إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التعليقات على آخر ما وقع فيه الدكتور فركوس من سقطات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التعليقات على آخر ما وقع فيه الدكتور فركوس من سقطات

    بسم الله الرحمن الرحيم

    التّعليقات على آخر ما وقع فيه الدّكتور فركوس من سقطات
    "مقالة في التعليق على بعض ما حوته مقالاته الأخيرة"
    ـــــ . ـــــ


    الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
    قال هداه الله معنونا لمقاله بقول الله تعالى: "أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)" سورة المطففين.
    ثم قال هداه الله:" فلقد سبق لي منذ أكثر من أربع سنوات خلت أن رددت في مقالي:" تبيين الحقائق للسالك" على أقلام مسعورة لمزت عرضي وتهجمت على منهجي، ونسبت إلي ما هي أولى بالاتصاف به، من التكفير والغلو والطغيان والتطرف والظلم والجهل والابتداع والضلال والسفه والغوغائية، بل قرنوا اسمي بأحداث التسعينيات وسفك الدماء واستحلال الأعراض من غير بينة ولا برهان، وهم أعلم بأصحاب هذه الفتنة ومن سعى في خراب البلاد وإفساد العباد، ثم عادت هذه الاتهامات من جديد إلى الواجهة؛ فبئس هؤلاء الورثة المفلسون! حملهم الشره والغرور ومحبة المناصب والظهور على الكذب والافتراء والبهتان، ولكل قوم وارث، كيف يجترئ هؤلاء على حرمات الأعراض بالإفك والبهتان، ولا يخافون أنهم مبعوثون ليوم عظيم، فمسؤولون عما يفعلون؟ ألا يتقون الله، ويحذرون غضبه وعقوبته، ويستجيبون للناصحين".

    التّعليق:
    والله إنّ العبد ليعجز عن التعليق على مثل كلمات الدكتور هاته التي يُذَكِّرُ فيها غيره بالله، ويخوّفه من مغبّة أفعاله؛ وكأنّه الورع التّقي، الخائف الوجل المتحرّي، وأعماله كلّها تنادي عليه بخلاف ذلك، وتظهر حقيقته التي يحاول إخفاءها بمثل هذه المسالك:
    - أليس هوصاحب السرقات العلمية الكثيرة والثابتة عليه، والتي هي من أشنع أفعاله، وأردإ خصاله؛ كيف لا؛ وقد فُضح أمره، وعُلم أنه متشبّع بما لم يعطه.
    - وأليس هوصاحب التّصحيحات السرِّية التي تدلّ على اعتدادٍ بالنفس، وإظهارٍ لها فوق مستواها، ومحاولةٍ لإنزالها مكانة لا تليق بها؛ كأنّه المعصوم الذي لا ينبغي له أن يخطأ، ولا يليق بمثله أن يخطأ.
    - وأليس هوالذي قال: "أنا لم أر أحدا يقدّسني بل هم يقدسون الدليل..." مجلس الجامعة يوم 1/ 06/ 2022م. مع أنّ كلمات التقديس التي قالها أتباعه فيه، وصدرت منهم في حقّه؛ من أبشع الكلمات، وأشنع الأقوال المستنكرات، حتّى بلغوا في بعض أقوالهم ما لم يبلغه بعض المتصوّفة، والمتحزّبة والمتعصّبة، وقد ذكرت كثيرا من تلكم الكلمات في مقال: "الأدلّة الجلية على اتّصاف الصّعافقة الجدد بصفات الحدّادية وكثير من النحّل الرّديّة" الجزء الثاني، ومما أوردته من كلماتهم فيها:
    - قول أحدهم: إن النظر في وجه الشيخ مرشد إلى الحق؟!
    - وقول الآخر: "قل لئن اجتمعت الصعافقة والجن على أن يأتوا بمثل الشيخ فركوس لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا"؟! فحرّف القرآن من أجل الثّناء عليه وجعله كصفة من صفات الله سبحانه.
    - وقول الآخر وهو يتكلّم على الدكتور: صار علما على السّلفيّة والسّنّة، وقد أعزّها الله وصان جنابها وحلاَها وقارا وهيبة بسبب انتساب الشّيخ إليها"!! إذن السلفية والسنة لم تكن عزيزة، ولا جنابها مصانا، ولا كانت محلاة وقارا وهيبة، حتّى انتسب إليها الدّكتور!؟
    - وقول الآخر وهو يُثني على الدّكتور: قد صار محنة يتميّز بها السّنيّ الصّادق من المبتدع الغارق!!
    - وقول الآخر: "من خان سماحة الوالد العلامة علي فركوس حفظه الله في دعوته السلفية فقد خان العهد الذي بينه وبين الله فلا كرامة له"!!
    - وقول صاحبه يدافع عنه: "كلام الأخ مراد صحيح من جهة أن الشيخ فركوس حفظه الله يدعو لتطبيق القواعد السلفية السنية وليس فقط إعتقادها نظريا. يعني دعوة شيخنا مبنية على اعتقاد وتطبيق الإسلام المصفى -السلفية السنية- كما أمر الله تعالى. فمن خانه وخذله فهو خائن لمنزل شريعة الإسلام وهو الله تعالى"!
    - وقول الآخر: "الشيخ فركوس لا يكرهه إلا كافر مبتدع"!
    - وقول الغالي الآخر: "ما ظننت أن الله يخلق مثل الشيخ فركوس"!
    - ومن ذلك وصف بعضهم له بأنّه إمام الدّعوة السّلفية بإطلاق دون قيد!
    - وزعم الآخر أنّه العالم الوحيد في إفريقيا!
    - وزعم الآخر أنهأعلم أهل الأرض في هذا الزمان!
    - وزعم الآخر أن الدكتور يحفظ المغني لابن قدامة رحمه الله!
    - بل زعم غيره أنه حافظ العصر في جملة أوصاف غُلوٍ قالها فيه!
    - كما أجمعوا أو كادوا يجمعون على وصفه بالمجدد الأمر الذي يراه الدكتور نفسه في نفسه ويقبله منهم حينما يوصف به ولله المستعان!
    وهذه من أعظم سقطاته وزلاته أن يدافع عن أهل الغلو فيه على عكس ما كان يفعله علماء السنة على اختلاف عصورهم وتباين بلدانهم وعودوا إلى كلماتهم - وفي الحاشية بعضها[1]- لتعلموا البون الشّاسع بين العلماء وزعيم الدّهماء!
    - أوليس هوالمتلاعب بكتاباته والمدلّس في مقالاته، فيمحو ويثبت على حسب مصلحته؛ كأنّه يظنّ بالنّاس الغفلة، ويراهم من أهل الحمق والجهالة، وقلة الفطنة وانعدام النباهة، ومن أعجب ما رأيته من أفعاله، واطلعت عليه من سوء تصرّفه وتدليسه: مسألة النقاط، والتي دلّس في المقالة التي أدرجها فيها مرّات عديدة، وكرّات متعدّدة، وكلّما فضح بواحدة منها، إلّا ووقع في أختها، كما هو معلوم لكلّ متابع من غير المتعصّبة المقدّسة:
    فدلّس بإضافتها من أجل تبرئة نفسه من جريمة البتر التي وقع فيها، ثمّ شنّع على مخالفيه بالجهل معتمدا عليها، وهو إنمّا أضافها بعد أن لم تكن، وزادها بعد كتابة المقال بزمن، والله المستعان.
    ثمّ تناقض بزعمه أنه لم يقع في البتر؛ لأنه ذكر الرواية التي بدون التتمة، وهذا ما يتناقض مع ادّعائه وجود النّقاط التي تدلّ على المحذوف الذي هو دليل براءته من البتر.
    ثمّ لما ذكر الإخوة السّلفيون -جزاهم الله خيرا- أنّ الرّواية المذكورة هي عند البيهقي، وهو إنمّا ساق رواية ابن أبي شيبة وهي تتضمن التتمة المذكورة، أضاف بعد ذلك -تلبيسا وتدليسا، وغشّا وخداعا للأتباع المساكين- في التّخريج ذكر البيهقي وغيره، ولم يكن ذِكْرُهم موجودا، ولا سياقهم للرّواية معتمدا.
    فعاد الإخوة ونبّهوه منكرين عليه أنّ رواية البيهقي جاءت بلفظ "فإن خشيت"، ولفظه الذي ذكره هو "فإن خفت"، وهذا اللفظ لم يأت إلّا مع التّتمة، فلم يكن منه حينئذ إلّا تغيير اللّفظ في مقالته إلى اللّفظ الموافق للفظ البيهقي، والله المستعان.
    وهذه عيِّنةٌ عن غشّه وخداعه، وتلبيسه وتدليسه، بل كذبه وافترائه؛ ثم ومع كل هذا لا يخاف من الله، ولا يستحيي منه ومن عباده؛ أن يحتج بمثل هذه الآيات الكريمات، ويقول تلكم الكلمات، كما لم يستح أن يقول في آخر مقالته: "الجواب على دعوى بتر النص وبيان فسادها": "لا شك أن الحق يعلو ولا يعلى، وأن المزاعم والشبهات الزائفة والافتراءات المضللة إنما يستعملها المتهجمون المفترون الذين لا يشعرون بالمراقبة الإلهية ولا يكترثون لواقع الدعوة وخطورة الملابسات عليها، بل شغلهم الشاغل في ذلك هو تلميع صورتهم بالوقيعة والشتيمة، وتبرئة ساحتهم لكسب مصداقيتهم عند الموافقين لهم والمناصرين، وتوسيع دائرة عناصرهم على الساحة الدعوية؛ وهم يعرفون -في قرارة أنفسهم- حق المعرفة أنهم يرمون بريئا بأكاذيب مختلقة، وأن ليس لهم سبيلا لتلافي ترديهم وتهافتهم إلى الحضيض سوى باستهداف الشخص الذي بين أعينهم واتخاذه مشجبا للطعن في دينه ومنهجه، يعلقون عليه التهم الباطلة والادعاءات الكاذبة لتطويل عمر الخلاف، والخروج من الباب الواسع، وكما قيل :"الحق أبلج والباطل لجلج"، وكلا الأمرين منكشف لا محالة، والعاقبة -دوما- للحق، والغلبة لأهله ولو بعد حين...." إلى أن قال:".. علما أن امتداح المخالفين المناوئين لي -من قبل- وإثناءهم لم يكن -أبدا- ليقدمني ولا ليرفعني في شيء في أمور ديني ودنياي، بل العكس هو الصحيح، وأن ذمهم لي وقدحهم -حاليا- لم يكن ليؤخرني ولا ليوهنني في شيء؛ لأن الحق يعلو بالإخلاص والصدق في القول والعمل، فلهم -حينئذ- أن يقولوا عني ما يشاؤون ويرغبون، والحمد لله الذي قيض رجالا أكفاء يذبون عن الحق، ويردون الباطل، ويصدون اعتداء المعتدين المتطاولين بألسنتهم وأقلامهم...".
    والله إنّ كلامه هذا لمن الغرائب والعجائب، إذ كيف بعد كلّ هذا الكمّ من التّلبيس والتّدليس والغش والخداع وانعدام الأمانة والكذب والخيانة يقول الدكتور:" لا يشعرون بالمراقبة الإلهية ولا يكترثون لواقع الدعوة وخطورة الملابسات عليها"، ويقول:" لأنّ الحقّ يعلو بالإخلاص والصّدق في القول والعمل".
    أقول وبكلّ وضوح -إن شاء الله-: إنّ كلّ كلمة قالها في هذه الجمل منطبقة عليه، ومتحقّقة فيه، وهي لائقة به، وإن رمى بها غيره، ويصدق فيه قول القائل: "رمتني بدائها وانسلّت". وسيأتي مزيد بيان لهذا بإذن الله تعالى.
    فهذه النّصائح التي يوجّهها لغيره هو أولى بها، وتلكم النّصوص التي يسوقها لمخالفيه لا يوجد أجدر منه بتدّبرها والاهتداء بهديها:
    كما قال الشاعر:
    يا أَيُّها الـرَجُلُ المُعَلِّمُ غَـيرَهُ :::: هَلا لِنَفسِكَ كانَ ذا التَعليمُ
    تَصِفُ الدَّواءَ لِذي السَّقامِ وَذي الضَّنا :::: كيـما يَصـحّ بِـهِ وَأَنتَ سَقـيمُ
    وَأَرَاكَ تُصلِحُ بالرشادِ عُقولَنا :::: أَبَداً وَأَنتَ مِن الرَّشادِ عَقِيمُ
    لا تَنهَ عَن خُلُقٍ وَتأتيَ مِـثلَهُ :::: عارٌ عَلَيكَ إِذا فعلتَ عَظيمُ
    ابدأ بِنَفسِكَ فانهَها عَـن غَيِّها :::: فَإِذا اِنتَهَت عَنهُ فأنتَ حَكيمُ
    فَهُناكَ يُقبَلُ ما وَعَظْتَ وَيُقْتَدى :::: بِالـعِلْمِ مِنْكَ وَينـفَعُ التعليمُ

