من مميزات منهج السلف ومن خصائصهم التي هداهم الله عز وجل إلى التحلي بها والحرص عليها محبة التوسع في العلوم الشرعية ووسائلها لأن الله تبارك وتعالى يحب ذلك وقد أثنى الله على العلم والعلماء، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يحب ذلك فقد أثنى أيضا على العلم والعلماء وهم أسوتنا فينبغي أن نحب التوسع في العلوم الشرعية ووسائلها لأنها مفتاح كل خير ومغلاق كل شر ولا حياة سعيدة في البشرية إلا بالعلوم الشرعية.

وأما العلوم الدنيوية التي بلغ فيها الناس مبلغا عظيما إنما هي دنيا من صدته دنياه عن أمر آخرته فهو ظال« ومن يعد عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين» إذا من مميزات منهج السلف وخصائصهم العظيمة محبتهم بالتوسع في العلوم الشرعية ووسائلها وما ذلك إلا لأن الله يحب ذلك ويحب من توسع بالعلوم ويرفعه إليه درجات قال عز شأنه:« يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات» وقال سبحانه:«إنما يخشى الله من عباده العلماء» فحصر الخشية على وجه التمام والكمال في العلماء، ولا يمكن أن يكون الرجل عالما او المرأة كذلك إلا إذا بذل جهدا عظيما في التحصيل العلمي عن أهله، يؤخذ العلم عن أهله الذين أفنوا أعمارهم وهم يحصلون العلم ويسعون في جمعه وهكذا في نشره وتعليمه، والنبي الكريم عليه الصلاة والسلام قال:(من يرد الله به خيرا يفقه في الدين وإنما العلم بالتعلم) حق من أراد الله به الخير في دنياه وبرزخه وآخراه وفقه ليتفقه في دين الله من كتاب الله عز وجل وصحيح سنة نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام وعلى طريقة السلف الصالحين من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان والتابعين لهم إلى بالقيامة، وقال النبي ﷺ : «إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر».