بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فيسر إخوانكم في (موقع الابانة السلفي) أن يضعوا بين أيديكم مقرر (دورة الإبانة العلمية الأولى) في التعليق على أبواب وفصول مختارة من كتاب (تسلية أهل المصائب) لأبي عبد الله محمد بن محمد المنبجي -رحمه الله-، وهو كتاب مهم في بابه حوى فصولا نفيسة وفوائد عزيزة، مشحون بالآيات والآثار ونقول السلف وكلام المحققين من العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم.
قال مصنفه: "ولما كانت المصائب على اختلاف أنواعها من موت وغيره من نوائب الزمان، خطب مؤلم موجع، وأمر مهول مزعج، وردت الأحاديث والآثار بما لمن أصيب من المقامات، المحتسب الصّابر عليها ببشارة الجنّات....فأحببت أن أجمع كتابا مسليّا لقلوب المحزونين ومفرّجا لكرب المَلْذوعِين وسمّيته: (كتاب تسلية أهل المصائب).
وكان سبب تأليف هذا الكتاب أنّه وقع طاعون في سنة خمس وسبعين وسبعمئة في رجب، واشتدّ في آخر شوّال والقعدة والحجّة، وخفّ في المحرّم من سنة ستٍّ.
ومات فيه الألوف من الناس، وخلت بيوت كثيرة، ومات فيه من الصّالحين والعبّاد خلق كثير، وسمّيته: طاعون الأخيار؛ لكثرة من مات فيه من أخيار النّاس، ولكن كان أكثره من الأطفال، حتى كان جماعة من أصحابنا ممن له عدّة من الأولاد، فلم يبق له ولا ولد، وكنت قد جمعت كتابا في الطّاعون وأحكامه في سنة خمسٍ وستّين وسبعمئة، وهو كتاب حسن ما نظر فيه أحد إلا استحسنه، وقلّ ما خرج عنه من الأحاديث والآثار والتّواريخ، ولكن لم أذكر فيه ما أعدّ الله للمصابين فيه، فأفردت هذا الكتاب تسلية لمن أصيب بمصائب الدّنيا، وما رأيت ولا سمعت أنّ أحدًا لم يصِب فيها بمصيبة، وبوبت هذا الكتاب ثلاثين بابا".
وكان عملنا على انتقاء الأبواب المختارة للتعليق عليها في هذه الدورة وإخراجها في حلة بهية، تاركين متسعا ومساحة لمن أراد طباعتها وكتابة تعليق المشايخ عليها للاستفادة من ذلك المكان،نسأل الله أن ينفع بها الجميع.
للتحميل :
(اضغط هنا)
(اضغط هنا)
تعليق