    - ولقد ذكّرني موقفه هذا -من تظاهره بالورع والخوف من الله سبحانه، وإنكاره على غيره أنهم لا يشعرون بالمراقبة الإلهية، وكأنه صاحبها والقائم بها، والمحقق لها، مع ما هو عليه من الغش والخيانة والتلبيس والتدليس من أجل الحفاظ على مقدسة مناحيس- قلت لقد ذكّرني هذا بأبي الفضائح في الفتنة السابقة حيث قال: "ربي عظيم -يا جماعة- ربي كبير، إذا كنت أنا كاذبا فالله سيخرجها فيّ يا جماعة (طريقة في الكلام معروفة عند الجزائريين) عقاب الله لي أكثر من عقابكم لي"! فكان تعليقي يومها على كلماته هذه بكلام يليق أن يقال شبيهه للدكتور اليوم لتشابه ما بينهما في الجرأة العظيمة على الله سبحانه: "فهذه جرأة عظيمة منك، فما أقواك وما أبسلك! أتستعدي الله عليك بتظاهرك بالخوف منه وطلب رضاه وتحققك من نصرته لأنك تنصر الحق الذي أمرك به، وبرميك للآخرين ظلما وعدوانا بما هو متجذر فيك؛ تلكم الأمور التي تعلم قبل غيرك بطلانها، ولا تشك في عدم صدقك فيها، ألا تخاف بطشه وعقوبته؟! إنك لجريء جرأة لا تساويها جرأة أحد من الناس؛ لا جرأة من يهجم على الأسود أعزلا ليصطادها، ولا على الجيوش وحيدا ليقاتلها، فإن هذين يتصور النجاة لهما، ويمكن أن يسلما مع تهورهما، أمّا من بارز الله سبحانه فأنّى له السّلامة والنّجاة، إلّا إذا تاب توبة نصوحا قبل فوات الأوان؟".
    أما التّطفيف فأنت صاحبه، ومن أعظم المتّصفين به؛ وما تعاملك مع العلماء والحكام -كما سيأتي بيانه- إلّا من أعظم تطفيفك، ومن ذلك أنّك لا ترضى أن ينكر عليك في العلن بالحقّ، وتٌفتي الناس بجواز فعلهم له مع حكامهم وولاة أمورهم، مع ما يترتب عليه من الفتن والمحن، وفساد البلاد وتعطل مصالح العباد، ومع كونه محرّما بنصوص الشريعة التي حاولتَ أن تعطّلها بالشبهات الواهية، كما أنك تجعل عرضك مصونا، والكلام فيك ممنوعا، في الوقت الذي تتطاول فيه على علماء الأمّة، وتفتح المجال للرّعاع يتكلّمون فيهم، وينتقّصون من قدرهم، ويحاولون إسقاطهم، والله المستعان.
    - أمّا قوله: "فبئس هؤلاء الورثة المفلسون! حملهم الشره والغرور ومحبة المناصب والظهور على الكذب والافتراء والبهتان، ولكل قوم وارث".
    اتّق الله يا دكتور؛ وانظر إلى كلامك، فإني وجدتك تصف غيرك بما هو متجذّر فيك، ومتحقق من خصالك:
    - فمن الذي حمله الشّره على السّرقات العلميّة وانتحال جهود الغير؟
    - ومن الذي حمله الغرور على ادّعاء التّجديد، والانتقاص من علماء السّنّة الصّناديد.
    - ومن الذي حمله حبّ منصب الإمامة والتّجديد والظّهور على التّلبيس والتّدليس، والكذب والخيانة، والتّصحيحات السّرّيّة، والحرب على دعاة وعلماء الدعوة السلفية؛ ومن ذلك: محاولة الظهور بمظهر الأعلم والأنفع من العلامة الفوزان حفظه الله ورعاه، حيث زعمتَ أنه تُعدُّ له الأسئلة بأيام، بينما أنت تجيب مباشرة على أسئلة السائل، وأنه يجيب بكلام مختصر، وأنت تفصّل أكثر وأكثر.
    ثم ما هي المناصب التي يحرص عليها الشيخان لزهر سنيقرة وعبد المجيد جمعة حفظهما الله؟
    فهل الذي يحرص على المناصب يحاول اللّقاء بك، ويأتي لأجل ذلك إلى بيتك، وينتظر الساعات الطوال لتخرج إليه وتكلمه، وهو الشيخ الدكتور عبد المجيد جمعة حفظه الله ورعاه؟!
    وهل الذي يحرص على المناصب ويحبّ الظّهور يطلب اللّقاء بك، ويصرح بأنّه لو لقيك لقبّل رأسك، أقصد الشيخ لزهر سنيقرة حفظه الله ورعاه؟!
    وهل من يحرص على المناصب والظّهور يقول معلّقا على وصف العلّامة محمّد بن هادي حفظه الله له بالعالم، أنّه لا يعتقد ذلك في نفسه، وأنّه من طلبة العلم ونحو هذا الكلام، وهو الشّيخ الوالد لزهر سنيقرة حفظه الله ورعاه؟!
    اتّق الله يا دكتور واخش يوما تقف بين يديه فيحاسبك على كلّ صغيرة وكبيرة فيه.
    - ثمّ قال هداه الله: "علما أن دعوى التكفير قد أجبت عنها في مقالي".

    التعليق:
    هذا من التلبيس والتدليس، ومحاولة استعطاف قلوب الأتباع من الهمج الرّعاع، ورمي للسّلفيّين بأنهّم يصفونه بالتّكفير للفرق الإسلاميّة المبتدعة المخالفة للفرقة النّاجية؛ كما وصفه به السّابقون من مخالفيه، وهذا افتراء وكذب فإنّه لا يوجد أحد من السّلفيّين قال بأنّه يُكفّر الفرق الإسلاميّة، وإنمّا ذكروا من أقواله ما وافق به السّروريّة والحدّادية والقطبيّة، وغيرها من النّحل الرّديّة، والمذكور حقّ لا مرية فيه، ولا ريب في ثبوته عليه وإدانته به:
    - أليس هو المخالف للعلماء قاطبة في تقريراته السّروريّة، وكلماته المخالفة للطّريقة السّويّة السّلفيّة:
    1- كقوله:" فهذه التّشريعات الوضعية التي يحكمون بها ويتحاكم المسلمون إليها ويرضون بحكمها فهي -بلا شك- منازعة لله في حقّ الأمر والنّهي والتّشريع بغير سلطان من الله، ومخالفة صريحة لجوهر التّوحيد، وتمرّد على حقيقة الإسلام التي توجب على عباد الله القبول والانقياد والاستسلام لدين الله تعالى". فما حكم من يرضى بالتّحاكم للتّشريعات الوضعيّة؟ وما حكم من وصف المسلمين جميعا به أي بالرّضى بالتّحاكم لغير دين الله من التّشريعات المخالفة له؟
    2- وقوله:" ولا يخفى أنّ أساس أنواع الشّرك وأخطرها: التّشريع من دون الله، فأثبت لهم الضّلال بأخبث أنواع الشّرك والعبادة من دون الله افتراء عليه.
    وبعد التّصحيح السّرّي قال: "ولا يخفى أنّ من أخطر أنواع الشّرك: التّشريع من دون الله، فأثبت لهم الضّلال بأخبث أنواع الشّرك والعبادة من دون الله افتراء عليه...". ما حقيقة من يجعل التّشريع من دون الله أخطر أنواع الشّرك، وأنّه أخبث أنواع الشرك، وهل يمكن لسلفيّ العقيدة والمنهج أن يقول مثل هذا الكلام؟.
    3- وقوله كما في "الحلل الذهبية شرح العقائد الإسلامية" ص589:" فكانت الغاية -إذن- من تنزيل الكتاب هي إقامةَ حكمه والعمل بشريعته؛ كما بيّنه تعالى بقوله: "إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105)" سورة النساء، ومن منطلق هذه الغاية جعل الله من صفات المؤمنين: الحكم بما أنزل الله والتحاكم إليه؛ وبالمقابل جعل من صفات المنافقين: العدول عن حكم الله وشرعه إلى تحكيم حكم الطاغوت والجاهلية..." وجعل في الفهرس عنوانا لهذا الكلام وهو: الغاية من إنزال الكتب.
    وهذه الكلمة المنتقدة عليه، والمنكرة من كلامه؛ إنّما أخذها وتبنّاها مقرّا لها من كلام عبد العزيز آل عبد اللّطيف القائل في كتابه "نواقض الإيمان القوليّة والعملية" ص294:" - منزلة الحكم بما أنزل الله من الدّين:
    فرض الله تعالى الحكم بشريعته، وأوجب ذلك على عباده، وجعله الغاية من تنزيل الكتاب، فقال سبحانه: "وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ" سورة البقرة من الآية 213، وقال تعالى: "إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ" سورة النساء من الآية 105".
    فما هو حكم من يجعل الغاية من إنزال كتاب الله هو إقامة حكمه والعمل بشريعته، ثمّ ما حكم من يأخذ عقائده من أهل الانحراف والضّلال؟
    4- وقوله: "بهذا النّوع من الحكم الذي يسمّونه الدّمقراطيّة، والتي بلغ التّهويل بها والتّعويل على دساتيرها وقوانينها والغلو في تعظيم نظامها الأغلبي إلى حد العبوديّة والتّقديس؛ كما لو كانت شريعةً إلهيةً منزلةً من الحيِّ الذي لا يموت...".
    5- وقوله: "وهكذا أصبح هذا المبدأ الفكري الجاهلي بنظامه ودساتيره وقوانينه له الحرمةُ والتعظيمُ والقدسيَّةُ في نفوس النَّاس كأنَّه الفيصلُ في الدين والشريعة، بل هو دينٌ آخرُ فرض على المسلمين بدلا من دينهم الحقِّ وشريعتهم النقية، فلا دندنة إلا على حكم الدمقراطية وإرادة الشعب والأكثرية، ولا حديث إلاَّ عن تقديس البرلمان المتشرِّع، وتعظيمِ الدّستور والتّنويه بالقانون، وحرمةِ المحكمة وقدسيّة القضاء الوضعي، فباسمِ الشعب تستفتحُ الخطاباتُ الرسميَّةُ وغيرُ الرسميَّة، ولا اعتبار فوق إرادة الشعب، منه المبدأ وإليه المنتهى والمصير؛ وعليه، فقد تبلور جليًّا أن التشريع للشعب والسيادة له وحده لا شريك له، فلا التفات إلى شرع الله ولا اعتبار لحكمه، بل شريعة الإسلام خاضعة -عندهم- للقوانين والقواعد الأساسية المولّدة من الشعب عن طريق سلطته التشريعية، وما كان منها موافقا للشريعة فإنما وافقها عرضا ومصادفة، لا سلوكا ولا اتباعا وخضوعا...". ما حكم من أصبح المبدأ الفكر الجاهلي بنظامه ودساتيره وقوانينه له الحرمة والتعظيم والقدسية في نفوسهم؟ ثم هل هذا هو واقع الناس؟ وما حكم من حكم على الناس بمثل هذه الأحكام الجائرة؟
    6- وقوله: "وقد تمكّن حماة الديمقراطية وسعاتها والمروجون لها -من المفتونين بالغرب والمتبنّين للطرح العلماني وبقية إخوانهم في الغيِّ- من الوصول إلى غرس مبادئ الديمقراطية ودساتيرها وقوانينها في نفوس المسلمين، حتى أشربوا في قلوبهم حُبَّها ندا وعدلا كحب الله، والرضوخ لها، وطاعة دساتيرها وقوانينها، والتعصب لها، واتخاذها دينا جديدا يعتقدونه ومذهبا ينتحلونه، يسيطر على أهوائهم وشهواتهم، لا يخضعون إلا له، ولا يتحركون إلا به". هل صحيح أن حماة الدّيمقراطيّة قد تمكنوا من غرس مبادئها ودساتيرها وقوانينها في نفوس المسلمين حتى أشربوا حبها في قلوبهم ندا وعدلا كحب الله؟ وما حكم المسلمين الذين وقع هذا منهم؟ وهل هذا هو واقع المسلمين؟ وما حكم من يرمي المسلمين بمثل هذه الأحكام؟.
    فهل يعدّ هذا من التّكفير أم لا؟ أجيبوا بعلم إن كنتم صادقين.
    وغير ذلك من كلماته الشائهة المخالفة لمعتقد وطريقة أهل السنة والجماعة.
    - أوليس هو من قال وهو يتكلم على الدعارة المنظمة، فقال عن الحكومة:" والدليل أنهم يستحلّون: رعايتهم الصحيّة لتلك النساء" كما نقل ذلك عن مجلس من مجالسه أحد إخواننا الثقات.
    - أوليس هو من أفتى بعدم جواز الدعاء لولي الأمر السابق كما نقل عنه أحد الغالين فيه والمقدسين له المسمى سيد فيصل.
    - أوليس هو من كفّر الرئيس السابق كما هو مشهور عنه ومعلوم من قوله.
    - أوليس هو من أفتى بتحريم أموال الأسلاك الأمنية في الجزائر من جيش ودرك وشرطة ونحوها، وافتى بعدم مصاهرتهم، ولا تناول طعامهم، بل أعظم من ذلك أفتى بعدم الإحسان إليهم ولو بسقي أحدهم شربة ماء هو في حاجة إليها.
    - أوليس هو من قال لو منعوني من التدريس لدرست من شرفة البيت، على خلاف طريقة أهل السنة الذين يصرحون بأنهم لو منعوا لامتنعوا ولم يعصوا.
    - أوليس هو من قال كما في "تآزر الطلبة" وهو يتكلم على مدرسة "المعالم":" ثم بعد ذلك طلب مني عدة مرات أن أزورها فأبيت "وليس إبائي وعزوفي قدحا في هذه المدرسة" ولكن قلت للوسيط الذي جاء إلي:" أخشى لو ذهبت إليها أن تغلق"، لأني متابع أينما أذهب، وربما يمنعون صاحبها من بغيته، وهي نشر العلم، ولهذا امتنعت..." أليس هذا من التأليب والتهييج على ولاة الأمور مما يخالف طريقة أهل العلم في مختلف العصور.
    وهذه الأمور -وغيرها كثير- هي التي جعلت جملة من علماء الأمّة يصفونه بالسّروريّة وسلوك الطّريقة التّكفيريّة والوقوع في البدع الردية:
    1- حتى قال العلامة السحيمي حفظه الله: "وقع في عقيدة الخوارج في الإنكار العلني على الحكام".
    2- وحتى قال الشيخ محمد بن ربيع المدخلي حفظه الله: "إن الذي حمله على الكذب على الأئمة الثلاثة هو نصرة فتواه السّرورية بالباطل".
    وقال عنه: إنّه أحدث في الدين وتأثر بأفكار سيد قطب وحسن البنا وعلي بلحاج".
    وقال عنه: إنّ الشيخ سليمان خير منه وأن الدكتور فركوس متأثر بالإخوان والسرورية".
    وقال عنه: "ليس هو بأفضل من المأربي والحلبي وعرعور والمغراوي والبخاري فهم عندهم علم ويرون أنفسهم سلفيين خلّصا كما يدعي صاحب القبة ويُدّعى له من أتباعهّ. فسنّوا به سنّتهم.
    3- وحتّى حكم الشّيخ علي رضا حفظه الله: على كلامه الصادر في السعودية بأنه عمل باطل ومخزي أن يصدر ممن كان يظن به السلفية فإذا به سروري تكفيري عياذا بالله. فوصفه بالسرورية والتكفير.
    - وحكم عليه بأنه متروك! وهو في علم الحديث معناه كما ذكر الشيخ -حفظه الله-: ضعيف جدا أو متهم بالكذب.
    ثمّ قال بعد هذا الحكم: "فهذا خلاصة قولي فيه ولا أحتاج إلى سرورياته الضالة".
    وقال في آخر كلام له: "إنه مبتدع". وغير هؤلاء كثير وكلامهم مذكور في المقالات السابقة فمن شاء رجع إليها.

