إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأَيّامُ الزَّاهيَّةُ الزَّاهِرَةُ في مَصْرَعٍ نظَرِيَّة (لَمْ أكُنْ مَعَ فَالِحٍ ، وَلَسْتُ فَالِحِيًّا ) الْحَلقَةُ السَّابَعة (07)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأَيّامُ الزَّاهيَّةُ الزَّاهِرَةُ في مَصْرَعٍ نظَرِيَّة (لَمْ أكُنْ مَعَ فَالِحٍ ، وَلَسْتُ فَالِحِيًّا ) الْحَلقَةُ السَّابَعة (07)

    الأَيّامُ الزَّاهيَّةُ الزَّاهِرَةُ
    فِي مَطْلَعِ العَلَمِ فَرْكُوسٍ وَالأَعْلاَمِ السَّلَفِيَّة الظَّاهِرَةِ
    وَمَصْرَعِ الأَقْزَامِ الفَالِحِيَّةِ الْمُجَاهِرَةِ
    الْحَلْقَةُ السَّابِعَةُ في
    مَصْرَع ( نَظَرِيَّةِ " لَمْ أكُنْ مَعَ فَالِحٍ ، وَلَسْتُ فَالِحِيًّا"
    ﴿ وَاتَّقوا فتْنَةً لَا تُصيبَنَّ الَّذينَ ظَلَمُوا مِنْكُم خَاصَّةً﴾، وَالْمُرَادُ بِالفِتْنَةِ : الذَّنبُ ، وَفُسِّرَ بِنَحْوِ إقرَارِ الْمُنكَرِ ، وَالْمُدَاهَنَةِ فِي الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ ، وَالنَّهْي عَن الْمُنْكَرِ، وَافتِرَاقِ الكَلِمَةِ، وَظُهُــورِ البِدِعِ وَالتَّكَاسُلِ فِي الْجِهَادِ، حَسبَمَا يَقتَضِيهِ الْمَعْنَى([1])، أي: أنَّهُ إذَا كَانَ الزَّمَانُ زَمَانَ تَفَرُّقٍ وَاختِلَافٍ فَلْيُحَذِّرْ بَعْضُنَا بَعْضًا... يَعْنِي: اتَّقُوا تَفَرُّقًا وَاختِلَافًا لَا يُصِيبُ مَآلُهُ، وَلَا تُصِيبُ نَتِيجَتُهُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُم خَاصَّةً ، وَإنَّمَا يُصِيبُ الْجَمِيعَ ، وَلَا يَخُصُّ ذَلِكَ الأَثَرُ- لِلتَّفَرُّقِ وَالاِختِلَافِ- الظَّالِمَ وَحْدَهُ([2]).
    وَأَكثرُ الْمُفَسِّرينَ عَلَى أَنَّ الْآيَةَ السَّابقَةَ فِي أَصْـحَابِ النَّبِي - صَلَّى الله عَليه وَسلَّمَ-([3])، وَالْقَـوْلُ بِأَنَّ هَذَا التَّحْذِيرَ يَعُمُّ الصَّحَابَةَ وَغَيْرَهُمْ - وَإِنْ كَانَ الْخِطَابُ مَعَهُمْ - هُوَ الصَّحِيحُ ، وَيَدُلُّ عَلَيْهُ الْأَحَادِيثُ الْوَارِدَةُ فِي التَّحْذِيرِ مِنَ الْفِتَنِ([4]).
    وَمَنْ يُشْرِفْ للفِتَنِ تَسْتَشْرِفْهُ([5])، أَيْ : تُهْلِكْهُ بِأَنْ يُشْرِفَ مِنْهَا عَلَى الْهَلَاكِ ... وَأَشْرَفْتُ عَلَيْهِ يُرِيدُ مَنِ انْتَصَبَ لَهَا انْتَصَبَتْ لَهُ، وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْهَا أَعْرَضَتْ عَنْهُ، وَحَاصِلُهُ أَنَّ مَنْ طَلَعَ فِيهَا بِشَخْصِهِ قَابَلَتْهُ بِشَـرِّهَا، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُــونَ الْمُرَادُ مَنْ خَاطَرَ فِيهَا بِنَفْسِهِ أَهْلَكَتْهُ([6])، قَالَ الشَّيْخُ الفَاضِلُ عَادِلٌ مَنصُورٌ: "أذكُرُ تَرجَمَةَ رَاوٍ اسمُهُ شَبثُ بنُ رَبْعي... هَذَا النَّمُوذَجُ أَوَدُّ أَن تَتَأَمَّلُوهُ ... يَقُولُونَ إنَّهُ : كَان مُؤَذِّنًا لِسَجَاحٍ - مُؤمِنًا بِنُبُوَّتِهَا - ثُمَّ تَابَ، فَكَانَ مِنَ الَّذِينَ خَرجُوا عَلَى عُثْمَانَ، وَقَاتَلُوهُ ثُمَّ تَابَ، وَأَصبَحَ مِنَ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ عَلِيًّا مُطَالِبِينَ بِدَمِ عُثْمَانَ، ثُمَّ أَصْبَحَ مَعَ عَلِيٍّ، ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْهِ مَعَ الْخَوَارِجِ، ثُمَّ رَجَعَ، وَكَانَ فِي الْجَيْشِ الَّذِي قَاتَلَ الْحُسُيْنَ، فَقَتَلُوا الْحُسَينَ، ثُمَّ خَرَجَ مَعَ الَّذِينَ يُطَالِبُونَ بِدَمِهِ، وَأَصْبَحَ مِنْ أَتبَاعِ الْمختَارِ بنِ أَبي عُبَيدٍ الثَّقَفِيِّ، ثُمَّ تَرَاجَعَ، وَتَابَ بَعدَ ذَلِكَ، وَ أَصْبَحَ مِنَ الَّذِيــنَ قَاتَلُوا الْمُخْتَارَ بنَ أَبي عُبَيْدٍ الثَّقَفِيِّ([7])، ... فَمَــــا أكثرَ الشَبثِيِّينَ اليَومَ ! هَؤُلَاءِ الَّذِينَ مَا يَتَشَبَّثُونَ بِشَيْءٍ مِنَ الْحَقِّ، بَلْ كُلَّمَا طَلَّ رَأسُ فِتنَةٍ تَشَبَثُوا بِرأسِ الفِتنَةِ، وَمِنْ أَسبَابِ التَّذَبْذُبِ ... : الاِستِشـرَافُ لِلفِتنَ ... وَمِنْ أَنْوَاعِ الاِستِشْـرَافِ لِلفِتَنِ : شَيْءٌ لَا يَعْرِفُــــهُ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، وَهُوَ العَبّ وَالهَبّ، مِنْ كُلِّ مَا هَبَّ وَدَبّ، مِن الواتس آب، وَالتوِيتَر، وَالفَيسبُوك ... هَذِهِ مَصَادرُ تَلَقّ، فَتَجِـدُ شَابًّا حَــــدَثًا مَا قَدِ اخْضَرَ عُودُهُ فِي العِلمِ، وَلَا قَدْ مَكَثَ بَينَ يَدَي أَهْلِ العِلمِ، وَإِذَا بِهِ يَتَذَبْذَبُ، يَأتِيكَ بِشُبـْهَةٍ وَأُختِـهَا، وَمَا يَنقُضُــــهَا وَأُختُـهَا، وَرُبَّمَا سَــاقَ لَكَ الشُّبهَةَ، وَمَعهَا كَفنُهَا الّذِي يَدْفِنُهَا، وَلَا يَتَفَطَّنُ لَهُ ... فَالاِستِشْرَافُ لِلفِتَنِ مِنْ أَسبَابِ التَّذَبذُبِ وَمَنْ يَسْتَشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرفْهُ .اهـ([8]).
    قَالَ العَلّامَةُ رَبِيع بن هَادِي:" لَقَدِ اندَفَعَ فَالِـحٌ فِي الفِتَنِ، وَفي التَّبْدِيعِ بِالبَاطِلِ، وَالظُّلمِ، فَسَحَقَ كَثِيرًا مِنَ السَّلَفِيِّينَ الأَبْرِيَاءِ([9]وَ... آذَى أَهلَ السُّنَّةِ أَشَـــدَّ مِن إيذَاءِ الْحَدَّادِ بِمرَاحِــــلَ ، وَحَكَم عَلَيــهم أَحْكَامًا غَلِيظَةً ، وَبَالَغَ فِي الطَّعنِ فِيــهِم أَشَدَّ مِنَ الْحَدَّادِ الأَوَّلِ([10]كَان فَالِحٌ عِبْئًا ثَقِيــــلًا عَلَى الدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّةِ وَأَهلِهَا مُنذُ سَلَكَ نَفسَهُ فِي الدُّعَاةِ إِلَى الْمَنْـهَجِ السَّلَفِيِّ ... وَيُعرَفُ فَشَلُ فَالِحٍ أَنَّه لَا يُقدِّمُ لِلسَّلَفِيَّةِ إِلَّا زَرْعَ هَذِهِ الفِتَنِ "اهـ([11]).
    قَالَ العَابِطُ : "تَعَرَّضَ شَيْخُنَا الغَالِي الكَبِيرُ محَمَّدٌ عَلِيٌّ فَرْكُوسٌ لِعِدَّةِ حَمَلَاتٍ حِزْبِيَّةٍ مُقِيتَةٍ ، وَكَانَتْ أَشَدُّهَا يَوْمَ فِتْنَةِ فَالِحٍ([12]وَنَظَائِرُ هَذَا فِي جَزَائِرِنَا الْحبِيبَةِ كَثِيرَةٌ لِمَنْ تَذَكَّرَ وَاستَحْضَرَ، فَكَم مِنْ دَاعِيَّةِ سُوءٍ وَمُتَعَالِمٍ سَفِيهٍ أَشْغَلَ مَشَايِخَ السُّنَّةِ، فَصَبَرُوا عَلَيْهِ، وَتَجَاهَلُوهُ ؛ حَتَّى لَا يَشْتَهِرَ بَينَ النَّاسِ، وَيَتَحَقّقَ مَقْصِدُهُ ، لَكِــن « ظَهَرَ مَعَ الوَقْتِ »شَـرُّهُ الْمُستَطِيرُ "اهـ([13])، وأَنَّهُ يَتقَاطَعَ في خِصِالٍ وأصُولٍ من أصولِ فَالِحٍ الْحَرْبيِّ أو أصدقائِه أو أَحِبّائِهِ أو أتباعَهِ، وَعلَى رَأسِهَا: سَرطانُ العُجْبِ، وَشيْطَانُ الكَذِبِ، والغُلُوُّ الفَاحشِ فِي الْمتعَالِمِ السَّفِيهِ.
    وَمِنْ جَزَائِرِنَا: هَذَا الفَالِحيُّ الْمَطَّاطِيُّ "العَابِطُ"، لَكنَّهُ صَدَقَ - وَهُوَ كَذُوبٌ - فِي الْيَأْسِ مِنْ بَنِي جِلدَتِهِ؛ فَقالَ:" مَا الْحِيلَةُ -يَا قَومَنَا- وَقَدْ أَحْيَانَا اللهُ فِي مِثلِ هَذَا الزَّمَنِ الَّذِي بَاتَ دُعاَةُ النَّت
    وَمَشَايِخُ الفَسْبَكَةِ يَتَوَلَّوْنَ استِصلَاحَ الأُمّةِ ، وَتَوْجِيهَ النَّاشِئَةِ ، فَاللَّهُمَّ ارْحِم وَاغْفِرْ"اهـ([14]).
    قُلتُ :"إِنَّ الْبَعْرَ لَيَدُلُّ عَلَى الْبَعِيرِ، وَإِنَّ أَثَرَ الْأَقْدَامِ لَيَدُلُّ عَلَى الْمَسِيرِ"([15])، أَفَلَا تَدلُّ الشَّواهِدُ الثَّلَاثُونَ الآتيَّةُ علَى أَنَّ العَابِطَ كَان لِفالِحٍ - قَبلَ تَـحْذِيرِ العُلمَاءِ - مِن «الْمُحِبِّ النَّصِير»، وَإِنَّمَا كَانَ علَى «بَعْضِ أَتبَاعِهِ» يُغِيرُ، وَهُوَ شَابٌّ صَغِيرٌ؟! فأَرَادَ عمرًا، وأرَادَ الله خَارِجَةَ .

    الشَّاهِدُ(01)
    وَلاَ رَيبَ أَنَّ العَابِطَ وشِلَّتَهُ سَيتَبَرَّؤونَ مِنْ ذَلِكَ، وِفَاقًا لِقُطبِ مَدرَسِتِـهِم فَالِحٍ الْحَرْبيِّ ؛ حَيثُ سُئِلَ السُّؤَالَ الآتي:" يَقُولُ بَعضُ طَلَبَةِ العِلم عَنْ شَبَكَةِ الأَثَرِيِّ : إنَّهُم مِنْ غُلَاةِ الْحَدَّادِيَّةِ"، فَرَدَّ قَائِلًا:" هَذَا مِنَ الكَلَامِ الَّذِي نَحنُ أَشَرْنَا إِلَيهِ، الَّذِي يُعتَبَرُ مِنَ الكَلَامِ الشَّنِيعِ الَّذِي يَنبَغِي أَنْ لَا يُقَالَ أَبَدًا، مَا عَرَفنَا عَنْ هَؤُلَاءِ الإخْوَةِ إِلَّا أَنَّهُم سَلَفِيُّونَ، وَيَنصُـرُونَ الْمَنهَجَ السَّلَفِيَّ "([16])اهـ .
    وَهَا هُو رائدُ الْحَدَّادِيَّةِ الفِعْلِيُّ([17])بَاشَـميلُ يُخَاطِبُ النَّاسَ قَائلاً:« لَقَدْ أَرَاحَنَا الله ـ جَلَّ وَعَلاَ ـ فِي هَذِهِ البَلاَدِ مِنَ الْحَدَّادِ وَشَرِّهِ ... وَأَصبَحَ مَنْهجُهُ ـ وَللهِ الْحَمدُ ـ مَهْجُورًا »([18])، قَالَ الشَّيْـخُ رَبيِعٌ مُفَنِّدًا : " يُظهِرُ نَفْسَهُ أَنّهُ سَلَفِيٌّ ... وَيَتَنَصَّلُ مِنَ الْحَـدَّادِيَّةِ ، وَهُوَ لاَ يحُارِبُ وَيُوَالِي إِلاَّ عَلَى مَنْهَجِ الْحَـدَّادِ "اهـ([19]).
    وَهَا هُو العَابِطُ يَتَبَرَّأ مِنْ مَنْـهَجِ مُحِبِّهِ فَالِـحٍ قَائِلاً: "واللهِ الَّذِي لَا إِلهَ غَيرهُ لَم أكُن فَالِحِيًّا يَوْمًا مِـنْ الأَيّامِ ، بَلْ كُنْتُ ضِدَّهُ "اهـ([20]) ، لَكنَّهُ قَالَ أيضًا: "أَنَا لَم أُقُلْ رَدَدتُ عَلَى فَالِــحٍ، وَحَذَّرتُ مِنْهُ ، قُلتُ تَركتُه، وَكَانَتْ هَذِهِ أَوَّلَ خُطوَة"اهـ([21])، فَمَا الفرَقُ بَينَ (ضِدَّهُ)، و(تَركتُه)؟!

    الشَّاهِدُ(02)
    قَالَ العَابِطُ:"«فِتنَةُ فَالِحٍ» الَّتِي تُعْتَبَرُ قِطْعَةُ هَامَّةٌ مِنْ تَارِيـخِ الدَّعْـوَةِ السَّلَفِيَّةِ فِي الْجَزَائِر، وَمَرْحَلَةٌ فَارقَةٌ عَرَفَهَا أَهْلُ السنَّةِ، وَبِكُلِّ وُضُـــوحٍ: مَا كُنت أَتَصَوَّرُ أَنْ أَعِيشَ؛ لأُعَايِنَ بِنَفْسِي تَـحْرِيفَ تِلْكِ الْحِقْبَةِ الْخَطِيرَةِ ، وَذَلِكَ لِسَبَبَيْنِ : الأَوَّل: أَنَّنِي كُنتُ مُهْتَمّا بِقَضِيَّة فَالِح ..."اهـ([22])
    قُلتُ: أَلا يَدُلُّ هَذَا الاِهتِمَامُ الكَبِيرُ بِقَضِيَّةِ فَالِــــحٍ أكثرَ مِنهُ نَفسِهِ، وَأَنَّكَ فَالِحِيٌّ كَبِيرٌ، وَمُنَظّرٌ خَطِيرٌ لِلمَنْـهَجِ الفَالِحيِّ؟! قَال العَلَّامةُ رَبِيع في رَدِّهِ عَلَى صَدِيقِ فَالِحٍ (بَاشَـمِيل): "أَلا يَدُلُّ هَذَا الاِهتِمَامُ الكَبِيرُ بِقَضِيَّةِ الْحَدَّادِ وَأَهْلِ الْمَدِينَةِ أكثرَ مِنَ الْحَــدَّاد نَفسِهِ ، وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ؛ أَنَّه زَعِيمٌ حَــــدَّادِيٌّ كَبِيرٌ ، وَمُنَظّرٌ خَطِيرٌ لِلمَنْـهَجِ الْحَدَّادي ... ؟! أمَّا عِنْدَي: فَنَعَم ، وَأَرجُو أَنْ يَكُونَ عِنْدَ العُقَلَاءِ كَذَلِكَ ، وَأَمَّا عِنْدَ الْحَدَّادِيَّةِ السُّوفسْطَائِيَّةِ : فَلَا "اهـ([23]).

