إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هديّةٌ إلى عشّاق العربية :شرحُ القصيدةِ الشّمقمقيّة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    مرثومة الأيدي شكت فرط الوجا ..................... لكنّها تشـــكو لغير مُشـــفق

    أي و بسبب ذلك أيضا صارت مرثومة الأيدي : أي مُهشّمتها ، و أصيبت بالوجى : و هو الحفا أو وجع في الرّجل .
    فهي تشكو من إلحاحه عليها ، و لكنّ شكواها تذهب سُدى لأنّها تُلقيها إلى غير مشفق
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عاصم مصطفى السُّلمي; الساعة 2017-07-23, 10:34 AM.

    تعليق


    • #17
      قد ذهبت منها المحاسن بإدْ ...................... مانِ السُّـــرى و قلَّة التّرفُّقِ

      الإدمان : المداومة ، و السُّرى : المشي ليلا ، و هذا من الإجمال بعد التّفصيل ، فإنه لما خصّص بالذكر جملة العيوب التي أصابتها ، و لم تكن فيها ، عمَّمَ فقال : إن جميع محاسنها قد زايلتها بسبب إدمانها السُّرى ، و قلة ترفُّق الحادي بها

      كأنها لم تك قبــــــلُ انتُخبت .................... من كلِّ قـــرْواءَ رقوبٍ فُنُقِ
      دوسرة هوجاء َ وجناَ ما بها .................... من نَقَبٍ و مِن وَجًى و سَلَقِ


      ناقة قرْواءُ : طويلة السّنام ، و رقوب : لا تدنو من الماء عند الزّحام لكرمها ، و فُنُق : فتية منعّمة ، و دوسرة : ضخمة ، و هوجاء : سريعة حتّى كان بها هَوَجاً : أي :حُمقاً ، و وجناء : عظيمة الوجنتين و قصره للضرورة ، و النَّقَبُ : رقّة خف البعير ،و الوجى : تقدّم ، و السَّلَق : أثر الجرح .
      و هذا وصفٌ لما كانت عليه من الحسن و الجمال قبل أن يحلّ بها البلاء و النّكال فما أسرع ما تتبدّل الأحوال

      تعليق


      • #18
        مِن بعد ما كانت هُنَيدةَ غَدَتْ ..................... أكــثر من ذَوْدٍ و دون شَنَـــقِ

        الهُنَيدة : اسم للمائة من الإبل ، و الذَّود : اسم لما بين الثلاث إلى العَشر ، و الشَّنَق : لما بين العشر إلى العشرين .
        يريد أن ما أصابها من التّلف لم يكن في أجسامها فقط ،بل تعدّى إلى النّفوس فكاد يُبيدها عن آخرها ، و ما أبقى منها إلا القليل ، فبعد أن كانت مائة صارت أقل من عشرين

        تعليق


        • #19
          من هذا الموضع بدأ النّاظم في ذكر الأمثال العربية و توظيفها توظيفا رائعا ، و شرح تلك الأمثال و ذكر قصصها الشارح العلامة ( عبد الله كنون ) رحمه الله .
          و من هنا تظهر براعة الشاعر و سعة اطلاعه على أخبار العرب و أمثالها ، في نسق بدبع و جمال أخّاذ

          تعليق


          • #20
            و إن تمــــاديت على إتعابها ................... و لم تكـن منتهيا عن رَهَق
            فسوف تعروك على إتلافها ................... ندامةُ الكُسْعيِّ و الفرزدق