    وخلاصة هذا الكلام أن يقال لك:
    فإن كنت تريد أن تردّ فردّ على هذه الحقائق، وإن كنت متنصّلا من التكفير فلا تتنصل من تكفير الفرق الإسلاميّة؛ لأن هذا لم يؤاخذك به السّلفيّون، ولم ينسبك إليه السّنيّون، وإنما عليك أن تتنصل بالدليل والبرهان من تكفير من يحكم بالديمقراطية، والتشريعات الوضعية، من غير تفصيل كما هو معتقد السرورية، والنحل الردية؛ بكلام واضح بيِّن لا غمغمة فيه، ولا التواء يعتريه، كما يجب عليك أن تتنصل بالدليل والبرهان من تكفير الرئيس السابق للبلاد الذي نُقل عنك واشتُهر من قولك، ونظيره أن تتنصل من كلامك في الأسلاك الأمنية وحربك لها، وتشهيرك بها، وتحميلك إياها كثيرا من المخازي والمعاصي والشرور -والعياذ بالله-.
    وهذه الأمور هي التي أنكرها عليك السّلفيّون؛ وعلى رأسهم علماؤهم، ومشايخهم، والدّعاة المعروفون منهم، أمّا تكفير الفرق الإسلاميّة فلم ينسبه إليك أحد منهم، فضلا أن ينكره عليك ويؤاخذك به.
    والذي أظنّه أنّك لمّا افتُضح أمرك ببيان السّروريّة التي أنت عليها، وانحرافك في مسألة الحاكميّة التي غلوت فيها، ودندنتك حول الأسلاك الأمنية وحربك لها، وحكمك بالكفر على الحاكم السابق لبلدنا الجزائر؛ أردت أن تتنصل من هذه التهم خوفا على نفسك، وسترا لحقيقتك، كما كنت في سالف أمرك: فتبرأت من التكفير بلفظ عام لكن بقصد خاص وهو تكفير الفرق الإسلامية؛ هروبا من منهجك الذي تخاف أن تحاسب به، وتتضرر بتبعاته، ولكن هيهات أن تمر تلبيساتُك بعد الآن على السلفيين، فأجب عما انتقدوه عليك في مقالاتهم وكتاباتهم وصوتياتهم، أما الهروب إلى الأمام بالإجابة عن أمور لم يصفك بها أحد منهم، فهذا تلبيس وتمويه لا ينطلي على السلفيّين، والحمد لله ربّ العالمين.
    فلا يمكنك أن تَغُرِّ السّلفيّين -والحمد لله وحده- بمثل قولك في آخر مقالك: "وإنّي أبرأ إلى الله تعالى من تهمة التكفير والتنظيم والزعامة وغيرها".
    لأن كلامك واضح فأنت وإن نفيت التكفير بهذا اللفظ العام؛ إلا أنك لم تتنصل إلى من تكفير الفرق الإسلاميّة كما في كلامك الذي سقته من مقالك القديم، أمّا ما أثبته عليك السّلفيّون فلم تتكلّم عليه، ولم تتعرّض أصلا له، وهو بيت القصيد فلا تلبِّس، وكن شجاعا على قدر المقام الذي تدّعيه لنفسك، ويدّعيه لك أتباعك؛ من الإمامة والصّدع بالحقّ، ومحاولة تجديد المنهج، فضلا عن الادّعاءات التي جاءت في مقالاتك الأخيرة وكلماتك المنتشرة.
    وكلّ هذه الأمور التي تحاول التّنصل منها ثابتة في حقّك يقينيّة من أفعالك وأحوالك وبيانه:

    - فأما التّكفير فكلامك -ومنه المتقدّم ذكره- يدينك، ولذلك حكم جملة من أهل العلم به عليك.
    - وأمّا التّنظيم فكيف تسمّي جمع النّاس على فتاويك الباطلة المخالفة لما عليه علماء السّنّة، وفقهاء الملّة، وعقد الولاء والبراء عليها، إلى أن فارقت أنت ومن اتّبعك عموم أهل السّنّة والجماعة في بلدنا وخارج بلدنا؟ ثمّ ما هو مرادك بقولك وأنت تتكلّم على الشّيخ نجيب: "لكن الشّيخ نجيب لم يقع فيما وقعوا فيه وبينهما فرق شاسع حتّى إنه في البداية كان يصلّي بالتّباعد فلمّا بلغته الفتوى أخذ بها"، فهل صار الحقّ عندك والثّناء منك مرهونا بالأخذ بفتاويك، فمن أخذ بها كان من أهل الحقّ ومن خالفها فهو من أهل الباطل مع أنّها مسألة اجتهاديّة خالفت فيها كلّ علماء السّنّة، أليس هذا من التّحزيب؟! أنّ من وافقك في فتاويك فهو المرضيّ ومن خالفك فهو المنحرف، والله المستعان.
    - وأمّا الزّعامة فهي ظاهرة عليك متجليّة من خلال كلماتك ومواقفك؛ فمن بالله عليك ادّعى في نفسه التّجديد، وأنّه قام يصحح المسار، ومن الذي لام مشايخ البلد على عدم نصرتهم له في فتاويه الأخيرة، وقال: "لم يؤيّدوني ولم يقفوا معي ولم يردّوا العدوان الذي طالني" ومن حاربهم من أجل ذلك وحرص على إسقاطهم وتنحيتهم من السّاحة الدّعويّة؟ فلو لم تكن ترى نفسك زعيما عليهم، ورأسا فيهم، لما غضبت لعدم مناصرتهم لك، ووقوفهم معك، وبخاصّة في مسائل فقهيّة هم يخالفونك فيها، ولا يرون الحقّ معك ولا الدّليل يؤيّدك.
    ثمّ من قال -كما في تآزر الطلبة-:" فأنا انتهى انسحبت، ولكن لا أقبل من أيّ سلفيّ أن يتابع من يصلّي بالتّراص، ويخرجه من المسجد". لا أقبل! فبأيّ صفة تتكلّم بمثل هذا الكلام؟ أليست المساجد تحت رعاية وليّ الأمر، وأنّ الإمام هو المسؤول الأوّل عنها وعمّا يقع فيها؟ وأنّ السّلفيّ إن اعتقد أنهّم واقعون في مخالفة لشريعة الإسلام في أمر من أمور الدّين صلّى معهم ثمّ أعاد على ما يراه صوابا، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وكما أفتى علماؤنا الكبار كالإمام الألباني رحمه الله في مسألة صلاة الصبح قبل وقتها الشّرعيّ أنّهم يصلّون معهم ويعيدون، ولم يقل: يصلّون في الوقت تحقيقا للأمر الشّرعيّ وعملا بسنّة التّدافع البدعيّة التي قلت بها.
    ثمّ من قال لأتباعه عن الشّيخ سالم موريدا حفظه الله: "لا تجالسوه ولو رجع" وهل هذه فتيا عالم لطلبته أم أمر من زعيم لأتباع تنظيمه؟ أليست التّوبة تجُبّ ما قبلها، وأنّ حال المسلم بعد رجوعه كحاله قبل زلّته ومعصيته؟ إذن ما وجه هذا الكلام إلّا أن يكون أمرًا ممّن لا يعارض، ولا ينبغي أن يخالفه أحد؟
    - ومن العجائب قوله هداه الله: "أَن رددت ... على أقلام مسعورة لمزت عرضي وتهجمت على منهجي، ونسبت إليّ ما هي أولى بالاتصاف به..." إلى قوله: "كيف يجترئ هؤلاء على حُرمات الأعراض بالإفك والبهتان، ولا يخافون أنّهم مبعوثون ليوم عظيم، فمسؤولون عمّا يفعلون؟ ألا يتّقون الله، ويحذرون غضبه وعقوبته، ويستجيبون للنّاصحين".
    كيف يقول مثل هذا الكلام وقد نال علماءَ الأمّة وفقهاءَ الملّة منه ما نالهم، وأصابهم من جرّاء كلامه الباطل المبنيّ على البهتان والإفك ما أصابهم؛ منه ومن أتباعه المتعصّبين له المقدّسين لشخصه:
    - أوليس هوالطاعن في العلماء المنتقص من أقدارهم المتجني عليهم والمهيج للغوغاء عليهم:
    1- كقوله:" كما في ""تآزر الطلبة" الأربعاء 29/صفر/ 1443هـ: "ثم عاد الشيخ إلى الكلام عن الفتاوى الثلاث فقال: حاربوا هذه المسائل بالتّقليد، تقليد اللّجنة، لأنّهم سمعوا من بعض المشايخ هناك أنّه قال: "أين أنا من اللّجنة؟"، وهذا الكلام فيه تنازل عن الدّليل، ومهما كان قائله فإنّه مخالف لما تقرّر في المنهج السّلفيّ للإجماع الذي نقله ابن قدامة على أنّ المجتهد إذا اجتهد وانتهى إلى قول وجب عليه أمران:
    الأوّل: أن يعمل بما انتهى إليه اجتهاده.
    الثّاني: أن يفتيَ به.
    لو قال: أنا أحتفظ بهذا لنفسي ولمن استفتاني، وما قالته اللّجنة فهو لعامّة النّاس لكان أهون، أمّا التّنازل عن هذا، فكيف يتنازل عن الحقّ وعن الدّليل؟
    فهذا يخالف اتّباع النّبيّ صلى الله عليه وسلم ويخالف مقتضى شهادة أنّ محمّدا رسول الله، أنت حين تقول: "أشهد أنّ محمّدا رسول الله" فمعنى ذلك أنّي أجعل محمّدا صلّى الله عليه وسلم متبوعي، ولا أقدّم عليه قول قائل، كائنا من كان".
    والظّاهر أنّه يقصد بكلامه هذا العلّامة عبد المحسن العبّاد -حفظه الله ورعاه- الذي كان قد افتى بالجواز ثمّ أفتى بعدم التّعويل على ما قاله؛ كما تقدّم ذكره في "البراهين الجلية".
    2- وكقوله؛ كما في مجلس الأربعاء 14 ربيع الأول 1443هجرية الموافق لـ: 20 أكتوبر 2021م في ضمن جواب له على سؤال: "كذلك أصل من أصول المنهج السّلفيّ أن لا نقدّم على كلام النّبيّ صلى الله عليه وسلم كلام غيره، وإنمّا نعمل على مقارعة الحجّة بالحجّة، إن وجد دليل آخر معارض، ونعمل بالقواعد الفقهيّة المعروفة، فلا نقدّم كلام الأطبّاء ولا كلاما مبنيّا على دليل غير واضح أو دليل مرجوح، ولا كلاما مسيّسا أو أمر آخر".
    وهذا رمي لعلمائنا الذين أفتوا بالصّلاة بالتّباعد زمن كورونا بأنّهم قدّموا على كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كلام الأطبّاء، أو أنهّم اعتمدوا على أدلّة غير واضحة أو مرجوحة، أو بنوا فتواهم على أمر مسيّس، وهذه تهم بعضها أعظم من بعض، وهي تدل على مكانة أئمة أهل السنة والجماعة عنده، ومنزلتهم من نفسه، وهو الأمر الذي دفع أتباعه للتّطاول عليهم، وسبّهم، ووصفهم بالأوصاف البشعة، والحكم عليهم بالأحكام الشّنيعة.
    3- وكقوله كما في مجلس الأربعاء 14 ربيع الأول 1443هجرية الموافق لـ: 20 أكتوبر 2021م في ضمن جواب له على سؤال وجه إليه: "الإخوان في تغييرهم الدّين ومحبّتهم لتغيير الشّريعة يتمسّكون بالضّرورة، ويتمسّكون بالمقارنة والمقاربة...."، ثمّ قال بعد كلام عن الإخوان: "هذه طريقتهم في التّبديل والتّغيير، والشّيء نفسه في مسألة التّباعد، إذا سألتهم لماذا تصلّون بالتّباعد؟ قالوا: هذا كلام الأطبّاء، وقالوا: وكلام فلان وين نحطّوه، أي: أين نضعه؟!
    فنقول: كيف تترك حديث النبي صلى الله عليه وسلم؟!" وهذا فيه تشبيه من يقول: بالصّلاة بالتّباعد بالإخوان المسلمين في تغييرهم للدين، وكأنّ من أفتى بالصّلاة بالتّباعد لفترة وجود العلّة يُغيِّر الدِّين، ويحب تبديل الشّريعة؟ وهذه عظيمة من العظائم؛ لأن الذي أفتى بجواز الصلاة بالتباعد فيهم من يعتبر من أئمة أهل السنة في زمننا، فإن زعم أنه لا يقصدهم فكلامه يتناولهم، ثمّ فهمه لكلام الشيخ لزهر -حفظه الله- حينما قال: "إذا لم نأخذ بكلام الأطباء هذا سفه منا"أنّه يقصده يُدينه؛ لأنّ هذا الكلام منه أوضح في تناول العلماء من كلام الشيخ لزهر -حفظه الله- له؛ وعلى أقلّ الأحوال هو مطالب بالتّبرؤ ممّا قال، حتى لا يلزم به، وينكر عليه. وغيرها كثير.
    والمجلس الذي قال الدكتور فيه هذه الكلمات السابقة، والتي طعن فيها في علمائنا وحقرهم، وانتقص من قدرهم، وسفه آراءهم، هو المجلس نفسه الذي قال فيه:" ومن النقاط المنهجية: احترام أهل العلم الصادقين في دعوتهم، لأن أهل العلم هم ورثة الأنبياء، فكيف تقول لورثة النبي أنت سفيه؟!
    ينبغي على الإنسان أن يفرح بمن يربي الناس ويعلمهم الخير، ليس تاج رؤوسنا، وبعدها في الواد.
    لست أنتصر لنفسي، ولكن هذه من عهود قديمة، من العهود الأولى، نحن دائما في مد وجزر ولكن صبر جميل".
    هذا الكلام قاله في الدفاع عن نفسه، وجعل الكلام فيه من الأخطاء المنهجية التي وقعوا فيها، واستوجبت مفارقَتَه لهم، وتحذيرَه منهم، وحربَه عليهم، أما كلامه هو في العلماء فلا بأس به، وليس من الأخطاء المنهجية التي وقعت منه، والله المستعان.
    وسأجيبه بكلامه:
    - "ومن النقاط المنهجية: احترام أهل العلم الصادقين في دعوتهم، لأن أهل العلم هم ورثة الأنبياء، فكيف تقول لورثة النبي" أنتم تتركون كلام النبي صلى الله عليه وسلم لقول الأطباء، وتتركونه لكلام مُسيّس، وهذا الأخير طعن في أديانهم، ورمي لهم بما كان يرميهم به الحزبيون من السروريين والقطبيين والإخوان المفلسين، الزاعمين في علمائنا بأنهم علماء السلاطين، ولذلك صرح بعض مقربيه بقوله: الشيخ الفوزان يداهن بن سلمان، بل هذا مما نقل عنه نظيره.
    - "ينبغي على الإنسان أن يفرح بمن يربي الناس ويعلمهم الخير" ليس يشنّ حربا عليهم، ويطعن فيهم، ويؤلب الغوغاء عليهم، ويجرّئ السفهاء على أعراضهم؛ حتى نالهم منهم ما نالهم، من دون ردّ منه ولا نكير، بل سكت عليهم وغض الطرف عنهم، وهم يقومون بما يقومون به انتصارا له، ونصرة لمنهجه الذي خالف العلماء به.
    - هذا زيادة على في كلمته المتقدمة هذه من تزكية نفسه، إذ زعم أنه: "من أهل العلم الصادقين، ومن ورثة النبي صلى الله عليه وسلم" الأمر الذي لم نعهد مثله من علمائنا، بل رأيناهم يُزرون على أنفسهم، ويقول أحدهم: ما أنا إلا طويلب علم ونحوها، وقد تقدم التنبيه على ذلك وذكر أمثلة من أقوالهم في الحاشية.
    ثم اعلموا رحمكم الله؛ أن كلام أتباعه ومَن هم ألصق النّاس به في علمائنا إنّما أخذوه منه، واستقوه من مجالسه؛ والدليل على هذا أمور:
    الأول:أنهم نكرات لا يمكن لأمثالهم أن يتطاولوا على العلماء وهم ينتسبون إليه لو لم يعلموا رضاه بذلك، بل لو لم يأخذوه عنه، ويعتمدوا عليه فيه، وممّا يؤكد هذا ويدلّ عليه: أنّ أحد مقلّديه -وهو عيسى الشّلفي- صرّح بعدما طعن في بعض علمائنا أنه سمع الطعن من الدكتور، ثمّ لما ألزم قال: هذا ما فهمته من كلامه، ثم بعد ذلك تنصّل كاذبا بأنه لم يقله، والشهود عليه بذلك موجودون والحمد لله، والظاهر أن كلامه الأول هو الحق، ولكنه حفاظا على منزلة شيخه ومكانته اضطر للكذب والادّعاء، والله المستعان.
    الثاني:أنّهم مجرّد مقلّدة متعصّبة، ومعلوم عن المقلّد أنّه لا يرى غير كلام مقلّده، ولا يعتبر علما إلّا ما سمعه ممّن يتعصّب له ويعظّمه لدرجة تقليده واتّباعه في شأنه كلّه.
    الثالث:أنّه زكّاهم مع علمه بحالهم وكلامهم وتطاولهم على علمائنا وأئمّتنا، وقد تقدّم ذكر كلماتهم التي صدرت عنهم في مقالة: "الأدلة الجلية على اتصاف الصّعافقة الجدد بصفات الحدّادية وكثير من النّحل الرّديّة" الجزء الأوّل، وممّا جاء فيه من طعوناتهم:
    1- الشيخ عبد الرحمن محي الدين رحمه الله: (-أصابه داء الأمم. -أنّه يسكت عن المنكر المنتشر فيما يسمى بموسم الرياض. -وما أكثر إطلاقه للسانه دون ضبط له ولا تريّث. -لم يترك أحدا من الطرفين في أحداث الاحتوائيين إلا وتكلم فيه فور وصول سؤال الواتس. -كان في فتنة الاحتوائيّين وسيلة لكل من أراد أن يستخرج جرحا في عدوه. -يزكي مختلا عقليا ويطعن في عالم رباني. -كان يطعن ظلما في الشيخ العلامة المحدث ضياء الرحمن الأعظمي -رحمه الله-).
    2- العلامة عبيد الجابري رحمه الله: (-كتبه فيها أخطاء كثيرة في العقيدة ولذلك وضعها مع كتب المخالفين). وكلمة: عنده أخطاء كثيرة في العقيدة هذه ذكرت أيضا عن الدكتور ذاته أنه قالها في العلّامة عبيد رحمه الله وهذا من دلائل أخذ هؤلاء الأتباع هذا الشر منه واستقائهم له من مجالسته.
    3- العلامة الفوزان حفظه الله: (- الفوزان يداهن بن سلمان. -يعانق في الجنائز ويجيز التّباعد. – يعمل بما يأمر به وليّ الأمر ولو في مخالفة الشّرع). وهذه أيضا نُقلت عنه أنّه قال: الفوزان المطرقة فوق رأسه.
    4- اللّجنة الدّائمة للإفتاء (-رجالها غيّروا منهجهم. -تفتي بغير ما أنزل الله. -تُداهن ولاة أمورها أو تفتي وفق أغراض الحكّام).
    5- هيئة كبار العلماء (- أنّه ليس فيها من السّلفيّين إلّا أربعة).
    6- علماء السّنّة (- يجالسون المنحرفين والمنحرفين جدا).
    7- الشيخ المحدث العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله ( - يتنازل عن الدليل - ويخالف الهدي. - ويخالف مقتضى شهادة أنّ محمّدا رسول الله صلى الله عليه وسلم -وهذه الأخيرة خطيرة جدا-).
    8- الشيخ العلامة محمد بن هادي المدخلي حفظه الله (- زكّى الشيخين أزهر وجمعة حفظهما الله بغير أدلة! - ساقط العدالة. -متروك عند السّلفيين منذ وقع منه القذف لمسلم ولم يأت بالشّهود. -يشمله ما جاء في البيان فلا هو نصر ولا هو دافع).
    9- الشيخ العلّامة سليمان الرحيلي حفظه الله (-زكى الشيخين أزهر وجمعة حفظهما الله بغير أدلة! - تشغيب. –طعن مبطن في من يعمل بفتاوى الشيخ فركوس. -متناقض. – صار يقول خلاف ما كان يقول ويدعو إلى عدم مخالفة الفتوى الرسمية).
    10- جمهور العلماء الذين أفتوا بجواز الصّلاة بالتّباعد (-خالفوا أمر النّبيّ صلى الله عليه وسلم بالتّراص. -يحاولون إقناع النّاس بصحّة هذه الصّلاة التي تشبّه صلاة البوذيين. – فتواهم في الصّلاة بالتّباعد مُسيّسة. – يُفتون بما يوافق الحكّام. – يسكتون على المنكرات كموسم الرياض. - صحّحوا دون حجّة صلاة أبطلها النّبيّ صلى الله عليه وسلم ولم يجر عليها عمل السّلف في الطّاعون. - وتحمَّلوا فيها تبعة من سنَّ لمليار مسلم هذه الصّفة. - وتحمَّلوا وزرهم إن لم يكونوا متأوّلين).
    11- الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله (- رميه بالإرجاء. ).
    12- الشيخ السّحيمي حفظه الله (- من علماء السلطان. - كلامه عار عن المادة العلميّة. – في كلامه الطّعن والتّلفّظ بألفاظ مشينة، فيلحق بجملة الطعون المثبتة في البيان. – يجيب بخلاف أسلوب أهل العلم في الرّدّ العلمي المبني على العلم والعدل. - وسلك مسلك التّقليد. – كلامه فيه من السّبّ والشّتم والانتقاص. – لم يتحلى بطريقة وأخلاق العلماء في ردودهم ومناقشاتهم العلميّة.).
    13- الشّيخ الدكتور محمد بن ربيع المدخلي حفظهما الله (- المهرّج. – المستهزئ. - والمتفكّه بأعراض العلماء والمسلمين. - ربما لا يُعرف حتّى في حيّه، وإنمّا اشتهر في المواقع باسم والده الشيخ ربيع. - دعوته مبنيّة على السّخرية والهزل. – ليس من العلماء. ).
    14- علماء الحجاز جميعا (- علماء الحجاز الذين أحدثوا في الدّين ما ليس فيه. - ويجعلون السّنّة الصّحيحة خلف ظهورهم. - وهم يزعمون أنّهم على منهج السّلف الصّالح كلا. - وجودهم كعدمهم. - الحمد لله لن يضرّوا إلاّ أنفسهم).
    15- الشيخ الفاضل محمّد بازمول حفظه الله (- يصدق فيه أنّه باع دينه بدنيا غيره).
    16- الشيخ إبراهيم المحيميد حفظه الله (- تاج فوق رأسك يا كلب. - ويكفي أن ترسل أحد كلابك إلى القبة. - من جهتنا كما يقول إخواننا المصريّين: حط في بطنك بطّيخة ساعة).
    17- الشّيخ الفاضل رزّيق القرشي حفظه الله (- هذا الدّعي. – الغر. – ينساق وراء حمير فلان وفلان).
    كما طعنوا وأسقطوا:
    18- الشيخ طلعت زهران حفظه الله.
    مشايخ البلد وطلاب العلم فيها:
    19- الشيخ أزهر سنيقرة حفظه الله.
    20- الشيخ الدكتور عبد المجيد جمعة حفظه الله.
    21- الشيخ حسن آيت علجت حفظه الله.
    22- الشّيخ محمّد تشلابي حفظه الله.