    الشَّاهِدُ(03)
    قالَ العَابِطُ : "أَشْهَدُ كَمَا يَشْـهَدُ عُقَلَاءُ البِلَادِ أَنّ فَالِحًا الْحَرْبِيّ لَم يَقِفْ فِي وَجْـهِه إلاَّ رَبيعُ السنُّةِ -حَفِظَهُ الله - ، وَكُلُّ مَنْ تَكَلَّمَ فِي فَالِحٍ ، فَهُوَ عَالَّةٌ عَلَى الإِمَامِ رَبِيعٍ "اهـ([24]).
    قُلْتُ : أَعُوذُ باللهِ مِن التَّحْرِيفِ وَالكَذِبِ؛ بَلْ لَعلَّ الإمَامَ ابنَ بازٍ(ت:1440هـ) هُو أَوَّلُ مَنْ نَبَّهَ فَالِحًا عَلَى بَذَاءة لِسَــــانِهِ؛ فَقَالَ: "فَضِيلَةُ الشَّيخُ فَالِــحُ بن نَافِعٍ ... فَقَدْ وَصَلَنٍي كِتَابُكَ الْمُؤَرَّخُ 26/07/1406هـ، وَفَهِمْتُ مَا تَضَمَّنَهُ مِنْ النَّيْلِ مِنْ جَمَاعَةِ التَّبْلِيغِ ، وَاسْتِنكَارك لِمَا كَتَبْتُ بِشَأْنِهِم ، وَمَا كَتَبَهُ قَبْلِي شَيْخُنَا العَلَّامَةُ الشَّيْخُ مُحمَّد بن إبرَاهِيـــم ... لَقَدْ سَاءَنِي كَثِيرًا تَنَقُّصُكَ ، وَحَطُّكَ مِنْ قَدْرِهِ بِقَوْلِكَ "ابن إبرَاهِيمَ"، وَأَنَّ الأَشْخَاصَ الَّذِينَ أَشَرْتَ إِلَيهِم يُخَالِفُونَهُ فِي الرَّأيِ فِيهِم ، وَلَقَدْ عَجِبتُ مِمَّا ذَكَرْتَ ؛ فَأَيْنَ يَقَعُ عِلمُ هَؤُلَاءِ ، وَرَأْيُهُ مِنْ عِلْمِ شَيْخِنَا، وَبَصِيرَتُهِ وَبُعْدُ نَظَرِهُ، وَسعَةُ اطِّــــلَاعِهِ وَتَأَنِّيهِ وَحِكْمَتِهِ ؟! وَنَحْنُ بِحَمْدِ اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ مِن دِينِنَا، وَنُوَازِنُ بَيْنَ الْمَصَالِحِ وَالْمَضَارِ ، وَنُرَجِّحُ مَا تَطْمَئِنُّ إِلَيْهِ قُلُوبِنَا..." اهـ([25]).
    وَلقَدْ سُـجِّلَ هَذَا النَّصُّ التَّارِيخيُّ في 1406هـ؛ حَيثُ بَلَغَ فَالِحٌ الْحَــــرَبي (42 عَامًا)، أَمَّا اليوم فَقَدْ بَلَغَ وَنَبغَ غُلَامُهُ الْجَدِيدُ العَابِطُ(42 أو43 عَامًا)([26])، فَمَا أَجمَل الصُّدَفَ! .
    وَهَذَا النَّصُّ تَرْجَم تَرْجَـمَةً مُختَصَرَةً عَن خَصْلَةٍ حَدَّاديَّةٍ جُبِلَ عليها فَالِحٌ قَبلَ زَمَنِهِ، قَالَ العَلَّامَةُ الْجَابِرِّيّ: "
    كَثِيرا مَا نَمْقُتُ رِجَالًا عَلَى سُوءِ أُسْلُوبِهِمْ، وبَذاءَةِ مَنْطِقِهمْ، وجَوْرِ أحْكامِهِمْ -وإنْ كنّا لَا نُبَدِّعُهم-؛ ومِنْ أُولَئِكَ الَّذينَ نَمْقُتُهم -يَعلمُ الله-: الشَّيْخُ فَالِحٌ بنُ نَافِعٍ الْحَرْبيِّ "اهـ([27]).

    وَكَذَلِكَ نَبَّهَ الْمُحَدِّثُ العَبَّادُ إِلىَ فِتْنَةِ فَالِــحٍ قَائلاً: "وفي أَوَّلِ رَمَضَانَ مِنْ عَام (1423 هـ)، وَقَبْلَ صُدُورِ رِسَالَةٍ: «رِفقًا أَهْلَ السنَّةِ بِأَهْلِ السُّنَّةِ» بِستَة أَشْهْر بَعَثْتُ رِسَالَةَ نُصْحٍ لأَحَدِ مَنْ تَأَثَّرَ بِهِم بَعْضُ الشَّبَابِ مِنْ أَهْل السنَّة ، وَقَدْ رَدَّ عَلَيْهَا ... وَذَكَرَ أَنَّهُ نَاصَـحَ الَّذِي أَشَرْتُ إِلَيْهِ فِي الرِّسَـــالَةِ ... قَدْ جَاءَ فِي هَذِهِ الرِّسَالَةِ: ... اِشْتَهَرَ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ ذِكْرُ الْجَرْح وَالتَّعْدِيلِ ... مِمَّا جَعَلَ الأَسْئِلَةَ تَتَوَارَدُ ...عَنْ بَعْضِ مَنْ يَحْصُلُ جَرْحهُم مِنْكُم، وَمِنَ الشَّيْخِ ...، مَعَ تَوَسُّعِ الشَّيْخِ ... فِي الكَـــلَامِ فِي أَعْرَاضِ بَعْضِ الْمَشَايِخ وَطَلَبَةِ العِلمِ ...، وَللتَّلَازُمِ الَّذِي بَيْنَكُم وَبَيْنَ الشَّيْخِ ... وَنِسْبَةِ التَّجْرِيـحِ إِلَيْكُم وَإِلَيْهِ، مَعَ أَنَّنِي أَعْتَقَدُ أَنَّكُم لَا تُوَافِقُونَهُ فِي بَعْضِ كَلامِــهِ فِي الأَشْخَاص، فَقَدْ يُظَنُّ مَعَ ذَلِكَ إِضَافَةَ مَا لَيْسَ مِنْكُم إِلَيْكُم، وَلِهَذَا فَإنَّ الأَمَلَ فِيكمُ ... أَنْ يَكُونَ لَكُم مِنْهُ مَوْقِفٌ يُوقِفُهُ عِنَدَ حَدِّهِ ... فَأَنتُم مَعْرُوفُون بِالْجِدِّ ...أَمَّا هُوَ فَكَانَ مِنْ أَوَاخِرِ زُمَلَائِهِ ، وَتَقْدِيرُهُ فِي النَّجَاحِ جَيِّدٌ ، وَلَيْسَ لَهُ قَدَمٌ فِي العِلمِ ، وَلَيْسَ لَهُ مُؤَلَّفَاتٌ ، وَجُلُّ بِضَاعَتِهِ الاِشتِغَالُ فِي أَعْرَاضِ النَّاسِ "اهـ([28]).
    ثُـمَّ أكَـدَّ العَبَّادُ ذَلك التَّنْبِيهَ في«رِفقًا أَهْلَ السنَّةِ»([29]) قَائِلاً: "مِنْ ذَلِكَ أَيْضًا حُصُولُ التَّحْذِيرِ مِنْ حُضُورِ دُرُوسِ شَخْصٍ ؛ لأنَّه لَا يَتَكَلَّمُ فِي فُلَانٍ الفُلَانِي ، أَوِ الْجَمَاعَةِ الفُلَانِيَّةِ، وَقَدْ تَوَلَّى كِبَرَ ذَلِكَ شَـخْصٌ مِنْ تَلَامِيذِي بِكُلِيَّةِ الشَّـرِيعَة .. الَخ ."اهـ([30]).
    ثُمَّ جَاءَتْ بَعَدها رُدُودُ العَلّامَةِ رَبيع مُفَصَّلَةً من عام 1425هـ، قَالَ العَلَّامَةُ رَبيعٌ: "بَعْدَ مُنَاصَـحَاتٍ مِنِّي وَمِنْ غَيْرِي لِلشَّيْخِ فَالِحٍ كَثِيَرةٍ ، وَصَبْرٍ عَلَيْهِ طَوِيلٍ، وَبَعْدَ نَصِيحَتَيْنِ مِنِّي صَدَرَتْ أُولَاهُمَا في 17 محرم 1425هـ، وَثَانِيتُهُــــمَا في: 25 صفر 1425 هـ، نُشِرَتَا بِغَيْر إِذْنِ مِنِّي، فَلَمْ يَسِتَفِدْ مِنْ هَذِهِ النَّصَائِــــحِ، وَذَهَبَ يُجَـادِلُ بِالبَاطِلِ، وَيُحَـرِّكُ بَعْضَ الْمَجْهُولِيـنَ لِلدِّفَاعِ عَنْهُ" اهـ([31]).
    وَلَقد جُمعِت جُهودُ العَلّامَةِ الرَّبِيعِ في دفع هَذَا الصَّائِلِ في «
    الْمَجْمُوعِ الوَاضحِ، في ردِّ مَنْهَجِ وَأُصُولِ فَالِح 437 صَفْحَةً»، فَجَزَاهُ اللهُ خَيْرَ الْجَزَاءِ عَنْ أَهل السّنَّةِ وَعُلَمَائِها.
    وَمِمَّنْ أَسْهَمَ فِي فَضْحِ تَلْبِيسِ الْحدَّادِيَّةِ الْجَديدة، وَفَالِحٍ:
    العَلاَّمَةُ مُحَمَّد بن هَادِي، قَالَ العَلَّامَةُ الرَّبيع: "ظَهَرَ لَكَ جَلِيًّا بُطلَانُ مَـا يَدَّعِيهِ فَالِـــحٌ بِأَنَّ رَبِيعًا قَد خَالَفَ العُلمَاءَ وَالْمُسلِمينَ، وَخَالَفَ أَئِمَّةَ الدَّعــوَةِ، وَخَالفَ الإمَامَ أَحمَدَ، وَادَّعَى أَنَّ هَؤُلَاءِ جَمِيعًا مَعَهُ، وَلَا سِيَّمَا أَئِمَّةِ الدَّعْوَةِ الَّذِينَ يَتَمَّسَحُ بِـهِم، وَهُم بُرَءَاءُ مِنْ مَنْهَجِــهِ، وقَد أَلَّفَ الشَّيْخُ مُحمَّد بن هَادِي الْمَدخَــــلِي كِتَاباً سَـمَّاهُ" الإقنَاعَ بِمَا جَاءَ عَن أَئِمَّةِ الدَّعْوةِ من الأَقوَالِ فِي الإتَّبَاعِ"... جَمَعَهُ لِلرَّدِّ عَلَى دَعوَةٍ حَدَّادِيَّةٍ مَاكِـــرَةٍ تَدعُو إِلَى التَّقليدِ، وَتَتَمَسَّحُ بِأَئِمَّةِ الدَّعــــوَةِ، وَتَدَّعِي أَنَّهم مُقَلِّدَةٌ، فَجَاءَ هَذَا الكِتَابُ وَمَا تَضَمَّنَهُ صَوَاعِقَ عَلَى الْحَدَّادِيَّةِ، وَلَا يَزَالُ هُو وَأَمثَالُهُ صَوَاعِقَ عَلَى دُعَاةِ الْحَدَّادِيَّة، فَمَنْ شَاءَ فَليَرجِـعْ إِلَى هَذَا الكِتَابِ ؛ لِيَظْهَرَ لَهُ بُطْلَانُ دَعَاوى الْحَدَّادِيَّة" اهـ([32]) الْجدَيــدةِ.

    وهَذَا الكتابُ فَرَغَ مِنْهُ العَلاَّمَـــــةُ مُحَمَّد بن هَادِي مِنْهُ في: 20 ذي الْحِجَّة 1418هـ، وَطَبَعَتْهُ مَجالِسُ الهُــــدَى (الْجَــزَائِر) في عَام 1425هـ- 2004م، وَلَكِـنَّكَ -يا عابطُ- "للأَسَفِ يَا .... قَدْ غَيَّبتَ عن الشَّبَابِ -مِن حَيثُ لَا تَشْعُرُ- مَوقِفَ الإمام([33])، وَشَيخِ الاِسلَامِ فِي زَمَانِهِ ابنِ بَازٍ (ت:1420ه)، وَالْمُحَدِّثِ عَبد الْمحسن العَبّادِ (89 عاما)، وَغَيَّبتَ -طَوعًا أَو كَرهًا- أَثرَ العَلَّامَةِ محمَّد بنِ هَادِي، وَأَنتَ الَّذِي وَعَظتَ النَّاسَ قَائِلاً: "اِعلم أَنّ حَبْلَ الكَذَّابِ قَصِيرٌ، وَأَنَّ التَّارِيـخَ مَنقُوشٌ فِي قُلوبِ الرَّجَالِ قَبْلَ أَن يُنقَشَ فِي الصَّفَحَاتِ، فَأَوّلُ مَا انتُقِدَ عَلَى فَالِحٍ هُوَ غُلُوُّ أَتبَاعِهِ فِيهِ، فَكَتَبَ مُحمَّد بن هَادِي وَالعَلَّامَةُ عُبَيْدٌ، وَأَنْكَرَا غُلوَّ بَعضِ الْمُتَعَصِّبَةِ فِي شَيخِهِم فَالِح، ثُمَّ أَيَّدَهُمَا العَلَّامَةُ رَبِيعٌ، وُكُتُبَ بِتَارِيِخ في: 23/01/1425هـ، بَيَانُهُ «بَيَانٌ مُتَضَمِّنٌ لِتَأيِيدِي للشَّيخَينِ عُبَيْدِ الْجَابِرِي وَمُحمَّدِ بن هَادِي وَنَصِيحَةٍ للسَّلَفِيِّينَ، وفي «21/01/1425 هـ»، فَاضْطَّرَ فَالِحٌ الْحَرْبِيِّ إِلَ ى كِتَابَةِ بَرَاءَةٍ مِنَ ذَلِكَ الغُــــلوِّ .... وَفِي «04/16 /1425 هـ» كَتَبَ الإمَامَانِ أَحْـمد النَّجمِيّ وَزَيْد الْمَدخَــــلِي بَيَانًا فِي فَالِحٍ الْحَرْبِيِّ، أَمَّا ظُلمُ الرَّجلِ لِلأَبْريَاءِ فَقَدْ كَتَبَ عَنْهُ العَلاَّمَةُ عُبَيْدٌ قَبْلَ الْجَمِيعِ ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي «21/10 /1424 هـ» "اهـ([34]).
    قُلتُ: تَأَمَّلْ قَــولَ العابِطِ: (أَوّلُ مَا انتُقد عَلَى فَالِحٍ هُوَ غُلُوُّ أَتبَاعِهِ ... فَاضْطَّرَ فَالِحٌ الْحَــرْبِيِّ إِلَى كِتَابَةِ بَرَاءَةٍ مِنَ ذَلِكَ الغُلوِّ)، وَسيَأتِي -إن شَاءَ الله- مَصرعُ (الغُلُوِّ الَفاحشِ، في الفَايس بُوكِي أَبي مُعاذٍ مرابِط الطَّائشِ)، ثُمَّ نَرَى، هَل سَيَضْطرُّ العابِطُ إلَى البَرَاءَةِ ، أم يقرنُ حَاجِبَيْهِ ؟!
    الشَّاهِدُ(04)
    خَاطبَ العَابِطُ عَالِمَنَا قَائِلاً: "الرَّجُــــلُ كَان من عُلمَاءِ الأُمَّةِ الْمَشْهُورِينَ ... شَهِدَ لَهُ أَئِمَّةُ الإسْلَامِ وَعُلَمَاءُ الأُمَّةِ وَأَشَادُوا بِهِ، وَأَيّدُوا جِهَادَهِ، وحَثُّوا الشَّبَابَ عَلَى الأَخْذِ عَنْهُ ... هَلْ يُلَامُ الشَّبَابُ - يَا شَيْخُ - عِندَمَا أَخَـــذُوا بِوَصَايَا الأَئِمَّةِ ، وَاعْتَبَرُوا فَالِحًا مِن عُلَمَاءِ الأُمَّــةِ، وَنَـهلُوا مِن دُرُوسِهِ وَكِتَابَاتِه ؟! وَهَلْ يُعَاتِبُونَ عَلَى أَخذِهِم بِتَحْذِيـــــرِهِ مِنْكُم ، وَهُوَ العَالِمُ عِنْدَهُم ، الْمُقَدَّمُ فِي مَسَائِلِ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ ؟!" اهـ ([35]وَفي مَوْضِعِ جَـــــزَمَ العَابِطُ قَائِلاً:"فَالِـــحٌ الْحَربيُّ كَانَ عَالِمًا بِاتِّفَاقِ العُلَمَاءِ" اهـ([36]).
    قُلْتُ: يَا عَابِطُ: إنْ كنتَ كَذُوبًا فَكُنْ ذَكُورًا([37])؛ لأنَّكَ ذَكَرَتَ بِأَنَّ العَبَّادَ وصَفَ فَالِـحًا بأنَّه مِنْ صِغَارِ طَلَبَةِ العِلمِ في:21/12/1423هـ([38])، وَفي رَجَبٍ 1426 قَال العَلّامةُ الْجَابِرِيُّ : "مِنَ النَّاسِ مَنْ يَصِفُ الشَّيْخَ فَالِحًا الْحَرْبيّ بِأَنَّهُ «عَالِمٌ»، وَيَنْبَغي أنْ يُرجَــعَ إلَيْه، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَوْصَافِ التَّبْجِيل وَالثَّنَاءِ، وَأَنَا أَعْرِفُ الشَّيْخَ فَالِحًا مُنْذُ أكثَر مِن ثَلَاثِينَ سَنَةً، أَقُولُهَا كَلَمِةَ حَـــــقٍّ: إنَّ الرَّجُلَ عِنْدَهُ عِلمٌ، وَسِعَةُ اطّلَاعٍ، وَرَغمَ أَنَّهُ عِنْدَهُ أَهْلِيَّةٌ لِلتَّحْقِيقِ، وَدِقَّةِ الاِستِنْبَاطِ، لَكِنّ هَلْ أفَادَتِ الأُمّةُ مِنْهُ ذَلِكَ؟! هَلْ رَدَّ النَّاشِئَةَ عَلَى مَا كَانَ يَسُوقُهُ العُلَمَاءُ مِنْ تَرْبيَّةِ النَّاسِ ...؟ وَأَنَا أتَحَـدَّى هَؤُلَاءِ أَنْ يَأتُوا دَلِيـلًا عَلى مَا يَصِفُونَ بهِ الشَّيخَ فَالِحًا ، وَأَنَّهُ مَرْجِعِيَّةٌ"اهـ([39]).
    فأينَ الاتِّفاق؟! ، لَكن مَنْ شَابَهَ مُحِبَّه فَمَا ظلَمِ، قَالَ الشَّيخُ رَبيعٌ: "
    وَلَكِنّ فَالِحًا جَعَلَ نَفسَهُ هُوَ الْمِيزانُ ... يُبالغ في نُصرَتِهِ -أَي البَاطِلِ- وَلَوْ بِالأكاذِيبِ وَالتُّرهَاتِ وَادِّعَاءِ الإجمَاعِ"اهـ([40]).

