نظم إعراب "لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ"
بِسْمِ اَلْإِلَهِ اَلْمُتَعَـــالِي اَلصَّمَدِ ::: أَنْظِمُ هَذَا اَلرَّجْـــزَ فِيهِ أَبْتَدِي
بِحَـــمْدِ رَبِّنَا اَلْعَظِيمِ وَحْدَهُ ::: مُلْتَمِسًا فَضْلاً وَعَـــوْنًا عِنْدهُ
مُصَلِّيًا عَـــلَى اَلنَّبِيِّ اَلْمُعْرِبِ ::: عَنْ كُلِّ فَضْلٍ جَاءَ فِي شَرْعِ نَبِي
وَآلِهِ وَصَحْــــبِهِ مِنْ رَفَعُوا ::: لِوَاءَهُ وَاتَّبَعُــــوا مَا اِبْتَدَعُوا
أَقُولُ نَاصِحًا لِمُسْتَفِـــــيدِ ::: وَمُعْرِبًا لِكِلْمَةِ اَلتَّوْحِــــيدِ
أَوَّلُ مَا قَدْ يَنْبَغِــي مِنْ مَطْلَبِ ::: مَعْرِفَةُ اَلْمَعْـــنَى لِكُلِّ مُعْرِبِ
فَكُلُّ إِعْرَابٍ لِمَعْــــنَاهُ تَبَعْ ::: يَصِحُّ إِنْ وَافَقَ مَعْـــنًى فَيَقَعْ
.: معنى الكلمة الطيبة :.
أَتَاكَ فِي كَلِمَةِ اَلتَّوْحِــــيدِ ::: تَنْزِيهُـــــنَا اَلْإِلَهَ عَنْ نَدِيدِ
فَانْظُرْ إِلَى آيِ اَلْكِتَابِ تَعْــرِفِ ::: وَدَعْــوَةَ اَلرُّسْلِ اَلْكِرَامِ فَاقْتَفِ
جَـــاءَ بِهِا كُلُّ رَسُولٍ شَاهِدَا ::: أَنُ اعْبُدُوا اَللَّهَ إِلَهًا وَاحِـــدَا
كَمَا أَبَانَ اللهُ فِــــي اَلتَّنْزِيلِ ::: بِمَا أَتَى فِي قِصَّةِ اَلْخَــــلِيلِ
فِــــي اَلْكِلْمَةِ اَلْبَاقِيَةِ اَلْبَرَاءِ ::: وَمِثْلِهَـــا فِي اَلْكِلْمَةِ اَلسَّوَاءِ
وَالْعُـــرْوَةِ اَلْوُثْقَى وَكُلِّ آيَهْ ::: تَأْمُرُ بِالْإِخْــــلَاصِ فِي عِنَايَهْ
فِي طُرُقِ اَلْحَــدِيثِ جَا إِعْلَامُ ::: مِثْلَ حَـــدِيثِ "بُنِيَ اَلْإِسْلَامُ"
وَأَمْرِهِ لِوَفْدِ عَـــــبْدِ قَيْسِ ::: وَبَعْثِهِ مُعَـــــاذَ لِلتَّدْرِيسِ
وَالْمُشْرِكُونَ فَهِمُوا مَعْنَاهَـــا ::: لِذَاكَ لَمَّا سَمِعُوا مَبْنَاهَــــا
اِسْتَعْجَــبُوا وَاسْتَنْكَرُوا شِفَاهَا ::: مِنْ جَــــــعْلِهِ آلِهَةً إِلَهَا
وَمِنْهُ فَالْمَعْــــنَى المُشِعُّ نُورُهُ ::: اَللَّهُ لَا مَعْبُودَ حَــــقٌّ غَيْرُهُ
تَعْضُدُهُ قَوَاعِدُ اَلنُّحَـــــاةِ ::: وَمَا أَتَى فِــــي لُغَةِ اَلثِّقَاتِ
وَكُلُّ إِعْـــرَابٍ لِهَذَا لَمْ يَفِدْ ::: بُطْلَانَهُ مِنْ هَذِهِ فَــــلْتَسْتَفِدْ
.: إعراب كلمة "لا" :.