    23- الشيخ سالم موريدا حفظه الله.
    24- الشيخ سمير ميرابيع حفظه الله -إلى درجة التكفير-.
    25- الشيخ ياسين شوشار حفظه الله.
    وغيرهم من المشايخ وطلبة العلم.
    وممن تكلّم بمثل هذا الكلام ممّن أثنى الدّكتور عليهم المسمى: عيسى الشلفي والونشريسي ونحوهم ممن قال في هذه المقالة عنهم مثنيا على أفعالهم وسوء تصرفاتهم إلا أن يتبرّأ علنا منهم: "والحمد لله الذي قيّض رجالا أكفاء يذبون عن الحق، ويردون الباطل، ويصدون اعتداء المعتدين المتطاولين بألسنتهم وأقلامهم".
    فإن التبس الأمر على بعض إخواننا -مع كلّ ما تقدّم من الأدلّة والبراهين- ظانّين أنّه لا يمكن أن يتطاول على أئمّة الملّة والدين، ولا أن يرضى بالطعن فيهم ولا الانتقاص من أقدارهم؛ فنقول لهم:
    - أليس هو من حذف دفاعاته عن الإمام الألباني من الطبعة المزيدة والمنقحة" من كتابه "المجالس التذكيرية على المسائل المنهجية". ثم ظهرت حقيقته في صوتيته التي زعم فيها أنّه يخالف الألباني في مسائل منهجية وعقدية.
    وبيان هذه الحقيقة ما ذكرته في "البراهين الجلية" تعليقا على كلامه في الصوتية التي قال فيها هذا الكلام المنكر، وحكم به على إمام الدنيا في الحديث بهذا الحكم المستنكر؛ حيث قلت -والحمد لله وحده-:" وبغضّ النظر عن نسبته التصرف في كتابه لأحدهم، وأنّ هذا الأخير هو الذي قام بحذف دفاعاته عن الإمام الألباني من كتابه؛ الأمر الذي يصحّ أن يُقال فيه: عذرٌ أقبح من ذنب؛ لأنّه يقال للدّكتور: إذا كان تصرّفه بإذنك، وتحت نظرك، وبموافقتك؛ فتكون أنت الفاعل والمتصرّف حقيقة، أمّا إذا كان من نفسه ولا اطّلاع لك على ما يقوم به، فهذا طعن فيك، وقدح في نتاجك، وتشكيك فيما ينسب إليك ويصدر باسمك، قلت: بغضّ النّظر عن هذا كلّه فهذه الصّوتيّة فيها طعن في الإمام الألباني -رحمه الله- من عدّة وجوه:
    الوجه الأول: ذكر وهو يتكلّم على حذفه للشّيخ الألباني -رحمه الله-: أنّه إنمّا حُذف من كتابه من تَغيَّر وهذا فيه رمي للألباني رحمه الله بأنه تَغيَّر.
    الوجه الثاني: أنّه قرنه بالمنحرفين ممّن حذفهم من طبعته الأخيرة من الفلاحيّين والمأربيّين والحربيّين حيث لم يحذف كما قرر إلا من انحرف وخالف حتى لا يكون ذلك تزكية له، إذن الشيخ في نظره انحرف فحذفه حتى لا تكون تزكية له، وكأن الألباني -رحمه الله- محتاج إلى تزكيته وإلى ثنائه؟ وهذا وهم لأنه من المتقرر والمعلوم أن الذي رفع قدر الألباني -رحمه الله- هو ربه الذي وفقه لما وفقه إليه، حتى احتاج إلى علمه كل أحد من المخالفين فضلا عن الموافقين.
    الوجه الثالث: طعن فيه إذ زعم أنه له أخطاء في العقيدة والمنهج يخالفه فيها؛ حيث قال: "عمرنا ما تكلمنا عليه بالإرجاء، ولا بهاذي، وقلنا فيه أمور، أحنا نخالفوه فيها في المنهج، في العقيدة"، إذن هو يثبت للإمام الألباني أخطاء في العقيدة والمنهج، ومعلوم أن الأخطاء في العقيدة والمنهج من أخطر الأخطاء وأشنعها، وهي لا محالة قد تخرج من السلفية صاحبها، وتقتضي -على الأقل- من السلفيين الحذر ممن وقع فيها وتلبس بها.
    وهذه الأمور الثلاثة كافية في بيان حقيقة الدكتور ونظرته لعلمائنا وأئمتنا، ومن لهم قدم صدق في خدمة دين الله وسنّة نبيّه صلوات الله وسلامه عليه.
    والأسئلة التي يجب على الدّكتور أن يبادر بجوابها ويبيِّنها حقّ بيانها هي: ما هي المسائل التي تحكم بخطأ الشّيخ الألباني -رحمه الله- فيها وتخالفه لأجلها من مسائل العقيدة والمنهج؟ ولماذا أغفلها أهل العلم ولم يتكلّموا عليها؟ وكيف ينبغي لنا أن نعامله وهو واقع فيها؟
    أيحقّ لمثل هذا أن يتكلّم على لمز العرض، والتّهجّم على المنهج، وحرمات الأعراض، ويخوف بالبعث من القبور، والسؤال عن الأعمال يوم النشور، ويأمر بتقوى الله، ويحذر من غضبه وعقوبته؟ والله إنّه زمن العجائب، والله لقد كان السّلفيّون مخدوعين فيه، واقعين في حبائله وتلبييساته، والحمد لله الذي بصّرنا جميعا بحقيقته، وأظهر لنا خبيئته، ونبّهنا إلى ما كان يستره ويخفيه من شرٍّ؛ الله أعلم بالضّرر الذي كان سيترتب عليه.
    - جملة من التعليقات على ما ورد من كلام متهافت في بعض تلكم المقالات:
    - قال هداه الله: "لا شكّ أنّ الحقّ يعلو ولا يعلى" وهذا من تلبيساته على من لا يعرف حاله، ولم يعلم إلى الآن حقيقته التي ظهرت -والحمد لله- للكثيرين، وعرفها -والحمد لله- السّلفيّون على اختلاف مستوياتهم، وتباين درجاتهم؛ بدءا بالعلماء والدّعاة، وانتهاء بطلبة العلم وكلّ سلفي متمسّك بأصول السّنّة والسّلفيّة، ولا يغترّ بالألقاب والأسماء مهما علت واشتهرت.
    - قال هداه الله: "وأنّ المزاعم والشّبهات الزّائفة والافتراءات المضلّلة إنمّا يستعملها المتهجّمون المفترون" انظر كيف يرمي خصومه بأنهّم أصحاب مزاعم وشبهات زائفة، وافتراءات مضلّلة، وأنّهم متهجّمون مفترون، مع العلم أنّ السّلفيّين -والحمد لله- لم ينتقدوا عليه إلّا ما ثبت عليه؛ إمّا بصوته، وإمّا بكتابته، وإمّا بشهادة الشّهود عليه، وإلى الآن لم يجب على تلكم الانتقادات التي يسمّيها مزاعم وافتراءات، وإذا كان كلامه صحيحا فلماذا لا ينبري لبيانها، وإثبات كونها من الافتراءات بالأدلّة والبراهين، لا بالعواطف الجيّاشة، والتّباكي عند المتعصّبة المقدّسة.
    أليس هو صاحب مقولة قارعوا الحجّة بالحجّة في بداية الأحداث؟ التي ظنّها في صفّه، وأنّ النّاس سيتّبعونه على كلامه، وأنّ التّأييدات ستنهال عليه وتأتي تترى لصالحه، إذن قارع الحجّة بالحجّة، ودعك من الإجمال الذي لا ينفعك بحال من الأحوال.
    والله إنّ المزاعم والشّبهات الزّائفة، والافتراءات المضلّلة، إنمّا يستعملها هو وأتباعه، من بتر النّصوص لتأييد المذهب المسلوك والمنهج المطروق؛ كبتره لكلام ابن عبّاس رضي الله عنهما، وبتره لكلام العلّامة ابن عثيمين رحمه الله، وتقويله له وللعلّامة ابن باز وغيرهما ما لم يقولوه، واحتقاره لأهل العلم وتصغيره لأمرهم ومنزلتهم، وتجريء السّفهاء والغوغاء عليهم، والدّفاع عن النّفس بالباطل وبكل كلام عاطل.
    - قال هداه الله وهو يتكلّم على من خالفه من المشايخ وطلبة العلم وغيرهم: "الذين لا يشعرون بالمراقبة الإلهية" وكأنّه يشعر بها ويستحضرها، وما تقدّم من أفعاله الشّنيعة وتصرّفاته الفظيعة تدلّ على أنّه هو الذي لا يشعر بها ولا يستحضرها، وإلّا لماّ وقع منه ما وقع، ولا تصرّف بما يُزدرى ويُستبشع.
    - قال هداه الله: "ولا يكترثون لواقع الدّعوة وخطورة الملابسات عليها" وكأنّه الذي يكترث لواقعها، ويهتمّ كثيرا بها، ويحرص على حسن سيرها، وعلى بقائها قوية بين أعدائها.
    أليس هو الذي فرق السّلفيّين شذر مذر ولم يكترث بهم ولا بتشرذمهم؟ من أجل الانتصار لنفسه، وبلوغه أغراضه، حتى وصل إلى درجة من القسوة لم يعبأ معها بالباكي من كبار السّن عنده في مجلسه، والذي أجابه بما يدلّ على عدم مبالاته بالسّلفيّة وما يقع لها ولأهلها، في سبيل مبتغاه ومخطّطه الذي أراده؟
    أوليس هو صاحب مقولة: "خليها تتخلط حتى تصفى"؟ ومقولة: "أنا فتحت لكم الباب وأنتم تبحثون"؟أوليس هو الذي رفض اللّقاء بالمشايخ والجلوس معهم؟أوليس هو الذي تكلّم في إخوانه وحذر منهم وألّب الغوغاء عليهم، ودعا لجمع أخطائهم، وقبل شهادة كلّ ناقص متهم فيهم؟
    فمن الذي لا يكترث للدّعوة السّلفيّة وما يقع لها؟
    - قال هداه الله: "بل شُغلهم الشاغل في ذلك هو تلميع صورتهم بالوقيعة والشتيمة، وتبرئة ساحتهم لكسب مصداقيتهم عند الموافقين لهم والمناصرين، وتوسيع دائرة عناصرهم على الساحة الدعوية".
    في كتب الأدب قيل لرجل: ما ظنّك بأخيك؟ قال: ظنّي بنفسي. قال المتنبيّ:
    إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه :::: وصدّق ما يعتاده من توّهم

