الرفق 28 جمادى الآخر1436

المُؤلف: أزهر سنيقرة
الملفات الصَّوتية:
اسم الملف الملف الصَّوتي تحميل
الرفق 28 جمادى الآخر1436 تحميل

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من
يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمادا عدده ورسوله.
* يَا أَي هَُّا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّ قُوا اللَّهَ حَقَّ تُ قَاتِهِ وَلا تََُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْ تُمْ مُسْ لِمُون
* يَا أَي هَُّا النَّاسُ اتَّ قُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ن فَْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْ هَا زَوْجَهَا وَبَثَّ
مِنْ هُ مَا رِجَالاا كَثِيراا وَنِسَاءا وَاتَّ قُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالَْْرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَ قِيد اا .
* يَا أَي هَُّا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّ قُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَ وْلاا سَدِيداا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وي غَْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَ قَدْ فَازَ فَ وْزاا عَظِيم اا
أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر
الْمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.
إن الله تدارك وتعالى يحب معالي الْمور كلها و يكره سفاسفها كما أخبر بذالك خير العارفين به صلى الله
عليه و على آله و سلم و لا شك أن من معالي الْمور تلك الخصال الكريمة و الْخلاق الحميدة التي جاء
بها هذا الدين القويم و دعا إليها سيد الْولين و الآخرين دعا إليها بأقواله و بأفعاله لْنه كان أحسن من
تحلى بها و اتصف بمكارمها فداه أبي و أمي و صلى الله عليه و على آله و سلم إن الحديث عن مثل هذه
المكارم حديث عن تلك الصفات التي يحدها الله جلى و علا بل التي يتصف بها ربنا تدارك و تعالى لما فيها
من الخير العميم ومن البركات ومن عظيم الثمرات التي تجلب الخير إلى أصحابه صح عن ندينا عليه الصلاة
و السلام فيما رواه الشيخان أنه صلى الله عليه و سلم قال "إن الله رفيق يحب الرفق و يعطي على الرفق
مالا يعطي على العنف" إن الله جلى وعلا صفاته كلها عليا و أسماءه جميعها حسنا وإن مما يستفاد من
هذا الحديث أن من أسماء الله تدارك و تعالى "الرفيق "و الذي يستلزم أن من صفاته جلا و علا الرفق فهو
جلا وعلا رفيق أي كثير الرفق و الرفق بمعنى اللين و التسهيل و ضده العنف و التشديد فإنه جلا و علا
هو الميسر و المسهل لْسداب الخير كلها لعداده ومن أولها و أعظمها ما يسره لهم في هذا الكتاب العظيم
قال الله جل في علاه )ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مذكر (و يأتي الرفق كذلك بمعنى التأني هو ضد
العجلة ومعنى الحليم و هو كذلك من أسمائه الله جلى وعلا و صفاته و الذي معناه أنه لا يعجل العقوبة
لعداده لا يعجل لهم العقوبة لسددين اثنين لعله من سدقت له السعادة أن يتوب إلى ربه جلى وعلا ويقلع
عن ذنده ولعله كذلك أن يزداد من سدقت له الشقاوة من إثمه و بغيه و عدوانه فيكده الله تدارك و تعالى في
نار جهنم قال الإمام الخطابي في هذا المعنى إن الله رفيق ليس بعجول وإنما يتعجل من خاف الفوت الذي
يتعجل هو الذي هو الذي يخاف أن يفوته ذلك الشيء الذي يتعجل من أجله فأما من كانت الْشياء في
قدضته و ملكه فلا يعجل فيها الدته سدحانه و تعالى و لهذا قال ابن القيم عليه رحمة الله في نونيته
وهي كذلك من صفات ندينا عليه الصلاة و
السلام هذه الخصلة الكريمة الطيدة وصف ندينا صلى الله عليه و على آله و سلم بها كما وصفه ربه جل
في علاه في قوله) فدما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت غليظ القلب لنفضوا من حولك فعفوا عنهم و
شاورهم في الْمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين( هذا وصف كريم وثناء عطر من رب
