طاووسُ السُّروريَّة
الحلقة الثالثة (03)
الفَصْلُ الأَوَّلُ: الْمَبْحَثُ الثَّاني
أقْوَى الْحُصُونِ، الَّتِي تَسَتَّرَ من خَلْفِهَا فَرْكُوسٌ عَن الْعُيُونِ
[حَـمِّلِ الْحَلْقَةَ الثالثة بِصِيغَة (بِي دِي آفْ ) مِنْ أَسْفَلِ الْمُرْفَقَاتِ]
تَوَغُّلُ الإِخْوَانِ فِي الْجَزَائِرِ
يُتْبَعُ ـ إِنْ شَاءَ الله ـ بـِ:
القَرَائِن الْوَفِيَّة
على تَسَلَّلِ فَرْكُوسٍ إلى السَّلَفِيَّةِ، وَتَغَلْغُلِ جُذُورِ تأكُّلِهِ الْخَفِيَّة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) (الإخوان المسلمون في الجزائر .. ومحاولة العودة للمشهد السياسي ) باهر عبد العظيم .
الحلقة الثالثة (03)
الفَصْلُ الأَوَّلُ: الْمَبْحَثُ الثَّاني
أقْوَى الْحُصُونِ، الَّتِي تَسَتَّرَ من خَلْفِهَا فَرْكُوسٌ عَن الْعُيُونِ
[حَـمِّلِ الْحَلْقَةَ الثالثة بِصِيغَة (بِي دِي آفْ ) مِنْ أَسْفَلِ الْمُرْفَقَاتِ]
تَوَغُّلُ الإِخْوَانِ فِي الْجَزَائِرِ
وَالثَّابِتُ أَنَّ تَنْظِيمَ «الإِخْــوَانِ الْمُسْلِمِينَ» فِي الْجَزَائِرِ لَمْ يَتَحَرَّكْ بِصِفَةٍ فِعْلِيَّةٍ، إِلَّا بَعْدَ إِطْلَاقِ سَرَاحِ (مَحفُوظٍ نَحنَاحْ وَمحمد بُوسْليِمَانِي) في: (1980م)([1])، فَاسْتَقَدَمَهُمَا ـ آنَذَاكَ ـ وَزِيرُ الشُّؤُونِ الدِّينيَّةِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ شِيبَانُ...وَكَلَّفَهَمَا بِالْقِيَامِ بِجَوَلَاتٍ تَفْتِيشِيَّةٍ في مَسَاجِدِ الْجَزَائِر، وَتَقْدِيمِ النَّصَائِح؛ لِتَطْوِيرِ الْخُطَبِ وَالدُّرُوسِ الْمَسْجِديَّة، هَذَا الْعَمَلُ أَثَارَ حَفِيظَةَ مَسْؤُولِ جِـهَازِ الْمُخَابَرَات([2]).
أمَّا عَنْ فَركُوسٍ فإنَّه كَانَ لَا يَزَالُ طَالبًا فِي (الْجَامِعَةِ الإِسْلَامِيَّةِ) بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ، ثُمَّ عَادَ مِنْها، وَاسْتَقَرَّ بِالْجَــزَائِر فِي سنَة: (1982م)([3])، مُتَزَامِنًا مَعَ البَيَانِ، الَّذِي وقَّعَهُ عَبْدُ اللَّطِيفِ سُلْطَانِي وَأَحمَدُ سَحنُونٌ وعَبَّاسٌ مَدَنِي ـ رحِمهم الله ـ، ثُمَّ وُزِّعَ البيَانُ، بِمَسْجِدِ الْجَامعَةِ([4])الْمَرْكَزيَّةِ، بِمُنَاسَبَةِ التَّجَمُّعِ الْحَاشِدِ لأَبْنَاءِ الْحَـــرَكَةِ الإِسْلَامِيَّة، وَكَانَ أَنْ سُجِنَ الكَثِيرُ مِنَ الدُّعَاةِ، وَوُضِعَ سَحنُونٌ([5])، وَسُلْطَانِي تَحتَ «الإِقَامَةِ الْجَبْرِيَّةِ»([6]).
وَعَلَى إِثْرِ هَذِه النَّازِلَةِ تَمرَّدَ مُصْطَفَى بُو يَعْلِي([7])، وَقَد شَهِدَ الرَّمَضَانِيُّ عَلَى أَنَّ "أَزْهَى أَيَّامِ الدَّعْـوَةِ هِيَ السَّنَوَاتُ الْخَمْسُ، الَّتِي تَلَتْ هذهِ النَّازلَةَ"([8])، أيِ: اِمْتَدَّتْ ـ تَقْرِيبًا ـ مِنْ سَنَةِ: (1982م)، إلى سَنَةِ مَقْتَلِ بُو يَعْلِي: (1887م)، وَ كَانَتْ هَذِهِ الْمَرْحَــــلَةُ ـ عَلَى وَصْــــفِ الرَّمَضَانِيِّ ـ "أكْثَرَ الأَزْمَنَةِ نَشْرًا لِلْعِلْمِ الشَّرْعِيِّ مُنْذُ الاِسْتِقْلَالِ...قَدِ اِجْتَمَعَ عَلَيْهِ ثَلَاثُ فِئَاتٍ هِيَ: (01) السَّلَفِيَّةُ: ...خَاصَّةً مِنْ قِبَلِ بَعْضِ خِرِّيجي الْجَامِــــــعَةِ الإِسْلَامِيَّةِ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة...، وَأَعْظَمُ مِنْ هَذَا كُلِّهِ أَنّ الِّديَارَ الْجَزَائِرِيَّةَ حَظِيَتْ بِعِنَايَةِ أكْبَرِ مُحَدِّثي هَذَا الْعَصْـرِ، أَلَا وَهُوَ «الشَّيْخُ محمد نَاصِرٌ الدِّينِ الأَلْبَانِيُّ » ـ رَحِـمَه الله تعالى ـ ...، وَلَا وُجُــــــــودَ لِهَذِهِ الْجَبْهةِ [الإِسْلَامِيَّةِ لِلِإِنْقَاذِ] يَوَمَئِذٍ، بَلْ كَانَ «عَلي بن حَاجٍ» فِي السِّجْنِ الأَوَّلِ نَسْيًا مَنْسِيًّا([9]).
وَكذَلَكَ كَانَ فَرْكُوسٌ فِي سِجْنِ «التَّهمْيشِ» مُهَمَّشًا تَهْمِيشًا؛ لأَنَّ الرَّمَــــضَانِيَّ ـ أَصْلَحَهُ الله ـ بَيَّضَ كِتَابَهُ «مَدَاركَ النَّظَرِ» بَعْدَ عَوْدَةِ فَرْكُوسٍ بِأكْثَرَ مِنْ عَشرِ سِنِينَ، وَوَصَــــفَ ـ وَلَوْ بِاخْتِصَارٍ شَـدِيدٍ ـ حَالَ "الدَّعْوةِ السَّلَفِيَّةِ" في الْجَزَائِرِ، مِنْ مَطْلَعِ الاِسْتِقْلَالِ، إلَى مَطْلعِ الْعَشْرِيَّةِ السَّـــوْدَاءِ، وَكَم تَعَرَّضَ لِطَيْشِ عَلي بن حَاجٍ؟!
أَمّا عَنْ فَرْكُوسٍ فَكأنَّهُ لَم يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُـورًا، أو كَانَ مُهَمَّشًا مَنْكُورًا، أَوْ همَّشَ نَفْسَهَ تَهْمِيشًا مَشْكُورًا، لأنّ الدَّعْــــوةَ إِلَى الْحَقِّ، وَالتَّحْذِيرَ مِمَّا يُخَالِفُهُ، يُوَرِّثُ نُفْــرَةَ وَبُغْضَ الْمُخَالِفِينَ، فَمتَى عُلِمَ ظُهُورُ فَرْكُوسٍ فِي مُحَارَبَةِ هَؤُلَاءِ؟! وَمَنْ شَهِدَ لِفَرْكُوسٍ بِأنَّهُ خَدَمَ الدَّعْوَةَ السّلفيَّةَ فَبَيْنَنَا التَّارِيــخُ، أمَّا الْخَبَرُ الْمُجْـمَلُ، أَوِ الوَصْفُ الْمُقْتَضَبُ الْمُحَتَمَلُ، فإنَّه لا يتَعَدَّى الظّاهِرَ([10])، وَهَذِهِ أَخْطَرُ قَضِيَّةٍ يُدَلِّسُ بهَا (السُّـروريةُ ) عَلَى النَّاسِ، فَإِنَّ مَنْهَجَـهُم ـ فِي الظَّاهِرِ ـ اتِّباعُ السّلفِ الصَّالِحِ، لَكِنَّـهُم فِي الْحَقِيقَةِ مَنْـهَجٌ حَرِكِيٌّ قُطْبِيٌّ، يَمْشِي عَلَى طَريقَةِ مُصَادَمَــةِ الْحُكَّامِ وَانتِقَادِهم، وَتَكْفِيرِهم فِي مَوَاضِـعَ([11]).
ولَا يُوجَدُ شَخْصٌ خَدَمَ السُّرُورِيَّةَ مِثْلُ فَرْكُوسٍ؛ قَعَّدَ وَنَظَّرَ لَهُمْ، وَأَخْرَجَهُمْ لِلْوُجُودِ ... فَالرَّجُلُ خَطِيرٌ، وَشَرُّهُ مُسْتَطِيرٌ([12])، وَلَكِنَّهم يَمْكُرُونَ، وَيَمكُرُ اللهُ؛ وَالله خَيرُ الْمَاكِرينَ، فَأَهْلُ السُّنَّةِ مَهْمَا انْدَسَّ بَينَهُم مُنْدَسٌّ، وَمَهْمَا تزَيَّا بِزَيّـهِم مَاكِـــــرٌ؛ فَإنَّ اللهَ سَوْفَ يَهْتِكُ سِتْرَهُ، ويَفْضَحُ أَمْرَهُ ([13]).
وَإنَّ فَرْكُوسًا لَمْ تَظْهَرْ مِنْهُ الرِيبَةُ ظُهُورًا، إلَّا مَع فِتْنَتِهِ الْجَارِيَّةِ، لَكـنّ كَيْفَ استْطاعَ أن يَتخَفَّى أَرْبَعِينَ سَنَةً؟! لِأنَّ "مِنْ أُصُولِ السُّرُورِيَّةِ: أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ التُّقْيَّةَ؛ لِإِخْـــفَاءِ مَا يَعْتَقِدُونَ، حَتَّى مُدَّةِ عِشْرِينَ سَنَةً، وَلَا يُتَفَطَّنُ إِلَيْهِم([14])، وإنَّ الفَرْكُوسَ لَيُتْقِنُ فَنَّ التَّسَتُّرِ وَالتَّصُّنُّعِ وَالْخِدَاعِ، وَيُجِيدُ كَيْفَ يُهَمِّشُ الصُّدَاعَ، وَيُدْرِكُ مِنْ أَيْنَ يَحَتَوِي الصِّرَاعَ ، وَيُمَيّعُ النِّزَاعَ.
وَإنَّ الشِّرَاكَ قُدَّ مِنْ أَدِيـمِهِ([15])، فَقَدْ قَالَ الرّمَضَانِيُّ عَن الثَّوْرِيِّ عَلي بَلْحَاجٍ: "التَّكَتُمُّ وِالاِنْقِبَاضُ، الَّذِي يَلْتَزِمُهُ اِبْنُ حَاجٍ مَعَ السَّلَفِيِّينَ أَمْرٌ عَرَفْتُهُ عَنْهُ كُلَّ هَذِهِ الْمُدَّةِ، الَّتي كُنْتُ وَإِخْوَانِي نَلْقَاهُ فِيهَا؛ بَلْ لَا أكَادُ أَعْرِفُ عَنْهُ كُلَّمَا نَاقَشْتُه ـ عَلى كَثْرَةِ مَا ضَيَّعْتُ مِنْ وَقْتٍ فِي عِتَابِي لَهُ ـ مُعَارَضَـــــةٌ قَطٌّ، إِلَّا مَــرَّةً وَاحِدَةً ـ فِيـمَا أَذْكُرُ ـ صَرَّحَ بِالْمُخَالَفَةِ، بَعْدَ اِسْتِفْزَازٍ طَوِيلٍ...إنَّ ابْنَ حَـــــاجٍ «آخِذٌ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ يَكتُمَ الشِّقَاقِ، وَيَتَظَاهَرَ بِالْوِفَاقِ؛ تَعْجِيلًا لِلْفِرَاقِ، وَأَصْدَقُ وَصْفٍ يَلِيقُ بِهِ أَنَّهُ وَسْــــوَاسٌ إِذَا خَلَا بِجمَاعَتِهِ...، خَنَّاسٌ إِذَا حَضَـرَ مَجَالِسَ السَّلَفِيّين!! وَهُوَ يَعْرِفُ حَــــــقَّ الْمَعْرِفَةِ أَنَّه مُجَانِبٌ لِهَدْيِ السَّلَفِ...وَأَنَّ الَّذِي دَفَعَهُ إِلَى مَا هُوَ فِيــــهِ، إِنَّمَا هُو رُدُودُ فِعْلٍ نَفْسِيَّةٍ»، وَلَقَدْ صَدَقَ مَنْ قَالَ: (نَحْنُ في زَمَنٍ يَصْدُقُ عَلَيْهِ وَصْــــفُ الْقَائِلُ: لَئِنْ كَانَتْ آفَةُ الْمُلُوكِ سُــــوءَ السِّيرَةِ، فَإِنَّ آفَةَ الدُّعَاةِ خُبْثُ السَّرِيرَةِ)"اهـ([16]).
وَلَعَلَّ «التَّهْمِيشَ» من أَقْـوَى مَا يَتَسَتَّرَ بِهِ فَرْكُوسٌ عَنْ عُيُونِ النُّقَّادِ، وَمُلَاحَقَةِ أَضْوَاء وَسَائِلِ التَّوَاصُــلِ وَالإِعْلَامِ، وَالتَّهْمِيشُ ـ لُغةً ـ لَفْظٌ سُوِّغَ اسْتِعْمَالُهُ بِمَعْنَى: جَعْلُ الشَّيْءِ هَامِشِيًّا، أَيْ: قَلِيــــلَ الأَهَمِيَّةِ([17])، وَثَانَوِيًّا، مِثَالٌ: فُلاَنٌ يَعِيشُ عَلِى الْهَامِشِ: مُنْفَرِدٌ غَيْرُ مُنْدَمِجٍ - مُهْمَلٌ - مُنْعَزِلٌ([18])، وَلَمْ يَخْرُجْ عَنْ هَذا الْمَعْنَى عُرفُ العُلَمَاءِ، ومِمَّن اِسْتَعْمَلَهُ الشَّيخُ رَبيعُ([19])، وَاللُّغَوِيُّ بَكْرٌ أَبْو زَيْدٍ([20])، وَأَقرَّه الشَّيْخُ الْجَابريُّ([21])ـ رَحمهمَا الله ـ.
أمَّا اصْطِلَاحًا: فَلا مُشَاحَّةَ فِي الْعِبَارَةِ بَعْدَ مَعْرَفَةِ الْمَعْنَى([22])، ولَمْ تَتَضَــــمَّنْ مَفْسْدَةً([23])، والتَّهْمِيشُ ـ عِنْد فَرْكُوسٍ ـ على صُـورَتَيْن([24])، فَالأُولَى: تَقَع بَعْدَ تَجْلِيَّة الْعِبَارَةِ، وَمَعْرَفَةِ الْحَقِّ الْمُبِينِ([25])، وَهَذَا الْمَعْنَىَ يُعَبِّرُ عَنْهُ أَهْلُ السُّنَّةِ بـِ: «الإِعْرَاضِ»([26])، وِفَاقًا لقَوْلِ الله تَعَالَى: ﴿وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ﴾، وَلَيْسَ فيـها أَمْرٌ بِـهِجْرةٍ، وَلَكِنَّهَا مُتَارَكَةُ مُعْرِضٍ، وَفِي ذَلِكَ اِحْتِقَارٌ لَهُم([27]).