    الشَّاهِدُ(05)
    قَالَ العَابِطُ : "أُعْطِيكُم شَيئًا قَد يَستَغرِبُ مِنهُ الكَثِيرُ، وَأَنَا - وَالله - لَيسَ مِن عَادَتِي أَن أثنِيَ عَلَى نَفسِي ، أَو أَذكُرَ مَحَاسِنَهَا ، وَإنَّمَا أذكُرُ هَذَا لِلتَّارِيـخِ ، فَأَنا كُنتُ ضِدَّ فَالِحٍ قَبْلَ أَن يَتَكَلَّــــمَ فِيهِ العُلَمَاءُ ، يَوْمَ أَنْ كَانَ مِنْ أَعْلاَمِ السُّنَّةِ ، يَومَ أَن كَانَ يُوصفُ بِالنَّاقِدِ البَصِيرِ ، رَفَضتُ أَحكَامَـهُ ، وَعَالَجتُ قَضِيَّتَهُ بِمَا وُفِّقتُ إِلَيْهِ في ذَلِكَ الوَقْتِ ، وَبِمَا قَدَرتُ عَلَيْهِ ، قَبْلَ أَن يَتَكَلَّمَ فِيهِ الشَّيخُ رَبِيعٌ "اهـ([41]).
    قُلْتُ : كَيفَ- يَا عَابطُ- رَفَضتَ أحكامَ فَالِح ؟! وكَيفَ كُنتَ ضِدَّهُ ، وَأَنتَ انتَخْبتَهُ عَالِمًا كَبِيرًا مُوَجِّهًا لِلشَّبَابِ السَّلَفِيِّ بِالْجَزَائِرِ؟!هَل كانَ فَالِحٌ -يَا عَابطُ - يَرُدُّ وَيَنتِقِدُ نَفسَهُ ؟!! ، ومَتَى بَدأَ ذَلِكَ الإخْمَادُ؟! وَأَينَ انتهَى التَّضَادُ؟! قَال العَلَّامَةُ رَبيعٌ: "إِنَّ العَصْـرِيَةَ وَالتَّحْدِيثَ لَا يَنبَغِي أَنْ يَعْتَـزَّ بِهَا سَلَفِيٌّ ؛ لأَنَّهَا مُنْذُ وُجِدَتْ لَا تُعْرَفُ إِلَّا بِمُضَادِتـها للسَّلَفِيَّة ... فهِيَ - لَفْظًا وَمَعْنًى - ضِـدَّ السَّلَفِيَّةِ ، وَمَا سُـمِّيَّتِ السَّلَفِيَّةُ بِالسَّلَفِيَّةِ إِلَّا ؛ لأَنَّـهَا ضِدَّ الْمُحدَثَاتِ ، فَهِيَ ضِدُّ عَصْرِيَّةِ الْمُتَكَلِّمِيـنَ وَالفَلَاسِفَةِ وَالْمَنَاطِقَة ، وَضِدُّ عَصْرِيَّةِ الْخَوَارِجِ وَالْجَهْمِيَّةِ وَالْمُعْتَزِلَةِ ، وَضِدُّ عَصْرِيَّةِ الصُّوفِيَّة ، وَضِدُّ عَصْـرِيَّةِ الإِلْحَادِ وَالعَلْمَنَةِ ، وَضِدُّ عَصْرِيَّةِ البِدَعِ السِّيَّاسِيَّةِ وَالْحِزْبِيَّةِ "اهـ([42] وَقَالَ العَابِطُ: "أَيْنَ هِيَ جُـهُودُهُ - أي: الشَّيْخِ فَركُوسٍ -الَّتِي بَذَلَهَا ضِدَّ فَالِحٍ؟!"اهـ([43]).

    الشَّاهِدُ(06)
    قَالَ العَابِطُ: "الكَثِيرُ مِنَ النَّاسِ لَمْ يَكُنْ مَعَ فَالِحٍ ، لكنَّهُ كَانَ سَاكتًا ، أمَّا أنَا فَكُنْتُ ضِـدَّهُ، يَعْرفُ هَذَا الدَّاني وَالقَاصِي "اهـ([44])، لَكِنَّهُ في مَوضِـعٍ آخَرَ: "جمَاهِيرُ النَّاسِ ، جَمَاهِيرُ الشَّبَابِ ، حَتَّى لَا أَقُولَ كُلُّ الشَّبَابِ كَانُوا مَعَ فَالِح "اهـ([45])، وَقَالَ سَابِقًا: "الَّذِي كَانَ ضِــــدَّ فَالِح هُم أَتبَاع شِرِيفِي وَأَتبَاعُ الْمَأرَبِي وَقَبْلَهُم الْخَوَارِج "اهـ([46]).
    قُلتُ: هَل كانَ العَابِطِ مُوافِقًا لأَتبَاع شِرِيفِي وَأَتبَاعِ الْمَأرَبِي في «الْمُضَادَّةِ»؟! أمْ أنَّهَا من مُفرَدَاتِ العَابِط، وَاصطِلَاحَاتِهِ؟ أَم أنَّها "قَاعِدةٌ «مَطَّاطيّةٌ» قَابِلَةٌ لِلعَجْـنِ وَالذَّوَبَان؟ ، فَنَرْجُو مِنْكَ تِبيَانَ مَسَائِلِ هَذِهِ القَاعِدَةِ ، وَإيضَاحَ مَعَانِيهَا ، وَإظْهَارَ ضَوَابِطِهَا وَشُرُوطِهَا ، لَيْسَ لِنَسْتَفِيدِ نَحنُ، بَلْ لِيَسْتَفِيدَ مَنْ صَارَ يَحتِضِنُ هَذِهِ"([47])الاِحتوائِيَّةَ، وَيَشهَدُ عَلى ذَلِكَ قَولُكَ: "الَّذِي كَانَ ضِدَّ فَالِح هُم أَتبَاعُ شِرِيفِي ، وَأَتبَاعُ الْمَأرَبِي ... الْمَشَايِخُ كَانُوا يَحْتَرِمُونَ فَالِحًا لِكَونِهِ عَالِمًا ، وَكَانَ في مُوَاجـهَةَ هَؤُلَاءِ الْمُنْحَرِفِينَ([48]الشَّيْخُ فَالِحٌ كَانَ مِن عُلَمَاء الأُمَّةِ ... هَذِهِ الْمرحَلَةِ كَانَ أَهلُ السنَّةِ كُلُّهُم يُدافِعُونَ عَنهُ ؛ لأَنَّهُ كَانَ فِي مُوَاجَهَةِ الْحِزْبِيِّينَ"اهـ([49]).

    قُلتُ: وَهَل أَهلُ السُّنَّةِ يَسْكُتُونَ عَنِ العالِمِ لِكَونِهِ مُوَاجِـهَا لِهَؤُلَاءِ الْمُنْحَرِفِينَ؟! سَيَأتِي بَسْطُ ذَلِك -إن شَاء الله تعَالى- في مَصْرع (التَّمَيَّعِ وَالاِحتِواءِ).

    الشَّاهدُ(07)

    قالَ العَابِطُ: "أَشْهَدُ كَمَا يَشْـهَدُ عُقَلَاءُ البِلَادِ أَنّ فَالِحًا الْحَرْبِيّ لَم يَقِفْ فِي وَجْـهِه إلاَّ رَبيعُ السنُّةِ -حَفِظَهُ الله-، وَكُلُّ مَنْ تَكَلَّمَ فِي فَالِحٍ، فَهُوَ عَالَّةٌ عَلَى الإِمَامِ رَبِيعٍ"اهـ([50]).
    قلتُ: لَقَدْ أَفهَمَ قَولُ العَابِطِ السَّابِقِ : أَنَّ شيُوخَهُ ( رجَــــالَ مَجَلَةِ الإصلاحِ) لَم يَرُدُّوا على فَالِــحٍ الْحَرْبيِّ قَبْلَ العَلّامَـــةِ رَبيع ، أي : قبل 1425هـ ، فَلذَا اعتَذَرَ العَابِطُ عَنْـهم قَائلاً: " كُلُّ مَنْ زَعَـمَ أَنّ مَشَايِخَ الإصْــــلَاحِ -أَوْ بَعضَــهُم - كَانُوا مَعَ فَالِحِ ، فَهُوَ إِمَّا كَذَّابٌ، أَو جَاهِلٌ -وَوَالله - إنَّ هَذَا لِمَنَ الكَذِبِ الْمُبِينِ الَّذِي لَا يُصُدِّقُهُ سَلَفِيٌّ عَاقِلٌ " اهـ([51]).
    قُلتُ :قَالَ العَلَّامةُ رَبيع : "إنّ جَزَاءَ الكَذّابِ عِنْدَ السَّلَفِ : أَن لَا يُقْبَلَ صِدْقُهُ "اهـ([52])، وَقَالَ هَذَا العَابِطُ :"الوَقَائِعُ وَالْمَعَارِكُ تُعْرَفُ بجِرَاحِـهَا ، وَأَلْوِيتِـهَا الْمَعْقُودَةِ ، وَلَيْسَ بِمُجَرَّدِ الدَّعَـاوَى ، فَعنْدَمَا نَقُولُ إنّ رَبيعَ السُّنَّةِ وَاجَهَ الْمَأرَبِيَّ وَالْحَرْبِيَّ وَالْحَلَبِيَّ فَنَحْـنُ نُحِيلُ عَلَى ثَرْوَتِه الهَائِلةِ مِنْ الْمَقَالَاتِ وَالصَّوْتِيَّاتِ ، الَّتِي تَشْهَدُ عَلَى وَقفَتِهِ العَظيـمَةِ فِي وُجُوهِ أُولَئِكَ الْمُبْطِلِينَ"اهـ([53]فَهَلَّا أَرشَـدتَنَا إِلَى مَقَالٍ، أَو كَلِمَةٍ، أَو جَوَابٍ ذَكَـرُوا فِيهِ فَالِحًا الْحَرْبِي قَبْلَ أَن يَنْطقَ العَلّامَةُ رَبيع ([54])، فَإنْ كَانَ رِجَالُ الْمَجلَّةِ مُوقِنِينَ بانحرَاف فَالِحٍ قَبْلَ أَن يُبَيِّنَ العَلّامَةُ الرَّبيع فَلَمَاذا سَكَتُوا ؟! هَل سَكتُوا حِكمَةً، أو خوفًا مِنهُ ، أَو تَقْليدًا ، أَم نُصْـرَةً لَ هُ، أَم احتواءً ، أم مَاذَا؟
    الشَّاهِدُ(08)

    قَالَ العَابِطُ: "الشَّبَابُ كَـانُوا يُتَابِعُونَ فَالِـــحًا عَلَى أَنَّهُ مِنَ العُلَمَاءِ ... وَفَجأَةً انتَشَـرَ كَلَامٌ للشَّيخِ العَبَّادِ يُـخَطِّأُ فِيهِ الرَّجُلَ ، وَفَوْقَ ذَلِكَ يُخَطِّأُ العُلَمَاءَ الأَئِمَّةَ الشَّيخَ أَحـمدَ وَالنَّجْمِي، الشَّيخَ رَبيعَا ... فَوَقَعَ الشَّبَابُ فِي حَيْرَةٍ كَبِيرَةِ ، وَلَم يَـجِــــدُوا إِلَّا حَسَنًا آيت علجت، فَنَفَّرَهُم .... وَمِنْ أَجْـلِ هَذا نَاصَحتُهُ، وَ كَتبتُ لَهُ تِلكَ الرِّسَالَةَ ... وذَكَّـــرتُهُ بِحَدِيثِ ... "وَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهاتِ فَقَدِ استَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرضِهِ ... فأنَا نَاصَحتُهُ .. بِأَنَّ نَقْلَهُ لِكَلَامِ الشَّيْخِ عَبدِ الْمُحسنِ العَبَّادِ سَيَتَسَبَّبُ فِي إِسَاءَةِ الظَنِّ بِهِ "اهـ([55]).
    قُلتُ: هذا الفِقرَةُ تُطابق قِطعةً مِن رِسَالَتِه الْخَطِّيَّة أَرسَلَهَا إلى الشَّيخِ حسن، قالَ العَابِطُ: "مَنِ اِتَّقَ الشُّبُهَاتِ فَقَدِ اِستَبْرَأ لِدينِهِ وَعِرضِهِ، فَبَعْضُ الشَّبَابِ -يَا شيخَنَا- وَأَنَا واحِدٌ مِنْهم - يُحِبُّ الشَّيخَ الْمُجَاهِدَ فَالِح الْحَـرَبِي حُبًّا كَبِيرًا، فَإذَا استَمَع مَنْ يَنقُلُ كَلَامَ الشَّيخِ العَلَّامَةِ الْمُحَدِّث عَبْدِ الْمُحسنِ العَبَّادِ -حفظه الله- أَسَاءَ بِهِ الظَنَّ "اهـ([56]).
    وَإنَّ رسالَةِ العِبَّاد (رِفْقًا أَهْلَ السُّنَّةِ ) صَدَرت في: صَفَر أَوْ رَبيع الأَوّلِ 1424هـ ([57])، فَاستَفدنَا مِن ذَلِكَ أنَّ العَابِطَ كَانَ لَا يَزَالُ يـُحِبُّ فَالِحًا حُبًّا كَبِيرًا .
    الشَّاهِد(09)
    ثمَّ في 10 جُمَادى الأُولَى 1424هـ قَال العابطُ :"بَعْدَ سَمَاعِي إِلَى الشَّرِيطِ الأَصلي ... تَبَيَّنَ لِي أَنَّ عَدُّونَةَ قَدْ لَبَّسَ فِي نَقْلِهِ لِبَعْضِ كَلَامِ الشَّيخِ لَزْهَرَ .... مِنهَا : دَعَاوِيهِ العَرِيضَةُ الَّتِي يُلَبِّسُ بِـــهَا عَلَى الشَّيخِ فَالِحٍ ... بِهَذِه الطَّرِيقَةِ أَفْهَمُوا الشَّيْخ فَالِحا أَنَّ الرَّجُلَ مُعَانِدٌ "اهـ([58]).
    قُلتُ : يَعْنِي : أنَّ فَالِحًا بريءٌ ؛ وَإنَّمَا قضَى بِهَا بِنَحْوِ ما سَمعَ ، لَكنَّ العَابِطَ يَقولُ: "انظُرُوا ... كَيفَ كُنْتُ أُعَالِجُ قَضِيَّتَهُ - أَيْ : فَالِح - وَأَرُدُّ عَلَى أَتبَاعِهِ "اهـ([59])، أي: أَنَّ العَابِطَ كَانَ يعالِجُ - زَعمًا - أَتبَاعَ فَالِحٍ ، لا فَالِحًا ، ثُمَّ بَعْد شَهْرَينِ تَقْريبًا، في رجبَ 1424هـ صَدَرَ شريطُ نَصَائِحِ العُلمَاء الأكابــِر، لِلشَّبَابِ السَّــــلَفِيِّ بِالْجَزَائِرِ» .
    الشَّاهِدُ(10)
    أَخْرَجَ العَابِطُ الْمِسكِينُ صَوتِيَّةً فِي فِيفرِي 2020 م، تحتَ عُنوَانٍ ( جَاءَتكُم الوَاضِّـحَةُ! جَوَابٌ عَنْ قَوْلِهم: كُنتَ مَعَ فَالِحٍ)، قَالَ في آخِرِهَا :"وَأَختُم هَذَه النُّقُولَاتِ بِجزءٍ يَسِيرٍ مِن مُنَاقَشَاتِي مَعَ فَالِحٍ "اهـ([60]ثُمَّ فِي نُوفَمبَر2020 م أَخرَجَ العَابِطُ الْمَقطَعَ الكَامِلَ لِمَصدَرِ هَذَا الْجُزْءِ اليسير، ثُمَّ وَصَفَ هَذَا الْمَقطَعَ الكَامِلَ بِـ (مُكَالَمَةٍ نَادَرَةٍ بَيْنِي وَبَيْنَ فَالِحٍ)، قَالَ فِيـهَا :" أَنقُلُ لَكُم وَثِيقَةً صَوْتِيَّةً تَدمَغُ بَاطَلَكُم ، وَتُسكِتكُم - بِإذنِ اللهِ - إِلَى الأَبَدِ "اهـ([61]).
    قُلتُ: وَكَأنَّ هذا العَابِطَ يُريدُ استكِثَارَ الشَّوَاهِدِ ، وَذَرَّ الرَّمَادِ فِي العُيُونِ ، وَإطَالَةَ النَّفَسِ ، وَإلَّا فَلِمَاذَا لَم يَنقُلِ الْمَقطَعَ الكَامِلَ ابتِداءً مَا دَامَتْ دَامِغَةً كَمَا قَال ؟! وَليسَت تِلك الْمُكَالَمَةُ النَادَرَةُ إلَّا جُزءً من ذَلِك الشَّرِيطِ الْموسومِ بـ « نَصَائِحُ العُلمَاء الأكابِر، لِلشَّبَابِ السَّلَفِيِّ بِالْجَزَائِرِ» .

    الشَّاهِدُ(11)
    قَالَ العَابِطُ: "صَوتِيَّةٌ سَجَّلتُـها مَعَ فِالِح سَنَة 1424هـ ... قَبْلَ أَن يَتَكَلَّمَ الشَّيخُ رَبيع ... لَمَّا كُنتُ أَتَكَلَّمُ مَعَ فِالِحٍ فِي الْمُكَالَمَاتِ الْخَاصَّةِ كَانَ يَقُولُ لِي خِــــلَافَ مَا لَا يَقُولُهُ لِأَتبَاعِهِ ، فَلَمَّا تَيَّقنتُ أن هَذَا الرَّجُلَ مُتَنَاقِضٌ ، وَهَذَا الرَّجُلُ يَقُولُ فِي السِّرِّ مَا لَا يَقُولُهُ فِي العَلَنِ عَزَمتُ عَلَى أَنْ أُسـَجِّلَ لَهُ هَذِهِ المُكَالِمَةَ ؛ لِيسمَعَهَا الأَتبَاعَ ... ثَارَ الْمُتَعَصِّبَةُ بَعدَ خُرُوجِ هَذِه الصَّوتِيَّةِ، وَاجتَهَدُوا فِي التَّحْذِيرِ مِنْ مرَابِط، وَهَجرِهِ ، وَمُقَاطَعَتِهِ ، وَالتَّوَاصُّلِ مَعَ فِالِح ؛ لأَنَّنِي أَخرجتُ لَهم شَيئًا لَم يَسمْعُوا بِهِ مِن قَبلُ ، فَفَالِحٌ كَانَ يُجَرِّحُ دُعَاةَ الْجَزَائِرِ ، وَفِي هَذِه الصّوْتِيَّة يَقُولُ: أَنَا مَا جَرَّحتُهُم ، فَكَانَ وَقْعُ هَذِهِ الْمُكَالَمَةِ شَدِيدًا عَلَى نُفُوسِ الْمُتَعَصِّبَةِ مِنْ أَتبَاعِ فَالِحٍ "اهـ([62]).
    قلتُ: هَذَه الصَّوتيَّةُ جُزءٌ من ذَلِك الشَّرِيطِ الْموسومُ بـ « نَصَائِحُ العُلمَاء الأكابِر...»، فَتأمَّـلْ -يَا مُنْصِفُ- غَبَاوةَ هَذَا العَابِط؛ لأنَّ الظَّاهِرَ مِن السِّيَاقِ أَنَّ الَعابِطَ سَيكْشِفُ تنَاقُضَ فَالِحٍ، لَكنَّ الصَّدْمَةَ وَقعَت عَلى الْمُتَعصِّبَةِ، فَخَرَجَ فَالِحٌ سَالِمًا، وَتصَادَمَ الأتباعُ، فأَرادَ الْعَابِطُ عَمرًا، وَأرادَ اللهُ خَارجةَ .

