مشروع علميّ دعويّ يُعنى بخدمة كلام علماء السّنّة، ونشر نصائحهم الغالية وتوجيهاتهم العالية

المزيد من النتائج ......

Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
التصنيف بالتبويب الفقهي
Uncategorized
منهج

مآل الخائضين في الفتن

📝 نص التفريغ

فالفتن إذن تضعف دين المسلم، وإيمانه، تضعف الإيمان، وترققه لماذا؟ لما يقع فيها من الظلم والعدوان، ولما يقع فيها الخائض فيها من الآثام بسبب الطعن والهمز والغمز واللمز، فيجد نفسه يتحمل الأوزار والآثام وهو لا يشعر، بل قد يكون يتحرك ويجري ويمشي فيها، ويظن أن هذه الحركة دليل على حياته ونشاطه، وهو في الحقيقة هذه الحركة كما يقول الشيخ محمد أمان: «هذه حركة الشاة المذبوحة تتحرك لتموت، لا تتحرك لتحيا»، رأيتم الشاة عندما تذبحها قد يعني ترتفع وتتحرك وترتفع وتنخفض وتسقط ولكن هذه الحركات في الحقيقة هي حركات الشاة ميتة ستموت بعد ذلك لا تتحرك لتحيا إنما تتحرك لتموت، كذلك من يتحرك في الفتن ويسعى فيها والشيطان يؤزه ويظنه ويحسبه أنه على خير، ويزين له سوء عمله فيراه حسنا، هذه الحركة مآلها إلى ماذا؟ إلى فساد دينه وهلاكه.

ويعني مآل هؤلاء الخائضين بعد قضاء الفتنة وانجلائها مآلهم إما إلى الانتكاس ينتكسون تنجل الفتنة وهو قد طعن وهامز وغمز ولمز وتحمل الأوثام والأوزار، فإذا انجلت الفتنة يجد نفسه مفلساً، مفلساً من حسنات ومليئاً بالسيئات، فإلى ماذا يقول به الأمر؟ إلى الانتكاس والعياذ بالله أو إلى العياذ بالله إلى الوقوع في بدعة يرتكب، يركب بدعة من البدع، الشيطان يأخذه من تلك الفتنة وقد أنهك دينه فيها وأنهك حسناته وتحمل الأوزار والسيئات فيلقيه في بعض البدع، كما وقع في الفتن السابقة في فتنة الغلو، يعني لما انجلت تلك الفتنة قبل يعني عشرين سنة وجد أولئك الخائضون أنفسهم قد ضيعوا دينه وإيمانه وكثير منهم انتكس وبعضهم ركب بدعة وبقي نزر يسير يعني ظاهرهم الاستقامة وهو في الحقيقة أشبه بالعامة والجهلة.

ثم قال تحلق العقل إذن الشيخ قال هذه العبارات كلها مأخوذة من الكتاب السنة عبارات دقيقة فالرجل من العلماء قال: «وتحلق العقل» إذن يقرر هنا أن العقول تذهب عند الفتن وقد سبقه إلى هذا الشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى، فإن الإنسان ينكر عقله في الفتنة وتصبح تصرفات الخائضين فيها تشبه تصرفات المجانين والمسحورين يفقد عقله، ومن أجل هذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر عليه صلى الله عليه وسلم الفتن في الحديث الذي رواه أحمد وغيره وصححه الألباني عن أبي موسى الأشعري، ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الفتن فسأله الصحابة لما ذكر بعض الأمور الشنيعة في الفتن، فقال له الصحابة: ومعنا عقولنا يومئذ يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنه لتنزع عقول أهل ذلك الزمان ويخلف له هباء من الناس، يحسب أكثرهم أنهم على شيء وليسوا على شيء»، إذن من هنا استفاد العلماء على أن العقول تذهب وأن الإنسان ينكر عقله في الفتنة، وأن الخائض في الفتنة تصبح تصرفاته تصرفات المجانين والمسحورين الذين لا عقل لهم، لهذا قال هنا: «تحلق الدين وتحلق العقل وتحلق كل خير» إذن الفتن والخلافات بين أهل السنة أتباع منهج السلف تضعف الدعوة إلى الحق وترجعها القهقرى كما قال سبحانه: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}، {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا} هذه النتيجة الأولى للتنازع والاختلاف، الفشل، وتذهب ريحكم أي تذهب قوتكم وتصبحون ضعفاء، وتذهب حدتكم تضعف عفواً قوتكم وحدتكم وما كنتم فيه من الإقبال، الإنسان قد يكون عنده إقبال على الحق وعلى الاستقامة وعلى الدعوة فإذا خاض في الفتن وسار فيها وسعى فيها فإنه يضعف وينتكس والعياذ بالله تعالى، يعني بدل أن يصرف تلك القوة التي بقيت فيه إلى الاستقامة وتعلم السنة وتعلم القرآن والسنة والتفقه في دين الله والدعوة إلى الله تعالى، يصرفها في الطعن والهمز والغمز واللمز ويصرفها في الفتن، فيجد نفسه قد ضيع دينه والعياذ بالله تعالى، ويرجع القهقرى.

إذن قال: «فإنه لا خير في فتنة أبداً» هذا كلام الشيخ صالح وفقه الله، وقد سبق قول ابن تيمية رحمه الله تعالى: «ومن استقرأ أحوال الفتن التي تجري بين المسلمين تبين له أنه ما دخل فيها أحد فحمد عاقبة دخوله لما يحصل له من الضرر في دينه ودنياه»، يعني لا أحد يدخل في الفتنة فينجو، لا ينجو فيها أحد والعياذ بالله تعالى، ثم قال الشيخ في هذه الرسالة: «وذلك أن الفتنة إذا أتت فإنها لا تصيب الظالم وحده وإنما تصيب الجميع، ولا تبقي إذا أتت لقائل مقالا، وإنما يجب علينا أن نحذرها قبل وقوعها، وأن نباعد أنفسنا حقاً بعداً شديداً عن كل ما يقرب إلى الفتنة أو يدني منها»، فالفتنة لا بد من الحذر لا تدخل فيها واجتنبها، أما إذا بدأت إذا جاءت الفتنة ودخل فيها الإنسان فإنه لا يسمع ولا يبصر يصير أصم أعمى أبكم، أعمى أصم لهذا وصفت الفتنة بالصماء العمياء.

Asset 1xxxhdpi
⬇ مواضيع ذات صلة ⬇