أمَّا صُّورةُ التَّهمْيشِ الثَّانِيَّةُ ـ عَلَى اِصْطِلَاحِ فَركُوسٍ ـ فَهِيَ ما تَقَعَ اِبْتِدَاءً وأَصَالةً، إِلَى حِينَ ظُهِورِ الْحقِّ، حَيْثُ قَالَ: "دَائِمًا أَقُولُ، الأَشْخَاصُ الَّذِينَ هُم سَبَبٌ، أَوْ ـ مُمكِنٌ ـ سَبَبٌ فِي تَصَدُّعِ الصَّــفِّ السَّلَفِيِّ، فَالأَصْلُ أَنْ يَقَعَ تَهْمِيشُهُم، إِلَى حِينِ يَظْهَرُ الْحَـقُّ فِيهم...أَنا أُهَمِّشُ نَفْسِي، أَبْتَعِدُ عَنِ الْمَيْدَانِ هَذَا...إِلَى حِينِ يَظْهَرُ الْحَقُّ"اهـ([28]).
وَهَذِهِ الصُّورَةُ مِنْ صُوَرِ «التَّهْمِيشِ» مَا أَنْزَلَ اللهُ بِهِ مِنْ سُلْطَانٍ؛ لأنَّها دَعْوَةٌ مُبَطَّنَةٌ إِلَى تَرْكِ الرُّدُودِ، الَّتِي هِي مِنْ أَنْفَسِ الْجِهادِ عِنْدَ أَهلِ السُّنَّةِ، وَقَدْ قِيل: للشَّيخِ عُبَيْدٍ الْجَابِرِيِّ ـ رَحِـمَهُ اللهُ ـ إنَّ بَعْضهم ذكَـــرَ أنَّ: "مَشَايِخَ أَهْل السُّنّةِ...يَسِيرُونُ عَلَى دَعْوَةٍ تَقُومَ عَلَى تَهْمِيشِ كَثِيرٍ مِنْ قَادَةٍ، أَوْ مِنْ أَرْبَابِ الدَّعْوَةِ ...؟!" فَأَجَابَ ـ رَحِمَهُ الله ـ: "... شَيْءٌ اِسْـمُهُ (تَهْمِيشٌ) مَا نَعْرِفُه، نَعْرِفُ قَبُولَ الْحَـقِّ، والاِنْحِيَازَ إِلَى أَهْلِهِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْبُعْدَ عَنِ الْبِدَعِ وَأَهْلِهِا، وَإِنْ كَانْ يُشَارُ إِلَيْـهِم بِالْبَنَانِ؛ لأَنّ قَاعَدَتَنَا هِيَ: قَاعِدَةُ الْوَلَاءِ وَالْبَرَاءِ ..."اهـ([29]).
ثم كَيْفَ يُـهَمَّشُ مَنْ عُرِفَتْ اسْتَقَامَتُهُ، واسْتَفَاضَتْ عَدَالَتُهُ؟! كَيْفَ نَعْدِلُ عَنْ هَذَا الأَصْــــلِ، إِلَى هَذَا الَّذي يُسَمَّى: «التَّهْمِيشَ»؟! قال الشَّيْخُ سُلَيْمَانُ الرُّحَيلي: "الشَّيخُ عَبْدُ الْمُحْسِنِ العَبَّادُ فِي حُكْمِهِ عَلَى الرِّجَـــــالِ، يَبْنِي عَلِى الأَصْلِ، الشَّيْخُ لَا يَقْرَأُ...فَهُوَ يَبْنِي فِي كَلَامِهِ وَثَنَائِهِ عَلَى بَعْضِ الأَشْخَاصِ عَلَى الأَصْــلِ، عَلَى الْمَعْلُومِ([30])، الشَّيْخُ عَبْدُ الْمُحْسِنِ مَا كَانَ يَقْرَأُ مَايُعطَاهُ، مِنْ كَلَامِ ذَلِكَ الرَّجُل [الْمَأرَبِيِّ]، وَإِنَّمَا يَبْنِي حُكْمَهُ عَلَيْهِ عَلَى الأَمْرِ الْقَدِيمِ وَالأَصْلِ...، لَكِنَّ الْعُلَمَاءَ الَّذِينَ عَرَفُوا تَغَيُّرَ حَالِهِ، وَكَانَ فِي كَلَامِـهِم نَقْلٌ عَنِ الأَصْلِ بِعِلْمٍ، يُقَدَّمُ كَلَامُهُم، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ عَلِمَ حَالَهُ أَنْ يَقُولَ أَنَا أُقَلِّدَ الشَّيْخَ عَبْدَ الْمُحْسِنِ فِي هَذَا، أَوْ يَقُولَ اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاءَ فِيهِ، وَأَنَا حُرٌّ فِي اِخْتِيَار أَحَدِ الأَقْوَالِ ...."اهـ([31]).
وكَيْفَ يُهَمِّشُ العَاقِلُ نَفْسَهُ، وَهُوَ يَرَى التُّهَمَ تُشَوِّهُهُ، والأَعنْاقُ تَشْرئِبُّ إلى سَـمَاع مَا يَنقُضُها؟! ألَم يَقُلْ فَركُوسٌ: "قَاعِدَةٌ: «لَا يُنسَبُ إِلَى سَاكِتٍ قَوْلُ قَائِلٍ» يُرادُ بِهَا: أَنَّ الشَّارعَ ـ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ـ لَمْ يَجْعَلِ السُّكُوتَ كَالنُّطْق بِاللَّفظِ، الَّذي تَنْبَنِي عَلَيْهِ الأَحْكَامُ...، أمَّا قَاعِدَةُ: «السُّكُوتُ في مَعْرِضِ الْحَاجَةِ إِلَى الْبَيَانِ بَيَانٌ» فَهِيَ قَاعِدَةٌ مُسْتَثَنَاةٌ، أَو مُخَصِّصَــةٌ لِسَابِقَتِهَا، وهي تَدُلُّ عَلَى أَنَّ السُّكُوتَ يَقُومُ مَقامَ النُّطقِ وَالكَلَامِ، مِنْ حَيْثُ الْبَيَانُ ...، [كَـ] سُكُوتِ الْجَانِي الْمُتَّهَمِ عمَّا اتَّهَمَهُ بِهِ غَيرُه؛ فَسُكُوتُهُ فِي مَعْرِضِ التُّهمةِ إِقْرَارٌ بِالْجِنَايَةِ الَّتي اتُّهِمَ بِهَا"اهـ([32])؟!
وَكَم مِنْ جِنَايَةٍ رَاوَدَتْ فَرْكُوسًا؟! لَكِنّهُ غَلَّقَ الأَبْوَابَ، وَهَمَّشَ الْجَوَابَ، ورُبَّمَا يَذَرُ الرَّمَادَ في عُيُونِ مُرِيدِيهِ، تَضْلِيلًا عَنِ الْحَقِّ وَالصَّوَابِ، وَإذَا هَمَّشَ الْمَرْءُ نَفْسَهُ، وَهَمَّشَهُ النَّاسُ، إِلَى أَنْ يَظْهَرَ الْحَقّ فِيهِ؛ فَمَتى يَظْهَرُ؟! قِيلَ لِلْإِمَام ِأَحْمَدَ ـ رَحِمه الله ـ:"يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، إِنَّهُ لَيَشْتَدُّ عَلَيَّ أَنْ أَقُولَ: فُلَانٌ كَذَّابٌ، وَفُلَانٌ ضَعِيفٌ، فَقَالَ لِي: «إِذَا سَكَتَّ أَنْتَ، وَسَكَتُّ أَنَا؛ فَمَتَى يَعْرِفُ الْجَاهِلُ الصَّحِيحَ مِنَ السَّقِيمِ؟!» اهـ([33]).
وإنَّ قَولَ فَرْكُوسٍ: (إِلَى حِينٍ يَظْهَرُ الْحَقُّ) يُفِيدُ أنَّ: "الْوَقْتَ جُزْءٌ مِنَ الْعِلَاجِ"، وَهَذِهِ القَاعِـــــدَةُ كان فَرْكُوسٌ يُرَدِّدُهَا كَثِيرًا، وَهيَ ـ مِنْ حَيْثُ اللَّفْظُ ـ إِخْوَانِيَّةٌ بَنَائِيَّة([34])، أمَّاـ مِنْ حَيْثُ الْمَعَنَى ـ فَصَحيحَةٌ([35])، لكنَّ فَركُوسًا قَدْ يَسْتَعْمِلُهَا؛ فِرَارًا مِنَ الرَّدِّ عَلَى تُهَمٍ ثَقِيلَةٍ، تُوجِبُ عَلَيْهِ الإيضاح والتَّفسيرَ؛ لأَنَّ الوَقتَ جُزْءٌ من الْعِلاجِ، وَليسَ كُلَّه.
وَهَذَا الْجُــزْءُ لَا يَـخْرُجُ عَنْ كَوْنِه مَزِيدَ إِيضَاحٍ وَتَوْكِيدٍ، قَالَ الشَّيخُ عَبْدُ الْحَمِيدِ بنِ بَادِيسٍ (ت:1359هـ): "مَجَيءُ الْحَقِّ هُوَ بِظُـــهُورِ أَدِلَّتِهِ، وَقِيَامِ دَوْلَتَهِ، وَزُهُوقُ الْبَاطِلِ هُوَ بِبُطَلان شُبَهَهِ، وَذَهَابِ دَوْلَتِهِ؛ فَأَمَّا الْقِسْمُ الأَوَّلُ: فَإِنَّ الأَمْــــــــرَ فِيهِ مَا زَالَ، وَلَنْ يَزَالَ كَذَلِكَ، وَلَنْ تَزْدَادَ ـ عَلَى الأَيَّامِ ـ أَدِلَّةُ الْحَقِّ إِلَّا اِتِّضَاحًا، وَلَنْ تَزْدَادَ شُبَهُ الْبَاطِلِ إِلَّا اِفْتِضَاحًا"اهـ([36]).
كَـمْ سَـمِعْتُ فَركُوسًا يقُـولُ: (إذا كُنْتُ أنا سَبَبًا في تَفَرُّقَكم؛ فَهَمِّشَوني)؟! وكَـم كُنْتُ أَظُنَّ هَذَا مِنْ بَرَكةِ توَاضُعِه؟! لَكنَّ مَنْ عَايَنَ نَرْجَسيَّتهُ وتَكبُّرَهُ([37])، جَزَمَ بأنَّه لَونٌ منِ أَلْوَانِ تصَنُّعِهِ، وَقَاعدةٌ كُبْرَى في تَسَتُّرِهِ وَتَحَصُّنِهِ وَتَمَيُّعِهِ، إِذَا ضَعُفَ عَنِ الرَّدِّ([38])، وَكَأَنَّه يَقُولُ خَوفًا وَطَمَعًا: "هَمِّشَوني إذَا كُنْتُ سَبَبًا في تَفَرُّقَكم، ولَا تُتْعِبُوا أَنْفُسَــكُم؛ تَحْقِيقًا فِي التُّهَمِ الْمَنْسُوبَةِ إِلَيَّ، بل أَنَا أَبْتَعِدُ طَوْعًا، إِلَى حِينٍ يَظْهَرُ الْحقُّ فِي مَا يُنْسَبُ إِلَيَّ"اهـ .
وَكم سَـمِعْتُه يقَولُ: "إذا كُنْتُ أنَا سَبَبًا في تَفَرُّقَكُــــم؛ فَهَمِّشَوني"؟! لَكنَّ الْفِتْنَةَ يَفْتَضِحُ عِنْدَهَا خَلْقٌ كَثِيرٌ([39])، فَهَا هِيَ تصْفَعُهُ صَفْعًا، وَأَظْهَرَتَ مَا كَانَ يَتَصَنَّعُهُ تَصَنُّعًا، وَهَا هُوَ الصَّفُّ السَّلَفِيُّ يَتَصَدَّعُ بِسَبَبِهِ تَصَدُّعًا([40])، فَهَلْ همَّشَ نَفْسَهُ؟! هَلْ حثَّ أَتْبَاعَهُ على أنْ يُهَمِّشُوهُ، إِلَى حِين يَظْهَرُ الْحَقُّ فيه؟! كلَّا؛ بَلْ زَادَ الطِّين بِلَّةً، والزّمانَةَ علَّةً، مِنْ مِثْلِ قَوْلِهِ: (خَلِّيـهَا تَتَخَلَّطْ تَصْــفَى([41])، أَنَا فَتَحْتُ لَكُم الْبَابَ، وَأَنْتُم اِبْـحَثُوا)([42])، فلِمَاذَا لَمْ يَقُلْ لأَتْبَاعِهِ هَمِّشُوا مَوْضُوعَ الشَّيْخَيْنِ أَزْهَرَ وَجُمُعَةَ، إِلَى حِين يَظْهَرَ الْحَقُّ فِينَا جَمِيعًا؟!
فَإِذَنْ: التَّهْمِيشُ ـ فِي قَامُوسِ فَرْكُوسٍ ـ هُو قَاعِدةٌ مَرِنةٌ جِدًّا، تَتَمَدَّدُ وَتَتَقَلَّصُ تَبعًا لِقوَّةِ مُنْتَقِدِيهِ وَضُعْفِهِم، فَإذَا رَجَّحَ ظُهُورَ حُجَّتِهُ عَلَيْـهِم تَمَدَّدَ وَزَحَفَ وانْتَعَشَ، أَمَّا إِذَا رَجَّـحَ ظُهُورَهم عَلَيْهِ تَقَلَّصَ وَانْكَمَشَ، وَتَظَاهَرَ بأنَّه تَوَرَّعَ وَهَمَّشَ، وَأنَّه أَعْمَى وَأَطْرَشُ، وتَصَنَّعَ الْوَرَعَ الْبَارِدَ، واللَّامُبَالَاة عِنْدَ الشَّارِدِ؛ حرْبًا نَفْسِيَّةً عَلَ مُنْتَقِدِيهِ، وَتَأَثِيرًا عَلَى جُمهمورهم.
وَإنَّ الشِّرَاكَ قُدَّ مِنْ أَدِيـمِهِ، "فَإنَّ مِنْ طُرُقِ عَلِي بَلْحَاجٍ، الَّتي كَانَ يَسْلُكُهَا لِلتَّأثِيرِ عَلَى الْجَمَاهِير: التَّظَاهُرُ بِالْوَرَعِ الْبَارِدِ، إِذَا قِيلَ لَهُ بِأَنَّ فُلَانًا يَرُدُّ عَلَيْكَ؛ فَيَقُولُ: "أَقُولُ كَمَا يَقُولُ أَبُو ضَـمْضَمَ إِذَا أَصْبَحَ: تَصَدَّقْتُ بِعِرْضِي عَلَى مَنْ ظَلَمَنِي..."، كَذَا يَقُولُ وَيُرَدِّدُ وَهَذَا...مَنَ السَّمَاحَةِ الْمُصْطنَعَةِ؛ لأَنَّ قَائِلَهُ يُظْهِرُ الصَّوْمَ عَنْ أَعْرَاضِ الْمُسْلِمِينَ، فِي الْوَقْت الَّذِي يُفْطِرُ فِيهِ عَلَى دِمَائِهِم([43]).
وَلَوْ سُلِّمَ ـ جَدَلًا ـ بِأَنَّ فركُوسًا بَرَّزَ فِي الْفِقْهِ وَأُصُــولِهِ وَقَوَاعِدِه وتَدْرِيسِه؛ فَإنَّ الْكَثِيرَ من أَهْلِ الْهَوى والبدع يُقَاسِمُونَهُ هذَا، وإنَّمَا الْعِبْرَةُ بالوُضُوحِ في تَقَفِّي مَنْهَجِ سَلَفِنَا الصَّالِحِ ـ رَحـمهم الله ـ، والْوَلَاءِ لَهُم، والظُّهورِ في العَدَاوَاة لِكلِّ خُصُومِهم، والْبَرَاءِ مِنْهُم، وَمِنْ أَشَدِّهِم عَدَاوَةً وَتَرَبُّصًا وَنِكَايَةً بِالسَّلَفيِّة وَأَهْلِهَا: الْخَوَارِجُ وَأَذَنَابُهم، مِنَ الإِخْوَانِ والقُطْبِيِّةِ والسُّرُورِيّةِ.