    الرّجل يظنّ بإخوانه ما يعلمه يقينا من نفسه: فالصّادق يظنّ بالنّاس الصّدق، وعكسه الكاذب، وقس على هذا خصال الخير والشّر، وأنت إذا نظرت إلى حال الدّكتور وجدته على هذه الحال، والله المستعان؛ إذن فهو يصف في كلامه هذا غيره بما علمه من نفسه؛ من تلميع صورته بالوقيعة والشّتيمة، وتبرئة ساحته التي يسعى إليها جاهدا بمثل ما تقدّم من تلبيس وتدليس وخديعة وخيانة علميّة وغيرها، وكلّ ذلك من أجل كسب مصداقيّته عند الموافقين له والمناصرين لمذهبه، ومن أجل توسيع دائرة عناصره على السّاحة الدّعويّة، ولذلك -والله أعلم- عومل بخلاف قصده، فتركه العلماء ومن يتمسّك بأصول السّنّة من طلبة العلم وغيرهم، ولم يبق له من الأتباع إلّا الهمج الرّعاع، أو كما سمّاهم هو الضّعفاء، بل أصيب؛ كما قال الشّيخ محمّد تشلابي -حفظه الله- بضربات أليمة وهي:
    الأولى: خالفه كلّ العلماء.
    الثانية: تركه جل طلبة العلم.
    الثالثة: فرح به الخوارج والحزبيّون.
    - ثمّ قال هداه الله: "وهم يعرفون -في قرارة أنفسهم- حق المعرفة أنهم يرمون بريئا بأكاذيب مختلقة".
    كيف عرفت ما في قرارة أنفسهم؟ هذا أولا.
    وثانيا: كيف تزعم أنهم يعرفون في قرارة أنفسهم أنهم يرمون بريئا بأكاذيب مختلقة، والأدلّة التي عندهم على صدق ما ينسبونه إليك، وينكرونه عليك؛ كثيرة ومختلفة؛ من صوتيّات، وما دوّنته ببنانك من مقالات وكتابات، ومن شهادات للشّهود متظافرات؟ كما قيل قديما: "أثبت العرش ثمّ انقش"، أثبت أوّلا بأنهم يكذبون عليك فيما ينسبونه إليك، ثمّ ادّعى ثانيا أنّهم يعرفون ذلك في قرارة أنفسهم، فيكون إثباتك كذبهم عليك قرينة قويّة لصدق دعواك أنهّم يعرفون في قرارة أنفسهم حقّ المعرفة أنّهم يرمونك بالأكاذيب المختلقة والتي أنت بريء منها.

    - قال هداه الله:" وأن ليس لهم سبيلا لتلافي ترديهم وتهافتهم إلى الحضيض سوى باستهداف الشّخص الذي بين أعينهم واتّخاذه مشجبا للطّعن في دينه ومنهجه، يعلّقون عليه التّهم الباطلة والادّعاءات الكاذبة لتطويل عمر الخلاف، والخروج من الباب الواسع".
    كيف يتلافون سقوطهم والعلماء معهم والأدلّة الواضحة قبل ذلك تؤيّدهم؟!
    ألست أنت من يحاول تلافي ترديه وسقوطه، ويحاول تطويل عمر الخلاف، والخروج من الباب الواسع، بمثل تصرفاتك التي زادت من فضيحتك، وكتاباتك التي دلّت على إصرارك وعدم اعترافك؟ فمن الذي يطيل عمر الخلاف هل هو من حرص على الاجتماع بك، وحاول رأب الصّدع بالصّبر عليك، أمّن يصرّ على أخطائه، ويحاول التّبرير لزلّاته، ويعقد الولاء والبراء على سقطاته؟
    - قال هداه الله: "وكما قيل: "الحقّ أبلج والباطل لجلج"، وكلا الأمرين منكشف لا محالة، والعاقبة -دوما- للحقّ، والغلبة لأهله ولو بعد حين....".
    هذه والله كبيرة منك وخطيرة عليك، أتقرّر أنّ الحقّ أبلج والباطل لجلج، وتعلم أنّ كلا الأمرين منكشف لا محالة، وأنّ العاقبة دوما للحقّ، والغلبة لأهله ولو بعد حين، ثمّ تستمر على باطلك، وتبرّر لأخطائك -بالتّلبيس والتّدليس تارة، وبالبتر واللّعب بالنّصوص تارة أخرى، وبتقويل العلماء ما لم يقولوه مرّة بعد مرّة-؟ ولا أظنّ أنّك مع كلّ هذه السّرقات العلميّة، والتّلاعبات الكارثيّة، والخيانات الجليّة، تعتقد نفسك على الحقّ وغيرك على الباطل؟ والله هذا مستبعد، ولكنّ الظّاهر أنّك إنمّا تقول مثل هذه الكلمات للتّلبيس على البقيّة الباقية من أتباعك المغرّر بهم؛ من الجهلة والمقلّدة ممّن لا ناقة لهم ولا جمل في العلم، ولا نصيب لهم من الدّراية والفهم.
    - قال هداه الله: ".. علما أنّ امتداح المخالفين المناوئين لي -من قبل- وإثناءهم لم يكن -أبدا- ليقدّمني ولا ليرفعني في شيء في أمور ديني ودنياي، بل العكس هو الصّحيح".
    والملاحظات على هذه الجملة من كلامك كثيرة وهي:
    أولا:لا زالت كتابتك ضعيفة وتعابيرك ركيكة، ومن الرّكاكة التي وقعت فيها وتلبّست بها، قولك "وإثناءهم" فما محلّ هذه الهمزة من الكلمة؟ فهذه من المواطن التي ينبغي أن يطالها تصحيحكم السّرّي قبل أن يتفطّن لها كلّ مقدس غبي.
    ثانيا: ومثلها بل أعظم منها جملة "بل العكس هو الصحيح" إذا كان امتداحهم لك وثناؤهم عليك لم يكن ليقدمك ولا ليرفعك في شيء من دينك ودنياك فما هو عكسه الذي جعلته صحيحا؟ هل كان امتداحهم لك، وثناؤهم عليك، هو سبب تأخرك وسفول منزلتك؟ إنّ القارئ لكلامك في كثير من الأحيان يتعجّب من تعابيرك ويستغرب أسلوبك، وبخاصّة ونحن نتكلّم على من يَزعم فيه أتباعه بل يزعم هو في نفسه التّجديد.
    ثالثا:ما هذا الكلام؟ أتنفي تأثير كلام العلماء في الشّخص رفعة وضعة؟ وهل يُعرف قدر العالم وينزّل منزلته التي تليق به إلّا بثناء العلماء عليه، وذكرهم لفضله، وبيانهم لفضائله ومميّزاته ومناقبه الحميدة وخصاله الكريمة؟ واعتبر هذا بنفسك حيث لم يكن ذكرك مشهورا، ولا علمك مذكورا، حتىّ أثنى عليك العلّامة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي –حفظه الله ورعاه- ومن بعده مشايخ السّنّة وبخاصّة في فتنة الصّعافقة الأوائل، فكيف تزعم أنّ كلامهم لم يكن ليقدّمك ولا ليرفعك في شيء من دينك ودنياك؟
    - ثمّ كيف لا يكون كلام العلماء مؤثّرا والنّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول:" أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ" رواه البخاري عن أنس بن مالك، وفي رواية للبخاري ومسلم عنه:" قَالَ: شَهَادَةُ الْقَوْمِ، الْمُؤْمِنُونَ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ"، وعند ابن حبان رحمه الله: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مُرَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بجنازةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا مِنْ مَنَاقِبِ الْخَيْرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وجبت، أنتم شهود الله في الأرض" وقال الإمام الألباني رحمه في "التعليقات الحسان" حسن صحيح رقم 3013.
    - وكيف لا يترتّب على كلامهم كبير فائدة وهم العمدة في الثناء الحسن الذي وعده الله كلّ محسن من عباده، فالناس تبع لعلمائهم فإذا أثنى العلماء على أحد أثنى عليه من تبعهم وأخذ بقولهم، واعتبر هذا بمن أُثْنِيَ عليه من العلماء منذ عهد السّلف وإلى اليوم، وهذا الثّناء الحسن هو سبيل لتحصيل الخيرات ومن ذلك كما تقدّم دخول الجنان ومنها الاقتداء بالمُثنى عليه في الخير فيكون له الأجر فيه على قدر المتابعين له عليه، ولأجل هذا سأله الصّالحون ربّهم، قال الله تعالى في قصّة إبراهيم عليه السلام: "وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (84)" سورة الشّعراء، قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "أي: واجعل لي ذكرًا جميلا بعدي أذكرَ به، ويقتدى بي في الخير" وهو ما حصل له وحصل لأبنائه من الأنبياء والمرسلين؛ كما أخبر الله سبحانه حيث قال تعالى: "وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (50)" سورة مريم.
    ثمّ أقول: حاول أن تكتب بنوع من التّركيز فكلامك الرّكيك صار سبَّة في حقك، مُنقصًا للمقام المُدَّعَى لك، وإن كنتُ عزمتُ أن لا أذكر لك مثل هذه التّعابير الرّكيكة حتّى تطلب ذلك، لأنّك صرت تصحّح سريّا ما ينتقد عليك، حتّى وكأنّه لم يقع أبدا منك، وهذا ما يجعل من يطلّع على انتقادات النّاس عليك مع عدم وجودها في مقالاتك يتهم المنتقد بالكذب والافتراء والبهت ورمي الأبرياء، ولكن لا بأس من تذكيرك ببعض تعابيرك من باب بيان مقدار من يُزعم فيه الإمامة والتّجديد، ثمّ بعد ذلك الوثائق والتّواريخ –بإذن الحكم العدل- تثبت الحقائق لطالبها، والله المستعان، فزيادة على ما تقدّم من الرّكاكة في أقوالك:
    - قولك: "فماذا عساني أن أقول للغوي أو العيي الذي لم يفهم مقالي؟! إن الحكم بالتكفير قبل فهم مرادي حمق وبلادة" وهذا ولا مؤاخذة تعبير ركيك يفهم منه خلاف ما تريده فأنت تريد أن تقول: "أنّ الحكم على ظاهر كلامك بأنّه تكفير للغير قبل فهم مرادك حمق وبلادة" وهذا هو مقصودك الذي يفهم من خلال سياق وسباق كلامك؛ ولكن اللّفظ الذي ذكرته لا يفهم ذلك منه وإنّما يفهم عكسه؛ فظاهر كلامك الذي أوردته مفهومه: "أنّ الحكم بالتكفير عليك أي بتكفيرك قبل فهم كلامك حمق وبلادة" وهذا غير مراد لك، فهو تعبير ركيك فاتك وفات إدارة موقعك المتدهورة أقصد الموقرة؟!
    - قولك: "وصاحب هذه المطاعن والتهم -في الحقيقة- ما ثلب إلا دينه، ولا لهج إلّا بذمّ مخالفه، ولا عاب إلّا أعماله، ولا سعى إلّا في هلاك نفسه، مع علمه -قطعا- أنّنا ندعوه إلى حقّ الاتّباع لدين النّبيّ صلى الله عليه وسلم المصفّى، غير أنّه ينأى بنفسه عن اتّباعه ويتباعد عنه..." وهذا من التّعابير التي قارنتها الرّكاكة في بعض مواطنها، فهو يريد أنّ الطّاعن فيه، والمتّهم له، عومل بنقيض قصده، ولم يؤثّر أبدا في غريمه، بل عاد ذلك عليه، فهو لم يثلب إلّا دينه، ولا عاب إلّا أعماله، ولا سعى إلّا في هلاك نفسه، وهذه كلّها تتوافق مع مراده، لكن ما محلّ قوله: ولا لهج إلّا بذمّ مخالفه، النّاشزة عن السّياق والمعنى المراد، وكان الأنسب أن يقول: ما لهج إلّا بذمّ نفسه حتّى تتوافق مع قصده وكلماته الأخرى التي قالها.
    أمّا قولك:
    عليّ نحت القوافي من مقاطعها :::: وما عليّ إذا لم يفهم البقر

    فأنت من أبعد الناس عن صحّة الاستشهاد به لأمور:
    الأول:لأنّه لا يصحّ لصاحب التّعبير الرّكيك أن يلوم النّاس على عدم فهم كلامه، وإنمّا اللّوم يعود عليه، ولذلك فقولك: "فماذا عساني أن أقول للغَوي أو العيي الذي لم يفهم مقالي؟" عليك لا لك. يوضحه:
    الثاني: أنّ هذا الوجه المتقدّم هو من باب التنزُّل، وإلاَّ فإنّ أهل السّنّة -والحمد لله- لم ينكروا عليك إلّا ما هو ظاهر من كلامك، واضح منه مرادك، فلا تجعل الذّنب على غيرك، وأجب بعلم على كلّ ما انتقد عليك.

    تنبيه:
    إلى الدّكتور وإدارة موقعه المتدهورة؛ إذا أراد بعد اليوم الدّكتور أن يصدر مقالا في موقعه أو في غير ذلك فلا بأس من أن يرسل لنا بنسخة منه حتّى نطلعكم بإذن الله على الخلل إن وجد فيه ونعينكم على تصحيح التّعابير التي يمكن أن تنتقد عليه، وبهذا تتلافون الانتقادات ولا تضطّرون إلى سريّة التّصحيحات التي تزيدكم فضائح إلى فضائحكم وانكشافا على انكشاف حالكم والله المستعان.


    - قال هداه الله: "وأنّ ذمّهم لي وقدحهم -حاليّا- لم يكن ليؤخّرني ولا ليوهنني في شيء".
    كيف تزعم أنّ كلامهم فيك لم يكن ليؤخّرك وهو قد نزل بك وحطّ من مقامك؟ لا أقول عند عموم النّاس؛ ولكن عند العلماء، وطلبة العلم، وسائر السّلفيّين، إلّا عند المتعصّبين لك والمقدّسين لشخصك؛ وهؤلاء من الهمج الرّعاع الذين لا قدر لهم، ولا عبرة بهم، ولا قيمة لنصرتهم وتأييدهم، وأنت نفسك قد عرفت هذا وقرّرته حيث قلت: "لم يبق معي إلّا الضّعفاء"، ومع ذلك فأنت حريص عليهم، مجتهد في فعل ما يبقيهم حولك، ويزيد من ارتباطهم بك: من تلبيس وتدليس، وتلاعب ومخادعة، وكذب وخيانة، وليسوا بنافعيك عند ربّك في آخرتك، وإن كنت تستأنس بهم نوعا ما في دنياك، والله المستعان.
    وكما أنّ كلام العلماء المدلّل عليه يؤثّر في الشّخص رفعة وظهورا، فهو مؤثّر فيه ضعة وسفولا، ومن شاء ينظر إلى كتب الرّجال والتّراجم كيف كانت كلمات العلماء هي سبيل معرفة منازل النّاس وأقدارهم، وحقيقتهم والتي انبنى عليها معرفة طريقة معاملتهم، والتّعامل معهم، ومع دعواتهم ونتاجهم، وما يصدر من العلم والعمل عنهم.
    فكلامك هذا متهافت تقصد به الأتباع من الهمج الرّعاع.
    - قال هداه الله:" لأنّ الحقّ يعلو بالإخلاص والصّدق في القول والعمل، فلهم -حينئذ- أن يقولوا عنّي ما يشاؤون ويرغبون".
    وهذه والله كبيرة وخطيرة، أن تقرّر أنّ الحقّ يعلو بالإخلاص والصّدق في القول والعمل وأنت ولا مؤاخذة دلّست ولبّست، وتلاعبت وخنت، وافتريت على غيرك وكذبت، كما تقدّم بيان هذا كلّه بالأدلّة التي تدينك وتبيّن حقيقتك، فالأمر خطير، والله المستعان.
    - قال هداه الله: " والحمد لله الذي قيّض رجالا أكفاء يذبون عن الحق، ويردون الباطل، ويصدون اعتداء المعتدين المتطاولين بألسنتهم وأقلامهم...".
    من هم هؤلاء الرجال الأكفاء الذين تمدحهم وتثني كلّ هذا الثناء عليهم؟ وما هو الحقّ الذي نصروه والباطل الذي ردّوه؟ والله إنا لمنتظرون ولمعرفة أسمائهم متشوّقون.
    - ثمّ هل أبو الصقر الطّاعن في علماء الأمة المجتهدين والمتهجّم على ولاة أمور المسلمين منهم؟
    - وهل يطّو الذي ما تكلّم في الدّفاع عنك إلّا وزاد من توريطك، وحمَّلك من زلّاته ما يثقل ظهرك، والذي سكت في آخر أمره لما فُضح بكلامه، فتركك تواجه مصيرك وحدك، وعاد إلى ما كان عليه في سالف أيّامه، منهم؟
    - وهل عيسى الشّلفي الطاعن في العلماء والمنتقص من أقدارهم المعروف بسوء خلقه ونزقه وطيشه، منهم؟.
    - وهل الطيب الونشريسي الطّاعن في هيئة كبار العلماء والشيخ عبد المحسن العباد -حفظه الله-، وصاحب الكلام الركيك، والتّعالم الظّاهر، منهم؟.
    - وهل الباهي الساهي الكذاب المتباهي، الذي ورّطك أكثر فأكثر، واعتمدت كلامه الباطل العاطل في اتّهام الأبرياء بالباطل، منهم؟.
    - وهل عوّاد صاحب السقطات المهلكات، والفضائح المدويّات، ومن آخرها ما وقع منه في محاولته البائسة للدفاع عنك في مسألة "تضعيف الحديث بشواهده"، منهم؟
    - وهل أصحاب الأسماء المستعارة، والكنى المبهمة، والمعرّفات المجهولة، المتستّرون خلف السّتائر كالنّسوة، والذين لا نعرف منهجهم ولا جنسهم بل قل لا نعرف دينهم، منهم؟
    - وهل الهمج الرّعاع ممّن لا علم لهم ولا أدب، المتسلّحين بسلاح الشّتم والسّبّ، والقدح والعيب والقذف والثّلب، منهم؟.
    رجال أكفاء حقا!؟.
    ثمّ اعلم -هداك الله- لو كان حولك رجال أكفاء كما تدعي لم يحتج أتباعك في دفاعهم عنك، وثنائهم عليك، إلى الاحتجاج بالمتردّيّة والنّطيحة كما هو معلوم:
    - فتارة يحتجون بثناء أحد المغاربة من المجهولين يزعم فيه أنّه طالب علم.
    - وتارة أخرى يحتجّون بكلام رجل معتوه ظاهر من كلامه وتصرّفاته أنّه مصاب في عقله شفاه الله وعافاه.
    - ومرّة أخرى يحتجّون وينشرون ثناء أحد المغنين عليك ومدحه لك ودفاعه عنك.
    - فضلا عن جحافل الجهال الذين يكتبون في الدفاع عنك والانتصار لك ممّن لا علم لهم ولا فهم ولا نقل معهم ولا عقل، أمّا الأدب والخُلق فلا تطلبهما منهم، فلَوجود الزئبق الأحمر أرجى لك من وجودهما فيهم.
    - بل وصل الحال بهم إلى ادّعاء التفاف طلبة العلم حولك في المملكة وكثرة المستقبلين لك فيها والجالسين لك من أهلها وممّن ورد من الطّلبة عليها مشفعين لادّعائهم هذا بصور لك قرب بيتك والنّاس فيها من حولك، فهل هذا فعل الرجال الأكفاء أم فعل الجهلة الأغبياء؟.
    فهل هذا فعل من وجد الرجال الأكفاء من حولك؟

    - تنبيه لابد منه لعظيم أهميته:
    اعلم رحمك الله أن كتابات الدكتور الأخيرة إنما الغرض من ورائها التنصل مما أنكر عليه وأدين به؛ فكلّ المسائل التي ذكرها السّلفيّون وأدانوه بها، إلّا ويحاول الآن أن يكتب ما يستطيع به التّلبيس فيها على أتباعه، وعلى من لا اطّلاع له على حقيقته، وقد يستعمله مستقبلا للإنكار على من أنكر عليه، وللتّهجّم على كلّ من بيّن حاله؛ بأنّهم يدّعون فيه ما هو بريء منه، وما تدل كتاباته -هذه الأخيرة المعدّة للتّعمية- على خلافه، وبيانه في المسائل التّالية:
    - المسألة الأولى: فمما أنكر عليه مسألة التّصحيحات السّريّة التي صارت ديدنا له، وصفة بارزة في تصرّفاته وكتاباته؛ حيث صحّح الكثير ممّا كان ينتقد عليه، إذ يعمد إلى الكلام الخطأ فيحذفه ويضع الصّواب بدلا عنه، وكأنّه لم يقع أصلا فيما أنكر عليه، وهذه منهجيّة غير سديدة، وطريقة غير رشيدة؛ مخالفة لطريقة أهل العلم والدّين، ومجانبة لسبيل خيرة المؤمنين، وحتّى يتظاهر ببراءته من هذه الصّفة الذّميمة التي اتّصف بها، وتسربل بعارها، راح يُصحّح خطأ من أخطائه الفقهيّة علانيّة، ويعترف بما وقع منه صراحة؛ وأنّه بنى فتوى متعلّقة بمسألة طبّيّة على كلام طبيب عامّ غير متخصّص، ولما تبيّن له خطؤه من خلال مراسلة إحدى المتخصّصات، وتأكّد من صحّة كلامها، تراجع في فتواه الأخيرة عن خطئه، وصرّح بأنّه لم يرجع في فتواه الأولى لمن يجب الرّجوع إليه، ولذلك وقع ذلكم الخطأ منه، والذي أعتقده أنّه إنّما فعل هذا الذي فعله من أجل أمور مجتمعة، أو على الأقلّ لبعضها منفردة:
    الأمر الأوّل:من أجل التّنصل من معرّة التّصحيحات السّريّة التي فضح بها، وأنكر عليه السّلفيّون وقوعه في الكثير منها.
    الأمر الثاني:من أجل التّلبيس على الأتباع من الهمج الرّعاع، وحتّى يمكنه أن يقنعهم أنّه يتراجع علانيّة، وأنّه بريء من التّصحيحات السّريّة التي يطعن فيه بسببها، وهذا الذي وقع بعد هذا التّصحيح حيث كتب بعض أتباعه منكرا على السّلفيّين إنكارهم عليه تصحيحاته السّريّة بهذا التّصحيح العلني اليتيم.
    الأمر الثالث:أنّه فعل هذا استعدادا للدّفاع عن نفسه، بالإحالة إلى هذا التصحيح العلني الذي فعله؛ ليشنع على كل من أنكر عليه التصحيحات السرية التي هي منهج له، وسبيل عرف به، على طريقة النقاط الثلاثة التي أضافها ثم لام وشنع على غيره بناء عليها.
    والذي يؤكد الأمر الأخير المسائل الآتية وهي:

    - المسألة الثانية: ومما أنكر عليه وقوعه في السرورية وموافقته لأصحاب هذه النحلة التكفيرية الردية، فكتب مقالته التي افتتحها بقول الله تعالى:" أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)" سورة المطففين. ليتنصل من تهمة التكفير ولكن بطريقة ماكرة، وحيلة خبيثة، وهي: ذكر كلامه الذي كتبه في الرّدّ على من اتّهمه بتكفير الفرق الإسلاميّة، حتى يوهم القارئ لكلامه أنّه لا يكفّر مطلقا، ولا على سبيل العموم، وهو إنمّا يقصد التّبرأ من تكفير مخصوص أي للفرق الإسلاميّة خاصّة، وغرضه من وراء هذا التّلاعب تبرئة ساحته من هذه التّهمة، مخافة أن يؤاخذ بها، ويحاسب على وفقها؛ فيتركه المغترّون به، ويتفطّن له من يخاف منهم وهو يريد أن يبقى مستورا عنهم ومتواريا عن عيونهم.