            هذا إنذار للحادي بأنه إذا تمادى و استمر على خطّته الهوجاء في ارهاق هذه الإبل ، و تحميلها ما لا تطيقه ، فإنّه سوف تعروه و تصيبه ندامة مثل ندامة الكُسَعِيِّ و الفرزدق ، و ندامتهما مما يضرب به المثل .
            أمّا الكُسَعي بضم ففتح ، و سكَّنه الناظم للضرورة ، فإنه أعرابي خرج يصطاد ليلا ، فبانت له حُمُرٌ و حشية ، فرماها فأنفذها ، لكنّ سهامه كانت تصيب صوانة بعد النّفاذ فتُورِي ، فظنها لم تُصِب شيئا ، فغضب و كسر قوسه و عض على إبهامه حتى قطعها ثم نام ، فلمّا أصبح و عرف الحقيقة ندم ندما شديدا لكسر قوسه و قال :
            ندمتُ ندامة لو أنّ نفسي .................... تُطاوعني إذا لقطعتُ خَمسي
            و أمّا الفرزدق فإنه الشاعر المشهور ، و كان تزوّج ابنة عمه : النَّوار بنتُ أَعيَن بن ضبيعة ، على كُره منها ، و رغبة له فيها ، فنشأ بينهما ما هو طبيعي في هذه الحال من الخلاف إلى أن استرضته في طلاقها ، فطلّقها ثلاثا و أشهد الحسن البصري ، فما خرجت عن عصمته حتّى نازعته نفسه إليها و ندم على طلاقها و قال :
            ندمت ندامة الكُسَعِيِّ لمّا .................. غـــدت منّي مُطلّقة نوار

            تعليق


            • #21
              و كنتَ قد عُوِّضتَ من أخفافها ..................... خُـفَّيْ حُنَيْــنٍ ظافرا بالأنَقِ

              هذ البيت معطوف على جملة جواب الشرط في البيت قبله ، و يصحّ أن يكون حالا من مفعول تعروك ، و هو من تتمة معناه ، و التّقدير :
              و إن تماديت على إتعابها فسوف تعروك على ذلك ندامة الكسعي و الفرزدق و تكون قد تبدلت منها خُفي حنين و أتى بالماضي في موضع المضارع لتنزيله منزلة الواقع ، و كنى عن هلاكها ، بهلاك أخفافها ، لأنها كل شيء بالنسبة إلى المسافر، الذي لا يتأتى له الإنتقال بالإبل مع تلف أخفافها مع ما في قوله : أخفافها ، و خفي حنين من التجنيس ، و الأخفاف جمع خف : و هو من البعير كالحافر للفرس ، و هو أيضا ما يُلبَس في الرِّجل ، و ظافرا بالأنَق : أي الفرح حال من التاء في عوِّضت ، و ليس في ذلك شيء من الأنق ،و لكنه سخرية لاذعة من الحاذي الذي ركب رأسه ، و أبى إلا تعريض الإبل للتلف ، فيظفر بخفي حنين .
              و هذا مثل يُضرب في الرّجوع بالخيبة و أصله أن إسكافا كان يقال له حنين أتاه أعرابي فساومه في خف ،و اختلفا حتى غضب حنين فأراد كيد الأعرابي ، فأخذ الخف و طرح شقّا منه على طريق الأعرابي ، ثم ألقى الآخر على مسافة منه في الطريق و كمن بينهما بحيث لا يراه ، فمرّ الأعرابي بالخفِّ الأول فقال ما أشبهه بخف حنين ، فما مضى حتى انتهى إلى الآخر ، فبدا له أخذهما ، فنزل و عقل ناقته و أخذه و مضى في طلب الآخر ، فخرج حنين من الكمين ، و أخذ الناقة بما عليها ، فلما عاد الأعرابي إلى قومه و قص عليهم قصته قيل : رجع بخفي حنين .

              تعليق


              • #22
                لأنت أظلم من ابن ظالم ..................... إن كنت من بعدُ بها لم تَرفُق

                ابن ظالم هذا فاتك مشهور له فظائع ، و من خبر فتكه ، أنه وثب بخالد بن جعفر بن كلاب و هو في جوار الأسود بن المنذر الملك فقتله ، و طلبه الملك ففاته ، فقيل له إنك لن تصيبه بشيء أشد له من سبي جارات له من بلى ، و بلى حي من قضاعة فبعث في طلبهن ، فاستاقهن و أموالهن فبلغه ذلك ، فكرّ راجعا من وجه مهربه ،و سأل عن مرعى إبلهن و كن فيه ، فتلطّف حتى وصل إليه ، ثم استنقذ جاراته و أموالهن ، و انطلق فأخذ شيئا من جهاز سنان بن حارثة ، فأتى به أخته سلمى بنت ظالم ، و كانت زوج سنان و قد تبنت ابن الملك شرحبيل ابن الأسود، فقال : هذه علامة بعلك فضعي ابنك حتى آتيه به ، ففعلت ، فأخذه و قتله ، فضرب بفتكه المثل ،
                و الناظم ضرب به المثل في الظلم لاستلزامه له ، و ليجنس قوله : أظلم مع ابن ظالم .