فَمَا هُوَ مَحَلُّ إِعْرابِ الْمُجَدِّدِ فَرْكُوسٍ ـ زعمًا ـ مِنْ حَرْب هَؤُلَاءِ آنذاك؟! إنَّه ضَـمِيرٌ مُسْتَتِرٌ عَنِ الأَنْظَارِ، وَمُنْفَصِـــلٌ ـ في الغَالِبِ ـ عَنْ الْعُلِمَاءِ والأَخْيَار، تَقْدِيرُهُ (هُوَ) الْبَقَاءُ في سجن التَّهمِيشِ، إِلَى زَوَالِ الأَخْـــــــطَارِ؛ لأنَّ هُنَاكَ سِرٌّ مُهِمٌّ، يُعَزِّزُ استِمْرَارَهُ في هَذَا السِّجْنِ، هَلْ عَرَفْتُمُوهُ؟! إنَّه عَوْدَةُ عَدُوِّه الأَوَّلِ، وَذِي اللِّسَانِ الأَطْولِ، فَمَنْ هُوَ؟ إنّه ذلك الْمُنْحَرِفُ الْمَغْرُورُ الْعِيدُ شريفي "الَّذِي عَادَ من جَامَعَةِ الْمدينة في سنةِ: (1983م) فَالْتَحَقَ به في نَفْس الْمَعْهَدِ العالي أُسْتَاذًا مُساعِدًا، وَطَالِبًا فِي الْمَاجَستِير([44]).
ولعَلَّ ـ قَبْلَ رجُــــوعِه ـ اِصْطَدَمَ فَرْكُوسٌ بالسَّلفيِّينَ، وَرُبَّمَا اِخْتَلَفُوا فِي سَلَفيَّتِه، أَوِ اِكتَشَفُوا ضَعْفَهُ الْمَنْهَجيَّ، فَهَمَّشَ نَفْسَهُ طَوْعًا أَوْ كَرْهًا، لأنَّه قَالَ: "دَائِمًا أَقُولُ الأَشْخَاصُ الَّذِينَ هُم سَبَبٌ، أَوْـ مُمكِنٌ ـ سَبَبٌ فِي تَصَدُّعِ الصَّفِّ السَّلَفِيِّ، فَالأَصْلُ أَنْ يَقَعَ تَهْمِيشُهُم إِلَى حِينٍ، يَعْنِي يُهَمَّشُونَ، إِلَى حِينِ يَظْهَرُ الْحَق فِيهم...حَتَّى أَنا أُهَمِّشُ نَفْسِي...أَشْتَغَلُ بأَمُورٍ، يَعْنِي: مَخْطُوطَاتٍ، أَو أُمُورِ كَذَا، كَذَا، كَذَا"اهـ([45]).
فَاشْتَغَلَ ـ فِعْلًاـ فَركُوسٌ بَأُطْرُوحَةِ "الْمَاجستير"، وَعُنْوَانُهَا: (ذَوُو الأَرْحَامِ فِي أَحْكَامِ الْمَوَارِيثِ)([46])، الَّتِي فَرَغَ مِنْـهَا في سنة: (1987م) ([47])، كَـمَا اِشْتَغَلَ ـ أَيْضًا ـ بِمَخْطُوط (تَقْرِيب الْوُصُـولِ)، الَّذِي فَرَغَ مِنْهُ فِي أَوَاخِــرِ سَنَة: (1988م)([48])، ثمَّ اِشْتَغَلَ بِمَخْطُوط (الإِشَارَةِ فِي مَعْرِفَةِ الأُصُــولِ) إلى أَوَاخِـرِ (1991م) ([49])، ثمَّ اِشْتَغَلَ بِمَخْطُوط (مِفْتَاحُ الْوُصُولِ)، وَهُوَ أُطْرُوحَةُ رِسَالَةِ (الدّكتُورَاه)، وَمَا فَرَغَ منها إلَّا في سنَة: (1997م).
قَدْ يَعْتَرِضُ مُنْصِفٌ قَائِلًا: "بَلَى ، إنَّ الرُّقَيَّ الأَكادِيـميّ فِتْنَةٌ ومَشْغَلةٌ ، لَكِنَّهُ لَا يُنَافِي القِيَامَ بالدَّعْوَةِ "اهـ؛ فَأَقُولُ : "صَدَقْتَ ، لَكنّ مَتَى بَدَأ إصْلَاحُه ؟! أَيْنَ جُهُودُه ـ آنذاك ـ فِي الرَّدِّ ـ مَثَلاًـ عَلَى الإِخْوَانِ، الَّذِينَ اِنْتَشَرَ وَبَاءُهم فِي الْجَزَائِر، مِنْ سَنَة: (1982م)، إلَى مَطْلع الْعُشْرِيَّةِ السَّوْدَاءِ: (1992م)؟!
فَفِي عام (1984م) أَقَنْعَ الْوَزِيرُـ آنَذَاكَ ـ عَبْدُ الرَّحْمَنِ شَيْبَانُ رَئيسَ الْجَزَائِرِ بِاسْتِقْدَامِ الإخْـوَانيِّ محمد الغَزَاليِّ (ت: 1416هـ)([50])، فَاسْتَقَرَّ خَمْسَ سنين([51])، وَفِي هَذَا الْعَام تُوفِيَّ الشَّيْخُ عَبْدُ اللَّطِيفِ سُلْطَانِي ـ رَحِمَهُ الله ـ، لكنَّه وقَعَ بَيْنَهَمَا لِقَاءٌ؛ حَيْثُ اِنْتَشَرَتْ صُورَةٌ في الأَنْتَرَنت، يَظْـهَرُ فِيهَا عَبْدُ اللَّطِيفِ سُلْطَانِي إِلَى جَنْبِ الغَزَالي وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ شِيبَانَ وَمحمد الْبُوطِي ـ رحمهم الله ـ([52]).
وفي سَنَتِي: (1985/1986م) بَدَأَ محْفُوظٌ نَحْنَاحٌ بِتَحَرُّكٍ رَسْـمِيٍّ تَحْتَ شِعَارِ الإِخْوَانِ وَيَدْعُو لِبَيْعَةِ "الْقِيَادَةِ الْمَرْكَزِيَّةِ" لِجمَاعَةِ الْقَاهِرَةِ([53])، ثمَّ في سنة: (1988م) عُيِّنَ الإِخْوَانيُّ الْمُحْتَرِقُ (عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَسُّومٌ) مُدِيرًا لِلْمَعْهَدِ الْعَالِي، الَّذِي يُدَرِّسُ فِيهِ فَرْكُوسٌ، ثُمَّ صَارَ (عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَسُّومٌ) عُضْوًا في "جَمْعِيَّةِالْعُلَمَاءِ"([54])، الَّتِي جُــدِّدَتْ في: (1990م)، وَقَدِ اِنتُخِبَ الشَّيْخُ أَحْمدُ حَمَّاني رَئِيسًا، وَعَبْدُ الرَّحْـمَنِ شَيبَانُ ـ رَحِمَهُمَا الله ـ نَائِبًا([55])، وَهَذَا الأَخِيرُ مِمَّنْ خَرَجَ ـ مَع قَسُّومٍ ـ عَنْ طَريق «جَمْعِيَّةِ الْعُلَمَاءِ» الْبَادِيسيَّة.
وَقَبْلَهَا تَأَسَّسَتْ «رَابِطَةُ الدَّعْوَةِ» بِرِئَاسَةِ الشَّاعرِ أَحْمَدَ سَحْنُونٍ، وَكَانَتِ الرَّابِطَةُ مِظَلَّةً لِكُلِّ التِّيَارَاتِ الإِسْلَامِيَّة، وَمِنْ بَيْنِ أَعْضَائِها: مَحْفُوظٌ نَحْنَاحٌ، عَبَّاسِي مَدَنِي، عَبْدُ الله جَابَ الله، عَلِيٌّ بَلْحَاجٌ، محمد السَّعِيدُ، وهذَ الْحَدَثُ في: (1989م)([56])وَفِي أَوَاخِــرِها زَارَ الْجَزَائِرَ الإِخْـــوَانِيُّ الْجِلدُ الْقَرَضَاوِيُّ (ت: 1444هـ)، فَحَاضَـرَ، ثُمَّ غَادَر([57])، فَأَيْنَ كان فَركُوسٍ فِي ظِلّ هَذَا «الغَزْو الإخْـوَانِيِّ»؟! الْجَـــــوابُ هُو أنَّه اِنْتَقَلَ ـ فِي سنة: (1990م) ـ إِلَى الْمَغْرِبِ؛ كَي يُسَجِّلَ أُطْرُوحَةَ «الدُّكتُورَاه» ([58]).
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ حَجَّ الشَّيخُ الأَزهَرُ سْنِيقَرَةُ حَجَّتَهُ الثَّالثَةَ، وَالْتَقَى فِيـهَا بِالشَّيخِ الأَلْبَانِيُّ ـ رَحمه الله ـ؛ فَسَمِعَ مِنْهُ، وَلَازَمَهُ مُدَّةَ حَجِّهِ([59])، وفي هَذَا الْعَامِ حَصَــــلَ الشّيخُ «عَبْدُ الرَّحْمَنِ الهَاشِمِي» ـ رحمه الله ـ على دَرَجَةِ الدّكتُورَاه مِن جَامِعَةِ "أُم الْقُرَى"؛ فَأَصْبَحَ أُسْتَاذًا بِنَفْسِ الْمَعْهَدِ الَّذِي يُدَرّسُ فِيه فَرْكُوسٌ لِحَوْلَيْنِ، ثمَّ عَادَ الشَّيْخُ الْهَاشِـمِيُّ أُسْتَاذًا مُسَاعِدًا بـ :«جَامِعَةِ الْمَلكِ سُــــعُودٍ»، ثُمَّ تُوُفيَّ ـ رَحِــــمَهُ الله ـ فِي حَادِثِ سَيْرٍ مُرَوِّعٍ بِرُفْقَةِ عَائِلَتِهِ، وَهُوَ فِي طَرِيقِهِ إِلَى مَكَّةَ؛ لأَدَاءِ الْعُمْرَةِ، في: (1994م)([60])، وَمِمَّنْ دَرَسَ عَلَيْه فِي مَعْهَدِ الْجَزَائر: الشَّيْخُ سـَمِيرٌ مِيرَابِيعُ، ثُمَّ الْتَحَقَ بجَامِعَةِ (الْمَدِيَنةِ النَّبَوِيَّة)([61]).
وَهَا هُنَا سُؤَالٌ يَفْرِضُ نَفْسَهُ، وَهَوَ : لِمَاذَا لَمْ يَبْقَ فَرْكُوسٌ فِي الْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ، حَتَّى يُحَصِّلَ (الدّكتُورَاه)؟! قَالَ رَاوٍ قَبْلَ هَذَا الْفِتْنَةِ: " كنَّا نَجْلِسُ مَعَهُ بَعْدَ الصُّبْحِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ سَنَةَ: ( 2006م)؛ فَيَقُولُ لَنَا: «اسْتَفِيدُوا بِأكْبَرَ قَدْرٍ مِنْ العُلُومِ، وَارْجِعُوا ... وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ سَاعَدْنَاهُم؛ لِلدُخُولِ إِلَى الْجَامِعَةِ الإِسْلَامِيَّة، وَكُلَّمَا أكملُوا مَرْحَلَةً جَامعيّةً ... يَقُولُونَ يَا شَيْخُ : فُرْصَةُ مَاجَستِير ... فُرْصَةُ دُكتُورَاه، نَقُولُ لَهُم نَعَمْ ... مَتَى سَتَنْفَعُونَ الْجَزَائِرَ؟!"اهـ([62]).
وَهَذِه نَصِيَحةٌ ذَاتُ حَظٍّ مِنَ الْحَقِّ، لَكنَّ هَلْ زَهَدَ حقَّا فَركُوسٌ في «الْمَاجَستير وَمَا بَعْدَهَا» مِنْ أَجْــــلِ الْجَزَائِر؟! إنَّهُ ـ عَلَى لَغْوِ مَوْقِعِه ـ "مِثْلُ سَائِرِ الْمُصْلِحينَ، الَّذِين إِذَا حَصَّلُوا الرَّصِيدَ الْكَافِي مِنْ عُلُومِ الشَّرِيعَةِ، رَجَعُوا إِلَى أَوْطَانِهِم؛ دَاعِينَ إِلَى الْحَقِّ وَمُحَذِّرينَ مِمَّا يُخَالِفُهُ"([63]).
لَكِنّ أَيْنَ هَذَا «الإِصْلاحَاتُ وَالتَّصْحيحاتُ»؟! الأظْــهَرُ أنَّهُ كان مُصَـــلِحًا ومُصِحِّحًا سِرِّيًا، لَا تُرَى إِصْلَاحَاتُهُ بِالْعَيْنِ الْمُجَرَّدَةِ، بَلْ وَلَا بِالْمِجْهرِ، وَإنَّمَا يَرَاهَا هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا يَرَاهَا التَّاريخُ وَالعُلَمَاءُ والْمُنْصِفُونَ.
فَقَدْ غَرَّدَ مُقدِّسُهُ أَبُو الصَّقْرِ قَائِلًا: "جَميعُ مَا جَـرَى عَلَى مَدَارِ الثَّلَاثِينَ سَنَةً الْمَاضِيَّةِ مِنِ اِنْحَرافٍ فِي مَسَارِ الدَّعْــوَةِ ـ وَالَّذِي يُحَاوِلُ الشَّيْخُ فَركُوسٌ تَصْحِيحَهُ ـ الآنَ ـ نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُسَدِّدَهُ ـ مَدَارُ هَذَا الاِنْحــــرَاف...هُو: الاِنْقِطَاعُ الْمَعْرِفِيُّ مَعَ الْمُتَقَدِّمِينَ، وَالاِقْتِصَارُ الْمُطْلَقُ عَلَى آرَاءِ الْمُعَاصِـرِينَ مِن بَعْضِ الْعُلَمَاءِ، وَالكَثِيرِ مِنَ السُّــــفَهَاءِ، مِمَّنْ تَشَبَّهَ بِـهِم...، مِثَالٌ عَلَى ذَلِكَ: الْفَـهْمُ الْمُعَاصِــــــرُ، النَّاشِئُ مِن عُلمَاءِ الدَّوْلَةِ السُّعُودِيَّةِ - الْمُتَأَخِّرينَ فَقَط - لأَحَادِيث السَّمْعِ وَالطَّاعَــــةِ وَالإِنْكَارِ، وَالَّذِي لَمْ يَسِرْ علَيْهِ أَئِمَّةُ الإِسْلَام الْمُتَقَدِّمِينَ بَلِ الصَّحَابَةُ.... سَلَفِيَّةُ الشَّيْخِ فَركُوسٍ هِيَ سَلَفِيَّةُ ابنِ تَيْمِيَّةَ، وَابْنِ عَبْدِ الوَهَّابِ، وَأَحْمَدَ وَأَئِمَّتِنَا، أَمَّا سَلَفِيُّـتُهم هُم فَهِيَ سَلَفِيَّةٌ مُتَحَوَّرَةٌ جَدِيدَةٌ، تَعْتَمَدُ على أَهْوَاءِ بَعْضِ الْمُعَاصِـرِين أَوْ أَخْطَاءِ آخَرِينَ مِنهُم ... الْمَسْأَلَةُ مُتَجَاوِزَةٌ حُدُودَ زَمَنِنَا وَمَكَانِنَا"اهـ([64]).
قال الشَّيْخُ سُلَيْمَانُ الرُّحَيْلِيُّ: "أَرَى تَغْرِيدَاتٍ الْيَومَ لأُنَاسٍ يَزْعُمُونَ السَّلَفِيَّةَ، وَالْفِكْرُ فِيها ـ وَرَبِّ الكَعْبَةِ ـ أَشَدُّ سَوَادًا مِنَ سَوَادِ الْحِزْبيَّةِ، وَهُم أَضَـــــرُّ على الأُمَّةِ مِنْ الْحِزْبِيَّةِ الصُّرَحَاءِ ... وَلَرُبَّمَا نَشَرُوا أَفْكَارًا هِيَ أَخْـطَرُ عَلَى الأُمَّةِ، مِمَّا يَنْشُرُهُ الْحِزْبيُّونَ القُطبِيُّونَ وَيَقُولُونَ، ويَزْعُمُونَ أَنَّ فِكْرَهُم تَصْحِيحِيٌّ لِلمَسَارِ السَّلَفِيِّ، وَأَنَّ العُلَمَاءَ فِي الْفَتَرةِ الْمَاضِيَّة كَانُوا يُفَسِّرُونَ النُّصُوصَ الْمُتَعَلِّقَةَ ـ خَاصَّةً ـ بِوُلاَةِ الأَمْرِ عَلَى غَيْرِ الصَّحِيحِ، وَأَنَّهُم ـ الآنَ ـ يقومون بِإصْلَاحٍ لِهَذِهِ الْمَسِيرَةِ، وَاللهِ مَا كَانَتْ هَذِهِ سَلَفِيَّةً، وَلَا كَانَ إِصْلَاحًا"اهـ([65]).
