إذن قال المصنّف -رحمه الله- هنا: «تعوّذوا بالله من الفتن التي تحلق الدين»، من أين جاء بهذه العبارة؟

ومعنى تحلق الدين أي: تستأصله وتهلكه، تحلقه أي: تستأصل الدين، وتهلك الدين، لماذا؟

لما ينجم من الفتن القولية من البغضاء والشحناء في القلوب، والبغضاء، وفساد ذات البين تحلق الدين كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري، الإمام البخاري في كتابه «الأدب المفرد» وحسّنه الألباني رحمه الله تعالى، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إياكم والبغضة -أي إياكم والبغضاء- فإنها هي الحالقة، لا أقول لكم تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين»، فالبغضاء والعداوات وفساد ذات البين، تحلق الدين وتستأصله وتهلكه، ورواه أبو داود والترمذي واللفظ له، وصحّحه الألباني عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين»، إذن هذا هو معنى قول المصنف وفّقه الله وسدّده تحلق الدين، تحلق الدين أي تستأصله لماذا؟ لما ينجم عنها من العداوات والبغضاء.