    - المسألة الثالثة: وممّا أنكر عليه وطولب بالرّجوع عنه: غلوّه في الحاكمية إلى درجة أن جعلها جوهر التوحيد، وقرّر أنّ التّشريعات الوضعيّة هي أخبث أنواع الشّرك، ونحوها من الكلمات التي تبيّن موافقته للسّروريّين والقطبيّين والإخوان المفلسين؛ الذين يفسّرون التّوحيد بالحاكميّة، خلافا لأهل السّنّة الذين يجعلون أخصّ خصائص التّوحيد هو توحيد الألوهيّة، وأنّه أساس دعوة الرّسّل، وفيه الخصومة، وعليه تقوم الدّعوة، فكتب مؤخّرا مقالا وهو الكلمة الشّهريّة رقم: 160 والذي جاء فيه قوله: "ولأنّ المعلوم -عقدا- أنّ مدار السّعادة والشّقاء للبشريّة في الدّنيا والآخرة إنمّا هو على توحيد الألوهيّة والعبادة الذي هو أصل الأصول كلّها وأساس الأعمال، فلا نجاة ولا فلاح ولا سعادة إلّا بهذا التّوحيد، وماذا يغني تطبيق أصول الولاية ونظام الحكم في الإسلام -في الصورة- إذا لم يكن التّحكيم لله في ألوهية وعبادته".
    وهذا من أجل التّنصّل من هذا الخطأ الذي وقع فيه وهذه المنهجيّة التي أنكرت عليه وبينت حقيقة منهجه الذي هو عليه.
    وأيضا فيما أظنّ وأعتقد أنّه إنمّا كتب هذه المقالات في هذه المسائل الثّلاثة لأجل أن يجعلها كالنّقاط الثّلاثة عكّازة يرتكز عليها للطّعن فيمن انتقده وردّ عليه انحرافه في هذه المسائل وهي طريقة ماكرة وخطّة بائرة خاسرة والحمد لله على نعمة الهداية والتّوفيق للزوم الحقّ وأهله.
    وإلّا فأين كلماته المتقدّمة التي انتقدت عليه وهي مناقضة تماما لهذا الذي ذكره وفي هذه المقالة سطّره؟ إنمّا هو محاولة لتبرير السّقطات والتّنصل من الزّلّات والفلتات، وترقّبوا -بإذن الله- أمثال هذه التّنصّلات من سائر ما انتقد عليه ثمّ ترقّبوا بعدها لوم المنتقدين عليه والتّشنيع عليهم ارتكازا عليها واحتجاجا بها كحادثة النّقاط الثّلاثة.
    وأقول للدكتور: اعلم -هداك الله- أنّ هذا الذي أنت عليه هو حقيقة الهروب للأمام الذي وصفت به غيرك ولن ينطليَ على السّلفيّين بإذن ربّ العالمين كما أنّه سيرديك ويزيد من تردّيك واعتبر هذا بما وقع لك في سالف أيّامك أو مع المسألة الأولى القريبة منك، وبيان ذلك في التّنبيه التالي:

    تنبيه:
    والعجيب في الأمر أنّ الذي وقع للدّكتور هو نقيض قصده وخلاف مراده، وبيانه:

    أنّه أراد بهذه المقالات وتلكم الكتابات ما تقدّم الإشارة إليه بل والتّصريح به ولكن الذي وقع له على عكس ما كان يريده ويتوقّعه فبالنّسبة للمسألة الأولى فضح بها أيمّا فضيحة وبانت منهجيّته العوجاء بوجوه واضحة صريحة وهي:
    الوجه الأوّل: إذا كانت المنهجيّة الصّحيحة هي ما قام به من تصحيح الخطأ، والإعلان به، وعدم كتمه على من قرأه ولعلّه يتضرّر به، فلماذا سائر التّصحيحات الأخرى كانت سرّية، وفي مسائل منهجيّة وعقديّة، وهي أعظم وأكبر، وضررها أشدّ وأخطر؟
    فأيّ المنهجيّتين اللّتين سلكتهما هي المطلوبة والشّرعية؟
    الوجه الثّاني: إذا كانت "الفتوى في المسائل الطّبّيّة وغيرها ممّا يحتاج المفتي فيها إلى تصوّر صحيح إنمّا تبنى على تقارير خبرة طبّيّة، أو نتائج البحوث المعمّقة أو الدّراسات الميدانيّة، جريا على قاعدة: "الحكم على الشّيء فرع عن تصوّره""؛ كما قلت وقرّرت، فلماذا لم تأخذ بكلام أطبّاء العالم في جائحة "كورونا" وسفّهت آراءهم وجعلتهم عواما لا يؤخذ بقولهم حتّى في تخصّصهم؟ ولماذا شنّعت على العلماء الذين اعتمدوا قولهم وبنوا عليه فتاويهم، فأفتوا بعد تصوّرهم للمسألة بناء على قول أهل التّخصص فيها وبخاصّة وهم أطباء العالم قاطبة بما فيهم أطباء مسلمون موثوقون والحمد لله ربّ العالمين إلّا ما شذّ وندر ممّن لا عبرة بقولهم في خلاف قول الأكثر؟
    الوجه الثّالث: أنّك تعترف صراحة بأخذك قول من ليس من أهل التّخصص في مسألة طبّيّة وبنيت على كلامه فتوى شرعيّة فكيف يمكن أن تؤتمن على فتاويك التي أفتيت بها والتي ستفتي بعد ذلك أيضا بها؟ وهل ترى ما وقعت فيه ممّا صرّحت بنفسك به من الأمانة التي يجب أن يكون عليها العالم السّلفيّ والمجتهد المفتي؟
    الوجه الرابع: اختلف عليك في المسألة قول طبيبين فلجأت للتّأكد من صحّة أحدهما إلى طبيب ثالث وكان سببا لاقتناعك بما صرت إليه فما بالك لم تقتنع بكلام الآلاف المؤلّفة وأقوال جحافل الأطبّاء المتظافرة من أهل التّخصص في جائحة "كورونا" وخالفتهم وأنت تعتبر عاميّا في تخصّصهم؟
    والذي أخشاه بعدما تبيّنت حقيقة منهجك أنّ فتواك في جائحة "كورونا" كانت سياسيّة أكثر منها شرعيّة فأفتيت بالذي أفتيت به مخالفة لحكّام المسلمين على طريقة الحزبيّين الذين لا يختارون مذاهبهم بناء على النّصوص الشّرعيّة والأدلّة المرعيّة والقواعد الأصوليّة والفقهيّة وإنمّا بناء على خلاف ولاة أمورهم الذين قاموا يقارعونهم ويحاربونهم ويسعون في الإطاحة بهم، أو أنّك أخذت الفتوى من أحد هؤلاء المتحزّبة واسترسلت فيها ولو خَالَفَتْ ما تعلمه من الشّرع، والله المستعان.
    وإلا فالذي يقول مثل كلامك السابق وهو:" الفتوى في المسائل الطبية وغيرها مما يحتاج المفتي فيها إلى تصور صحيح إنما تبنى على تقارير خبرة طبية، أو نتائج البحوث المعمقة أو الدراسات الميدانية، جريا على قاعدة :" الحكم على الشيء فرع عن تصوره"" كيف يشنع على العلماء الذين ما خالفوا مقتضى هذا التقرير ولم يخرجوا عن تطبيقه والعمل به، ثم ما بالك لم تعمل بهذا الكلام العلمي والتقرير الفقهي؟ ليس لنا تفسير لحالتك إلا ما تقدم.
    أرأيت كيف وقع لك من هذا التصحيح السري نقيض قصدك وخلاف مرادك؟ وهذا ما سيقع -إن شاء الله- لك في كل المقالات التي كتبتها لتتنصل من أخطائك وزلاتك وسقطاتك وأتوقع أنه سيقع لك في كل ما ستكتب فيه من أجل القصد نفسه، واعلم أن السلفيين -والحمد لله- قائمون على منهجهم يذبون عنه كل دخيل ويردون ما يبثه أهل الأباطيل، والله هو حسبهم ونعم الوكيل.

    - نصيحة مهمة للدكتور ليته يعيها ويعمل بها قبل فوات الأوان والله المستعان:
    - ثم أخيرا أقول: اعلم -هداك الله- أنّ جعْل الآخرين سببا مباشرا لكل ما يقع لك، ويلمّ من الملمات العظيمة بك؛ هي منهجيّة غير سويّة، ولن تنفعك في الدّفاع عن نفسك، والتّبرير لأخطائك، كما أنها لن تزيدك إلّا بعدا عن التّوبة، ونأيا عن الرّجوع إلى الله والأوبة، فأنت الذي تهلك نفسك بأخطائك وإصرارك، ثمّ تزعم أنّ تردّيك وتغيّر أحوالك هو بسبب تهجم غيرك عليك، وحربهم لك ظلما منهم وعدوانا وكذبا وافتراء، وهذه هي حقيقتك التي تغفل عنها أسأل الله أن يبصرك بها. ومما يناسب أن يقال لك في هذه الحال وتذكر به على كل حال كلام الإمام ابن القيم رحمه الله في "مدارج السالكين" ج1 ص173[2] حيث قال:" وَلَوْ عَلِمَ هَذَا الظَّالِمُ الْجَاهِلُ أَنَّهُ هُوَ الْقَاعِدُ عَلَى طَرِيقِ مَصَالِحِهِ يَقْطَعُهَا عَنِ الْوُصُولِ إِلَيْهِ، فَهُوَ الْحَجَرُ فِي طَرِيقِ الْمَاءِ الَّذِي بِهِ حَيَاتُهُ، وَهُوَ السِّكْرُ الَّذِي قَدْ سَدَّ مَجْرَى الْمَاءِ إِلَى بُسْتَانِ قَلْبِهِ، وَيَسْتَغِيثُ مَعَ ذَلِكَ: الْعَطَشَ الْعَطَشَ، وَقَدْ وَقَفَ فِي طَرِيقِ الْمَاءِ، وَمَنَعَ وُصُولَهُ إِلَيْهِ، فَهُوَ حِجَابُ قَلْبِهِ عَنْ سِرِّ غَيْبِهِ، وَهُوَ الْغَيْمُ الْمَانِعُ لِإِشْرَاقِ شَمْسِ الْهُدَى عَلَى الْقَلْبِ، فَمَا عَلَيْهِ أَضَرُّ مِنْهُ، وَلَا لَهُ أَعْدَاءٌ أَبْلَغُ فِي نِكَايَتِهِ وَعَدَاوَتِهِ مِنْهُ.
    مَا تَبْلُغُ الْأَعْدَاءُ مِنْ جَاهِلٍ :::: مَا يَبْلُغُ الْجَاهِلُ مِنْ نَفْسِهِ

    فَتَبًّا لَهُ ظَالِمًا فِي صُورَةِ مَظْلُومٍ، وَشَاكِيًا وَالْجِنَايَةُ مِنْهُ، قَدْ جَدَّ فِي الْإِعْرَاضِ وَهُوَ يُنَادِي: طَرَدُونِي وَأَبْعَدُونِي، وَلَّى ظَهْرَهُ الْبَابَ، بَلْ أَغْلَقَهُ عَلَى نَفْسِهِ وَأَضَاعَ مَفَاتِيحَهُ وَكَسَرَهَا، وَيَقُولُ:
    دَعَانِي وَسَدَّ الْبَابَ دُونِي فَهَلْ إِلَى :::: دُخُولِي سَبِيلٌ بَيِّنُوا لِي قِصَّتِي

    يَأْخُذُ الشَّفِيقُ بِحُجْزَتِهِ عَنِ النَّارِ، وَهُوَ يُجَاذِبُهُ ثَوْبَهُ وَيَغْلِبُهُ وَيَقْتَحِمُهَا، وَيَسْتَغِيثُ: مَا حِيلَتِي؟ وَقَدْ قَدَّمُونِي إِلَى الْحُفَيْرَةِ وَقَذَفُونِي فِيهَا، وَاللَّهِ كَمْ صَاحَ بِهِ النَّاصِحُ: الْحَذَرَ الْحَذَرَ، إِيَّاكَ إِيَّاكَ، وَكَمْ أَمْسَكَ بِثَوْبِهِ، وَكَمْ أَرَاهُ مَصَارِعَ الْمُقْتَحِمِينَ وَهُوَ يَأْبَى إِلَّا الِاقْتِحَامَ:
    وَكَمْ سُقْتُ فِي آثَارِكُمْ مِنْ نَصِيحَةٍ :::: وَقَدْ يَسْتَفِيدُ الظِّنَّةَ الْمُتَنَصِّحُ".