نَصُّ عُــمُومٍ قَدْ أَفَادَ نَفْيُ "لَا" ::: نَافِيَةً جِـــــنْسَ إِلَهٍ بَاطِلَا
بَرَّأَتِ اَلْمَنْفِيَ مِنْ أَنْ يُنْعَـــتَ ::: بِخَـــــبَرٍ لَهَا بُعَيْدَهَا أَتَى
حَرْفٌ لِنَفْيِ اَلْجِـنْسِ مَا لَهُ مَحَلْ ::: إعْـــرَابُهُ مَعَ اِسْمِهِ شَيْءٌ بَطَلْ
عَـــامِلَةٌ كـ"إِنَّ" يُبْنَى أَبَدَا ::: أَوَّلُ مَعْـــمُولٍ يَكُونُ مُفْرَدَا
.: إعراب كلمة "إله" :.
مَألُوهٌ اَلْإِلَهُ فِعْـــــلُهُ "أَلَهْ" ::: وَصَرْفُهُ مِثْلَ اَلْكِتَابِ فَـــانْتَبِهْ
مَعْنًى لَهُ وَزِنَةٌ مِثْلَ "عَـــبَدْ" ::: لَكِنَّهُ فِي اَلنَّقْلِ فِعْـــلاً لَمْ يَرِدْ
وَاعْلَمْ بِأَنَّمَا اَلْإِلَهُ مَنْ عُـــبِدْ ::: بِحَــــقٍّ أَوْ بِبَاطِلٍ إِذَا قُصِدْ
ثُمَّ اِسْمُ "لَا" اَلْإِلَهُ يَنْبَنِي عَــلَى ::: فَتْحٍ مَحَــــلُّهُ نَصْبٌ بـ"لَا"
لِأَنَّهَـا قَدْ ضَمِّنَتْ مَعْنًى لِـ"مِنْ" ::: وَرُكِّبَتْ كَـ"خَمْسَ عَشْرَةَ" زُكِنْ
وَخَالَفَ اَلزُّجَـــاجُ وَالسِّيرَافِي ::: وَأَهْـــلُ كُوفَةٍ مِنَ اَلْأَشْرَافِ
وَقَوْلُهُمْ يُعْرَبُ وَالْحَـــقُّ ثَبَتْ ::: لِأَنَّهَــــا لَوْ أُعْرِبَتْ لَنُوِّنَتْ
وَقِيلَ مُبْتَدًا وَقِيلَ خَـــــبَرُ ::: لَفْظِ جَــــلَالَةٍ وَذَاكَ مُنْكَرُ
فَإِنَّهُ لَا يَنْبَنِي مِنْ بَعْـــدِ "لَا" ::: غَيْرُ اِسْمِهَــا فَأَعْلَمْهُ نِلْتَ اَلْأَمْلَ
وَقِــــيلَ "لَا إِلَهَ" كُلٌّ مُبْتَدَا ::: وَمَا لَهُ مِنْ خَــــبَرٍ كَمَا بَدَا
وَلَا يَصِحُّ خَــــبَرٌ عَنْ اَلْعَدَمْ ::: إِلَّا بِمَعْــــدُومٍ وَلَا تُرَاهُ ثَمّ
وَقِيلَ بَلْ مَحَـــلُّ كُلِّهَا اَلْخَبَرْ ::: وَرَدُّهُ يَأْتِي قَرِيبًا فَــــانْتَظِرْ
.: لا خبر في الكلمة الطيبة :.
