا هب وهنا *** كنار مجوس تستعر استعارا
    فقوله ”كنار مجوس”، وقوله ”تستعر استعارا” دليل على عظم البرق.
    وكذلك قول الآخر:
    وكل أناس سوف تدخل بينهم *** دويهية تصفر منها الأنامل
    يريد الموت، وهو عظيم في نفسه، قال تعالى: {قل هو نبأ عظيم أنت عنه معرضون}، يعني: الموت.
    وهذا كله لا حجة فيه، أما البيت الأول فيريد به أن الجبل لصغره وارتفاعه يصعب على سالكه لوعورته وضيق طرقه، فلن يناله بقنته حتى يكل ويعمل، ولو كان كبيرا لاتسعت طرقه ولسهل على سالكه.
    وأما البيت الآخر فيريد بالبرق المذكور فيه أنه محبوب، إما لكونه ظهر على إثر جدب وهو دليل المطر، وإما لكونه لاح من أفق محبوبه، فيكون من باب ”أخيي” و“صديقي”.
    وأما الثالث فالمراد بتصغير الداهية فيه أنها لخفية لا يعلم سببها وإن كان فعلها عظيما، لأنها تأتي على ما عظم من المخلوقات، فصغرت بالنظر إلى خفائها
    ).

    وقال الصبان في ”حاشيته”: (ولا الأسماء المعظمة، كأسماء الله وأنبيائه وملائكته وكتبه والمصحف والمسجد. (الفارضي)، لأن تصغيرها ينافي تعظيمها)، وقال ابن مالك في ”شرح التسهيل”: (وغير ذلك مما ينافي التصغير). فلو كان التصغير للتعظيم فأنى يقع التنافي؟!
    ثم قال: (والمراد الأسماء المعظمة مرادا بها مسمياتها العظيمة، فإن أريد بها غيرها جاز تصغيرها كما صرح به الشاطبي). وذلك كأن تصغر لفظ ”محمد” وأنت تريد به الرسول صلى الله عليه وسلم، وأما إن قصدت به رجلا آخر فلا محظور، وأما ”عدود” فلنفرض جدلا أنه تصغير، لأن الصعفوق صعب عليه تمييزه عن النحت، فلو فرضنا أنه تصغير فإنه غير جائز، لأنه لا ينصرف الودود إلا لله، فلا يمكن أن يكون المسمى عبدا لودود ليس هو الله!

    فإذا أردت تحقيق مسألة نحوية فارجع إلى مصادر النحاة الأصيلة ولا تتشبع ببحوث الكاتبات!
    ولا تعجب إن خرج لك الصعفوق منكرا ورادا لكلام أئمة النحو بدعوى الرجوع إلى علم التاريخ والجيولوجيا والجغرافيا...!

    ثم يا صعفوق على فرض ثبوت تصغير التعظيم، فهل "عدود" من التصغير أصلا حتى يكون للتحقير أو للتعظيم؟!

    ومن تناقض الصعفوق الجاهل أنه جعل للتصغير معنى عاما من غير أن يبينه! ثم ذهب يذكر معاني التصغير الخاص!
    فاعلم يا صعفوق أن التعظيم والتهويل والتقريب والتودد والتدليل...؛ كلها من معاني التصغير الخاص الذي لا يخرج عن الأوزان الثلاثة المذكورة، فأين تصغيرك العام، ولماذا تشغيبك وتهويلك على ذكري للتصغير عند النحاة وأوزانه الثلاثة؟!
    ألا تتوقف عن التخليط والتخبط بالجهل والهوى!

    ثم تناقض الصعفوق مرة ثالثة حيث تقول على الله بغير علم (وهذا أعظم من الشرك) حيث قرر أن النحت في أسماء الله راجع إلى البراءة الأصلية وعلى منكره إقامة الدليل! هكذا يجني الصعفوق على قواعد العلم ويتجرأ على الفتوى مع جهله العظيم، أما علم الصعفوق أن باب أسماء الله وصفاته توقيفي، فلا يثبت فيه شيء إلا بدليل؟! فعلى من أثبت النحت فيه أن يقيم الدليل من الكتاب والسنة على جوازه، وليس الاعتماد على استعمال كلمة ”دحيم” التي ذكر أهل اللغة والمختصون بمعرفة أسامي الرجال أنها ليست من باب النحت!
    ألا تستحي! فقد أبنت عن عورتك وكشفت عنها، (وإذا لم تستحي فاصنع ما شئت).

    ثم استدل برضا صاحب الاسم (والد محمد سالم) على جوازه! أصرت تستدل بالأشاعرة -الذين لم يعرف لهم دفاع عن السنة ولا العقيدة الصحيحة- في باب الأسماء والصفات؟!
    واستدل برضا الشيخ محمد سالم لأنه إمام في الفقه! وكلامنا في العقيدة، ولا أدري لماذا لم يقل: لأنه إمام قي العقيدة! ولعل "موحى" (محمد بن يحيى) يتكفل بالجواب.

    ثم أقول للصعفوق الجاهل: نعم قد علمت أن هناك من (وليس "ما") جوز تصغير الأسماء المعبدة على إرادة المسمى دون الاسم، وليس "عدود" من هذا الباب، فافهم جيدا حتى لا تبقى أضحوكة عند العقلاء.

    فهذه المسألة الوحيدة التي تستحق المناقشة وإلا كل ما ذكره سب وشتم نترفع عن مثله وعن هذه التربية، وأما تلبيسه وتدليسه فيراه كل ذي عينين، وأسأل الله تعالى أن يعامله بما يستحق حيث يتعمد تحريف كلام أهل العلم وتنزيله على غير مرادهم.

    وصلى الله على نبينا محمد.


    كتبه أبو قيس عماد البجائي
    يوم الثلاثاء 18 شعبان 1440
    الموافق 23 أفريل 2019
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2019-04-24, 11:02 AM.

  • #2
    جزاك الله خيرا أخي عماد على مقالتك هذه، وأظن أنها كافية لسد ثغرة الصعفوق.

    تعليق


    • #3
      آمين وإياك أخي الكريم أبا عائشة.
      صدقت، والله إنها كافية لو عقل، لكنهم لا يعقلون، وللمصفقين متبعون.

      تعليق

      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
      يعمل...
      X