العالمين إلى نديه و صفيه و خليله إلى ندينا الكريم الذي شهد له ربه تدارك و تعالى بلين جانده و رفقه مع
من حوله جميعا القريب و الدعيد أو الولي و العدو مع أقرب الناس صلى الله عليه و على آله وسلم يقول
أنس بن ملك رضي الله تعالى عنه و أرضاه فقد خدم النبي صلى الله عليه و على آله و سلم جل مكثه و
حياته في المدينة خدمه عشر سنين فقال رضي الله تعالى عنه واصفا رفقه ولينه لقد خدمة رسول الله صلى
الله عليه وسلم عشرة سنين فما نهرني قط و ما قال لي شيء فعلته لما فعلته ولا لشيء لم أفعله لما لم تفعله
و هذا من لين جانده و رفقه مع خادمه صلى الله عليه و على آله و سلم كان كذلك مع أعدائه إن ابتدأوه
بشيء من السوء لا يجازي بمثله ذلك فقد صح عن ندينا عليه الصلاة و السلام كما جاء في الصحيحين
من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها و أرضاها "قالت دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله
عليه و سلم فقالو حين دخلوا لسامو عليكم والسام بمعنى الموت يريدون التعمية و التلديس كأن السامع
يظنها السلام و هي دعاء لهذا الشر على خير الدشر صلى الله عليه وعلى آله وسلم قالت عائشة ففهمتها
فقلت و عليكم السام و اللعنة أي قالت هذا وهي من وراء حجابها ولم تَلك نفسها وهذا من عظيم غيرتها
و شدة محدتها على نديها وعلى زوجها وحديده رضي الله تعالى عنها و أرضاها من صديقة طاهرة مطهرة
بنت صديق هذه الْمة الْكبر رضي الله تعالى عنهما فقال رسول الله مهلا يا عائشة إن الله يحب الرفق في
الْمر كله فقلت يا رسول الله أو لم تسمع ما قالو قال رسو الله صلى الله عليه وسلم قد قلت و عليكم
سمعت ما قالو و فهمت كلامهم و أجدتهم بما يقتضهم مقام بمثل هذا الرفق و اللين مع هؤلاء الْشرار
الحاقدين الذين يكنون لمثل هذا العداء لنبي هذه الْمة عليه الصلاة و السلام و لاكن الله تدارك و تعالى قد
جدله على هذه المكارم وحداه بمثل هذه الخصال الطيدة المداركة التي تدل على عظيم بركته و التي تدل على
تحقيق وصف ربه جلو على فيه و إنك لعلى خلق عظيم فداه أبي و أمي ما زاد رسول الله أن قال وعليكم
عائشة لشدة غيرتها ودفاعها عن نديها عليه الصلاة و السلام وهذا هو الواجب على كل مسلم سواء من
عايشه أو من جاء بعده بالدفاع عن نديه و الذود عن عرضه الكريم الشديد صلى الله عليه وسلم قالت
تلك الكلمات فقال له النبي عليه الصلاة و السلام مهلا يا عائشة أي حسدك يا عائشة و ما يندغي لكي
أن تكوني على هذا العنف وعلى هذه الشدة قال هذا في مثل هذا المقام فالله تدارك و تعالى وصفه هذا
الوصف الكريم "فدما رحمة من الله لنت لهم" لينا مع إخوانه لينا مع أصحابه لينا مع أزواجه و مع بناته
على كل قريب و بعيد تقول أمنا عائشة رضي الله تعالى عنها و أرضاها ما ضرب رسول الله صلى الله عليه
و على آله وسلم امرأة بيده ولا خادمة إلا أن يكون في الجهاد في سديل الله ما انكدت يده ضربا لقريب
من أقربائه لزوجته أين هؤلاء الذين جعلوا من ضرب الزوجات زيد لهم ويظنون أن هذا من كمال الرجولية و
والله لا علاقة لرجولة بضرب النساء وخاصة بضرب النساء وخاصة بأقرب النساء إليك و نديك عليه
الصلاة هذه أخلاقه وهذه صفاته" خيركم خيركم لْهله و أنا خيركم لْهلي" ألا يتقي الله هؤلاء و يكفو
عن مثل هذا الشر يتقو الله في أنفسهم و يتقوا الله في أزواجهم وليحققوا الاقتداء بنديهم عليه الصلاة و
السلام الذي هذه أخلاقه و هذه صفاته كان كريما, لينا رفيقا فداه أبي و أمي لْجل ذلك شهد له ربه جل
و على بهذه الشهادة رفقه و لين جانده كان سددا في إقدال الناس عليه و إقدالهم على دعوته و دخولهم في
دين الإسلام الذي ما أرسله الله جل و على إلا رحمة للعالمين وإن أهمية هذا الخلق الكريم وهذه الصفة
الجليلة التي هي من صفات ربنا جلى في علاه وهي من كريم أخلاق ندينا جعلنا الله فداه و هي صفة
الْصفياء البررة من الندين و أتداعهم وصف الله جلى وعلى بها إبراهيم عليه السلام ووصف بها كليمه