    الشَّاهِدُ(12)
    قَالَتْ تَسْجِيلَاتُ ابنِ القَيّم: "بَعْدَ إِخرَاجِنَا لِشَـــــرِيطٍ بِعُنْوَان (نَصَائِح العُلمَاء الأكابِر، لِلشَّبَابِ السَّلَفِيِّ بِالْجَزَائِرِ)، وَالَّذِي اِحتَوَى عَلَى مُكَالَمَاتٍ هَاتِفِيَّةٍ مَعَ كَوْكَبَةٍ مِنْ عُلَمَائنا ...: [... الشَّيخ العَلَّامَةِ فَالِحٌ الْحَرْبِيُّ ...] ) "اهـ([63]).
    قُلتُ : سُبَحانَ الله ! كيفَ تَصِفُ - يَا عَابطُ - فَالِحًا وَآثَارَهُ بِالفِتنَةِ ، ثمَّ تَنتَخِبُهُ عَالِمًا مِنَ العُلَمَـاءِ الأَكَابِرِ السّبْعَةِ الَّذين سَألتهم ، بَلْ وَسَـمتَهُ بِالعَلَّامَةِ؟! وَكأنَّكَ معَ الشَّبَابِ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :
    أَلقَاهُ فِي البَحْرِ مَكتُوفًا وَقَالَ لَهُ : ****** إيَّاكَ، إِيَّاكَ أَن تَبْتَلَّ بِالْمَاءِ ([64])
    الشَّاهِدُ(13)
    قَال العَابِطُ : "واللهِ الَّذِي لَا إِلهَ غَيرهُ لَم أكُن فَالِحِيًّا يَوْمًا مِنْ الأَيّامِ، بَلْ كُنْتُ ضِدَّهُ، وَيَعرِفُ هَذَا مِنِّي أَهلُ بَابِ الزُّوَارِ ... كُلُّهم يَشهَدُونَ أَنّي -بِفضْلِ اللهِ - لَم أغترّ ببِاطِل فَالِح ، وَسَعَيتَ بِكُلِّ مَا أَمْلِكُ، وَأَنَا شَابٌّ صَغِيرٌ فِي بَيَانِ الْحَــقِّ، وَسَـجَّلتُ يَومَهَا شَـريطًا أَخْـمَدَ نَارَ الفِتِنَةِ ، عُنُوَانُهُ « نَصَائِحُ العُلمَاء الأكابِر، لِلشَّبَابِ السَّــــلَفِيِّ بِالْجَزَائِرِ» طَرْحُتُ فِيهِ أَسْئَلَةً عَلَى سَبْعَةٍ مِن عُلَمَاءِ الأُمَّة ، وَعَلَى رَأسِهِم : العَلّامَةُ الْمُحَدّثُ أَحمَدُ النَّجمِيُّ، وَالعَلَّامَةُ الشَّيخُ رَبيعٌ ، وَثَارَتْ عَلَيّ يَومَهَا ثَائِرَةُ الْمُتَعَصِّبَةُ ، وَنَالَنِي مِنهم شَرٌّ عَظيمٌ" اهـ([65]).
    قُلتُ: وَمِنَ العُلَمَاءِ الأكَابِر الَّذِين سَألَهُم العَابِطُ: فَالِحٌ ، فَلِمَاذَا لَم يُسَمِّهَ هُنَا ؟! هَل خَــــافَ أن يَحُومَ حَـوْلَه سُوءُ الظَنِّ ؟!وَإنَّ قَولَه (أَخْمَدَ نَارَ الفِتِنَةِ) لَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ فتنَةً كَانَتْ قَائِمَةً قَبْلَ ذَلِك الشَّريطِ ، ثم وَقَعَ صُدُرُوهُ كَالْمَاء عَلَى نَارِ هَذِه الفِتنَةِ ، فَأَخْـمَدَهَا، "أَيْ: أَوقَفَ شَرَّهَا وَخَـطَرَهَا قَضَى عَلَيْهَا"([66])، لَكنَّ (الْ) عَهْدِيّةٌ في قَولِكَ (الفِتِنَة) ، فأَيِّ فِتْنَةٍ يَقصِـدُ ؟! وَمِنْ دَلَالَةِ السِّيَاقِ يَظْهَرُ أَنّه يَقصِدُ فِتنَةَ فَالِحٍ ، وَالأَظْـهَرُ مِنَ الشَّوَاهِدِ أنَّه يَقِصُدُ بَعْضَ أتباعِ فَالِحٍ.
    الشَّاهِدُ(14)
    فإنْ كَانَ العَابِطُ يَقْصِدُ بِالفِتنَةِ -في قَوْلِه (أَخْمَدَ نَارَ الفِتِنَةِ)- "الغُلُوَّ في الَهَجْرِ" فَحِينئَذٍ يَكُونُ ذَلك الشَّرِيطُ الْمسمُوعُ مَنْقَبَةً مِنْ مَنَاقِبِ فَالِحٍ الْحَربيِّ؛ وَتَبْرِئَةً لَهُ مِنْ صَنِيعِ الشَّبَابِ الَّذِينَ يَتَمسَّحُونَ بِه ؛ لأَنَّ فَالِحًا أَسْهَمَ فِي إِخمَادِ الفِتنَةِ، فَأَحْلَى التَّفسِيرَينِ مرٌّ.
    قَالَت تَسْجِيلَاتُ ابنِ القَيّم: "بَعْدَ إِخرَاجِنَا لِشَرِيطٍ بِعُنْوَان ( نَصَائِــح العُلمَاء الأكابِر ...) ... اتَّهـمَنا فِيهِ الشَّبَابُ -هَدَانَا الله وَإيَّاهُم- بِالتَّلبِيسِ عَلَى الْمَشَايِـخ، وَبِأَنَّنَا... بَتَرْنَا كَـلَامَ الشَّيْخِ فَالِــــح -حَفِظَهُ الله- ... وَمَا كُنَّا نَظُنُّ أَنَّ هَذَا الكَذِبَ وَالبُهْتَانَ يجِدُ آذَانًا صَاغِيَّةً" إلَى أَن قَالَت : "نُبَشِرُ الإخْوَةَ السَّلَفِيِّينَ بِأَنَّنَا أَصْدَرْنَا شَرِيطًا جَدِيدًا بِعُنْوَانِ (ضَوَابِطُ وَتَقْعِيدَاتٌ مَنْهَجِيَّة) للشَّيْخِ العَلَّامَةِ فَالِحٌ الْحَرْبِيُّ ..."اهـ([67]).
    قلتُ : تَأمَّــــلْ - يَا مُنصِفُ - قَولَـهم (نُبَشِرُ)، ثُمَّ تَأمَّلْ مَا هِيَ البُشَرَى لعلك تُدرِكُ حَقيقَةَ هَذِهِ «الْمُضَادَّةِ» لِفَالِحٍ وَفِتنَتِهِ الَّتِي يَمْدَحُ بِهَا نفسَهُ العابطُ .
    الشَّاهِد(15)
    قال خَدَنُ العَابِطِ "السَّاسِي": "( نَصَائِحُ العُلمَاء الأكابِر ...)، عُنُوَانُ شَرِيطٍ سَجَّلَهُ أَخِي محمَّد مُرَابِطٌ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنَ العُلَمَاءِ أَيَّام فِتنَةِ فَالِح ؛ دِفَاعًا عَنْ مَشَايِخِ الْجَزَائِرِ بِمَا فِيهِم الشَّيخُ فَركُوسٌ وَلَزْهَرُ ... وَبِسَبَبِهِ رَجَعَ كَثِيرٌ مِنَ الْمَفتُونِينِ ، مِمَّا جَعَلَ «أَتبَاعَ فَالِحٍ» حَرِيصِينِ عَلَى عَدَمِ انتِشَـارِهِ، وَزَعَمُوا بَتْرَهُ ، وَأَوَّلُوا مَضمُونَهُ ..."اهـ([68]).
    قُلتُ : تَأمَّلْ - يَا مُنْصِفُ - قَولَ السَّاسِي: (دِفَاعًا)، أَيْ: أَنَّ الشَّريطَ دِفَاعٌ ، وَلَيْسَ هُجُومًا عَلَى فَالِحٍ، وَيَشْـهَدُ لَهُ قَولُ السَّاسِي بَعدَهَا: (جَعَلَ أَتبَاعَ فَالِـحٍ )، فَالشَّرِيطُ آذَى أَتْبَاعَ فَالِحٍ ، وَلَيْسَ فَالِحًا ، فَلِمَاذا يقولُ الْمُرَابِطُ: " كُنْتُ ضِدَّ فَالِحٍ، وَتركتُه"؟!
    أمَّا قَولُ السَّاسِي: (وَبِسَبَبِهِ رَجَعَ كَثِيرٌ مِنَ الْمَفتُونِينِ) فَدَعْوَى عَريضَةٌ طَوِيلَةٌ، وَحَسبُكَ الإقَامَةُ الْجَامِعِيَّةُ(03) الْمجَاوِرَةُ لـ "تَسْجِيلَاتِ ابنِ القيِّم"، وكم عَاثَ فِي تِلكَ الإقَامَةِ الصَّعفُوقُ زُهَيْرٌ مُعَلِّمٌ بِمَنْهج فالِحٍ؟! وَكنُتُ مِمَّنِ اشتَريتُ الشريط ، فَهَل ردَّ هَؤُلَاءِ ؟ وَإنَّمَا الَّذِي رَدَّهم الله تعَالَى ، ثمَّ دَعْوةُ الشَّيْخ رَبيعٍ إِلى الْموَدَّةِ وَالألفةِ وَتركِ الأَضغانِ، فَجزاه الله خيرا.
    الشَّاهِدُ(16)
    قالَ العَابِطُ: "جـمَاهِيرُ النَّاسِ، جَـمَاهِيرُ الشَّبَابِ، حَتَّى لَا أَقُول: كُـلُّ الشَّبَابِ كَانُوا مَعَ فَالِح ، كَانُوا مَعَ فَالِح ، لِكَونِهِ كَانَ عَالِمًا ... لَم يَكُن مُجَرَّدَ دَاعِيَّةٍ ، أَو طَالِبَ عِلمٍ([69]بَعْضُ الشَّبَابِ... -وَأَنَا واحِدٌ مِنْهم- يحِبُّ الشَّيخَ الْمُجَاهِدَ فَالِح الْحَرْبِي حُبًّا كَبِيرًا "اهـ([70]).
    قُلْتَ : نَعَم قَالَ الشَّيخُ رَبِيعٌ : "أَخِي فَالِحُ: إِنِّي مُحِبٌّ لَكَ منذُ ثَلَاثِينَ سَنَةً "اهـ([71])، لَكِنّ هُنَاكَ فَرقٌ بَيْنَ مَحَبَّةِ العَابِطِ الغُلَامِ (24 سنةً)، وَبَينَ مَحَبَّةِ البُزَّلِ الأَعْلَامِ .
    الشَّاهِدُ(17)
    هَذَا الشَّريطُ صَدَرَ فِي رَجبٍ 1424ه ، لكنَّكَ - يَا عَابطُ - ذكَــرت بأَنَّ "الإمَامَ ربيعًا انتَقَدَ فَالِحًا في ... 23/01/1425 هـ ... فَلَا تَكذِبْ عَلَى النَّاشِئَةِ "([72]) - يَا عَابطُ -؛ لِتُوهِمَهم بِأَنَّكَ أَخْـمَدتَ فِتنَةَ فَالِحٍ قَبْلَ العَلَّامَـةِ ربِيعٍ ، حَيْثُ قُلتُ : "سَجَّلتُ يَومَهَا شَريطًا أَخْمَدَ نَارَ الفِتِنَةِ عُنُوَانُهُ: «نَصَائِحُ العُلمَاء الأكابِر، لِلشَّبَابِ السَّلَفِيِّ بِالْجَزَائِرِ»"اهـ([73])، بَل صَـــرَّحَ العَابِطُ بِأَنَّهُ كَانَ ضِدَّ فَالِـحٍ قَبلَ العَلَّامَــةِ ربِيعٍ كَـمَا سَبقَ.

    الشَّاهِدُ(18)
    في: 21/12/1423هـ -عَلَى تَأريخ العَابِط-([74])سُئِلَ الْمُحدِّثُ العَبَّادُ: "هَلِ الشَّيخُ فَالِحٌ الْحربِيِّ مِنْ كِبَارِ العُلمَاءِ فِي الْمَمْلَكَةِ، الَّذِين يُرْجَـعُ إِلَى قَولِهِم فِي الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ، فَأَجَــــابَ قَائِلاً: لَا أَبَدًا ... هُوَ مِنْ صِـغَارِ طَلَبَةِ العِلمِ"اهـ([75])، ثمَّ في: صَفَر أَوْ رَبيع الأَوّلِ 1424هـ ظَهَرَتْ رِسَالةُ الْمحَدِّثِ العَبَّادِ (رِفْقًا أَهْلَ السُّنَّةِ )([76])، ثمَّ في: رجب 1424هـ ظَهَرَ الشَّريطُ: « نَصَائِحُ العُلمَاء الأكابــِر، لِلشَّبَابِ السَّــــلَفِيِّ بِالْجَزَائِرِ»([77] وَمِنْ هَؤُلَاءِ العُلَمَاءِ الأكَابِر الَّذِينَ طَرَحَ عَلَيْهِم العَابِطُ الأَسئِلَةَ: فَالِحٌ الْحربيِّ، والسَّائِل هُوَ العَابِطُ.

    الشَّاهِدُ(19)
    وَكَأَنَّ هَذَا الشَّريِط -آنذَاكَ- وَقع «نُصْرةً» لِفَالِحٍ الْحربي، وِانتِصَارًا لِمَنِ انتصَرَ لَهُ مِن شُيُوخِ مجَلَّةِ الإصْــــلَاحِ، قال العَابِطُ: " تَعْتَقِدُ أَنَّ الشَّيْخَ عَبْدَ الغَنِي أَو الشَّيخَ عُثْمَانَ أَو الشَّيْخَ عُـمَر الْحَاجَ كَانُوا عَلَى نَقِيضِ مَا كان «يُوصِي بِهِ الأَئِمَّةُ » فِي ذَلِكَ الوَقْتِ؛ حَيْثُ كَانُوا يُوصُـون بِـ «نُصْـرةِ» هَذَا «العَالِـــم»؟! "اهـ([78]).
    الشَّاهِدُ(20)
    وَكَأَنَّ ذَلِكَ الشّـَريِطَ وَقعَ ردًّا عَلَى مَنْ وَقَفَ ضِدَّ فَالِحٍ، قَالَ العَابِطُ: "حَسنٌ آيت عِلجَت وَلزَهَرُ فِي ذَاك الوَقتِ استَغَلَّا رِسَالَةَ الشَّيـخِ عَبْدِ الْمُحسِنِ العَبَّادِ ، كَـمَا استَغَلَّهَا الْمأرَبِي ... فَهُم مَن نَشَرُوهَا ، وَلَم يَنشُرْهَا أَهْلُ السنَّةِ ."اهـ([79]).
    قُلت: قَولُ العَابِطِ (هُم مَن نَشَرُوهَا، لَم يَنشُرْهَا أَهْلُ السنَّةِ) مُوِهمٌ بأنَّ الشَّيخَينَ لَزهَرَ وَحسنًا شَذَّا عَنْ أَهل السّنَّةِ، وَإلَّا فَليُثبت ذَلِكَ، سُئِلَ العَلّامَةُ الفَوزانُ السُّؤالُ الآتي: "بَعضُ الْمَشَايخ أَفتَوا بِأَنَّ مَنْ نَشَرَ هَذَا الكِتَابَ أَنَّهُ مُبتَدِعٌ ، أَو صَاحِبُ فِتنَةٍ؟! ، قَالَ الشَّيْخُ : "لَا أَبَدًا ؛ مَــــا فِيهِ إِلَّا الْخَيرَ إِن شَاءَ الله"اهـ([80])، وَقالَ العَالِمُ الشَّابُ عَبدُ السَّلَام برجُسٌ(ت:1425هـ): "قَدْ بُلِينَا فِي هَذِهِ الأَزمَانِ بِبَعضِ الْمُنتَسِبِينَ إِلَى السَّلَفِيَّةِ ممَّن يَغْلُونَ فِي الْحُكمِ عَلَى النَّاسِ بِالبِدعَةِ ...وَقَدْ أَجَادَ العَلَّامَةُ الشَّيخُ عَبدُ الْمُحسنِ بن حَمَدٍ العَبَّادِ فِي نُصحِهِم، وَالتَّحذِيرِ مِن مَنهَجِهِم فِي كِتَابِه: (رِفقًا يَا أَهْلَ السُّنَّةِ بِأَهْلِ السُّنَّةِ) ..."اهـ([81]).
    الشَّاهِدُ(21)
    قَالَ ذَلِكَ العَابِطُ: "الشَّيخُ عَبدُ الْمُحسِن فِي ذَلِكَ الوَقْتِ لَم يُجَرِّح فَالِحًا ... وَغَايَةُ مَا فِي الأَمرِ أَنَّ الشَّيْخَ العَبَّادَ خَطَّأَ فَالِحًا ، وَنَصَـــحَهُ ، وَنَصَحَ السَّلَفِيِّينَ ، وَكَذَلِكَ نَصَحَ وَخَطَّأَ الإمَــامَ العَلَّامَــةَ الْمُحَـدِّثَ أَحْـمَدَ النَّجمِي، وَخَطَّأ الشَّيخَ رَبِيعًا؟! ... "اهـ([82]).
    قُلتُ: هَذه الفقرَةُ تَمْوِيهٌ للقَارئ بأنَّ الشَّيخَ عَبدَ الْمُحسِن يَنْظُرُ إلَى فَالِح وَالعَلَّامَتَينِ النَّجْمِي وَرَبيع نَظرَةً وَاحَدَةً، وهَذَا خَطأ وَاضـِح ؛ لأنَّ العَلَّامةَ العبَّادَ جَرَّحَ فَالِحًا ؛ حَيْثُ قَالَ: "هُوَ مِنْ صِـغَارِ طَلَبَةِ العِلمِ([83])، وَكَانَ تَرْتِيبُهُ الرّابِعَ بَعْد الْمَائَةِ مِنْ دُفْعَتِهِ ، البَالِغِ عَدَدُهُم (119) خِرِّيـجًا، وَهُوَ غَيْرُ مَعْرُوفٍ بِالاشتِغَالِ بِالعِلمِ، وَلَا أَعْرِفُ لَهُ دُرُوسًا عِلْمِيَّةَ مُسَجَّلَةً، وَلَا مُؤَلَّفاً فِي العِلمِ صَغِيرًا ، وَلَا كَبِيراً ، وَجُلُّ بِضَاعِتِهِ التَّجْرِيحُ ، وَالتَّبْدِيع ، وَالتَّحْذِيــرُ مِنْ كَثِيرين مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ، لَا يَبْلُغُ هَذَا الْجَارِحُ كَعْبَ بَعْضَ مَنْ جَرَّحَـهُم"اهـ([84]).
    قُلت : تأَمَّلْ -يَا عَابِطُ- قَولَ العبَّادِ: (وَكَانَ تَرْتِيبُهُ ... خرِّيـجًا) الدَّال عَلى إِفلَاسِ فَالِح في بِابِ تَحمَّلِ العلِمِ، "وَكَفَى بِالْجَهْلِ ذَمًّا أَنْ يَتَبَرَّأَ مِنْهُ مَنْ هُوَ فِيهِ"([85]وَالْحَجْرُ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مفلِسٍ لِصَالِح الْجَمَاعَةِ، فَالِمُتَعَالِمُ أَوِ العَالِمُ الِمَاجِنُ يُحجَرُ عَلَيْهِ مِنَ الفُتيَا وَنحوِهَا لِصَالِحِ الدِّيَانَة([86]).
    بَيْنَمَا قَالَ العَبَّادُ في العَلَّامَةِ رَبيعٍ: "الشَّيْخُ رَبيعٌ مِنَ الْمشتَغِلِينَ بِالعِلمِ فِي هَذَا الزَّمَانِ، وَلَه جُهُودٌ جَيِّدَةٌ، وَجُهُودٌ عَظِيمَةٌ فِي الاِشتِغَالِ بِالسُّنَّةِ، وَكَذَلِكَ لَهُ تَآليفُ جَيِّدةٌ وَعَظِيـمَةٌ وَمُفيدَة ... وَأَنَا لَا أَطعَنُ فِيهِ، وَلَا أُحَذِّرُ مِنهُ، وَأَقُولُ إِنَّهُ مِنْ العُلمَاءِ الْمتَمَكِّنِينَ"اهـ ([87])
    الشَّاهِدُ(22)
    قَالَ العَابِطُ: "الشَّيْخُ العَبَّادُ خَطَّأَ فَالِحًا ... وَخَطَّأ الشَّيخَ رَبِيعًا ... فَكَيفَ بِاللهِ عَلَيكم تُرِيدُونَ مِنْ مُرَابِطٍ أَن يَترُكَ فَالِحًا فِي ذَلِكَ الوَقْتِ بسبب كَلَامِ الشَّيخِ العَبَّادِ، فَهَلْ كُنتُم سَتُصَوِّبُونِ مُرَابِطًا لَو تَرَكَ كذلِكَ الشَّيخَ رَبيعًا ... ؟! "اهـ([88]).
    قلتُ : أي أنَّ : العابِطَ انتَصَـرَ لِفَالِحٍ ، قَال العَابِطُ:" أَنَا لَم أُقُلْ رَدَدتُ عَلَى فَالِحٍ ، وَحَذَّرتُ مِنْهُ قُلتُ تَركتُه ، وَكَانَتْ هَذِهِ أَوَّلُ خُطوَة "اهـ([89])، فَمتَى تَرَكهُ ؟!وَمتَى كانَ ضِدَّهُ ؟!
    الشَّاهِدُ(23)
    قَالَ العَابِطُ :"جَاءَتِ الْمَرحَلَةُ الَّتِي بَعدَهَا ، وَهِيَ كَلَامُهُ - أي: فَالِح - فِي بَعْضِ الْمَنسُوبِينَ لأَهلِ السَّنَّة ، كَالْمَأربِي وَ ... هُنَا صَارَتِ الْخلاَفَاتُ ظَاهِرَةً بَينَ أَتبَاعِ هَؤُلَاءِ ، وَبَينَ فَالِحٍ الْحَـرْبِيِّ ، فِي هَذَا الوَقتِ بِالذَّاتِ استَغَلَّا القَضِيَّةَ بَعضُ شُيُوخِكم ، كَلَزهَرَ وَحَســن آيت عِلجت ... حَتَّى لَــوِ أَنَا اعتَقَدتُ أَنَّ فَالِحًا كَانَ مُخطِئًا فِي حَقِّ فُـلَانٍ وَفُـــلَانٍ، هَلْ مِنَ الْمَصـلَحَةِ أَنْ أَتركَهُ لِجَــمَاعَةِ الْمأرَبِي وَالْمَغرَاوَي؟ أَمِ مِنَ الْمَصلَحَةِ أَن أُدَافِعَ عَنْهُ، وَأَجتِهِدَ فِي نُصْحِهِ ؟!" اهـ([90]).
    قلتُ: تَأمَّـل قَولَهُ (أَمْ مِنَ الْمَصلَحَةِ أَن أُدَافِعَ عَنْهُ )، قَال العَابِطُ: "أَنَا لَم أُقُلْ رَدَدتُ عَلَى فَالِحٍ ، وَحَذَّرتُ مِنْهُ ، قُلتُ تَركتُه ، وَكَانَتْ هَذِهِ أَوَّلَ خُطوَة"اهـ([91])، فَمتَى تَرَكَت فَالِحًا ؟!، وَمتَى كُنتَ ضِدَّهُ قَبلَ العُلَمَاءِ؟، وهَلْ هَذَا الدِّفاعِ مِن مُفرَدَاتِ العَابِطِ ؟!أَم أَنَّه تَبَعٌ لِشُيُوخِهِ؟!تَأمَّلْ.