قَوْلٌ أَتَى فِي خَـــبَرٍ مُخْتَلِفَا ::: أَثْبَتَهُ اَلْجُــمْهُورُ وَالْبَعْضُ نَفَى
فَقَالَ قَوْمٌ لَيْسَ فِيهَا مِنْ خَــبَرْ ::: يُنْفَى بِهَــــا مَاهِيَّةٌ فَلْتَعْتَبِرْ
رَدُّوا بِهَا اَلتَّقْدِيرَ بِالْوُجُـــودِ ::: وَخَــــطَأٌ فِي اَلرَّدِّ وَالْمَرْدُودِ
فَالْكَوْنُ وَالْمَاهِــــيَّةُ سِيَّانِ ::: فِي عَـــقْدِ سُنِّيٍّ وَذِي تِبْيَانِ
وَمَنْ يَقُلْ مَنْفِـــيُّ "لَا" كُلِّيُّ ::: فِي اَلذِّهْــــنِ قَالَ إِنَّهُ مَنْوِيُّ
فِي خَارِجٍ مِنْهُ فَفَرْدَ وَاحِـــدُ ::: وَهْوَ اَلَّذِي مِنْ بَعْدِ "إِلَّا" شَاهِـدُ
فَإِنَّهُ قَوْلٌ لِأَهْلِ اَلْوَحْــــدَةِ ::: وَكُلِّ مَنْ عَــــلَى أَضَلِّ قِدَّةِ
بِنَاؤُهُ عَـــــلَى اِعْتِقَادِ أَنَّمَا ::: إِلَهُنَا عَيْنُ اَلْوُجُـــودِ فَاعْلَمَا
.: خبر "لا" :.
وَخَــــبَرٌ لـ"لَا" مَشَى عَلَيْهِ ::: كُلُّ اَلنُّحَــــاةِ غَيْرِ سِيبَوَيْهِ
فَإِنَّ سِيبَوَيْهِ فِــــي اَلْبِنَا يَرَى ::: لَهَا مَعَ اِسْمِهَا جَـــمِيعًا خَبَرَا
وَقَالَ بَعْضُهُـــمْ بَنُو تَمِيمَ لَمْ ::: يُقَدِّرُوا خَــــبَرَهَا وَقَدْ وَهِمْ
لَكِنَّ حَذْفَهُ لَدَيْهِمْ وَاجِـــبُ ::: إِذَا بَدَا دَلِيلُهُ اَلْمُـــــنَاسِبُ
وَغَيْرُهُمْ أَجَـــازَ وَالْكُلُّ مَنَعْ ::: مِنْ حَذْفِــــهِ بِلَا دَلِيلٍ يُتَّبَعْ
وَيَرْفَعُ اَلْخَـــبَرَ "لَا" فَإِنْ بَنَتْ ::: فَخُـــلْفُ سِيبَوَيْهِ فِيهِ قَدْ ثَبَتْ
.: الخبر الظاهر :.
ثُمَّ اَلَّذِينَ جَــعَلُوا لِـ"لَا" خَبَرْ ::: مُخْـــتَلِفٌ أَقْوَالُهُمْ بَعْدَ اَلنَّظَرْ
فَبَعْضُهُمْ قَدْ جَـــعَلُوهُ ظَاهِرَا ::: عَـــلَى ثَلَاثٍ لَا تَكُنْ مُنَاصِرَا
مَا بَعْدَ "إِلَّا" خَبَرًا قَدْ جَــعَلُوا ::: وَمَا لِـ"لَا" فِي مَعْرِفَاتٍ عَــمَلُ
أَوْ قِيلَ مَرْفُــوعٌ يَسُدُّ ذَا اَلْمَسَدّ ::: نَرْفُــــــضُهُ لِلَازِمٍ لَهُ يُرَدّ
لِكَوْنِ اَلِاسْمِ يُشْبِهُ اَلْمُضَــافَ ::: فَيَسْتَحِـــقُّ اَلنَّصْبَ لَا خِلَافَ
وَفِيهِ إِعْمَالٌ لِغَيْرِ عَــــامِلِ ::: لِفَقْدِهِ شَرْطًا فَلَا تُحَــــاوِلِ
وَلَا تَكُونُ مَعَ "إِلَّا" خَــــبَرَا ::: إِذْ جَــازَ نَصْبُهَا مِنْ دُونِمَا مِرَا
.: الخبر المقدر :.