موسى عليه السلام حين بعثه وأرسله إلى طاغية الدنيا فرعون الذي ادعى لنفسه الربوبية قال قال له ربه
تدارك وتعالى " فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى" هي صفة الْخيار البررة ومن أهمية هذا الخلق أن الله
جلى و علا جعل حظ الناس من الخير بقدر حظهم منه فقد صح عن ندينا عليه الصلاة و السلام من
حديث جليل ابن عدد الله الذي روله الإمام مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال "من
يحرم الرفق يحرم الخير كله "و جاء في سنن الترمذي كذلك في سند صحيح من حديث أبي الدرداء رضي
الله تعالى عنه و أرضاه أن النبي صلى الله غليه وسلم قال "من أعطي حقه من الرفق فقد أعطي حقه من
الخير " أي بقدر ما يكون عندك من الرفق أي من لين الجانب ومن عدم العجلة ومن عدم العنف و الشدة
في أقوالك و تعاملك يكون حظك من الخير و قال ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير ثم
قال عليه الصلاة و السلام "أثقل شيء في ميزان المؤمن يوم القيامة حسن الخلق و إن الله ليدغض الفاحش
الدذي إن أثقل م وازين المؤمن يوم القيامة هو حسن خلقه و هذا لا شك و لا ريب أنه منه و إن الله عز
وجل يدغض الفاحش الدذي وصح من حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه و أرضاه في ما رواه ابن
حدان في صحيحه بسند صحيح عن عدد الله ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه و سلم قال "ألا أخبركم
بمن تحرم عليه النار قالو بلى يا رسول الله قال على كل هينن لينن قريب سهل النار حرمها الله جل و على
أي هؤلاء لا يدخلونها بسدب ماذا بسدب كدائر اجتندوها أم بسدب طاعات عظيمة تقرب وا بها إنما بسدب
هذه الخصال الطيدة الكريمة بسدب هذه الخصال الحسنة الحميدة على كل هينن بمعنى طيب هينن لين أي
خفيف في تعامله و أقواله و قريب أي قريب إلى الناس غير متكبر عليهم متواضع لهم يتقرب منهم بحسن
المقال و حسن المعاشرة و كذلك حال المؤمن سهل معهم في تعامله كذلك في بيعه و شرائه في اقتراضه و
قضائه و لهذا فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم دعى لمثل هؤلاء "رحم الله مرؤا سمحا إذا باع وسمحا
إذا اش ترى وسمحا اذا قضى "هذه الخصال الطيدة الكريمة التي كلها من معاني الرفق الذي رغب فيه ندينا
عليه الصلاة و السلام و بين لنا خيره و بركته و في مقابل هذا نهانا عن خلافه و عن ضده نهانا عن
العنف في كل شيء في تعاملنا مع بعضنا بل حتى في تعاملنا مع دوابنا و بهائمنا فقد صح عن ندينا عليه
الصلاة والسلام أنه قال"إن شر الرعاء الحطمة "إن شر الرعاء أي رعاة الإبل و الغنم هم الحطمة و هم
الذين يعنفون هذه الدواب و يدفعونها حتى يحطم بعضها بعض و هذا شر عظيم ليس من الرفق في شيء
و لعلكم ترون هذا في أسواق المواشي و تلك الشاحنات التي تحمل من الدواب فوق طاقتها فيكون بعضها
فوق بعض فهؤلاء يدخلون تحت حديث رسول الله فهم شر الرعاة عند الله تدارك و تعالى ولهذا فإن النبي
صلى الله عليه وسلم كما تقول أمنا عائشة رضي الله تعالى عنها قالت "كنت على بعير فيه صعوبة أي
شديد و لعل أمنا عائشة رضي الله تعالى عنها كانت تعنفه لْجل ذلك و هو دابة قال لها النبي عليه
الصلاة و السلام عليك بالرفق فإنه لا يكون في شيء إلا زاله و لا ينزع من شيء إلا شانه "بل إن الله
تدارك و تعالى إذا أراد بأهل خديت خيرا أدخل عليهم الرفق يترافقون فيما بينهم يرفق الكدير بالصغير و
الرجل بالمرأة و المرأة بزوجها و الوالدان بالْولاد و الْ ولاد فيما بينهم تربو عليه و نشأ فيه هؤلاء أراد الله عز
وجل بهم خيرا نسأله تدارك وتعالى أن يجملنا بأخلاق ندينا عليه الصلاة و السلام و أن يجعلنا ممن يحققون
الاقتداء به في أفعالنا كلها و أخلقنا و معاملاتنا جميعها كما نسأله تدارك و تعالى يأخذ بنواصنا إلى الحق و
أن يوفقنا إليه و أن يرينا الحق حقا و أن يرزقنا إتداعه وأن يوفق ولاة أمرنا لما يحده و يرضاه لتطديق شريعتك
والدعوة إلى هدي نديك عليه الصلاة و السلام.