    الشَّاهِدُ(24)
    قَالَ العَابِطُ: "رَأَيتُ مِنْـهُم -أَيْ : بَعضِ مَشَايِخِ العَابِطِ- حِكمتًا، وَتَمَــهُّلًا، وَعَـدَمَ تَسَرُّعٍ كَلَّمَا اِشتَدَتِ الفِتْنَةُ ، وَسَمِعتُ مِنْهُم ثَنَاءً عَلَى الشَّيْخِ فَالِحٍ ، وَسَمِعتُ لِلشَّيْخِ عَبْدِ الغَنِي تَوْجِيهًا لِكَلَامِ الشَّيْخِ عَبدِ الْمُحسِن ... فَكَانُوا - وَبِحَقِّ - مَفَاتِيحَ خَيْرٍ "اهـ([92]).
    قُلتُ: والظَّاهِرُ مِن دَلَالَةِ سِيَاقِ الفقرَةِ أَنَّ الشَّيْخَ عَبْدَ الْمُحْسِنِ انتَقَدَ فَالِحًا، لَكنَّ بَعضَ شُيُوخِ العَابِطِ يُثْنُونَ عَلَيْهِ ، وَلَيسَ لَهُم قُدرةٌ عَلَى مواجَــهَةِ العَلَّامَـةِ الكَبِيرِ عَبْد الْمُحْسِنِ، فَلَذِا وَجَّـهُوا كَلَامَـهُ تَوجِيهًا يَدفَعُ - فِـيـمَا يَظْهَرُ - عَن فَالِح سُوءَ الظَنِّ بِهِ ، أيْ: أنَّ فَالِحًا كان مُحتَرَمًا عنْدَ بَعضَ رِجَـال الإصْـلَاحِ ، قَالَ العابطُ: "الَّذِي كَانَ ضِدَّ فَالِح هُم أَتبَاع شِرِيفِي ، وَأَتبَاعُ الْمَأرَبِي، وَقَبْلَهُم الْخَوَارِجِ ، الْمَشَايِخُ كَانُوا يَحْتَرِمُونَ فَالِحًا لِكَونِهِ عَالِمًا ، وَكَانَ في مُوَاجهَةِ هَؤُلَاءِ الْمُنْحَرِفِينَ"اهـ([93])
    فَإذَنْ: بَعضُ شُيُوخِ العَابِط نَصَـــرُوا فَالِحًا، لَكنَّ العَابِطَ أَقْسَمَ قَائلًا: "
    واللهِ الَّذي لا إِلَهَ غَيرُهُ لَم أكُن فَالِحِيًّا يَوْمًا مِنْ الأيّامِ، بَلْ كُنْتُ ضِـدَّهُ .... لَم أَغتَرّ بِبَاطِلِ فَالِـــحٍ"اهـ([94]). وَأَقسَمَ أُسْتَاذُ العَابِطِ عُثْمَانُ قَائلًا: "وَاللهِ مَا كُنتُ مَعَهُ لَحْظَةً وَاحِــــدَةً، وَلَا أَعْرِفُ وَجْهَهُ، إِلَّا لَحْظَتِي هَذِهِ، وَلَا جَلَستُ مَعَهُ، وَلَا عِنْدَهُ ، وَلَا أَعْرِفُ صَوْتَهُ، بَلْ قَرَأتُ مَا كَانَ يَكتُبُ ، أَهْلُ بَابُ الزُّوَّارِ وَضَوَاحِيهَا يَعلَمُونَ هذا"اهـ([95]).

    قُلتُ : قَولُكَ - يَا أُسْتَاذُ - ( قَرَأتُ مَـا كَانَ يَكتُبُ ) يُثْبِتُ آثَارًا كِتَابِيَّةً لِفَالِـحٍ الْحَـــرْبِيِّ فِي تِلْكَ الْحِقْبَة ؛ قَالَ العَبَّادُ - في عَام 1424هـ - :" وَلَا أَعْرِفُ لَهُ دُرُوسًــا عِلْمِيَّةَ مُسَـجَّلَةً ، وَلَا مُؤَلَّفاً فِي العِلمِ -صَغِيرًا وَلَا كَبِيراً- وَجُلُّ بِضَاعِتِهِ التَّجْرِيـحُ، وَالتَّبْدِيعُ "اهـ([96])، وَقَالَ العَلامَةُ ربَيع: "فَإنْ قُلتَ: إنَّ فِي هَذَا الكَلَامِ نَظَراً، وَأَرَى أَنَّ هَؤُلَاءِ الأَئِمَّةَ الْحَدَّادِيَّةَ مخطِئُونَ ، غَالُون فِي الشَّيخِ فَالِحٍ ، وَأَرى أَنَّهُ دُونَ هَذَا الْمُستَوَى بِكَثِيرٍ، أَقُولُ لَكَ : أَيْنَ مُؤَلَّفَاتُهُ ...؟!!! "اهـ([97]).
    قُلْتُ : وَلقَدْ رَاجَعْتُ مَوقِعَ فَالِح الرَّسْـمِيّ، فَلَم أَجِدْ شيئًا مَطْبُوعًا، أمَّا قَبْلَ التّحذِيرِ مِنْهُ فَلَم أَجِدْ إلَّا مقالَيْنِ، فالأوّلُ: (الدِّينُ النَّصِيحَةُ ) فِي نَقْدَ جَمَاعَةِ التَّبلِيغ (13 صَفحَةً)، وَلَعَلَّهَا هِيَ الَّتِي أَنكَرَهَا عَلَيْه ابنُ بَازٍ في 1406هـ، أَمَّـا الثَّانِي فَهُوَ: (صدُّ العَدْوَانِ الشَّنِيعِ، عَلَى فَضِيلَةِ العَلَّامَةِ الشَّيخِ رَبِيع)، وَهَيَ تَعَلِيقَاتٌ يَسِيرَةٌ جِدًّا عَلَى مَقَالٍ كَتَبَهُ أَبُو الْحَسَنِ الْمَأرَبِيُّ، لَكِنَّهُ غيرُ مَطْبُوعٍ.
    أَمَّا قَوْلُكَ -يَا أُستَاذُ-: (أَهْلُ بَابِ الزُّوَّارِ وَضَوَاحِيهَا يَعْلَمُونَ هَذَا)، فَإنَّ مُقَيَّدَ هَذِه الوُرَيْقَاتِ كَانَ مُقِيمًا فِي (الإقَامَةِ الْجَامِعِيَّةِ 03- بَابِ الزُّوَّارِ) مِن 2001 إلى 2005م ، وَيَشْهَدُ أَنَّه سَمِعَ مِنْكَ تَقُولُ: "قَالَ العَلَّامَةُ الْمُجَاهِدُ فَالِحٌ الْحَرْبِيُّ" في إحدَى دُروسِكَ الأسبُوعِيَّةِ .
    الشَّاهِدُ (25)
    قَالَ العَابِـــطُ: "رَأَيتُ مِنْـهُم -أَيْ : بَعْضِ مَشَايِخِ العَابِطِ- حِكمتًا وَتَمَــهُّلًا، وَعَـدَمَ تَسَـرُّعٍ كَلَّمَا اِشتَدَتِ الفِتْنَةُ ... ولَمَّا صَدَرَ الشَّرِيـطُ بخُصُوصِ الشَّيخِ لَزهَـــــرَ أَلَحَّ عَلَيهِ الشَّيخُ عَبْدُ الغَنِي بِأَنْ يَذْهَبَ لِلشَّيْخِ فَالِحٍ ، فَكَانُوا -وَبِحَقِّ- مَفَاتِيحُ خَيْرٍ "اهـ([98]).
    قُلتُ : تأمَّلْ -يَا منصِفُ- قَول العابط (أَلَحَّ عَلَيْهِ ...)، وَكأنَّ الشَّيْخَ لَزهَرَ رَفَضَ الاتِّصَالَ بفَالِحٍ رفْضًا ، وَلَم يَكُنْ هُوَ محترَمًا عندَ الشَّيْخَ لَزهَرَ ، قَالَ العَابِطُ: "لَزْهَرُ سْنيقْرَةُ حَارَبَ فَالِحًا، وَطَعَنَ فِيهِ، لَا لأَنَّ فَالِحًا كَانَ منْحَرِفًا حَذَّرَ مِن العُلَمَاءُ، وَإنَّمَا نَصَبَ لَهُ العَدَاءَ؛ لأَنَّ لَزْهَرَ كَانَ لَا يَرْفَعُ رَأْسًا بِمَنْهجِ أَهْلِ السُّنَّةِ فِي التَّحْذِيرِ مِن الْحِزْبِيِّينَ([99] كُلُّ مَنْ يَسْتَحِضِرْ صُرَاخَ لَزْهَرَ فِي دُروسِهِ طَعْنًا فِي فَالِحٍ، وَتَعْرِيضًا بِمَنْ يُثنِي عَلَيْهِ يُدْرِكْ حَقَيقَةَ مَا أَقُول"اهـ([100]).
    قُلتُ: فَالشَّيخُ أَبو عَبدِ الله لزهَرُ كَان ضِدَّ فَالِحٍ قبلَ رِجَالِ الْمَجَــلَّةِ أَمَّا قَولُكَ يَا عَابِطُ ( كاَن لَا يَرْفَعُ رَأْسًا ...) فَقدْ رَدَّهُ العَلَّامَةُ رَبيعٌ قَاِئلاً: "وَالأَزْهَرُ- كَمَا أَعْرِفُهُ- مِنْ حَمَلَةِ العِلم، وَمِنَ الدُّعَاةِ إِلَى الْمَنْهَج السَّلَفِيِّ، وَالَّذي أَعْرِفُـــهُ عَنْهُ أَنَّهُ ضِدَّ أَهْلِ البِدَعِ وَالأَحزَابِ جَمِيعِهَا، مِنْ إِخْــوَانِيَّة عَالَمَيَّة وَأَهْلِ الْجَـــزْأَرَة، وَالقُطْبْيِّينَ، وَالسُّـرُّورِيِّين، وَالتَّكْفِيريِّينَ، وَغَيْرِهِم، وَضدَّ أَبِي الْحَسَنِ، وَعِيد شِريفي"اهـ([101]).
    الشَّاهِدُ (26)
    قَالَ العَابِطُ: "مَشَايِخُ الإصْــــلَاحِ أَعْجَبَتْنِي حِكْمَتُهُم ( أَقْصِدُ مِنهُم الشَّيخَ عَبْدَ الغَنِيّ وَالشَّيْخَ عُثْمَانَ وَالشَّيخَ عُـمَرَ الْحَاجَ ) ، فَقَدْ عَالَجُوا القَضِيَّةَ مُعَالَجَةً حَكيـمَةً عَلَى طَرِيقَةِ العُلَمَاءِ ، لَيْسَت كَمُعَالَجَةِ لَزهَرَ سْنيقَرَةَ"اهـ([102]).
    قُلتُ :يُفهَمُ مِنْ كَلَامِكَ - يَا عَابِطُ- أَنَّ الشَّيخَ لَزهَرَ عَلَى خِلَافِ طَرِيقَة العُلَمَاءِ في معالَجة قَضِيَّة فَالِحٍ ، لَكنَّكَ - يَا عَابِطُ- قُلتَ :"بَيَّنتُ ... فَضْلَ العَلَّامَةِ رَبيعٍ عَلَى لَزْهَرَ، وَأَنّهُ هُو مَنْ طَلبَ مِنُه الكِتَابَةَ ، وَالرَّدَّ عَلَى فَالِحٍ "اهـ([103])، فَإذَا كَانَ الشَّيْخُ الأَزْهَرُ يفتَقِدُ إلى الْحِكمةِ فَلِمَاذَا يَطلبُ مِنْهُ الشَّيْخُ رَبيعٌ الرَّدَّ عَلَى فَالِحٍ ، وَأنتَ - يَا عَابِطُ - القَائِلُ :"لَزْهَـرُ كَانَ وَقتَـها مِنْ طَلَبَةِ العِلمِ ، وَمِنَ الدُّعَاةِ الْمَغمُورِيـنَ([104]لَزْهَرُ ... كَانَ ضَعِيفًا جِـدًّا فِي قَضَايَا الْمَنهَجِ ، وَمِنْ أَجْهَلِ النَّاسِ بِتَقريراتِ أَهلِ السنَّةِ "([105])اهـ ؟!.
    قُلتُ : قَالَ العَلَّامةُ رَبِيعٌ : "وَالأَزْهَرُ - كَمَا أَعْرِفُهُ - مِنْ حَمَلَةِ العِلم ... لَا يَنْزِلُ عَنْ دَرَجَةِ الشَّيْخِ فَالِحٍ العِلْمِيَّةِ "اهـ([106])، فَهَلَّا ذَكَرتَ - يَا عابطُ- شَاهِدًا يُفِيدُ استِنكَارَ الشَّيخِ رَبيع لِطَريقَةِ الشَّيخِ لَزهَرَ فِي معَالَجَةِ القضِيَّةِ، هَل تُريدُ أَن تَسْتَدرَكَ عَلَى الشَّيْخ رَبِيعٍ؟! وَإذَا كانَ شُيُوخُــــكَ ذَوِي علِمٍ وَحِكمَةٍ وَشُهرَةً فَلِمَاذَا لَم يَتوَّجَّـهْ إِلَيْهم الشَّيْخُ رَبيع ابتِدَاءً بالرّدِّ عَلى فالِــحٍ؟! وَأنتَ الَّذِي طَعَنْتَ في شَيْخِنَا قَائلا: "لَم تَتَحَقَّقْ فِيكَ صِــــفَةُ الأَعْلَمِيَّةِ فِي بَعْضِ الْمَسَائِل ، كَـمَسَائِل الْمَنْهَجِ وَالرِّجَالِ ، وَتَحَقَّقتْ عِنْدَهم هَذِه الصِّفَةُ فِي الشَّيخِ عَبْدِ الغَنِيِّ"اهـ([107]).
    الشّاهدُ (27)
    قَالَ العَابِطُ: " هَلْ تَظُنُّ -يَا أَيُّهَا الْمَخْدُوعُ - أَنَّ لَزْهَرَ كَانَ يَرُدُّ عَلَى فَالِحٍ علَى أَنَّهُ مِنَ الْمُنْحَـرِفِينَ الْمُفْسـدِينَ؟ لَا أَبَدًا، كَانَ يُظْهِرُ لَهُ الاِحتِرَامَ، وَكَانَ يَرُدُّ عَلَيْهِ، كَـمَا يَرُدُّ عَلَى الشَّيْخِ رَبِيعٍ أَنَّ فَالِحًا لَا تَلزَمُنَا أَحْكَامُهُ فِي كَذَا...مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَحَقَّقَ مِنْ كَلَامِي فَلْيُرَاجِعْ مَقَالَ لَزْهَرَ الَّذِي كَتَبَهُ سنة 1425هـ ... هَلْ رَدَّ عَلَى أَنَّهُ مُنْحَرِفٌ ، أَو عَالِــــمٌ ؟شَيَّخَهُ فِي الْمَقَالِ ، وَاحْتَرَمَهُ "اهـ([108]).
    قُلْتُ : لَكِنَّك - يَا عَابِـطُ - أنتَ الَّذِي عَلَّقتَ عَلى جُـمْلَةٍ مِنْه قَائِلاً: "بِهَذِهِ الْحِـدَّةِ رَدَّ لَزْهَــرُ عَلَى الْحَرْبِيِّ الَّذِي كَانَ يَـهَابُهُ النَّاسُ "اهـ([109])، وَفي مَوْضِعٍ غَردت قَائِلًا:" لَزْهَـرُ سْنيقْرَةُ حَارَبَ فَالِحًا ، وَطَعَنَ فِيهِ، لَا لأَنَّ فَالِحًا كَانَ مُنْحَرِفًا حَذَّرَ مِنه العُلَمَاءُ ، وَإنَّمَا نَصَبَ لَهُ العَدَاءَ ؛ لأَنَّ لَزْهَرَ كَانَ لَا يَرْفَعُ رَأْسًا بِمَنْـهجِ أَهْلِ السُّنَّةِ فِي التَّحْذِيرِ مِن الْحِزْبِيِّينَ "اهـ([110]).
    قُلْتُ : فَهَلْ تِلْكَ ( الْحِـدَّةُ ، وَالْمُحَاربَةُ ، وَالطَّعْنُ ، والعَـدَاءُ ) مِنْ جِنْسِ الاِحتِرَامِ ؟! وَكَيْفَ بِرجُلٍ لَا يَرْفَعُ رَأْسًا بِمَنْـهجِ أَهْلِ السُّنَّةِ ، ثمَّ يَحْترِمُ مُنَحَرفًا؟!
    الشَّاهِدُ(28)
    قَالَ خَدَنُ العَابِطِ العِكرمِيُّ: "اتّـِهامُ أَخينَا أَبِي مُعَاذٍ بِالفَالِحيَّةِ ضَـربٌ منَ الهَوَسَ ... لَا أَزَالُ أَذكُــرُ سَنَةَ 2004 مِيلَادِي، وَتَوَاصُـــلَهُ مَعي عَبرَ شَبكَةِ سـَحَابٍ السَّلَفِيَّةِ، وَذَلِكَ لِلمُشَــــاركَةِ بقَصَــــائدَ بِنُصْرَةِ الْحَقِّ، وَرَدِّ «غُلُوِّ أَتبَاعِ فَالِحٍ»، وَمِنْ أَتبَاعِ فَالِحٍ: محمَّد الصميلي، الَّذِي نَشَـرَ مَقَالَةً عَبْرَ شَبَكَةِ الأَثَرِي بِعُنوانِ: ( الرَّدُّ عَلَى الضَّغبُوسِ ، محمَّد فركُوس )"اهـ([111])، والآنَ أَخرَجَ الأَقْــــــزَام هذه الْمُذَكِّرَةَ ؛ طمَعًا في إنعَاشِها، وانتشَالِهَا.