ثُمَّ اَلَّذِينَ جَــــعَلُوهُ مُضْمَرًا ::: اِخْــتَلَفُوا فِي لَفْظِ مَا قَدْ قَدِّرَا
فَقِيلَ مَوْجُـــودٌ وَقِيلَ مُمْكِنُ ::: أَبْلَغُ مِنْ نَفْيِ اَلْوُجُــودِ أَحْسَنُ
وَمُمْكِنٌ لَا يُثْــــبِتُ اَلدَّيَّانَ ::: وَكَائِنٌ لَا يَحْـــسِمُ اَلْإِمْكَانَ
أَمَّا اَلْوُجُــودُ إِنْ أُرِيدَ اَلْوَاجِبُ ::: فَذَاكَ لَا يَنْفِيهِ مَنْ يُغَــــالِبُ
كَلَا إِلَهَ خَـــــالِقٌ وَرَازِقُ ::: أَقَرَّهُ اَلْمُشْرِكُ وَالْمُنَافِـــــقُ
فَإِنْ أُرِيدَ بِالْوُجُودِ اَلْجَـــائِزُ ::: فَالْقَوْلُ ذَا لِلْكُفْرِ قَوْلٌ حَـــائِزُ
وَإِنْ أُرِيدَ بِالْوُجُـــودِ اَلْمُطْلَقُ ::: فَــــــبَاطِلٌ بِزَيْفِهِ لِيَنْطِقُ
إِذْ لَازِمٌ لَهُ اِنْعِدَامُ اَلْآلِهَــــهْ ::: أَوِ اَلْحُــلُولُ نَحْوَ قَوْلِ اَلتَّافِهَهْ
فَكَيْفَ لَا تَكُونُ حَقًّا وُجِــدَتْ ::: وَقَدْ نَرَاهَا فِي اَلْوُجُــودِ عُبِدَتْ
وَرَبُّنَا آلِهَةً سَمَّاهَــــــا ::: وَلَيْسَ فِيهِ أَنَّهُ اِرْتَضَاهَـــــا
أَيْضًا فَــقُلْ وَلَمْ يُصِبْ مَنْ قَدَّرَ ::: بِكِلْمَةٍ تُفِيدُ مَعْـــنًى لَا يُرَى
كَـ"قَادِرٍ عَلَى اِخْتِرَاعٍ" أَوْ "قُصِدْ" ::: "لِلْخَلْقِ" أَوْ "لَنَا" كَذَلِكَ "أَحَـدْ"
أَوْ قَدَّرَ اَلْمَحْذُوفَ بِالْمَعْــبُودِ ::: فَمَا دَرَى حَـــقِيقَةَ اَلْمَقْصُودِ
فَالْعَرَبُ اَلْكِرَامُ قَوْلَهُمْ مَحْـمُودُ ::: مَعْنَى اَلْإِلَهِ عِنْدَهُــــمْ مَعْبُودُ
أَوْ جَـعَلَ اَلْخَبَرَ "مِنْ كُلِّ جِهَهْ" ::: فَلَيْسَ ذِي مَقَالَةً مُتَّجِــــهَهْ
فَنَفْيُ غَيْرِ جِـــهَةَ اِسْتِحْقَاقِ ::: لَيْسَ بِجَــــائِزٍ بِذَا اَلْإِطْلَاقِ
وَاعْلَمْ بِأَنَّ اَلْحَـــقَّ فِي اَلتَّقْدِيرِ ::: "حَــــقُّ" كَقَوْلِ عَالِمِ خَبِيرِ
حَــيْثُ بِهَا اَلْمَعْنَى اَلْمُرَادُ قُرِّرَ ::: وَغَيْرُهَا أَبْطَلَهُ مَا حُـــــرَّرَ
فَاَللَّهُ حَــــقٌّ دُونَ مَا سِوَاهُ ::: وَبَاطِلٌ كُلُّ اَلَّذِي عَــــدَاهُ
.: عمل "إلا" :.