أمَّا عَنْ فَركُوسٍ فإنَّه كَانَ لَا يَزَالُ طَالبًا فِي (الْجَامِعَةِ الإِسْلَامِيَّةِ) بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ، ثُمَّ عَادَ مِنْها، وَاسْتَقَرَّ بِالْجَــزَائِر فِي سنَة: (1982م)([3])، مُتَزَامِنًا مَعَ البَيَانِ، الَّذِي وقَّعَهُ عَبْدُ اللَّطِيفِ سُلْطَانِي وَأَحمَدُ سَحنُونٌ وعَبَّاسٌ مَدَنِي ـ رحِمهم الله ـ، ثُمَّ وُزِّعَ البيَانُ، بِمَسْجِدِ الْجَامعَةِ([4])الْمَرْكَزيَّةِ، بِمُنَاسَبَةِ التَّجَمُّعِ الْحَاشِدِ لأَبْنَاءِ الْحَـــرَكَةِ الإِسْلَامِيَّة، وَكَانَ أَنْ سُجِنَ الكَثِيرُ مِنَ الدُّعَاةِ، وَوُضِعَ سَحنُونٌ([5])، وَسُلْطَانِي تَحتَ «الإِقَامَةِ الْجَبْرِيَّةِ»([6]).
وَعَلَى إِثْرِ هَذِه النَّازِلَةِ تَمرَّدَ مُصْطَفَى بُو يَعْلِي([7])، وَقَد شَهِدَ الرَّمَضَانِيُّ عَلَى أَنَّ "أَزْهَى أَيَّامِ الدَّعْـوَةِ هِيَ السَّنَوَاتُ الْخَمْسُ، الَّتِي تَلَتْ هذهِ النَّازلَةَ"([8])، أيِ: اِمْتَدَّتْ ـ تَقْرِيبًا ـ مِنْ سَنَةِ: (1982م)، إلى سَنَةِ مَقْتَلِ بُو يَعْلِي: (1887م)، وَ كَانَتْ هَذِهِ الْمَرْحَــــلَةُ ـ عَلَى وَصْــــفِ الرَّمَضَانِيِّ ـ "أكْثَرَ الأَزْمَنَةِ نَشْرًا لِلْعِلْمِ الشَّرْعِيِّ مُنْذُ الاِسْتِقْلَالِ...قَدِ اِجْتَمَعَ عَلَيْهِ ثَلَاثُ فِئَاتٍ هِيَ: (01) السَّلَفِيَّةُ: ...خَاصَّةً مِنْ قِبَلِ بَعْضِ خِرِّيجي الْجَامِــــــعَةِ الإِسْلَامِيَّةِ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة...، وَأَعْظَمُ مِنْ هَذَا كُلِّهِ أَنّ الِّديَارَ الْجَزَائِرِيَّةَ حَظِيَتْ بِعِنَايَةِ أكْبَرِ مُحَدِّثي هَذَا الْعَصْـرِ، أَلَا وَهُوَ «الشَّيْخُ محمد نَاصِرٌ الدِّينِ الأَلْبَانِيُّ » ـ رَحِـمَه الله تعالى ـ ...، وَلَا وُجُــــــــودَ لِهَذِهِ الْجَبْهةِ [الإِسْلَامِيَّةِ لِلِإِنْقَاذِ] يَوَمَئِذٍ، بَلْ كَانَ «عَلي بن حَاجٍ» فِي السِّجْنِ الأَوَّلِ نَسْيًا مَنْسِيًّا([9]).
وَكذَلَكَ كَانَ فَرْكُوسٌ فِي سِجْنِ «التَّهمْيشِ» مُهَمَّشًا تَهْمِيشًا؛ لأَنَّ الرَّمَــــضَانِيَّ ـ أَصْلَحَهُ الله ـ بَيَّضَ كِتَابَهُ «مَدَاركَ النَّظَرِ» بَعْدَ عَوْدَةِ فَرْكُوسٍ بِأكْثَرَ مِنْ عَشرِ سِنِينَ، وَوَصَــــفَ ـ وَلَوْ بِاخْتِصَارٍ شَـدِيدٍ ـ حَالَ "الدَّعْوةِ السَّلَفِيَّةِ" في الْجَزَائِرِ، مِنْ مَطْلَعِ الاِسْتِقْلَالِ، إلَى مَطْلعِ الْعَشْرِيَّةِ السَّـــوْدَاءِ، وَكَم تَعَرَّضَ لِطَيْشِ عَلي بن حَاجٍ؟!
أَمّا عَنْ فَرْكُوسٍ فَكأنَّهُ لَم يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُـورًا، أو كَانَ مُهَمَّشًا مَنْكُورًا، أَوْ همَّشَ نَفْسَهَ تَهْمِيشًا مَشْكُورًا، لأنّ الدَّعْــــوةَ إِلَى الْحَقِّ، وَالتَّحْذِيرَ مِمَّا يُخَالِفُهُ، يُوَرِّثُ نُفْــرَةَ وَبُغْضَ الْمُخَالِفِينَ، فَمتَى عُلِمَ ظُهُورُ فَرْكُوسٍ فِي مُحَارَبَةِ هَؤُلَاءِ؟! وَمَنْ شَهِدَ لِفَرْكُوسٍ بِأنَّهُ خَدَمَ الدَّعْوَةَ السّلفيَّةَ فَبَيْنَنَا التَّارِيــخُ، أمَّا الْخَبَرُ الْمُجْـمَلُ، أَوِ الوَصْفُ الْمُقْتَضَبُ الْمُحَتَمَلُ، فإنَّه لا يتَعَدَّى الظّاهِرَ([10])، وَهَذِهِ أَخْطَرُ قَضِيَّةٍ يُدَلِّسُ بهَا (السُّـروريةُ ) عَلَى النَّاسِ، فَإِنَّ مَنْهَجَـهُم ـ فِي الظَّاهِرِ ـ اتِّباعُ السّلفِ الصَّالِحِ، لَكِنَّـهُم فِي الْحَقِيقَةِ مَنْـهَجٌ حَرِكِيٌّ قُطْبِيٌّ، يَمْشِي عَلَى طَريقَةِ مُصَادَمَــةِ الْحُكَّامِ وَانتِقَادِهم، وَتَكْفِيرِهم فِي مَوَاضِـعَ([11]).
ولَا يُوجَدُ شَخْصٌ خَدَمَ السُّرُورِيَّةَ مِثْلُ فَرْكُوسٍ؛ قَعَّدَ وَنَظَّرَ لَهُمْ، وَأَخْرَجَهُمْ لِلْوُجُودِ ... فَالرَّجُلُ خَطِيرٌ، وَشَرُّهُ مُسْتَطِيرٌ([12])، وَلَكِنَّهم يَمْكُرُونَ، وَيَمكُرُ اللهُ؛ وَالله خَيرُ الْمَاكِرينَ، فَأَهْلُ السُّنَّةِ مَهْمَا انْدَسَّ بَينَهُم مُنْدَسٌّ، وَمَهْمَا تزَيَّا بِزَيّـهِم مَاكِـــــرٌ؛ فَإنَّ اللهَ سَوْفَ يَهْتِكُ سِتْرَهُ، ويَفْضَحُ أَمْرَهُ ([13]).
وَإنَّ فَرْكُوسًا لَمْ تَظْهَرْ مِنْهُ الرِيبَةُ ظُهُورًا، إلَّا مَع فِتْنَتِهِ الْجَارِيَّةِ، لَكـنّ كَيْفَ استْطاعَ أن يَتخَفَّى أَرْبَعِينَ سَنَةً؟! لِأنَّ "مِنْ أُصُولِ السُّرُورِيَّةِ: أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ التُّقْيَّةَ؛ لِإِخْـــفَاءِ مَا يَعْتَقِدُونَ، حَتَّى مُدَّةِ عِشْرِينَ سَنَةً، وَلَا يُتَفَطَّنُ إِلَيْهِم([14])، وإنَّ الفَرْكُوسَ لَيُتْقِنُ فَنَّ التَّسَتُّرِ وَالتَّصُّنُّعِ وَالْخِدَاعِ، وَيُجِيدُ كَيْفَ يُهَمِّشُ الصُّدَاعَ، وَيُدْرِكُ مِنْ أَيْنَ يَحَتَوِي الصِّرَاعَ ، وَيُمَيّعُ النِّزَاعَ.
وَإنَّ الشِّرَاكَ قُدَّ مِنْ أَدِيـمِهِ([15])، فَقَدْ قَالَ الرّمَضَانِيُّ عَن الثَّوْرِيِّ عَلي بَلْحَاجٍ: "التَّكَتُمُّ وِالاِنْقِبَاضُ، الَّذِي يَلْتَزِمُهُ اِبْنُ حَاجٍ مَعَ السَّلَفِيِّينَ أَمْرٌ عَرَفْتُهُ عَنْهُ كُلَّ هَذِهِ الْمُدَّةِ، الَّتي كُنْتُ وَإِخْوَانِي نَلْقَاهُ فِيهَا؛ بَلْ لَا أكَادُ أَعْرِفُ عَنْهُ كُلَّمَا نَاقَشْتُه ـ عَلى كَثْرَةِ مَا ضَيَّعْتُ مِنْ وَقْتٍ فِي عِتَابِي لَهُ ـ مُعَارَضَـــــةٌ قَطٌّ، إِلَّا مَــرَّةً وَاحِدَةً ـ فِيـمَا أَذْكُرُ ـ صَرَّحَ بِالْمُخَالَفَةِ، بَعْدَ اِسْتِفْزَازٍ طَوِيلٍ...إنَّ ابْنَ حَـــــاجٍ «آخِذٌ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ يَكتُمَ الشِّقَاقِ، وَيَتَظَاهَرَ بِالْوِفَاقِ؛ تَعْجِيلًا لِلْفِرَاقِ، وَأَصْدَقُ وَصْفٍ يَلِيقُ بِهِ أَنَّهُ وَسْــــوَاسٌ إِذَا خَلَا بِجمَاعَتِهِ...، خَنَّاسٌ إِذَا حَضَـرَ مَجَالِسَ السَّلَفِيّين!! وَهُوَ يَعْرِفُ حَــــــقَّ الْمَعْرِفَةِ أَنَّه مُجَانِبٌ لِهَدْيِ السَّلَفِ...وَأَنَّ الَّذِي دَفَعَهُ إِلَى مَا هُوَ فِيــــهِ، إِنَّمَا هُو رُدُودُ فِعْلٍ نَفْسِيَّةٍ»، وَلَقَدْ صَدَقَ مَنْ قَالَ: (نَحْنُ في زَمَنٍ يَصْدُقُ عَلَيْهِ وَصْــــفُ الْقَائِلُ: لَئِنْ كَانَتْ آفَةُ الْمُلُوكِ سُــــوءَ السِّيرَةِ، فَإِنَّ آفَةَ الدُّعَاةِ خُبْثُ السَّرِيرَةِ)"اهـ([16]).
وَلَعَلَّ «التَّهْمِيشَ» من أَقْـوَى مَا يَتَسَتَّرَ بِهِ فَرْكُوسٌ عَنْ عُيُونِ النُّقَّادِ، وَمُلَاحَقَةِ أَضْوَاء وَسَائِلِ التَّوَاصُــلِ وَالإِعْلَامِ، وَالتَّهْمِيشُ ـ لُغةً ـ لَفْظٌ سُوِّغَ اسْتِعْمَالُهُ بِمَعْنَى: جَعْلُ الشَّيْءِ هَامِشِيًّا، أَيْ: قَلِيــــلَ الأَهَمِيَّةِ([17])، وَثَانَوِيًّا، مِثَالٌ: فُلاَنٌ يَعِيشُ عَلِى الْهَامِشِ: مُنْفَرِدٌ غَيْرُ مُنْدَمِجٍ - مُهْمَلٌ - مُنْعَزِلٌ([18])، وَلَمْ يَخْرُجْ عَنْ هَذا الْمَعْنَى عُرفُ العُلَمَاءِ، ومِمَّن اِسْتَعْمَلَهُ الشَّيخُ رَبيعُ([19])، وَاللُّغَوِيُّ بَكْرٌ أَبْو زَيْدٍ([20])، وَأَقرَّه الشَّيْخُ الْجَابريُّ([21])ـ رَحمهمَا الله ـ.
أمَّا اصْطِلَاحًا: فَلا مُشَاحَّةَ فِي الْعِبَارَةِ بَعْدَ مَعْرَفَةِ الْمَعْنَى([22])، ولَمْ تَتَضَــــمَّنْ مَفْسْدَةً([23])، والتَّهْمِيشُ ـ عِنْد فَرْكُوسٍ ـ على صُـورَتَيْن([24])، فَالأُولَى: تَقَع بَعْدَ تَجْلِيَّة الْعِبَارَةِ، وَمَعْرَفَةِ الْحَقِّ الْمُبِينِ([25])، وَهَذَا الْمَعْنَىَ يُعَبِّرُ عَنْهُ أَهْلُ السُّنَّةِ بـِ: «الإِعْرَاضِ»([26])، وِفَاقًا لقَوْلِ الله تَعَالَى: ﴿وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ﴾، وَلَيْسَ فيـها أَمْرٌ بِـهِجْرةٍ، وَلَكِنَّهَا مُتَارَكَةُ مُعْرِضٍ، وَفِي ذَلِكَ اِحْتِقَارٌ لَهُم([27]).
أمَّا صُّورةُ التَّهمْيشِ الثَّانِيَّةُ ـ عَلَى اِصْطِلَاحِ فَركُوسٍ ـ فَهِيَ ما تَقَعَ اِبْتِدَاءً وأَصَالةً، إِلَى حِينَ ظُهِورِ الْحقِّ، حَيْثُ قَالَ: "دَائِمًا أَقُولُ، الأَشْخَاصُ الَّذِينَ هُم سَبَبٌ، أَوْ ـ مُمكِنٌ ـ سَبَبٌ فِي تَصَدُّعِ الصَّــفِّ السَّلَفِيِّ، فَالأَصْلُ أَنْ يَقَعَ تَهْمِيشُهُم، إِلَى حِينِ يَظْهَرُ الْحَـقُّ فِيهم...أَنا أُهَمِّشُ نَفْسِي، أَبْتَعِدُ عَنِ الْمَيْدَانِ هَذَا...إِلَى حِينِ يَظْهَرُ الْحَقُّ"اهـ([28]).
وَهَذِهِ الصُّورَةُ مِنْ صُوَرِ «التَّهْمِيشِ» مَا أَنْزَلَ اللهُ بِهِ مِنْ سُلْطَانٍ؛ لأنَّها دَعْوَةٌ مُبَطَّنَةٌ إِلَى تَرْكِ الرُّدُودِ، الَّتِي هِي مِنْ أَنْفَسِ الْجِهادِ عِنْدَ أَهلِ السُّنَّةِ، وَقَدْ قِيل: للشَّيخِ عُبَيْدٍ الْجَابِرِيِّ ـ رَحِـمَهُ اللهُ ـ إنَّ بَعْضهم ذكَـــرَ أنَّ: "مَشَايِخَ أَهْل السُّنّةِ...يَسِيرُونُ عَلَى دَعْوَةٍ تَقُومَ عَلَى تَهْمِيشِ كَثِيرٍ مِنْ قَادَةٍ، أَوْ مِنْ أَرْبَابِ الدَّعْوَةِ ...؟!" فَأَجَابَ ـ رَحِمَهُ الله ـ: "... شَيْءٌ اِسْـمُهُ (تَهْمِيشٌ) مَا نَعْرِفُه، نَعْرِفُ قَبُولَ الْحَـقِّ، والاِنْحِيَازَ إِلَى أَهْلِهِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْبُعْدَ عَنِ الْبِدَعِ وَأَهْلِهِا، وَإِنْ كَانْ يُشَارُ إِلَيْـهِم بِالْبَنَانِ؛ لأَنّ قَاعَدَتَنَا هِيَ: قَاعِدَةُ الْوَلَاءِ وَالْبَرَاءِ ..."اهـ([29]).
