مشروع علميّ دعويّ يُعنى بخدمة كلام علماء السّنّة، ونشر نصائحهم الغالية وتوجيهاتهم العالية

المزيد من النتائج ......

Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
التصنيف بالتبويب الفقهي
Uncategorized
منهج

الصدق في الانتساب للسلف

📝 نص التفريغ

ونسبة هذه الدورة إلى هذا الإمام الجبل؛ الإمام أحمد بن حنبل رحمة الله تبارك وتعالى عليه وهو من هو في ثباته على الحق وفي نصرته للسنة وفي كونه إماما من أئمتها الكبار ورمزا من رموزها وجبلا من جبالها الشامخة، إذا ذكر الإمام أحمد ذكر إمام أهل السنة قاطبة في الأزمان كلها والأماكن كلها رحمة الله تبارك وتعالى عليه، ولهذا ينبغي علينا جميعا أن نكون في مستوى هذه النسبة التي تربطنا بهؤلاء الأئمة وعلى رأس هؤلاء خير هذه الأمة بعد نبيها وهم أصحابه الخيرة البررة ومن تبعهم بإحسان وسار على نهجهم واقتفى سبيلهم إلى يوم الدين، هذه النسبة التي لا يكفينا مجرد الافتخار بها، يعني الافتخار بنسبتنا إليها بل يجب علينا أن نحققها متثبتين بأصولها محافظين عليها داعين إليها ومجتمعين على هذا كله، لا نتفرق فيما بيننا ولا نسمح بأن تدب الفرقة بيننا، هذه الفرقة التي من أعظم أسبابها بعدنا عن الفهم الصحيح لهذا المنهج القويم، وبعدنا عن أصوله التي تدل عليه، إما عن بعضها وإما عن غالبها وإما حتى عن أصل من أصولها، ينبغي أن يكون علمنا بها راسخا، وفهمنا لها واضحا، وسعينا واجتهادنا ودعوتنا إلى هذه الأصول هو ديدن حياتنا وهو جل نشاطنا حتى نصدق هذا الانتساب ونكون حقا وحقيقة من المتمسكين الذابين عن هذا المنهج القويم والذب عنه فريضة فرضها الله تبارك وتعالى علينا جميعا وخاصة نحن الدعاة إلى الله تبارك وتعالى وطلبة هذا العلم الذين تعبدوا الله تبارك وتعالى بتعلمه وتعليمه ونشره والذود عنه.

هذا العلم بهذه الأصول أولا، ثم الدعوة إليها، والعمل بها والمحافظة عليها، المحافظة عليها من أي تحريف أو تأويل أو غيرها من الأمور التي تصرفها عن حقائقها وعن معانيها الواضحة الجلية التي تركنا عليها نبينا عليه الصلاة والسلام، «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي».

كتاب الله جل وعلا هذا الكتاب المعصوم، وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- الوحي المبيِّن لما في هذا الكتاب، والموضِّح والمجلِّي لمعانيه، هذه السنة التي هي وحي ثان مع القرآن لا تفارقه ولا تتخلى عنه، بالفهم الذي كان عليه سلف هذه الأمة الكرام، يوضح هذا ويبين نصاعة هذا المنهج قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قالوا من هي يا رسول الله؟ قال: «الجماعة»، الجماعة هي جماعة المؤمنين الصادقين والجماعة حين ذاك؛ حين نطق النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث العظيم هي جماعة الصحابة، الذين قال الله جل وعلا في حقهم {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا}. ويتبع غير سبيل المؤمنين. وسبيل المؤمنين حين ذاك. هو ما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يفسر هذا المعنى كذلك جاء في رواية أخرى والتي وإن كان في سندها مقال إلا أن الأمة تلقتها بالقبول لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم من هي يا رسول الله؟ قال: «ما أنا عليه وأصحابي»، ما أنا عليه في ديني وفي منهجي وما عليه أصحابه رضي الله تعالى عنهم جميعا وأرضاهم، وفي هذا دلالة مبينة لعلامة من علامات نبوته -عليه الصلاة والسلام- أن الاختلاف واقع في الأمة وأن المناهج المخالفة حادثة في الأمة، لا ينجو من هذه المناهج إلا منهجا واحدا، وهو المنهج القويم الذي كان عليه أصحاب النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ومن اتبعهم على ذلك بإحسان، سار على هذا النهج والتزم هذه الأصول وحافظ عليها، حافظ على نقاء هذا المنهج وصفائه ونصاعته متمثلا قول النبي -عليه الصلاة والسلام- «تركتكم على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك»، انظر إلى هذا الوصف النبوي الكريم، وصفه لهذا المنهج الذي ارتضاه لنا ربنا ووضحه لنا وجلاه لنا نبينا عليه الصلاة والسلام، والتزمه غضا طريا هؤلاء الرهط الكرام من أصحابه البررة ومن جاء بعدهم، غير مبدلين ولا مغيرين ولا محرفين، فرحمة الله تبارك وتعالى عليهم أجمعين، ووفقنا لما وفقهم إليه من الخير ومن الاستقامة والسلامة في الدين والثبات عليه.

Asset 1xxxhdpi
⬇ مواضيع ذات صلة ⬇