تَنْصِبُ مُسْتَثْـنًى لَدَى اِبْنِ مَالِكِ ::: وَقِيلَ مَعْ فِعْلٍ لَهَـــا مُشَارِكِ
وَقِيلَ وَحْــــدَهُ بِالِاسْتِقْلَالِ ::: أَوْ قَدَّرُوا فِعْلاً مِنْ اَلْأَفْعَـــالِ
وَفِي سِوَى ذَاكَ فَلَيْسَ تُعْــمَل ::: حَـــالَئِذٍ تَكُونُ حَرْفًا يُهْمَلُ
.: الإثبات بعد "إلا" :.
وَمَذْهَبُ اَلْأَحْـنَافِ فِي اَلنَّفْيِ أَتَى ::: أَنْ لَيْسَ اَلِاسْتِثْـــنَاءُ مِنْهُ مُثْبَتَا
وَثَابِتًا يُفِـــــيدُ بِاسْتِدْلَالِ ::: عِنْدَهُمُ قَرَائِنُ اَلْأَحْـــــوَالِ
كَثَابِتٍ فِـــي اَلْكِلْمَةِ اَلسَّوَاءِ ::: وَاخْـــتَلَفُوا فِي نَفْيِ اَلِاسْتِثْنَاءِ
وَالسَّبَبُ اَلْخِــلَافُ فِيمَا يَخْرُجُ ::: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ قَــبْلَ "إِلَّا" يُدْرَجُ
مِنِ اِسْمٍ اَوْ مِنْ حُـكْمٍ اَوْ كِلَيْهِمَا ::: أَوْ دُونَ إِخْرَاجٍ جَــرَى عَلَيْهِمَا
وَمَذْهَبُ اَلْجُــمْهُورِ مِنْهُمَا مَعَا ::: يُخْرِجُ اَلِاسْتِثْنَاءُ حَـــيْثُ وَقَعَ
وَمِنْهُ جَــــعَلُوا مِنْ اِسْتِثْنَاءِ ::: اَلنَّفْــــــيِ ثَابِتًا بِلَا مِرَاءِ
وَاخْــتَلَفُوا هَلْ كَانَ مَنْطُوقًا بِهِ ::: أَوْ كَانَ مَفْهُـــومًا لَدَى مُنْتَبِهِ
فَقَالَ مَفْهُـــــومٌ أُصُولِيُّونَ ::: وَقَـــــالَ مَنْطُوقٌ بَيَانِيُّونَ
وَالْعَكْسُ فِي نَفْيِ فَعَنْهُــمَا نُقِلْ ::: وَالْحَــــقُّ مَنْطُوقِيَّتَِيْهِمَا فَقُلْ
فَـالْقَصْرُ أَقْوَى فِي ثُبُوتِ مَا ثَبَتْ ::: فَكَيْفَ ذَا فِي حُـكْمِهِ عَنْهُ سُكِتْ
وَالْأَصْلُ فِـي "إِلَّا" لِلِاسْتِثْنَا وَفِي ::: "غَيْرٍ" هُوَ اَلْوَصْفُ وَعَكْسٌ قَدْ يَفِي
وَإِنْ تَكُنْ لِلْوَصْفِ فَــالْإِثْبَاتُ ::: يُفِيدُهُ اَلْمَفْهُــــومُ لَا نَفْتَاتُ
.: إعراب "إلا" :.
بِأَرْبَعٍ قَدْ أُعْرِبَتْ مُعَــــلَّلَهْ ::: حَرْفٌ لِلِاسْتِثْنَاءِ لَا مَحَـــلَّ لَهْ
حَرْفُ كَـ"غَيْرٍ" صِفَةٌ مَعَ مَا وَلِي ::: كَوَصْفِنَا بِشِبْهِ جُـــمْلَةٍ يَلِي
اِسْمٌ كَـ"غَيْرٍ" قَدْ بَنَوْا لَهُ مَحَـلْ ::: يَظْهَرُ فِيمَا بَعْدَهَا بِلَا وَجَـــلْ
أَوْ حَرْفُ عَطْفٍ قِيلَ فِي ذَا اَلْبَابِ ::: مَقَالَةَ اَلْكُوفِيِّ فِي اَلْإِعْـــرَابِ
فَالْأَوَّلُ اَلصَّحِيحُ لِلْجُـــمْهُورِ ::: وَغَيْرُهُ فَلَيْسَ بِالْمَشْهُــــورِ
.: أصل لفظ الجلالة :.