                تعليق


                • #23
                  رفقا بها قد بلغ السّيل الزُّبى ....................... و اتّســـع الخَرق على المُرَتِّقِ

                  عاد فطلب منه الرفق بعد التقريع ، عسى أن يكون تأثر مما سمع من وصف حال هذه الإبل الذي يستوجب الرِّثاء ، فتستجيب له نفسه لداعي الشّفقة و الرّحمة و يرفع عنها سوط العذاب و النّقمة .
                  و قوله : قد بلغ السيل الزبى ، الزُّبى : جمع زُبية و هي الرابية لا يعلوها الماء ، فإذا بلغها السيل ، كان جارفا مجحفا ، و هو مثل يضرب لما جاوز الحدّ و عند اشتداد الأمر . و كذا قوله : و اتّسع الخرق على المُرتّق ، الخرق : الثقب في ثوب أو غيره ، و المرتق : الرَّافي .

                  تعليق


                  • #24
                    و هب لأيديهـــن أيدا و لها .................... متنا متينا ما خلا عن مصدق
                    فما لضُعن حملت من مِرّة ..................... بظَعَـــنٍ أودى بها في الغسق

                    هذا فتنان من الناظم في طريق إقناع الحادي ، فقوله : هب أي اعتقد و افرض ، و هو فعل أمر لا يتصرف ، لأيديهن : المراد به ما يشمل اليدين و الرجلين ، أيدا : أي قوة ، و لها : أي للنوق ، متنا : أي ظهرا ، متينا : أي قويا ، ما خلا عن مَصْدَقِ : أي شدة و صلابة ، فما لظعن : جمع ظعينة : و هي المرأة ما دامت في الهودج أو مطلقا ، و مفعول حملت محذوف : أي حملتهن من مِرّة : أي قوة على ظعن في الغسق : أي سير ، أودى بها : أي أهلكها ، و الغسق أول الليل ، و جنّس بين أيديهن و أيدا و متناو متينا ، و ظعن و ظعن .

                    تعليق


                    • #25
                      أسأتَ للغيد و للنُّوق و لي ...................... إســاءةٌ بتــوبة لم تُمحق

                      الغيد جمع غيداء : و هي المرأة المُتثنِّية من اللين و النّعومة ، و أقام بها حجّة أخرى على الحادي ، حيث جعل أساءته غير قاصرة على الإبل ، بل تعدّتها إلى الغيد و إليه فهي إساءة عظيمة لا تمحوها توبة .

                      تعليق


                      • #26
                        لو لم يكن بحبّ حلم أحــنف ...................... و المِنقَري قلبيَ ذا تعلّق
                        حملتُ رأسك على شبا القنا ...................... مُرَوِّعا به حُــداة الأينق


                        الحلم : الإغضاء و الصّفح ، و الأحنف : هو ابن قيس التّميمي من سادات التّابعين ، و المنقري : قيس ابن عاصم ،صحابي جليل ، و كلاهما ممن ساد قومه و اشتهر بالحلم و مكارم الأخلاق .
                        أما الأحنف فقد ضُرب به المثل في الحلم و طار صيته بذلك و أما قيس بن عاصم ، فقد قيل للأحنف : هل رأيت أحلم منك ؟ قال : نعم ، قيس بن عاصم المنقري ، حضرته يوما و هو مُحتبٍ يحدّثنا ، إذ جاءوا بابن له قتيل و ابن عم له كتيفٍ ، فقالوا : إن هذا قتل ابنك فلم بقطع حديثه و لا نقض حُبوته .
                        حتى إذا فرغ من الحديث التفت فقال لأحد أبنائه : قم إلى ابن عمك فأطلقه ، و إلى أخيك فادفنه ، و إلى أم القتيل فاعطها مائة ناقة فإنها غريبة لعلها تسلو عنه .
                        و النّاظم تهدّد الحادي بأنه لولا تغليبه لجانب الحلم على جانب الإنتقام لحمل رأسه على شبا : أي رؤوس القنا : أي الرّماح ، مروّعا : أي مخوّفا به حُداة الأينق ليرتدعوا عن تحميلها ما لا تطيق .

                        تعليق

                        الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
                        يعمل...
                        X