مشروع علميّ دعويّ يُعنى بخدمة كلام علماء السّنّة، ونشر نصائحهم الغالية وتوجيهاتهم العالية

المزيد من النتائج ......

Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
التصنيف بالتبويب الفقهي
Uncategorized
منهج

السبيل الذي ينبغي للشباب سلوكه في طلب العلم بعد الفتن

📝 نص التفريغ

السائل : السؤال الأول يقول:

فضيلة الشيخ ما يخفاكم أن بلدنا الجزائر المجروح قد من الله عليه تبارك وتعالى في هذه الآونة الأخيرة بفتحه العظيم فرفع عنا هذه الفتنة التي قد عمت وطمت فيما سبق ومضى من الأيام، فهذا بحمد الله تبارك وتعالى من نعمه الجزيلة العظيمة. ثم فتح الله عز وجل فتحا آخر فأقبل الشباب على المنهج السلفي، وعرفوا أن سبيل العز والتمكين وسبيل النهوض هو ضرورة الارتباط بالعلماء السلفيين، فأقبلوا بحمد الله على هذا المنهج وعلى العلم، ومع ذلك نرى نقصا كبيرا في طريقة توجههم إلى العلم فيرجون من فضيلتكم نصيحة تزفونها إليهم كيف يكون هذا التوجه وعلى ماذا يركزون؟ هل يركزون على العقيدة؟ التوحيد؟ أم غير ذلك؟ فنرجو من فضيلتكم أن توضحوا لنا النقاط أو السبيل الذي ينبغي على الشباب أن يسلكوه في هذه الآونة بالضبط، وجزاكم الله تعالى كل خير.

جواب الشيخ رحمه الله:

بسم الله الرحمن الرحيم. إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين، أما بعد:

 فإن مما يسرنا ما ذكره أخونا من إقبال الشباب الجزائري على منهج السلف الصالح، وهذه نعمة عظيمة، وأنا أذكر أن الشباب في العالم كله بدأ يقبل إلى هذا المنهج العظيم بعد أن مَلَّ الشعارات المغرية من قومية وغيرها، وبعد أن مَلَّ الخرافات والتعصبات المذهبية، فحنت نفوس كثير من الشباب في العالم كله إلى معرفة الحق، وأدرك كثير من شياطين الإنس ومن أهل الأهواء وربما أدرك قبلهم هذا أعداء الإسلام من اليهود والنصارى فدبروا الحيل والمكايد لصرف الشباب عن هذا الاتجاه.

وأعداء الإسلام وخصوم المنهج السلفي من بعدهم صدُّ الناس عن سبيل الله الحق وصرفهم عن التوجه إليه يستحبون الحياة الدنيا ويبغونها عوجا.

والآن نخشى على الشباب الجزائري أن تتلقفه أيدي أهل الأهواء، فيصرفونه مرة أخرى كما صرفوه في الفترة السابقة فعلا، فإن الشباب الجزائري ليس لأول مرة يتجه إلى المنهج السلفي وإنما والله اعلم أن هذا الشعب وما جاوره من الشعوب المغربية يحبون الحق وعندهم فطرة سليمة تجعلهم يتقبلون الحق ولكن شياطين لا يتركونهم.

فقد اتجه والله أعلم على حسب المعلومات الموثقة عندنا الشباب الجزائري ولا سيما طلاب الجامعات ذكورا وإناثا اتجهوا إلى المنهج السلفي فأزعج ذلك أعداء الإسلام كما أزعج أهل الأهواء والبدع وخاصة أهل الأهواء السياسية والحزبية فتصدوا لهذا الشباب وأرسلوا من أساطينهم وشياطينهم الكبار من يصرف الشباب عن هذا الاتجاه المبارك، ونجحوا بعد جهود طويلة في […] الشباب فكريا ثم عقب ذلك هذه الفتنة التي دهمت الشعب الجزائري وجثمت على صدره تطحنه بكلكلها سبع سنوات أو أكثر.