وفي هذا المقام لا يفوتني أن أتوجه بالشكر والدعاء بالخير لرئيس حكومتنا لما وفقه الله جل وعلا فجمد ذلك القانون الجائر الذي أراد من خلاله العلمانيون أن يزيدوا الأرض فسادا وإفسادا، لإباحة أو رفع التضييق على بيع الخمور ونشرها في هذه البلاد التي نسأل الله جل وعلا أن يطهرها بالتوحيد، وأن يعمرها بالطاعات، وأن يوفق أهلها لما يحبه ويرضاه، وأن يجمع قلوبهم على طاعته وعلى توحيده، إنه سميع مجيب.

كما نتوجه بالدعاء لأخواننا من صقور نجدة والحجاز من الذين وفقهم الله تبارك وتعالى لإغاثة إخوانهم من أهل السنة في بلاد اليمن، أن يسدد رميهم وأن يوفقهم وأن ينصرهم على تلك الحثالة الخبيثة المجرمة التي عاثت في أرض الله فسادا.

نسأله جل وعلا أن يطعر الأرض من رجز الشيعة وخبثهم في بلاد اليمن وفي بلاد الشام والعراق وفي كل أرض يؤذن فيها بالتوحيد.

نسأله تبارك وتعالى أن يجعل كيدهم في نحورهم وأن يعجل بهلاك رؤوسهم من شيطان لبنان إلى شيطان اليمن إلى شيطانهم الأكبر في إيران.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يكفينا شرهم وأن يجعل الغلبة لأهل التوحيد لأهل السنة والجماعة، نسأل الله جل وعلا أن يوفق خادم الحرمين الشريفين لما يحبه ويرضاه، وأن يزيده توفيقا، وتسديدا إنه سميع مجيب، وأن يجمع كلمة حكام المسلمين على الحق المبين، وأن يجعلهم شوكة في حلوق المبتدعين الضالين وفي عدوان الكافرين من اليهود الغاصبين والنصارى الحاقدين.

اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يطاع فيه أهل طاعته، اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه.

سبحانك الله اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.