بسم الله الرحمن الرحيم
اتّقّ الله!
لا تبِع السّجارة للتّلميذ!
اتّقّ الله!
لا تبِع السّجارة للتّلميذ!
الحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد الأمين، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما كثيرا إلى يوم الدّين. أما بعد:
فلا يخفى على مؤمن عاقل مكانة شباب الإسلام في الأمّة والمجتمع الإسلاميّ، فهم علماء المستقبل وعظماؤه وقادته، وهذه المرحلة العمريّة من حياة هؤلاء؛ مهمّة جدّا بالنّسبة إليهم كأفراد وبالنّسبة ألينا كمجتمع مسلم، لذلك جاء الحرص من النبّيّ صلى الله عليه وسلم على هذه المرحلة مرغّبا ومحذّرا.
يقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة يسأل عن خمس"؛ وذكر منها:"وعن شبابه فيما أبلاه" رواه الترمذي من حديث ابن مسعود وصحّحه الإمام الألباني رحمه الله، وقال عليه الصّلاة والسّلام حاثّا على اغتام هذه المرحلة من الشّباب: "اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك" رواه الحاكم والبيهقي عن ابن عباس وصححه الإمام الألباني رحمه الله، وسيرة النّبيّ صلى الله عليه وسلم حافلة بما يثبت اعتناءه بهذه الفئة الشّبابية.
ومن جملة الاعتناء بهذه الفئة من شباب المسلمين إعانتهم على الخير والصلاح وكفهم عن الشر والفساد، يقول الله سبحانه وتعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ}(المائدة 2)، فيكون غيرهم عونا لهم على كلّ ما فيه خير الدّنيا والآخرة وكفّهم عن كلّ ما يسوء دينهم ودنياهم.
وممّا يجدر التّنبيه عليه؛ أنّ هؤلاء الشّباب عرضة للشّهوات والفتن، وما تستهويه الأنفس وتميل إليه، إضافة إلى ما يستدرجهم إليه صواحب السّوء، والظّاهرة التي تُدخل الحزن على قلوبنا! أن تجد شابّا في ريعان شبابه في طور المتوسّط من دراسته أو حتّى بعض ممّن هو في طور الابتدائي، يحمل سجارة يخفيها يمشي بها إلى الدّراسة مدخّنا، لا يختلف مسلمان عاقلان في كون هذه السّجارة من الخبائث، والله تعالى يقول عن نبيّه صلوات الله وسلامه عليه: {وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ}(الأعراف 157)، ومعلوم أنّ هذه السّجارة تجرّ صاحبها وتكون مفتاحا لتناول غيرها من الشّرور والمخدّرات.
والملحظ الذي لأجله سطّرت هذه الأسطر وكتبت هذه الكلمات، هو: من أين حصل على السّجارة هذا الشّابّ الصّغير؟!
يجدر بنا التّنبيه والتّوجيه إلى أمور مهمّة كثيرة نقتصر على الآكد منها، وهي ما يتعلّق بالآباء والتّجار:
التّوجيه الأوّل:أيّها الأب الكريم والوالد الرّحيم، قد تكون أنت أوّل سبب في تعاطي ابنك وفلذة كبدك هذه السّجارة، فأنت قدوته وأسوته، فإن كنت مدخّنا فاعلم أنّ ابنك على خطاك سائر، وبمثل سوئك فاعل، فتكون أنت السّبب الرّئيس في إقبال ابنك على هذه الشّرور التي تفتح عليه باب ما هو أخطر وأشدّ، ثمّ إنّك ستجني من ويلاتها وسوء تبعاتها.
فاتق الله تعالى وكفّ عن التّدخين، وأقبل على طاعة ربّك تكن قدوة صالحة لابنك، فإنّ أصلحه الله تعالى لك كان قرّة عينك في دنياك وذخرا لك في أخراك.
التّوجيه الثّاني: أيّها التّاجر المقبل على البيع والشّراء والأخذ والعطاء ممّا أحلّه الله لك من نعم الدّنيا الكثيرة، اتّقّ الله تعالى في نفسك ومالك وكسبك، فالكسب الحلال كثيرة أبوابه وميسورة سبله، فاحرص على التّكسّب ممّا أحلّه الله تعالى لك ودع عنك المحرّمات.
ثمّ إذا ابتليت ببيع هذه الخبائث، فاتّقّ الله في هذه الفئة من شباب المسلمين وابنائهم، لا تجعل جشعك ونهمتك في جمع المال على حساب هؤلاء المساكين، فليس ما تجنّيه من تعاطيهم لهذه السّجارة ممّا يغنيك أو يمنعك من الفقر، فاتّقّ الله تعالى على الأقلّ في هؤلاء الشّباب، فالشّابّ خفيف العقل تستهويه الشّهوات والملذّات يميل حيث صرته ريّاح رفقاء السوء، وأوّل باب تعاطي المخدّرات والإدمان عليها والدّخول في الإجرام وأوّل خطاها هو تلك السّجارة التي تبيعها إيّاه.
فأوّل الجريمة تبدأ من سجارة تبيعها إيّاه قد تكون سببا في فساد حياته كلّها.
ثمّ إنّ الواجب على الأمّة الإسلاميّة فيما بينها التّناصح والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، وهذا سبب خيريّة هذه الأمّة في إيمانها ونصحها وأمرها بالمعروف والنّهي عن المنكر: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}(آل عمران 110).
ومن أحقّ النّاس بهذه النّصيحة هؤلاء الشّباب الذين هم أمانة في أعناقنا، فهم أحوج إلى التّوجيه والنّصح والإرشاد، ولا يحصر ذلك في الوالد مع ابنه، وإنّما يتعدّى هذا الأمر العظيم إلى كلّ الأمّة، ينصحون بالتي هي أحسن لأبنائهم وأبناء المسلمين.
فمن المؤسف ما نشاهده من انتشار ظاهرة التّدخين في أوساط شباب المسلمين، وخاصّة في التّلاميذ، نسأل الله العافية.
فمن المؤسف ما نشاهده من انتشار ظاهرة التّدخين في أوساط شباب المسلمين، وخاصّة في التّلاميذ، نسأل الله العافية.
وأخيرا نوجه نصيحة ونداء لبائعي التبغ والسجارة فنقول : اتّقّ الله في شباب الأمّة، لا تبع السّجارة للتّلميذ.
وسبحانك اللهم وبحمد أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
كتبه: أبو البراء يوسف صفصاف.
الأربعاء 01 جمادى الأولى 1445
الموافق لـ 15 نوفمبر 2023
كتبه: أبو البراء يوسف صفصاف.
الأربعاء 01 جمادى الأولى 1445
الموافق لـ 15 نوفمبر 2023