السؤال:

الإمام مالك رحمه الله روي عنه أنه قال ما أفتيت حتى أذن لي سبعون من مشائخي،قيل ولو لم يؤذن لك قال ما أفتيت،وكان قديما لا يجرأ التلميذ على التعليم ولا الفتوى حتى يستأذن مشايخه بإذن منهم وإذا أُذن له يحددون له المكان الذي يجلس فيه وهذا من باب التوقير والاحترام للمشايخ،

 السؤال يا شيخ بعض الناس يزعم أنه داعية وهو لا يجيد اللغة العربية وليس له عنده تمكُّن بالعلم الشرعي ولا شيء من أصول الفقه وعلم الفقه والقواعد الشرعية ومع هذا يتصدر للفتوى عبر الانترنت وعبر الدروس فهل هذا جائز؟ وما رأيكم بمن يعمل بهذه الأشياء يا شيخ. 

جواب الشيخ:

أقول بارك الله فيك: أولا من آتاه الله شيئا من العلم واحتاج الناس الى ما عنده من العلم الذي تحقق منه وتأكد فعليه أن ينشره ولا يتجاوزه أبدا الى ما لا علم له به لقول الله عز وجل:﴿ولا تقف ما ليس لك به علم﴾(ولا تقف: أي لا تتبع ما ليس لك به علم لا افتاء ولا تعليما ولا شيئا من ذلك، وهكذا قال الله عز وجل لما حرم المعاصي الكبار قال:« وان تقولوا على الله ما لا تعلمون» يعني إحذروا أن تقولوا على الله ما لا تعلمون، ومن هنا فالواجب علينا أن يعلم الإنسان بقدر ما عنده من العلم بعد أن يتأكد منه فيعرض نفسه على أهل العلم وما معه من الحصيلة فإن أهل العلم هم أهل التزكية وأهل التشجيع من وجدوه صالحا للإفتاء أذنوا له وأجازوه، ومن وجدوه صالحا لأن يعلم  الناس أمر دينهم باركوا له وشجعوه، ومن رأوه دون ذلك فإن العلم أمانة لا يحمله إلا العدل العالم، كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم: [يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله]فلابد من التحصيل العلمي والعلم ركيزة وشرط في شروط الدعوة الإسلامية سواء في العرب أو في العجم أو في أي مكان، فنحن نحذر إخواننا الذين قل نصيبهم من العلم، نحذرهم أن يقعووا في التعليم والفتوى والجدل والمناظرة حتى يتمكنوا من العلم الشرعي وبعد ذلك ينشروا ما علموا بدون أن يكلفوا أنفسهم ما لا تطيق ولا يتكلفون شيئا لا يعلم،ورحم الله الإمام أحمد عرضت عليه أكثر من أربعين مسألة أفتى في قليل منها وترك الباقي خوفا من مغبة الفتوى وعواقبها، الله المستعان.