والآن لما تنفس الصعداء أعاد الكرة يريد الحق فينبغي على طلاب العلم وعلماء المنهج السلفي أن يبذلوا أقصى ما يستطيعونه من الأخذ بأيدي الشباب إلى هذا المنهج ويبذلون ما يستطيعون من حمايتهم من غوائل أهل الفتن وأهل البدع وحتى أهل الإلحاد والكفر، ليبذلوا أقصى ما عندهم وتكفيهم التجارب السابقة، فلا يسلموا زمام الشباب بأيدي هؤلاء، ولا يخلوا الميدان لهؤلاء كما حصل فيما سبق.

ونحن بالإضافة إلى نصيحتنا لطلاب العلم والعلماء الموجودين في الجزائر من أهل المنهج السلفي ننصح الشباب الجزائري وننصح الشباب الإسلامي في العالم كله أن يُقبل على كتاب الله تبارك وتعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتب العقائد السلفية وكتب المنهج السلفي، فإنها ولله الحمد من حسن الحظ ولعله من حسن تدبير الله تبارك وتعالى لهذه الأمة أن تخرج هذه الكتب العظيمة التي استقامت عليها حياة المسلمون فيما مضى، لعل الله يريد أن تعود تلك الحياة طيبة المباركة بإظهار هذه الكتب التي تبرز عقيدة السلف ومنهجهم واضحة جلية كالشمس في رابعة النهار.

والحمد لله منهج السلف واضح ليس فيها سفسطة ولا فيه فلاسف ولا فيه غموض ولا فيه أحاجي، منهج السلف واضح جدا، فإذا أقبل الطلاب الأذكياء على هذه الكتب الطيبة الواضحة البينة ينهلون من نميرها فإنهم سيدركون الحق ولله الحمد من خلال دراسة هذه الكتب، وسيميزون بين الحق والباطل والهدى والضلال مع التفافهم بالعلماء والالتفاف حولهم فمن يُعوِزُهُ لقاء العالم فعليه بهذه الكتب فإنها كتبت بأيدي العلماء.

لماذا ألفت هذه الكتب؟

ألفت لأجل أن يستفيد منها المسلمون، فالقول إن ما نستفيد من الكتب ولابد أن نستفيد من العالم، ويلتفت الطالب هنا وهناك فلا يجد عالما، وقد يجد عالم لكن تطمح عينه إلى أعظم منه، فيثبطه الشيطان فينصرف عن العلماء وعلى الكتب فيقع في حبائل الشيطان.

على كل حال ننصحهم بالالتفات بقدر الاستطاعة حول العلماء والالتفاف حول كتاب الله وحول سنة رسول الله وحول كتب السلف الصالح التي أسعدهم الله تبارك وتعالى بإبرازها.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقهم إلى الحق والهدى وأن يجنبهم مكائد أهل الأهواء والأعداء. إن ربنا لسميع الدعاء.

السائل: جزاكم الله خيرا وأحسن الله إليكم.

سائل آخر: ممكن سؤال يتعلق بالكلام؟

الشيخ:  نعم.

السائل: لعل من الأسباب التي انحرف الشباب السلفي في الجزائر في  المرحلة السابقة هو توجههم التوجه السياسي ظنا منهم أن هذا سبيل من سبل الدعوة. فما رأيكم يا شيخ؟

الشيخ: التوجه السياسي يعني أحدثه لهم شياطين الإنس الذين ألمحنا إليهم سابقا، وإلا كان اتجاههم سلفي وعلمي، فهؤلاء خططوا لهم ورموهم في حمأة السياسة الهوجاء حتى أبادوا الدعوة السلفية وأبادوا كثير من الشباب ومن الشعب الجزائري، وإلا كان اتجاههم سليم هم يطبعون كتب السلف وكتب ابن باز والألباني وهكذا فجاء هؤلاء ووجهوهم هذا التوجيه المنحرف، وليتهم وجهوهم إلى السياسة الإسلامية، لكنهم وجهوهم إلى سياسة سفيهة جاهلة تمد أكثر أصولها من الغرب ومن الديموقراطية التي بنوا عليها كل شيء فانهارت بهم نسأل الله العافية، أوصلتهم إلى الحظيظ، نعم.

فحذروهم مرة أخرى أيضا من هذه السياسة الهوجاء كما نبه الأخ جزاه الله خيرا.

Asset 1xxxhdpi
⬇ مواضيع ذات صلة ⬇