بسم الله الرّحمن الرّحيم
جني الثّمار باستغفار الملائكة لمن تاب
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أمّا بعد:
فقد جاءت نصوص كثيرة في الحثّ على التّوبة من الذّنوب والمعاصي، ورتّبت الفضل العظيم على من أتي بشروط التّوبة، وهي:
- أن تكون التّوبة خالصة لله تعالى.
- النّدم على ارتكاب المعصية.
- الإقلاع عن الذّنب.
- العزم على العودة إليه.
- وأن تكون في زمن التّوبة -قبل أن تصل الرّوح الحلقوم عند سكرات الموت، أو قبل طلوع الشّمس من مغربها-.
- لمن عليه مظالم للنّاس أن يرجعها لأهلها أو يتحلّل منهم قبل أن يندم.
قال الله تَعَالَى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}[غافر: 7].
قال العلّامة ابن كثير رحمه الله في ((تفسيره)) (7/131): (({فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك} أي: فاصفح عن المسيئين إذا تابوا وأنابوا وأقلعوا عما كانوا فيه، واتبعوا ما أمرتهم به، من فعل الخيرات وترك المنكرات)) اهـ.
وقال العلّامة ابن القيّم رحمه الله في ((الوابل الصيب)) (ص: 193-194): ((الملائكة تستغفر للذّاكر كما تستغفر للتّائب؛ كما روى حسين المعلم، عن عبد الله بن بريدة، عن عامر الشعبي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: أجد في كتاب الله المنزل: أنّ العبد إذا قال: (الحمد لله) قالت الملائكة: (ربّ العالمين)، وإذا قال: (الحمد لله ربّ العالمين) قالت الملائكة: (اللّهمّ اغفر لعبدك)، وإذا قال: (سبحان الله) قالت الملائكة: (اللّهمّ اغفر لعبدك)، وإذا قال: (لا إله إلّا الله) قالت الملائكة: (والله أكبر)، وإذا قال: (لا إله إلّا الله والله أكبر) قالت الملائكة: (اللّهمّ اغفر لعبدك)) اهـ.
فخير للمذنبين التّوبة والاستغفار لتحطّ عنهم الأوزار ولنيل الرّحمة والغفران.
هذا والله أعلم وبالله التّوفيق
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصّادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الخميس 29 ذي القعدة سنة 1445 هـ
الموافق لـ: 6 يونيو سنة 2024 ف