ثم كَيْفَ يُـهَمَّشُ مَنْ عُرِفَتْ اسْتَقَامَتُهُ، واسْتَفَاضَتْ عَدَالَتُهُ؟! كَيْفَ نَعْدِلُ عَنْ هَذَا الأَصْــــلِ، إِلَى هَذَا الَّذي يُسَمَّى: «التَّهْمِيشَ»؟! قال الشَّيْخُ سُلَيْمَانُ الرُّحَيلي: "الشَّيخُ عَبْدُ الْمُحْسِنِ العَبَّادُ فِي حُكْمِهِ عَلَى الرِّجَـــــالِ، يَبْنِي عَلِى الأَصْلِ، الشَّيْخُ لَا يَقْرَأُ...فَهُوَ يَبْنِي فِي كَلَامِهِ وَثَنَائِهِ عَلَى بَعْضِ الأَشْخَاصِ عَلَى الأَصْــلِ، عَلَى الْمَعْلُومِ([30])، الشَّيْخُ عَبْدُ الْمُحْسِنِ مَا كَانَ يَقْرَأُ مَايُعطَاهُ، مِنْ كَلَامِ ذَلِكَ الرَّجُل [الْمَأرَبِيِّ]، وَإِنَّمَا يَبْنِي حُكْمَهُ عَلَيْهِ عَلَى الأَمْرِ الْقَدِيمِ وَالأَصْلِ...، لَكِنَّ الْعُلَمَاءَ الَّذِينَ عَرَفُوا تَغَيُّرَ حَالِهِ، وَكَانَ فِي كَلَامِـهِم نَقْلٌ عَنِ الأَصْلِ بِعِلْمٍ، يُقَدَّمُ كَلَامُهُم، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ عَلِمَ حَالَهُ أَنْ يَقُولَ أَنَا أُقَلِّدَ الشَّيْخَ عَبْدَ الْمُحْسِنِ فِي هَذَا، أَوْ يَقُولَ اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاءَ فِيهِ، وَأَنَا حُرٌّ فِي اِخْتِيَار أَحَدِ الأَقْوَالِ ...."اهـ([31]).
وكَيْفَ يُهَمِّشُ العَاقِلُ نَفْسَهُ، وَهُوَ يَرَى التُّهَمَ تُشَوِّهُهُ، والأَعنْاقُ تَشْرئِبُّ إلى سَـمَاع مَا يَنقُضُها؟! ألَم يَقُلْ فَركُوسٌ: "قَاعِدَةٌ: «لَا يُنسَبُ إِلَى سَاكِتٍ قَوْلُ قَائِلٍ» يُرادُ بِهَا: أَنَّ الشَّارعَ ـ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ـ لَمْ يَجْعَلِ السُّكُوتَ كَالنُّطْق بِاللَّفظِ، الَّذي تَنْبَنِي عَلَيْهِ الأَحْكَامُ...، أمَّا قَاعِدَةُ: «السُّكُوتُ في مَعْرِضِ الْحَاجَةِ إِلَى الْبَيَانِ بَيَانٌ» فَهِيَ قَاعِدَةٌ مُسْتَثَنَاةٌ، أَو مُخَصِّصَــةٌ لِسَابِقَتِهَا، وهي تَدُلُّ عَلَى أَنَّ السُّكُوتَ يَقُومُ مَقامَ النُّطقِ وَالكَلَامِ، مِنْ حَيْثُ الْبَيَانُ ...، [كَـ] سُكُوتِ الْجَانِي الْمُتَّهَمِ عمَّا اتَّهَمَهُ بِهِ غَيرُه؛ فَسُكُوتُهُ فِي مَعْرِضِ التُّهمةِ إِقْرَارٌ بِالْجِنَايَةِ الَّتي اتُّهِمَ بِهَا"اهـ([32])؟!
وَكَم مِنْ جِنَايَةٍ رَاوَدَتْ فَرْكُوسًا؟! لَكِنّهُ غَلَّقَ الأَبْوَابَ، وَهَمَّشَ الْجَوَابَ، ورُبَّمَا يَذَرُ الرَّمَادَ في عُيُونِ مُرِيدِيهِ، تَضْلِيلًا عَنِ الْحَقِّ وَالصَّوَابِ، وَإذَا هَمَّشَ الْمَرْءُ نَفْسَهُ، وَهَمَّشَهُ النَّاسُ، إِلَى أَنْ يَظْهَرَ الْحَقّ فِيهِ؛ فَمَتى يَظْهَرُ؟! قِيلَ لِلْإِمَام ِأَحْمَدَ ـ رَحِمه الله ـ:"يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، إِنَّهُ لَيَشْتَدُّ عَلَيَّ أَنْ أَقُولَ: فُلَانٌ كَذَّابٌ، وَفُلَانٌ ضَعِيفٌ، فَقَالَ لِي: «إِذَا سَكَتَّ أَنْتَ، وَسَكَتُّ أَنَا؛ فَمَتَى يَعْرِفُ الْجَاهِلُ الصَّحِيحَ مِنَ السَّقِيمِ؟!» اهـ([33]).
وإنَّ قَولَ فَرْكُوسٍ: (إِلَى حِينٍ يَظْهَرُ الْحَقُّ) يُفِيدُ أنَّ: "الْوَقْتَ جُزْءٌ مِنَ الْعِلَاجِ"، وَهَذِهِ القَاعِـــــدَةُ كان فَرْكُوسٌ يُرَدِّدُهَا كَثِيرًا، وَهيَ ـ مِنْ حَيْثُ اللَّفْظُ ـ إِخْوَانِيَّةٌ بَنَائِيَّة([34])، أمَّاـ مِنْ حَيْثُ الْمَعَنَى ـ فَصَحيحَةٌ([35])، لكنَّ فَركُوسًا قَدْ يَسْتَعْمِلُهَا؛ فِرَارًا مِنَ الرَّدِّ عَلَى تُهَمٍ ثَقِيلَةٍ، تُوجِبُ عَلَيْهِ الإيضاح والتَّفسيرَ؛ لأَنَّ الوَقتَ جُزْءٌ من الْعِلاجِ، وَليسَ كُلَّه.
وَهَذَا الْجُــزْءُ لَا يَـخْرُجُ عَنْ كَوْنِه مَزِيدَ إِيضَاحٍ وَتَوْكِيدٍ، قَالَ الشَّيخُ عَبْدُ الْحَمِيدِ بنِ بَادِيسٍ (ت:1359هـ): "مَجَيءُ الْحَقِّ هُوَ بِظُـــهُورِ أَدِلَّتِهِ، وَقِيَامِ دَوْلَتَهِ، وَزُهُوقُ الْبَاطِلِ هُوَ بِبُطَلان شُبَهَهِ، وَذَهَابِ دَوْلَتِهِ؛ فَأَمَّا الْقِسْمُ الأَوَّلُ: فَإِنَّ الأَمْــــــــرَ فِيهِ مَا زَالَ، وَلَنْ يَزَالَ كَذَلِكَ، وَلَنْ تَزْدَادَ ـ عَلَى الأَيَّامِ ـ أَدِلَّةُ الْحَقِّ إِلَّا اِتِّضَاحًا، وَلَنْ تَزْدَادَ شُبَهُ الْبَاطِلِ إِلَّا اِفْتِضَاحًا"اهـ([36]).
كَـمْ سَـمِعْتُ فَركُوسًا يقُـولُ: (إذا كُنْتُ أنا سَبَبًا في تَفَرُّقَكم؛ فَهَمِّشَوني)؟! وكَـم كُنْتُ أَظُنَّ هَذَا مِنْ بَرَكةِ توَاضُعِه؟! لَكنَّ مَنْ عَايَنَ نَرْجَسيَّتهُ وتَكبُّرَهُ([37])، جَزَمَ بأنَّه لَونٌ منِ أَلْوَانِ تصَنُّعِهِ، وَقَاعدةٌ كُبْرَى في تَسَتُّرِهِ وَتَحَصُّنِهِ وَتَمَيُّعِهِ، إِذَا ضَعُفَ عَنِ الرَّدِّ([38])، وَكَأَنَّه يَقُولُ خَوفًا وَطَمَعًا: "هَمِّشَوني إذَا كُنْتُ سَبَبًا في تَفَرُّقَكم، ولَا تُتْعِبُوا أَنْفُسَــكُم؛ تَحْقِيقًا فِي التُّهَمِ الْمَنْسُوبَةِ إِلَيَّ، بل أَنَا أَبْتَعِدُ طَوْعًا، إِلَى حِينٍ يَظْهَرُ الْحقُّ فِي مَا يُنْسَبُ إِلَيَّ"اهـ .
وَكم سَـمِعْتُه يقَولُ: "إذا كُنْتُ أنَا سَبَبًا في تَفَرُّقَكُــــم؛ فَهَمِّشَوني"؟! لَكنَّ الْفِتْنَةَ يَفْتَضِحُ عِنْدَهَا خَلْقٌ كَثِيرٌ([39])، فَهَا هِيَ تصْفَعُهُ صَفْعًا، وَأَظْهَرَتَ مَا كَانَ يَتَصَنَّعُهُ تَصَنُّعًا، وَهَا هُوَ الصَّفُّ السَّلَفِيُّ يَتَصَدَّعُ بِسَبَبِهِ تَصَدُّعًا([40])، فَهَلْ همَّشَ نَفْسَهُ؟! هَلْ حثَّ أَتْبَاعَهُ على أنْ يُهَمِّشُوهُ، إِلَى حِين يَظْهَرُ الْحَقُّ فيه؟! كلَّا؛ بَلْ زَادَ الطِّين بِلَّةً، والزّمانَةَ علَّةً، مِنْ مِثْلِ قَوْلِهِ: (خَلِّيـهَا تَتَخَلَّطْ تَصْــفَى([41])، أَنَا فَتَحْتُ لَكُم الْبَابَ، وَأَنْتُم اِبْـحَثُوا)([42])، فلِمَاذَا لَمْ يَقُلْ لأَتْبَاعِهِ هَمِّشُوا مَوْضُوعَ الشَّيْخَيْنِ أَزْهَرَ وَجُمُعَةَ، إِلَى حِين يَظْهَرَ الْحَقُّ فِينَا جَمِيعًا؟!
فَإِذَنْ: التَّهْمِيشُ ـ فِي قَامُوسِ فَرْكُوسٍ ـ هُو قَاعِدةٌ مَرِنةٌ جِدًّا، تَتَمَدَّدُ وَتَتَقَلَّصُ تَبعًا لِقوَّةِ مُنْتَقِدِيهِ وَضُعْفِهِم، فَإذَا رَجَّحَ ظُهُورَ حُجَّتِهُ عَلَيْـهِم تَمَدَّدَ وَزَحَفَ وانْتَعَشَ، أَمَّا إِذَا رَجَّـحَ ظُهُورَهم عَلَيْهِ تَقَلَّصَ وَانْكَمَشَ، وَتَظَاهَرَ بأنَّه تَوَرَّعَ وَهَمَّشَ، وَأنَّه أَعْمَى وَأَطْرَشُ، وتَصَنَّعَ الْوَرَعَ الْبَارِدَ، واللَّامُبَالَاة عِنْدَ الشَّارِدِ؛ حرْبًا نَفْسِيَّةً عَلَ مُنْتَقِدِيهِ، وَتَأَثِيرًا عَلَى جُمهمورهم.
وَإنَّ الشِّرَاكَ قُدَّ مِنْ أَدِيـمِهِ، "فَإنَّ مِنْ طُرُقِ عَلِي بَلْحَاجٍ، الَّتي كَانَ يَسْلُكُهَا لِلتَّأثِيرِ عَلَى الْجَمَاهِير: التَّظَاهُرُ بِالْوَرَعِ الْبَارِدِ، إِذَا قِيلَ لَهُ بِأَنَّ فُلَانًا يَرُدُّ عَلَيْكَ؛ فَيَقُولُ: "أَقُولُ كَمَا يَقُولُ أَبُو ضَـمْضَمَ إِذَا أَصْبَحَ: تَصَدَّقْتُ بِعِرْضِي عَلَى مَنْ ظَلَمَنِي..."، كَذَا يَقُولُ وَيُرَدِّدُ وَهَذَا...مَنَ السَّمَاحَةِ الْمُصْطنَعَةِ؛ لأَنَّ قَائِلَهُ يُظْهِرُ الصَّوْمَ عَنْ أَعْرَاضِ الْمُسْلِمِينَ، فِي الْوَقْت الَّذِي يُفْطِرُ فِيهِ عَلَى دِمَائِهِم([43]).
وَلَوْ سُلِّمَ ـ جَدَلًا ـ بِأَنَّ فركُوسًا بَرَّزَ فِي الْفِقْهِ وَأُصُــولِهِ وَقَوَاعِدِه وتَدْرِيسِه؛ فَإنَّ الْكَثِيرَ من أَهْلِ الْهَوى والبدع يُقَاسِمُونَهُ هذَا، وإنَّمَا الْعِبْرَةُ بالوُضُوحِ في تَقَفِّي مَنْهَجِ سَلَفِنَا الصَّالِحِ ـ رَحـمهم الله ـ، والْوَلَاءِ لَهُم، والظُّهورِ في العَدَاوَاة لِكلِّ خُصُومِهم، والْبَرَاءِ مِنْهُم، وَمِنْ أَشَدِّهِم عَدَاوَةً وَتَرَبُّصًا وَنِكَايَةً بِالسَّلَفيِّة وَأَهْلِهَا: الْخَوَارِجُ وَأَذَنَابُهم، مِنَ الإِخْوَانِ والقُطْبِيِّةِ والسُّرُورِيّةِ.
فَمَا هُوَ مَحَلُّ إِعْرابِ الْمُجَدِّدِ فَرْكُوسٍ ـ زعمًا ـ مِنْ حَرْب هَؤُلَاءِ آنذاك؟! إنَّه ضَـمِيرٌ مُسْتَتِرٌ عَنِ الأَنْظَارِ، وَمُنْفَصِـــلٌ ـ في الغَالِبِ ـ عَنْ الْعُلِمَاءِ والأَخْيَار، تَقْدِيرُهُ (هُوَ) الْبَقَاءُ في سجن التَّهمِيشِ، إِلَى زَوَالِ الأَخْـــــــطَارِ؛ لأنَّ هُنَاكَ سِرٌّ مُهِمٌّ، يُعَزِّزُ استِمْرَارَهُ في هَذَا السِّجْنِ، هَلْ عَرَفْتُمُوهُ؟! إنَّه عَوْدَةُ عَدُوِّه الأَوَّلِ، وَذِي اللِّسَانِ الأَطْولِ، فَمَنْ هُوَ؟ إنّه ذلك الْمُنْحَرِفُ الْمَغْرُورُ الْعِيدُ شريفي "الَّذِي عَادَ من جَامَعَةِ الْمدينة في سنةِ: (1983م) فَالْتَحَقَ به في نَفْس الْمَعْهَدِ العالي أُسْتَاذًا مُساعِدًا، وَطَالِبًا فِي الْمَاجَستِير([44]).
ولعَلَّ ـ قَبْلَ رجُــــوعِه ـ اِصْطَدَمَ فَرْكُوسٌ بالسَّلفيِّينَ، وَرُبَّمَا اِخْتَلَفُوا فِي سَلَفيَّتِه، أَوِ اِكتَشَفُوا ضَعْفَهُ الْمَنْهَجيَّ، فَهَمَّشَ نَفْسَهُ طَوْعًا أَوْ كَرْهًا، لأنَّه قَالَ: "دَائِمًا أَقُولُ الأَشْخَاصُ الَّذِينَ هُم سَبَبٌ، أَوْـ مُمكِنٌ ـ سَبَبٌ فِي تَصَدُّعِ الصَّفِّ السَّلَفِيِّ، فَالأَصْلُ أَنْ يَقَعَ تَهْمِيشُهُم إِلَى حِينٍ، يَعْنِي يُهَمَّشُونَ، إِلَى حِينِ يَظْهَرُ الْحَق فِيهم...حَتَّى أَنا أُهَمِّشُ نَفْسِي...أَشْتَغَلُ بأَمُورٍ، يَعْنِي: مَخْطُوطَاتٍ، أَو أُمُورِ كَذَا، كَذَا، كَذَا"اهـ([45]).
