إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

<<زيد وعمرو>> وعلام يتعلم الطالب علوم العربية ؟ من خطبة (أشتات مجتمعات) لفضيلة الشيخ العلامة محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • <<زيد وعمرو>> وعلام يتعلم الطالب علوم العربية ؟ من خطبة (أشتات مجتمعات) لفضيلة الشيخ العلامة محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمر محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما بعد : فقد يعرض للأمر الذي لا قيمة له ولا أهمية ما يجعله شديد الأهمية بل من الأهمية في غاية ،فما القول في طرفة يتفكه بها الناس ويتندّر بها الندامى تصير سببا في تحرير أنفس وعصمة دماء، قال صاحب النظرات في مقاله <<زيد وعمرو >>: أراد داود باشا أحد وزراء تركيا في العهد القديم أن يتعلم اللغة العربية فأحضر أحد علمائها وأخذ يتلقى عنه علومها عهدا طويلا فكانت نتيجة عمله ما ستسمعه ،سأل شيخه يوما ماالذي جناه عمرو من الذنوب حتى إستحق أن يضربه زيد كل يوم ويبرح به هذا التبريح المؤلم ؟! وهل بلغ عمرو من الذّل والعجز منزلة من يضعف عن الانتقام لنفسه وضرب ضاربه ضربة تقضي عليه القضاء الأخير ؟،سأل شيخه هذا السؤال وهو يتحرق غيظا وحنقا ويضرب الأرض بقدميه فأجابه الشيخ : ليس هناك ضارب ولامضروب يامولاي وإنما هي أمثلة يأتي بها النحاة لتقريب القواعد من أذهان المتعلمين ،فلم يعجبه هذا الجواب وأكْبَر أن يعجز مثل هذا الشيخ عن معرفة الحقيقة في هذه القضية ،فغضب عليه وأمر بسجنه ،ثم أرسل إلى نحوي آخر فسأله كما سأل الأول فأجابه بمثل جوابه فسجنه كذلك ،ثم مازال يأتي بهم واحدا بعد واحد حتى امتلأت السجون وأقفرت المدارس وأصبحت هذه القضية المشؤومة الشغل الشاغل عن جميع قضايا الدولة ومصالحها وقد بدا له أن يستوفد علماء بغداد فأمر بإحضارهم فحضروا وقد علموا قبل الوصول إليه ماذا يراد بهم فكان رئيس هؤلاء العلماء بمكانة من الفضل والحذْق والبصر بموارد الأمور ومصادرها فلما اجتمعوا في حضرة الوزير أعاد عليهم ذلك السؤال عينا فأجابه رئيس العلماء : إن الجناية التي جناه عمرو يا مولاي يستحق أن ينال لأجلها من العقوبة أكثر مما نال ،فانبسطت نفس داود باشا قليلا وبرقت أسارير وجهه وأقبل على محدثه يسأله ماهي جنايته ؟ فقال له إنه هجم على اسم مولانا الوزير داود واغتصب منه الواو فسلط عليه النحويون زيدا يضربه كل يوم جزاء وقاحته و فضوله يشير إلى زيادة واو عمرو وإسقاط الواو الثانية من داود ،فأعجب الوزير بهذا الجواب كل الإعجاب ،وقال لرئيس العلماء أنت اعلم من أقلته الغبراء وأظلته الخضراء فاقترح علي ما تشاء فلم يقترح عليه سوى إطلاق سبيل العلماء المسجونين ،فأمر بإطلاقهم وأنعم عليهم وعلى علماء بغداد بالجوائز والصلات ...ثم ذكر صاحب المقال غرضه من سوق المقال فقال : علام يتعلم الطالب النحو والصرف إن عجز أن يقرأ صحيحًا كل كتاب وكل صحيفة؟ وعلام يتعلم علوم البلاغة إن عجز عن معرفة أسرار الكلام، وأوجه بلاغته وفهم المراد من مختلفات أساليبه، وعن الإبانة عما يدور في نفسه إبانة واضحة لا يشوبها قلق ولا اضطراب؟عجيب جدًا أن يفهم الصانع الأميّ أن العلم للعمل، فلا يتعلم النجارة إلا ليصنع الأبواب والصناديق، ولا الحدادة إلا ليصنع الأقفال والمفاتيح، وأن يجهل المتعلم هذه القضية الضرورية، فلا يهمه من العلم إلا الاستكثار من المعلومات والقواعد، وإن عجز بعد ذلك عن التصرف فيها، والانتفاع بها في مواطنها

  • #2
    جزاكم الله خيرا أخي عمر وحفظ الله الشيخ الكريم

    تعليق


    • #3
      بوركت أخي الفاضل وجزاك الله خيرا وحفظ الله أسد السنة من كل مكروه وسوء وجميع علمائنا ومشايخنا ....

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك أخي عمر تراكة و حفظ الله الشيخ العلامة أسد السنة .

        تعليق

        الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
        يعمل...
        X