    الشَّاهِد(29)
    قَالَ الصَّعفوقُ البُلَيدي نِيَابَةً عَنْ مُشْرِفِي (مُنتَديَاتِ التَّصفية والتَّربِيَّةِ): " كَانَ مِنْ بَيْنِ ضَحَايَا الْمَنْهَجِ الْحَدَّادِيِّ يَومَهَا فَركُوسٌ وَلَزْهَرُ، فقَدْ حَكَم فَالِحٌ الْحَرْبِيُّ عَلَى فَرْكُوسٍ بِالتَّمَيُّع ، وَحَثَّ النَّاسَ عَلَى هَـجْرِه ، وَلَمْ يَكُنْ هَذَا الْحُكْم مِن فَالِحٍ مِن فَرَاغٍ، بَلْ قَدْ كَتَبَ أَحَدُ أَتْبَاعِ فَالِح مُذَكّـــرَةً كَامِلَةً «فِي الرَّدِّ عَلَى أَخطَاء فَرْكُوسٍ»"اهـ([112]).
    قُلتُ: تَأمَّــــلْ -يَا مُنْصِفُ - هَذِه البَلاَدَةَ فِي قَولَه: (ضَـحَايَا ...)، وَكأنَّه لَم يَرتَضِ ذَلكَ منِ فَالِح الْحَربي؛ حَيثُ قَالَ - كَمَا سَيَأتي -: "الشَّيْخُ رَبِيعٌ قَدْ أَقَرَّ بِأَنَّ لَزْهَرَ لَهُ أَخْطَاءٌ ، وَمَعَ ذَلِكَ لَم يَقْبَلْ أَحْكَامَ فَالِحٍ الْحَرْبي فِيه"اهـ، ثمَّ تَأمَّلْ كَيْفَ يُنصِفُون فَالِحًا بقولِه: "لَمْ يَكُنْ هَذَا الْحُكْمُ مِنْ فَالِحٍ مِنْ فَرَاغٍ "اهـ؛ لأنَّ هَذَا التَّعبِيرَ يَدُلُّ عُرْفًا عَلى الإنصَافِ ؛ قَال العَلَّامــــةُ زَيدٌ الْمَدخلِيُّ في مَعْرضِ الثَّنَاءِ عَلَى الشَّيْخَ الرَّبيعِ :"هَل يَا تَرَى مَنْ قَامَ بِهَذِهِ الرُّدُودِ ... يَتَحدَّثُ مِنْ فَرَاغٍ ، أَو يَنْطَلِقُ مِن هَوَى ؟! "اهـ([113]).
    الشَّاهِد(30)
    ثُمَّ يُؤَكِّدُ البُلَيْدِيُّ غَبَاوَتَهُ وَبلاَدَتَهُ قَائِلاً: "بَلْ قَدْ كَتَبَ أَحَدُ أَتْبَاعِ فَالِح مُذَكّرَةً كَامِلَةً "اهـ، وَكَأنَّ هَذَا البُلَيْدِيَّ البَلِيدَ مُقِرٌّ بِثُبُوتِ تِلكَ الأخْطَاءِ ، وَمُصِرٌّ عَلَى أنَّ فَالِحًا وأَتبَاعَهُ لَهُم حَظٌّ منَ النَّظرِ في أَدِلَّة أَحكَامِهم في إدَانَةِ شُيُوخِنَا ، قَالَ ابنُ الْحَصَّارِ(ت:611هـ ):
    فَلَيْسَ كُلُّ خِلَافٍ جَاءَ مُعْتَبَرًا ******* إِلَّا خِلَافٌ لَهُ حَظٌّ مِنَ النَّظَرِ([114]).
    وَسَأَعُودُ إِلَى هَذَا الشَّاهِدِ -إن شاء- في مواطنَ من هَذِه الْحلقات، لكن حَسبْكَ أَيّها الْمُنْصِفُ أنَّ هَذِهِ الْمُذَكِّرَةَ خُربِشَتْ في شَعْبَانَ 1425هـ ، وَقَبلها بأربعة شُهور- في صفر 1425هـ - نقَضَها العَلَّامَةُ رَبيع قائلاً : " وَالأَزْهَرُ - كَمَا أَعْرِفُهُ - مِنْ حَمَلَةِ العِلم .."اهـ([115])، وَتَقَدَّم .

    ( الْخَاتِمَةُ )
    فَالْحَاصِلُ وَالْمقصُودُ : أَنَّ هذَا العَابِطَ وَشِلَّتَهُ "اِستَغَلُّوا هَذَا الفَارِقَ الزَّمَنِيَّ الطَّوِيلَ ؛ لِيَكْذِبُوا عَلَى النَّاشِئَةِ"([116])، وَيُحَرِّفُوا التَّارِيـخ ، قَالَ العَابِطُ: "لَا رَيْبَ أَنّ تَحْريفَ التَّارِيـخ يُعْتَبَرُ مِنْ أَشَــــدِّ هَذِهِ الاِنحرَافَاتِ فَتْكًا بِعُقُولِ النَّاشِئَةِ، وَلِلأَسَفِ لَقَدْ شَاهَدْنَا صُوَرًا كَثِيرَةً تُجَسِّدُ هَذَا التَّحْريفَ، مِنْهَا عَلَى سَبِيل الْمِثَالِ لَا الْحَصْرِ :« فِتنَةُ فَالِحٍ »"اهـ([117]).
    وَلَيسَ الَغرضُ مِنْ هَذَا الْبَحثِ أَنْ نُثْبِتَ أَنَّ العَابِطَ كَان مَع فَالِحٍ الْحَرْبي ، أو لا ؛ لأنَّ التَّوبةَ تَجُبُّ مَا قَبلَهَا، وَالْمَرْءَ لَا يُولَدُ عَالِمًا، وَطُرقَ الضَّلَالِ وَأَسْبَابَهُ كَثِيرَةٌ، وَالعِبرَةَ بِتَمَامِ النَّهَايَةِ، لَا بِنُقصَانِ البِدَايَةِ، وَالأعمَالَ بِالْخَوَاتيمِ ، وَكَفَى بالْمَرْءِ فَضلاً أن تُعدّ مَعايبُهُ ، وَكَـم مِن سلَفيّ جَرفتهُ فتنةُ فَالِحٍ، ثُم تَرَاجَعَ بِصِدْقٍ، فَلَا عَيبَ في كونِ الْمَرِءِ كَانَ معَ فَالِحٍ أَو غَيرِهِ ،
    وَإنَّمَا الغَرضُ مِنْ هَذَا السُّطُورِ سِتَّةُ مَقَاصِدَ:
    القَصدُ الأَوَّلُ : تَبْرَئِةُ شَيْخِنَا وَعَالِمنَا فَركُوسٍ وَإخْوَانهِ مِنَ الكَذِبِ ، وَتَعْزَيزُ صِدْقِهم في فِتنَةِ فَالِـــحٍ الْحربيِّ ، وَفي هَذِا الأحْدَاثِ الْجَارِيَّةِ .

    القَصْــــدُ الثَّانِي : في بَيَانِ مَوْقِفِ شُيُوخِنَا مِنْ فِتنَةِ فَالِحٍ الْحَـرْبِيِ ، غَرَّدَ الشَّيْخُ لَزهرُ سنِيقْرةُ قُبَيْل الأحدَاثِ قَائِلاً :" نَقُولُ لِلَّذِي يَنسِبُ مَشَايِخ الْجَزَائِر لِفَالِحٍ الْحَرْبِي : عَلَى رِسلِكَ ، وَكَفَاكَ طَعْنًا وَتَلَوُّنًا ، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ - بِفضْـلِ اللهِ - هُمْ أَوَّلُ مَنْ فَضَحَ هَذَا الرَّجُلَ ، وَحَــــذَّرَ مِنهُ ، وَغيرهم يَومـهَا يُعَظِّمُهُ "اهـ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ مَنْ كَانَ يُعَظِّمُه ، وَيَدَافِعُ عَنْهُ قَبْلَ تَحْــذيرِ العُلَمَاءِ ، عَلَّقَ الصَّعْفُـوقُ أَبُو عَبدِ اللهِ حَيدُوشٌ عَلَى قولِ الشَّيْخِ لَزهرَ قَائِلاً :"وَنَحنُ نَشهَدُ بِأَنَّكَ شَيخَنَا مِنْ أَوَائلِ مَنْ فَضَحَ انحرَافَ فَالِحٍ عن صِرَاطِ الْمُفلحِينِ ، وَطَعُنُهُ فِيكُم ، وَفي مَشَايِخِنَا مَعْلُومٌ ، وَحَالُ مَنْ رَمَاكُم (رَمَتنِي بِدَائِهَا ، وَانسَلَّتْ )"اهـ([118]).
    لَكنَّ وسْوَاسَ الدِّعَايَةِ وَالسِّعايَةِ (العَابِطَ) يُريدُ أنْ يُشَوِّهَ صُورَةَ شُيُوخنا، ويُلَمِّعَ صُـــورةَ شُيُوخِ مَجلَّةِ الإصْـلَاحِ ، أَمَّا قَوْلُ شَيْخِنَا فركُوسٍ: "هَمّشتُ نَفْسي ... كُنتُ وَحْـدِي" فَسَيَأتِي بَحْثُهُ في الفَصِل الثَّالثِ وَالأخير .
    القَصدُ الثَّالِثُ : فِي التَّسْلِيــمِ لِهَذَا العَابِطِ في كَونِهِ لَم يَكُنْ مَعَ فَالِــحٍ ، فَهَلْ هَذَا كَافٍ وَوَاقٍ مِن منْهجِهِ وَانحرافهِ ؟! لا أبَدًا ؛ لأنَّ الْحَيَّ لا تُؤمَنُ عَلَيهِ الفِتنَةِ ، وَالعِبرَةَ بِحَاضِرِ الرَّجُلِ ، وَقَد قَاسـمَ العابطُ مُحَبَّهُ فَالِحًا في بَعضِ خِصِالِهِ وَأُصُولِهِ اليوم ، كَـمَا تَقَدَّمَ بِفضل الله، وَيأتي - إن شَاءَ الله - في هَذِه الوُرَيقاتِ .
    لَكِن لَستُ أَحْمقَ حَتَّى أَحْكُمَ عَلى فُلانٍ بِأنَّه دجَّالٌ أَو فَالِحيٌّ أو... الَخ ؛ لأَنَّ تَنْزْيلَ الأَحْكَامِ عَلَى الأَعيَانِ يَفتَقرُ إلى استيفاءِ الشُّرُوطِ، وانتِفاءِ الْمَوانعِ، وَهذَا مِن شَأنِ أهلِ العِلمِ، قَال العَلَّامَــــةُ رَبيع رَدًّا عَلَى تلميذ فَالِحٍ البَحْريني: " كَتَبتُ مَقَالاً بَيَّنتُ فِيهِ أَوجُهَ الشَّبَهِ بَينَ الْحَدَّادِيَّة وَالرَّوَافض وَلَم أَصِفْهُم بِأَنَّهُم رَوَافِضُ، وَبَاطِنِيَّةٌ ، وَصَرَّحتُ بِنَفي ذَلِكَ عَنهُم فِي الْمَقَالِ نَفْسِهِ، فَهَذَا الرَّجُــــل لِجَهلِهِ بِاللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ وَبِمَدْلُولَاتِ الأَلفَاظِ، وَاصْطِلَاحَاتِ العُلَمَاءِ، وَأنَّ الْمُشَبَّهَ لَا يَلزَمُ أَنْ يَكُونَ مِثلَ الْمُشَبَّهِ بِهِ"اهـ([119])، وَيَجُوزُ إطلاقُ الْحُكم باِعتِبَارِ ظاهِرِ الْحَالِ، قَالَ العَلَّامَـةُ ابنُ عثَيْمين (ت:1421هـ): "دُعَاءُ القَبرِ شِــركٌ، لكِن لَا يُمكِنُ أَن نَقُــولَ لِشَخْصٍ مُعَيَّن فَعَلَهُ: هَذَا مُشْـرِكٌ حَتَّى نَعْرِفَ قِيَّامَ الْحُـــجَّةِ عَلَيْهِ، أو نَقُولُ: هَذَا مُشرِكٌ بِاعتِبَارِ ظَاهِرِ حَالِه"اهـ([120]).
    القَصدُ الرَّابعُ : لاَ يَقصِدُ شُيوخُنَا بـ( فُلَانٌ كَانَ مَعَ فَالِـحٍ) الطَّعْنَ فِي تَوْبَتِهِ ، وَلَيسَ التَّعْيِيرُ غَرَضًا مِنْ أَغْرَاضِهم ، وَكَـم مِن رَجلٍ كَانَ كَافَرًا، وَمُنْحَرفًا ، ثُمَّ أسلَمَ ، وَاهتدَى؟! وَإنَّمَا القَصْــــدُ مِنْ قَولِهِم (فُلَانٌ كَانَ مَعَ فَالِـحٍ ) هُوَ أنَّ " الْمُنتَقِلَ مِنْ شَيْءٍ – سَوَاءٌ كَانَ بَاطِلًا أَوْلَا- لَا يُؤْمَنُ أَنْ يَكُونَ فِي قَلبِهِ بَقِيَّةٌ مِنْهُ، وَهَذِهِ البَقِيَّةُ لَا تَزُولُ إِلَّا بَعْدَ مُدَّةٍ ، لِقَولِهِ - صَلَّى اللهُ علَيْه وَسَلَّم-"وَنحنُ حُدَثَاءُ عَهْدٍ بِكُــــفْرٍ "، فَكَأَنَّهُ يَقُولُ : مَا سَألنَاهُ إِلَّا لأَنَّ عِندَنَا بَقِيَّةٌ مِنْ بَقَايَا الْجَاهِلِيَّةُ "اهـ([121])، أَيْ : أنَّ الوَقتَ سَيُعَالِجُ مقَاصِدَ هَذَا الْمنحَرفِ .
    القَصدُ الْخَامِسُ : تَأكيدُ كَذِبِ العَابط وَتَحَامُلِه عَلَى الشَّيْخِ فَركُوسٍ وَمَشَايخنا، أَمَّا كَذِبُهُ فَقَد تَبَيَّن مِمَّا سَبَقَ مِنَ الشَّوَاهدِ أنَّه كَانَ - فِعْلًا- مَعَ فَالِحٍ قَبْلَ أَن يُحَذِّرَ مِنهُ العُلمَاءُ ، وَلَم يَكُنّ ضِدَّ فَالِح قَبلَهَم أَبدًا ، وإنَّمَا كَانَ ضِدَّ بَعْضِ أَتبَاعِه الغُلَاةِ ، الَّذِينَ تَعَرَّضُوا لِشُيُوخِـهِ بِالطَّعنِ وَالتَّدلِيسِ عَلَى مُحِبِّهِ فَالِحٍ؛ حَتَّى جَرَّحَـهُم.
    وَ كَم خَرَجَ ممَّن عَلَّمُهُم أَهْلُ السَّنَّةِ وَالأَئِمَّةِ وَأَهْلُ العِلمِ مِمنْ لَيْسُوا عَلَى طَرِيقَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ؟! بَلْ رَاحُوا إِلَى البِدَعِ ، وَإلَى الضَّـلَالَات، وَإِلى بَعْضِ الكُفْرِيَاتِ([122])، وَكَم مِنْ عَالِمٍ رَفَضَ أَهْلُ السُّنَّةِ بَعضَ أَحْكَامِهِ؟! لَكِنَّهُم وَقَفُوا ضِدَّ أَتبَاعِه الغُلَاةِ فِيهِ ، وَالْمُتَعَصِّبِينَ لَهُ بِالبَاطِلِ ، والْمُتَمَسِّحِين به كَذِبًا وزُورًا ، لَكنَّهم لَم يَقُولُوا : "نَحْنُ ضِدَّ ذَلِكَ العَالِم، وَمَنْهَجِهِ"، وَقدْ قيلَ: يَا شَيخُ رَبِيعُ : "نحنُ نُعَانِي مِن الغُلُوِّ فِيـكَ أَنتَ، فقَال :" أَيُّ شَـخْصٍ يَغلُو فِي رَبيعٍ رُدُّوا عَلَيْهِ "اهـ([123])، أي : وَجَبَ الْوقوف ضِدَّهِ .
    ومِثَالُه : مَا يُسمَعُ مِن ظُهُورِ صَعْفوقٍ
    تَحْتَ مُعرَّفٍ ( بُوزيَان البَشَّارِي )، وَكَأنَّ الْعَابِطَ حَصَلَت لهُ طَفْرَةٌ ، فَظَهرَتْ نُسْخَةٌ مُتَحَـوِّرَةٌ عَنْهُ ؛ فَخَاطَبَ البَشَّارِيُّ العَابِطَ قَائِلاً :"سُبحَانَ اللهِ !، القَضِيَّةُ وَصَلَت عِندَ الْمشَايِـخ، وَما زِلتَ تَتكَلَّمُ ؟، هَذَا دَلِيلٌ عَلَى صِدْقِ قَوْلي فِيكَ أَنَّكَ مُتَصَدِّرٌ ... لَو كُنتَ تَعْرِفُ قَدْرَ الْمَشَايِـخِ ، وَتَعْرِفُ قَدْرَ نَفْسِكَ لَأَمْسَكتَ لِسَانَكَ ، وَتَرَكْتَ الأَمــرَ لأَهْلِهِ .... وَتَقُولُ : ليُوقِـفَ تَسَرُّعَكَ ، مَنِ الْمُتَسَـرِّعُ ؟ أَنَا ، أَم أَنتَ ؟! أَنتَ مَنْ يَتَقَدَّمُ بَيْنَ يَدَي الْمَشَايخ ، وَلَا يَعْرِفُ قَدْرَ نفَسِـهِ ... وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ الكَثِيرَ مِنَ الْمُتَصَــــدِّرينَ لَا يُعجِبِـهُم حَلَّ الْمَشَاكِل بِالرُّجُـوعِ لِلعُلَمَاءِ ـ وَالْمَشَايِــخ ، لِهَذَا لَا يَسْتَطَيعُونَ أَنْ يَصْبِرُوا ، وَيَتركُوا الأَمْــــرَ لِأَهْـلِه ، وَأَقُولُ لإخـوَانِي الطَّيِّبِينَ الَّذِيــنَ يَطلبُونَ مِنِّي التَّوَقُّفَ عَنِ الرِّدِّ : هَلَّا طَلَبتُم مَنْ هَذَا وَأَمثَالِهِ أَنْ يَسْكُتُوا ، وَيتركُوا القَضِيَّة للمشايخ ، أَمَّا أَن تُسْكِتُونَا ، وَتَتركُوهُ يُشَوِّشُ عَلَى جُهُودِ الْمَشَايِخِ ، فَهَذَا لَيْسَ مِنَ العَـدْلِ والإنصَـافِ "اهـ