فَاشْتَغَلَ ـ فِعْلًاـ فَركُوسٌ بَأُطْرُوحَةِ "الْمَاجستير"، وَعُنْوَانُهَا: (ذَوُو الأَرْحَامِ فِي أَحْكَامِ الْمَوَارِيثِ)([46])، الَّتِي فَرَغَ مِنْـهَا في سنة: (1987م) ([47])، كَـمَا اِشْتَغَلَ ـ أَيْضًا ـ بِمَخْطُوط (تَقْرِيب الْوُصُـولِ)، الَّذِي فَرَغَ مِنْهُ فِي أَوَاخِــرِ سَنَة: (1988م)([48])، ثمَّ اِشْتَغَلَ بِمَخْطُوط (الإِشَارَةِ فِي مَعْرِفَةِ الأُصُــولِ) إلى أَوَاخِـرِ (1991م) ([49])، ثمَّ اِشْتَغَلَ بِمَخْطُوط (مِفْتَاحُ الْوُصُولِ)، وَهُوَ أُطْرُوحَةُ رِسَالَةِ (الدّكتُورَاه)، وَمَا فَرَغَ منها إلَّا في سنَة: (1997م).
قَدْ يَعْتَرِضُ مُنْصِفٌ قَائِلًا: "بَلَى ، إنَّ الرُّقَيَّ الأَكادِيـميّ فِتْنَةٌ ومَشْغَلةٌ ، لَكِنَّهُ لَا يُنَافِي القِيَامَ بالدَّعْوَةِ "اهـ؛ فَأَقُولُ : "صَدَقْتَ ، لَكنّ مَتَى بَدَأ إصْلَاحُه ؟! أَيْنَ جُهُودُه ـ آنذاك ـ فِي الرَّدِّ ـ مَثَلاًـ عَلَى الإِخْوَانِ، الَّذِينَ اِنْتَشَرَ وَبَاءُهم فِي الْجَزَائِر، مِنْ سَنَة: (1982م)، إلَى مَطْلع الْعُشْرِيَّةِ السَّوْدَاءِ: (1992م)؟!
فَفِي عام (1984م) أَقَنْعَ الْوَزِيرُـ آنَذَاكَ ـ عَبْدُ الرَّحْمَنِ شَيْبَانُ رَئيسَ الْجَزَائِرِ بِاسْتِقْدَامِ الإخْـوَانيِّ محمد الغَزَاليِّ (ت: 1416هـ)([50])، فَاسْتَقَرَّ خَمْسَ سنين([51])، وَفِي هَذَا الْعَام تُوفِيَّ الشَّيْخُ عَبْدُ اللَّطِيفِ سُلْطَانِي ـ رَحِمَهُ الله ـ، لكنَّه وقَعَ بَيْنَهَمَا لِقَاءٌ؛ حَيْثُ اِنْتَشَرَتْ صُورَةٌ في الأَنْتَرَنت، يَظْـهَرُ فِيهَا عَبْدُ اللَّطِيفِ سُلْطَانِي إِلَى جَنْبِ الغَزَالي وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ شِيبَانَ وَمحمد الْبُوطِي ـ رحمهم الله ـ([52]).
وفي سَنَتِي: (1985/1986م) بَدَأَ محْفُوظٌ نَحْنَاحٌ بِتَحَرُّكٍ رَسْـمِيٍّ تَحْتَ شِعَارِ الإِخْوَانِ وَيَدْعُو لِبَيْعَةِ "الْقِيَادَةِ الْمَرْكَزِيَّةِ" لِجمَاعَةِ الْقَاهِرَةِ([53])، ثمَّ في سنة: (1988م) عُيِّنَ الإِخْوَانيُّ الْمُحْتَرِقُ (عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَسُّومٌ) مُدِيرًا لِلْمَعْهَدِ الْعَالِي، الَّذِي يُدَرِّسُ فِيهِ فَرْكُوسٌ، ثُمَّ صَارَ (عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَسُّومٌ) عُضْوًا في "جَمْعِيَّةِالْعُلَمَاءِ"([54])، الَّتِي جُــدِّدَتْ في: (1990م)، وَقَدِ اِنتُخِبَ الشَّيْخُ أَحْمدُ حَمَّاني رَئِيسًا، وَعَبْدُ الرَّحْـمَنِ شَيبَانُ ـ رَحِمَهُمَا الله ـ نَائِبًا([55])، وَهَذَا الأَخِيرُ مِمَّنْ خَرَجَ ـ مَع قَسُّومٍ ـ عَنْ طَريق «جَمْعِيَّةِ الْعُلَمَاءِ» الْبَادِيسيَّة.
وَقَبْلَهَا تَأَسَّسَتْ «رَابِطَةُ الدَّعْوَةِ» بِرِئَاسَةِ الشَّاعرِ أَحْمَدَ سَحْنُونٍ، وَكَانَتِ الرَّابِطَةُ مِظَلَّةً لِكُلِّ التِّيَارَاتِ الإِسْلَامِيَّة، وَمِنْ بَيْنِ أَعْضَائِها: مَحْفُوظٌ نَحْنَاحٌ، عَبَّاسِي مَدَنِي، عَبْدُ الله جَابَ الله، عَلِيٌّ بَلْحَاجٌ، محمد السَّعِيدُ، وهذَ الْحَدَثُ في: (1989م)([56])وَفِي أَوَاخِــرِها زَارَ الْجَزَائِرَ الإِخْـــوَانِيُّ الْجِلدُ الْقَرَضَاوِيُّ (ت: 1444هـ)، فَحَاضَـرَ، ثُمَّ غَادَر([57])، فَأَيْنَ كان فَركُوسٍ فِي ظِلّ هَذَا «الغَزْو الإخْـوَانِيِّ»؟! الْجَـــــوابُ هُو أنَّه اِنْتَقَلَ ـ فِي سنة: (1990م) ـ إِلَى الْمَغْرِبِ؛ كَي يُسَجِّلَ أُطْرُوحَةَ «الدُّكتُورَاه» ([58]).
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ حَجَّ الشَّيخُ الأَزهَرُ سْنِيقَرَةُ حَجَّتَهُ الثَّالثَةَ، وَالْتَقَى فِيـهَا بِالشَّيخِ الأَلْبَانِيُّ ـ رَحمه الله ـ؛ فَسَمِعَ مِنْهُ، وَلَازَمَهُ مُدَّةَ حَجِّهِ([59])، وفي هَذَا الْعَامِ حَصَــــلَ الشّيخُ «عَبْدُ الرَّحْمَنِ الهَاشِمِي» ـ رحمه الله ـ على دَرَجَةِ الدّكتُورَاه مِن جَامِعَةِ "أُم الْقُرَى"؛ فَأَصْبَحَ أُسْتَاذًا بِنَفْسِ الْمَعْهَدِ الَّذِي يُدَرّسُ فِيه فَرْكُوسٌ لِحَوْلَيْنِ، ثمَّ عَادَ الشَّيْخُ الْهَاشِـمِيُّ أُسْتَاذًا مُسَاعِدًا بـ :«جَامِعَةِ الْمَلكِ سُــــعُودٍ»، ثُمَّ تُوُفيَّ ـ رَحِــــمَهُ الله ـ فِي حَادِثِ سَيْرٍ مُرَوِّعٍ بِرُفْقَةِ عَائِلَتِهِ، وَهُوَ فِي طَرِيقِهِ إِلَى مَكَّةَ؛ لأَدَاءِ الْعُمْرَةِ، في: (1994م)([60])، وَمِمَّنْ دَرَسَ عَلَيْه فِي مَعْهَدِ الْجَزَائر: الشَّيْخُ سـَمِيرٌ مِيرَابِيعُ، ثُمَّ الْتَحَقَ بجَامِعَةِ (الْمَدِيَنةِ النَّبَوِيَّة)([61]).
وَهَا هُنَا سُؤَالٌ يَفْرِضُ نَفْسَهُ، وَهَوَ : لِمَاذَا لَمْ يَبْقَ فَرْكُوسٌ فِي الْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ، حَتَّى يُحَصِّلَ (الدّكتُورَاه)؟! قَالَ رَاوٍ قَبْلَ هَذَا الْفِتْنَةِ: " كنَّا نَجْلِسُ مَعَهُ بَعْدَ الصُّبْحِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ سَنَةَ: ( 2006م)؛ فَيَقُولُ لَنَا: «اسْتَفِيدُوا بِأكْبَرَ قَدْرٍ مِنْ العُلُومِ، وَارْجِعُوا ... وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ سَاعَدْنَاهُم؛ لِلدُخُولِ إِلَى الْجَامِعَةِ الإِسْلَامِيَّة، وَكُلَّمَا أكملُوا مَرْحَلَةً جَامعيّةً ... يَقُولُونَ يَا شَيْخُ : فُرْصَةُ مَاجَستِير ... فُرْصَةُ دُكتُورَاه، نَقُولُ لَهُم نَعَمْ ... مَتَى سَتَنْفَعُونَ الْجَزَائِرَ؟!"اهـ([62]).
وَهَذِه نَصِيَحةٌ ذَاتُ حَظٍّ مِنَ الْحَقِّ، لَكنَّ هَلْ زَهَدَ حقَّا فَركُوسٌ في «الْمَاجَستير وَمَا بَعْدَهَا» مِنْ أَجْــــلِ الْجَزَائِر؟! إنَّهُ ـ عَلَى لَغْوِ مَوْقِعِه ـ "مِثْلُ سَائِرِ الْمُصْلِحينَ، الَّذِين إِذَا حَصَّلُوا الرَّصِيدَ الْكَافِي مِنْ عُلُومِ الشَّرِيعَةِ، رَجَعُوا إِلَى أَوْطَانِهِم؛ دَاعِينَ إِلَى الْحَقِّ وَمُحَذِّرينَ مِمَّا يُخَالِفُهُ"([63]).
لَكِنّ أَيْنَ هَذَا «الإِصْلاحَاتُ وَالتَّصْحيحاتُ»؟! الأظْــهَرُ أنَّهُ كان مُصَـــلِحًا ومُصِحِّحًا سِرِّيًا، لَا تُرَى إِصْلَاحَاتُهُ بِالْعَيْنِ الْمُجَرَّدَةِ، بَلْ وَلَا بِالْمِجْهرِ، وَإنَّمَا يَرَاهَا هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا يَرَاهَا التَّاريخُ وَالعُلَمَاءُ والْمُنْصِفُونَ.
فَقَدْ غَرَّدَ مُقدِّسُهُ أَبُو الصَّقْرِ قَائِلًا: "جَميعُ مَا جَـرَى عَلَى مَدَارِ الثَّلَاثِينَ سَنَةً الْمَاضِيَّةِ مِنِ اِنْحَرافٍ فِي مَسَارِ الدَّعْــوَةِ ـ وَالَّذِي يُحَاوِلُ الشَّيْخُ فَركُوسٌ تَصْحِيحَهُ ـ الآنَ ـ نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُسَدِّدَهُ ـ مَدَارُ هَذَا الاِنْحــــرَاف...هُو: الاِنْقِطَاعُ الْمَعْرِفِيُّ مَعَ الْمُتَقَدِّمِينَ، وَالاِقْتِصَارُ الْمُطْلَقُ عَلَى آرَاءِ الْمُعَاصِـرِينَ مِن بَعْضِ الْعُلَمَاءِ، وَالكَثِيرِ مِنَ السُّــــفَهَاءِ، مِمَّنْ تَشَبَّهَ بِـهِم...، مِثَالٌ عَلَى ذَلِكَ: الْفَـهْمُ الْمُعَاصِــــــرُ، النَّاشِئُ مِن عُلمَاءِ الدَّوْلَةِ السُّعُودِيَّةِ - الْمُتَأَخِّرينَ فَقَط - لأَحَادِيث السَّمْعِ وَالطَّاعَــــةِ وَالإِنْكَارِ، وَالَّذِي لَمْ يَسِرْ علَيْهِ أَئِمَّةُ الإِسْلَام الْمُتَقَدِّمِينَ بَلِ الصَّحَابَةُ.... سَلَفِيَّةُ الشَّيْخِ فَركُوسٍ هِيَ سَلَفِيَّةُ ابنِ تَيْمِيَّةَ، وَابْنِ عَبْدِ الوَهَّابِ، وَأَحْمَدَ وَأَئِمَّتِنَا، أَمَّا سَلَفِيُّـتُهم هُم فَهِيَ سَلَفِيَّةٌ مُتَحَوَّرَةٌ جَدِيدَةٌ، تَعْتَمَدُ على أَهْوَاءِ بَعْضِ الْمُعَاصِـرِين أَوْ أَخْطَاءِ آخَرِينَ مِنهُم ... الْمَسْأَلَةُ مُتَجَاوِزَةٌ حُدُودَ زَمَنِنَا وَمَكَانِنَا"اهـ([64]).
قال الشَّيْخُ سُلَيْمَانُ الرُّحَيْلِيُّ: "أَرَى تَغْرِيدَاتٍ الْيَومَ لأُنَاسٍ يَزْعُمُونَ السَّلَفِيَّةَ، وَالْفِكْرُ فِيها ـ وَرَبِّ الكَعْبَةِ ـ أَشَدُّ سَوَادًا مِنَ سَوَادِ الْحِزْبيَّةِ، وَهُم أَضَـــــرُّ على الأُمَّةِ مِنْ الْحِزْبِيَّةِ الصُّرَحَاءِ ... وَلَرُبَّمَا نَشَرُوا أَفْكَارًا هِيَ أَخْـطَرُ عَلَى الأُمَّةِ، مِمَّا يَنْشُرُهُ الْحِزْبيُّونَ القُطبِيُّونَ وَيَقُولُونَ، ويَزْعُمُونَ أَنَّ فِكْرَهُم تَصْحِيحِيٌّ لِلمَسَارِ السَّلَفِيِّ، وَأَنَّ العُلَمَاءَ فِي الْفَتَرةِ الْمَاضِيَّة كَانُوا يُفَسِّرُونَ النُّصُوصَ الْمُتَعَلِّقَةَ ـ خَاصَّةً ـ بِوُلاَةِ الأَمْرِ عَلَى غَيْرِ الصَّحِيحِ، وَأَنَّهُم ـ الآنَ ـ يقومون بِإصْلَاحٍ لِهَذِهِ الْمَسِيرَةِ، وَاللهِ مَا كَانَتْ هَذِهِ سَلَفِيَّةً، وَلَا كَانَ إِصْلَاحًا"اهـ([65]).
يُتْبَعُ ـ إِنْ شَاءَ الله ـ بـِ:
القَرَائِن الْوَفِيَّة
على تَسَلَّلِ فَرْكُوسٍ إلى السَّلَفِيَّةِ، وَتَغَلْغُلِ جُذُورِ تأكُّلِهِ الْخَفِيَّة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) (الإخوان المسلمون في الجزائر .. ومحاولة العودة للمشهد السياسي ) باهر عبد العظيم .
([2]) (في ذكرى الشيخ عبد الرحمن شيبان محطات مضيئة في حياة مجيدة) بقلم: عبد الحميد عبدوس .
([3])موقع محمد فركوس .
([4])(مذكرات الشيخ عبد اللطيف سلطاني ص 54 حسب ترقيم(البي دي آف)).
([5])(ترجمة العلامة أحمد سحنون الجزائري- روح سارة ) موقع جمعية العلماء المسلمين .
([6])(مذكرات الشيخ عبد اللطيف سلطاني ص 60 حسب ترقيم(البي دي آف) ).
([7])( سنوات الشادلي بن جديد الحلقة 07 ـ بو يعلى يتَمرد 1 ـ) احميدة العياشي .
