مشروع علميّ دعويّ يُعنى بخدمة كلام علماء السّنّة، ونشر نصائحهم الغالية وتوجيهاتهم العالية

المزيد من النتائج ......

Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
التصنيف بالتبويب الفقهي
Uncategorized
منهج

لزوم البراءة من المناهج المخالفة

📝 نص التفريغ

فهذه حقيقة لا يماري فيها إلا مبطل أن الأمه قد اختلفت، وأن أصحابها قد تفرقوا إلى فرق عديدة ومناهج كثيرة خرجت عن جادة الصواب، ولهذا كان لزاما على أتباع الحق من علماء هذه الأمه أولا ومن طلبتها جميعا أن يصدقوا صحة انتسابهم وتمسكهم وثباتهم على هذا المنهج بالبراءة من المناهج المخالفة، وهذه البراءة لا تتحقق إلا بمعرفه المخالفة والمخالفين، بل بفضحهم وبيان عورهم وتحذير الأمه من شرهم.

ومن أول هؤلاء الذين أرادوا بإذهاب ذاك الصفاء والنقاء والبياض الذي تركنا عليه نبينا عليه الصلاة والسلام حين قال: «تركتكم على مثل البيضاء» فلابد من الإبقاء على هذا البياض وعلى هذا الجلاء بالمحافظة على هذه الأصول كلها، المحافظة عليها علما وفهما ونشرا ودعوه وتطبيقا وما إلى ذلك، ادعاءك السلفية قد يصدقه أو يكذبه ما أنت عليه، تدعي السلفية وأنت في مسألة الإيمان على ما عليه الخوارج، تُكَفِّرُ بالذنب، تُكَفِّرُ بالمعصية، تُكَفِّرُ-كما ادعى أحدهم- بالإصرار على المعصية من أين لك هذا، هل هذه عقيده كان عليها إمام من أئمه السلف وأخذتها عن عالم من علماء هذه الأمه الجهابذ، العلماء الربانيون الراسخون في العلم، هل أخذت هذا عن أحدهم؛ كلا، هؤلاء لا يعتقدون إلا اعتقاد أصحاب رسول الله وهم كما وصفهم ربنا تبارك وتعالى بقوله {فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا} يعني من جاء بعد الصحابة وكان في الإيمان كما كان عليه الصحابة اعتقادا وعلما ودعوة فقد اهتدى هداه الله -جل وعلا- إلى السبيل القويم وبالتالي عصمهم عصمة من السبل المفارقة والمفرقة لهذه الأمة عياذا بالله تبارك وتعالى، وفي غيرها من المسائل: في مسألة الإمامة والحاكمية أن تكون على ما عليه غير أهل الحق من أهل السنة والجماعة، في مسألة من مسائلهم، أو بل حتى في جزئية من جزئيات هذه المسائل التي تميز بها أهل السنة والجماعة عن غيرهم، أهل السنة تميزوا حتى في بعض الجزئيات الفقهية تجد أنهم يدرجون كما ذكر هذا الطحاوي في عقيدته: «ونرى المسح على الخفين»، الجاهل يقول ويتساءل ما علاقه المسح على الخفين بمسائل أصول المعتقد، هذه لا يفقهها الجاهل ولكن العالم يعلم أن هذه من المسائل التي تميَّز بها أهل الحق، تميز بها أهل السنة والجماعة عن غيرهم ممن لا يرى المسح على الخفين، والقضية ليست في المسح على الخفين بذاتها، بل هي علاقتنا بنصوص وحينا، المسح على الخفين دلت عليه السنة المطهرة، فالمثبت لهذا مصدق لما جاء في السنة، والنَّافي له والمكذب به والمخالف له، هذا معارض لهذه السنة وراد لنص من نصوصها، كذا في مسألة تعامل الحكام والأمراء، الله جل وعلا أمرنا بطاعتهم، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بَيَّن أن طاعتهم لا تكون إلا بالمعروف فإن أمروا بالمعصية فلا طاعه نصا صحيحا صريحا وأمرنا كذلك بالنصح لهم وحثنا على طريقه معينة في مناصحتهم فقال فداه أبي وأمي: «من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ولكن ليأخذ بيده» وليكن هذا بينه وبينه، هذا المنهج القويم وهذه السنة وهذا الخطاب من المعصوم بمثل هذا الوضوح والجلاء، قال «لا يبده علانية» نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن الإنكار العلني، هل نهانا عنه بصورة من صوره أو طريقة من طرقه، هذا النص جاء عاما فلا يجوز تخصيصه إلا إذا جاءت سنة مساوية له تخصص هذا العموم، لأن الناطق بهذه السنة لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، الناطق بهذه السنة أمرنا بتصديقه واتباع كلامه وعدم الزيغ عنه قدر أنملة، قال رب العزة والجلال فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنه أو يصيبهم عذاب أليم، وأي فتنة أعظم من مخالفة السنة وتركها والإعراض عنها، نسأل الله العفو والعافية، وكان شعار الصحابة رضي الله تعالى عنهم جميعا وأرضاهم أأترك سنة حبيبي الذي أثر عن بعضهم، لأجل هذا أو لأجل هؤلاء الحمقى أو ما إلى ذلك ما كان هذا فيهم أبدا ولا عرف عنهم جميعا رضي الله تعالى عنهم يقدمون سنته وكلامه على كلام الخلق جميعا كائنا من كانوا، وابتلينا بأناس بعدهم يقولون: «قال الشيخ»، أو يقولون: «ولكن الشيخ»، في الزمن الأول قال أحدهم حتى وإن كان في إسناد هذا الأثر مقال إلا أنه مما يذكره ويردده علماؤنا وأئمتنا في مثل هذه المناسبات وهو قول حبر هذه الأمه وترجمانها عبد الله بن عباس -رضي الله تعالى عنهما- حيث كان يقول: «أقول قال رسول الله وتقولون قال أبو بكر قال عمر يوشك أن تقع حجارة أو تنزل عليكم حجارة من السماء» يحل بكم العذاب والعقاب الرباني لأجل مخالفتك بقول نبيكم لقول سادات هذه الأمة الذين قال فيهما نبينا عليه الصلاة والسلام: «عليكم بالَّذَين من بعدي أبي بكر وعمر» سبحان ربي العظيم! هذا المنهج الذي كان عليه الصحابة ولا يلتفتون لمن خالف قوله أو أمره أو هديه وسنته، ولا اعتبار لأحد مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