    وَهَذَه النُّسْخَةُ من الصَّعَافِيق - في نَظَـرِهم - مُنْدَسٌّ ، وَمُشَوِّشٌ ، وَهُوَ أَنْدَرُ اِنتشَارًا ، لَكِنَّهُ أَحَـدُّ مِنشَارًا ، فَضَعْ قِنَاعًا سِتَارًا ، ثمَّ ابتَعد - قَبْلَ أَنْ تقْرأَ - أَمتَارًا ؛ حَيثُ خَاطَبَ بَني جِلْدَتهَ ، وَثَارَ عَلَى الدَّامُوسِيّ بـِحدَّتِهِ ، قَال البَشَّارِيُّ :"لَقَدْ عُرِف هذَا الدَّامُوسِيُّ بِسَلْخِ الْجِيَفِ ، وَانظُــرُوا إِلَى حِسَابِهِ تَعُوا مَا أَقُولُ ، أَهْلُ السُّنَّةِ انْتَـهَوا مِنْ أَمْرِ لَزهَــــرَ وَجُـمَعَةَ وعَطَايَا ، وَأثخنُوا فِيهم الْجِرَاحِ حتى جيَّفُوهم ، لَكِنَّ هَذَا الرَّجُلَ لَازَالَ يَسْلَخُ فِي الْجِيَفِ .... أَمَّا بِخصُـوصِ حِسَــــابِي فَقَد عَلِمتَ أَنِّي عَزَمْتُ عَلَى إِبقَائِهِ لَمَّا رَأَيتُ فَرحَتَكُم بإغلاقِه ، وَتَرَجِّيكَ هَذَا أكبَرُ دَلِيـــلٍ عَلَى أَنَّكُم تَتَمَّنَونَ أَنْ يُغلِقَ البَشَّــارِيُّ حِسَابَهُ الَّذي كَشَفَ زَيفَكُم([124])، لَمَّا رَأيتُ أَن فَرِحُــــــوا بِفِكْرَةِ حَذْفِ الْحِسَاب وَتَنَفَّسُوا الصُّعَدَاءَ ، فَعَزمْتُ عَلَى إِبقَاءِ الْحسَابِ ، وَمُوَاصَلةِ جَلدِ ظُهُورِ ، وَأَدبَارِ هَؤُلَاءِ ... فَأقُولُ لِلمُخَذِّلَةِ الْمُرْجِفِينَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يخرُجَ مِنْ حِسَابِي سَالِمًا مُعَافَى، فَقَدْ أَرَاحَنِي مِنْ شَرِّهِ، وَمَنْ أَرَادَ البَقَاءَ فَالسَّوطُ عَلى ظَهْرهِ وَدُبُرِه؛ حَتَّى يَتَأَدَّبَ "اهـ([125]).
    قُلتُ :غَرَّدَ الصَّعفُوقُ بوعون : "هَذَا مَا آلَ إِلَيهِ أَمرُ البشَارِيُّ ... لِلّه دَرُّ الشَّيْخِ مُرَابِطٍ الَّذِي عَرَفَ حَقِيقَتَهُ ؛ فَحَــــذَّرَ مِنْهُ ، وَإنّي لأَعتِبُ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ إِخوَانِنَا الَّذِينَ سَكَتُوا عَلَيه ، وَ كَانُوا يَقُــولُونَ إِنَّ الْخِلَافَ بَيْنَهُمَا شَخْصي "اهـ([126])، فَالبَشّارِي مِنْ أَنصَارِ مَشَايِخِ مَجَلَّةِ الاِصْــلَاح ، لَكنَّ الْعَابِطَ وَشِلَّتَهٌ وَقَفُوا ضِدَّ هَذَا البَشَّارِي ، وَتَقَاطَعُوا في هَذِه «الْمُضَــــادَّةِ» لَهُ ، فَمَنْ يَقُولَ إنَّ العَابِطَ كانَ ضِدَّ فَالِح الْحربِيِّ كَمنْ يَقُول :"إنَّ العابِطَ - اليَومَ - ضِدَّ مَشَايِخِ الاِصْلَاح "، إلَّا إذَا كَانَتْ هَذِهِ «الْمُضَادَّةُ» قَاعدَةً تَقبَلُ العَجْنَ وَالتَّمُطُّطَ .
    القَصْدُ السَّادِسُ والأخير: في بَيَانِ مَسْلكِ الاِحْتِجَاجِ وَإنصَافِ الْخَصْمِ، فَالقَارئُ يَلْحَظُ أَنَّنِي لَم أَعتَمَدُ عَلى شَهَادَة خُصُــومِ العَابِطِ، وَلَا شَوَاهِدَ ذَاتَ كَذِبٍ صَرِيـحٍ ، ولَو صَــــدَرَتْ مِن صَعَافيقَ وأَحبَّةِ العَابِط ، مِنْ مِثلِ سَنْدَوِيشاتِ الصّعْفُوقِ حَفْنَاوِي ؛ حَيْثُ قَال :" كُنَّا كِبَارًا ، وَنَعْقِلُ ، الدّكتُورُ فَركُوسٌ لَمَّا لَم يُبَيِّنْ مَوقِفَهُ مِنْ العِيدِ شِريفِي حَذَّرَ مِنهُ فَالِحٌ الْحَـرْبِيِّ ، فَرَدَّ الدُّكتُورُ بِقَولِهِ :" الَّذِي يَرفَعُ وَيخفِضُ هُوَ الله ..."، وَبَعْدَ يَوْمٍ وَاحِــــدٍ جَــــاءَتْ صَوتِيَّةٌ لِفَالِــحٍ تَرُدُّ عَلَى الدّكتُور ... عِنْدَهَا أَمسَكَ الدّكتُورُ فَركُوسٌ عَنِ الكَلَامِ ، وَهَمَّشَ نَفسَهُ ، وَهَجَرَ السَّلَفِيُّونَ مَجَالِسَهُ ، وَلَم يَعُودُوا إِلَيهَا إِلَّا بَعدَ تَزْكِيَّةِ الشَّيْخِ رَبِيعٍ لَهُ سَنَوَات 2006 ، هَذَا بِاخْتَصَارٍ شَدِيدٍ "اهـ([127]).
    قلتُ : وَلَقَد تَضَمَّنَ هَذَا الشَّاهدُ - عَلَى اختصَارِه الشَّدِيدٍ - خمسَ كَذَبَاتٍ :
    الكِذْبَةُ (01) : قَولُهُ : ( بَعْدَ يَوْمٍ وَاحِدٍ جَاءَتْ صَوتِيَّةٌ لِفَالِحٍ ) يُشْعِرُ بِأَنَّ حَـفْنَاوِي مُدَقِّقٌ ، فَهَلَّا أَكْرَمَ التَّارِيـخَ بِمصْدَرِ هَذِهِ الدِّقَةِ ، وَكَيْفَ يَكُونُ الْمَرءُ مُدَقِّقًا وَهُوَ لَا يَضْبِطُ أَحْدَاثَهُ الشَّخْصِيَّةَ الهَامَّــــةَ ، قَالَ الصَّعفُوقُ حَفنَاوِي :"تَخَرَّجتُ فِي حُــــدُودِ 2002م ، بَعدمَا طَفَتْ مَسْأَلة العِيدِ عَلَى السَّـطْحِ "اهـ([128]).
    قلتُ : بَلْ تَـخَرَّجَت قَبْلَ 2002 م ، وَقَبْلَ أَن يَتَكَلّمَ العُلَمَاءُ فِي العِيــــدِ شِرِيفِي ، وفي ذَلكِ العَام كنتَ مُنَتَسِبًا إلَى سِلكِ التَّعلِيم الاِبتِدَائي ، فَرَاجِعْ وثَائقَكَ.

    الكِذْبَةُ (02) : قَولُهُ :( عِنْدَهَا أَمسَكَ الدّكتُورُ فَركُوسٌ عَنِ الكَلَامِ ، وَهَمَّشَ نَفسَهُ ) دَلَّ على أنَّ تَحذِيرَ فَالِحٍ هُوَ السَّبَبُ فِي تَهمِيشِ شَيخِنَا لِنفسِهِ ، لَكِنَّ شَيخَنَا قَالَ :" فِي عَهْدِ فَالِح ... في هَذَا الوَقْتِ مَا كُنتُشْ مَعَاهْ .. أَنَا شَخْصِيًّا أَبْعَدتُ نَفْسِي ، مُحَافَظَةً عَلَى الْجَمَاعَةِ "اهـ([129]).
    الكِذْبَةُ (03) : قَولُهُ: ( هَـجَرَ السَّلَفِيُّونَ) ظَاهِرٌ في العُمُومِ، مُحتَمِلٌ للتَّخصِيصِ، قَالَ العَلَّامَــــةُ صَالِحٌ بن عبدِ العزيز آل الشَّيخ: "جَاءَنِي الأَصْدِقَاءُ، هَذَا يَدُلُّ عَلَى جَمِيعِ أَصْدِقَائِهِ مَــا لَم يَسْتَثْنِ وَهَكَذَا "اهـ([130])، في قَوْلِ الكَذَّابِ حَفْنَاوِي (السَّلَفِيُّونَ) يَدُلُّ عَلَى جَمِيـعِ السَّلَفِيِّين ، ولَم يَسْتَثْنِ سَلَفِيًّا وَاحِدًا، حتَّى نفسَه ، وَكأنَّه استَنطَقَ كُلَّ السَّلفَيِّينَ ، وَاسْتَقرَأَ أَحْوَالَهُم ، وَهَل هَذا صَحِيحٌ فِي الوَاقِــــعِ ؟!وَأخشَى أَن يَتَمَادِى في الغَبَاوَةِ ؛ فيقُول : "إنَّ (ال) في قَوْلي ( السَّلفيُّونَ) عَهْدِيَّة "، أو ذاكَ عُمُومٌ أُريــــدَ بِهَ الْخُصُوصُ ، أو مُخَصَّـصٌ بالْحِسِّ وَالعَقْلِ ، أو لُغَةُ العُلَمَاءِ والأدباء"اهـ .
    وَلَقد خَربشَ أَحَدُ أَتْبَاعِ فَالِح مُذَكّرَةً «فِي الرَّدِّ عَلَى أَخطَاء فَرْكُوسٍ» في 1425هـ/2004 م ، قَال فِي أوَّلِهَا :"سَأَقفُ ... حَوْل بَعْضِ انْحرَافَاتِ وَأَخْطَاء الدَّكتُورِ محَمَّد عَلِي فَركُوسٍ ، وَالَّذِي دَفَعَنِي لِذَلكَ أَسبَابٌ أَهَمُّهَا :ارتِبَاطُ وَتَعَلُّقُ الكَثِيرِ مِنَ الشَّبَابِ السَّلَفِيِّ بِهِ "اهـ([131])، وَالْحَقُّ مَا شَهِدَ بِهِ الأَعْدَاءُ .
    الكِذْبَةُ(04) : قَولُهُ :( وَلَم يَعُودُوا إِلَيهَا إِلَّا بَعدَ تَزْكِيَّةِ الشَّيْخِ رَبِيعٍ لَهُ سَنَوَات 2006 ) يُوهِـمُ بأنَّ الشَّيخَ رَبيعًا لَم يَكُن رَاضِيًا عَنْ شَيخِنَا فَركُوسٍ ، وَمُوَافِقًا لِفَالِحٍ في جَرْحِهِ ؛ حتَّى 2006م ، بَلْ إنَّ الشَّيْخَ رَبِيعًا زَكَّاهُ ضِـمنِيًا في صفر 1425هـ/ لـ 2004م ؛ قَالَ :"إنَّ الأَزْهَرُ وَإخْوَانَهُ مِنَ الدُّعَاةِ إِلَى الْمَنْهَجِ السَّلَفِيِّ فِي الْجَــزَائِرِ ، وَالوَاقِفِينَ ضِدَّ أَهْلِ الأَهْوَاءِ وَالبِدَعِ ، لَا يَقْصُـرُونَ في العِلم عَنْ مَنْزِلَةِ الشَّيخِ فَالِحٍ ، بَلْ قَدْ يَفُوقُهُ بَعْضُهُمُ "اهـ([132]ولاَ رَيبَ أَنَّ شَيخَنَا فَركُوسًا أَوَّلُ مَنْ يدخُلُ في قَولِ العَلَّامةِ ربيع :( إخْوَانهُ ... بَعْضُهُمُ )، وَالشَّـوَاهِدُ ظَاهِرِةٌ ، بَيِّنَةٌ([133]).
    الكِذْبَةُ(05) : قَولُهُ : ( وَهَـجَرَ السَّلَفِيُّونَ مَجَالِسَهُ ، وَلَم يَعُودُوا إِلَيهَا إِلَّا بَعدَ تَزْكِيَّةِ الشَّيْخِ رَبِيعٍ لَهُ سَنَوَات 2006 ) يَدُلُّ دِلَالَةً صَريحَةً عَلَى نُصرَةِ العَابِطِ وَشُيُوخِهُ لِفاِلِحٍ ، وَهَجرِهم لِمَجالسِ شَيْخنا فَركوسٍ بَعْدَ تَـحْذير العلمَاء ؛ لأنّهم حَذَّروا من فَالِحٍ في سنة 2004م ـ ، وَبدَأت بوَادرُ الانفرَاج وَتلَاشي فِتنَتِهِ تَظهَرُ في الأفقِ .
    يَا حَفنَاوِي : لَوْيتَ عُنُقَ ابنِ عَمِّك العَابِطِ الَّذِي يَجتَهِدُ في مَحْـــوِ هَذ التُّهمَةِ ، ثمَّ تَأتِي لِتَزِيدَ الطِّينَ بِلَّةً ، وَالزَّمَانَةَ عِلَّةً ، فَمَثَلُ الصَّعْفُوقِ حَفنَاوِي وَشَيْخِهِ العَابِطِ - في هَذهِ النَّظريَّةِ - كَمثَلِ صَبِيّ أَبْلهَ قَال لأَبِيهِ : "فُلَانٌ يَسْألُ عَنكَ" ، فَقَالَ الأَبُ :"اِذهَبْ إِلَيْهِ ، وَأَخْبِرْهُ بِأَنَّنِي غَيرُ مَوجُودٍ" ، فَقَالَ الصَّبِيُّ لِلسَّائِلِ : "إنَّ أَبي يَقُولُ لَكَ لَستُ مَوجُودًا " .
    يا صَعْفُوقُ :"إنْ كُنْتَ كَذُوبًا فَكُـنْ ذكُورًا "([134])، وَأنَا "أُقَدِّر نَفْسِيتَك الْمَهْزْوزَةَ ، فَأنتَ عِندَمَا تَكتُبَ فَيَـدُك - فيمَا يَظْهَرُ- تَكُونُ فِي الْمَقَالِ، لَكِنَّ قلبَكَ معَ شيْخِنَا فَركُوسٍ وإخْوَانِه كَيفَ سَيَردُّونَ ؟، وَكَيفَ سَيُجِيبُون ؟، خَفَّفَ اللهُ عَنْكَ مُصَابَكَ([135])، وَهذِهِ وتِلك بِضاعَتُكم رُدَّتْ إِلَيكم .
    وَمنْ بَلَغَ غَضَبُهُ إلَى النَّحْرِ: فَلْيَعلْم أَنَّ العَاقِلَ لاَ يَتَمنَّى لَقاءَ العَدُوَّ في الْجُـحْر ، ولَيسَ مُضْـطَرًا إلَى شُربِ كلِّ الْبَحْرِ ؛ لِكي يَعْرِفَ هَلْ هُوَ مَالِحٌ أم لَا ؟! وَلَا أَظُنَّ أَنَّ الْعَابِطَ سيَضطَرُّ إلَى الذَّبِّ عَن عِرْضِهِ ؛ لأنَّ الصَّعفُوقَ حفنَاوِي رَدَّ عَلَيَّ -زَعَمًا- قَائِلًا: "واللهِ مَقَالٌ لاَ يَسْتَحَقُّ الرَّدُّ عَلَيْهِ في صَرْحٍ كالتَّصْفيَّةِ "اهـ([136])، واللهُ يَشهدُ أَنَّنِي لَا أَقصدُ تَشْهِيرَ هَذَا الْمَقَالِ، وَلَا أَسْتَدْعِي الشُّهرَةَ وَالنِّزالَ، وَالْحَمدُ للهِ الَّذِي ﴿ كَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ ﴾.