([8])(مدارك النظر ص 119) عبد الْمَالك رمضاني الْجزائريِّ ـ أصلحه الله ـ. (الطبعة 08)
([9])(مدارك النظر ص 120) عبد الْمَالك رمضاني الْجزائريِّ ـ أصلحه الله ـ. (الطبعة 08)
([10])مِنْ مِثْلِ ما أجمله الشَّيْخُ الأَزْهَرُ في (تاريخ الدعوة السلفية في الجزائر ـ مفرغ ـ) منتديات الإبانة ، فإنَّ وصفه جاء باعتبار الظاهر، وباعتبار أنه كان ـ في نظــــــره ـ يخدم العلم من أصول وفقه ، وإلا فردود فركُوس على أهل الأهواء عزيزة جدا، تفسرها ظروفها .
([11])مقطع يوتيوب (ماهو الفرق بين فرقة القطبية والسرورية ؟ يجيب فضيلة الشيخ أ. د. محمد بن عمر بازمول)
([12])كلام منقول عن الشيخ جمعة (مجلس عين البُنيان - يوم الثلاثاء 08 شعبان 1444هـ).
([13])( تصنيف النّاس ... ص 24 ) عبد السلام البرجس(ت:1425هـ)
([14])نقل عن الشيخ محمد تشلابي (مجلس عنابة) انظر فيس بوك (محمد درقاوي) في 04/10/2022م .
([15])مثَلٌ يُضْرَبُ لِلشَّيْئَينِ بَيْنَهُمَا قُرْبٌ وَشَبَهٌ (مجمع الأمثال 1/40) أبو الفضل الميداني (المتوفى: 518هـ)
([16])(مدارك النظر ص 161 ـ في الهامش ـ ) عبد الْمَالك رمضاني الْجزائريِّ ـ أصلحه الله ـ.(الطبعة الثامنة)
([17])(معجم الصواب اللغوي دليل المثقف العربي 1/268 الرقم :1765 ) .
([18])( معجم اللغة العربية المعاصرة 3/2365 ، رقم 5458 ) د أحمد مختار عمر (ت:1424هـ) .
([19])(مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع 14/179)
([20])انظر (الرّدود ص10)، والشيخ بكر أبو زيد ـ كما قَال ابن عثيْمين رحمهمَا الله في شرح حليته ص6و7 ـ(من أكابر العلمَاء ... ، كَلَامُهُ فِي غَالِبِ كُتُبِهِ كَلَامِ يَدُلُّ عَلَى تَضَلُّعِهِ في اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ، وَلِهَذَا يَأتِي أَحيَانًا بألفاظ تَحتَاج إلى مُراجَعَةِ قواميس اللُّغـة "اهـ .
([21])جاء في (صيانة السلفي الحلقة 13) للشيخ أحمد بازمول أنه سُئِلَ الشَّيخُ عبيد ـ رحمه الله ـ سُؤَالاً، تَضَمَّنَ هذهِ الْجُملَةَ :(الِإخْوَةُ فِي إِدَارَةِ الْجَمْعِيَّةِ فَعَلُوا شَيئًا جَمِيلاً وَكَبِيرًا ، وَهُوَ تَهْمِيشُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ الْخَالِقِ "اهـ، فأجاب الشَّيخُ عبيد من غير استدراك على السائل ، فلو كان لا يعقل من التهميش إلا كونه بدعة ؛ لاستدرك عليه وهو الْمعهود من أجوبته .
([22])(مدارج السالكين 2/473) ابن قيم الْجوزية (ت: 751هـ) .
([23])(مدارج السالكين 4/230) ابن قيم الْجوزية (ت: 751هـ) .
([24])وهناك صُورَةٌ ثالثةٌ ، اِستنبطَهَا الصعافقة الأول من قَول فركوس :(اِجْعَلُوهُم فِي التَّمَاسِ فِي كُرَّةِ الْقَدَم ، اللَّاعِبُ إِذَا كَانَ عَلَى خَطِّ اِلتَّمَاسِ ، حَتَّى لَوْ سَـجَّلَ هَدَفًا لَا يُحْتَسَبُ ، فَكَذَلِكَ مَا يَقُولُهُ هَؤُلَاءِ ، لَا يُحْتَسَبُ كَلَامُهُم )اهـ، فقالوا مُصورين (التَّـهْمِيشَ) بـ (أن يُجْعَلَ السَّلَفِيُّ الَّذِي تَكَلَّمُوا فِيهِ ، وَلَهُ جُــهود في الدَّعْوَةِ إلى الله ، وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الشَّبَابِ فِي الْهَامِشِ ، أَيْ لَا يُسْتَفَادُ مِنْهُم، وَلَا يُقْرَأُ لَهم)، انظــــر [طليعةَ (النقد العلميّ لأقوال ومواقف الشيخ فركُوسٍ]، ثم بعد ذلك ضبطوا (التَّـهْمِيشَ) بأنه :(إِقْصَاءُ السَّلَفِيِينَ ، وَعَدَمُ قَبُولِ الْحَقِّ مِنْهُمْ)[ انظر : مقالتهم (تَنبِيهُ النُّجَبَاء)]، وفي مَوضع فَسَّرُوهُ بِأَنَّهُ "إِعْرَاضٌ عَنْ سَـمَاعِ الْحَقِّ" انظر [بيان (أهل السنة بالشلف) منتديات التصفية والتربية] . قلت: وهذه الاِستنباطات عليها اعتراضات ، يضيق الْمقام ببسطها، لكن الّذِي يجدرُ التنبيه عليه هو أنَّ هَذَا الْحـــدَّ لَم يَذْكْرُهُ أَحَدٌ، حتى فركُوسٌ؛ لأنَّه قرَّر ـ من قَبلُ ـ في :(ضَوَابِطَ الاِسْتِفَادَةِ مِنْ كُتُبِ الْمُبْتَدَعَةِ )، وردَّ ـ أيضا ـ على شيوخ الصعافقة الأول في (الْمآخذ على البيان الأخير لرجال مجلة الإصلاح ) ، كَمَا عجَّتْ وَسَائِلُ التَّوَاصُــلِ ومُنتَدَياتُ (الإِبَانَة) بِالرُّدُودِ عَليهم ، إلى مَطْلَعِ فِتْنَةِ فَرْكُوسٍ الْجَارِيَّة ، فَأَيْنَ هذا الإِقْصَاءُ الْمَزْعُومُ ؟! الْجَــــوابُ هو : إصرار الصعافقة على الكذبِ ، حيث لَم يُراجِعُوا ضابط التهميش الَّذِي اخترعوه ، وإنَّمَا رَجَعُوا على السلفيِّين بالتناقض، وفي أقل الأحوال تظاهر الصعافقة بالْحيرة ، كَمَا اعترف بهذا شيخ الصعافقة الكذَّاب محمد مرابط (حـــــوار هادئ مع ... فركوس ـ الْحلقة 03 )، وَقَدْ جَهِلُوا أنَّ لكل قاعدةٍ استثناء ، قال الشَّيْخُ رَبيعٌ :"كَـــمْ مَرَّةً أَعْزِمُ عَلَى تَوْجِيهِ نَصِيحَةٍ لَكُمْ بِالْكَفِّ عَنْ مُجَارَاةِ كُتَّابِ (شَبَكَةِ الْأَثَرِيِّ) ؟! ... ثُمَّ أَرَى مِنْهُمْ مَا لَا يَسَــــعُنَا السُّكُوتُ عَنْهُ ... وَالْقَوْمُ لَا هَمَّ لَهُمْ إِلَّا مُشَاغَلَتُنَا ... ، فَأَوَدُّ مِنْ إِخـوَانِنَا الْإِعْرَاضَ عَنْهُمْ ... "اهـ (نصيحة نافعة من الشيخ ربيع إلى كُتَّاب شبكة سحاب).
([25])قَالَ فَرْكُوسٌ فِي مَطْــــلَعِ فِتْنَةِ الصَّعَافِقَةِ الأُوَّلِ :"أَنْصَـحُ إِخْوَانِي ... أَنْ يَحْرِصُوا عَلَى أَوْقَاتِهِم ، وَيُنْفِقُوهَا فِي مَرْضاةِ اللهِ تَعَالَى، وَلَا يُبَدِّدُوهَا فِي الرُّدُودِ عَلَى الْمُخَالِفينَ، بَعْدَ تَجْلِيَّة الْعِبَارَةِ، وَمَعْرَفَةِ الْحَقِّ الْمُبِينِ "اهـ، انظر:(نصيحة إلى منتدى التصفية والتربية ) تنبيه : هنا لَم يصطلح عليه التهميش، لَكن العبرة بالْمعنى .
([26])انظر مثلا :(نصيحة نافعة من الشيخ ربيع -حفظه الله- إلى كُتَّاب شبكة سحاب السَّلفية ص1)
([27])(المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز 2/23 ) ابن عطية الأندلسي (ت: 542هـ).
([28])صوتية بعنوان (د. فركوس يزعم بأنه همش نفسه في فتنة فالح ...) قناة قسنطينة الدعوية .
([29])مقطع صوتي بصيغة يوتيوب، عنوانه :( الشيخ عبيد يجيب عن أسئلة منهجية ).
([30])مقطع صوتي عنوانه (جمع كلام المشايخ والعلماء في إلتماس العذر للشيخ عبد المحسن العباد في ثنائه على بعض أهل الأهواء) منتديات الآجري.
([31])(توْضِيحُ الشَّيْخِ سُلَيْمَانَ الرحيلي بِخُصُوصِ مَقطَعِهِ الصوتي الْمتداول ، الذي يبَيِّنُ فِيه مَبدَأَ الشَّيْخِ المُحَدِّثِ العَبَّادِ فِي رُدُودِهُ ) منتديات التصفية والتربية .
([32])(بيان قاعدة: «لا يُنسَبُ إلى ساكتٍ قولٌ» ومستثنياتها) موقع محمد فركوس .
([33])(الجامع ، لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/202 رقم : 1617) الخطيب البغدادي (ت:463 ه)
([34])(التعاليم ص8 ـ موقع الإمام حسن البنا ـ) ــ (الطريق من هنا ص 105) محمد الغزالي .
([35])انظر ما كتبته في :(الأيّام الزَّاهِرَة ـ الْحلقة 04 ـ) ، وَمِنْ مفارقات الصَّــعَافِقَةِ : أَنَّهُمْ ألهبوا الإنكار على هذه القاعدة لَكنَّ ها هو كَذَّبهم الْمُرابط يطَبَّقَهَا مُطَلقًا ، فَقَال :"عِنْدَمَا يُشَاهِدُ الْمُتَعَصِّبُ جُمُعَةَ ، وَهُوَ يُجَالِسُ الْمُخَالِفَ سَيُقْتَدَى بِهِ ... وَهُنَا: سَيَقُالُ : مَتَى جَاَلسَ مُخَالِفًا؟ وَجَوَابُهُ : اِنتَظِرْ، حَتَّى يَذْهَبَ غُبَارُ هَذِهِ الْمَعَارِكَ، وَبَعْدَهَا سَتَتَأَكَّدُ بِنَفْسِكَ فَشَيْخُكَ يَحْتَاطُ الآن ، وَسَيَرْجِعُ إِلَى عَوَائِدِهِ بَعْدَ انتِهَاءِ هَذِهِ الفِتنَةِ "اهـ( السيوف الْمَاحِقة ، لبدع الْمفرقة 01 ) .
([36])(آثاَرُ ابْنُ بَادِيسَ 1/325 )
([37]) ستأتيك إن شاء الله ـ الحلقة السابعة (العُقْدَةِ النّفْسِيَّةِ ، وَمَا يَتَمَتَّعُ به فَرْكُوسٍ مِنَ سرَطانِ النَّرْجَسَيَّة).
([38])سيأتيك ـ إن شاء الله ـ قواعد من قواعد الفرار من النقد عند فركوس في الحلقة السابعة .
([39])(الشريعة 1/393 ) أبو بكر الآجُرِّيُّ (ت :360هـ)
([40])قَال الشَّيخ سليْـمَان الرحيلي:"أَدْعُوهُ [أي : فركوسا] إلى العَوْدَةِ الصَّرِيحَةِ عَنْـها ، وَقَفْلِ بَابِ الْفِتْنَةِ ، وَلَاسيَّمَا وَقَدْ رَأَى آثارَهَا السَّيِّئَةَ "اهـ (تغريدة في :07 يناير 2023م)
([41])(المجالس النّديّة و الأجوبة الجليّة ، في تفنيد الشّبهات الرّديّة ، ص 14)[مذكــــرة : تجمع أجوبة منتخبة من أجوبة نور الدين يطو الناطق الرسمي باسم فركوس]
([42]) هذه لم أجد مصدره ، وإنما شاع وتواتر عن فركوس ، ولم يظهر إنكار منه ، ولا من أتباعه .
([43])(مدارك النظر ص 166) عبد الْمَالك رمضاني ـ أصلحه الله ـ. (الطبعة 08)
([44])(ترجمة العيد شريفي بقلم أحد طلابه) منتديات (كل السلفيين) .
([45])صوتية بعنوان (د. فركوس يزعم بأنه همش نفسه في فتنة فالح ...) قناة قسنطينة الدعوية .
([46])جاءها في ترجمة فركُوس بخط تلميذه رابح مختاري ، ثم هُذِّبَت هذه الترجمة ، فصارت معتَمدة في موقعه .
([47])انظر مقدمة الكتاب (ذَوُو الأَرْحَامِ فِي أَحْكَامَ الْمَوَارِيثِ)؛ لأنَّ الْمقدّمة ـ غالبا ـ تكتب بعد الفراغ من البحث .
([48])انظر مقدمة التحقيق ؛ لأنَّ الْمقدّمة ـ غالبا ـ تكتب بعد الفراغ من البحث .
([49])انظر مقدمة التحقيق ؛ لأنَّ الْمقدّمة ـ غالبا ـ تكتب بعد الفراغ من البحث .
([50])(في ذكرى الشيخ عبد الرحمن شيبان محطات مضيئة في حياة مجيدة) بقلم: عبد الحميد عبدوس
([51])(محمد الغزالي في الجزائر) مولود عويمر .
([52])انظر الصورة الشمسية في تويتر (ميراث الشهداء) في : 16 أفريل 2023م . تنبيه : هذه الأمور نذكرها من باب التاريخ ، والوقوف على الأسباب، وتحليل النتائج ، وإلا فالشيخ سلطاني ـ رحمه الله ـ أفضى إليه ، ولعل النصيحة لم تبلغه .
([53])(الإخوان المسلمون في الجزائر .. ومحاولة العودة للمشهد السياسي) عبد العظيم باهر .
([54])(ترجمة الأستاذ الدكتور عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريي) موقع الشاملة .
([55])(في ذكرى الشيخ عبد الرحمن شيبان محطات مضيئة في حياة مجيدة) بقلم: عبد الحميد عبدوس .
([56])(الإخوان المسلمون في الجزائر .. ومحاولة العودة للمشهد السياسي) عبد العظيم باهر .
([57])(زيارة إلى الجزائر ومدينة مراكش) موقع الدكتور يوسف القرضاوي
([58])انظر ترجمة فركوس في موقعه .
([59])(ترجمة الشَّيخ الوالد أبي عبد الله أزهر سنيقرة ـ حفظه الله ـ ) منتديات الآجري .
([60])(ترجمة الشيخ الدكتور عبد الرحمن الهاشمي الجزائري) موقع المكتبة الشاملة .
([61])مقطع يوتيوب :(ترجمة موجزة للشيخ أبي وائل سمير مرابيع ، مع تعليق يسير من طرف الشيخ) .
([62])انظر ـ مثلاـ فايس بوك (أبو عبيدالله فيصل العابد) في 28 مارس 2018 م .
([63])انظر ترجمة فركوس في موقعه .
([64])من تغريدة طويلة نشرها في 09 أغسطس 2022م .
([65])مقطع يوتيوب بعنوان ( جديد ـ الرد على تغريدات ذياك أبي الصقر ... الشيخ سليمان الرحيلي)
([3])موقع محمد فركوس .
([4])(مذكرات الشيخ عبد اللطيف سلطاني ص 54 حسب ترقيم(البي دي آف)).
([5])(ترجمة العلامة أحمد سحنون الجزائري- روح سارة ) موقع جمعية العلماء المسلمين .
