مشروع علميّ دعويّ يُعنى بخدمة كلام علماء السّنّة، ونشر نصائحهم الغالية وتوجيهاتهم العالية

المزيد من النتائج ......

Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
التصنيف بالتبويب الفقهي
Uncategorized
منهج

التعليق على أثر الحسن البصري “إن هذه الفتن إذا أقبلت عرفها كل عالم…”

📝 نص التفريغ

من الكلمات المأثورة عن سيد التابعين في زمانه الإمام الحسن البصري رحمه الله تعالى أنه قال: “إن هذه الفتن إذا أقبلت عرفها كل عالم، وإذا أدبرت عرفها كل جاهل” يعني الفتنة عندما تقبل؛ تقبل بوجه حسن، تتزين، تتزين للجهلة حتى تجلبهم لا شك أن الفتن من ورائها الشيطان هو الذي يزينها فتتزين للجهلة حتى يدخلوا فيها ويقبلوا عليها، ولكن العلماء العقلاء يعرفون شرها ويعرفون خطرها فيحذرون منها، أما الجهلة فإنهم لا يعرفون خطرها فينساقون معها وتجرفهم بما تتزين به.

فأما إذا أدبرت وظهر شرها لكل أحد وتركت الأرض بلاقع فهنالك يعرفها الجهلاء ويندمون على خوضهم فيها وعلى انجرافهم وراءها، -فأما يعني- هذا هو معنى هذه الكلمة إن الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم وإذا أدبرت عرفها كل جاهل، وقد بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بيّن معنى هذه العبارة في كتابه العظيم الذي هو اسم على مسمى في كتابه “منهاج السنة النبوية” يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى “وذلك أن الفتنة إنما يعرف ما فيها من الشر إذا أدبرت، فأما إذا أقبلت فإنها تزين ويظن أن فيها خيرا”، الفتنة عندما تقبل يظن الجهال أن فيها خيرا وتتزين فيقبلون عليها ويخوضون فيها، قال: “فإذا ذاق الناس ما فيها من الشر والمرارة والبلاء صار ذلك مبينا لهم مضرتها” يعني لا يعرفون حقيقتها حتى تدبر وحتى يروا ما فيها من الشر ومن البلاء ومن المرارة، قال: “فإذا ذاق الناس ما فيها من الشر والمرارة والبلاء صار ذلك مبينا لهم مضرتها وواعظا لهم أن يعودوا في مثلها، كما أنشد بعضهم:

الحرب أول ما تكون فتية

تسعى بزينتها لكل جهول

حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها

ولت عجوزا غير ذات حليل

شمطاء ينكر لوها وتغيّرت

مكروهة للشم والتقبيل”

هكذا الفتن عندما تأتي تتزين مثل المرأة الشابة الجميلة، تتزين، ولكن إذا اشتعلت الفتنة وشب ضرامها كيف تصبح؟ عجوز شمطاء قبيحة المنظر قال:

ولت عجوزا غير ذات حليل

شمطاء ينكر لونها وتغيّرت

مكروهة للشم والتقبيل

ثم قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “ومن استقرأ أحوال الفتن التي تجري بين المسلمين تبين له أنه ما دخل فيها أحد فحمد عاقبة دخوله” كل من يدخل فيها يندم لما يحصل له من الضرر في دينه ودنياه، ولهذا كانت من باب المنهي عنه والإمساك عنها من المأمور به الذي قال الله فيه: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}، إنتهى كلامه بمنهاج السنة المجلد الرابع صفحة 409 إلى صفحة 410.

وهذه الأبيات التي ذكرها ابن تيمية وهي تنسب إلى امريء القيس وتنسب إلى غيره ذكرها الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كتابه الصحيح أو في كتاب الفتن من صحيحه، هذه الأبيات ذكرها الإمام البخاري في كتاب الفتن من صحيحه، وذلك في باب الفتنة التي تموج كموج البحر، الإمام محمد إسماعيل البخاري في كتابه الصحيح الذي هو أصح الكتب بعد كتاب الله عز وجل في كتاب الفتن من صحيحه ذكر بابا ترجم له بقوله: “الفتنة التي تموج كموج البحر” فإذا شوف تشبيه الفتن بموج البحر، وموج البحر عندما يكون البحر هائجا تكون الأمواج عالية، ماذا يفعل الإنسان؟ هل يدخل يسبح؟ أم ينتظر حتى يهدأ البحر وتكون الراية خضراء؟ إذا كانت الراية حمراء ماذا يكتبون؟ السباحة ممنوعة، إذا دخل الإنسان والبحر هائج فإنه يجرفه ويلقي به بعيدا، يلقي به بعيدا، ولا ينجو أبدا، فإذا ترجم بهذه “الفتنة التي تموج كموج البحر”.

ومع هذا فإن هذا البحر عندما يهيج وتكثر الأمواج هو في الحقيقة يتنظف ويقذف بالجيف ويقذف بالأوساخ أجل الله قدركم، لهذا يقول الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى يقول: “هذه الدعوة مثل البحر لا تقبل الجيف” قد ترى البحر هائجا وكذا ومخيفا والأمواج عالية وهو في الحقيقة يتنظف ويرمي بتلك الزبالة، ثم يعود بعد ذلك أزرق هادئ جميلا ويتنظف ويخرج جميع فهكذا، فإذن هذه الدعوة هكذا.

فإذن هنا قال الإمام البخاري “باب الفتنة التي تموج كموج البحر” وصدرها بقوله قال الإمام البخاري: وقال بن عيينة يعني سفيان بن عيينة الهلال المكي أحد الأعلام، عن خلف الحوشبي كانوا يستحبون أن يتمثلوا بهذه الأبيات عند الفتن، يعني السلف كانوا يتمثلون بهذه الأبيات التي تلوتها على مسامعكم، إن الحرب أول ما تكون فتية تسعى بزينتها لكل جهول لماذا؟ قال الحافظ بن حجر والمراد بالتمثل بهذه الأبيات استحضار ما شاهدوه وسمعوه من حال الفتنة، فإنهم يتذكرون بإنشادها ذلك، فيصدهم عن الدخول فيها حتى لا يغتروا بظاهر أمرها أولا، إذن ينشدون هذه الأبيات:

الحرب أول ما تكون فتية

تسعى بزينتها لكل جهول

حتى إذا اشتدت وشب ضرامها

ولت عجوزا غير ذات حليل

شمطاء ينكر لونها وتغيرت

مكروهة بالشم والتقبيل

يعني: احذر! يذكرون أنفسهم: احذر! الفتنة دائما تأتي بوجه حسن مثل المرأة الجميلة الحسناء، ولكن إذا دخلت فيها كيف تصبح؟ تصبح عجوز شمطاء قبيحة دميمة مكروهة للشم وللتقبيل

Asset 1xxxhdpi
⬇ مواضيع ذات صلة ⬇