    ( يُتَبَعُ إن شَاءَ الله )


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ([1])(روح المعاني 5/180 ) شهاب الدين الألوسي (ت: 1270هـ)
    ([2])(الضوابط الشرعية لموقف المسلم في الفتن ص7 ) العلامة الوزير صالِح آل الشيخ .
    ([3])(تفسير القرآن 2/258 ) أبو المظفر السمعاني (ت: 489هـ) .
    ([4])(تفسير القرآن 4/33 ) ابن كثير القرشي (ت: 774هـ)
    ([5])( صحيح البخاري تحت رقم : 3601 ) .
    ([6])(فتح الباري 13/31 ) ابن حجر العسقلاني(ت: 852هـ) .
    ([7])(تقريب التهذيب ص263 ) ابن حجر العسقلاني (ت: 852هـ).
    ([8])صوتية (الاستشراف للفتن من أسباب التذبذب | لفضيلة الشيخ/ أبي العباس عادل منصور الباشا -حفظه الله-.)
    ([9])(هل يجوز التنازل عن الواجبات .... ص19 ) العلامة د/ ربيع بن هادي .
    ([10])( كلمة في التوحيد: ... وتعليق على بعض أعمال الحدادية الجديدة ص 14 ) للعلامة د. ربيع بن هادي
    ([11])(هل يجوز التنازل عن الواجبات .... ص1 ) للعلامة د. ربيع بن هادي .
    ([12])(توضيح وتراجع ص 4 في ربيع الثاني 1439هـ ) محمد مرابط
    ([13])(معونة المحتاج على فضح أهل اللجاج ) محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية ).
    ([14])(معونة المحتاج على فضح أهل اللجاج ) محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية ).
    ([15])(معارج القبول 1/111 ) حافظ الحكمي (ت : 1377هـ)
    ([16]) من جواب منشور تحت عنوان (الرد على من اتهم شبكة الأثري بالْحدادية والخ )
    ([17])( إزهاق أباطيل عبد اللطيف باشميل ص 2) العلامة د/ ربيع بن هادي
    ([18])(إزهاق أباطيل عبد اللطيف باشميل ص 12 ) العلامة د/ ربيع بن هادي .
    ([19])(إزهاق أباطيل عبد اللطيف باشميل ص 1 ) العلامة د/ ربيع بن هادي .
    ([20])( حوار هادئ ... حلقة 3 ) محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية ).
    ([21])صوتية ( هكذا (درت حالة) في فركوس! مكالمة نادرة بيني وبين فالِح د5/ثا00 ) محمد مرابط ( منتديات التصفية ) .
    ([22])( حوار هادئ ... حلقة 3 ) محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية ).
    ([23])(إزهاق أباطيل عبد اللطيف باشميل ص 17 ) العلامة د/ ربيع بن هادي .
    ([24])( حوار هادئ ... حلقة 3 ) محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية )..
    ([25])صورة الْمراسلة منتشرة في شبكة " الأنترنت " ، تنبيه : لقد فرحت جَـمَاعة التبليغ بذلك كثيرا ، لَكنَّ علمَاءَ أهل السنة فَنّدوا هَذه الشّبهة ، حيث تراجع الإمامان ابن باز وابن إبراهيم رحِـمهمَا الله ، انظر مثلاً (القول البليغ ، في التحذير من جمَاعة التبليغ ) للعلامة حـمود التويجري (1413 هـ) ، و( أقوال علمَاء السنة في جمَاعة التبليغ ) للعلامة ربيع بن هادي .
    ([26])قَال الْمرابط :" كُنْتُ فِي فِتنَةِ فَالِحٍ فِي الرَّابِعَةِ وَالعِشْـرِينَ مِنْ عُمْرِي "(حوار هادئ .... الله- الْحلقة 03 ) .
    ([27])(نصيحة إلَى فالِحٍ الحربيّ وكتّاب شبكةِ الأثري ) منتديات الآجري نشرتها في 1426 هـ
    ([28])(رِفقًا أَهْلَ السنَّةِ بِأَهْلِ السُّنَّةِ ص 286) من الطبعة الثانية ، أما الطبعة الأولى فلا يوجد هذا الكلام.
    ([29])الطبعة الأولى كانت في 1424هـ/2003م .
    ([30])(رِفقًا أَهْلَ السنَّةِ بِأَهْلِ السُّنَّةِ ص 321 ) من الطبعة الثانية.
    ([31])(أسئلة علمية موجهة إلى فالح ص1 ) العلامة د/ ربيع بن هادي .
    ([32])قَالَه في سنة 1425 ( أسئلة وأجوبة على مشكلات فالح ص 18 ) العلامة د/ ربيع بن هادي
    ([33])هذه الفقرة من أجوبة محمد مرابط جعلته عليه ، ليدرك تحامله (حوار هادئ مع 03 ) .
    ([34])(نقضُ الدّواهي ) محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية ) كتبه في : 18 رجب 1440 هـ /2019
    ([35])(حوار هادئ ... الْحلقة 03 ) محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية ). .
    ([36])غرّدَ بِذَلِك محمد مرابط في ( 06/06/2018 ).
    ([37])(مجمع الأمثال 1/74) أبو الفضل الميداني(ت: 518هـ)
    ([38])( تقريع أهل الفساد في الدقيقة 07 و40ثانية ) محمد مرابط محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية )..
    ([39])(نصيحة إلَى فالِحٍ الحربيّ وكتّاب شبكةِ الأثري ) منتديات الآجري .
    ([40])( براءة الأمناء ص 33 ) العلامة د/ ربي بن هادي .
    ([41])( وجاءتكم الواضـحة د5/30ثانية ) محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية ).
    ([42])(جماعة واحدة لا جماعات ص 44 ) العلامة ربيع بن هادي .
    ([43])( زجر الوسواس الحلقة 01) محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية ).
    ([44])(وجاءتكم الواضـحة ) محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية ).
    ([45])( امتحان جاد لصغار التفريق ) محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية ).
    ([46])( امتحان جاد لصغار التفريق ) محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية ).
    ([47])( حوار هادئ ....- حلقة 03 ) محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية ).
    ([48])( امتحان جاد لصغار التفريق ) محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية ).
    ([49])صوتية ( هكذا (درت حالة) في فركوس! مكالمة نادرة بيني وبين فالِح د5/ثا24 ) محمد مرابط ( منتديات التصفية ) .
    ([50])( حوار هادئ ....- حلقة 3 ) محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية ).
    ([51])( حوار هادئ ...- حلقة 3 ) محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية ).
    ([52])(هل يجوز التنازل عن الواجبات .... ص1 ) للعلامة د. ربيع بن هادي .
    ([53])( حوار هادئ مع الشيخ الدكتور محمد علي فركوس - وفقه الله- حلقة 3 ) محمد مرابط
    ([54])هذا سؤال أورده محمَّد مرابط معترضا على شيخنا ، فَجعلتهِ عليه ( حوار هادئ مع ... - حلقة 3 ) محمد مرابط
    ([55])صوتية ( هكذا (درت حالة) في فركوس! مكالمة نادرة بيني وبين فالِح د5/ثا42 ) محمد مرابط ( منتديات التصفية ) .
    ([56])رسالة قديـمة كتبها إلى الشيخ الفاضل حسن آيت علجت - حفظه الله - ، وهي منشرة في الأنترنت .
    ([57])قال الْمحدث العبَّاد :"في أول رمضان 1423 هـ وقبل صدور رسالة (رفقا أهل السنة بأهل السنة ) بستة أشهر ... "( كتب ورسائل عبد الْمحسن العباد - رفقا أهل السنة - 6/ ص 276 )
    ([58])( الوثيقة التاريخية في كشف كذب الأخسّ الحدادية ) محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية ).
    ([59])( الوثيقة التاريخية في كشف كذب الأخسّ الحدادية ) محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية ).
    ([60])صوتية ( وجاءتكم الواضحة د21/ثا51 ) محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية )..
    ([61])صوتية ( هكذا (درت حالة) في فركوس! مكالمة نادرة بيني وبين فالِح د4/ثا17 ) محمد مرابط ( منتديات التصفية ) .
    ([62])صوتية ( هكذا (درت حالة) في فركوس! مكالمة نادرة بيني وبين فالِح د8/ثا57) محمد مرابط ( منتديات التصفية ) .
    ([63])هذا في مقال نشرته تسجيلات ابن القيم على شبكة سحاب في 1424هـ ، نقله مصورا أخونا عبد الخالق بوكاري على حسابه تويتر ، فَجزاه الله خيرا ، تسجيلات ( ابن القيم ) هي التي سجلت وزعت شريط ( نصائح العلماء الأكابر ) ، وكان موقعها بالقرب من مسجد عائشة ( حي اسماعيل يفصح /باب الزوار العاصـمة ) ، وكان البائع في الْمحل عبد الكريم ساسي .
    ([64])(نفح الطيب 5/292 ) شهاب الدين التلمساني (ت: 1041هـ) ، هو مثل مشهور يضرب عند إلزام الشخص ترك ما لا محيص له عنه عند وجود سببه، أو ارتكاب مالا قدرة عليه.( زهر الأكم 1/155) اليوسي (ت: 1102هـ)
    ([65])( حوار هادئ .... حلقة 3 ) محمد مرابط محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية ).
    ([66])( معجم اللغة العربية الْمعاصرة ص 1/695 )
    ([67])هذا في مقال نشرته تسجيلات ابن القيم على شبكة سحاب في 1424هـ ، نقله مصورا أخونا عبد الخالق بوكاري على حسابه تويتر ، فَجزاه الله خيرا ، تسجيلات ( ابن القيم ) هي التي سجلت وزعت شريط ( نصائح العلمَاء الأكابر ) ، وكان موقعها بالقرب من مسجد عائشة ( حي اسماعيل يفصح - باب الزوار العاصـمة ) ، وكان البائع في الْمحل عبد الكريم ساسي .
    ([68])( شهادة حق في أخي محمد مرابط ) منشورة في الأنترنت .
    ([69])( امتحان جاد لصغار التفريق ) محمد مرابط محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية ).
    ([70])رسالة قديـمة كتبها إلى الشيخ الفاضل حسن آيت علجت - حفظه الله - ، وهي منشرة في الأنترنت .
    ([71])(نصيحة أخوية إلى الأخ الشيخ فالح الحربي ص38 ) العلامة د/ ربيع بن هادي .
    ([72])(نقضُ الدّواهي من مقالةِ «التّشنيع» لنَبِيل بَاهِي ) محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية ).
    ([73])( حوار هادئ ...- حلقة 3 ) محمد مرابط محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية ).
    ([74])( تقريع أهل الفساد في الدقيقة 07 و40ثانية ) محمد مرابط محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية ). .
    ([75])صوتية منتشرة في شبكة الأنترنت .
    ([76])قال الْمحدث العبَّاد :"في أول رمضان 1423 هـ وقبل صدور رسالة (رفقا أهل السنة بأهل السنة ) بستة أشهر ... "( كتب ورسائل عبد الْمحسن العباد - رفقا أهل السنة - 6/ ص 276 )
    ([77])تاريخ إصدار الشريط موجود على غلاف الشريط ، وصورته موجودة في الأنترنت .
    ([78])( امتحان جاد لصغار التفريق ) محمد مرابط محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية ).
    ([79])صوتية ( هكذا (درت حالة) في فركوس! مكالمة نادرة بيني وبين فالِح د2/ثا50 ) محمد مرابط ( منتديات التصفية ) .
    ([80])صوتية ( هكذا (درت حالة) في فركوس! مكالمة نادرة بيني وبين فالِح د2/ثا50 ) محمد مرابط ( منتديات التصفية ) .
    ([81])(مظاهر الغلو في الاعتقاد والعمل والحكم على الناس) منتديات الآجري .
    ([82])صوتية ( هكذا (درت حالة) في فركوس! مكالمة نادرة بيني وبين فالِح د3/ثا28 ) محمد مرابط ( منتديات التصفية ) .
    ([83])صوتية منتشرة في شبكة الأنترنت .
    ([84])(رِفقًا أَهْلَ السنَّةِ بِأَهْلِ السُّنَّةِ ص 321 ) من الطبعة الثانية.
    ([85])( شرح المهذب 1/19 ) أبو زكريا النووي (ت: 676هـ)
    ([86])( التعالم ص13 ) بكر أبو زيد (ت:1429هـ)
    ([87]) جواب لسؤال مفرغ .
    ([88])صوتية ( هكذا (درت حالة) في فركوس! مكالمة نادرة بيني وبين فالِح) محمد مرابط ( منتديات التصفية ) .
    ([89])صوتية ( هكذا (درت حالة) في فركوس! مكالمة نادرة بيني وبين فالِح) محمد مرابط ( منتديات التصفية ) .
    ([90])صوتية ( هكذا (درت حالة) في فركوس! مكالمة نادرة بيني وبين فالِح) محمد مرابط ( منتديات التصفية ) .
    ([91])صوتية ( هكذا (درت حالة) في فركوس! مكالمة نادرة بيني وبين فالِح) محمد مرابط ( منتديات التصفية ) .
    ([92])رسالة خطية للمرابط منشورة في الأنترنت .
    ([93])( امتحان جاد لصغار التفريق ) محمد مرابط محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية ).
    ([94])( حوار هادئ ... حلقة 3 ) محمد مرابط محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية ).
    ([95])صوتية (لماذا اتهم الدكتور فركوس خصومه بأنهم كانوا مع فالح الحربي؟ ) ( منتديات التصفية والتربية ).
    ([96])(رِفقًا أَهْلَ السنَّةِ بِأَهْلِ السُّنَّةِ ص 321 ) الطبيعة الثانية .
    ([97])( براءة الأمناء ص 31 ) العلامة د/ ربيع ين هادي .
    ([98])رسالة خطية للمرابط نشرت في الأنترنت .
    ([99])تغريدة ( 21/02/2020 )
    ([100])( زجر الوسواس) محمد مرابط محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية ).
    ([101]) (نصيحة أخوية إلى الأخ الشيخ فالح الحربي ص 22 ) العلامة د/ ربيع بن هادي
    ([102])( امتحان جاد لصغار التفريق ) محمد مرابط محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية ).
    ([103]) (نقضُ الدّواهي من مقالةِ «التّشنيع» لنَبِيل بَاهِي - منتديات التصفية و التربية ) محمد مرابط في رجب 1440هـ
    ([104])(الإلزامَات والتَتبُّع) محمد مرابط محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية ).
    ([105])صوتيات ( هكذا كان لزهر في فتنة فالِـح د 3/ثا42 ) محمد مرابط .
    ([106]) (نصيحة أخوية إلى الأخ الشيخ فالح الحربي ص 22 ) العلامة د/ ربيع بن هادي
    ([107])( حوار هادئ مع الشيخ الدكتور محمد علي فركوس - وفقه الله- حلقة 02 ) .
    ([108])( امتحان جاد لصغار التفريق ) محمد مرابط محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية ).
    ([109])(الإلزامَات والتَتبُّع) محمد مرابط محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية ).
    ([110])(21 فبراير 2020 م ) التويتر .
    ([111])منشور في الأنترنت كتبه العكرمي دفاعا عن محمد مرابط ، في ربيع الأول 1442هـ / نوفمبر 2020م .
    ([112]) ( التَّنبِيهَات عَلَى عَدَمِ التَّفرِيقِ بَينَ الـمُتَمَاثِلاَت - منتديات التصفية والتربية -)
    ([113]) (الثناء البديع من العلماء على الشيخ ربيع ص 2) جمعه: خالد بن ضحوي الظفيري
    ([114]) (الإتقان في علوم القرآن 1/45 ) عبد الرحمن السيوطي (ت: 911هـ)
    ([115]) (نصيحة أخوية إلى الأخ الشيخ فالح الحربي ص 22 ) العلامة د/ ربيع بن هادي
    ([116])قاله محمد مرابط ، فَجعلته عليه ، من صوتية ( وجاءتكم الواضـحة د 4:00) .
    ([117])( حوار هادئ .... 3 ) محمد مرابط محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية )..
    ([118])في : 29 جانفي 2017 ( تويتر الشيخ لزهر ) .
    ([119])(كشف أكاذيب وتحريفات وخيانات فوزي البحريني... ص7 ) العلامة د/ ربيع بن هادي .
    ([120])( القول المفيد 1/52 ) محمد بن صالح العثيمين (ت: 1421هـ)
    ([121])(القول المفيد 1/213) محمد بن صالح العثيمين (ت: 1421هـ)
    ([122])(شرح كشف الشبهات في التوحيد ص338 ) العلامة الشيخ صالِح آل الشيخ . ( الشاملة )
    ([123])باختصار ( للذكرى... وقفة قصيرة مع تواضع شيخنا إمام الجرح ...) الشيخ عبد الرحمن العميسان .
    ([124])( 11/03/2021 ) الفايس بوك .
    ([125])( 10/03/2021 ) الفايس بوك .
    ([126])( 24/03/2021 ) التويتر .
    ([127]) منشور : في 10 نوفبر 2020 م ( حساب الفايس بوك ( أبو حذيفة حفناوي) ).
    ([128]) جدال عقيم بين حفناوي وفايس بوكي تحت معرف أبو عبد الرحمن الْحسيني( الفايس بوك ) ( عندي نسخة )
    ([129])صوتية سَرَّبَـها الصعافيق ، ووسـموها بـ ( فاجعة فركوس 11 ) .
    ([130]) ( شرح متن الورقات الوجه الثاني من الشريط الرابع ) الشيخ صالِح آل الشيخ
    ([131]) (الرد على الضغبوس فِي الرَّدِّ عَلَى أَخطَاء فَرْكُوسٍ ص8 ) محمد الصميلي
    ([132]) (نصيحة أخوية إلى الأخ الشيخ فالح الحربي ص 22 ) العلامة د/ ربيع بن هادي .
    ([133]) انظر الْحلقات الأولى من هذه السلسلة .
    ([134])( حوار هادئ مع الشيخ ... حلقة 3 ) محمد مرابط ( منتديات التصفية والتربية ).
    ([135])هذه الفقرة من كلام محمد مرابط أرجعتها له ، لكن غيرت مايناسب. [ ( زجر الوسواس ) مُحمد مرابط ]
    ([136])هذه الكلام مصور عندي من حسابه ، انظر التعليقات على ( منشور 11/03/2021م ) .
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو خليل عبد الرحمان; الساعة 2021-03-26, 06:45 PM.

  • #2
    حلقات ماتعة في دفع افتراءات العابط،الذي نصَّب نفسه منظرا للدعوة السلفية،وحقيقته أنه كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد،ولكنه يُفضح دائمًا، أما أنت أخي عبد الرحمان فقد نصرت الحق وأهله وأرَّخت لمرحلة من مراحل الدعوة السلفية في بلدنا، وإحقاقًا للحق أقول:
    أن الرد على الحربيي كان قبل الشيخ ربيع بعامين، فلقد حررنا رسالةً سلمتها شخصيًا للشيخ ربيع وقع عليها المشايخ وعلى رأسهم شيخنا الشيخ فركوس،مبرزين له فيها بالأدلة انحراف منهج الرجل وإفساده إلا أن الشيخ لم يأخذ برأينا إلا بعد تلك المدة، وأنا رددت على بعض انحرافاته في دروسي نصرةً للحق وفضحًا للباطل وأهله لا كما ادعاه المفتري الذي هجر المجالس حينها استجابةً لأمر شيخه الحربي.
    و شهادة أخرى أقولها أن عبدالخالق ماضي دافع علي عند الشيخ بازمول لما كان حينها يحسن الظن بالحربي ويُسيء الظن بكل من تكلم فيهم الحربي ولو بالباطل.
    وثالثة أضيفها أن الوحيد الذي كان يظهر موافقته للحربي هو عويسات [على طريقته المعهودة: إرضاء الجميع]، أما غالب البقية فحالهم على ما فُضحوا به اليوم، سكوت مريب، والله المستعان.

    تعليق


    • محمد بن موسى
      محمد بن موسى تم التعليق
      تعديل التعليق
      حفظكم الباري شيخنا الحبيب ونفع الله بكم

  • #3
    جزاك الله خيراً أخي عبد الرحمان

    تعليق


    • #4
      بوركت شيخنا على اهتمامكم وتوجيهكم وشهادتكم ، وجزاك الله أخي الفاضل أبا أنس بلال على المرور ، الله أسأل أن يجمعنا على الحق ، والاخلاص في ما نأتي ونذر آمين .
      التعديل الأخير تم بواسطة أبو خليل عبد الرحمان; الساعة 2021-03-22, 02:34 AM.

      تعليق


      • #5
        جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي أبا عبد الرحمان

        تعليق


        • #6
          بوركت أخي الحبيب محمد بن موسى على مرورك ، الله أسأل أن يجمعنا في ما ما يحب ويرضى .

          تعليق

          الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
          يعمل...
          X