([6])(مذكرات الشيخ عبد اللطيف سلطاني ص 60 حسب ترقيم(البي دي آف) ).
([7])( سنوات الشادلي بن جديد الحلقة 07 ـ بو يعلى يتَمرد 1 ـ) احميدة العياشي .
([8])(مدارك النظر ص 119) عبد الْمَالك رمضاني الْجزائريِّ ـ أصلحه الله ـ. (الطبعة 08)
([9])(مدارك النظر ص 120) عبد الْمَالك رمضاني الْجزائريِّ ـ أصلحه الله ـ. (الطبعة 08)
([10])مِنْ مِثْلِ ما أجمله الشَّيْخُ الأَزْهَرُ في (تاريخ الدعوة السلفية في الجزائر ـ مفرغ ـ) منتديات الإبانة ، فإنَّ وصفه جاء باعتبار الظاهر، وباعتبار أنه كان ـ في نظــــــره ـ يخدم العلم من أصول وفقه ، وإلا فردود فركُوس على أهل الأهواء عزيزة جدا، تفسرها ظروفها .
([11])مقطع يوتيوب (ماهو الفرق بين فرقة القطبية والسرورية ؟ يجيب فضيلة الشيخ أ. د. محمد بن عمر بازمول)
([12])كلام منقول عن الشيخ جمعة (مجلس عين البُنيان - يوم الثلاثاء 08 شعبان 1444هـ).
([13])( تصنيف النّاس ... ص 24 ) عبد السلام البرجس(ت:1425هـ)
([14])نقل عن الشيخ محمد تشلابي (مجلس عنابة) انظر فيس بوك (محمد درقاوي) في 04/10/2022م .
([15])مثَلٌ يُضْرَبُ لِلشَّيْئَينِ بَيْنَهُمَا قُرْبٌ وَشَبَهٌ (مجمع الأمثال 1/40) أبو الفضل الميداني (المتوفى: 518هـ)
([16])(مدارك النظر ص 161 ـ في الهامش ـ ) عبد الْمَالك رمضاني الْجزائريِّ ـ أصلحه الله ـ.(الطبعة الثامنة)
([17])(معجم الصواب اللغوي دليل المثقف العربي 1/268 الرقم :1765 ) .
([18])( معجم اللغة العربية المعاصرة 3/2365 ، رقم 5458 ) د أحمد مختار عمر (ت:1424هـ) .
([19])(مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع 14/179)
([20])انظر (الرّدود ص10)، والشيخ بكر أبو زيد ـ كما قَال ابن عثيْمين رحمهمَا الله في شرح حليته ص6و7 ـ(من أكابر العلمَاء ... ، كَلَامُهُ فِي غَالِبِ كُتُبِهِ كَلَامِ يَدُلُّ عَلَى تَضَلُّعِهِ في اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ، وَلِهَذَا يَأتِي أَحيَانًا بألفاظ تَحتَاج إلى مُراجَعَةِ قواميس اللُّغـة "اهـ .
([21])جاء في (صيانة السلفي الحلقة 13) للشيخ أحمد بازمول أنه سُئِلَ الشَّيخُ عبيد ـ رحمه الله ـ سُؤَالاً، تَضَمَّنَ هذهِ الْجُملَةَ :(الِإخْوَةُ فِي إِدَارَةِ الْجَمْعِيَّةِ فَعَلُوا شَيئًا جَمِيلاً وَكَبِيرًا ، وَهُوَ تَهْمِيشُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ الْخَالِقِ "اهـ، فأجاب الشَّيخُ عبيد من غير استدراك على السائل ، فلو كان لا يعقل من التهميش إلا كونه بدعة ؛ لاستدرك عليه وهو الْمعهود من أجوبته .
([22])(مدارج السالكين 2/473) ابن قيم الْجوزية (ت: 751هـ) .
([23])(مدارج السالكين 4/230) ابن قيم الْجوزية (ت: 751هـ) .
([24])وهناك صُورَةٌ ثالثةٌ ، اِستنبطَهَا الصعافقة الأول من قَول فركوس :(اِجْعَلُوهُم فِي التَّمَاسِ فِي كُرَّةِ الْقَدَم ، اللَّاعِبُ إِذَا كَانَ عَلَى خَطِّ اِلتَّمَاسِ ، حَتَّى لَوْ سَـجَّلَ هَدَفًا لَا يُحْتَسَبُ ، فَكَذَلِكَ مَا يَقُولُهُ هَؤُلَاءِ ، لَا يُحْتَسَبُ كَلَامُهُم )اهـ، فقالوا مُصورين (التَّـهْمِيشَ) بـ (أن يُجْعَلَ السَّلَفِيُّ الَّذِي تَكَلَّمُوا فِيهِ ، وَلَهُ جُــهود في الدَّعْوَةِ إلى الله ، وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الشَّبَابِ فِي الْهَامِشِ ، أَيْ لَا يُسْتَفَادُ مِنْهُم، وَلَا يُقْرَأُ لَهم)، انظــــر [طليعةَ (النقد العلميّ لأقوال ومواقف الشيخ فركُوسٍ]، ثم بعد ذلك ضبطوا (التَّـهْمِيشَ) بأنه :(إِقْصَاءُ السَّلَفِيِينَ ، وَعَدَمُ قَبُولِ الْحَقِّ مِنْهُمْ)[ انظر : مقالتهم (تَنبِيهُ النُّجَبَاء)]، وفي مَوضع فَسَّرُوهُ بِأَنَّهُ "إِعْرَاضٌ عَنْ سَـمَاعِ الْحَقِّ" انظر [بيان (أهل السنة بالشلف) منتديات التصفية والتربية] . قلت: وهذه الاِستنباطات عليها اعتراضات ، يضيق الْمقام ببسطها، لكن الّذِي يجدرُ التنبيه عليه هو أنَّ هَذَا الْحـــدَّ لَم يَذْكْرُهُ أَحَدٌ، حتى فركُوسٌ؛ لأنَّه قرَّر ـ من قَبلُ ـ في :(ضَوَابِطَ الاِسْتِفَادَةِ مِنْ كُتُبِ الْمُبْتَدَعَةِ )، وردَّ ـ أيضا ـ على شيوخ الصعافقة الأول في (الْمآخذ على البيان الأخير لرجال مجلة الإصلاح ) ، كَمَا عجَّتْ وَسَائِلُ التَّوَاصُــلِ ومُنتَدَياتُ (الإِبَانَة) بِالرُّدُودِ عَليهم ، إلى مَطْلَعِ فِتْنَةِ فَرْكُوسٍ الْجَارِيَّة ، فَأَيْنَ هذا الإِقْصَاءُ الْمَزْعُومُ ؟! الْجَــــوابُ هو : إصرار الصعافقة على الكذبِ ، حيث لَم يُراجِعُوا ضابط التهميش الَّذِي اخترعوه ، وإنَّمَا رَجَعُوا على السلفيِّين بالتناقض، وفي أقل الأحوال تظاهر الصعافقة بالْحيرة ، كَمَا اعترف بهذا شيخ الصعافقة الكذَّاب محمد مرابط (حـــــوار هادئ مع ... فركوس ـ الْحلقة 03 )، وَقَدْ جَهِلُوا أنَّ لكل قاعدةٍ استثناء ، قال الشَّيْخُ رَبيعٌ :"كَـــمْ مَرَّةً أَعْزِمُ عَلَى تَوْجِيهِ نَصِيحَةٍ لَكُمْ بِالْكَفِّ عَنْ مُجَارَاةِ كُتَّابِ (شَبَكَةِ الْأَثَرِيِّ) ؟! ... ثُمَّ أَرَى مِنْهُمْ مَا لَا يَسَــــعُنَا السُّكُوتُ عَنْهُ ... وَالْقَوْمُ لَا هَمَّ لَهُمْ إِلَّا مُشَاغَلَتُنَا ... ، فَأَوَدُّ مِنْ إِخـوَانِنَا الْإِعْرَاضَ عَنْهُمْ ... "اهـ (نصيحة نافعة من الشيخ ربيع إلى كُتَّاب شبكة سحاب).
([25])قَالَ فَرْكُوسٌ فِي مَطْــــلَعِ فِتْنَةِ الصَّعَافِقَةِ الأُوَّلِ :"أَنْصَـحُ إِخْوَانِي ... أَنْ يَحْرِصُوا عَلَى أَوْقَاتِهِم ، وَيُنْفِقُوهَا فِي مَرْضاةِ اللهِ تَعَالَى، وَلَا يُبَدِّدُوهَا فِي الرُّدُودِ عَلَى الْمُخَالِفينَ، بَعْدَ تَجْلِيَّة الْعِبَارَةِ، وَمَعْرَفَةِ الْحَقِّ الْمُبِينِ "اهـ، انظر:(نصيحة إلى منتدى التصفية والتربية ) تنبيه : هنا لَم يصطلح عليه التهميش، لَكن العبرة بالْمعنى .
([26])انظر مثلا :(نصيحة نافعة من الشيخ ربيع -حفظه الله- إلى كُتَّاب شبكة سحاب السَّلفية ص1)
([27])(المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز 2/23 ) ابن عطية الأندلسي (ت: 542هـ).
([28])صوتية بعنوان (د. فركوس يزعم بأنه همش نفسه في فتنة فالح ...) قناة قسنطينة الدعوية .
([29])مقطع صوتي بصيغة يوتيوب، عنوانه :( الشيخ عبيد يجيب عن أسئلة منهجية ).
([30])مقطع صوتي عنوانه (جمع كلام المشايخ والعلماء في إلتماس العذر للشيخ عبد المحسن العباد في ثنائه على بعض أهل الأهواء) منتديات الآجري.
([31])(توْضِيحُ الشَّيْخِ سُلَيْمَانَ الرحيلي بِخُصُوصِ مَقطَعِهِ الصوتي الْمتداول ، الذي يبَيِّنُ فِيه مَبدَأَ الشَّيْخِ المُحَدِّثِ العَبَّادِ فِي رُدُودِهُ ) منتديات التصفية والتربية .
([32])(بيان قاعدة: «لا يُنسَبُ إلى ساكتٍ قولٌ» ومستثنياتها) موقع محمد فركوس .
([33])(الجامع ، لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/202 رقم : 1617) الخطيب البغدادي (ت:463 ه)
([34])(التعاليم ص8 ـ موقع الإمام حسن البنا ـ) ــ (الطريق من هنا ص 105) محمد الغزالي .
([35])انظر ما كتبته في :(الأيّام الزَّاهِرَة ـ الْحلقة 04 ـ) ، وَمِنْ مفارقات الصَّــعَافِقَةِ : أَنَّهُمْ ألهبوا الإنكار على هذه القاعدة لَكنَّ ها هو كَذَّبهم الْمُرابط يطَبَّقَهَا مُطَلقًا ، فَقَال :"عِنْدَمَا يُشَاهِدُ الْمُتَعَصِّبُ جُمُعَةَ ، وَهُوَ يُجَالِسُ الْمُخَالِفَ سَيُقْتَدَى بِهِ ... وَهُنَا: سَيَقُالُ : مَتَى جَاَلسَ مُخَالِفًا؟ وَجَوَابُهُ : اِنتَظِرْ، حَتَّى يَذْهَبَ غُبَارُ هَذِهِ الْمَعَارِكَ، وَبَعْدَهَا سَتَتَأَكَّدُ بِنَفْسِكَ فَشَيْخُكَ يَحْتَاطُ الآن ، وَسَيَرْجِعُ إِلَى عَوَائِدِهِ بَعْدَ انتِهَاءِ هَذِهِ الفِتنَةِ "اهـ( السيوف الْمَاحِقة ، لبدع الْمفرقة 01 ) .
([36])(آثاَرُ ابْنُ بَادِيسَ 1/325 )
([37]) ستأتيك إن شاء الله ـ الحلقة السابعة (العُقْدَةِ النّفْسِيَّةِ ، وَمَا يَتَمَتَّعُ به فَرْكُوسٍ مِنَ سرَطانِ النَّرْجَسَيَّة).
([38])سيأتيك ـ إن شاء الله ـ قواعد من قواعد الفرار من النقد عند فركوس في الحلقة السابعة .
([39])(الشريعة 1/393 ) أبو بكر الآجُرِّيُّ (ت :360هـ)
([40])قَال الشَّيخ سليْـمَان الرحيلي:"أَدْعُوهُ [أي : فركوسا] إلى العَوْدَةِ الصَّرِيحَةِ عَنْـها ، وَقَفْلِ بَابِ الْفِتْنَةِ ، وَلَاسيَّمَا وَقَدْ رَأَى آثارَهَا السَّيِّئَةَ "اهـ (تغريدة في :07 يناير 2023م)
([41])(المجالس النّديّة و الأجوبة الجليّة ، في تفنيد الشّبهات الرّديّة ، ص 14)[مذكــــرة : تجمع أجوبة منتخبة من أجوبة نور الدين يطو الناطق الرسمي باسم فركوس]
([42]) هذه لم أجد مصدره ، وإنما شاع وتواتر عن فركوس ، ولم يظهر إنكار منه ، ولا من أتباعه .
([43])(مدارك النظر ص 166) عبد الْمَالك رمضاني ـ أصلحه الله ـ. (الطبعة 08)
([44])(ترجمة العيد شريفي بقلم أحد طلابه) منتديات (كل السلفيين) .
([45])صوتية بعنوان (د. فركوس يزعم بأنه همش نفسه في فتنة فالح ...) قناة قسنطينة الدعوية .
([46])جاءها في ترجمة فركُوس بخط تلميذه رابح مختاري ، ثم هُذِّبَت هذه الترجمة ، فصارت معتَمدة في موقعه .
([47])انظر مقدمة الكتاب (ذَوُو الأَرْحَامِ فِي أَحْكَامَ الْمَوَارِيثِ)؛ لأنَّ الْمقدّمة ـ غالبا ـ تكتب بعد الفراغ من البحث .
([48])انظر مقدمة التحقيق ؛ لأنَّ الْمقدّمة ـ غالبا ـ تكتب بعد الفراغ من البحث .
([49])انظر مقدمة التحقيق ؛ لأنَّ الْمقدّمة ـ غالبا ـ تكتب بعد الفراغ من البحث .
([50])(في ذكرى الشيخ عبد الرحمن شيبان محطات مضيئة في حياة مجيدة) بقلم: عبد الحميد عبدوس
([51])(محمد الغزالي في الجزائر) مولود عويمر .
([52])انظر الصورة الشمسية في تويتر (ميراث الشهداء) في : 16 أفريل 2023م . تنبيه : هذه الأمور نذكرها من باب التاريخ ، والوقوف على الأسباب، وتحليل النتائج ، وإلا فالشيخ سلطاني ـ رحمه الله ـ أفضى إليه ، ولعل النصيحة لم تبلغه .
([53])(الإخوان المسلمون في الجزائر .. ومحاولة العودة للمشهد السياسي) عبد العظيم باهر .
([54])(ترجمة الأستاذ الدكتور عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريي) موقع الشاملة .
([55])(في ذكرى الشيخ عبد الرحمن شيبان محطات مضيئة في حياة مجيدة) بقلم: عبد الحميد عبدوس .
([56])(الإخوان المسلمون في الجزائر .. ومحاولة العودة للمشهد السياسي) عبد العظيم باهر .
([57])(زيارة إلى الجزائر ومدينة مراكش) موقع الدكتور يوسف القرضاوي
([58])انظر ترجمة فركوس في موقعه .
([59])(ترجمة الشَّيخ الوالد أبي عبد الله أزهر سنيقرة ـ حفظه الله ـ ) منتديات الآجري .
([60])(ترجمة الشيخ الدكتور عبد الرحمن الهاشمي الجزائري) موقع المكتبة الشاملة .
([61])مقطع يوتيوب :(ترجمة موجزة للشيخ أبي وائل سمير مرابيع ، مع تعليق يسير من طرف الشيخ) .
([62])انظر ـ مثلاـ فايس بوك (أبو عبيدالله فيصل العابد) في 28 مارس 2018 م .
([63])انظر ترجمة فركوس في موقعه .
([64])من تغريدة طويلة نشرها في 09 أغسطس 2022م .
([65])مقطع يوتيوب بعنوان ( جديد ـ الرد على تغريدات ذياك أبي الصقر ... الشيخ سليمان الرحيلي)