في مثل هذا خالف من خالف وادعى اختراعا وكذبا أن هذا هو منهج السلف وأن هذا قول أئمتنا وعلمائنا ونسب هذا لبعض أئمتنا كذبا كما قال الشيخ الفوزان -حفظه الله جل وعلا وسدده- لما قيل له فلان يقول هذا قول العثيمين والألباني قال: يكذب هذا كذاب نعم، هذا كذاب لأنه افترى على علماء هذه الأمة وقوَّلهم ما لم يقولوه، ولا مرة يستشهد بقول عالم من العلماء ولما انحرف في فتواه الانحراف الواضح الجلي وعارضه من عارضه من إخوانه من طلبة العلم ومن العلماء بعده وبينوا بطلان ما ذهب إليه وكذبوه جاء يستشهد بقول مثل العثيمين والألباني نسأل الله تبارك وتعالى العفو والعافية، وإن دل هذا على شيء إنما يدل على الخذلان وعدم التوفيق في مثل هذه القضايا والمسائل ولو أنه سلَّم بالحق ورجع إليه وترك غيَّه وكبره وتطاوله لسلم من هذه الفتن وهذه الشرور لأن الفتنة سببها المخالفة والمخالفة واضحة جلية والفتنه ابتلاء وعقوبة من الله تبارك وتعالى عليه وعلى أمثاله، نسأل الله تبارك وتعالى السلامة والعافية.

Asset 1xxxhdpi
⬇ مواضيع ذات صلة ⬇