السؤال: يا شيخ السؤال هنا يا شيخ إن الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب وأخيه صاحب لواء التوحيد محمد بن سعود قاموا بتوحيد الجزيرة على نهج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام للأسف كل يوم نسمع جهارا من خوارج هذا الزمان أمثال بن لادن وسعد الفقيه وأمثالهم لتشجيع الشباب المغفلين على الخروج على ولاة الأمور هل من كلمة توجيهية إلى هؤلاء الشباب يا شيخ، بارك الله فيك؟

❀ الجواب: حقيقة هذا سؤال مهم الجواب عليه لا يؤخر إن شاء الله تعالى وهو سهل عند كل طالب علم بل وعند كل عاقل من الناس فالكل يعلم معلما أن الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب والإمام الأمير محمد بن سعود الأول رحمهما الله رحمة واسعة جعل الله على أيديهما كل خير وفتح عليهما فتحا مبينا عظيما نفع الله به أهل الجزيرة العربية قاطبة بل وتجاوز  نَفعُ ما دعا إليه الإمامان المجددان تجاوز الجزيرة العربية إلى شرق الدنيا وغرب وهذا لا ينكره إلا مسرف وأما المنصفون فإنهم يعلمون ذلك ويقولون به.

فلما قام الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومعه الإمام محمد بن سعود كانت الدنيا ظلام لا أقول ظلام بدون شمس ولا قمر ولكنها ظلام بظلمات الشرك الأكبر والكفر الأكبر والشرك الأصغر والبدع المضلة واختفاء الفضائل وانتشار الرذائل واختفاء السنة وانتشار البدعة، فقام بدعوة الخلق إلى توحيد رب العالمين ومحاربة الشرك بالله الذي هو أعظم الذنوب وإقامة الشعائر التعبدية لله وحده دون سواه، والإعلان في الناس بأن ما يصنعه الجهال من عبادة أصنام وأوثان وغيران وأشخاص عبادة باطلة هي عبادة الكفار الذين بُعث النبي الكريم عليه الصلاة والسلام إليهم وقاتلهم فأذن له ربه فكفى نساءه وأبناءه ورجالهم لأنهم أبوا أن ينقادوا لأمر الله رب العالمين، فالحمد لله كل خير من ذلك الزمن القرن الثاني عشر إلى يومنا هذا فهو من فضل الله عز وجل ثم بجهود الإمام محمد بن عبدالوهاب و الإمام محمد بن سعود ومن أتى بعدهم على طريق الرسل والأنبياء من الأمراء من آل سعود -وفقهم الله- رحم الله ميتهم ووفق الله حيهم وسدده وأئمة الدعوة من أبناء الشيخ وأحفاد الشيخ وتلامذة الشيخ محمد بن عبد الوهاب كلهم جميعا قاموا على تلك الدعوة امتدادا لها وتوسيعا لها حتى عمَّ النور بفضل الله الجزيرة كلها، وحتى انتشر علم التوحيد وكتب التوحيد وكتب الشعائر التعبدية في مشارق الأرض ومغاربها إلى يومنا هذا، فالحمد لله عز وجل على فضله وإحسانه ثم الشكر للمجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب والمجدد الإمام محمد ابن سعود الأول ومن أتى بعدهم على دعوة التوحيد ومحاربة الشرك، نشكر عز وجل ثم نشكرهم وندعو لهم سرا وعلنا أن يتغمدهم الله بواسع رحمته، أن يرفع درجاتهم وأن يكتب حسناتهم وأن يحط سيئاتهم وخطيئاتهم وأن يبوئهم المنازل العاليات إزاء ما صنعوا من خير ومعروف، وأعظم المعروف وأجله توحيد الله تبارك وتعالى، فقد كانت الجزيرة كما يعلم الناس كانت في ظلام كما أسلفت، إشراك، بدع مضلة، جهل عظيم، معالجة للشرع، إهمال للحدود.

فالحمد لله كان للمملكة العربية السعودية الحظ الواسع في وجود الحكام المسلمين الذين وضعوا أيديهم في أيدي العلماء المخلصين جنبا الى جنب فقاموا بهذه الدعوة المباركة، وهم عليها إلى يومنا هذا ونسأل الله لنا ولهم ولجميع المسلمين الثبات على الحق. 

-الخلاصة أن ما يتفوه به أهل البدع في هذا الزمان والتغرير والتضليل للناس سواء الفقيه وليس بفقيه أو المسعري أو بن لادن وأتباعهم والمروجين لدعوتهم هؤلاء لا ينبغي للعقلاء أن يسمعوا لهم ولا يغتروا باتجاهاتهم ولا يروجوا ما هم عليه من الخطأ بل عليهم أن يتبعوا العلماء علماء الشرع الذين من الله عليهم بفهم شرع الله  على مراد الله ونهج رسول الله ونهج السلف الصالحين وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.