وَاللَّفْـــظُ قِيلَ أَصْلُهُ سُرْيَانِيّ ::: مِنْ أَصْلِ لَاهَــا وَالْهُدَى رَبَّانِيّ
وَالْبَعْضُ قَالَ عَرَبِيٌّ مُرْتَجَـــلْ ::: وَقِيلَ مُشْتَقٌّ وَذَا اَلْقَوْلُ أَجَــلّ
وَصِفَةٌ قِيلَ وَقِيلَ عَـــــلَمُ ::: وَإِنَّهُ اَلْحَـــــقُّ وَذَاكَ أَلْزَمُ
وَجِذْرُهُ "أَلَهَ" مِثْلَمَا "عَـــبَدْ" ::: مَعْنًى كَذَا وَزِنَةً فَلَا تَعَــــدّ
وَقِيلَ أَصْلُهُ "اَلْإِلَهُ" سُهِّــــلَ ::: وَرَبُّنَا اَلْأَعْلَمُ جَــــلَّ وَعَلَا
وَغَــيْرُ ذَا مِنْ اَلْأُصُولِ قَدْ ذُكِرْ ::: مَرْجُوحَةٌ دَعْهَا كَمَا جَـاءَتْ تَمُرّ
وَقَوْلُهُمْ فِي أَصْلِهَــا قَدْ يَقْرُبُ ::: مِنْ اَلثَّلَاثِينَ مَقَــــالاً تُكْتَبُ
.: إعراب لفظ الجلالة :.
بِالضَّمِّ مَضْبُوطٌ وَجَــازَ اَلْفَتْحُ ::: نَصْبًا عَلَى اِسْتِثْنَا أَتَاكَ اَلنُّجْــحُ
وَقِيلَ نَعْـتٌ مَعَ "إِلَّا" لِاسْمٍ "لَا" ::: وَالْأَوَّلُ اَلْأَوْلَى فَكُنْ مُحَــصِّلَا
هَذَا عَــلَى اَلنَّصْبِ وَأَمَّا اَلرَّفْعُ ::: جَـــــاءَ بِهِ رِوَايَةٌ وَالسَّمْعُ
تُعْرَبُ مَعْ "إِلَّا" عَــلَى اَلسَّوِيَّهْ ::: إِنْ قِيلَ فِــي "إِلَّا" أَتَتْ وَصْفِيَّهْ
أَعْرَبَهَا اَلزَّمَخْــــشَرِيُّ مُبْتَدَا ::: أَوْ خَـــبَرًا لِـ"لَا إِلَهَ" قَدْ بَدَا
وَأَعْرَبُوهَـــــا صِفَةً وَبَدَلَا ::: وَكُلُّ ذَاكَ خَـــطَأٌ قَدْ أُهْمِلَ
لِأَنَّهَـــــا إِذْ ذَاكَ لَا يُفِيدُ ::: مَنْطُوقُهَـــا اَلْإِثْبَاتَ يَا رَشِيدُ
وَالْحَـــقُّ فِي "إِلَّا" لِلِاسْتِثْنَاءِ ::: ذَا حَـــقُّهَا فِي اَلْكِلْمَةِ اَلسَّوَاءِ
وَبَعْدَهَا لَفْظُ جَـــــلَالَةٍ تَلَا ::: إِعْرَابُهُ لِوَحْدِهِ قَدْ اِنْجَــــلَى
فُمُبْتَدًا وَالْخَــــــبَرُ اَلْإِلَهُ ::: أَوْ خَـــبَرًا لِـ"لَا" كَمَا سُقْنَاهُ
وَقِيلَ مَرْفُـــــوعُ اَلْإِلَهِ سَدَّ ::: مَا قَدْ يَسُدُّ خَـــــبَرٌ فَرُدَّ
وَقِيلَ مَعْطُوفٌ كَمَا عَطْفِ اَلنَّسَقْ ::: وَذَاكَ فِـــي قَوْلٍ لِكُوفِيٍّ وَثِقْ