    فتبصر فيه وتدبر حالك معه أسأل الله أن يوفقك لفهمه والعمل به وعدم تنكبه.
    وكما نصحتك بالتبصر في كلام ابن القيم السابق فأنصحك أيضا بالتبصر في كلام له آخر لعل الله ينفعك به حيث قال في "مدارج السالكين" ج1 ص253-254[3]:" أَنَّ الذَّنْبَ قَدْ يَكُونُ أَنْفَعَ لِلْعَبْدِ إِذَا اقْتَرَنَتْ بِهِ التَّوْبَةُ مِنْ كَثِيرٍ مِنَ الطَّاعَاتِ، وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ بَعْضِ السَّلَفِ: قَدْ يَعْمَلُ الْعَبْدُ الذَّنْبَ فَيَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ، وَيَعْمَلُ الطَّاعَةَ فَيَدْخُلُ بِهَا النَّارَ، قَالُوا: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: يَعْمَلُ الذَّنْبَ فَلَا يَزَالُ نُصْبَ عَيْنَيْهِ، إِنْ قَامَ وَإِنْ قَعَدَ وَإِنْ مَشَى ذَكَرَ ذَنْبَهُ، فَيُحْدِثُ لَهُ انْكِسَارًا، وَتَوْبَةً، وَاسْتِغْفَارًا، وَنَدَمًا، فَيَكُونُ ذَلِكَ سَبَبَ نَجَاتِهِ، وَيَعْمَلُ الْحَسَنَةَ، فَلَا تَزَالُ نُصْبَ عَيْنَيْهِ، إِنْ قَامَ وَإِنْ قَعَدَ وَإِنْ مَشَى، كُلَّمَا ذَكَرَهَا أَوْرَثَتْهُ عُجْبًا وَكِبْرًا وَمِنَّةً، فَتَكُونُ سَبَبَ هَلَاكِهِ، فَيَكُونُ الذَّنْبُ مُوجِبًا لِتَرَتُّبِ طَاعَاتٍ وَحَسَنَاتٍ، وَمُعَامَلَاتٍ قَلْبِيَّةٍ، مِنْ خَوْفِ اللَّهِ وَالْحَيَاءِ مِنْهُ، وَالْإِطْرَاقِ بَيْنَ يَدَيْهِ مُنَكِّسًا رَأْسَهُ خَجَلًا، بَاكِيًا نَادِمًا، مُسْتَقِيلًا رَبَّهُ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْآثَارِ أَنْفَعُ لِلْعَبْدِ مِنْ طَاعَةٍ تُوجِبُ لَهُ صَوْلَةً، وَكِبْرًا، وَازْدِرَاءً بِالنَّاسِ، وَرُؤْيَتَهُمْ بِعَيْنِ الِاحْتِقَارِ، وَلَا رَيْبَ أَنَّ هَذَا الذَّنْبَ خَيْرٌ عِنْدَ اللَّهِ، وَأَقْرَبُ إِلَى النَّجَاةِ وَالْفَوْزِ مِنْ هَذَا الْمُعْجَبِ بِطَاعَتِهِ، الصَّائِلِ بِهَا، الْمَانِّ بِهَا، وَبِحَالِهِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعِبَادِهِ، وَإِنْ قَالَ بِلِسَانِهِ خِلَافَ ذَلِكَ، فَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ، وَيَكَادُ يُعَادِي الْخَلْقَ إِذَا لَمْ يُعَظِّمُوهُ وَيَرْفَعُوهُ، وَيَخْضَعُوا لَهُ، وَيَجِدُ فِي قَلْبِهِ بَغْضَةً لِمَنْ لَمْ يَفْعَلْ بِهِ ذَلِكَ، وَلَوْ فَتَّشَ نَفْسَهُ حَقَّ التَّفْتِيشِ لَرَأَى فِيهَا ذَلِكَ كَامِنًا، وَلِهَذَا تَرَاهُ عَاتِبًا عَلَى مَنْ لَمْ يُعَظِّمْهُ وَيَعْرِفْ لَهُ حَقَّهُ، مُتَطَلِّبًا لِعَيْبِهِ فِي قَالَبِ حَمِيَّةٍ لِلَّهِ، وَغَضَبٍ لَهُ، وَإِذَا قَامَ بِمَنْ يُعَظِّمُهُ وَيَحْتَرِمُهُ، وَيَخْضَعُ لَهُ مِنَ الذُّنُوبِ أَضْعَافَ مَا قَامَ بِهَذَا فَتَحَ لَهُ بَابَ الْمَعَاذِيرِ وَالرَّجَاءِ، وَأَغْمَضَ عَنْهُ عَيْنَهُ وَسَمْعَهُ، وَكَفَّ لِسَانَهُ وَقَلْبَهُ، وَقَالَ: بَابُ الْعِصْمَةِ عَنْ غَيْرِ الْأَنْبِيَاءِ مَسْدُودٌ، وَرُبَّمَا ظَنَّ أَنَّ ذُنُوبَ مَنْ يُعَظِّمُهُ تُكَفَّرُ بِإِجْلَالِهِ وَتَعْظِيمِهِ وَإِكْرَامِهِ إِيَّاهُ.
    فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا الْعَبْدِ خَيْرًا أَلْقَاهُ فِي ذَنْبٍ يَكْسِرُهُ بِهِ، وَيُعَرِّفُهُ قَدْرَهُ، وَيَكْفِي بِهِ عِبَادَهُ شَرَّهُ، وَيُنَكِّسُ بِهِ رَأْسَهُ، وَيَسْتَخْرِجُ بِهِ مِنْهُ دَاءَ الْعُجْبِ وَالْكِبْرِ وَالْمِنَّةِ عَلَيْهِ وَعَلَى عِبَادِهِ، فَيَكُونُ هَذَا الذَّنْبُ أَنْفَعَ لِهَذَا مِنْ طَاعَاتٍ كَثِيرَةٍ، وَيَكُونُ بِمَنْزِلَةِ شُرْبِ الدَّوَاءِ لِيَسْتَخْرِجَ بِهِ الدَّاءَ الْعُضَالَ" انتهى المقصود من كلامه رحمه الله.
    فالبدار البدار -يرحمك الله- قبل فوات الأوان، وأنصحك بالاعتراف بزلّاتك على سبيل العموم حتّى تتخلّص على الأقلّ من المحاسبة على سائر أتباعك، والغالين فيك يوم لقاء ربك، وإن فعلت هذا ولم تستطع أن تتوب منها بالتّصريح بها على وجه التّفصيل فلا أقلّ من أن تسكت ولا تستمر في عنادك، الذي يزيد من توريطك، ووالله لعلي أرحم بك ممن يؤزّك على الاستمرار أزّا، ويدعوك للإصرار قائما ومستوفزا، من أولئك المحيطين بك من أهل التّقليد والتّبعيّة العمياء، والغلوّ في المدح والإطراء، والمبالغة في الإعجاب والثّناء؛ إلى درجة ينخدع بها السّامع لهم، ويغترّ بها الواثق بهم، والله المستعان.
    أسأل الله لنا ولك ولسائر المسلمين الهداية إلى صراطه المستقيم ودينه القويم.
    وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سلك سبيله إلى يوم الدين.
    وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
    وكتبه: أبو عبد السلام عبد الصمد بن الحسين سليمان
    يوم السبت: 14 رجب 1444هـ
    04/ 02/ 2023 م
    ***

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    [1]- فمن ذلك:
    - قال العلامة عبد الرحمن المعلمي رحمه الله كما في آثاره ج19 ص297:" فإني ممن عُدَّ لقلة العلماء عالما، فصار ينتابني بعض طلبة العلم، فلا يسعني إلا أن أسعفهم بمرادهم، لا على أنني عالم معلم، بل على أني طالب علم من جملتهم، أذاكرهم على حسب وسعي...".
    - قول الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله معلقا على المقدم الذي أثنى عليه بكلمات مدح كثيرة:" ثم أعتب على أخي الشيخ عبد الكريم هذا المديح الذي ذكر وأنا والله دون ما قال وأقل مما قال وجهودي كلها في الحقيقة متواضعة وقليلة وأسأل الله أن يعفو عني وعنكم وعن كل الدعاة إليه وعن كل المسلمين والله جل وعلا سوف يسأله عما قال وأسأل الله أن يعفو عنا وعنه أسأل الله أن يعفو عنا جميعا، وأنا والله أشهدكم أني لا أحب أن أمدح وأسأل الله أن يعفو عني وعنكم وعن كل مسلم، ولا شك أن الواجب علينا عظيم، الواجب على أهل العلم وعلى طلبة العلم عظيم ومهما فعلت أو فعل غيري من أهل العلم هو في الحقيقة قليل بالنسبة إلى ما يجب علينا، وهو في جنب الله وجنب حقه قليل أيضا، وفي جنب حق المسلمين قليل أيضا، فنسأل الله أن يعفو عنا جميعا وعن الأخ عبد الكريم عما قال وأن يسامحنا جميعا وأن يرزقنا وإياكم الاستقامة على دينه والثبات عليه والعافية من مضلّات الفتن إنه سميع قريب".
    ومن ذلك ما قاله الشيخ محمد الموسى مدير مكتب بيت العلّامة بن باز رحمه الله وهو يتكلم على صفاته وعند ذكره لصفة التواضع قال:" فمن صور تواضعه أنه لا يحتقر النصيحة، أو الفائدة من أي أحد.

    ففي يوم من الأيام اتصل شاب صغير بسماحة الشيخ، وقال: يا سماحة الشيخ! الناس بأشد الحاجة إلى علماء يُفتُونهم، وأقترح على سماحتكم أن تجعلوا في كل مدينة مفتياً؛ ليسهل الاتصال.
    فقال له سماحة الشيخ: ما شاء الله، أصلحك الله، كم عمرك ؟ فقال: ثلاثة عشر عاماً.
    فقال سماحة الشيخ لمدير مكتبه: هذا اقتراح طيب، يستحق الدراسة، اكتب إلى الأمين العام لهيئة كبار العلماء بهذا، فكتب ما أملى به، ومما جاء في كتابه: أما بعد فقد اتصل بي بعض الناصحين، وقال: إنه يقترح وضع مفتين في كل بلد، ونرى عرضه على اللجنة الدائمة؛ لنتبادل الرأي في الموضوع. وغيرها كثير.
    - قال الإمام الألباني رحمه الله كما في صوتية له على اليوتيوب:" بعد هذا بدأ القارئ يقرأ كلمة الشيخ الألباني المزعوم، الشيخ المزعوم... حقيقة يعني لأنه أنا مؤمن من قرارة قلبي أنه مثلي اليوم هو يصدق عليه المثل –ولا مؤاخذة لأنه أنا يحق لي أن أتكلم عن نفسي ولا يحق لي أن أتكلم عن غيري لكن سيصيب الغير رَشَاشِي أنا- فأنا أقول: إن البغاث بأرضنا يستنسر، فأنا البغاة والأرض هم بالسكان آه والله المستعان، لكن الحقيقة هذه أنا أدين الله بها لفقد الأرض من أهل العلم أمثال العلماء الذين نحن نعرف قدرهم ونبجلهم كشيخ الإسلام ابن تيمية أصبحنا نحن نذكر ونقرن معهم وهيهات وهيهات، وهنا نذكر الكلمة التي تذكر بهذه المناسبة:
    أين الثريا من الثرى وأين معاوية من علي ومعاوية صحابي لكن شتان بين هذا وبين هذا، وانا طالب علم لكن أين نحن وأين أولئك العلماء، أعوذ لأقول إن البغاث بأرضنا يستنسر".
    وفي صوتية أخرى على اليوتيوب قال رحمه الله -مع تصرف يسير في الكلمات من الدارجة إلى الفصحى-: وكما يقال وما آفة الأخبار إلا رواتها، كما أنه الطعن في الألباني يكون مبالغا فيه والمدح يكون أيضا مبالغا فيه بل وأولى ثم أولى فيكون هذا جاي مشبع بهذا المدح الذي ربما ليس له أصل أكثره لا أصل له يريد أن يرى الألباني يراه، ويراه شايب ويزعم ممكن يرى النور هنا يريد أن يقبله يريد أن يخفف شوقه، لكن أنتم ما بالكم.
    السائل: أنا أقول يا شيخ.
    الشيخ: عندك ما تقول؟ نسمعه تفضل. لا إله إلا الله.
    السائل: أدندن حول ما آفة الأخبار إلا رواتها، فقد سمعنا عن علماء كثيرين وعن طلاب علم كثيرين فلما قابلناهم وجالسنا معهم فإذا هم دون ما كنا نسمع إلا أنتم يا شيخ.
    الشيخ: عفوا.
    السائل: فعندما قابلناكم والله على ما أقول شهيد...
    الشيخ: الله أكبر.
    السائل:... فإذا أنتم فوق ذلك بكثير و....
    الشيخ وهو يبكي: اللهم اغفر لي ما لا يعلمون...
    السائل: وهذا من فضل الله عليكم.
    الشيخ وهو يبكي: أحلف يمينا أنكم مغشوشون.
    السائل: علمتنا أن نقول يا شيخ: اللهم اجعلني خيرا مما يظنون..
    الشيخ وهو يبكي: واغفر لي ما لا يعلمون وهذا ما نقوله دائما، لا حول ولا قوة إلا بالله، أنتم تعرفون بعض الآثار عن بعض السلف يمكن أنتم أحفظ مني لكن لعلي أروي شيئا من المعنى أنه لو عرفتم حقيقتنا ما مشيتم معنا. وغيرها كثير.
    - نهي العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله المقدم عن ذكر شيء من أوصافه وترجمته حيث قال للمقدم الذي بدأ بقوله:" فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين أمد الله بعمره ومن عليه بوافر الصحة وسعادة الدارين الشيخ العثيمين عضو هيئة كبار العلماء" يكفي يكفي يكفي، فقال المقدم:" الله يسلمك أعرف كريم تواضعكم ولكن الإخوة يريدون أن يعرفوا شيئا.." فقال الشيخ رحمه الله ناهيا له:" أبدا". ومن تواضعه رحمه الله لما سئل:" لماذا لا يكون لكم درس أسبوعي بالرياض؟ فأجاب رحمه الله:" لأن النهر لا يروي البحر" وذلك لوجود العلامة ابن باز في الرياض. (انظر مجموع فتاوى ورسائل العثيمين رحمه الله ج26 ص452). وغيرها كثير.
    - قول الشيخ العلامة الفوزان حفظه الله معلقا على المقدم الذي أثنى عليه بكلمات مدح كثيرة: أمّا بعد: فقد أخجلتموني حيث رفعتموني إلى منزلة لم أصل إليها، ما أنا إلا أقل طالب علم كواحد منكم بل أنتم ربما يكون فيكم من هو أجل وأكرم. (مقطع فيديو مشهور على اليوتيوب).
    وأنا اقتصرت على هؤلاء العلماء المعاصرين لبيان الفارق الشاسع بينهم وبين من عاصر جلهم ممن يرى نفسه أنه مجدد ويتطاول على بعضهم، ولا يحفظ لهم مكانتهم وكرامتهم، ثم يريد من غيره أن يعظمه ويحترمه ويكرمه ولا يتكلم فيه.

    [2]- الطبعة الأولى: طبعة مؤسسة المختار للنشر والتوزيع القاهرة ضبط وتحقيق رضوان جامع رضوان.
    [3]- الطبعة الأولى: طبعة مؤسسة المختار للنشر والتوزيع القاهرة ضبط وتحقيق رضوان جامع رضوان.
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2023-02-08, 02:05 PM.

  • #2
    جزاك الله خيرا . ونفع الله بك

    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خيرا وبارك فيك

      تعليق


      • #4
        أجدت وأفدت بارك الله فيك و نفع بك و جزاك خيرا

        تعليق


        • #5
          جزاك الله خيرا أخي عبد الصمد على هذا التوضيح

          تعليق


          • #6
            بارك الله فيك أخي عبد الصمد وجزاك الله خيرا على هذا التوضيح

            تعليق


            • #7
              جزاك الله خيرا أخي الفاضل عبد الصمد وبارك فيك

              تعليق


              • #8
                جزاك الله خيرا أخي عبد الصمد وبارك الله فيك وردَّ فركوسا للحقِّ

                تعليق


                • #9
                  جزاك الله خيرا على بيانك الحق ونسأل الله أن يهديه وأتباعه سبيل أهل السنة والجماعة

                  تعليق


                  • #10
                    وأنتم إخواني الكرام جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم وحفظني الله وإياكم من كل سوء ومكروه في الدنيا والآخرة.

                    تعليق


                    • #11
                      الله المستعان

                      تعليق


                      • #12
                        يقول شيخ الإسلام ابن تيميةرحمه الله: إذَا رَأَيْت الْمَقَالَةَ الْمُخْطِئَةَ قَدْ صَدَرَتْ مِنْ إمَامٍ قَدِيمٍ فَاغْتُفِرَتْ ؛ لِعَدَمِ بُلُوغِ الْحُجَّةِ لَهُ؛ فَلَا يُغْتَفَرُ لِمَنْ بَلَغَتْهُ الْحُجَّةُ مَا اُغْتُفِرَ لِلْأَوَّلِ؛ فَلِهَذَا يُبَدَّعُ مَنْ بَلَغَتْهُ أَحَادِيثُ عَذَابِ الْقَبْرِ وَنَحْوِهَا إذَا أَنْكَرَ ذَلِكَ وَلَا تُبَدَّعُ عَائِشَةُ وَنَحْوُهَا مِمَّنْ لَمْ يَعْرِفْ بِأَنَّ الْمَوْتَى يَسْمَعُونَ فِي قُبُورِهِمْ؛ فَهَذَا أَصْلٌ عَظِيمٌ فَتَدَبَّرْهُ فَإِنَّهُ نَافِعٌ ” مجموع الفتاوى 6/61.
                        ​​​​

                        تعليق

                        الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
                        يعمل...
                        X