مشروع علميّ دعويّ يُعنى بخدمة كلام علماء السّنّة، ونشر نصائحهم الغالية وتوجيهاتهم العالية

المزيد من النتائج ......

Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
التصنيف بالتبويب الفقهي
Uncategorized
منهج

كلمة تذكيرية قبل رمضان

📝 نص التفريغ

أحسن اللهُ إليكم، يقول السّائل: نودّ منكم كلمة تذكيريّة بين يدي شهر رمضان، وجزاكم الله خيرا.

الحمد لله وحده والصّلاة والسّلام على من لا نبيّ بعده نحمد الله تبارك وتعالى على تجدّد هذا اللّقاء وهذا الموعد الذي نسأله تبارك وتعالى أن يجعله موعدًا مُباركًا طيّبا نزداد فيه علمًا وقُربة من الله تبارك وتعالى .
و نحن نستقبلُ هذا الشّهر المبارك الذي لا يفصلنا عنه إلا ساعات معدودات سائلين عزّ وجلّ سائلين الله أن يُبلّغنا إياه وأن يوفّقنا فيه لما يحبه ويرضاه.
هذا الشّهرُ الذي يُعتبر نعمة نعم الله علينا ومنّة من مننه الجسيمة على هذه الأمّة، شهرٌ يتعرّض فيه المؤمن لتلك النّفحات الرّبانية، ويعيش تلك الأجواء الإيمانيّة؛ صيام بالنّهار، وقيامٌ باللّيل يتخلّله ذكرُُ الله جلّ وعلا، وتلاوةُ القرآن آناء اللّيل وأطراف النّهار، فهذه لا شكّ أنّها نعمةٌ عظيمةٌ نسأل الله جلّ وعلا ألا يحرِمنا خيرها وبركتها ورحمتها وأجرها وثوابها.

جديرٌ بنا ونحن نستقبلُ هذا الموسم الطيّب المبارك أن نُذكّر أنفسنا أن نُذكّر إخواننا أن نتناصح فيما بيننا، حتى لا تفوتنا هذه الفرصة، وحتّى لا يُفَوِّتَ علينا أعداؤنا خيرها وبركتها لابدّ علينا أن نستعدّ لهذا الشّهر، أولا بالتّوبة الصّادقة من جميع الذّنوب والآثام، التّوبة من الأخلاق الرّديئة والمعاملات الشّنيعة التي دبّت بين المسلمين عموما، وبين السّلفيّين في هذه الأيام، أن نتّقي الله عزّ وجلّ في أنفسنا جميعا، وأن نكون صادقين مع ربنا صادقين سائر إخواننا، والله ثمّ والله ثمّ والله لا يُنجينا إلا الصّدق، صدقٌ في الأقوال، وصدقٌ في الأعمال وصدق في الدّعوة إلى الله تبارك وتعالى، أنّنا لا نبتغي بها إلا وجه الله لا نسعى إلا لأجل إرضائه تبارك وتعالى من خلالها. هذه الوظيفة التي هي وظيفةُ خير خلق الله، وظيفةُ النّبيين وظيفة خيرة خلق الله عليهم الصّلاة والسّلام، تستوجب منّا أن نستحضر تلك المعاني الجليلة، وأن نُصدّق هذا بالأفعال قبل الأقوال، أن نُصدّق هذا كلّه، بما نقدّمه بما نعامل به أولا ربّنا ونعامل به من أمرنا بحسن معاملتهم، من أقربائنا أو من إخواننا أن يُحسن الزّوج معاملة زوجته والأبُ معاملة أبنائه والأبناء معامل والديه والجار مع جيرانه وهكذا.
هذه فرصة في هذا الشّهر، الشّهرُ الذي تفتح وتغلق فيه أبواب النيران، تُصفّد فيه مردة الشّياطين، فلا يخلصون إلى عباد الله وتعالى بالوساوس وبخواطر الشّر والفساد، ولهذا ممّا ينبغي كذلك أن نتهيّأ به لاستقبال هذا الشّهر توبةٌ صادقةٌ، توبة نصوحٌ لا كغيرها ممّا سبق لنا في سالف أيامنا وشهورنا، وأن نجدّد العزم الصّادق، على أن نغيّر من حالنا وأن نبدّل من شؤوننا إلى أطيب، وإلى ما يرضي الله تبارك وتعالى في كلّ وسائر المجالات.

الصّيام صيامُ القلوب والله جلّ وعلا قال ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة 183]، تقوى الله تبارك وتعالى الذي مقرّه هذه القلوب الذي يُغيّر من حال أصحابه، تقوى الله تبارك وتعالى الذي يمنعك عمّا يُسخط الله، والذي يجعلك ترعى حدوده في سرّك وفي علانيتك، هذه التقوى الحقيقية التي نرجوها من هذا الصّيام، وهذا بتوفيق الله جلّ وعلا، للصادقين من عباده فاصدُقوا الله جلّ وعلا في أحوالكم وأقوالكم وأفعالكم يصدُقكم الله جلّ وعلا وعدهُ فيما وعدكم به في الدّنيا والآخرة ، للصائم فرحتان قال عليه الصلاة والسلام: يفرح بفطره بعد صومه. ويفرح عند لقاء ربه تبارك وتعالى.
لمّا يُريه الله جلّ وعلا ما أعدّه للصائمين.
نسأله تبارك وتعالى يحرمنا من فضله وعظيم أجره وثوابه إنّه سميعٌ مجيبٌ.

Asset 1xxxhdpi
⬇ مواضيع ذات صلة ⬇