أَوْ بَدَلٍ كَالْبَدَلِ اَلْمَعْـــرُوفِ ::: ذَا أَشْهُــرُ اَلْأَقْوَالِ فِي اَلتَّصْنِيفِ
لَكِنْ عَــــلَيْهِ بَعْضُ إِيرَادَاتِ ::: وَهْــيَ بِقَوْلِ اَلْعَطْفِ لَيْسَ تَاتِي
لَا يُقْصَدُ اَلْبَدَلُ حُـــكْمُهُ هُنَا ::: خِـــلَافَ مَا يُعْرَفُ فِي أَبْدَالِنَا
وَخُلْفُ حُـــكْمِ بَدَلٍ لِمُبْدَلِ ::: وَعَـــدَمُ اَلرَّابِطِ فِي ذَا اَلْبَدَلِ
وَبَعْضُهُمْ جَــــعَلَهُ إِذْ أَكَّدَهْ ::: بَابًا مِنْ اَلْإِبْدَالِ جَــا عَلَى حِدَهْ
وَاخْــتَلَفُوا فِي مُبْدَلٍ مِنْهُ اَلْبَدَلْ ::: فَأَوَّلٌ مِنْ "لَا إِلَهَ" وَهُـــوَ طِلّ
وَقِيلَ مِنْ لَفْــــظِ اَلْإِلَهِ أُبْدِلَ ::: قَبْلُ دُخُــــولِ "لَا" فَتَعْمَلَ
وَقِيلَ مِنْ خَــــبَرِهَا اَلْمُقَدَّرِ ::: وَقِـــيلَ مِنْ ضَمِيرِهِ اَلْمُسْتَتِرِ
وَاسْتَحْــسَنُوا اَلْأَخِيرَ فَهُوَ أَقْرَبُ ::: مَعْـــنًى بِهِ يَبِينُ لَيْسَ يَعْزُبُ
.: خلاصة الإعراب :.
وَإِنْ أَرَدْتَ مِنِّيَ اَلْخُــــلَاصَهْ ::: أَتَتْكَ أَبْيَاتِي بِلَا خَــــصَاصَهْ
حَرْفٌ لِنَفْيِ اَلْجِـنْسِ لَا مَحَلَّ لَهْ ::: تُعْــرَبُ "لَا" فِي رَوْضَةٍ مُكَلَّلَهْ
ثُمَّ اِسْمُهَـــا اَلْإِلَهُ يَنْبَنِي عَلَى ::: فَتْحٍ بَدَا مَحَــلُّهُ اَلنَّصْبُ بِـ"لَا"
وَخَــــبَرٌ لِـ"لَا" هُنَا مُقَدَّرُ ::: تَقْدِيرُهُ "حَـــقٌّ" وَذَاكَ أَظْهَرُ
وَأَعْـــــرَبُوا "إِلَّا" لِلِاسْتِثْنَاءِ ::: حَــــرْفًا سُكُونُهُ عَلَى اَلْبِنَاءِ
وَبَعْدَهُ لَفْظُ جَـــــلَالَةٍ أَتَى ::: بِالرَّفْعِ فِي مَسْمُوعِــنَا قَدْ أُثْبِتَ
فَـــبَدَلٌ مِنْ اَلضَّمِيرِ اَلْمُسْتَتِرْ ::: فِي خَــــبَرٍ مُقَدَّرٍ قَدْ اِعْتُبِرْ
وَالْحَــــمْدُ لِلَّهِ عَلَى اَلتَّمَامِ ::: أَكْــــرَمَنِي رَبِّي بِذَا اَلنِّظَامِ
أَعْرَبْتُ فِيهِ كِلْمَةَ اَلتَّوْحِـــيدِ ::: فَاكْتُبْ بِهِ اَللَّهُــمَّ لِي تَسْدِيدِي
وَاجْـــعَلْ خِتَامَ قَوْلِي قَوْلَهَا ::: وَأَثْبِتَنْ فِي صُحُــــفِي قَبُولِهَا
انتهى
تعليق